الفصل 66
يوسف ويُكمل الكذبة المكشوفة : إال والله أني تعبان حتى فكرت أرجع أنام
بس قلت ماأبي أخرب نومي مررة
يُتبع
،
دخلت محل ال ُدوريـه الشهير ، رائـحته أسكرتها لتذُوب في لذة األصناف
ُب ، و أنواع المكُرون و األلوان الجذابة كانت كفيلة
حتى أحتارت ماذا تطل
األمس ونقاشها الحاد مع ُسمية وهي
بأ َّن تُطيل في وقتها حتى تختار ، منذُ
لم تُحادثها و لم تخ ُرج معها كما أعتادت لتفطران سويًا ، طلبت ما أراد ت
و أتجهت للزاويـة حي ُث لكرسي الخشبي و النقوشات البصليـة تح ُف ا
المكان و تهط ُل بنعومة و رقـة األلوان الهادئة الفاتحة .
ُمحادثات التي لم تفتحها منذُ
مسكت هاتفها و فتحت الواتس آب لترى ال
يوم ين ، رأت ظالً عليها لترفع عينها ،
نواف بهُدوء : ممكن أجلس
ُّي جرأةِ أكتسبته
أفنان والتعل ا اآلن : أل ُم أ
نواف ضحك بخفُوت ليُردف : يعني شايلة بخاطرك ؟
أفنان بهُدوء ُمتزن : أل وليه أشيل في خاطري يا أستاذ ؟
نواف : بالمناسبة أعتذر عن اللي صار ألن مالي حق أحاسبكم بس
تنرفزت لما شفتكم
أفنان لم ت ُرد عليه وهي تُشتت أنظارها ،
نواف يسح ُب الكرسي ويجل ُس بمقابلها . . : ُسمية هنا ؟
أفنان أخذت نف ًسا عميق : ما جت
نواف : أجل أشاركك الفطور المتأخر
أفنان بإبتسامة ُمندهشة : وعزمت نفسك بعد!!
نواف : ما ظنتي بترفضين ،
َّون و طب ٌق
أفنان صمتت عندما أتى القارسون و وضع طب ُق مكُرون مل
ي آخر يحتوي على الكرواسون الفرنسي ، و بطريقة تجه ُل كيف
ُكوب شا
ُصنِع من لذة وغرابة طعمه.
نواف طلب اآلخر ُكوب شاي و نظر إل يها : قالوا أنك بترجعين!
أفنان : عشان عرس أخوي بس برجع أكمل باقي األيام وآخذ شهادة
التدريب إن شاء الله
نواف : مبرووك الله يتمم له على خير
أفنان : الله يبارك فيك ... أنحرجت من األكل أمامه لم تعتاد أب ًدا باألكل
أمام أحد حتى في أيام الجامعة لم ت ُكن تُحب أن تأكل أمام الطالبات.
نواف أبتسم : ترى ما آآكل
سماجته "
أفنان ُدون أن تُسيطر على نظراتِها التي تُبين "
نواف غرق بضحكتِه لثواني طويلة وأردف : يالله يا أفنان على األقل
جاملي شوي
أفنان أنحرجت و ال ُحمرة تغزو مالمحها : ماكان قصِدي
وضع القارسون ُكوب الشاي لير ُدف نواف : خالص بشرب الشاي وبروح
أفنان بإندفاع : آل والله ماهو قصِدي ، ال تفهمني غلط وكذا بس
نواف أبتسم وهو يُزيد تركيزه على شفتيها وهي تتحد ُث بسرعة في ثواني
قليلة
أفنان بحرج : بس يعني أنت عارف أني ماني إجتماعية كثير
نواف بهُدوء ينظر ل ُكوب الشاي و يغر ُق بصمته
ُهما
أفنان وغرقت هي األخرى في ُكوبِها و الصم ُت يلت ُف حول
نواف قطع الصمت : مفكرة وش تدخلين بعد الدورة ؟
أفنان : أل للحين مافكرت يعني بشوف وش اللي يناسبني بالوقت خصو ًصا
نواف : الفرص بالدمام كبيرة للبنات وأكثر من الشباب
أفنان : إيه تقريبًا ألن صديقاتي اللي ماجِّو هالدورة ضمنوا وظايفهم
ا : الله يوفقك ويكتب لك كل خير
نواف أخذ نف ًسا عميقً
أفنان : آمين ويااك
قطع علي ُهمـا هاتف نواف : ُعذ ًرا .. ور ِّد .. ألو .... هالبِك ... إن شاء الله
... طيب واليهِمك .. مع السالمة .. وأغلقه..
ليُردف : زوجتي
ُد ِهشت تما ًما حتى أتسعت محاجرها بصدمة ،
" ال يعرف كيف نطق "
َ كِذب و لم يقُل " أختي
نواف وال يعر ُف ِلم
" هل هذا عنا ٌد ُمعتاد من
" في وق ٍت كان يُريد أن يقُول " أختي
زوجتي
لسانِه !! ُرغم أنه لم يتعَّمد أن يكذب.
أفنان أبتسمت بهُدوء وبدأت قدُمها اليُمنى باإلهتزاز ،
نواف : حسيتك أنصدمتي!
أفنان : أل بالعكس .. الله يوفقكم يارب ويرزقكم الذرية الصالحة
نواف : آمين ويـاك
تكذب أي ًضا : إن شاء الله قريب
َ
أفنان هي األخرى التعر ُف ِلم
نواف : ماشاء الله ربي يهنيك
أفنان و الكذبا ُت تنهال عليها : شهر
ميالدي
نواف : قريب مررة
أفنان : أجلناه عشان الدراسة و أموره شوي ماكانت مستقرة
نواف : و رضى تجين هنا بروحك ؟
أفنان أرتبكت من السؤال : إيه طبعًا يعني أبوي هو اللي قاله
نواف : آهآ ، أنا تقريبًا قبل
شهور تزوجت وجينا هنا
ُمبهمـة و التي اليفهُمون حتى
ُوا سيالً من الكذبات الغير مفهومة و ال
و أكمل
أسبابها . . ولو رآهم أحد ألفرط بضح ِكه من قوةِ الكذبا ِت و إخفائهم
للحقيقة ، كان الجُو متوتِ ًرا بكلماتِهم.
