الفصل 54

وال وش أسوي وكأنك صاحبة فضيلة بهالحياة وأن ِت الصح منك مايطلع ،
الناس تتنافس بعقولها وأن ِت للحين بالجامعة وحوستها ، اللي أصغر منك
تخرجوا وأن ِت تِِّوك بسنة رابعة اللي عيَّت تعِِّدي .. تفكيرك تفكير بزارين
ماتفكرين اال بوناستِك ! أنانية بس تبين تفرحين حتى لو غيرك يب ِكي !
مايهمك شي غير وناستك
ِّي ؟
رتيل وعيناها بدأت بالرجفة ب ُمقاطعة : كل هذا بقلبك عل
عبير تن َّهدت : رتيل ماني ناقصتك !! ُعمرك ماراح تفكرين بنضج ! أصال
وش يفيدني رايك بزواج أبوي !!! فكيني بس
رتيل بعصبية : إيه صح الزم أبكي و أصارخ وأنافق عشان أطلع بعيونك
ناضجة !! الزم أكون ثقيلة وماأضحك عشان أكون ناضجة !! الزم أكون
ضد األشياء عشان مايطلع تفكيري تفكير بزارين ، الحين صرت أنا اللي
أف ِّشِل أبوي ؟
عبير : إيه فشلتيه ! انتي عارفة وش سويتي مع عبدالعزيز !! أصال أن ِت
بعيونه رخيصة وتستاهلين ألنك برجلك رحتي له
رتيل أمالت ف َّمها وهي تحاول أن تمسك دموعها و تُحِِّدث نفسها " ال تبكين
ِزن : يجي منك أكثر !! ماأصدق أنه
، أردفت بصو ٍت جاهدت أن يت
"
هالكالم يطلع منك
عبير : أطلعي وأتركيني بروحي ! أنا ليه أضيع وقتي معاك
رتِيل ما إن أعطت عبير ظهرها ُمت ِجهة إلى الباب حتى أنسابت دُموعها
بهُدوء ، ُحب عبدالعزيز أضعفها بعد ما كانت ال تب ِكي بسهولة ، أبتعدت
عن ُغرفتها ونزلت لألسفَل و من الباب الخار ِجي جلست على المقعَد
ُمتمر ِجح بالحديقة الخلفية ، مسكت نفسها دقائِق حتى بك ت ُدون
الخشبي ال
قيُود.





جرحتها عبير بش َّدة ، تذكرت ُجرأة عبدالعزيز معها ، أستحقرت نفسها
أكثَر وهو يستسه ُل لم َسها ، رجفت بأكمِلها وهي تحتا ُج عنا ُق أحد ُهم ،
كلما ِت عبير طعنتها ولم تُبقي بروحها مكانًا لإلنشراح ، ضاقت بحِديث
جعلها تشعُر بأنها – ال شيء –
ال أحد يحاول أن يفهمنِي ، الجميع يحكم من الظا ِهر ، يُشبِ ُهونِي بالحجر و
أ َّن اإلحساس ال صل ٍة ، يُريدوني أن أب ِكي أمامهم حتى أبين
ِّيِ
ِّي بأ
يقر ُب إل
أنني أشعُر و أن إحساسي مازال حيًا ، بهذه الحياة يُريدوني كـ تمثا ٍل يتكلم
وق ُت الحاجة فقط ليس من حِقه الضحك وإال أنتشرت الشقوق في جسِده . .
هذه الحياة ال أنتمي إل يها.
,
على غير العادة ، نفسيتُه سيئة وقف ُمستنِ ًدا على مقبض با ُب المطبخ
واِلدته ألتفتت : تبي شي ؟
يُوسف و ُمنحرج : إيه يمه بس يعني .. ُمهرة تعبانة فـ خلي الشغالة ترسل
لها أكل فوق
والدته : بسم الله عليها ، وش فيها صار لها كم يوم مختفية ؟
يُوسف : مدري يمكن سخونة وكذا
والدته : آل تهملها يايمه يمكن فيها شي السمح الله ، و َّدها المستشفى
وطِِّمني
يُوسف : آل مايحتاج
والدته : مايصير هذي أمانة في رقبتك ، روح و َّدها وطِِّمنا
يُوسف : طيب العصر
والدته : وش العصر ؟ الحين و َّدها وال أنا أوديها مع السواق
يوسف تن َّهد : طيب هي ما كلت من أمس خلها تآكل بعدين يصير خير
والدته : صاير بينكم شي ؟
يوسف بنرفزة : وش بيصير يمه الله يهديك !!
والدته : ماهو من عادتك نفسك بخشمك وحالتك حالة !! قولي أنا أعرف





