الفصل 31

سلطان : الحين كل هذا ماهو عشانه ! مو عشان نحميه ! إحنا مانبي نض ِّره
التكلمني كأني عدِّوه
بو سعود بحدة : ألن هاللي قاعد يصير مو عاجبني !! كأننا نتاجر بقلب
عبدالعزيز
سلطان بغضب : والله لو أني يهودي عشان أتاجر به ؟ أل شكل م ِّخك
مغسول اليوم
بو سعود وقف وبعصبية : والله أنت اللي منت قادر تتحكم بأعصابك !! كم
سنة صار لك هنا ؟ ماعرفت ترِّوض هالمزاجية اللي أنت فيها !! ماراح
أرضى وال راح أسمح لك تجرح عبدالعزيز بأي شكل من األشكال
سلطان وقف وعيون الموظفين من خلف الزجاج تنظر إليهم ُرغم أنه
الزجاج عازل وال يمكن لهم السماع ولكن تعابير مالمحهم كافية , وبنبرة
هادئة : ليه تحكي معي كذا ؟




بو سعود : ألن اللي يصير غلط !! نق َدر نجيب راس الجوهي بدون ال
نتعرض ألهله
سلطان : آها يعني نخليه يتحكم فينا هذا اللي تبي توصله
بو سعود : أنا ماراح أتناقش معك وأنت بهالحالة !! .. وخرج تاركه
سلطان واقف بمكانه لثواني طويله يحاول يستوع ب مايحد ث!!
خرج بخطوات غاضبه وكل من يراه يهابه فـ كيف وهو غاض ب اآلن ؟
و يشتركون جميعهم بصفة , يفرغون غضبهم بالرِم ي ؟ بأن يشقُون حاِله م
, أخذ سالحه وراح لساحة التدري ب
,
ريِّان : نعم ياروح أمك ؟
أفنان : أبوي موافق
ريان : أقول أنثبري مكانك بس !! هذا اللي ناقص بعد
أفنان : وش دخلك ؟ أبوي موافق
أم ريان : أنا قايلة هالسفرة مالها داعي
ريان : مافيه روحة !! تحلمين
دخل والدهم : وأنا كل مرة أدخل الزم ألقاكم تتهاوشون
أفنان : يبه شوفه يقول مافيه سفر ؟
بو ريان : الموضوع منتهي وأنا وافقت
ريان : يعني تكسر كلمتي ؟
بو ريان : المفروض أنت اللي ماتكسر كلمتي
ريان : يبه كيف تروح بدون محرم ؟ تبي لها الخراب
بو ريان : ماهي بروحها
ريان : ولو ؟ غريبيين عنها كيف تخليها
بو ريان : كلها كم شهر وترجع مهي جالسة العمر كله




ريان يتحلطم وهو خارج : والله هالعالم أنهبلوا
,
جالسة أمام التلفا ز – برنامج قلبي معك لـ محمد العريفي–
سر َحت بمشاكلها وهي تسمع ل طلق ُمتصلة تب ِكي وتقُول : أنا يا شي خ لم أت
من زوجي لكن ال أعلم أين هو ؟ واآلن أنا مثل ماأنت عارف ياشيخ
هالدنيا بدهاش أحد يكون بجمبك وعرض علي شخص تقي الزواج ؟
ماأعرف أنا مقدر أتزوج وأنا إلى اآلن بذمة شخص ماأعرف هو ميِّت وال
ح ِّي وال مطلقني
قاطعها فتح عائشة للباب
ألتفتت وشهقت من عمق قلبها , تصاعدت أنفاسها وهي تقف : وش جايبك
؟
تركي : أشتقت لك
الجوهرة : أطلع برااا
تُركي ويقترب
الجوهرة : ال تق ِّرب !! قلت لك ال تق ِّرب والله الأتصل على سلطان
تركي : وش تقولين له ؟ ترى الذنب كله عليك مو أنا
الجوهرة بصم ت
تُركي : أنتي اللي خليتيني أسوي كذا ماهو أنا
الجوهرة بإرتجافة : كذااب
تُركي : مين اللي كان يضحك وياي آخر الليل ؟ ويسولف لي عن أتفه
األشياء اللي تصير معاه بالمدرسة ؟ أن ِت ؟ أن ِت اللي تحبيني ماهو بس أنا
؟ أن ِت اللي كنتي تبين هالشي!!
الجوهرة تب ِكي : كذاااب
تُركي : ومسوية عفيفة وحافظة للقرآن !! ترى كل شي من راسك ؟ أثبتي
أني******