،
في العمل الصاخب و الهادىء في مثل الوقت ،
حرك رقبته بتعب ليُردف : وبس هذي الورقة اللي معك آخر شي
بوسعود : طيب روح البيت شكلك تعبان وأتركهم علي اراجعهم
َّب من الجلسة
سلطان : ال بس ظهري تصل
بوسعود رفع عينه : سلطان
سلطان أجابهُ بعينِ يه ، ليُردف عبدالرحمن : صاير شي بينك وبين
عبدالمحسن ؟ قبلها مع الجوهرة والحين عبدالمحسن !!! ماودي أتدخل
بحياتك بس بعد أكيد ماراح أشوف هالتوتر اللي بينكم وأسكت
سلطان تن َّهد : يتهيأ لك
عبدالرحمن : علي هالكالم ؟
سلطان مسح وجهه بيد يه : كلم أخوك وبتعرف أنه مافيه شي
عبدالرحمن : ذكرتني بتركي ، مدري وش بيسوي فيني هالمجنون عرس
ريان قرب وال يرد وال حتى ف َّكر يكلمنا .. الله يهديه بس ... أخرج هاتفه
ليُعيد إتصاله على تُركي.
سلطان صمت ليقف : أنا رايح .. تآمر على شي
ُمنشغل بهاتفه : سالمتك
عبدالرحمن ال
سلطان أخذ هاتفه و مفاتيحه ُمتج ًها لسيارته و في عقله ال يُف ِكر إال بالتوجه
لمزرعته ،
،
في ُغرفتها لم الصباح تُف ِكر بحدي ِث رتيل و كلماتِها ، مازالت
تخ ُرج منذُ
مص ُدومة من أنها زوجة عبدالعزيز و شرعيًا ! ال تُصدق بأ َّن ما بين ُهما
ُمباح و ليس كما تصَّورت ! مازالت ال تُصدق بأن رتيل تزوجت ! ومن
عبدالعزيز ! كيف حصل ُكل هذا بهذه السالسة ؟ لم أتوقع يو ًما بأ َّن أبي
يفعلها بإحدى بناتِه ! يالله ماذا يح ُصل ! من المستحيل أن أبِي يختبرني
ِّي ،
أول ُمباغتة من المجهول إل
طوال هذه الفترة ! مَّرت سنة وأكثر منذُ
سنة بأكملها مستحيل أن ي ُكون خلفها والدي !! يالله ال أستوعب لو انه فعالً
أبي بذاته هو خلف كل هذه الرسائل و الهدايا !
بدأ قلبُها بالنبض سريعًا و األفكا ُر تتشابك عليها ، كل ماهي واثقة به اآلن
أ َّن شي ٌء في البيت يجل ُب الجنون!
من ي ُكن خلف هذه الرسائل ؟ لكن سمعته ، سمع ُت صوته والله ! ال من
المستحيل أن يطلب أبي من أحد ُهم أن يُكلمنِي ؟ و لكن رضاها على رتيل
!! يالله يا " يبــه "
مسكت رأسها وال ُصداع ينهشه من كثرة التفكير ، غير ُمصدقة لما يح ُدث
في حياتها ، ُهناك أمور ال تفهمها وفعليًا هي التعر ُف كيف تفهمها ،
كيف أرخص أبي رتيل بهذه الصورة ؟ والله هذا ماال أستطيع تصديقه ، و
نح ُن المغفالت الندري عن شيء .
لو ُعذر وا ِحد يشفي ُحرقة رتيل ويس ُد ثقب أسئلتي !! ُعذٌر واحد ُربما يقنعنا
.
ُّنها لوحاتِه ، أخذت تنز ُعها و تضعها فوق بعضها
أتجهت لل ُجدران التي تُزي
البعض ، أخذتها ووضعتها أسفل سريرها حي ُث الغبار يرتمي على ُكت ٍب
قديمة ُمخبأة ُهناك ،
رفعت عينُها للباب الِذي يُطرق ، : تف َّضل
ة بكي ٍس أنيق من اللو ِن دخلت سلي األبيض ، رفعت حاجبها : وش هذا ؟ َم
سليمة : ما بعِرف
عبير أقتربت منها : مين جابه لك ؟
سليمة : هادا يجي هندي ويسلم حق سايق برا
عبير أخذت الكيس : طيب خالص
سليمة أنسحبت بهُدوء لتترك عبير في غيمة ُمضطربة التعر ُف جفافها من
بللها!
فتحت الكيس لترى كتاب زما ُن القهر علمني لفاروق جويدة ، رمت الكيس
لتفتح أول صفحة و بخ ِط يده غرقت " إذا كن ُت قد عشت عمرى ضالالً
فبين يديك عرفت الهدى "
شعرت بأ َّن األكسجين يختِفي و أ َّن الو ُجود للهواء ، قلبُها ينتفض وهي تقرأ
ما كتَب وخ ُط ت و األفكا ُر مازالت تتشابك ! يِده أربكها ح ُد التج ُمد ! جلس
هذا ليس ذو ُق أبِي بال ُكتب لكن أشعُر ب ُحبِه ! من المستحيل أن ي ُكن زيفًا !!
،
َس ! ــة وبين يد يها جها ُز األيباد ، تنت ِظر بملل الضي ُف الثقيل
جاِل
ُم ظهرها و
رفعت عينها أمام الباب الِذي يُدلف ، أستعدلت بجلستها ليستقي
الً تبتسم : يا أه
جل س سعد بتقزز منها : تدرين أنك تلعبين لعبة ماهي قِِّدك !!
أمل بال ُمباالة : والله عاد أنتم بديتوها !! ماكنتم واضحين من البداية ! فجأة
أكتشف أنه..
سعد قاطعها بحدة : ما لك عالقة بهالموضوع ! ومالك دخل فيه من
األساس ! هذا الشي يهم غادة و عبدالعزيز بس أما أن ِت وش تفرق معك إذا
عرفتي من البداية أو من الحين
أمل : تفرق كثير !! أنا وش ذنبي أقول كالم لغادة وبعدها أكتشف أنه غلط
!! وبعدين تقولون لي ببساطة والله تعاملي معها زين وال تخلينها تبكي و يا
ويلك من فالن الفالني إذا عرف أنه غادة متضايقة و كله تهديدات
بتهديدات
سعد بهُدوء : مين اللي سلمك الفلوس ذاك اليوم ؟
أمل بعصبية : وأنت مالك عالقة تسألني !! سويت شغلي زي ماطلبتوه
مني لكن بالنهاية أنا ماني مسؤولة عن أكاذيبكم عليها وعلى غيرها !!
سعد : جننتي البنت وتقولين منتي مسؤولة تدرين أنه سلطان متحلف فيك
!! وفوقها بعد بوسعود عاد تخيلي أنتي الوضع بوسعود الحليم يع ِِّصب !!
أمل أخفت إرتباكها : أصالً هم مايعرفون عني شيء ! التنسى أنهم
يحسبوني أمها الله يرحمها
سعد بعد صمت لثواني : وأنا مستعد أقولهم أنك منتي امها وأنه..
