الفصل 50

القوي للضعيف و الجن لنبينا سليمان و سخرت الطير والحديد لنبينا داوود
وسخرت النار لنبينا إبراهيم س ِّخِ ر لي أبِي و س ِِّهل اموري .. ماتجي عكسها
يُبه ؟ ما تضيِّ ي بدونك ؟ ِعن
لن يأتِي بعكس دعوتها , لم يك ِسر قلبها وهي طفلة بين
عبدالمحسن و فعالً
أحضانِه , أيك ُسر قلبها اآلن ؟
هي تؤمن و جي ًدا بأن الله ما أمرنا بال ُدعاء إال ليستجيب لنا , من يُصِِّدق أ َّن
واِلدها يعر ُف بهذه ال من ُمصيبة ويق ُف معها ؟ من يُصِِّدق سَوى أ ِّن الله هو
يُريد و س َّخر لها هذا , من تم َّسك بالله لم يخيب رجاءه أب ًدا مهما أستعصت
حاجته فالله قاِدر أن يصنع ال . ُمعجزات لعبِده
ال ُجوهرة بهمس كاد ال ي ِصل من بُكائِها العميق : عِِّمي أوجعني يا يبــه
ٍر من الالتصِديق
كلماتها سيُوف تخرج من فاٍه رقيق و لكن تُسِقطه في نا
لما يح ُدث له و كأنه كابوس غير قادر على اإلستيقاظ منه.
تعبت , صوتُها تعب و مات ُجزئيًا .. كلمات قليلة فقط و شعرت بوخٍز
يسار صدِرها يُرغمها على التوقُف.
ــا
ً
ُّكف عن ُمشاركتها البُكاء دمـــ .
تعبت و أنفُها ال ي
,
نظرت للسا َعة بإرهاق , لم يت ِصل إلى اآلن ؟ لن تُصِِّدق بأنه لم يرى
رسالتها بعَد , ُربما يحاول تجاهلها ... هذه الصفة تكرهها وتكرهُ صاحبها
دائِ ًما , تُحب أن تُشعر بإهتمام من حوِلها بها , تب ِكي و تنهار إن رأت أح ًدا
يتجاهل . ُها .. تب ِكي اآلن ألن من وهبتهُ قلبها ال يسأ ُل عنها
عاتبت نفسها كان من ال تتطاو ُل بحديثها و تُعاتبه أب ًدا , ُمفترض أن ال




تعر ُف بأمور عمله و تُقِِّدر إنشغاله ولكن حاجتها و شوقها له تُمِرضها
تما ًما.
ُظر آخر د ُخول لـ عبدالرحمن كان ليلة األمس , كتب ت
فتحت الواتس آب لتن
له : ما حنيت ؟
,
بمقعدين ُمتقابلي ن في أر ٍض خضراء بين جبا ٍل ال يُرى بها سَوى أخض ُرها
ِولة ذات غطا ٍء ُمش َّجر وبوس ِطها ُزجاج ٍة ُطولية متناثِر
الزاهي , بين ُهم طا
بداخلها الزه ُر دون سيقانِه , الجُو هادىء سَوى من نسما ِت البرد البسيطة
ُرغم أشعة الشمس التي تُغازل األرض بإختفاءها دقائِق بين ال ُسحب و
ٍق أخرى
سطوعها دقائِ .
إنِّـهُ الريف الفرن ِسي.
دث ُدون ملل.
ُّ
الصمت ساد كثي ًرا و أعيُنهم تُجيد التح
قطعت هذا الصم ت بصو ٍت خ ُجول وكفوفها ت ِّضمها بجانب بطنِها : إييه
وش الموضوع ؟
نا ِصر بإبتسامة عريضة : عيشي هالهُدوء
ِجة أردفت : بس كذا ! ماأصدق
غادة بضحكة خرجت ُمتغنِّ
أتت الناِدلة الريفية بشعٍر بعٍة مصنوعة يدويًا أشقَر ُمن
سِدل على أكتافها و قُ
ٍن ممتلىء برسوما ِت الزهر و ُمط َّرز ي ِصل لمنتصف
على رأسها و فُستا
ِضعة كأس عصير الفراولة بجانب نا ِصر و آخر بجانب غادة ,
سيقانِها , وا
ُمبت ِعدة واإلبتسامة ال تك ِّف عن التمايُل بفِمها
نا ِصر : وش رايك بالمكان ؟
غادة : هانت ساعات الطريق يوم شفت هالجمال
نا ِصر : و وش رايك لو نمنا فيه ؟
غادة بإستعجال : مستحيل أبوي ماراح يرضى أنام برا و بعدين ماينفع تِّو
ماتم العرس
ِر لنا عذر عند أبوك
نا ِصر : طيب وش رايك بعد أنه عبدالعزيز يدبِّ




غادة ضحكت : مستحيل نا ِصر ماأحب أنام برا البيت
نا ِصر : كلها ليلة!
غادة : ولو .. حتى لبس ماجبت !
نا ِصر : كل شي موجود
غادة : واضح أنك مخطط للموضوع ومح ِِّضر له
ناصر بإبتسامة : إيه و عبدالعزيز بينام برا البيت عشان يقول ألبوك أنه
معاك
غادة : يالله مستحيليين وتقولون كيدنا عظيم وماتشوفون حالكم
نا ِصر : تض َّرك ليلة ؟
غادة : ماتض ِّرني بس كمبدأ ماأرضى أكون كذا وانا قدام الناس ماني
زوجتك
ِن
ُظر للزهر الذي حوِله : الورود ماتفتِّ
نا ِصر ب ُحب عميق وهو ين
غادة أبعدت وجهها للجهة األخرى والخجل يكتسيها لتُردف : عارفة
الورود ماراح تقول للناس لكن ما ينفع
نا ِصر : ولي أمرك المتنقل راضي
غادة : عزوز لو هديل تتزوج ماراح يرضى لو أيش تطلع معاه كذا ! بس
عشان رفيقه معطيك حريتك
نا ِصر : بس حرية جائزة يا حضرة المفتية
ِّي ماهي جائِزة
غادة : عل
نا ِصر رفع حاجبه : عليك!!
غادة أبتسمت حتى بانت أسنانها : أثق فيك بس ماأثق بالشيطان
نا ِصر بصوتِه الر ُجوِلي و في حضرة أغاني العصافِير الريفية : ما بيننا
شياطين , كل اللي بيننا تحفَّه المالئِكة
ِن نا ِصر
ُظر ليمينها بخجل حتى ال تقع عيناها بعي
غادة وتن
ُظر للعصافِير القريبة ج ًدا من غادة
نا ِصر و ين
ِهجة : يالله على أصوات ُهم
ُمب
غادة وتبتسم عندما رأتهم بألوانهم ال
ا : تعرفين ليه تحب تغني عنِدك ؟
نا ِصر بصو ٍت أمتلى ِعشقً
غادة ب ِضحكة : ليه ؟