ال ُجوهرة وتشعُر بأن ُروحها تخرج وهي تردد وصوتها يختنق : كذااب !
كذااااب
تركي : أنا بكِّمل حياتي بس أن ِت ؟ إال صح وشلونك مع سلطان بالـ**** )
ًما للقارئي يقصد بِها حقه الشرعي (؟
كلمة عادية لكن إحترا
الجوهرة تغلق أذنيها بكفوفها : أسكككت !! حقيييييييييييير
تركي : مادخل عليك تِّو صح ؟ والله صبور يشوف هالمالك وما يلمسه
الجوهرة وتبكي بإنهيار : أطلللللللللللللللللللللللللللللللللللللع
تُركي : أنا كل تفكيرك ؟ أنتي لو بين أحضانه بتتذكريني .. أنا روحك
يالجوهرة رضيتي وال مارضيتي!
ها وهي تلملم بقايا عفِّ الجوهرة تسقط على ركبتي تها
تُركي : ماعندك شهود ؟ ماعندك أثبات على أي شي ؟ شيء واحد راح
يعرفه سلطان " أنِّك بجهة و الشرف بجهة ثانية"
الجوهرة وتغص بشهقاتها : أسكككت خالااص
تُركي ويجلس على األرض بقربها وهو الذي يضعف كل مرة أمامها :
خالص أشششششش أنا أحبك , أتركي هالسلطان ماراح يساعدك هو أول
من بيشك فيك !! ماراح يصدقك صدقيني .. أتركيه وتعالي معاي أنا بس
اللي بصدقك ! أنا بس ياقلبي .. وسحبها لحضنه
الجوهرة وتبكي على صدره وهي غائبة عن الوعي فعليًا بأنها بحض ن
تُركي
ِِّهم بالوقوف : أطلع برااا أطللل
أستوعبت متأخ ًرا وهي ت
للللللع من حياتيِ
تركي وهو على األرض ورافع نظره لألعلى : أنتي بإيدك تطلعيني من
ِّك
حياتك بس أنا شاغل قلبك وعقلك و كِل
وصوت العريفي يقول اآلن : أستعيني بالله ياأختي الكريمة و الله قال :)
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال تقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من
قبل أن يأتيكم العذاب ثم ال تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم ال تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى
على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين(




بك ت الجوهرة بشدة وهي تسمع لهذه اآليا ت
تُركي الغافل وج ًدا وقف : اليوم حسيت روحي رجعت وأنا أشوفك ..
وش ِّدها من ظهرها له ُرغ ًما عنه وقبِّل خدها بعن ف
الجوهرة تدفه ولكنها ضعيفة ج ًدا وهزيلة أمامه : الله يآخذك الله
يآآآآآآآآآآآآخذك
بإنكسار رددتها : الله ينتقم لي منك
ُ تركي خذت لعبتها ُرغ ًما عنها
ي كـ طفلة أ
خرج وتركها تب ِك !!
,
سمع صوت طلقات النا ر , توقعها رتيل و ُدون أدنى شك سيتوقعها .. خر ج
وهو يسير وبه عر ٌج خفي ف .. لم تكن بهذه الجهة المعتادة , ُربما أختها
األخرى .. لم يُفكر كثيرا وهو يذهب للجهة األخر َى.
ال يرى سوى ظهرها وشعرها , يب ُدو متعبة وهي ترِم ي , أنحنت عندما
سقطت ربطة شعرها , رفعت بِه إلى األعلى وهي تربطه لكي ال يُضايقها
, أنحنت مرة أخرى للسال ح , وقفت قليالً
عبدالعزيز مازا ل واقف بمكانه
رتيل شعرت بأحٍد خلفها ألتفتت وتعِّوذت من الشيطان فهو إلى اآلن
بالمستشفى
سم أمام تعويذاتها وكأنها غير ُم أبت صدقة
غمضت عينيها لثواني طويلة وفتحتها بصدمة
عبدالعزيز : مافيه الحمدلله على السالمة ؟
رتيل مازالت مصدومة
عبدالعزيز تقدِّم قليال لها وهو يدخل كفوفه بجيوبه : ياهال بهيفاء
رتيل أبتسمت إلى أن بانت صفة أسنانها العليا : الحمدلله على السالمة
عبدالعزيز : الله يسلم ك .. و يخليك