أمل بخبث : وأنه أيش ؟ أنه مقرن متفق معك عليهم !! ... أستغفر الله بس
ماأحب أتشمت لكن بصراحة ياشينها قدام بوسعود و بو بدر لو عرفوا!
سعد : تآكلين تبن وتسكتين ال أدفنك في مكانك الحين وتعرفيني زين إن
ِّي من أحد
قلت شي أسويه وال عل
أمل صمتت و الخو ُف يُرعش قلبها
سعد : كل شيء تنسينه تسوين له مسح من مخك وال بيصير لك شي
ماظنتي بيعجبك وال بيعجب الكالب اللي وراك
،
ٌغ أح َمر ،
أرتدى ثوبـه األبيض ذو طل ٍة كالسيكية ، يعتِلي رأسهُ شما
بأصابعه هذَّب ُشعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعك ُس بياض بشرتِه التي
تمي ُل لل ُسمَرة ، وضع قلمه األسود والمحفُور به بطريقة ُعثمانية " عبدالله
القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه – جالكسي – و نزل بخطوا ٍت
سريعة لألسفل و رائحة العُود تسبقه ألمه.
.
.
.
أنتهى قسمت البارت على أساس أنه هذا أقصر و أقل عشان مايكون البداية
دسم وتزهقون في الثاني$:
شويِّــات وينزل البارت الثاني.
ال تشغلكم عن الصالة
*بحفظ الرحمن.
الجزء )
)
،
ٌغ أح َمر ،
أرتدى ثوبـه األبيض ذو طل ٍة كالسيكية ، يعتِلي رأسهُ شما
بأصابعه هذَّب ُشعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعك ُس بياض بشرتِه التي
تمي ُل لل ُسمَرة ، وضع قلمه األسود والمحفُور به بطريقة ُعثمانية " عبدالله
القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه – جالكسي – و نزل بخطوا ٍت
سريعة لألسفل و رائحة العُود تسبقه ألمه
والدته : تبارك المساا
ضحك لينحني ُمقبالً رأسها : متبارك فيك يا أميمتي...
أتته الصغيرة ذات الشعر البُندقي والبشرة البيضاء ، ترك ُض بخطوا ٍت
ُهم
متذبذبة ، فتح لها ذراعيه لتدخل بها : هال بشيخة البنات كل
والدته تسك ُب له القهوة : كل هالكشخة لمين ؟
أبتسم فيصل ليُردف : معزوم
ًء من شعرها البنِي
والدته أبتسمت والتي ال يتضح عليها ُعمرها أب ًدا إبتدا
بجسِدها المش ُدود : و ولد عبدالله مايقولنا وش هالعزيمة ؟
المرفوع نهايةً
فيصل وهو يُالعب ِر بيد يه : معزوم على تمايم ولد ريانة حبيبة قلبك ! ي ف
*أردف كلمته األخيرة بضحكة*
والدته بدهشة : منصور تزَّوج!!
فيصل : والله يا أميمتي أنك غايبة عن هالعالم ! تزوج وعنده بزر وحتى
يوسف تزَّوج
والدته : ماشاء الله ، الله يوفقهم ويهنيهم
فيصل بهُدوء : ماصارت ! عازلة نفسك عن العالم وناسك وحبايبك ..
خالص أطلعي وونسي روحك!
ِع الموضوع : عطني ريف التوصخك
والدته بمثل هدوئه تُضيِّ ....
فيصل تن َّهد ووقف : تآمرين على شي ؟
والدته : سالمتك وأنتبه على نفسك
فيصل قبَّل كفَّها ال . . ُمع َّطر بالجنَّة : إن شاء الله
خ َرج و ركب سيارته البي آم دبليو السوداء ، نظر لنفسه بالمرآة و عقله
يغي ب ألحدا ٍث يكر ُهها ، أو ُل لحظ ٍة شتم فيها عبدالرحمن آل متعب و أو ُل
كلمٍة سيئة لفظها بوج ِه سلطان بن بدر و أول حقٍد نفث به على وج ِه
عبدالله اليُوسف واِلد من ُصور .
ال ينسى أب ًدا عندما قال لسلطان العيد في وجهه و أمام الجميع " راح أخليك
. لتها له
" يالله يا وقاحة تلك الكلمة و يا وقاحة نفسي حين قُ
تترجاني
كل األشياء السيئة كانت ترتطُم به عندما توفى واِلده إثر التدريبات و ترك
ا ، قبل سن ٍة
ُكل الذنب عليهم ، قطع عالقتِه بتلك العوائِل ُرغم حبه لهم سابقً
تقريبًا تب َّدل الحال و ُرغم ندمه على بعض أفعاله التي فعلها بأشخاص
الذنب لهم سوى إرتباطهم بتلك العائلة إال أنه تغيَّر عندما تعَّرف على
شخ ٍص أستطاع أن يجع ُل منه شخ ًصا آخر ، و ألجل هذا الشخص أنا هُنا
ُصلح األخطاء و سأر ُد دين هذا الشخص
في الرياض ، قريبًا جدا سأ .
تمتم : يارب أشوفك يا ناصر
،
قديمة على البريد اإللكتروني تحمل تاريخ
ٌ ،
/
/
رسالة
ِه " ي ك
ي في مثل يوٍم كهذا أشت
رتابـة األيام تش ُطر الحياة سوا ًدا ، تعال إل
كالسماء و أكثر "
ترك حا ُسوبه الشخصي ليبحث في األرفف عن أقرا ِص دائريـة تحم ُل له
ه إل يها ، اليعر ُف لماذا كان يُحب أن يصِِّو الذكرى و تُشبع شوق نظر رها
ا
دائِ ًما ُربما ألنه يخشى فقدانها لذلك أراد أن يحتفظ بها ، لم ي ُكن شغوفً
بالتصوير كحالته معها ، كانت شي ٌء إستثنائِي يوثق به حتى األشياء
البسيطة ، تلك األشياء التي تتر ُك في قلبه عم ٌق ال يُ َّسد بسهولة ، من يحف ُظ
الذكريات كثي ًرا يخا ُف الفُقد ،
أدخل السي دي لي ِجد أن الفيديُو مشو ًشا وال يعمل ، شت ُمه كأنه إنسا ٌن واقِف
أمامه ليُدخل السي دي اآلخر و فتح له على صفح ِة بيا ٍض ُممتدة من قلبها
،
تُخرج لسانها بشغب و من خلفها ربي ُع " باريس الزاهي ، وضعت نظارتُها
الشمسية ُمردفة : عادي أفصخ حجابي دام مافيه أحد ؟
نا ِصر الممسك بالكاميرا : طبعًا أل
ُء يُداعبه ،
غادة تنز ُع الحجا ب بهُدوء ليتراقص شعرها على كتف يها والهوا
ُو من الجميع اال ظالِلهم : في قلبك موافق وهذا
المكا ُن األخضر جنَّـة تخل
يكفيني
ناصر : على كيفك قررتي أني موافق ... !!