سوالف هالحريم
يوسف أبتسم ببالهة : شوفيني مرِِّوق
والدته : الحول وال قوة اال بالله .. وش فيك يوسف أنهبلت ؟
يوسف : يمه يعني الواحد صاحي ونفسه بخشمه وتقولين لي الزم أروق
ومدري وشو ! خالص خلي الشغالة تودي لها . . الزم تحقيق يعني
والدته : طيب خالص ال تطلع عروقك بس !! وليه مارحت الشركة
يوسف بسخرية : بمشي سدير أتح َّرى هالل رمضان
والدته ضحكت لتُردف : حتى وأنت معصب تن ِّكِت
يوسف يبتسم : ألن يمه صايرة تخلين الواحد يوسوس بنفسه
والدته : بسم الله على قلبك
يُوسف يمسح وجهه : أبوي موجود ؟
والدته : إيه ويحسبك رايح الشركة ألن مافيها أحد
يوسف تن َّهد : لحول مخي موقف كل الكذبات أستهلكتها
والدته : يمكن بكرا رمضان وناوي تكذب . . أستغفر الله بس
يُوسف : يرحم لي شيباتك يمه خلي المحاضرة بكرا .. وخرج ُمت ِج ًها
للصالة جا ِه ًزا للتهزيء
رفع عينه واِلده وبجانبه منصور : يا سالم !! وعيونك بينفجر منها النوم يا
الهيس األربد
يُوسف جلس : يالله صباح الخير
بومنصور : أي صباح خير ! إحنا مو قلنا يوم أنت تداوم ويوم هو !!
يُوسف : طيب اليوم تعبت يعني الواحد مايتعب
منصور : سالمتِك
يُوسف : الله يسلمك
بومنصور : شف يوسف الترفع ضغطي !! عطيناك إجازة وال أستفدت
منها شي ! و ألنك خبل خذوا فلوسك بالفيزا وماعطوك إياها !! والحين بعد
ماتبي تداوم
يوسف : لحول ! يبه تكفى والله أمر بمرحلة كآبة يعني مانيب ناقص
منصور : وكآبة ليش





يوسف : إيه عاد الحين يطلع فيني علل الكون ! كآبة ِكذا من نفسي ومن
هالدنيا
منصور بسخرية : بسم الله على قليبك وأنا أخوك
يوسف : هذا أنتم جاهزين للطنازة ماتطلع منكم الكلمة الحلوة
بومنصور : أقول ال يكثر ! عاد يقال الحين ال داومت صفقاتنا تمشي اال
ط ِّل مامشى منها شي من يوم شفنا وجهك
ِح
ور وأستقيل وأطيِّ
ُّ
يوسف : شكرا يجي منك أكثر ! ال تخلوني الحين أته
سوقكم ترى عندي