رتيل وتتلفت حتى اليراها أحد : كيفك الحين ؟
عبدالعزيز : بخير
رتيل : الحمدلله .. متى صحيت ؟
عبدالعزيز : األسبوع اللي فا ت
رتيل وحديث العين يُدار اآلن , عبدالعزيز وبعينه حدي ث تحاول فهمه ..
سمعني ؟ يفهمني ؟ عرف أني هيفاء الكاذبة!!
هو وما أخبر نفسه سوى " لو أننا في مكان غير هذا المكان"
رتيل تذكرت والدها , سارت لتذهب للق ِصر
وقف أمامها , راحت يمينًا و توجه هو اآلخر يمينًا
رتيل رفعت عينيها الممتلئة باإلستفهامات!!
عبدالعزيز : فيه شيء سمعته مدري أنا كنت أحلم وال هيفاء كانت تقوله ؟
رتيل أبتسمت ُرغ ًما عنها : هيفاء اللي تقوله ماهو أنا
عبدالعزيز أبتسم هو اآلخر : مايهم اإلسم أهم شي القلب واحد
رتيل بهمس : مقدر أوقف معاك كذا .. ومشت يسارا ولكن وقف أمامها :
سؤال آخير
رتيل وقلبها يخبرها أن عبير ستأتي بأي لحظة : بعدين ... ومشت ولكن
كان يمشي بخطواته الى الخلف معها
رتيل وقفت : وش سؤالك ؟
عبدالعزيز بإبتسامة : وال شيء
رتيل تشتت نظراتها عن عينيه : طيب أبعد
عبدالعزيز ويُزيح جانبًا
رتيل ضحكت وهي تسير
عبدالعزيز بصوت عالي كي تسمعه : على فكرة عجبني اللقب * يقصد
كلمة زوجة*
رتيل وهي تسير ومعطته ظهرها , : هههههههههههههه .. ألتفتت
عبدالعزيز بإبتسامة واسعة ينظر إليها
رتيل أنتبهت لنفسها ووقوفها وألتفتت لتُكمل طريقها نحو القصر واإلبتسامة
ال تفارق محيِّاها




رمت السالح على الطاولة وصعدت لألعلى وتشعر بأسعد يوم في حياتها ,
رمت نفسها على السرير وهي تمدد ذراعيها براحة وضحكت بصخ ب , فـ
سعادتها ال حد لها هذه اللحظة.
,
هم , ضيقة , شيء ُمزعج يداهمه , شيء يتعلق بدولة .. يااه ياكبر ه ِِّمي
وياكبر مسؤوليتي.
ماعادني داري وش الصح وال الغلط ؟
كان يرِمي بتفريغ لغضبِه , لضيقه , لكرهه الذي يكبر أكثر وأكثر للجو ِهي
عد ٍو , كيف ل مثله يسرح ويمرح في السعودية ُدون مقدرة منه أن يقبض
عليه ؟ كيف لهذه األطراف التي تتعلق به قوية لهذه الدرجة ! كل ماقربنا
نقبض عليه تِهنَا تِهنَا و غلطنا أكثر!
ِّ تفكيره بالشغل , يُف ِكر بها , ال أنا اللي مرتاح
ِ
الجوهرة تداهم عقله في أوج
بالشغل وال أنا اللي القي راحتي بالبيت ؟ وإن كانت صادقة بموضوع وليد
وش اللي يخليها تبكي ؟ وش اللي يخليها تحزن ِكذا ؟ ما يشفع لك سوى
حفظك للقرآن وال زمان وأنا شاك بمليون شك فيك !! تن ِّهد ب ِضيق وهو
يراقب من بعيد زيارة طالب المتِّو ِسط , طالب بهم من الحماس والقوة
ي
مايكِف .
كان مفروض طف ٌل يحمل إسمه معهم اآلن ُربما يصغرهم وربُما بعمرهم
.... كان مفروض!
أبتسم للطالب الذين يرونه وهم يعرفونه فقط من ال ُصحف و القنوا ت
التلفزونية , فتح أول أزارير قميص عمِله ع ِّل الضيق ينجِلي منه.
مثل ما ح َصل بين بو سعود و بوعبدالعزيز يحصل معي اآلن!!
أم رؤى : والله أشتقنا ياباريس
رؤى بطفش : يمه طفشت وأنا أمشي ومافيه مكان نروح له
أم رؤى : تبينا نرجع لشقتنا ؟
رؤى : إيه