ناصر : يذكرون الله عليك
ا له و لسانِها يُعقد ُدون حديث سوى رسائِ ُل عينيها
غادة تزداد ِعشقً
ِي العصافِير حولك إال بتسبيحها .. ُسبحانه من صَّورك
نا ِصر : و ما تغنِّ
ِر بين يديه ُصورة تُعيد له ما يف
كان أم ًسا , صو ٌر كثيرة ألتقطها في ال
َمر بها مع قمَره
ُهناك , كان يشعُر بأن شهر عسِله قضاهُ في ليلة تسا .
ع َّض ِشفته ال ُسفلية يمنع نفسه من سخ ِطه على الق َدر , يمنع نفسه من أن
يُعارض هذا القدر المكتو ب , ق َّرب الصورة لفِمه , قبَّلها بعُمق و كأن غادة
أمامه , أغمض عينه ليعيش الو َهم.
لم يعرف بحياتِه أو حتى شا َهد اح ًدا بمثِل ُحبهم , ليس تمجي ًدا لنفسه و لكن
ر إلى المعصية أب ًدا.
ُّ
لم يتصَّور أ َّن الله سيأتِيه بُح ٍب طا ِه ًرا ال يج
ِهي
كان كل ماهو ُمتش ِك ٌل في رأسه أ َّن أغلب ُحب المجتمعات الشرقية ينت
بمصائِب و أهواء و معا ِصي و هذا ليس ُحبًا.
ُوب هؤالء الراغبين و فقط يُريدون
ال ُحب أط َهر و أس َمى من أن يُقذف بقل
األخذ دون العطاء.
ُكنت أحبَّها حتى أنني رأي ُت بأن ُدنيـا وا ِحدة ال تكِفي ل ُحبنـا , ُكنت أقُول هذه
الحياة ال تكِفي ل ُحبك هذه الحياةُ ضيِّ شقك .. نح ُن ِقة كثي ًرا من أن أتو َّس ُع ب ِع
َء ل ُحبنــا
يلزمنا الجنَــــة حتى ننُ . ِشد البقا
ِّكرني بأيا ِمي التي جمعتني
تمتم بالنبرةِ المك ُسورة :يالله إن نسيتُها يو ًما فذِ
ِت يقيني و أرزقنِي من بعِد
ِك وثبِّ
ِرها و ِزد بقلبي ُحبِّ
َو ال تُشقي قلبي بغي
بها
ُحبك ُحبًا لها يتكاث ُر وال ينقُص .. يالله زدني بها ُحبًا , يالله أني أحببتها
فيك ُحبًا عظي ًما فال تجعل آخر لقائي بها في ُدنيــاك.
,
أنفه ينز ف و جر ٌح أعلى حاجبه األيم ن , تعا ُركه معه كان شدي ًدا , أخ َرج
ُك َّل غضبِه عليه ُدون أن يتعب.
ذاك يُناديه : مجنون وش سويت فيه ؟




ا حتى أنه يُشعرك بأن الكالم يخرج منه الكئي ُب بحِد قوِلهم وا
هَو لقلي ُل حديثً
بـ " فلوس " : خله يمسك لسانه و يعرف كيف يحكي
:صدق أنك غريب الواحد مايعرف كيف يتفاهم معك
فتح ألوانِه و ويب ُدو أنه سيبدأ بالرسم اآلن
ُظر إليه : من جِدك !! هذا اللي فالح فيه ترسم ! الحمدلله والشكر
بغرابة ين
يالله أرزقنا العقل
بدأ بتلطيخ اللوحة البيضاء بالسواد و بع ُض البنِي يُباغت هذا السواد
يُكمل ُرغم تجاهل الر َّسام له : أنا أخبر الناس ال عصبت تجلس تصارخ
تجلس ترمي تجلس تصيد تجلس تسبح لكن ترسم ! يخي مرهف الحس
بقوة
وكأنه ال يسمع شيء
هَو مازال يُكمل : ترى الحكي ببالش أبد ماعليه ُر ُسوم
ألتفت عليه و نبرته الر ُجولية الثقيلة : هه هه هه
الطر ُف اآلخر إنحرج من ِضحكته التي من باب " التسليك " : أكلمك جد
يُكمل رسمه ُدون هويَّة , يرسُم نهًرا بُنيًا بين جبا ٍل سوداء و ال و ُجود
للسماء .. ُربما ال يعتر ف بسقف البياض.
َّغ أبوك بهاللي تسويه
وقف أمامه : ماألوم صالح لو بل
هَو عينه على اللوحة : ط ِّف النور كله وأترك بس النور اللي فوق راسي و
س ِّكِر الباب وراك
طر َدة ُمحترمة له , أردف : طيب زي ماتبي وأرسم و إن شاء الله تموت
مالنا دخل فيك بس بُكرا محد بيندم غيرك ...
,
دخل ل ضا ِء تفكيك ِشفرات وأشياء أخرى ال يفهمها. ُهم وهم بين ضو
عبدالرحمن أقترب من عبدالعزيز : الحرس كانوا موجودين عند الباب ؟
عبدالعزيز بصو ٍت خافت : كان موجود ع َّساف *حارس شخصي تم
وضعه منذ حادثة اإلعتداء على بيته*




عبدالرحمن القِلق على بناتِه
عبدالعزيز : والشرطة محاصرة الح ِّي ش صار ؟ ؟ و
عبدالرحمن : ح َصل إختراق لألنظمة األمنية هنا
عبدالعزيز عقَّد حاجبيه ُمستغِربًـــا و نظر لشاش ٍة صغيرة هي المفتوحة من
بين كل الشاشات , عليها ُمستطي ٌل احمر و

%
عبدالرحمن : قاعدين ينقلون معلومات .. ها أحمد ؟
د ليتجه للو َح أحمد : قاعد يجري تحقق من اليوزر .. وقف أحم ة التح ُكم
الرئيسية و يضغط زر نقل المعلومات وبهذا الزر يُسِِّرع عملية خ ُروج
الملفات منهم , ُرغم جراءتِه بفعلته هذه إال أن كانت غايته أن يتحقق
المستخدم الوهمي ب ُسرعة , هي دقيقتين و أقفل النظام لي ِصل نقل الملفات
إلى

%و يتأكد المستخدم الوهمي
بوسعود عرف بأنه كان المقصد أن يستعجل بعمليته فلم يُعلق أح ًدا
ُمتجس َسة
سلطان ويسحب ورقة ليكتُب عليها ُمعرفات اآلي بِي ال
عبدالرحمن يأخذ الورقة منه ويُعطيها متعب : شف لنا وين أماكن ُهم
سلطان و أستطاع أن يدخل لشبكتِهم ولكن عجز عن الدخول لنظا ِمه و يمنع
نقل الملفات.
ُهم حتى
أحمد اآلخر الذي كان يعمل على الدخول لنظاِم المعلومات التابع ل
يمنع هذا النقل
سلطان وضع الحا ُسوب المحمول والذي يب ُدو صغي ًرا نو ًعا ما
متعب و الذي أتى من فريق الصيانة والذين ثبَّتُوا الشبكات التجسسية و
مصدِرها ولم يستطيعوا إيقاف النقل أي ًضا
ٍر كثيرة مفا ُدها تعليق النِقل ولكن عاد النِقل مرةً
سلطان بدأ بضغط أزرا
ِ أخرى لي ِصل إلى


: كويِّ
ا حتى يُتيح ألحمد
وقف ليتجه ألزرار التحكم الرئيسية و يفتح ماكان ُمغلقً
ُحرية التصرف ب ُسرعة.
أحمد : الرقم التسلسلي
سلطان و الذي يحفظه :










