الفصل 69
عبدالعزيز : نايمة ؟
أثير بهُدوء : أل
عبدالعزيز بعد صم ٍت لثواني أردف : آسف على اللي صار اليوم ..
أثير ألتزمت الصمت هي األخرى
ي ؟
عبدالعزيز : أثير أن ِت معا
أثير : معاك
عبدالعزيز : طيب ينفع تجيني بكرا الصبح بدري ؟
أثير : مقدر .. عندي شغل
عبدالعزيز : يعني زعالنة ؟
أثير بهُدوء : مين قال ؟ بس أنا جد مشغولة بكرا
عبدالعزيز : بس كان كالمك غير لما كن ِت هنا وقلتي لي بتجين!
أثير : تذكرت انه عندي موعد
عبدالعزيز تن َّهد : طيب
أثير : نمت ؟
عبدالعزيز : أل
أثير :طيب نام الحين !
عبدالعزيز بضيق : أثير جد متضايق على اللي صار !! ماكان قصِدي
أتصرف معك بهالصورة لكن مزاجي هاأليام مش وال بُد ..
أثير : طيب يا حبيبي قلت لك ماني زعالنة
عبدالعزيز تن َّهد : طيب .. بحفظ الرحمن
أثير : مع السالمة .. أغلقته و فكرها ال يُسيطر عل يه سوى نفوره الذي
تصرف به أمامها ، كانت ردة فعله ال تمت للذوق بصلَة ، لم ت ُكن ستُمانع
من أن يُقبلها فهي زوجته ولكن طريقته بتقبيلها وكأنها الشيء أحرقت
صدرها طيلة اليوم.
يُتبع
،
ُوا جناحهم
قبل ساعا ٍت قليلة ، عقر ُب الساعة يقف على الثانيـة فج ًرا ، دخل
ُمج ِِّهز في إحدى فناِدق الرياض المش ُهورة ،
ال
وقفت متوترة وأقدامها ترتجف وهي ترى إنعكاس ظِله على الطاولة التي
تُقابلها ، لم تستطع ان تتحرك ، كل هذا الكو ُن يتج َّمد في عينها الالمعة
بالدمع.
ريـان بهُدوء : خذي راحتك ، . . ثواني قليلة حتى سمعت صو ُت الباب.
أندهشت من أنه تركها ، من الممكن أن يكون خجول أو ربما اليُريد أن
يضايقني أو من الممكن أنه رآني منحرجة منه فف َّضل أن يتركني قليالً ،
األكيد أنه سيعُود . . ُربما كل الرجال هكذا في أول ليلة.
ِّي عروس ، سقطت
ُمعقدة في شعر أ
دخلت لغرفتهم و هي تفتح األشياء ال
ُمزخرفة بالجلد
" الكنبـة ال
الطرحة على األرض لترفعها وتضعها على
، اليوم صبا ًحا أتت والدتها ورتبت أغراضها ُهنا ، فتحت الدرج
"
البُني
لترى ُمستحضرات البشرة ، توقعت أ َّن هذا مكانها فهي تعرف جي ًدا الريانة
كيف تُفضل ترتيب األشياء. مسحت مكيا ُجها لتنزع عق ُد األلماس الذي
ِن عنقها ، ثواني خافتة حتى تعَّرت من زينتها بأكملها ، أغلقت باب
يُزيِّ
ُمرتجفة بما ٍء دافِي
ِح أعصابها ال
الغُرفة بأحكام و دخلت الحمام لتستحم وتُريِّ
، ت ُمر الدقيقة تلو األخرى و ريَّـان اليأتِي. بدأت بالتفكير و الماء يُبللها
برذاذه ، لمحته اليوم لمرةٍ واحدة ، كان وسي ًما ج ًدا تلي ُق به هيئة العريس ،
لكن لم ينطق شيئًا يجعلني أبتسم ، هي ُمجرد كلمتين " خذي راحتك " يالله
مبروك " على األقل كنت ُطرت بفرحي.
لو قال "
تأفأفت من حدي ِث النفس ال هق لها وخرج ت ، نشف ت شعرها و هي تسب ُق ُمر
الوقت حتى ال يأتِي ويراها بهذه الفوضوية ، رتبت التسريحة التي أمتألت
بزينتها ، فتحت الدوالب و بعفوية " وش مفروض ألبس ؟ " تمتمت :
أستغفر الله بس !!
بدأت ال ُحمرة تسري بجسِدها وتطبع بقعها الكثيرة على أنحاء جسدها نهايةً
بوجنت يها.
تركت شعُرها بنعومته ، وبثرثرة طويلة التم ُل منها ح َّدثت نفسها " أحط
ماسكرا بدون كحل عشان يحسب أنه هذي رموشي طبيعية " و تذكرت
حديث هيفاء لها في في الصباح الباكر " أصحي قبله وحطي من هالروج
وطبعًا حطي كونسلر عش
*تُشير لها للو ٍن ان أكيد يُشبه الشفاه الطبيعية*
بتكون عيونك تعبانة وإذا وِِّدك بزيادة حطي كحل خفيف وأرجعي سوي
نفسك نايمة عشان ال صحى يقول ماشاء الله جمال طبيعي ، في وق ٍت آخر
ضحكت نجالء : يممه على األفكار ! كل هذا يطلع منك ! التصدقينها ريوم
أن ِت منتي محتاجة وبشرتك حلوة ، أندفعت هيفاء : آل ماعليك زيادة الخير
خيريين وبعدين عشان يقول عيونها كحيلة ههههههههه ، نجالء : تراها
بتمصخرك قدامه تخيلي ينتبه أنه مكياج والله عيب يقول هذي تنام بمكياج
ماعندها ثقة بجمالها "
ُهم ،
أبتسمت لذكراهم ، ُرغم ربكة الفرح في قلبها اال أنها بدأت بإشتياقها ل
هذه أول ليلة لها كيف ست ُمر ، يالله ُكن معي.
ُمرتبة بها مالبسها لتفتح الطرف
لم ت ِجد جالل الصالة ، فتحت الدوالب ال
َّت ركعت ين تُطمئن ربكتها
اآلخر المعلق بها عباءاتِها ، أخذت عباءة و صل .
أتجهت للباب وفتحته و جلست على السرير ، مَّرت ساعة بكامل ثوانيها ،
لم تعد تعرف ماذا تفعل ! تنام قبله ؟ أم تنتظره ؟ أم . . ؟
كانت تحتاج لدروس مكثفة من نجالء و هيفاء إن حصل لها مثل هذه
األشياء الضيقة ، كانت تُفكر بأشياء بعيدة كل البعد من أن يتركها في أو ِل
ليلة ، إلى أين ذهب بالضبط ؟ أستغرق وقتًا طويالً وال ترى من هذا
المكان سوى بشته األسود المط ِوي بترتيب على األريكة ، ُربما هذا أمر
عاِدي ! من الممكن أن ي ُكون مرتبك ، طبيعي أن ي ُكون مرتبك لكن لم
أسمع بشخص يترك عروسه في أول ليلة.
صدق أني
تن َّهدت بضيق ودمعة تسي ُل بهُدوء على خدها لتهمس لنفسها "
سخيفة أبكي على وش !! " هذا شيء عادي يا أنا ، شيء طبيعي أن يرتبك
! و األكيد أنَّه بالصباح ست ِجده بجوارها.
،
كررت إتصالها كثي ًرا حتى أجابتها بصو ٍت ناعس ، بغضب كبير : وينك
فيه ؟
العنُود : عند أبوي!
ح َّصة بعصبية : وأنا جدار ورااك !! ليه ماقلتي لي ؟
العنُود بضيق : يمه الله يخليك بنام ماني ناقصة
ح َّصة : يعني تبين تمشين اللي براسك ؟
العنُود بهُدوء أستعدلت في سريرها : أبوي موافق
ح َّصة بغضب : تنسين ماجد واللي جابوه !! فاهمة ! اليكون تبين تكسرين
كلمتي ؟
العنُود : يمه أن ِت رافضة بدون سبب واضح ! أبوه مطلق أمه وش دخلني
فيه ! أنا لي دخل من ماجد ! وماجد كل الصفات اللي أبيها فيه وهو يبيني
ويحبني !