أم رؤى : ليه الجو حلو خلينا نمشي .. ِهنا مطع م recei أكله يجنن
رؤى : طيِّ ب
ُوا المطع م
دخل
رؤى ورائحة ال ُخبز تخترقها , توقفت في مكانها
والدتها ألتفتت عليها
رؤى وشي ُء ينهش بعقلها وقلبها يعت ِص ر .. : خلينا نطلع
والدتها خرج ت معها : فيك شيء
ِّي أعراض مسبقة
رؤى بك ت دون أ
والدتها : يمه وش فيك ؟
رؤى أرتمت على حضنها وهي تحفر أصابعها بكتف والدتها
والدتها بخوف : حبيبتي وش صاير ؟
رؤى ببكاء : أحس بروحي هنا أحس فاقدة شيء
والدتها بلعت ريقها : طيب يمه خالص بنمشي من هنا ال تضايقيين ُعمرك
رؤى أبتعدت عن ُحضن والدتها : هنا وش فيه يمه ؟ قولي لي أي واحد
من الغوالي كان هنا ؟ أبوي وال أخوي ؟
والدتها ألتزمت الصم ت وسا ُروا مبتعدين
رؤى تواصل بُكائها وهي تجلس على إحدى الكراسي والصداع يلسع
عقلها
والدتها : هذا إحنا طلعنا وش يبكيك الحين ؟
رؤى بواِدي آخر ,
جاِل س واإلبتسامة تزيِّن مالمح وجهه المختفية من عينيها , يقتر ب ليقُبل
خدها ويطيِّل بتقبيلها ويهمس بحرو ٍف لم تست ِطع سماعها
ومن ثم ضحكا ٍت تتصا َعد و رج ٌل آخر يقول : وقدامي بعد !! نسيت نفسك
ياروح أبوك .. عادت لواقعها مع والدتها
ضمت نفسها من برِد باري س
والدتها : وش تفكرين فيه ؟
رؤى ببحة أوجع ت إذن كل من سمعها : ماأعرفه بس يحبني يحبني ...




يحبني يا يمه
,
يبح ث بالدروج , فتح در ًجا وأغلقه و آخر وأغلقه وشعر بأنه رأى شيء ..
عاد للدر َج وفتحه ليجد سي دي .. أبتسم ال بُد أنه يخص غادة .. أشتاق أن
يرى شيئًا جديدا لم يراه .. أخذه وفتح الال ب وأدخل السي دي..
ٍق مه ُجور منذ زمن , تعِّمه الفوضى فـ بات ال يزوره أح ًدا
في مقهى عشا
إال المجاني ن.
غادة تسير من بعيد : للحين تصِّور
ناصر : هههههههههههههههههههههه تأخرتي قلت أوثق المكان .. وقف
ووضع الكاميرا دون أن يوقفها على الطاولة المتصِِّدعة
غادة تعانقه وتتنف س ِعطره : وحشتني
ة .. هالمرة بعد عجئة
َّ
ِّي .. جل ُسوا على الكنبة الرث
ناصر : ماهو أكثر منِ
سير
غادة : ههههههههههههه أل أبوي فتح معي تحقيق وعطاني محاضرة بطول
وعرض
ناصر : مانيب متكلم عن أبوك
غادة وبأصبعها تداعب خ ِّده الخشن : هو تقدر ؟
ناصر ألتفت عليها ووجهه يُقابل وجهها : بصراحة أل
غادة وترى بقايا أحمر شفاه على خده : مع مين جالس قبلي ؟
ناصر ويراها من المرآة المتك ِِّسرة على الجدار : يامجنونة هذا ُروجك
غادة وتقترب منه لتمسح بأصابعها بقايا ُروجها على خ ِّده وبمرواغة من
نا ِصر ليُقبلها لكن ألتفتت للسقف وكأنها تتأمله
ناصر : ال والله ؟