%أسهم يعني ممكن أبيعها على واحد كلب
ويوهقكم
بومنصور : يهدد بعد ولد عبدالله !! أقول وراك بس
لة الشا – مخمخة– ي يُوسف يأخذ بيا ليمألها بالقهوة ، هذا الصباح يحتاج
من ُصور : عساك بس مرتاح ؟
يوسف ويفهم مقصده : مقطعتني الراحة
بومنصور : ومرتك بخير ؟
يوسف ألتفت عليه بشك : إيه يعني وش بتكون ؟
بومنصور : خواتك يقولون صار لها كم يوم مانزلت تحت ! وال تآكل
معاهم
يُوسف : تعبانة شوي
بومنصور : تعبانة وبس ؟
يوسف وهذا الموضوع يشد أعصابه : أستغفر الله !! يعني يبه وش بيكون
فيها!
بومنصور : أنا أقول ال تظلم بنت الناس ! صدق صار الموضوع بطريقة
ماترضي أحد لكن هذا مايعني أني برضى أنك تظلمها !! تراها حسبة هيفا
وريم !! حط هالكالم في بالك زين
يُوسف ويُفرغ القهوة في فِمه ليُردف : لحد يتدخل بحياتي ! خلوكم بعيدين
وأنا أعرف كيف أديرها ماأحتاج أحد يعلمني
بومنصور بجدية : أنا أنبهك ماأعلمك





يُتبع
،
الليلة الما ِضية كانت من أجم ِل ليالي ُعمرها ، لم تحظى بليل ٍة كهذه ، نشف ت
َما يست ِح ُم الشخ ُص الذي تمركز ُمبلل لتتج
شعرها ال ه و تُح ِِّضر الف ُطور ريث
بقلبها و بشدة.
في هذه اللحظا ت عقلها يتطاير فر ًحا وقلبها يرقُص حتى بدأ ُت تعز ف
بصوتِها وهي تقِلي البيض.
يجب أن أعتر ِف أ َّن حياتِي في الملجأ كانت سيئة لم أعر ُف بها معنى لل ُحب
ا ، حتى رأي ُت بها عبدالرحمن ، ُرغم زوا ُج ُهناك أب ًدا ، لم أختِلط بأح ًد نا
ِمنه قد
الذي بات مستو ًرا عن أعيُن الكل ُرغم كل ماعانيتهُ فـ ضحكةٌ
تُنسيني عنا ِء هذه الحياة.
اليوم األَّول الذي
ِم الـ عبدالرحمن ، منذُ
تصالح ُت مع نف ِسي منذُ دخلت عال
َّي باغت قلبي ب ُحبه ، أنـا أ ُحبه و هذا يعني أ َّن الح
ياةُ ترقِد بين كفت .
ِرها : مروقة اليوم
ق َطع أفكا
ضي أبتسمت وهي تُنسق طبق ين على الطاولة : دا ِمك جمبي أكيد برِِّوق
عبدالرحمن : عسى ُدوم
ضي جلست ب ُمقابله وهي تضع آخر طبق ، لتُردف : ِعندك شي تسويه
اليوم ؟
عبدالرحمن : أل بس ماني مرتاح بباريس وافنان موجودة
ضي : تبينا نطلع ؟
عبدالرحمن : وش رايك نهجم على إيطاليا
ضي بضحكة : صدق ؟
عبدالرحمن : إيه ميالنو أقرب شي لباريس
ضي : كم بنجلس فيها يوم ؟
عبدالرحمن : إللي تبين بس يعني ماهو أكثر من
أيام





ضي ضحكت لتُردف : يابخيل تقولي اللي تبين وماهو أكثر من
أيام
عبدالرحمن : ألني حاجز العودة للرياض بعد كم يوم فما ينفع
ضي : ال تجيب لي طاري الرياض ! خلني بستمتع في كل لحظة
عبدالرحمن أبتسم لها وهو يشر ُب من كوب الماء ، نظر لهاتِفه و إتصاال ٍت
ُمعتادة من عمله و أصدقا ِءه ، الغري ب أ َّن قائمة اإلتصاالت الفائتة ال تح ِوي
رتيل أو عبير.
ضي : إفطر والحق على الجوال
عبدالرحمن : بشوف البنات
ضي سكتت ال تُريد ان تعلق ويفهمها خطأ
ِِّرد .. الساعة عندهم الحين
عبدالرحمن : غريبة مات