ح َّصة : أنا أعرف كيف أتصرف معك .. وأغلقته في وجهها.
تن َّهدت بغضب ، هذه اإلبنة تُريد كسر حتى العادات و التقاليد ، منذُ متى
تتمر ُد األنثى على العادات وتتزوج من هو ال صل ٍة لنا به ؟ ال أحد سيُنقذ
الموقف سوى سلطان.
،
في خطوات خافتة سريعة نزعت فُستانها لترتِدي بيجامتها البيضاء ، من
أن تزوجت لم ترتِدي قمي ُص نوم ينط ُق للجميع بأنها
ال ُسخرية أنَّها منذُ
عروس و " الجميع " كلمة شقيـة مبنية على الجرح تعود إلى " سلطان "
الِذي يأتي في حياتي كـ إسم مبني على األلم في محل مبتدأ سرق الخبر ولم
يعتقه ألج ٍل غير معروف.
ألتفتت للباب الِذي يُفتح ُمعلنًا ح ُضوره بعد أن صعد لألعلى ، لغُرفتها
ِّي ظن سأظنُه فـ ُسعاد التي ال أعر ُف عنها
الخاوية أو ُربما مكتبته ، ال ي ُهم أ
شيء هي أسف ُل التراب و من العبث أن أغار من ميتة.
سلطان بعينِه الحادة التي تُثير القلق بال حتى أسباب : منتظرة احد غيري
مثالً!
ال ُجوهرة أنتبهت لوقوفها وعيناها التي تتأمله ، شتت أنظارها بتوتر : عن
إذنك ... مَّرت بجانبه لتخرج ولكن أوقفته يداه : خير على وين ؟
ال ُجوهرة بإختناق : مو جايني نوم بنزل تحت
سلطان شد على شفت يه : أل
ال ُجوهرة أتسعت محاجرها بال فهم لتصرفه
سلطان : يالله نامي
ال ُجوهرة بقهر : ماني بزر تنومني وأنا ماأبي أنام
سلطان بحدة : قلت نامي!!
الجوهرة بضيق جلست على الكنبة لتتكتف : ماأبي أنام
سلطان عاد للباب ليُقفله ويضع المفتاح في جيبه و يستلقي على السرير.
الجوهرة أنتظرت ثواني طويلة حتى نطقت وهي تعلم بأنه لم ينام بعد :
سلطان !! .. طيب أبي أنزل أشرب مويا .. أدري أنك صاحي ...
بقهر أردفت : تدري أني بكلم أبوي ومع ذلك تبي تمنعني !! .. طيب أبي
جوالي ناسيته تحت ...
سلطان وهو مغمض عيناه : وال حرف زيادة ! وراي شغل بكرا
التسهريني
الجوهرة تأفأفت كثي ًرا حتى أردفت و تشعُر بإنتصار عظيم لثقتها التي
بدأت تكبُر بعد
سنوا ٍت قضتها بهشاش ٍة عميقة : أبي جوالي
سلطان فتح عينه وبغضب : حنيتي للمراهقة على هالزن والح ِّن!!
الجوهرة ببرود : أبي جوالي مالك حق تمنعني أني أكلم أبوي ! لو رجع
الشرقية بخليك انت بنفسك توديني
سلطان رفع حاجبه : ماشاء الله تبارك الرحمن صرتي تهددين بعد!
ال ُجوهرة عقدت حاجب يها : ليه وش ناقصني عشان ماأهدد ؟
سلطان بدهشة من تص ُرفاتها الغريبة عليه وهو الِذي تعَّود منها الصم ت
وال شيء غير الهُدوء ال . ُمريب
أردف بنبرة وعيد : طيب يالجوهرة
ُمرتدية رداء
سلطان أعطاها ظهره ليُغمض عين يه ُمتجاهالً ، ال ُجوهرة ال
الثقة العظيمة إال أن كل خلية بها ترتجف ، خافت أن يقف ويأتيها ومن ثم
يدفنها في مكانها بسبب " مراددها " له.
مَّرت
دقائق طويلة و مازالت الجوهرة تتأمل ه ُدوئه ، أتجهت للطرف
اآلخر من السرير وهي تنت ظام أنفاسه حتى تتسلل وتأخذ ُظر أن تسمع إنت
المفتاح ، تخشى أن يذهب والدها في الصباح الباكر ُدونها.
ت ُمر الثانية تلو الدقيقة العريضة و ساعات الفجِر ترن ، بعد ُطول إنتظار
أقتربت منه وقلبُها يتسارع في نبضها ومن شدةِ نبضها تشعُر أ َّن قلبها اآلن
له صوت رنين يُس َمع على بُعِد أمتار ، التُخبىء خوفها منه أب ًدا مهما
تظاهرت بعك ِس ذلك ، المست أطراف أصابعها طر ُف جيب بنطاله
القطني ، أدخلت يدها وبلحظ ٍة خاطفة ش َّد على يدها لتذعر بشهقة ، لوى
ي ... ش َّدها
ذراعها خلف ظهرها ليهمس في إذنها : ال تجربين تلعبين معا
ناحيته ليُلصق ظهرها في صدره و ذر ربه هذا أربكها
اعه تُحيط يد يها ، قُ
وأنساها ألم ذراعها ، لم تستطع الحركة أب ًدا وهو ُمثبت ذراع يها على بطنها
و قلبُه يجاور ظهرها الضعيف بالنسبة له.
تشعُر بأنفاسه وهي تختر ُق شعرها ، تألمت من التج ُمد بجانبه و تألمت من
تمُددها الموازي لجسِده لتر ُدف بضيق : توجعني والله
ِن ثغره
و كأنه ال يسم ُع شيئًا ُرغم أ َّن عيناه ُمغلقة إال أن اإلبتسامة تُزيِّ .
الجوهرة : خالص آسفة ، بس إيدي عورتني ... *حاولت أن تتحرك ولكن
ذراع سلطان في هذه اللحظات كالجدار الصلب *
أردفت : الزم أكلم أبوي ،
سلطان بهُدوء : يا مزعجة أسكتي
ال ُجوهرة تفكيرها أتجه لحركة من الممكن أن تجعل والدها يصلي عليها
اليوم ، خافت أن تُطبقها مع سلطان و تخسر حياتها.
سلطان بعد ه ُدوئها أرخى ذراعه ليُفكر جديًا بأن ينام وال يسهر أكثر بعد
يوٍم ُمتعب.
الجوهرة ب ُمجرد ماحاولت الحركة عاد وش ِّد عل يها.
ِه بكل ما أوتيت من قوة ا و
ع َّضت كفِّ . الجوهرة أغمضت عينها خوفً
سلطان أبعد يده لتبتعد الجوهرة عن السرير و تتجمُد في آخر زاوية
بالغرفة.
عقد حاجب يه من آثار ف ِّكِها على يِده حتى تج َّرحت ، لم يتوقع هذه الشراسة
منها. رفع عينه الغاضبة عليها : بالله ؟
الجوهرة برجاء : أفتح لي الباب !! ماراح يجيني نوم وأنا ماكلمت أبوي
سلطان بغضب كبير : تحسبيني أختك وال أخوك تمزحين معي!!
ال ُجوهرة بإندفاع : ما مزحت ! بس أوجعتني و ماتبيني أكلم أبوي ! يعني
تفكر أنك تمنعني بهالطريقة ، أنا متأكدة أنه أبوي راح يتصل عليك لو
ماأتصلت عليه.
سلطان بحدة : تعالي وال والله إن قمت عليك ال أخليك تصبحين على أبوك
بدري
ال ُجوهرة بربكة شتت أنظارها ُدون أن تأتيه.
سلطان : الجوههرررة!!