غادة تضيِّع الموضوع : هالمكان من متى مهجور ؟
ناصر : تبخلين على اللي مشتاق لك ؟
غادة : عشان تطفش مني بعد الزواج
ناصر : مين قايلك هالحكي
غادةة ضحكت بصخب ألنه يعرف من ينصحها
ناصر : نصايح حكيم زمانه عبدالعزيز !! شغله عندي ذا أتركيه عنك لو
تسمعين له صدقيني تضيعييين ..
غادة : ههههههههههههههههههههههههه بس أنا أقتنعت بكالمه
ناصر : الزم يخ ِّرب كل شيء هالولد
غادة : قولي وش أخبارك ؟
ناصر : ماشي حالي
غادة : أنت بس ناظر عيوني وأتحداك بعدها ماتقول أنك بألف خير
ناصر ب ُحب وعينه بعينيها : وعيُونك تعطيني د ُروس بالفرح بالسعادة يابعد
ناصر أن ِت
غادة أبتسمت وهي تنظر للكاميرا : للحين شغالة ؟
ناصر ألتفت عليها ويسحبها ليُغلقها
أنقهر ليته لم يُطفئها .. ماني بخير يابعد ناصر ماني بخير بدون عيونك ,
ه يحبس دموعه
ِّ
خلخل بأصابعه شعره عل
بغضب رمى الالب في الحائط , بكى كطفل : غاااااااااادة .. ضرب رأسه
يُريد أن ينساها .. لم يعد يتح ِّمل كل هذا
و بصو ِت ب ِّح من الصرا خ والبُكاء , بصوت يُوجع القلب بشدة :
وحشتيينيييي يارووووح ناصر وحشتيييييييييينييييييييييييي ... بس أض ِّمك
بس حضنك
دخل والده وهو يراه بهذا الحال يبكي على األرض , جلس بجانبه : بسم
الله عليك ..
ناصر : جيبوهااااا لي
والده : هذا سخط على قضاء الله , ياويلك من عذاب الله العارضت
أقداره ياناصر ياويلك




ناصر يبكي كـ طفل بل أش ِّد : أبيهااااااااااااااا يا يبه أبيها عشان أعيش
عشان أعيش جيبوها لي
والده : ال حول وال قوة اال بالله , ش ِّده له ليحتضنه
ناصر يعض شفته ليوقف شهقاته
والده : والله الحريم ياناصر مايبكون زيِّك !! يابوك أرضى بالقضاء
والقدر
ناصر : هذي غادة .. غادة يايبه ال تقول التبكي عليها!!
والده : الصبر زين ,
ناصر بهمس تقطع به صوته : وش دوا المشتاق يبه ؟
,
تفكيره منحصر بزاوية الشغَل , يُفكر باإلنتقام , حتى قلبه بدا أسود وتفكيره
ُهم , شارك في الذنب وهو يخِفي ..
َّ
باإلنتقام لمن ذبَح عائلته , سلطان أول
ي ُربما الجوهي ال يد
له ألن ال يصدقون بأي قو ٍل يتح ِّدثون به ل .
أرجع للعمل أم أصبر ؟ أرجع وأكتشف بنفسي ؟ ُربما أتقرب من الجوهي
ألفهم منه هو الحقيقة . . أخذ هاتفه ولكن ال شبكة .. ألغُوا الخط الله
يآخذهم .. رماه على الحائط ليتفت ت!!
" تعال لي البي ت
تن َّهد ال يعلم ماذا يفعل بهذا الملل ُهنا , أرسل مسج لناصر
بسرعة"
,
يُوسف في أفقَر أحياء الرياض , تح ِّدث مع صاحب د َّكان الح ي : وين
يجلس ؟
صاحب الدكان : هنا ك *أشار له لبي ٍت مهجور أبوابه متحطمة*




َي مجموعة شباب
يوسف تن ِّهد : شكرا .. ودخل متق ِّرف من الوض ع .. لق
يدخنون ملتِف وضحكاتهم تنتشر ِّين حول بعض
يوسف : السالم عليكم
ألتفتوا برعب له وأخر ُجوا سكاكينهم
يوسف : ماني مسوي لكم شي !! بس أبي بحكي معكم وطبعا بمقابل
أحدهم : وش المقابل
يوسف بعد تفكير لثواني : كم تبون ؟