وربع !! معقولة
نايمين
ضي : إجازة أكيد بينامون
عبدالرحمن ويتصل على رتيل .. وأي ًضا الحا ُل يُشبه عبير – ال رد–
َصل على البيت ور َّدت
عبدالرحمن : ُمستحيل عبير تنام لين هالوقت .. أت
أوزدي : ألو
أوزدي وعرفتُه من صوتِه : هال بابا
عبدالرحمن : وين عبير ؟
أوزدي : فوق غرفة
عبدالرحمن : نايمة ؟
أوزديMaybe:
عبدالرحمن : طيب ورتيل ؟
أوزدي : برا
عبدالرحمن : وين برا ؟
أوزدي : هديقَه *حديقة*
عبدالرحمن : طيب ناديها
أوزدي : تيب .. وتركت السماعة لتتجه إلى الحديقة الخلفية
رتيل ومازالت تب ِكي بهُدوء األجوا ِء من حولها
أوزدي و أقتربت حتى بان ِظلها





تلك الحادثة لم تتخلى عن هذا الخوف ، أنتفضت من
رتيل بخو ٍف منذُ
مكانها لتلتفت عليها ب ُرعب
وزدي خافت من شك ِل أ رتيل البا ِكي
رتيل : بسم الله .. وش تبين ؟
أوزدي : بابا َع تليفون
رتيل تنهدت وهي تمس ُح دموعها بكفوفها وتتجه للداخل: ألو
واِلدها : هال رتيل
ِضح عليه آثار البُكاء : هالبك ، شلونك يبه ؟
رتيل بصو ٍت وا
واِلدها : لحظة وش فيه صوتك ؟
رتيل : وال شيء
ِّي هالحكي
واِلدها : ماهو عل !
رتيل : يبه قلت لك مافيه شي
واِلدها و شكوكه تتجه صوب عبدالعزيز : وين عز ؟
رتيل : وش يدريني
واِلدها : أقصد يعني طلع للشغل
رتيل : مدري
واِلدها : طيب وعبير ؟
رتيل : بغرفتها
واِلدها : أنتم وش فيكم اليوم !! أمس مكلمك مافيك شي!!
رتيل : وأنا الحين مافيني شي
والدها بحدة : رتييييل !!
رتيل : يبه الله يخليك صدق مصدعة ومانمت من أمس فعشان كذا صوتي
تعبان
واِلدها : طيب وين عمك مقرن ؟
رتيل : يجينا الصبح يشوف األوضاع ويروح للشغل وبليل بعد
واِلدها : طيب ، أنتبهي على نفسك
رتيل : إن شاء الله
واِلدها : بحفظ الرحمن





رتيل : مع السالمة .. وأغلقته
ضي : وش فيهم ؟
عبدالرحمن : قلبي يقول فيه شي صاير
ضي : هذي رتيل
عبدالرحمن : إيه
ضي : يعني وش بيكون فيها ! حبيبي ال توسوس كثير
عبدالرحمن : ماهو ع ِّن بس قلت لك عن سالفة عبدالعزيز وخايف أنه
يقرب لهم
ضي : ال مستحيل يقرب لهم ! ماهو بهالدناءة عاد ولد سلطان
عبدالرحمن : قلبي يقول أنه عارف بزواجه من رتيل
ضي : مو تقول مقرن و َّصل الشيخ للباب وأنت ماعطيته فرصه يشوف
شي
عبدالرحمن : إيه بس هو صاير غريب حتى ماني قادر أفهمه ، وخايف
على عبير بعد
ضي : ليه ؟
عبدالرحمن وهو يحِِّرك أصابعه على الطاولة وكأنها بيانُو : قبل ملكة عز
بيوم أتصل على مقرن شخص وهدده إن لو عز تزوج عبير راح نندم و
تهديدات طويلة
ضي رفعت حاجبها بإستغراب : هددكم بعبير !! طيب ليه يعني مين أصالً
؟
عبدالرحمن : ُمستحيل عبير تخون ثقتي فيها ! انا متأكد مثل ماأنا متأكد
أنك قدامي الحين أنه عبير ماتدري عن شي ! بس مين هو ؟ ماني قادر
اعرفه قلت لمقرن يشوف لي الشبكة ! طلع متِصل من بقالة و مع ذلك
رحنا للبقالة وقالنا أنه مايتذ َّكر أحد جاه
ضي : يالله ياعبدالرحمن أنتم وشغلكم هذا !! والحين رتيل متى بتعرف
بزواجها ؟
عبدالرحمن مسك رأسه وبتعب : أحس قاعد أضحي ببناتي
ِه : مو دايم تقولي أحيانًا الزم نض ِحي
ضي وتمِّد إيدها لتضغط على كفِّ