الجوهرة بحزن : يعني ليه ؟ يعني تدري أنه ماهو برضاي وإلى اآلن
تعذبني !!! طيب أنا ماأقولك أقبلني .. خالص أعتقني واللي شرع الزواج
شرع الطالق ! أنت ر َّجال وأتفهم غيرتك وعدم رضاك أنك ترتبط بوحدة
مـ ....خنقتها عبرتها لتصم ت وتخفض نظرها وتُردف بوجع : ضربتني
وحرقتني وطلعت كل حرتك فيني !! ماكفاك ؟ خالص أنت ما تقدر تعيش
مع وحدة على قولتك ضيَّعت شرفها !! طيب حتى أنا ما أقدر أعيش مع
م علي
م ِس ُكو ُه َّن َّ
َوالَ تُ
شخص ما ترك لي مكان إال و عل ه بضربه ! ..
ِه ُه ُزًوا
ِّ
آيَا ِت الل
َوا
ِخذُ
َوالَ تَتَّ
ف َسهُ
نَ
َ
ل َذِل َك فَقَ د َظلَم
فعَ
َو َمن يَ
عتَ ُدوا
تَ
َّ
ِض َرا ًرا ل
.... وأظن أنك ماقصرت بضِِّري
ِوي ذراعي بالقرآن وبحدي ِث الله ، تعرف جي ًدا هذه البريئة
تعرف كيف تل
كيف تُوجع قلبي بآيا ِت الله و بكل لؤم تُدرك أنني لن أستطيع الرد عل يها.
ال ُجوهرة : ماني رخيصة لك ! أنا وراي أهل وناس ، التحسبني مقطوعة
يوم أنك تضربني كذا !! مهما كانت مكانتك في قلب أبوي إال أني بنته ،
ولو أبي كان قلت له أنه تركي عندك ! بس عشان تعرف أنه هاإلنسان
مايهمني و أنه كذاب ! بس أنت ماتبغى تصدق !!!
و بمحاولة أن تنتصر ل ُروحها : طلقنِي وصدقني ماراح تنزل عليك دمعة ،
بقبل في غيرك و بيجي يوم تعرف أنه إسمي صار أم فالن .... و بعيش !
ألني أثق في الله. ماني غبية يوم أكون غلطانة وأعترف ! ماني غبية أبد
عشان أفضح نفسي ! أنا كنت أبي أصارحك عشان أعيش بس عرفت أني
مقدر أعيش معك
و أتى حديث . ُها القوي الذع حاد مق ُهور ذو أشواك على صدِر سلطان
وقف ليُدخل كف يه بجيُوبه : و أنا وش أستفيد ؟ أيامي اللي ضاعت معك
ي ؟
مين ير َّجعها ل
الجوهرة سقط دمعها : وأنا ؟ طيب !!! أنا اللي جلست
سنين مقهورة
ي سنين ُعمري !!!!!! مستخسر
ساكتة مقدرت أحكي بحرف !! مين يرجع ل
تعطيني ُعمري الثاني !! مستخسر تخليني أعيش ، تبي تستعبدني في
حياتك و تقهرني في اللي بقى من ُعمري !
سلطان ببرود : ماهو ذنبي
الجوهرة وهذه القسوة تش ُطر قلبها : بيكون ذنبك إذا حرمتني من هالحياة
!!
سلطان : ماحرمتك من الحياة ! أن ِت الغلطانة في كل هذا !!! لو قل ِت ألمك
في وقتها وش ممكن يصير ؟ لو قل ِت ألبوك !! لو وقفتيه عند ح َّده ! مهما
صار كان ممكن تدافعين عن نفسك أكثر
الجوهرة بغضب : أنا توني جمبك مقدرت أبعد عنك وأنت بس حاط يدك
عل أن تُكمل لتُردف : حرااام عليك !! ليه ظنك سيء ِّي وهو ... لم تستطع
فيني ؟ ما جربت شعوري وأنا خايفة من كل شيء حتى دراستي اللي
حلمت أكمل فيها الماستر وقفتها .. كل شي ء ضاع مني و تبي تضيِّع علي
اللي بقى !!! ماراح أسمح لك .. إن ماطلقتني اليوم بيجي يوم وتطلقني
وبرغبة منك .. ألنك بالنهاية زي غيرك في هالمجتمع ! تعرف وش يعني
زي غيرك ! يعني يقِِّدس العيب أكثر من الحرام !! أنا مالي عالقة فيك لكن
يوم القيامة الله بيحكم بيننا وبتعرف عيب المجتمع اللي جالس يحكم في
عقلك
سلطان بغضب أكبر : برافو والله !! صرتي تعطيني محاضرات ! تبيني
ي آخذك باألحضان ع
قب هالقرف اللي جبتيه ل !!
ِّي
ال ُجوهرة و دُموعها تتناثر : آل ماأبيك تآخذني باألحضان أبيك ترمي عل
الطالق وكلن في طريقه ال أنت مستعد تعيش معي وال أنا ! ليه تبي
تقهرني !! ليه تبي تشوهني أكثر عشان تمنعني من غيرك!
سلطان بسخرية غاضبة : أشو ِّهك أكثر ! ليه أن ِت الحين منتي مشَّوهة !!!!
إذا أن ِت مآخذة الشرف عيب ونظرة مجتمع أنا مآخذه حراااااااااااااااام
*نطق كلمته األخيرة بح َّدة*
ال ُجوهرة جلست على األرض لتُدخل كف يها بين فخذ يها وتب ِكي ب ُحرقة كبيرة
من تجريحه لها ، من الحزن الذي لن ينسلخ عنها أب ًدا ، من القهر الذي ال
ِهي بشهقة ، من
يُريد أن يفارقها ، من المحاوالت التي تُريد أن تبدأها وتنت
كل األشياء الذابلة في حياتها وال تُريد أن تُظللها لمرةٍ واحدة ، تب ِكي من
سلطان.
سلطان وكأنهُ أنفجر هو اآلخر : ال تفكرين للحظة أنه هدوئي يعني رضاي
!! ُعمري ماراح أرضى فيك يالجوهرة !!!!!!!!
رفعت عينها وبصو ٍت موجوع : ما قلت لك أرضى فيني ! أتركني
التحسب أنك بتكسر أحالمي بطالقي !! ُعمرك ما كنت حلم عشان ينكسر
!!
سلطان وهذه الكلمات الجارحة كأنها زي ٌت على نار ، أقترب بخطواته : ال
تحاولين تمثلين القوة !! معاي أنا بالذات التحاولين ...... وعاد للسرير
ليتجاهلها بقسوة راميًا : تصبحين على خير يا آنسة
الجوهرة ُرغم محاوالتها البائسة في كتم أنينها إال أنه خرج بقهر كبير ،
سلطان الذي هرب النوم منه أغمض عيناه وكأنه يُجبر نفسه على شيٍء لن
يأتي أب ًدا في ليل ٍة كهذه.
،
صباحٍ ء سوى سخ ِط ُسكانها ُمبتهج ال ذنب لسما ِء الرياض في شي
الغاضبُون في مثل يوٍم كهذا ، ال ذن ب للرياض من ال ُحزانى و العاشقين ،
إ َّن المدينة بريئة من الدماء البيضاء التي تهطل من جميالتها ، إنها بريئة
ِق عليها عيُوب ال ُحب و ثغراته. يا
ِّ
من ُكل هذا. ألنها الشماعة التي ُعل
الرياض ُمعاذ الله أن أطل ُب من ِك الفرح و من خلقنِي يح ُكمك ، إني أطل ُب
ُحبك كما ينبغي
من الله أن يُبلل سماءك حتى أ .
ِري وال يف ُصلها عن
منذُ ساعة و هي جاِلسة على األريكة ذات الشكل الدائ
نافذتها التي تختر ُق منها أشعة الشمس إال خطوا ٍت قليلة ، شعُرها متناثر
ويب ُدو أنه متعب من تعبِها ، تنظ ُر لسماء الرياض الجافة وقلبُها يذب ُل
بمُرور عقرب الثوانِي التي يش ُطرها ستُون مَّرة في الدقيقة.