ألف ؟ وال ؟
بدأت نظراتهم باللذة تتضح : تف ِّضل إجلس
يوسف ومن مالمحه التقرف واضح وج ًدا : طيب أنا عندي شغل ومقدر
أطِّول ؟ تعرفون يزيد أكيد
أحدهم : آل مانعرفه
يوسف يخرج دفتر الشيكات : آل إن شاء الله بتعرفه الحين !!
,
سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟
ي
عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كَرا
سلطان يصعد لألعلى ومتو ِِّعد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن
وليد فـ غي ُره جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي ال أك ِّس َره لك
فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان ِهنا ؟
الجوهرة وفقط بكائها الذي ي ِصل إليه
سلطان يرميها على السرير. . .
أنتهى
موعدنا األحد ,




" لنا خالص بنثب ت على ِكذا " أحد , ثالثاء , خميس
طبعًا جدِّو
َس " بمحرٍم لها , ترجته تماما وهي تب ِكيمن البارت الجاي/
نسيت من هو ؟ نسيت بأنه لي
أمامه بقهٍر وضي ق"
"أخبرها بثقة تامة وهي ترتسم إبتسامة على محياها : فقط أسبوع"
"والله بنيتي غاليتن ومهرها غالي , كاد يُ ِّجن ومسك نفسه بتق ِّرف من هيئة
البيت : أخلصي كم تبين ؟
التحر ُمونِي من جنَّ () ِة ح ُضورك م
البـارت )

)
ربَةِ نفسي
دنيا َغري ٌب أشقى بغُ
الحياة ! كم أنا في ال ُّ
َ
يا صميم
بين قوٍم، ال يفهمو َن أناشي َد فؤادي، وال معاني بؤسي
فاحت ِضنِ - كالماضي- ةُ يأسي ِّي، و ُض َّمني لك
َّ
فهذا الوجو ُد عل
م ال ِّزمان صداها
ُّ
َّي، يُغرق الدم ُع أحالها،ويُفنى ي
وأمان
َساها
َه ُب ال ِّدامي َم َس َّراتِها، ويُ بِقي أ
َّ
وأناشي َد، يأ ُك ُل الل
ة
َّ
َوُوروداً، تموت في قبضةِ األ شوا ِك ما هذه الحياةُ الممل
؟
*أبو القاسم الشاب




سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟
ي
عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كَرا
سلطان يصعد لألعلى ومتو ِِّعد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن
وليد فـ غي ُره جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي ال أك ِّس َره لك
فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان ِهنا ؟
الجوهرة وفقط بكائها الذي ي ِصل إليه
سلطان يرميها على السرير . . . وبحدة : سؤال واحد مين كان هنا ال
والله
قاطعته بصوت متقطع : عِِّمي
ِّي عِّم ؟
سلطان وسكنت أنفاسه الغاضبه : أ
الجوهرة تب ِكي وال ترد
سلطان بصرخة زلزلت أعماقها : ميــــــــــــــــــــــــــن ؟
ال ُجوهرة : تركي
سلطان : ليه تبكين ؟ وش قالك
ال ُجوهرة ال رد
سلطان : تغاضيت بما فيه الكفاية ! عطيتك كل فرصتك ! كل شي كنتي
تبينه حتى لو ماقلتيه لي سِّويته لك . . إلى هنا وبس !! وش كان يبي فيك ؟
ال ُجوهرة وتضِّم نفسها وهي ترتج ف على السرير
سلطان : ماراح تجاوبيني ؟ *بغضب أردف* : جاااااااوبييييي وش فيك !!
مليون شي في بالي يخليك تسوين كل هذا !! قولي لي وشو بالضبط مخليك
بهالحالة ؟
ال ُجوهرة تضع كفوفها اإلثنتين على ثغرها لتستقر دما ُء ى ظا ِهر أنفها عل
كِفِّها
سلطان : طيِّب ... أخرج هاتفه ليتصل على تُركي .. أنا أفهم منه ليش أفهم