ُطرق ، ألتفتت
سا ُروا للداخ ِل أكثر ُمبتعدين عن األطراف التي توازي ال
عليه : صورني وبرسلها لهديل عشان تتحمس و توافق على اللي خاطبها
ناصر بضحكة : مين خطبها ؟
غادة : ماأعرفه بس ولد السفير وأبوي مدحه وطيَّره للسماء بس عيَّت تقول
ماأبي آخذ واحد عنده ميول سياسي
ناصر بحماس : عبدالعزيز وش قال ؟
غادة : كنك داري ههههههههههههههههه قام يتطنز عليه طلعه وال شيء!!
ناصر : ألن هو ذاك اليوم مع عادل يقول إذا قررت أتزوج بتزوج بنت
شخص بسيط ماراح أتزوج بنت واحد عنده منصب مهم ! وحتى خواتي
ماراح أرضى تتزوج واحد ولد شخص مشهور وال شخص له منصب
كبير
غادة : أصال كل يوم أكتشف في عبدالعزيز عقد بشرية في مخه !! أمس
أقوله أنت ولد شخص مشهور وله منصب سابق يعني ممكن فيه ناس
تشوفك بهالمنظور قام ضحك وقالي أنا حالة إستثنائية
ناصر : بذكرك باليوم اللي راح يجي ويتزوج وحدة توازيه في المستوى
اإلجتماعي
أنتهى الفيديو ، يالله لو أكملناه لثواني لو للحظا ٍت بسيطة فقط ألراها أكثر
ألس َمع أحادي ٍث أخرى ، لو فقط يا غادة تأتين كالحلم و أرا ِك.
،
ِولـة
د َخل سلطان وكعادتِه رمى سالحه الشخصي مع مفاتيحه على الطا
الخشبية و أتجه للغرفة العارية من ُكل شيء وتضُم أتجه خلف تُركي ،
ال ُكرسي المربوط به وفتح ق يِده ، جلس أمامه بصم ت ،
م و
ُ
أنحنى تُركي بوجهه ليجهش بالبُكاء كطف ٍل صغير ، ال أحد حوله ! ال أ
ِم تُركي الذي ال نفهمه ، أو كيف يشعُر ؟ ال ُعذر
َحد يشعُر بأل
ال أب ! ال أ
يُبرر له ما فعَل و الله ال ُعذر يشفي ُحزن الجوهرة و كس ُرها الذي ج َّف و
صع ٌب على الحياة أن تُبلله!
فعلت هذا ؟ كيف نس يت الله و فعلتُها غد ًرا من ورا ِء ظهر
َ
لكن ِلماذا ؟ ِلم
ُّي األعذار ستُخفف وطأة مصيبتنا
ي أ
أخيك ؟ كيف فقط قُل ل !
سلطان بهُدوء األموات الذي يلفُهم لوال بُكاء تُركي : أخوانك يسألون عنك !
وش أسوي فيك ؟ أنت تدِر قولي بس ي أني مقدر أشتكي عليك وماعندي
ِع حق أحد ! وال راح أرضى أنك تبقى هنا
ش ُهود ! لكن الله ماراح يضيِّ
وتكرر اللي سويته مع الجوهرة بغيرها !! راح تعترف يا تُركي وال كيف
؟
تُركي وال ير ُد عليه اال بالبكاء ال قسوة ُمزعج لكل روح إنسانية ، بُكاء يُف ِكك
الحجر.
سلطان عقد حاجبيه : أعترف ألن خالص محد راح يفيدك ال عبدالمحسن
وال عبدالرحمن ! كلهم يدورون عليك و عبدالمحسن أكيد ماراح يسكت
والله يعلم وش مخطط يسوي فيك !
تُركي ببحة قاتلة جعلت سلطان يشتُم كل هذه الحياة ألنها تُشبه بحة
الجوهرة في البُكاء : أذبحوني ... ماأبي هالحياة .. ماأبيها
سلطان بحدة : و ال هي تبيك ! محد يتشرف أنك تمشي جمبه حتى
الشوارع تكرم منك!!
تُركي ببكاء يتخلى فيها عن رداء الرجولة الشرقية : والله أني أحبها
سلطان و نفسه ُمرهقة من هذا الحديث ، وقف ليُعطيه ظهره ويلفُظ بحرقة
: بنت أخوك ! فاهم وش يعني بنت أخوك !!! .. ألتفت عليه ليصرخ ...
مايجوز لك .. أفهم أنها ما تُحل عليك
تُركي بصراخ آخر : طيب أحبها !! والله أحبها ... أقسم لك بالعلي العظيم
أني أحبها غصبا عني .. غصبًا عني أحبهاا
سلطان ب ُسخرية غاضبة : تعرف عن مين تتكلم !! تتكلم عن زوجتي يعني
ممكن أحرقك في جحيم حبها عشان أعلمك كيف تحب
تُركي بصوت ُمضطرب وخافت : ماتفرق معي .. ماعاد تفرق .. أما حياة
مع الجوهرة أو فال .. ماأبي هالحياة
سلطان : ال تحدني أجِِّرك الحين للتحقيق وأخليهم يعتقلونك رسميا وساعتها
ماراح يفيدك هال ُحب
تُركي و الج ُروح تنتشر على وجهه ، رفع عينه بإتجاه سلطان : قلت لك
ماتفرق
سلطان بغضب : عقوبتك مثل عقوبة الزاني المحصن يعني القتل !!
تُركي : ماتقدر تثبت شيء أنا والجوهرة نحب بعض والله نحب بعض
سلطان و تنرفزت حواسه بأكملها ، دفع ال ُكرسي الذي كان جال ًسا عليه و
هو يُشير بسبابته : يعني ماراح تعترف
تُركي ودُموعه مازالت تُبلله : أثبت أنه الجوهرة ماتحبني !!
سلطان بحدة : آل تنسى أنك أغتصبتها
تُركي : أل هي جتني
سلطان بغضب : أغتصبتها
تُركي : أل
سلطان و يُكرر عليه حتى يستفزه ويعترف : أغتصبت بنت أخوك وأنت
عارف أنه حراام
تُركي : أل .. والله أل
سلطان : أغتصبتها
تُركي ببكاء : آلآآآ أنا ماأغتصبت أحد
سلطان صرخ : أغتصبتها
تُركي : أل
سلطان : جيتها في آخر سنة لها بالثانوي وأغتصبتها ألنك مالقيت أحد في
البيت !! ألنك جبان مقدرت تسوي أفعالك اال بغياب أخوك
تُركي بجنُون : أل
سلطان : أنت اللي تتحمل الذنب كله ! أنت اللي راح تتعاقب وأنت يا تركي
اللي بتطيح في شر أعمالك
تُركي يهز رأسه بالرفض : كذااب .. أل ..