َ
لو أعر ُف من أنت يا مج ُهولي ؟ لو أعرف فقط إس ُمك األَّول ألناِديك به. ِلم
الجميع
َ
ِّي ؟ ِلم
الجميع يتواطأ معك عل
َ
ريد أن أعرف ِلم
ُ
كل هذه القساوة ؟ أ
يستف ُز قهري و يغيضني ؟ رتيل ُرغم أنَّها ال تُريده في مثل هذا الوقت اال
أنها تُحبه وتزوجت ممن تُحب مهما كانت الطرق الوضيعة التي تَّوجت
هذا الزواج ! المهم أنها تزوجت منه و أبِي ُرغم كل شيء تزَّوج من ضي
الِذي يُحبها و أنا أعر ُف أنه يحبها ! أعر ُف كيف نظراته تختلف عندما
يراها مهما حاول أن يُظهر بعكس ذلك. و أنا ؟
ا للسعادة/للحياة. من بينهم جميعًا أنا الخائبة
من بينهم جميعًا لم أ ِجد طريقً
أفعل كل هذا ؟ أهذه حياة التي أعيشها ؟
َ
ُوني ِلم
الخاسرة في ُكل هذا. و يسأل
ُهم في وق ٍت الجميع به سعيد أو حتى نصف سعيد !
أهذه حياة حتى أبتسم ل
ولكن أنا ؟ حزينة من أطرا ِف أصابعي حتى جذور َشعِري ، أيُوجد أكثر
من ذلك سواد ؟ رحمتك يالله إني أحتا ُج ال ُحب كحاجتي للماء.
وج ُهها األبيض المأ ُسور بفار ٍس مج ُهول يذب ُل حتى تسقيه دُموعها الشفافة.
و يا ُعمِري إنِي منك ُمفلسة.
،
في جهٍة أخ َرى نزلت رتيل بوج ٍه شاحب يط ُل عليه بقايا الكحل األسود من
ُمنشغلة بالمجلة : صباح الخير
ُشرفة عين يها ، نظرت ألفنان ال
أفنان رفعت عينها : صباح النور
رتيل : محد صحى ؟
أفنان : شكلهم كلهم تعبانيين حتى عمي ماشفته راح للدوام
رتيل : وال ضي ؟
أفنان : حتى ضي
ي ، أفنان : ترى بشرتك
رتيل تن َّهدت وجلست ب ُمقابلها لتسكب لها ُكوب شا
بتتعب إذا قمتي تنامين في المكياج!
رتيل بعدم إهتمام : تعيجزت أمسحه أمس
بعد صم ت لثواني طويلة أردفت أفنان بحماس : رتُول بقولك شي
رتيل : وشو
أفنان : بصراحة سويت شي شنيع في باريس
رتيل بإبتسامة : وش الشي الشنيع ؟
ي أفنان : ضي
بنص الدورة قالوا لنا بتروحون " َكان " المهم كانت معا
وقالت لي أنه زوجها جاء اللي هو عمي وأنها بتجلس معه ، عاد أنا رحت
بالقطار بروحي
رتيل : إيه
أفنان : المهم مالقيت مكان اال جمب واحد
رتيل بضحكة : والله من العوابة !! قطار وش كبره مالقيتي اال جمبه
أفنان بحزن فعلي : والله العظيم مالقيت اال جمب نواف
رتيل صخبت بضحكتها : وبعد إسمه نواف ! أمداك تتعرفين عليه
أفنان تنهدت : رتيل ال تتطنزين جد أتكلم
رتيل : طيب كملي
أفنان : المهم ما حصل بيننا حكي يعني بس سألني إذا متضايقة أني جالسة
قدامه ويعني كالم عاِدي وسطحي حيل ، يوم وصلنا أكتشفت أنه إستاذ
ِح علي وكذا يعني مجرد
و ُمحاضر يعني إستاذي ، المهم يعني صار يصبِّ
كالم رسمي ما صار شي أوفر والله
ِح عليك
رتيل بإستهبال دندنت موسيقى حزينة بصوتها : يصبِّ
أفنان بعصبية : الشرهة علي أقولك
رتيل : ههههههههههههههه خالص كملي وش صار بعدها
أفنان : المهم جتنا دعوة العيد أنا و سمية طبعا سمية تعرفت عليها بـ َكان ،
ورحنا وكانت فيه مشروبات كحولية وإحنا ماندري ! عاد شافنا وتخيلي
عصب وهزأني .. إال مصخرني بحك يه وطبعا أنقهرت ورديت عليه ،
المهم بعد كم يوم كنت في الدوريه أفطر وشافني وجاني قام يعتذر
رتيل بإنفعال : طبعا ماراح تقبلين إعتذاره يآكل تراب !! خير إن شاء الله
يهزأك مين هو أبوك وال أمك ! يعني خالص كل السعوديين أخوانك
وأولياء أمرك في السفر .. خليه يولي بس أجل يهزأك وأن ِت ماتدرين
أفنان : كل هذا يهون قدام الصواريخ اللي قلتها
رتيل أتسعت محاجرها : وش قلتي ؟
أفنان : أتصلت عليه زوجته وهو يكلمني ، وأنقهرت يعني مدري كذا
أنصدمت ماتوقعته متزوج ! قمت وقلت له أنه زواجي بعد فترة
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههه ال تطيح السما علينا
أفنان بقهر شديد : والله أني كلبة مدري ليه كذبت مع أني ماكان قصدي
أكذب يعني تعرفين لما تقولين شي ال إرادي
رتيل : بالله وش ر ِّد عليك
أفنان : عاِدي قال الله يوفقك !! كذبت كثير حتى من قوة الكذبات أول
مارجعت كتبتها بمفكرة في جوالي عشان ماأنسى
رتيل بسخرية : عيب عليك ! تكذبين !!! أفآآ بس أفآآ
ِّي أفنان بضيق : يالله والله أني ندمانة ال
تزيدينها عل
رتيل : الحين لما بترجعين وتكملين دورتك المعفنة ذي بيكون موجود
أفنان : مدري بس أتوقع ! أصال خالص ما بقى اال أقل من شهر يعني
بت ُمر بسرعة بس ماأبغى أشوفه أحس بيكشفني ! أحس كأنه مكتوب على
جبيني تراني كذابة
رتيل بجدية : يعني ماأشوف سبب يخليك تكذبين ! إال اذا كان يهمـ
قاطعتها أفنان بإندفاع : طبعًا أل ، أقولك ماأعرف عنه اال إسمه يعني وش
بيهمني فيه
رتيل بعد صمت لثوانِي : طيب تجاهلي الموضوع ! بعدين وش بينك وبينه
عشان يجلس معك وتكذبين عليه !!
أفنان : يعني وش أقوله ؟ أنقلع !! يعني أنحرجت وهو جلس!
رتيل بصو ٍت ساخر : س ًدا لباب الفتنة
أفنان تن َّهدت :يا شينك بس
،
أنتظر منه رسالة تُخبره عن موعٍد يجمعهم ، طال إنتظاره وهو ينز ُل
لألسفل و ريف الصغيرة تلع ُب عند عتبا ِت الدرج ، أبتسم : ريووف
رفعت عينها وهي ترمش ببراءة ، ضحك ليحملها بين ذراع يه : يا ُكبر
حظه من بيآخذك
ضحكت من خلفه والدته : الله يطِِّول بعمرك وتزفَّها على رجلها
أبتسم فيصل : عاد هالزين ما تآخذ أي واحد !
والدته بإبتسامة نقيـة : طيب أجلس أبيك بموضوع
فيصل جلس ليُالعب ريف بيد يه : سِِّمي
والدته : سم الله عدوك ، للحين تبي العرس ؟
فيصل صخب بضحكته ليستفز والدته :أل
والدته برجاء : يالله عاد فيصل
فيصل أبتسم : مين شفتي بعرسهم ؟
والدته : ماشاء الله عرسهم يهبل ويجنن حتى العروس...