.. إيش آخر رقم ؟
ُ مت خرى :
عب وين
ُ ظر لشاش ٍة أ




و َصل النقل مع فتح لوحة الت ُحكم الرئيسية إلى

%و النقل يسير سريعًا.
ٍ
ِرع
دقائِق تلع ُب باألعصا ب و ج ًدا , بوسعود يُراقب وض ُع األمن في شوا
ُمعينة التي تعطلت بها كاميرات المراقبة
في جهٍة كان ُسلطان يشعُر بالدقائِق تنه ُش في عظامه و عي ُن على نق ِل
الملفات و عي ٌن أخرى على أحمد.
متنِّ ." ِح
"
أما عبدالعزيز ينظ ُر لما يح ُدث بغير إدار ٍك حقيِقي و
أحمد : دخلنا
ُظر لملفاتِهم الضخمة األمنية , ولكن ما
سلطان ويجلس بجانب أحمد وين
كان صدَمٍة فعال أن ما يتم نقله اآلن ليست الملفات السرية البحتة بل
ات ال . ُم الملف ختصة برائِد الجوهي و جماعتِه فقط
أحمد و التنقُل بمستخِدم ثانوي ج ًدا بطيء بعكس لو كان ُمستخدم رئيسي :
ننقلها ؟
ُهم
سلطان : إيه بس الزم تتوقف عملية نقل
عبدالرحمن الذي كان يُراقب جهٍة أخرى ولكن عقله مازال معُهم : اليوزر
الوهمي اللي سويته سلطان خله ينِقل ملف ثاني
أحمد : نسوي ملف جديد بفيروسات ونحِِّول النقل عليها
سلطان : بالضبط .. وقف ليتجه للحا ُسو ِب اآلخر ويدخل بمستخدمه
ِهم , وش سميت الملف ؟
الوهمي الذي مازال بشبكت
أحمد بخبث : عيالك يا وطن
سلطان ُرغم كل هذا و كل مايحدث اآلن من توتر وشد أعصاب إال أنه
ضحك على اإلسم المستفز لكل من هو عدِّو لوطنه : الزم نكافئك
بحث عن اإلسم وبالطبع اللغة المعلوماتية ت ُكون باإلنجليزية البحتة وليست
ال wtan ya ialk'Aُ معربة فـ وجد الملف المح ُشو بالفيروسات
ضغط عليه لينقل . ُه لشبكٍة أي ًضا وهمية ال حقيقة لها وال مصَدر
أصبح اآلن النقل إثنان على الشبكة ويضغط على السرعة مما جعل النقل
األول الوا

%بطيئًا وبشدة. ِصل لـ
أحمد : ينق ل النسخ اإلحتياطية لملفات ال ُجوهي بأكملها لجهٍة أخرى أكثر
أمانًا , و َصل به النقل إلى

%




عبدالرحمن : لو ندِِّمر برنامج الحماية الثانية النقل بيتس َّهل ؟
سلطان : بس نقلهم بيكون سريع!
عبدالرحمن : بس الحين صار نقليين ؟
أحمد : نحط نقل ثالث ؟
سلطان : و نبطىء أكثر من النقل بعد
ُمدِِّمرة أل ِّي شبكة
أحمد و يفتح ملفًا آخر و ينقل إليه الفيروسات ال
سلطان ثواني و لقي الملف الجديد إسمهksa_nfdak
عبدالرحمن بإبتسامة عريضة له وهو يقرأ بجانب سلطان : الزم نجتمع
نحدد مكافئتك
سلطان وهو ينقُل الملف : إستفزاز عدِِّوك هذا أقوى سالح
ُظر كيف أ َّن اإلستفزاز ينت ِشر بجميعهم ُدون إستثناء من
عبدالعزيز و ين
الصغير إلى الكبير , ف َّكر لو أن أح ًدا يكره شيئًا ويأتي آخ ًرا يقول له نفداك
يا هذا الشيء .. سيشعُر بحقٍد عظيم و لكن ألنه للوطن فاألكيد سيشعُر
ُمعادي بهذه األسماء بالخجل و ال ُخزي والعار ألنه يقف عدًوا
الطرف ال
لوطنه , كم مخجل أ َّن شخ ًصا يقول لمن تخلى عن وطنه " أنا أفديك يا
وطن "
أحمد و بق

َ %ي القليل و َصل لـ
سلطان تن َّهد : كم بقى أحمد ؟
أحمد : الحين


نظر لنقل الملفات من جهة الشبكة األخرى المتجسسة عليهم و و َصل لـ
%


يزداد قلقه إن تمت عملية النقل بذلك سيكونون مكشوفين للجوهي وغيره.
فري ُق الصيانة الذي يُر ِسل المعلوما ِت طباعةً
رد *األحياء أسماء وهمية
ُّ
* الزم
متعب يقرأ : الخلية موجودة في ح ِّي
ُهم
عبدالرحمن بأمر دون مناقشة سلطان : حِِّرك فرقة


أو


ل
وألقوا القبض عليهم األكيد أنهم ُمرسِلين من ناس أعلى منهم
سلطان و لم يُعارض أمر بوسعود.
أحمد : لكن لو دَّمرنا الملفات و فشل النقل بيعرفون أننا كشفناهم و ممكن




يهربون!
سلطان بعد تفكير لدقائِق أردف : أترك النقل دامه بطيء إلى أن يوصلون
ُهم
القوات ل
عبدالرحمن بتأييد : يالله متعب مافيه وقت
ُخرى للذها ب هُناك
متعب و بل . َّغ قوا ٍت أ
َي ِزر واحد يضغطه و ستُدِِّمر الملفات المحفوظة بعد أن تم نقلها
أحمد و بق
جميعًا لشبكة ثانوية أخرى و آمنة.
يُتبع
عاقِد الحاجبي ن غا ِضبًا , يقف عند الباب و أما ُمه من أصبح يكرهها و بشدة
: أبغى أشوفها
أم رؤى : و أنا قلت لك ماتبي تشوفك
وليد : طيب ماأبغى أستخدم معك أسلوب مبتذل لكن ممكن أتصل على
مقرن و أسأل عن أخباره *أردف كلمته األخيرة بسخرية*
أم رؤى تن َّهدت بضيق لتُردف : نايمة
وليد : ص ِِّحيها الموضوع ضروري
أم رؤى : وش هالموضوع إن شاء الله ؟
وليد : مايخ ِِّصك يخ َّصها
ًوا ؟
أم رؤى رفعت حاجبها ُمستغربة قلة ذوق وليد في الحديث معها : عف
وليد : اللي سمعتيه
ِضح ج ًدا إحترامك ألم من تحبها
أم رؤى : وا
وِليد : على حسب إذا كانت األم متنكرة بمالبس تكبِّ مدري هذي ِرها و
تجاعيد طبيعية وال بعد مسوية شي بوجهك
أم رؤى الغير فاهمة لما يق ُصد
وليد : أظن فاهمة قصدي زين والحين ناِدي رؤى وال والله وأنا عند حلِفي
ألفضحك قدامها
ا أتجهت لغرفة رؤى , أيقظتها : رؤى حبيبتي
أم رؤى دون أن تنطق حرفً
قومي