سلطان : كلهم بيوقفون ضدك !! أخوانك و أهلك كلهم بيستحقرونك !
بتموت في فضايحك يا تركي
الجوهرة تُعاد بهيئ ٍة أخرى ، يكرهُ
تُركي يضع كف يه على أذنِه و طريقة هذا ُ
التشابه بأفعالهم ، يكرهه أشد ُكره ليصرخ بغضب : روح وقول للقاضي
والله أنا أحبها ! وشوف وش بيسوي فيك !
تُركي مازال واضع كفوفه ليس ُد إذنه وهو يرف ُض اإلستماع له
سلطان : أغتصبتها !!! أعترف وخلك ر َّجال لو مرة وحدة !! ... أنت
أصالً حرام عليك الشارب !!!! اللي عمره
سنة أرجل منك ... *صرخ
به* أعترررررررررررررف ألن لو وصلت أمورك للمحكمة صدقني
ماراح تفلت من العقاب !! أعترف باللي سويته و التنسى مين أنا !! حط
في بالك دايم إذا أشتكيت وش بيصير ! خل هالشي في بالك
تُركي : ماسويت شي .. ماسويت شي .. ماسويت شي ... كرر كلماته
كثي ًرا في جنُون.
سلطان : أغتصبتها ... أنت يا تركي أغتصبتها بدون رضاها
تُركي صرخ : أل
سلطان : إألا أغتصبتها .. أغتصبتها و
سنوات تتحرش فيها !!
تُركي : أل .. أنا ماني كذا
سلطان صرخ : أغتصبتها
تُركي بصراخ يبكي : أل .. والله أل
سلطان بعصبية : آل تستهين بإسم الله على لسانك !! ال تحلف فيه كذب ..
خاف ربك في نفسك
تُركي بتع ب : أل .. أل
سلطان بهُدوء : أغتصبتها يا تُركي و راح تلقى جحيم هالدنيا قدامك
تُركي : أل . . ماأغتصبتها
سلطان صرخ : إال أغتصبتها
تُركي : ماأغتصبتها
سلطان يشد على أسنانه لينطق من بينها : إألا أغتصبتها
ٍق بكى : أيهه بس والله ماكنت أبي أسوي كذا .. هي والله اللي
تُركي بإرها
خلتني أحبها .. شفتها ومقدرت أمسك نفسي
سلطان بغضب صفعه ليرتمي على األرض ، إعترافه وإن كان متوقعًا إال
أنه شطر كل ذرة رحمة في قلبه : هان عليك أخوك !! هان عليك ربك قبل
كل شيء!
تُركي : ما هو بإيدي
سلطان بصرخة أرعبته : هذا إغتصاب عارف وش يعني أغتصاب !!!
كيف تنجذب لها وهي بنت أخوك ! كيف تشوفها بهالطريقة القذرة !!!!!!
ش َّدهُ من ياقتِه : راح أجيب أخوك وقدامه بتعترف وبعدها يا تُركي أطلب
من الله حسن الخاتمة !!
،
ِن في أط الوحدة ، غادر الرياض و ترك قل ٌب
را ِف الليل المتسِرب بين ُجدرا
من بعِده مثقُوب ، ترك أنثى غجريـة يرفر ف قلبها على شو ٍك منثُور ،
َمن ضحكاتها و ال
َرك ُحزنًا ُمتلبِ ٌس في عين يها ، تركها و لم يعر ُف ث
ت
فرحها ، لم يعر ُف كيف يُجا ! ِزي الحياة بها إال بالجرح
األمس وهي لم تخر ُج من غرفتها ولم يدخ ُل جوفها إال الماء ، منذُ
منذُ
األمس
ِ ساعات وتستيق ُظ باكية ، منذُ
ُم لبُضع
األمس وهي تب ِكي ب ُحرقة و تنا
األمس و هي ميتــة نسبيًا بعد
وهي ال تستوع ُب فجيعة ما يحص ُل بها ، منذُ
أن حش ُروا األشواك في قلبها.
قطنية لم تتبلل ببكائِها األمس وهي ساقطة عل
منذُ
ى سريرها لم يبقى قطعةٌ
ي ،
! أحترق ت وغا ُب وه ُج هذه الحياة بعين
ٍن ُمبهجة تجل ُب
ُمزخرفة بألوا
جلست على سريرها وهي تحتض ُن ال ُخدادية ال
العصافير وأصواتها ، وهذا المفروض إال أ َّن البُكاء أفقد القُطن شهيتهُ
بالحياة ،
يهدأ بكاءها لحظة و يعتلي مرةً أخرى ، يزر ُع بها س ُموم الحقد و ينب ُت
بقلبها أل ُف غص ٍن من الحزن ذابل ، يالله " قد إيش موجوعة منك "
أرتجفت وهي تُعاود بُكائِها ، خرج صوت كلماتها بين بُكائها وهي تلفُظ :
آآآآه
من يُط ِهر قلبي من هذه األشواك ؟ من هذا ال ُحزن ؟ من يُخبرني كيف
أبتسم مر كل
َ
ةً أخرى ؟ تعبت و ر ُب هذه الحياة ُمتعبة من كل هذا ! ِلم
َ كل األشياء الحزينة التي
األشياء التي تُحزنني هي منك يا عبدالعزيز ! ِلم
ليست ِمنك هي تتواطؤ معك حتى أبي !! أبي الِذي أتي ُت من ضلعه تواطؤ
معك و مع عذابِي ! يالله أكان هذا عقاب الطيش ؟ أ ُكنت أستحق كل هذا ؟
اليوم األول الذي رأيتُك به و كسرني بها أبي بعقابه إلى هذا اليوم و أنا
منذُ
َ كل شيء يقف معك يا عبدالعزيز
ال أفهُم ! ِلم
" أنا
ُحزنِك ! حتى
حتى أنا ! حتى أنا ال أعرف كيف أستحق ُرك ؟ أو كيف أ
ُحبك ؟ " ليه
أ
َ
" تعصيني و أ " ُحبك ! ِلم
أرتفعت شهقاتها وهي تس تُحبه
َ
"
أ ُل نفسها " ِلم
" إن الله يُمهل وال يُهمل " أمهلني الله
و إني فهم ُت حديثهم عندما نطقُوه
ُصحح أخطائِي ، أمهلني ولم أتعلم ! أتبع ُت عناِدي وحقِدي
الكثير حتى أ
حتى أك ُسره و بالنهاية كسرنِي ! و بالنهاية كسرني حتى أبي.