قاطعها فيصل : مايجوز يمه توصفينها
والدته : طيب طيب التآكلني .. المهم شفت لك ثنتين وأنت أختار
فيصل بإبتسامة : ومين هالثنتين ؟
والدته : بنت عبدالرحمن آل متعب .. الكبيرة إسمها عبير والثانية أخت
منصور الصغيرة هيفاء
فيصل تن ِّهد : آل يمه ماأبي آتزوج منهم
والدته : وليه إن شاء الله ؟ بالعكس ناس نعرفهم ونعرف أصلهم وأخالقهم
فيصل بهُدوء : يمه الله يخليك خالص سكري على الموضوع ! إذا تبين
تخطبين لي دوري لي من الناس البعيدة
والدته : عشان اللي صار ؟
فيصل ألتزم الصمت وهو عاقٌد حاجبيه
والدته : طيب خالص ماتبي من عبدالرحمن آل متعب رضينا ! لكن الحين
عالقتك كويسة مع بو منصور وأهله
فيصل مازال ُملتزم الصمت ال يروق له هذا الحديث أب ًدا
والدته : طيب أنا أحس هيفاء تصلح لك وذكية ماشاء الله وأحسها هادية
وجدية نفسك .. كل الصفات اللي تبيها
فيصل بسخرية : فر ًضا أنصدمت فيها وطلعت غبية خبلة هبلة
والدته بعصبية : فيصل ال تتكلم عن بنات الناس كذا !! بسم الله على قلبك
يا مخ نيوتن يوم تبي وحدة ذكية
فيصل أبتسم : طيب غبي وغبية ماينفع أبيها ذكية عشان تعقلني
والدته : تتمصخر على كالمي ؟
فيصل : يا فديت روحك ماعاش من يتمصخر بس قلت لك ماأبي آخذ من
الناس القريبة دوري لي أحد بعيد وال خليني كذا مرتاح
أنتبه لهاتفه الذي يهتز ، فتحه وإذ هي الرسالة المنتظرة " صباح الخير
فيصل ، وش رايك نلتقي الساعة
في ... ؟"
،
رجعت من موعِدها الثقيل على نفسها ، رجعت وهي تشعُر بالضعف أكثر
بعد أن أوصتها الدكتُورة بالعناية أكثر وإال ستخسر هذا الطفل بإهمالها
الشديد لصحتها.
نا
و مازال ال يُحادثها ، مالِذي غيَّره بهذه الصورة الرهيبة ، كانت أحاديثُ
األخيرة وديَّة ماذا حصل حتى يتغيَّر هكذا ؟
أنتبهت لـ غالية الجالسة وتتأملها ، رفعت حاجبها : مضيعة شي بوجهي ؟
غالية بإبتسامة : آل بس أشوفك متضايقة عسى ما ش ِّر ؟
ُمهرة : ماني متضايقة وال شي .. بس أفكر
غالية مددت بكلماتها دلعًا : آهآآآ تفكريـــن!
ُمهرة تن َّهدت بض ك
يق منها لتجلس وهي تنزعُ طرحتها من شعرها : يقول
من راقب الناس مات ه ًما
غالية نفثت على صدرها : الحمدلله خالية من الهم
ُمهرة أخرجت هاتفها لتُردف : وين أمي ؟
غالية : وش يدريني ! آليكون الشغالة اللي تحرسها
ُمهرة كشرت و نظرت آلخر د ُخول ليوسف في الواتس آب كان ف .
ج ًرا
واضحة تما ًم أرسلت له ُصورةٍ لرحمها غير ا ألتقطتها وهي بالسيارة من
الصورة األصلية التي أخذتها من الدكتُورة ، كتبت تحتها " إذا كان يهمك
أمري "
في وق ٍت آخر كانت النقاشات ت ُدور حول الزفاف و ماح َصل به و حما ُس
م في القاعة
هيفاء بوص ِف ماحدث طوال ما كان ت ري .
هيفاء : بس قهرر والله كنت أبيكم تدخلون
يُوسف : ريان ما بغى ومقدرت بعد أجبره بس الله يهنيهم يارب
ُظر للصورة ، أنقبض قلبه بل أرتجف
فتح هاتفه ليفتح ُمحادثة ُمهرة و ين
من أ َّن جنينًا ين ُمو في أحشائها ، من أن رو ًحا تعي ُش في رحِمها منه ، مني
ٌم أنا ؟ كل هذا يعني بعباِدك وكم
أنني قريبًا سأصبح أبًا ! يالله كم أنت رحي
أنت كري ًما على عباِدك ، عيناه كانت تح ِكي أ ُصول اللهفة حتى جذب غي ُره
له ، نطقت والدته : وش فيك يوسف ؟
يوسف و إبتسامة ضيقة تُزين شفاهه : ال وال شيء .. وأبتعد صا ِع ًدا
لغُرفته ، أتصل عل يها مرةً و إثنتين ولكن لم ترد.
كتبت له " ماني لعبة لمزاجك "
" علمي نفسك هالحكي ماهو أنا
يُوسف تن َّهد ليكتُب لها و تبدأ حر ٌب بالكالم
"
" الحين طلعت أنا الغلطانة ؟ تدري الشرهة علي ماهو عليك "
ُمهرة بقهر
يُوسف " إيه طبيعي الشرهة عليك ألنك غلطانة وحتى ماودك تعترفين "
ُمهرة " أنا ماأدري وش اللي قلبك بس أنا الغبية اللي فضفضت لك وأنت
ماتستاهل !! منت بعيد عن ظنوني "
يُوسف بإستفزاز كتب لها " أكيد ماني بعيد عن ظنونك الحسنة "
حقييير "
ُمهرة بغضب و مزا ُج الحامل ال يُستفز "
يُوسف ُصعق من كلمتها الوقحة بحقه وكأنه أصغر أبناءها وليس زوجها "
قد هالكلمة ؟ "
ُمهرة خرجت من الصالة لتصعد لغُرفتها وتُغلق عل يها الباب و بدمعها
كتبت " إيه قدها"
يُوسف لم يرد عل يها و أخذ مفتاح سيارته لينزل لألسفل ويرمي حدي ٍث على
عائلته الجالسة ُدون أن يقف لهم : أنا رايح حايل ....
،
"ياعـاقـد الحاجـبـيـن علـى الجبيـن اللجيـن إن كنت تقصد قتلي قتلتني
مـــرتـــيـــن " هذا ما قالهُ األخطل الصغير و هذا ما رددهُ قل ُب الجوهرة.
جالسة بجانب العمة ح َصة ، كانت أحاديثهم هادئة تمي ُل لمزاجية الجوهرة
في يوٍم تعيس مثل هذا ال ير ُد عليها والدها أو ُربما لم ينتبه لهاتفه.
ُمتأخر في نومه بعُقدة حاجب يه ، حصة : طيب قول صباح الخير
نزل ال
سلطان ُدون أن ينظر للجوهرة : صباح الخير
حصة : وش فيك معصب ؟ أجل دام كذا بأجل موضوعي
سلطان جلس بجانبها : وش موضوعك ؟
حصة : ماراح تداوم اليوم ؟
سلطان : نسيتي ؟ إجازة!
حصة بهُدوء سكبت له من القهوة : صحصح وبعدين أقولك
سلطان أخذ ال ُكوب ُملتز ًما الصم ت وبعد ثواني طويلة أردف : العنود وينها
؟ صار لي يومين ماشفتها!
حصة : عند أبوها
سلطان بسخرية : والنعم والله
حصة بحدة : سلطان!!
سلطان تن َّهد ليعُود لصمته ، وسط سكينة ال ُجوهرة و تأمالتها . . تهتم
ُم بِأن تُداري خواطرهم وتنسى خاطِر بالجميع و ي في
ِّي ؟ تهت
تبخل عل
ي
جيبِك ؟ كأنك واث ُق من رضا .
ِن سلطان. كان الهاتف على
رن هات ُف الجوهرة ليُعلن عن ضوضا ِء عي
الطاولة ، وقفت لتتجه إل يه أمام سلطان ، ر َّدت على والدها : هال يُبـه .....