ُظر إليها بتع ب شديد
رؤى وتن
أم رؤى : وليد برا و يبغى يكلمك
رؤى و ال تنطق شيئًا سوى التع ب بمالِمحها
أم رؤى : قومي يالله شوفي وش عنده
رؤى وقفت بمساعدة واِلدتها , توجهت قبل ذلك للحمام لتُبلل مالِمحها
وتُط ِِّهرها من سواِد دمعها , نشفت وجهها و أخذت حجابها لتلفَّه على
شعرها
ِّي ُظر ل
ُمح َّمر و هاالت السواِد على جانب
ُمتعبة و أنِفها ال
وليد و ين عينها ال
ه و شفتيها الشا ِحبة و ال ُحمَرة التي ماتت من وجهها
َّ
ُمبتل
أنِفها و ر ُمو َشها ال
ولم يبقى سَوى البياض الشا ِحب.
وليد : أبي أكلمها على إنفراد
أم رؤى : نعععم ؟ طبعًا أل
ُظر لها بنظرات تهديد
وليد ين
ى تنهدت وخرجت لخارج الشق . َّ أم رؤ ة نازلة لألسفَل
وليد جلس ب ُمقابلها : كيفك ؟
رؤى بصمت األموا ت
وليد : رؤى!!
ُظر إليه بأنَّهُ شخ ٌص آخر ,
رؤى و غير واعية بأن من أمامها وليد , تن
شخ ُص هي تجهله و لكن قلبه يعرفه جي ًدا : أشتقت لك
وليد و صدمته الكلمة ُرغم أنه يعلم بأنها تُحبه
رؤى : وينك من زمان ؟
وليد أبتسم : موجود , أبي أكلمك بـ
قاطعته وعينها تب ِكي : عارفة أنك زهقت من أوامر أبوي بس أصبر شوي
ألجمته , عرف بأن رؤى تستعي ُد ذا ِكرتها بال وعي منها ,
وليد وصدمةٌ
ُظر إليها بذهول
س َكت ين
رؤى : وحشتني كثير
وِليد وعينه بعينها , لمعةُ هذه العيُون تقتله.
رؤى بإبتسامة ُرغم عذوبتها إال أنها شاحبة ج ًدا : توبة أزعلك بشيء




وِليد و أدرك نف ِسه : رؤى حبيبتي ركزي معاي باللي بقوله
رؤى : عارفة وش بتقول
وليد ويُجاريها : أدري أنك عارفة بس بقوله مرة ثانية , هذي ماهي أمك و
مقرن ماهو أبوك
رؤى : مين أنت ؟
وليد وتذ َّكر إس ًما وا ِحدا : عبدالعزيز ..
َّطع : يا روحي
رؤى تب ِكي بشدة وهي تسمع اإلسم , شعرت بأن روحها تتق
ِي
خذوك منِّ
وليد : طيب رؤى مايصير تجلسين عندها
رؤى : مين رؤى ؟
ُهنا : اللي صحتك
وليد ولعن في داخله هذه المرأة التي أوصلت حال رؤى ل
قبل شوي مين ؟
رؤى : جارتنا
وليد و تأكد تماما بانها ليست أم رؤى : طيب هذي جارتكم ماتحبك ماتبي
لك الخير , الزم تروحين بعيد عنَّها
رؤى ببراءة : وين أروح ؟
وليد : بُكرا الصباح تجهزين شنطتِك و بوديك لمكان ترتاحين فيه لفترة
رؤى هزت رأسها بالطاعة
وِليد : رؤى ال تنسين
رؤى تلتفت يمينًا ويسرى : وين رؤى ؟
وليد : أنا أحب أسميك رؤى
رؤى : اإلسم شين
وليد : وش إسمك ؟
رؤى هزت كتوفها : مدري
وليد و كانت رؤى بإذن الله ستعود ذاكرتها دون كل هذه المشاق لو أن
والدتها المزعومة لم تفعل بها كل هذا , أعادتهم لنقطة الصفر : وش تبيني
أناديك ؟
رؤى أبتسمت بين بكائها : عزوز نادني اللي تبي




وليد بإبتسامة : ما أعرف أختار لك , أنتي أختاري
رؤى : سارة
وليد : طيب يا سارة
رؤى : بس مايصير صح ؟
وليد : ليه ؟
رؤى : أمي إسمها سارة
وليد : عادي نناديك عليها
رؤى أبتسمت : دام كذا خالص
وليد : بكرا ال تنسين
رؤى : ال ماأنسى أبد .. كررت هذه الكلمة
مرات
وِليد لم يُشفق عليها ولكن تضايق من نف ِسه ليته لم يتركها لحظة في بيت
هذه القاتِلة , هي قتلت روح رؤى بتشكيكها في صحة عقلها.
,
ُطلقت صرخة خافتة عفوية من أحمد : أوووووووووووه .. الحمدلله
أ
الجميع أطلق تنهيدات الراحة بعدما ف َشل النِقل
سلطان : بس شركة الحماية تحدد لي أقرب مو ِعد لها وش هالفوضى
بسهولة يتم إختراق النظام
متعب : أبشر طال ُعمرك
سلطان : هالفوضى أبد ماأبيها تتكرر و األنظمة دوريًا تتح َّدث برامج
حمايتها ماهو كل مرة تسلم الج َّرة
متعب : إن شاء الله
عبدالرحمن وهو يتلقى خبر القبض على هذه الشبكة و كل ماوصل إليه
أنها شبكة شبابية و لكن يملكون قُدرات ذكية هائلة وهذا أسوأ شيء قد
يحصل أن تُستغل ماوهبنا الله إليه بمض َّرتنا.
عبدالرحمن : و َّكلت من يستجوبهم واضح أنهم معطينهم فلوس وقايلين لهم




يخترقون مايدرون أنهم يخترقون نظام أمني ماهو منتدى *أردف كلمته
األخيرة بسخرية*
سلطان : أكيد ماراح يقولك الجوهي
عبدالرحمن : ألن الجوهي ماهو غبي يد ِّخِ ل إسمه بهاألشياء أكيد و َّكل أحد
ما هو محسوب عليه يكلمهم
سلطان : قلت أنهم شباب ؟
عبدالرحمن : إيه
سلطان ويشعر بالشفقة حيال هذه الفئة : دامهم قدروا يخترقون اجهزتنا ليه
مانستفيد منهم ؟
عبدالرحمن بإستغراب : ُمجرمين!!
سلطان : طيب هم شباب أكيد بحاجة توجيه ؟ وأكيد لو نفهمهم أنهم
يخدمون دينهم ووطنهم ماراح يعارضون , فيه أحد يرفض وظيفة زي كذا
عبدالرحمن : تبي تقابلهم براحتك
سلطان : ماأبي أقابلهم أبي نوظفهم عندنا بأمن المعلومات بدل هالشركة
األجنبية اللي مخلينها مسؤولة عن معلومتنا وبسهولة قدروا يخترقونا
عبدالرحمن بإقتناع : خالص أجل بس أول يتم إستجوابهم و نتأكد
,
بعد هذا اليوم الشاق و الطويل , تسلل النوم لعيُون البعض في حين صِّد
عن عيون اآلخري ن.
صل لف ِجر و تو ِّجه لمنزِله والساعة تقترب من الرابعة فج ًرا , في داخله َّى ا
أن يبيت معها تحت سق ٍف وا ِحد , يشعُر بأن ُكل شيء ينفره من
ينبذُ
الد ُخول لبيته , كل مصائِب الكون تح ُدث داخل قصره , كل شيء سيء
َسة أشكاالً
ث في داخله من التعا
ُّ
ح َصل في حياته بدأ هُنا , هذا المكان يب و
ألوا ن و طبعًا هذه األلوان ال ترتاح ُدون رماديتها و سوادها.
تن َّهد وهو يضع المفتاح على الطاولة القريبة من الباب , صعد أول
غَ ي ِب