و أنا الذابلة بال ُحب من رأسي إلى أقدا ِمي : كس ُروني ، الله عليك كيف
تستهي ُن بقل ٍب
َ
قدرت يا عزيز تجرحني بهذه الطريقة ؟ و ر ُب هذا ال ُحب ِلم
وهبك ُحبًا سرق من الحياة كل شيٍء ألج ِل ! ان يعيشك
ُه قلبك ، ليتَك
هان عِليك كثير بأن تُسقطني ُحزنًا !! هان عليك و أستسهل
شعرت ب ُحرقة كلماتك على قلب أنثى تعشقك مثلي ،
. .منك لله يا أناني.
،
جاِلس على األريكة النحيلة وبين يد يه السبحة و هاال ٌت من الضيق تطوف
ي ساخن
حول عين يه و تعرجات جبينه تكش ُف حزنه ، تق َّدمت إل يه بكأس شا
و رائحة النعناع تفوح منه : ال تحِِّمل نفسك فوق طاقتها
أخذ الكأس و جلست ضي على الطاولة التي أمامه : ال عبير وال رتيل
طلعوا من غرفهم اليوم
ضي بضيق : حاولت أكلم رتيل بس مافتحت لي الباب
عبدالرحمن بهُدوء : ماعدت أعرف وش الغلط ووش الصح
ِه لتشد عليه : مو أنت اللي علمتني أنه األشياء اللي تزعجنا
ضي تمسك كفِّ
نسويها عشان نحفظ أنفسنا !! و رتيل أكيد فترة وبعدها راح تتفهم
الموضوع وتعرف أنه هذا بمصلحتها
عبدالرحمن : اللي شاغل بالي أنه اللي صار , صار من عز ! هو حتى
نفسه يجرحها ، كيف رتيل ؟ .. أكيد س َّمعها كالم يسم البدن ! أكيد قالها
شيء خالها تثور بهالطريقة ! ... عز يأذي نفسه ويأذي اللي حوله دايم
ِم أنزل جديد
الكأس ليُردف بحزن : وأنا كل ماقلت هانت جد عل
ُم من ألمه وتشعُر ب ُحزن بناتِه وبنا ِت
ضي أخفضت رأسها و هي التي تتأل
قلبه ،
أردفت : كل شي بيتصلح إن شاء الله
عبدالرحمن وقف ولكن يِد ضي قاطعت إتجاهه : آل تضغط عليها ، أتركها
هاليومين
عبدالرحمن بغضب : مقدر أتحمل وأصبر !! هذي بنتي يا ضي كيف
أسكت وأنا أشوفها كذا .. ترك يدها وصعد لألعلى ،
ِم
ضي تألألت دمعة على خدها ، التب ِكي من أجل ما يح ُدث ، تب ِكي من أل
األب على إبنته والتي أفتقدتهُ طوال حياتها.
طرق الباب وال ر ُد يأتيه ، بصو ٌت خشن موجوع : رتيل ..
رفعت عينها بإتجاه الباب الِذي يُطرق ، وصوتُه يلتهم كل خلية في عقلها !
يلتهُمه ويُحزنها!
عبدالرحمن : رتيل عشان خاطر أبوك أفتحي الباب
رتيل وال رٌد تنطقه و دُموعها تواصل الرثاء.
عبدالرحمن بهمس : رتييل .. تعرفين أني بأضعاف حزنك أتألم ! أفتحي
واللي تطلبينه بسويه حتى لو ماني موافق عليه!
رتيل مع كلماته الخافتة أزداد بُكائِها ، أتجهت بخطوا ٍت ! ُمرتجفة للباب
عبدالرحمن بنبرة هادئة : هذي أول مرة يا رتيل تطولين فيها بزعلك مني
!
ُها تكره النظر له
رتِيل و َّدت لو أنها تفت ُح الباب ولكن بها من القهر ما يجعل
ُها تُف ِكر بصورة شيطانية ال عالقة لها
وللجميع ، بها من القهر ما يجعل
ُها تُف ِكر بفع ٍل خبيث توجهه
ببراءة عين يها ، بها من القهر ما يجعل
لعبدالعزيز تعلم هي أنها ستؤذي نفسها ولكن األذى األكبر سيكون على
ظهِر عبدالعزيز ، أعر ُف أن من يُحب ال يؤذي غيره ولكن أنا ؟ أنهن ُت بما
فيه الكفاية.
جلست على األرض ال ُرخامية وهي تضع ظهرها على الباب وتسم ُع
لحدي ِث والدها ببكا ٍء شديد.
،
فوضو ي بغُرف ِة يُوسف ، ر َكل بنطاله الجينز من على األرض
في صباحٍ
وأخذ يُغلق أزاريره بع َجل وفتح هاتفه ليتصل عليها ويطمأن ، ثانية تلو
ثانية وال ر ِّد ، نزل بخطوات سريعة ليكت ُب لها رسالة " بس تصحين
كلميني "
أدخل هاتفه بجيبه وألتفت عليهم مجتمعين جميعًا على طاولة الف ُطور ،
رفع حاجبه : صباح الخير
والده : صباح النور
يوسف وهو واقف سكب له من الحليب الساخن
والدته : أجلس وأفطر زي الناس
يُوسف : مستعجل
والده بسخرية : عسى بس خايف يطير منك الدوام
يوسف بضحكة أردف : أخاف أنطرد
والده أبتسم : ال جد وش عنِدك ؟
ِّي في نص
يُوسف : يمكن أروح حايل فماأبي أطلع متأخر وتظلم عل
الطريق
والده : أنتبه على نفسك
يُوسف : إن شاء الله ، يمه تكفين خلي الشغاالت يرتبون الغرفة مررة
قذرة
هيفاء وهي تأخذُ زيتون األسود و تُردف : ارحمني يالنظيف قطعة من ال
يُوسف : أقول كملي أكلك ال أخلي الزيتون يطلع من خشمك
هيفاء ضحكت ليتناثر العصير الذي كانت تشربُه من فِمها
ريم بتقزز : يا مقرفــــــــــــة
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه
بو منصور وقف : يا مال اللي مانيب قايل .. وخرج.