وخرجت من الصالة.
حصة : بترجع الشرقية ؟
سلطان بحدة : مدري
حصة : كيف ماتدري !! يعني متى تتحركون وتحلون خالفاتكم !
ماصارت كل ماقلنا تعدلت رحتوا تخانقتوا من جديد!!
سلطان بخفُوت : ُعمرها ماراح تتعَّدل
حصة : يعني أرجع وأقولك الكالم نفسه ؟ إلى متى !! أنتهينا من سعاد الله
يرحمها ورجعنا لنفس الموضوع من جديد ! زواجك من سعاد كان شيء
إستثنائي التحكم على كل زواجاتك من هاألساس!
سلطان : وش دخل سعاد الحين !! حصة تراك فاهمة الموضوع غلط
حصة : ال ماني فاهمة غلط !! أنت اللي مدري من وين جايك الهبال على
آخر ُعمرك ! تذكر وش قلت لك عن سعاد ؟ كل شيء سَّوه بحجة تأنيب
ضمير اال الزواج ! الزواج ماينفع يكون أساسه شفقة
سلطان بغضب : ومتى كان زواجي من سعاد شفقة ؟
حصة بحدة : إال زواجك منها شفقة ولو تحلف قدامي ماني مصدقتك ! وال
تحسب أنك محتفظ بغرفتها يعني مصدقتك انك ميت فيها !! طول عمرك
ماكنت تشوفها أكثر من أخت و حتى هي الله يرحمها ماكانت تشوفك زوج
!
سلطان رمى ال ُكوب ليتناثر ُزجاجه ويقف غاضبًا ومزاجه اليُب ِّشِر بالخير :
يا سالم !!! هالحين حكمتي على كل شي بمزاجك !! وكأنك تعرفين كل
شي وفاهمة فيه ! وال بنتك عرفت كيف تغيَّر موقفك من سعاد
حصة : العنود مالها دخل بس كانت صادقة في هالموضوع ! وما ألومها
أنها تنقهر تبقى صديقتها
سلطان بغضب كبير : مين صديقتها ؟ بنتك لو فيها خير كانت زارتها
بالمستشفى يوم مرضت بس ونعم الصداقة اللي تعرفها بنتك ! بس شاطرة
تطِِّول لسانها وتحكي لي فيلسوف زمانها وش الزم يصير ووش اللي ماهو
الزم يصير ! شوفي حصة للمرة المليون أقولها لك موضوع سعاد ماينفتح
في هالبيت !!
في جهٍة أخرى كانت تسمع لكل حرف بعد أن أغلقته من والدها ، أتجهت
ل . ُهم لتقف من خلف سلطان
حصة ولم تنتبه للجوهرة التي بجانب الباب ، أردفت والغض ب يشت ُد بينهما
: إال بينفتح لين تسكره من حياتك وماتخليه يأثر عليك بحياتك مع الجوهرة
!! ليه ماتعطي نفسك حقها ! حرام عليك اللي تسويه بنفسك !! فيه أحد
يشوف وش اللي يضايقه ويسويه !!!!! وين بتلقى أحسن من الجوهرة ؟ ليه
تخلي مشاكل بسيطة تنهي عالقتك بالشخص ! قولي إلى متى يعني ؟ تبي
تقطع نسلك و تقهرني فيك ! يكفي يا سلطان ماعاد صارت حياة هذي !!!!
الشغل اللي معطيه كل عمرك ماراح يشيلك والشيب يكسيك ! ماراح
يداريك بليل و ماراح يوقف معك بمرضك !!
سلطان بهُدوء : حصة الله يرضى لي عليك أنا أعرف مصلحتي ومعطي
ِّي ماألطخها بأحد
و نفسي عزيزة عل
*بقسوة أردف*
نفسي حقها ، و
حتى ألطخك ؟ يا قسوتك
من خلفه أرتجف قلبها ، أأصبح ُت أنا " قذارة "
حتى بحديثِك يا سلطاني.
حصة أنتبهت للجوهرة و شتت أنظارها ُم . لتزمة الصمت
ُظر إليها ، هذه المرة لم تخجل بأن تضع عينها بعينه ،
سلطان ألتفت لين
ُربما وجود حصة يُعطيها بع ُض األمان ، بحدة عينه لم تخاف أن ترمي
عيناها بشرر العت ب الِذي سيُفكر به سلطان طوال يومه ، أثق بأنك ستُفكر
بـ سِر هذه النظرات يا إبن بدر!
فاجئها بصو ٍت خافت : تعالي فوق
.
.
أنتهى
يُتبع بالجزء )
)
تابع ،
يـاعاقد الـحاجبين
على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي
قـتلتني مـرتين
مـاذا يـريبك مني
مـاهممت بـشين
و
جبيني
في
ةٌ
ُصـفر
أ
تَـمر قـفز غزا ٍل أم رعشة في اليدين
بين الرصيف وبيني
وما نصبت شباكي
وال أذنت لـعيني
تـبدو كأن التراني
ومـلء عينك عيني
ومـثل فعلك فعلي
ويلي من األحمقين
حـياً سوى رمقين موالي لم تبق مني
صبرت حتى براني
وجدي وقرب حيني
ستحرم الشعر مني
وليس هـذا بهين
أخاف تدعو القوافي
عليك في المشرقين
*بشارة الخوري
رواية : لمحت في شفت يها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!
ال ُجزء )
)
أرتبكت لتُشتت أنظارها و تبتعد عن الباب ليخرج صاع ًدا لألعلى ، بع ٌض
من الربكة يُخففها إتصال والدها ووعده بأن يأتيها عص ًرا ، صعدت خلفه و
هذا الهُدوء قات ٌل لها و قلبِي الِذي ال أفهمه وال أفهُم ما يُمرره على ثغره
ُجيب على عاقد الحاجب ين بمثل ما قال األخطل
أظ ُن أنني فهمتُه ويجب أن أ
مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشين ، أ ُصـفرةٌ في جبيني أم رعشة في
"
اليدين ؟ "
ُممتد في الطابق الثاني ، ليُخرج تنهيدةٍ لها معانِي
دخل سلطان لجناحهم ال
كثيرة و ُربما معانِي مرَّوعة.
ألتفت عل يها : سكري الباب
أغلقته بهُدوء ، بلعت ريقها لتُدافع عن نفسها قبل أن يتهمها : ما يهمني
موضوعك مع سعاد !
سلطان : وأنا سألتك إذا يهمك ؟
شدت على شفتِها ال ُسفلى ، يُريد إحراجها بأي طريقَة حتى لو كانت طريقة
ال أساس لها !
بقهر أجابته : طيب آمر وش تبي تسِِّمعني ؟ أنه نفسك العزيزة ما ترضى
ي ؟ .. على العموم أبوي
أحد يلطخها ! وال سمُوك ما يتواضع وينزل ل
على وصول و ساعتها ف ِّك ك تطلقني وال ماتطلقني ! بكال الحالتين ِر براحت
أنا باقية في الدمام ! والباقي يتفاهم معك فيه أبوي ،
ُمشتعلة بداخله اال أنه أبتسم ببرود : جايبة هالقوة
سلطان ُرغم البراكين ال
منين ؟
ال ُجوهرة بإندفاع : منك !! وال نسيت حاللك على وش مربيه!
سلطان يعر ُف بماذا ترمي عليه ، يذ ُكر تلك الليلة التي أتتهُ بأقدامها ليعانقها
، تُريد إذالله على كلما ٍت
وحاللي ماأرضى عليه بالغصيبة "
"
ويهمس
قالها في لحظ ٍة كان يراها كاملة من ُكل ناحية : ال مانسيت !! .. بقولك
شيء يالجوهرة بس عشان ما تفكرين لحظة أني أخلفت بوعدي لما قلت لك
أحسني ظنك فيني بقولك قبل اليروح كل شخص بطريقه !