ال
َ
ر ِض َعاِلم
َوا ِت َواألَ
ُهَّم فَا ِط َر ال َّس َما
َّ
ِل الل
الدرجات حتى يسمع : قُ




ن َت تَ ح ُكُم بَ ي َن ِعبَاِد
َ
ِذي َن َوال َّش َها َدةِ أ
َّ
َّن ِلل
َ
و أ
َولَ
ِلفُو َن ,
ختَ
َك فِي َما َكانُوا فِي ِه يَ
َ
َذا ِب يَ وم
عَ

َد وا بِ ِه ِمن ُسو ِء ال
تَ
َمعَهُ الف
لَهُ

َو ِمث
ر ِض َجِميعًا
َما فِي األَ
ُموا
َظلَ
ِ
ُه م َسيِّ
ِسبُو َن, وب َدا لَ
ُكونُوا يَ حتَ
م يَ
ِه َما لَ
َّ
ُهم ِِّم َن الل
َوبَ َدا لَ
َمِة
ِقيَا

ئَا ُت َما َك َس ال بُوا
َذا
ِ
َّم إ
ر َد َعانَا ثُ
ِإلن َسا َن ُض
َم َّس ا
َذا
ِ
هِز ُؤو َن , فَإ
َو َحا َق بِ ِهم َّما َكانُوا بِ ِه يَ ستَ
م ال
َرهُ
َ كثَ
ِك َّن أ
َولَ
َي فِت نَةٌ
ل ِه
ٍم بَ

َعلَى ِعل
وتِيتُهُ
ُ
َما أ
ِنَّ
ِِّمنَّا قَا َل إ
نَاهُ نِ عَمةً

َخَّول
ُمو َن, ق د قَا
ك يَ عل ِسبُو َن , َ
غنَى َع ن ُهم َّما َكانُوا يَ
َ
َما أ
ِه م فَ
ِذي َن ِمن قَ بِل
َّ
َها ال
لَ
ِئَا ُت َما
ِء َسيُ ِصيبُ ُه م َسيِّ
ُموا ِم ن َهٰـ ُؤالَ
ِذي َن َظلَ
َّ
َوال
ِئَا ُت َما َك َسبُوا
َصابَ ُه م َسيِّ
َ
فَأ
هَ يَ ب ُس
َّ
َّن الل
َ
ُموا أ
َو َما ُهم بِ ُم عِجِزي َن,َأولم يَ علَ
ِد ُر َك َسبُوا
َمن يَ َشا ُء َويَق
ِِّر ز َق ِل
ُط ال
ِس ِه م ال
نفُ
َ
َعلَى أ
س َرفُوا
َ
ِذي َن أ
َّ
َي ال
وٍم يُ ؤ ِمنُو َن , قُ ل يَا ِعبَاِد
ِقَ
ِّ
َّن فِي َذِل َك َآليَا ٍت ل
ِ
إ
غَفُو ُر ال َّر ِح

ِنَّهُ ُهَو ال
نُو َب َجِميعًا إ
ُّ
غِف ُر الذ
هَ يَ
َّ
َّن الل
ِ
ِه إ
َّ
ُطوا ِمن َّر ح َمِة الل
نَ
ُم تَق ,
ي
َص ُرو َن
َّم ال تُن
َذا ُب ثُ
عَ

ُكُم ال
تِيَ

َن يَأ
ِل أ
ُموا لَهُ ِمن قَ ب
سِل
َ
َوأ
ُك م
ِ
لَى َربِّ
ِ
نِيبُوا إ
َ
َوأ
.
وقف في الدرج و صوتُها يتغلغل في عقِله , يسم ُع جي ًدا تالوتِها و يسمع
أكثر بكائها بين اآليات وتق ُطعها لثوانِي فتعُود بصو ٍت ُمبكي للقراءة
ت
يَ
ِّ
َو دقائِق طو ُوفِ
"
يلة وج ًدا وهو واقف ُمتجِِّمد في مكانه حتى فاق على
ُو َن
ل
فعَ
ُم بِ َما يَ
علَ
َ
َو أ
ُك ُّل نَ " ف ٍس َّما َعِملَ ت َوهُ
ِول بشدة أن يُصِِّدق فيها قوال ولكن هذه المرة حتى قلبِه يُكِذبها
يحا
ال أحد يقف مع الجوهرة ال عقله و ال قلبه و ال مبادئِه تقول له أنها "
مظلومة"
سكتت كل هذه السنين ألنها خافت .. ألنها فعلت ُمصيبتها وخش يت من
واِلدها.
و ُربما فاقت مؤخ ًرا و تابت إلى الله و حفظت كتابه والله غفو ٌر رحيم و
لكن أنا ؟ لس ُت قادر أب ًدا أن أغفر لها.
كانت تُبعدنِي عنها و انا أحسن ظنِي وأفكا ٌف ِري بسذاجة تقول لي موق
بالما ِضي يؤلمها أو أنها خجولة أو أنها تعرضت لحر ٍق في جسِدها أو
جر ٌح ال تُريدني أن أراه و أشياء ساذجة والله أني أستحق ُر نفسي ألنها "
زوجتي."
صعَد و ال مكان لمالبسه سَوى هذه الغرفة التي من اليوم لن يقبَل بأن
ِّي يراها بحجة مالبسه .. ُهناك كثير من الغرف لها ُح جحيٍم
رية أن تختار أ




تُريده.
دخل و من ش َّدة إستحقارِه لها لم يضع عينه عليها وال حتَى ف َّكر بأن ينتبه
لها.
الجوهرة أغلقت كتاب الله و أصابعها ترتج ف , بُكائها لم يجف .. شعرت
بقلبها ينف ُض نفسه و يتعالى بضرباتِه
خافت أن يقترب منها .. خافت كثي ًرا
دخل لجهة دوالبِه , أخذ بنطال بيجامته فقط *يُريد العودة لما قب َل الجوهرة
عندما كان ينام عاري الصِدر* .. و ُدون أن يلتفت عليها وهو يسير خارج
الغرفة وبنبرةٍ جعلت أنفاس الجوهرة تتعالى : من بُكرا تخلين الخدم
يجهزون لك أي زفت تنقبرين فيه *أردف كلماته بعصبية لم يمسك نفسه
عنها*
ُمحرمة
وخرج صا ِع ًدا للدور الثاِلث و أو ِل ُغرف ٍة على يمينه , الغُرفة ال
الدخول على الجميع.
,
صبا ُح الرياض يتغنَّ . ُج اليوم من فاِه رتي ل , صبا ُح اإلثنين
َّطر بطاق ٍة كبيرة و ُمفاخرة أي ًضا : وركضت تقريبا من طلعت لين صار
تتف
العصر
بوسعود : صدق ؟
ِّي ثانية , الحين لو تسابقني وأنت اللي
رتيل : إيه والله وال وقفت وال أ
صار لك سنين كل يوم تركض أفوز عليك
عبير : اللهم أني أ ُعوذ بك من الهياط
رتيل : بس لألمانة يعني وقفت مرة يمكن ماهو تعب بس زلقت من
األرض المبللة
عبير تو َّسعت عينيها : الله يالكذب ! ترى ر ُمضان هاا بعد كم يوم بطلي
كذب الله يغفر لنا بس