منِّك
الجوهرة تريد أن تقول أل .. ولكن صوتها ب ِّح وال له قدرة على أن يخر ج
سلطان وضعه على السبيكر : ألو تركي
تُركي : سلطان ؟
سلطان : إيه .. تِّوني عرفت أنك بالرياض وواجب علينا نضيِّفك
تُر ِكي : بس راجع اليوم ماتق ِِّصر
سلطان : تقدر تجيني الحي ن
تُركي وش ِّك بالموضوع : والله
سلطان يقاطعه : ضروري تبيك الجوهرة
تُر ِكي بصم ت
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
الجوهرة بنظرا ِت معناها ج ًدا عميق لسلطا ن
سلطان بنظرا ت أخرى بعيدة عن هذا العُمق , بنظرات غا ِضبة : أنا اليوم
بعرف الموضوع بنفس ي يا بنت عبدالمحسن
الجوهرة عقدت حاجبيها وهي تنظر إليه
سلطان : تبين تقولين لي وال كيف ؟
ال ُجوهرة وقفت تُدافع عن بعض هذا الشرف الذي فيها : طلقني
سلطان وهذا آخر ماتوقِّع سماعه
الجوهرة في جنُون بكائها , صرخت : طلقني ماأبيك .. ماأبيككك روح
لسعادك !! إذا تبيها ليه تزوجتني ؟ أنا ماني رخيصة لك وال لغيرك عشان
تشك فيني كل دقيقة !! ماني رخيصة عشان تناديه ...... ماأبغاااك
سلطان : ماهو كل ما خطر بمزاجك طالق قلتي تبينه!!
الجوهرة وتتجرأ ترد عليه وهي تب ِكي بإنهيار وكلماتها متقطعة من شدة
بكائها : ماأبيك ليه ماتفهم ؟ ماأرتاح معاك ؟ ماأشوفك زوج .... أنا أحفظ
نفسي منك ألني ماأبغاااااااااك ....*هذه الحجة التي يج ب أن تُسكت
سلطان*
ِّطع أزارير قميصها
سلطان وكلماتها ُمستفزة لرجولته ج ًدا , سحبها ليق
بعنف , تحاول مقاومته ولكن قوتها ضعيفة هذه إن وجدت قوة باألساس ,




سلطان كان غاضب ج ًدا وهو يقول لها و ُمم ِس ًكا خصرها : أحترمتك
كثييييير لكن أن ِت اللي ما عرفتي تحترميني
م .. أحاسيس متلخبطة مشَّوشة تأتيها .. ت ُموت ..
الجوهرة وصوتها يُكت
سكرات مو ٍت تأتيها اآلن .. عينها تذر ف الدمع بش َدة , شاحبة مالمحها
وهي تنظر لقات ٍل آخر يقتل ما تبقى من ُروحها .. ينح ر محياها .. يُوِدعها
بالمقبرة أو ربما طي ُف هذه المقبرة
ِّي بالوز ن بين
م بِه .. تشعُر بإنعداٍم كل
تشعُر بجس َمها رخٌو ليِّن ال عظا
م غضبه في ثغرها
كفوفه الغا ِضبة .. يُفرغ جحي
قت بـ ياقة قميصه وهي تقول بصوت مبحوح
تعل " ومن اياته ان خلق لكم ِّ
من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك
حفرت أظافرها برقبته وهي تدفن وجهها بِها
اليات لقوم يتفكرون "
وعاشروهن
وبصوت مخنوق يبعث السكينة بصوتِها الناعم الجميل "
له فيه خيراً بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل ال
كثيراً " أرتخت مسكته من خصرها وهو يسحب الفراش ليُغطي جسدها
الرقيق الِذ ي مِّزق بغضبه ثيابِها , ال تُريد أن تبعد وجهها عن رقبته تخاف
النظر إلى عينيه .. تخافه
سلطان أنحنى عليها ليُسند ظهرها على السرير ... رأى عيناها كيف أنها
مغمضة بشدة واأللم واضح في تقاسيم وجهها .. لعن شيطانه كثي ًرا , قبِّل
جبينها وهو يهمس : آسف ..... أبتعد عنها وهو يرى على كتفه آثار نزيف
أنفها .. رمى قميصه على الكنبة و دخل الحمام.
,
عبير : يبه ماأحب أرمي
بو سعود : هالموضوع مافيه نقاش أنا قايل بناتي كلهم بيصيرون أحسن
من موظفينا
عبير واقفة بمل ل وهي تثبِّت قطعة الخشب أمامها