والدتها : أحترمي النعمة في أحد يضحك وهو يشرب
هيفاء تمسح بقايا العصير : كله من هالحقير
يوسف ضحك وأردف : أحمدي ربك أنه من ُصور مو هنا وال كان خالك
حشرة وعطاك محاضرة باألتيكيت ... يالله مع السالمة .. وخرج ُمتج ًها
لسيارته ، أخرج هاتفه الذي يهتز وفتح الرسالة " معليش مشغولة شوي "
ي متوقفًا لثوانِي طويلة ، أر َسل " كنت بقولك أني بجي
شد على شفت يه و بق
حايل "
حيَّاك ، طبعا مجرد زيارة
ثواني طويلة حتى أهتز هاتفه و فتح الرسالة "
"
بدأ ضغطه باإلرتفاع والغضب يعقد حاجب يه ، ركب سيارته ُمتج ًها للشركة
و ُمتجاهالً ري ُق اآلخر الذي يتوجه للقصيم ومنها لحائل. الط
في جهٍة أخرى ضحكت ومسحت الرسائل : أحسن
وضحى : بس والله الكلمة وقحة ههههههههههههههه أجل مجرد زيارة
يعني طردة
غالية : أجل تنفخ ريشها علينا ،
وضحى : ماأتخيل ردة فعله كيف بتكون أدنى شي بيقول ماهي متربية أجل
كذا ترسلي ههههههههههههههه
غالية ضحكت لتُردف : خلي الجوال هنا وأمشي نطلع قبل لحد يشوفنا
،
من خلفها قطع إتجاهها للباب بصو ٍت خشن و رجولي صاخب : على وين
؟
العنُود ألتفتت : بطلع
سلطان : طيب !! وأنا أسألك وين ؟
العنُود تن َّهدت لتُنادي والدتها : يمممممه
أتت حصة من الغرفة : يالله صباح خير .. !!
سلطان : فهمي هالشي بنتك فيه أحد يطلع بهالوقت !!
العنود : إيه أنا بروح أفطر مع صديقاتي وش دخلك أنت!!
سلطان : تكلمي معاي بأدب
حصة : خالص يا سلطان !! خلها تروح
العنود بغضب ثارت : يمه تترجينه بعد !! كيفي بطلع ومالك حق تسألني
فاهم!
سلطان الذي أخذ إجازة من عمله اليوم ، أردف بهُدوء : أفصخي الجزمة
وأضربيني بعد
العنود تأفأفت : ال ماهي حالة تحاسبني على الطالعة والنازلة !! أبوي
للحين عايش وأمي بعد !
حصة : خالص التكثرين حكي وروحي أقلقتيني ... خرجت العنُود لتلتفت
حصة عليه : يعني فيها شي لو راحت مع صديقاتها ! هي بروحها تكرهك
وتنتظر عليك الزلة
سلطان ب ُسخرية يُردف وهو يتجه لطاولة الطعام : زين علمتيني عشان
ماأقولها شي وتمسك علي الزلة
حصة ضحكت لتُردف : أستغفر الله بس أنا قايلة ماراح أكلمك بعد
سلطان أبتسم وألتفت عليها : تعالي أفطري معي ماأحب أفطر بروحي
حصة : أل وتراني زعالنة بعد
سلطان : طيب تعالي وبراضيك
أتت حصة بطيبة قلبها وجلست أمامه وبجدية : أمس مقدرت أنام من
التفكير ! كيف تضربها بسهولة ! مايجوز أبد تسوي فيها كذا من عذرها
يوم راحت عند أهلها أجل تضربها وتسكت ! زين بعد مادخلت أهلها
وخلوك تطلقها ! من متى المرة تنضرب ؟ وال أنت تبي تعيد عادات
الجاهلية!!!
سلطان بهُدوء : موضوع منتهي من زمان وخالص ال تفتحينه وتنكدين
علي هالصبح
حصة : طيب أجبر خاطرها في كلمتين !! تعلم شوي الكالم الحلو
سلطان ضحك ليُردف : علميني على إيدك
حصة : تتطنز !! أتكلم جد ، حسن أسلوبك معها ! أجل أمس خليتها تجيب
لك القهوة وتطلع منك تبكي
سلطان : هي حساسة تبكي بسرعة
حصة : ال والله !! وهذا عذر ! إال أنت أستغفر الله بس مانيب قايلة كلمة
شينة بحقك
سلطان : أشوفك واقفة مع الكل ضدي
حصة : ألن اللي تسويه غلط وال يرضي أحد
سلطان بهُدوء : خالص يا قلبي الله يخليك سكري على الموضوع
حصة : هذا أنت تعرف تقول يا قلبي وياروحي طيب قولها شوي مو بس
" تُقلد صوته الثقيل " الجوهرة
سلطان ترك ُكوب الحليب لينفجر بالضحك ويُردف : طيب أبشري
ُم بأمِر إجازته ، ألتفتت ولم
نزلت الجوهرة بخطوا ٍت هادئة وهي التي التعل
تتوقع بأن تراه ،
بصو ٍت ُمرتبك : صباح الخير
حصة : يا صباح الفل و الورد
الجوهرة أكتفت بإبتسامة ، وه َّمت بالصعود مرةً أخرى لوال وكزةُ حصة
لسلطان الذي نطق : تعالي
الجوهرة : مو مشتهية بس كنت بشوف حصـ .. بترت كلمتها لتقُول .. أم
العنود
وجهت الحدي ُث له* الحين إسمي
حصة : ناديني حصة وماعليك منه .. *
وال إسمك !! كيفي أبيها تناديني حصة
سلطان كتم ضحكته وأخذ يشر ُب من ال ُكوب بصم ت
حصة : تعالي يا روحي أفطري خلي سلطان يتهنى بأكله *أردفت كلمتها
األخيرة بخبث وقصد لسلطان*
سلطان ضحك بخفُوت وألتفت على الجوهرة لتقع عيناه الضاحكة بعين يها
ُمرتبكة : تعالي .. وأشار لها على الكرسي الذي بجانبه
ال
رايق " ألبعِد حد.
حصة تُراقب بشغف ما سيح ُصل اآلن و سلطان "
أتت الجوهرة وجلست بجانبه ليُفاجئها سلطان بسح ِب ُكرسيها ليُالصق
ُكرس يه ،
حصة تسك ُب للجوهرة من الحليب الساخن و مدتُها إل يها : أخذي تغذي مهو
نافعك أحد ..
أسنانه : ُمعاذ الله من أنك تقصديني
سلطان بإبتسامة نقية تُظهر صفةُ
حصة بضحكة : إال أنت بجاللة قدرك
سلطان أبتسم : بسوي نفسي ماسمعتها
ُمرتبكة بقُربه و رائحة العُود تتشن ُج معها أعصابها ، أخذت
الجوهرة ال
ال ُكوب وبأصابع ُمرتجفة يهت ُز معها الحلي ب السائل ، و أعيُن سلطان
تُراقبها وهي تشر ب.