بوسعود : آل مصدقِك
رتيل : إيه طيب وين المقابل
بوسعود : ههههههههههههههههههههههههههههههه أنا قلت بعطيك شيء
ِّي وأنا قايلة إن شاء
رتيل شهقت : ال تقولها يبه تكفى ال تقول أنك تلعب عل
الله أني هالسنة بتخرج و برفع راسك وأبوي يستاهل من يرفع راسه فيه
عبير : يختي كثر الله خيرك فكرتي بدراستك أنتي ومعدلك اللي يف ِّشِل
رتيل بفلسفة : أنا كانت نفسيتي تعبانة أيام الدراسة فعشان كذا ضيعت
السنة اللي فاتت
بوسعود بسخرية : من زود ماهي تعبانة خذت نقاهة للشرقية
عبير التي كانت تشرب الحليب أبعدته حتى تُطلق ضحكا ٍت صاخبة
أنحرجت
رتيل وفعالً
بوسعود ضحك من إحراجه إلبنته بأفعالها :
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بس دامك أنحرجتي يعني
تحسين بتأنيب ضمير فأنا أقِِّدر هذا الشي
رتيل : مارحت له بنص الطريق رجعنا
بوسعود : سوا من الرياض بدون ًء رحتي له أو أل مبدأ انك ناوية تطلعين
شوري هذا من أساسه كارثة
رب : خالص موضوع وأنتهى
ُّ
رتيل بته
بوسعود : عشان دايم تحطينه في بالك
ِع موضوع المقابل حق ركضي أمس
رتيل : أنت تضيِّ
بوسعود : ال ركضك لنفسك
عبير بضحكة طويلة وتتش َّمت : آآآآخ ياقلبي ركضت وركضت و طول
يومها تقول هانت اهم شي بنهاية هالركض فيه شي حلو بيصير
رتيل برجاء : حرام عليك يبه
بوسعود : وش تبين آمري تدللي كم رتيل عندنا ؟
رتيل أمالت فمها لتُردف : آممممم أي شي أطلبه
بوسعود : بحدود المعقول
رتيل وتحاول أن تستغل هذه الفرصة : وترتني فيه أشياء كثيرة




طوا
ُّ
بوسعود : شياطينك للحين ماتنش
رتيل بدلع عفوي : يبــــــــــــــــــه
بوسعود : ههههههههههههههههههههه طيب يالله عندك
دقايق
عبير : وأنا مالي شي
بوسعود يبتسم : آمريني
عبير بإبتسامة : قررت أشتغل
بوسعود وتغيرت مالمحه
عبير تتدارك ضيق والدها الواضح : يعني أي شغل أنت تشوفه ! ماني
مختارة شي مايرضيك
ِّي المكآفآءة
رتيل بحلطمة : وهذا وقته الحين راحت عل
بوسعود لم يمنع نفسه من اإلبتسامة في وجه رتيل
رتيل : أشوى الحمدلله أسمعني قبل عبير ال تن ِّكِد عليك
بوسعود : قولي
رتيل : بنت عبدالله اليُوسف هيفاء قبل كم يوم قالت لي بتطلع وكذا يعني
ننبسط شوي وبصراحة ضايق خلقي و وِِّدي أطلع معها
عبدالرحمن حز في خاطره أ َّن رتيل تطلب منه هذا الطلب و كأنه أمنية أو
شيء شبه مستحيل.
رتيل : ها وش قلت ؟
بوسعود : طيب وين بتروحون ؟
رتيل : مدري ماقررنا بس يعني أهم شي وافق وأنا أكلمها وأرد لك خبر
بوسعود : طيب
عبير : زعلت مني ؟ بس والله يبه تمللت و مليت من أنه أحد يصرف
علي كأني بزر يعني من حقي أشتغل و أفرح بمعاش من تعبي
بوسعود و يب ُدو أن اليوم بناتِه يثقبون قلبِه بطلباتِهم العادية عند أشخاص
آخرين و عنده وكأنها أشباهُ المستحيل.
ِّي وظيفة تبي وبأي مكان
عبير : أنت أختار لي أ
ِّكر بالموضوع
بوسعود : طيب ياعبير بف ِ
عبير أبتسمت




بوسعود : أنا مسافر الليلة
عبير و رتيل في لحظ ٍة وا ِحدة شهقُوا و كأنهم سمعُوا خب ًرا مؤ ِسفًا.
بوسعود : بسم الله عليكم ... مسافر أسبوع وراجع
رتيل : أسبوع يعني بداية رمضان ماراح تكون هنا
بوسعود : إيه
رتيل : طيب ليه و وين ؟
بوسعود : عندي شغلة ضرورية في باريس والزم أسافر
عبير مستغربة حتى في سفرا ِت عمله كان يأخذهم معه : دايم تآخذنا معك
بوسعود : إيه بس هالمرة مق َدر , المهم طيارتي الفجر اليوم
رتيل : توصل بالسالمة يبه و أنبسط هناك وف ِّل امها ماوراك ال ُحرمة وال
بنات
بوسعود ضحك ليُردف : ُمخك مافيه اال الخراب
رتيل : هههههههههههههههههههههههههه بعِدك شباب يابعد ُعمري عيش
حياتك
عبير : وش يعيش حياته ؟ فاهمة الحياة غلط
رتيل تُقلد نبرة عبير : الشخص بالحياة الزم يمشي مستقيم مايفرح بالعكس
عشان مايقولون عنه خبل الزم دايم عقل
بوسعود : رتيل تتطنزين عليها قدامي!
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ُدعابة وش فيكم
أعوذ بالله الواحد عندكم ماين ِّكِت
عبير : يالله أرزقنا الصالح بس
رتيل وضحكت على نرفزة عبير لينسحب واِلد ُهم ُمت ِج ًها للعمل.
,
لم تنام , تتأمل السقف و كأنها تعُد أشيا ًء من خياِلها ال و ُجود لها , ضاقت
ِر هذا التف ِكير
من تفكيرها و ضاقت أكثر من نفور سلطان ِمنها ولكن تُصبِّ
ِها هذا ماكانت تحتاجه , شعرت بالخجل أن تطلب الله
بوقوف واِلدها بصفِّ




شيئًا آخ ًرا والله س ِخر واِلدها لها , هو اآلخر يحاول أن ينفيها من حياتِه
ولكن يُريد أن يعاقبني وال أعرف بأي عقا ٍب يُريد .. تخافه اآلن كثي ًرا
تخاف حتى من خطواتِه التي إن سمعتها توقفت أنفاسها لثواني طويلة ,
تخاف من صوتِه , تخاف من جسِده , من عينِه .. آآه يا عينه هذه ما تُشعل
ِهي , ليتهُ يحسن ظنه بي .. ليتهُ
في داخلها خوفً . ا ال ينت
.
.
ِر لنن َسى هذا ال ه الطويل و
يوم الذي كان في بدايتِـــه ُرغم ما حدث في نها
ليله أي ًضا , لنقُل مرحبا لفجر الثالثاء.
الساعة الرابعة والنص ف فج ًرا – بِقي القليل و ُربما الجمعة أو السبت
رمضان.
لم يتبقى في داخِله ذرة إحترام أل ِّي أحد , القصر شبه خالي مادام بـوسعود
ليس ُهنا.
يقترب من خلِفها وهي تصفصف األعمدة الخشبية في الحديقه الخلفية ,
فرا ُغها أتى بها ُهنا.
شعرت بوجود أحٍد وألتفتت برعب : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يُجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي!!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصد ُرها يهبط ويعتِلي بخو ف : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت وال عشان أبوي ماهو فيه تـ
دها نح ِوه لترتفع قليال عن
لم تُكمل وهو يضع ذراعه حول خصِرها و يش ُّ
مستوى األرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صد ُرها مال ِصق
لصدِر عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقُط في بطنها : يامجنون أبعد ال تخليني أصرخ و يجون




الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها ..
.
.
أنتهى
َّون :$$ كان مفروض في هالبارت لكن ألن البارت طويل
فيه ُمقتطف مل
ي
ج ًدا فق َّسمته فـ راح يكون إن شاء الله بالبارت الجا .
ُظ
اللي هو هذا ال ا ُمقتط ف ) ين
ر بإندهاش مما حدث للتِّو , أخذ نف ًسا عميقً
ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة تو َّسعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس(
ُمقتطف رمادي ) تشعُر ب ُخزيٍ و خجل شديد , تنتابُها رغبة في البُكاء وال
غير البُكاء َو وع َدت نفسها أن تب ُصق عليه كل هذا الحزن الذي أتَى بِه ,
بأن تُهينه كما أهانها(
ي ج ًدا
أتمنى ينال إعجابك م و يروق لك م , و الحمدلله أ ِّن هذه األعيُ ن تقرأن
ممنونتكم()
نلتقي بإذن الكريم - الثالثاء الجاي-
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
و ال ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و ُسوريــا , كان الله في عونهم و
اللهم أرنا في بشا . ٍر و أعوانه عجائِب قُدرت ك




*بحفظ الرحمن.
الجزء )

)
قفي! فالليل بعدك من عذابي-
يضج.. و كان يطرب من مراحي
و أنكر حين ما تمضين حلمي
و أهزأ بالمدجج من طماحي
و أعجب كيف يغريني طريقي
و موتي فيه أقرب من نجاحي
قفي! فالكون لوال الحب قبر
و إن لم يسمعوا صوت النواح
قفي! فالحسن لوال الحب قبح
و إن نظموا القصائد في المالح
قفي! فالمجد لوال الحب وهم




و إن ساروا إليه على الرماح
*غازي القصيبي.
تضح ٌك و الدما ُء على شفتيها و بعينِها رما ُد أسَو نة د تب ِكيه .. بشرتُها دا ِك
ُمعتاد ، واقِفة بالعُتمة و ردا ٌء أسود فضفا ُض عليها ،
بعيدة عن بياضها ال
ُظر إليه بإنحنا ٍء مكسور ، تشعُر بأ َّن بع ُضها بدأ يتب َّخر و
جامعة كفيَّها و تن
َرى من أمامها سَوى العَدم
لن ي .
أقترب منها ليضغط على صدِرها و كأنهُ يُري ُد قتلها ، هي أختُه كيف يقتلها
؟ كأن عظا ُمها تلي ُن بقبضته , كأنها تسي ُل اآلن و يصع ُب جمعها.
َو أنفاسه تتسارع برهبة : اللهم أني أعوذ بك من
ا
فاق من نو ِمه متعرقً
همزات الشياطين ومن أن يحضرون
نظر للباب الذي يُفتح و نُور الشمس يتسلل ِمنه , هو اآلخر كالعادة قبل أن
يتوجه للعمل يأتيه : عبدالعزيز ؟
ُوزتِه المتبللة , خرج لـ
عبدالعزيز أخذ منديالً ومسح وجهه وهو ينزع بل
بوسعود
بوسعود : ليه نايم لحد الحين ؟
عبدالعزيز : ما أنتبهت للمنبه
ُظر لعُر ِّيِ
صدِر بوسعود وين ه : أبعد عن المكيف ال يدخلك هوا
عبدالعزيز رجع بخطواته للخلف
بوسعود : ال تتأخر
عبدالعزيز : إن شاء الله
بُوسعود تركه ذا ِهبًا للعمل.
هَو بقي واقِفًا ، مد ُهوش من كابُو ِسه ، غادة تب ِكي الدماء و هو يقتلها بيد يه ،
بداية صباح اإلثنين كئيبة ج ًدا ويب ُدو أن الضيق بدأ يرتسم بين مالِمحه و
سي . ُطول فعالً مزاجه السيء هذا اليوم




,
ِرقة على أر ٍض غير مستويَة ، فِكره متوقف ال
ير ُك ض تحت شم ٍس حا
شيء يُف ِكر به , الشيء سَوى الوحدة التي يراها أمامه ، لم يجيء في باِله
كم من الوق ِت مضى و هو تح ِت هذه الشمس ، لم يُف ِكر بشيء مازال
ير ُكض ُدون توقِ ف ، ِلبسه العسكِري تبلل من ياقتِه و وجهه تغ َّسل بعرقِه ،
مالِمحه في هذه اللحظا ت تنفُر كل شخ ٍص أمامه " هيبة." ً
ُظر لمن حوِله , بعي ًدا ج ًدا بخطوا ٍت عديدة
وقف و صدِره يهبُط ويرتفع ين
ُهم نظرا ٍت و هذه النظر
بع ُض من يتدربُون بالتسل ات تسلل ت ُق , ن َظر ل
لنظرةٍ أخرى نظ َر . ة للماض ي
في ساح ٍة بيضاء تخل . ُو من ُكل شيء عدا الحيطان القصيرة للرم ي
سلطان العيد : ر ِّكِز معاي
سلطان بدر بتعب : مر ِّكِز
سلطان العيد بحدة : ر ِّكِز
سلطان بدر : مر ِّكِز
سلطان العيد يوصل : ال منت مر ِّكِز
سلطان بدر : مر ِّكِز
سلطان العيد يهز رأسه بالنفي : ماش منت معاي
سلطان بدر : والله معاك
سلطان العيد : مين اللي مر ِّكِز معي
سلطان بدر ببرود : أنا مركز معاك
سلطان العيد : أنت مركز ؟
سلطان بدر : إيه
سلطان العيد : طيب ... مع أني أشك أنك مركز شغَّل مخك وخله ويانا
ِّكز
سلطان بدر صمت لثواني يمتص بها غضبه ثم أردف بهدوء : مر ِ
سلطان العيد أبتسم إبتسامة عريضة :برافو هذا اللي أبيه تحط إلنفعاالتك
كنترول