َّطع ُحزنًا ، مهما كان أمُر
الجوهرة تقطع قلبُها قطعًا بلفظه األخير ، تق
الطالق على األنثى جر ٌح و جر ٌح عميق ، أرتجفت أهدابُها ! كيف ي ُكون
على إستعداد تام بأن يشهد على موتي ؟ كيف ي ُكون الرجال بهذه الصورة
وني يا رجال هذا العالم الهزيل ، لمَّرةٍ واحدة أع ُط القاسية ؟ لمَّرة أنصفُ وني
حق سلبتموه مني.
كيف أقُول " ارجوك ال تنطقها " ُدون أن تسقط كرامتي بالمنتصف ، كيف
أقولها يا سلطان !!
َّت من أن تسكن جوفه : ما نمت أمس وأنا أفكر فيك ..
سلطان بصراحة مل
ماراح أقول أنك ماتهميني وال بكذب عليك
ُمرتجفة سقطت
ٌ
رفعت عينها و دمعة .
يُكمل : لو طلبتي الطالق قبل ال تصاريحني أنا وأبوك ، لو أصريتي
بالطالق كان بتكونين ذكرى حلوة في حياتي ! كنتي بتكونين كذا ليه قلتي
لي ؟
ُصدمت من منطقه ، ُصدمت وج ًدا من تفكيره ، فكوكها ترتجف وتصطدم
بالحو ٍل وال قوة.
سلطان : لو كن ِت زوجة غيري ! كان بيصبر عليك مثل ما صبرت وأنا
أشوفك كل يوم !! كان بيصبر ويمسك نفسه عنك وأن ِت حالله ؟ .. محد
صدقيني بس بتكون كارثة إن أكتشف بنفسه !! تدرين أني صبور وقادر
أصبر عنك . . وش كن ِت متوقعة مني عقب ما قلتي لي أنا وأبوك ؟ كن ِت
متوقعة أني أرضى ! أنا أحلف بالله أنك متوقعة ردة فعلي بدون أي شي !
وتعرفين أنه النهاية وحدة وهي الطالق ! ليه قلتي لي من األساس!!
بعصبية لم يُسيطر عل يها : عشان تقهريني ؟ عشان تخليني أفكر كيف كنت
غبي وأنا أصبر وساكت !! وال تحسبيني بقولك انا والله متفتح وأر ِِّحب
بأني أسمع ماضي قذر زي هذا ومايهمني الماضي أهم شي عندي الحاضر
!! .. مايهمني أنه برضاك وال ماهو برضاك ! الفكرة الوحدة أني ماني
متربي آخذ بقايا أحد ! شفتِي أنك غلطانة ومليون بالمية غلطانة أنك قلتي
لي ! لكن هذا مايعني أني برضى ألن لو أكتشفت بنفسي والله يالجوهرة
وبعزة ربي أحلف لك أني فرغت هاللي تشوفينه براسك *أشار لها لسالحه
المرمي على الطاولة* ، ليتك حفظتي شرف نفسك وطلبتي الطالق بدون
هالمصخرة ! بدون هالحقارة اللي سويتها !! إيه صح أنا أعترف أنك بريئة
من قذارة عمك لكن منتي بريئة من قهري !! وال راح تفهمين وش يعني
قهر الرجال !! بس ال تطلبين مني أطلقك في وقت مثل هذا !! ألني مثل
ماني متربي على آخذ البقايا بعد ماني متربي أني أكون أطرش بالزفة.
ال ُجوهرة بعد صم ٍت طويل أرتبكت به حوا ُسها : ما كنت أبي أخدعك ،
صارحتك عشاني كنت بصدق معاك .. ما صارحتك عشان أقهرك وال
كان عندي أمل أنك تآخذني باألحضان وتقولي مايهمني الماضي يهمني
الحاضر ! صارحتك عشان أرضى على نفسي .. ليه تفكيرك بهالسلبية
ِّي
وأنه قصدي أقهرك !!! كيف أقهرك وأنت غالي عل ..
أردفت كلمتها األخيرة بال وع ي ، بال تفكير ، بال شيء يُوحي أنها تتحد ُث
بعقلها ، من يتكلم اآلن هو قلبُها الضعيف.
أكملت بنبرة شارفت على اإلنهيار : و الحين صرت بقايا ؟ أنا بقايا ؟ يالله
بس بعرف بأي ضمير تتكلم !! مين المقهور فينا ؟ وأنت ترمي تجريحك
ي ليل ونهار وأنا مقدر أرد عليك بكلمة ألني عارفة كيف بتكون ردة
عل
فعلك !! ألني عارفة لو أفتح فمي بكلمة بتحرقني بكلماتي
سلطان بغضب : ماقصرتي بأفعالك !
ِّي أفعال !! أنت تتكلم عن وهم من عنِدك !! تبي تذلني ؟ تبي
ال ُجوهرة : أ
تعيشني عندك عشان أصحى كل يوم وأنا عارفة أنك ماراح تقبل فيني بس
تبي تقهرني وتحسب أنك بهالشيء تشفي قهرك وترجع كرامتك!!
سلطان بحدة : كرامتي ما طاحت عشان أرجعها !! كرامتي محفوظة
وأقطع أيد من يحاول يتعداها
ال ُجوهرة بإنكسار : ليه تذبحني ؟
سلطان : ما رضيت على حاللي بالغصيبة تتوقعين بأرضى عليه الذبح ؟
ِر . . ًكا ال ُجوهرة في حيرة التناقضات الي يلفُظها سلطانها
وخرج تا .
،
بعد نوٍم عمي ق فتحت عيناها على السق ف ال ُسكِري ، ثواني صامتة تستوع ب
أين ه ي ؟ ثواني حتى تستوعب أ َّن هذا صبا ُح العروس. ألتفتت يمينًا و
يسا ًرا وال أثر لريَّان ، ُربما أستيقظ قبِلي ؟ ولكن ال ُجزء الذي بجانبِي ُمرتَّب
ويب ُدو أ ِّن ال أحد أستلقى عليه.
تركت وساوي ُس عقلها وأتجهت للحما لصاخبة م ، هي الدقائِق الخافتة ا
ال . ُمتناقضة بكل شيء حتى تتزي ُن ريم بما يلي ُق للعروس
ِن حجم السعادة التي تُعانق قلبها ،
و َّدت لو أنها تقفز من السرير حتى تُبيِّ
تُريد أن تعود لطفولتها عندما تتراقص على السرير إن حققت شيء ما ،
وهذه الكلمة كفيلة
"
كل شيء سيء يختفي ب ُمجرد أن تُفكر بأنها " عروس
بأن تنبت على شفت يها زهرت ين و أضعافُها. هذه الكلمة تعنِي جميلة ، فاتنة
، باذخة ، راقصة ، ُمتمايلة ، ثابتة ، ُمتزنة ، ُمتفردة ، إستثنائية ، ... هذه
ٍن تُزهر به الضحكات
الكلمات ُمعتادة ولكن هذه المَّرة تأتِي على لسا
ِّي الضحكات الصامتة التي
الحل ُزونيـة أ تحمُر بها الوجنت ين وتبكي بها
العين.
فتحت هاتفها و أنهالت عليها رسائِ ُل الواتس آب. أبتسمت لـ " قروب
صديقاتها " فتحته و لم يُسعفها أن تقرأ كل الكالم لتلتقط عيناها " بنسوي
قروب ثاني للمتزوجات ! إحنا العوانس مالنا رب " ضحكت لتخرج من
م ُغرفتها وتقع عيناه عل يه على األريكة
، نائ .
ي رف ُضه الغير
أو ُل خيبـة تتلقاها في حياتها الجديدة ، هل هو ير ُسل إل
ي ؟ وقفت ُمتجمدة من هذا المنظر
ُمباشر ل .
قاسي ج ًدا أن تبدأ زواجها بهذه ال ُصورة ، أنتبهت إلستيقاضه ، رفع عينه
عليها وببرود : صباح الخير
ريم بلعت ريقها لتبتسم : صباح النور
وبهُدوء مَّر بجانبها ُمتج ًها للغرفة. تُريد أن تستوعب ما يح ُدث ؟ يالله يالله
أنا عروسه حتى يتجاهلني هكذا ؟
أفعالً
جلست وهي تُراقب خطواته حتى دخل الحمام. دخلت في قوقعة تفكيرها !