الجوهرة لم تستطع أن تتذو ق الحليب وأرجعته للطاولة وكل حواسها
تشعُر بأن ُهناك شي ٌء غائب عنها تجهله يجعل سلطان
َ
ترتج ف ، ال تعلم ِلم
بهذه الصورة.
حصة : فيك شيء حبيبتي ؟
الجوهرة : أل .. وال شيء بس برد
حصة : عاد التكييف مقصرة عليه الصبح ...
سلطان يُفاجئها ليضع ذراعه على أكتافها ويسحبها ببطء نحوه و يُقبل
ا ذرا ِت الهواء من بين خصال ِت شعرها ،
رأسها ُمستنشقً
حصة وتشعُر بنشوة إنتصار : أنا بخليهم يجددون الحليب .. وأتجهت
للمطبخ تاركتهم ،
ُّي شعو ٍر الجوهرة و قلبُها ينتفض
ِّي التناقضا ِت تأتيتها وأ
، ال تعر ُف بأ
يُباغت قلبها ،
سلطان بصو ٍت خافت : بردانه من أيش ؟
م و
الجوهرة و فك يها يرتجفان ، صمتت وهي تغي ُب فعليًا عن هذا العال
حرارةِ أنفاسه تُس ِكنها و تُهدأ ُعمق حواسها ،
سلطان تن َّهد ُمثبتًا ذقنه على رأسها و ذراعه مازالت تُحيط بها ، بتنهيدتِه
تج َّمعت دُموع الجوهرة ، كتمت نفسها وهي تش ُد على شفت يها حتى ال تب ِكي
.
بعد ه ُدو ٍء لدقائِق طويلة و رأ ُس الجوهرة على طر ِف صدره ، ب ُحمرة
ُمعتاد ، أقترب سلطان و
وجنت يها حاولت تسح ُب نفسها لتنكش ف رقبتها كال
المس ت شفت يه أثا ُر ضربِه كأنهُ يحاول يشِفي اآلثا ُر بقُبالتِه.
أبتعدت الجوهرة بإرتباك وهي تسح ُب نفسها مع الكرسي و تضع مسافةٌ
قصيرة فاصلة بين ُهما ،
سلطان بلل شفت يه بلسانه وأردف : خلي عايشة تجيب لي القهوة لمكتبي ..
وتركها.
الجوهرة وضعت يدها على صدرها وقلبُها اليتزن بنبضاته ، تشعُر بأن
األشياء تذوب من حولها و تذبل و ُربما حتى تتراقص.
ِب تصرفاتها وربكتها ، ال تضعفين يا أنا ! هو ش ِّك بِك و
ح َّدثت نفسها لتُهذِّ
ُسامحك و إن أحبب ُت الوطن
أساء لك ، لن تلمسني بسهولة يا سلطان و لن أ
الذي وهبتني إياه.
،
" بس تصحين كلميني " ، أتصلت عليه
مسكت هاتِفها لترى رسالته األولى
، مَّرة ومرتين وثالث وال يأتيها رد ، عقدت حا ِجبها بشك لتُرسل له
بالواتس آب " يُوسف ؟ "
في جهٍة أخرى على مكتبه يلع ُب بقصاصات الورق بنرفزة ، فتح محادثتها
فقط ليظهر لد يها بأنهُ قرأ و لكن سيتجاهلها تما ًما ،
ُمهرة و الش ُك يدب في ق ه "
ِرد ، كتبت ل
لبها من فكرة أنه يقرأ دون أن ي
وش فيك ؟ "
معليش مشغول شوي "
يُوسف بعصبية كتب لها مثل ما كتبت له "
ُمهرة أمالت فِمها بقهر وأغلقت هاتفها لترميه على السرير و تمتمت :
عساك ما رديت...
يُتبع
،
تحت أجوا ِء باريس الغائمة و اللي ُل يُداعب السماء بخفُوت ، تن َّهد بضيق
له في المطعم الهادىء و التي أكتملت زينتها بزواجها
أثير الجالسة ُمقابلةً
من عبدالعزيز : وش فيك ؟
عبدالعزيز : وال شيء بس صار لي يومين مانمت وشكل المزاج بدآ
يضرب
أثير أبتسمت : ومين سارق تفكيرك ؟
عبدالعزيز بهُدوء : أرق
أثير نظرت لهاتفها وأغلقته
عبدالعزيز : مين ؟
أثير : سلمان
عبدالعزيز شتت أنظاره بإمتعاض
أثير : ُمجرد زميل في الشغل
عبدالعزيز بحدة لم يُسيطر عليها : وأنا قلت شي ؟
أثير عقدت حاجب يها الفاتن ين : أل بس حبيت أوضح لك
عبدالعزيز تن َّهد وصمت
أثير : أنت صاير ماينحكى لك كلمة ، أمش خلنا نطلع وتروح تنام
ِّي
عبدالعزيز : أثير يرحم لي والديك التزنين عل
ِيت أنا أقترح عليك
أثير بهُدوء : مازنِّ
عبدالعزيز بعصبية : طيب خالص ماأبي أسمع شي
ِب فيه وتُهدأ من حرارةِ غضبها
ِّ
أثير تن َّهدت وصمتت ، أخذت هاتفها لتُقل
في ليل ٍة مثل هذه كان يجب أن تحتفل !
عبدالعزيز بدأ الهُز بأقدامه و أعصابه تشت ُد وج ًدا ، بنظرة شك : تكلمين
مين ؟
أثير رفعت حاجبها : شارب شي ؟ ماهو معقول اللي قاعد تسويه !! ...
وقفت لتأخذ معطفها وتخرج
عبدالعزيز نثر مبلغًا يجهله على الطاولة وتبعها ، من خلفها مسك ذراعها
ليوقفها وبعصبية : من متى إن شاء الله تعطيني ظهرك وتروحين ؟
أثير التي يمتز ُج خجلها بقوةِ شخصيتها : أترك إيدي!
عبدالعزيز يتجاه ُل ماتقُول ليُردف : لو تكررينها مرة ثانية صدقيني ما
ِب
يحصلك طيِّ
أثير بهُدوء : عزوز حبيبي روح نام أحسن ألن عقلك بدآ يضرب من جد
عبدالعزيز ترك ذراعها ليلبس معطفه و يتن َّهد وبتنهيدته يخر ُج البخار
األبيض من فِمه.
أثير بعد صمت لثواني أردفت : يا ُروحي أنا فاهمتك ، لكن صار لك
يومين منت نايم أكيد عقلك بيتوتر وماراح تفكر صح ! عشان كذا أرجع
البيت وحط رآسك ونام و بكرا الصبح نتفاهم
عبدالعزيز عقد حاجب يه بح َّدة : طيب خالص