سلطان بدر أبتسم وهو ينظر للجهة األخرى : ُمستفز
سلطان العيد بإبتسامته : مين مستفز ؟
سلطان بدر : أنت
سلطان العيد : مين ؟
سلطان بدر : قلت أنت
سلطان العيد : ماسمعت
سلطان بدر ومسك نفسه من أن يحتَّد بصوته : أنت
سلطان العيد : هههههههههههههههههههههههههههههههههه أيوا بالضبط
ماشي بالسليم
سلطان بدر وقف : قول أنه تدريب اليوم أنتهى
سلطان العيد : تدريب أيش ؟
سلطان بدر : والله أعرف أسوي كنترول إلنفعالتي وصعب أحد يستفزني
و عارف كيف أضبِط نفسي .. قضينا من هالتدريب!
ِّي تدريب
سلطان العيد : أ
سلطان بدر تن َّهد
سلطان العيد يُقاطعه بحدة : تدريب أيش ؟
سلطان بدر يصطنع البرود : تدريب اليوم
ُخرى : بكرا بتتعلق هناك *أشار
سلطان العيد ويتب َّدل وجهه إلبتسامة مرةً أ
له لبُرجٍ عا ٍل*
سلطان بدر : أتحمل كل شي إال تدريباتك النفسية
ِضح : تدريبات مين
سلطان العيد بإستفزاز وا
سلطان بدر سار ُمبتعًدا وهو يقول بصو ٍت عا ٍل : سقى الله أيام عبدالله
واِلد منصور عندما كان يمسك التدريبات قبل أن يترقَّى في عمله
اليُوسف *
ثم يتقاعد*
صخب سلطان العيد بضحكته وهو يسمعه
أفاق من ِذكرى تدريباته و أو ُل أيامه و كي ف و َصل لمنص ٍب كان يُعتبر
بالنسبة له ُمحال و كيف أنه أعتلى من ُهم أكبر منه سنًا ولكن – من ُهم
هذا بحد ذاتِه يُشعره دائِ ًم أكبر سنًا – رش ُحوه و وافقوا عليه .. ا بعظيم نعمة




الله عليه.
تو َّجه نحَو ِحم و يعُود لمكتبه و يراقب أوضاع اليوم. دورات المياه ليست
,
مَّدت ذراعها بإستقامة بعد أن ت ِعبت من حش ِو األوراق البيضاء بالكتابة ،
نظرت ألفنان اآلتية لها
أفنان تضع بجانبها ُكوب قهوة : وهذي القهوة سويناها ألحلى ضيووو
ضي أبتسمت : تسلمين
أفنان : إيوا كذا ورينا إبتسامتك ! هاليومين أبد ماغير مكشرة
ضي : ال بس كنت متضايقة
أفنان جلست على الطاولة أمامها : ترى أنا جمبك إذا أحتجتي أي شي
ضي : ماتقصرين والله
أفنان : على فكرة الكتمان يق ِِّصر العُمر
ضي : األعمار بيِد الله , مافيه شي ُمهم أنا أحيانا أتضايق ب ُدون سبب
وقفت* فيه ُم أفنان تن َّهدت : براحتِ حاضرة بعد ربع ساعة راح تبدأ ؟
ك .. *
بتحضرينها ؟
ضي بتهُرب : أل مالي مزاج
أفنان : زي ماتبين .. وأبتعدت عنها ُمت ِجهة لقاعة اإلجتماعات.
ُظر
ضي فتحت جواِلها للمرة الالتدِري هذا الصباح , كل دقيقة و ثانية تن
هُ رد عليها , على ال ُرغم من أ
لشاشتِها عل العام و َّ
ِ
ِّن هاتِفها على الوضع
سيهتَز ويُصِدر صوتًا إال أنها تفتحه بكل لحظة لتتأكد ..
رسالة "
ب ُمجرد "
َرى كيف أشتاق لك ؟
أت
,
ال ضوء في ُغرفتِها سَوى من ُشبا َكها الخ ُجول الذي يُغ ِطي مالمحه الستارة
ذنِها الهاتِف و بنص ِف عق ٍل تتح َّدث
البيضاء الخفيفة ، على أ أو ُربما العقل ُ
: إيه




وِليد : حطيتي أغراضك المهمة
رؤى : كل شيء
وِليد : طيب حبيبتي عِِّدي لين الثالثين و بعدها أطلعي
رؤى : طي ب
وِليد : عشان أصِِّرف جارتكم
رؤى : مدري ليه جالسة عندنا
وليد : ماعلينا منها , المهم ال تنسين عدي لين الثالثين وبتلقيني تحت
أنتظرك
رؤى : طيب
ِزل
وِليد أغلقَه ِمنها ليُر ِسل البائِعة بال ُدكان القريب ِمن شقتِهم على أمل أن تن
أم ُرؤى و تختِفي هي األخرى أي ًضا
رؤى تعُد و عقل

..

..

..

ُ ها في جهٍة ُمخاِلفة :


..

..

..

..

..

..

..

..

: صر ِنا
ههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. ويسح ُب الورقَة بين
كفوفها
غادة : طيب عطني
ثواني يا بخيل
نا ِصر : فاشلة وال نقاش في الموضوع
غادة : كان ناقصني النبات .. وش فيه نبات بحرف الواو ؟
نا ِصر : وردة
غادة : راح بالي للفواكه والخضروات جلست أعصر مخي أدِِّور بينهم
بحرف الواو
نا ِصر : ال ترقعين و المرة اللي طافت راح عقلك للفواكه و الخضروات
غادة بضحكة : آل المرة اللي طافت كنت أدِِّور بالد بحرف الهاء وماعرفت
ِل
نا ِصر : سهلة الهند بس مخك مقفِّ
غادة بإبتسامة : مااعرف من األوطا ن غير ناصر
ِّي تتش َّك ُل بال ُح
نا ِصر بضحكتِه الر ُجولية اردف بعين ب : و كل هالدنيا منفى
إن خلَت ِمنك




همست : ثالثين
خرج ت بخطوا ٍت حا َّدة و كأن قلبُها ينزف بكل خطوة ، نزلت من الدَرج
َو اللهفة تس ُكنها لـ وليد
وهي تسي ُر ُمسِرعة
قالت بصو ٍت تحشرج به الشوق : وليد
وليد وهو يُحِِّرك سيارته هاِدئًا , مو ُجوع و ُربما أكثر ِمنها يعرف معنى
الضياع تما ًما و يعرف كيف تنطق إس ًما وفي داخلها إس ًما آخر , تعيش بين
الحا ِضر و الماضي
ُرؤى : وليد
وليد ألتفت عليها لثواني ثم نظر للطريق : هال
رؤى : وش قاعد يصير ؟
وِليد : بس نوصل أقولك
ٍق بين جنباتِه أر ُض خضراء : برا باريس
رؤى تن َّهد وهي تن ؟ ُظر لطري
وِليد : بنروح دو فيل
رؤى تو َّسعت محا ِجرها بصدمة
وليد : يا رؤى أسمعيني صارت أشياء كثيرة بشرحها لك بس نوصل
رؤى : أنت ليه تآخذيني كذا !! وليد رجعني ماراح أبعد أكثر
وليد تن َّهد : بس أستحملي الطريق ساعتين وبعدها سِِّوي اللي تبين
رؤى : ليه مطلعني برا باريس ؟
وليد : تتذكرين شيء من أمس ؟
رؤى تأفأفت : بعد أنت تشك في عقلي!
وليد : مو قصدي كذا بس أبي أعرف
رؤى تكتَّفت وهي تستند على المقعد بجانب وليد
وليد : رؤى
رؤى : صاير تضايقني زيِّهم
وليد نطقها من أعماق قلبه , يُناجي : يالله رحمتك
رؤى : بعرف وش صاير من وراي ؟
وليد والطري ق شبه فارغ في يوم ال يُعتبر عطلة للفرنسيين : أمك




رؤى : وش فيها ؟
وليد : وش تحسين إتجاهها ؟
رؤى : وش هالسؤال ! يعني أكيد أمي
وليد بصو ٍت

؟ ُمتعب : رؤى ماهي أمك ! كيف أمك عمرها


إعدادات القراءة


لون الخلفية