بو سعود من بعيد : رتيل تعالي هنا
رتيل كانت تحمل قطع خشبية كثيرة : توصخت إيدي .. بروح أغسلها
بو سعود : طيب روحي المغسلة اللي هنا عشان نبدأ أنا عندي شغل بعد
ساعة
رتيل : طيِّب .. توجهت لمغا ِسل التي بجانب الباب الخلِفي .. نظرت
ي وكأنه يبحث عن شيء
بإنعكاس المرآة عبدالعزيز في جانب بيته منحنِ
بين العش ب , أطالت نظرها وهي تراقبه .. سمعت صوت والدها العالي :
رتيييييييييييييل
أغلقت صنبور الماء بربكة وعبدالعزيز رفع عينه لمصدر الصوت ورآها
.. أبتعدت بخطوات سريعة لوالدها
عبير : هالسنة ماراح نسافر ؟
بو سعود : يمكن باريس عشان عندي شغل
عبير : طفشنا يبه باريس وباريس نبي نروح بلد جديدة ما قد شفناها
بو سعود : ركِزِّي معي يعني ممكن ماراح نروح مكان ألن بعد عندي
شغل هنا وإن رحت باريس بآخذكم وياي
رتيل أصابعها مرتجفة وهي ترمي
بو سعود وضع باطن كفِّه على جبينها : فيك شي ؟
رتيل : هاا .. وال شيء
بو سعود أبتسم : وال شيء ؟
رتيل ببالهة : ال بس يعني بس
بو سعود : ترجمي
رتيل بتضييع للموضوع : بثبِّت القطع ... وأبتعدت
بو سعود : للحين ماتكلمينها ؟
عبير : مهي طايقتني بس فترة وتنسى الموضوع
بو سعود : عبير مايحتاج أقولك ! تبقى هي الصغيرة بعد مايصير يا بعد
قلبي تقاطعون بعض !! طيِّب الليلة تكلمينها ؟
عبير : تآمرني يبه بس ماأوعدك
رتيل وهي تثبِّت آخر قطعة رفعت عينها ورأت عبدالعزيز خلف والدها




وعبير بمسافة بعيدة نو ًعا ما
رتيل بعينيها كأنها تحذره
مع السالمة"
عبدالعزيز أبتسم وهو يأشر لها بكفِّه"
بو سعود أنتبه لرتيل وألتفت ولم يرى أحد
رتيل وهي تقف تمتمت : مجنون
بو سعود : تعالي يالله
,
ي
في مكت ب الدكتُور الفرن ِس ,
رؤى ب ِضيق وهي تجلس أمام ذاك الجهاز الملعون الذي إعتادت فحص
بصرها بِه وفي كل مرة يخذلها
الدكتور من خلف الجهاز : جيِّد , يب ُدو أن هناك تق ِّدم
أم رؤى : سيعود بصرها قريبا ؟
أخبرها بثقة تامة وأم رؤى ترتسم إبتسامة على محياها بثقة الدكتور : فقط
أسبوع
رؤى : كيف أسبوع ؟
الدكتور : أعنِي العملية
أم رؤى بإبتسامة عريضة : الحمدلله
رؤى بتذِّمر : هالكالم سمعته مية مرة وش بتفرق يعني ؟ يمه أمشي بس
جتني ضيقة من هالمكان
الدكتور وهو لم يفهم ماقالته ولكن أستنتج تذمرها : ثقي جي ًدا فأمورك
متحسنة ج ًدا وحسب ملفِّك فإن ماأوقف عملياتك السابقة هو قلبِك ؟ ألم
تُفكري بزيارة دكتور مختص بأمراض القلب ُربما يكون هناك أمر آخر ؟
أم رؤى وأختفت إبتسامته وهي تنظر للدكتور
رؤى وتشعر بحرارة قلبها اآلن




الدكتور : آل أقصد إخافكم ولكن حسب ماأرى فـ جميع العمليات كان من
المفترض أن تكون ناجحة لكن كان هناك مضاعفات من قلبك , ُربما
تعانين من شيء فالكشف ليس باألمر السيء و ُربما ال تعانين شيء .. ولكن
للتأكد
رؤى وحروفها ترتجف : يكذب على راسنا .. أمشي يمه
أم رؤى ومازالت جالسة


إعدادات القراءة


لون الخلفية