" أصالً عادي كل الرجال كذا " لم أتعرف عل يه بعد ُربما أظن به سو ًء من
أول مَّرة ُربما يقصد شي ٌئ آخر.
ال تعر ُف لم دُموعها أتت حا َّرة في محاجرها ، أخذت منديال لتمسحها قبل
أن تسقط ولكن ال ُحمرة التي تُدمي عينها من يمسحها ؟
دقيقة تلو دقيقة و ريم صامتة تنتظ ُره ، سمعت صو ُت اإلستشوار ، تأكدت
أنه أنتهى من إستحمامه ، التعر ُف ِلم ها الذي بحجم الك ف بات َ ضاقت و قلبُ
يضي ُق حتى أنه تتصَّورهُ كحجِم أصبعها اآلن. تذكرت حدي ُث صديقتها بأن
أو ُل أيام الزواج ال تفَّوت وأن هذه الفرحة الحقيقة أل ِّي زواج. ولكن ؟
رفعت عينها للريان الخارج كان سيتحد ث لوال أنه أنتبه ل ُحمرةِ عين يها ،
جلس على الطاولة التي تُقابلها ، أربكها بقُربه : ليه تبكين ؟ .... نمت
بدون ال أحس هنا
أخفضت نظرها ، ال قوةً لد يها حتى تراه ، هي المرا ُت قليلة التي رأتها به
ولكن بهذا القُرب تعجز أن ترفع رأسها.
ريَّـان بهُدوء : ريم طالعيني !!! زعالنة من أيش ؟
ريم توترت حتى سقطت دُموعها بحديثه لتهمس : ماني زعالنة
ريان أبتسم : أجل هالبكي ليه ؟ دلع ؟
ريم رفعت عينها و ُسرعان ماأخفضتها
َما حجز لشهر
ُمرتجفة ، لوال إصرار والدته ل
ِها ال
ريان وضع يده على كفِّ
عسلهم : المغرب طيارتنا عندك علم ؟ .... تبينا نروح ألهلك تسلمين
عليهم ؟
ريم شدت على شفت يها ال تُريد أن تب ِكي ولكن دمعة سقطت على ك ِِّف ريَّان.
ريَّان الهادىء على غير العادة ، وبنظرةِ الشك التي لم يتخلى عنها : تبكين
من أيش ؟
ريم بلعت ريقها : آسفة مو قصِدي بس متوترة شو ي
ريَّان ترك يدها ليُردف : بطلب الفطور و بعدها بلغيهم أننا بنجيهم
،
ُم
في عصِر شمس ، غفت عيناه بعد أياٍم ُمثقلة باألرق ، غفت باريس ال
وأخي ًرا لينام ُمرتاح البال ، على األريكة الوثيرة نائ ًما وال ُشباك مفتُوح و
نسمات البرد تخترق الشقة و ال شيء يُغطيه. نائم بوضعية الجنين و سكينة
مالمحه تُغري للتأمل والرسم وكل الفنون الجميلة مصد ُرها رج ٌل وسيم و
إمرأة فاتنة و ال ننسى أ َّن الفُرشاة أحيانًا ت ُكن لئيمة بفتنتها.
فتحت الباب بهُدوء وهي التي أخذت نسخة من مفتاح الشقة ، وقعت عيناها
عليه لتبتسم ب ُحب.
نزعت معطفها لتُعلقه خلف الباب وبخطوا ٍت خافتة دخلت لغُرفته وجلبت
له غطاء تُغطيه به. ، تركت الطعام في المطبخ وجلست بجانب رأسه. ال
تُريد إزعاجه بل ستنتظره متى يستيقظ ؟ أخرجت هاتفها من جيبه لتتسلى
وتشغ ُل وقت فراغها اآلن.
مَّرت ساعة كاملة و شقيقتها األخرى ، أصبحت الساعة تُشير إلى السابعة
مسا ًء.
بدأ جسده بالحركة ليفتح عين يه بتثاقل ، أستعدل بجلسته ليلتف ويرى أثير
ه ، يشعُر بصداع وكتلة ضخمة فوق رأسه ، نوٌم بجانب بعد أياٍم أفلس فيها
ُمرهقة ، ُرغم أنه يشعر براح ِة أعصابه ولكن عقله مثقل و مثقل
النوم ج ًدا
و مثقل إلى ماالنهاية.
أثير بإبتسامة : مساء الخير
عبدالعزيز ببحة : مساء النور .. كم الساعة ؟
أثير :
عبدالعزيز تن َّهد : يالله كنت راح أزور المقبرة الصبح
أثير : خالص بكرا إن شاء الله
عبدالعزيز وقف ليُعِدل مالبسه التي تجه ُل بدايتها من نهايتها وهذا إثر نومه
العميق .. ومن ثم اتجه للحمام.
أثير بصو ٍت عالي حتى يسمعها : بح ِّضر لك األكل ...
ت ُمر الدقائِق ب ُسرعة ُمفجعة ، وبالفترة التي ج َّهزت بها أثير الطعام كان
ِم من صالته الفائتة ، وضعت آخر طبق على الطاولة
ِّ
عبدالعزيز يُسل
وجلست : عسى أرتحت ؟
بلة على خدها ويهمس : آسف على
عبدالعزيز من خلفها أنحنى ليطبع قُ
اللي صار
أثير المتوردة ب ُحمرة وجنت يها : حصل خير
جلس ب ُمقابلها ُم ثير : األحد الجاي بسوي حفلة بسيطة لتز ًما الصم ت ، أ
ببيتنا وبعزم كل اللي نعرفهم من شغلنا والكلوز مررة ماراح نعزم ناس
بعيدة
عبدالعزيز : والكلوز يدخل من ضمنهم مين ؟
أثير : يعني عادل و
قاطعها عبدالعزيز بحدة : أثييير !!!
أثير : هذولي كلهم أصدقائك
عبدالعزيز : فيه خط أحمر إسمه عادات وتقاليد !! من متى إن شاء الله
الحفالت مختلطة ؟ ناقص بعد ترقصين وياهم
ُوب الله يهديك !! يعني حفلة بسيطة
أثير بهُدوء : وأنا عازمتهم في نايت كل
وأبي كل أصدقاءنا يكونون موجودين
عبدالعزيز : قلت أل
أثير تن َّهدت : طيب
عبدالعزيز : وياليت تخففين من هالمكياج اللي على وجهك !!
أثير : ماتالحظ أنك قاعد تعطيني أوامر !! أنا إنسانة ماأحب أحد يأمرني
عبدالعزيز : ألن ماأبي كل من هب ودب يشوفك ! وحتى لبسك مررة
ضيق ومايعجبني
أثير بهُدوء : سكر على هالموضوع
عبدالعزيز : ما تتنازلين عن األشياء اللي تحبينها عشان خاطري على
األقل ؟
أثير رفعت عينها : إال أتنازل وهذا أنا متنازلة حتى بموضوع رتيل !! لكن
لبسي وشكلي لو سمحت التتدخل فيه
عبدالعزيز بغضب : كيف ماأتدخل فيه ؟ أن ِت زوجتي ومن حقي أحاسبك
على لبسك !!! وال تبيني حمار وراك أشوف عيون الكالب بالشوارع
تشوفك بنظرة ***** وأرضى!!
أثير بحدة : عزوز أنتقي ألفاظك!!
عبدالعزيز ببرود يشرب من كأس العصير البارد ليُردف : أنا قلت اللي
عنِدي !!
ُمعلق و حقيبتها
أثير وقفت : أجل مع السالمة .... وأخذت معطفها ال
وهاتفها الذي على الطاولة لتخ ُرج بغضب يُعبِّ . ِر عنه الباب
عبدالعزيز عقد حاجب يه ، يعرف ويثق تما ًما بأنه هو وأثير ال يتفقا أب ًدا ال
ت