عشان نعيش
عبدالرحمن بضيق : بس هذولي بناتي ، مستعد أضحي بنفسي لكن بناتي
أل
ضي : طيب رتيل ماتزَّوجت واحد غريب أو واحد بيضِِّرها تزوجت ولد
شخص غالي عليك كثير الله يرحمه
عبدالرحمن : الله يرحمه ، أنا عارف عز لكن هو مقهور وأكيد تصرفاته
بتكون مبنية على غضبه ماهي مبنية على عقل ! لو عرف بزواجه من
رتيل أنا واثق أنه بيض َّرها
ضي : وإن شاء الله ماراح يض َّرها يعني حتى لو زَّوجته عبير نفس الشي
عبدالرحمن : بس عبير قوية ماينخاف عليها ، رتيل مهما بيَّنت أنها قوية
من الداخل ضعيفة
ضي : طيب ليه هددك بعبير بالذات ؟
عبدالرحمن : مافيه غير إحتمال واحد أنه يعرف عبير وهذا الشي قلت لك
أنه مستحيل ، أنا واثق في عبير كثير لو قالي رتيل ممكن أشك لكن عبير
ُمشكلة أنه قالنا هاللي هدد عن
مستحيل إال من سابع المستحيالت ، ال
موضوع محد يعرفه غيري أنا و سلطان و مقرن و بومنصور .. أجبرني
أختار رتيل ...... إلى اآلن ماني مستوعب كيف الحالة اللي وصلنا لها
،
الماء تُدغدغ أطراف ُهم وهم يسي ُرون بجانِب البحِر ،
وليد : وبس . . أهم شي األدوية بالوقت الحالي
رؤى وتتشابك كفوفها : بيطَّول حالي كذا ؟
وِليد : إن شاء الله مايطِِّول ، توكلي على ربك وعنده الفرج
رؤى بضيق : أحس أني ضايعة !! ناس كثيرة في عقلي وأحداث كثيرة
بس ماني قادرة أسترجع شي بس أحس فيه أشياء . . يعني مدري كيف
أشرح لك
وِليد : فاهم عليك بس تنتظمين على األدوية وجلساتنا يوميًا راح





تسترجعين شخصيتك األساسية !! وتعيشين بهويتك اللي تبينها ومنتظرتها
من زمان
رؤى : يارب
دقائِق غرقُوا بمنظِر البحر في ذاكرتهم ، حتى قطعته رؤى : هالشخص
أحسه يشبه أحد
وليد ينظر لإلتجاه التي تقصده رؤى ولم يكن ُهناك أح ًدا ، بدأت ال تُفرق
بين الحقيقة والوهم , يُجاريها : إييه
رؤى : شايفينه من قبل ؟ كان بميونخ صح!
وليد : أل هذا أول مرة أشوفه
رؤى بوجع : ليه يسوي بحاله ِكذا!
ُظر لتفاصيل مالِمحها المتو ِجعة والدمعة التي تعِك ُس الشمس
وِليد بصم ت ين
وال تسِقط
رؤى بلعت غ َّصتها : الحياة سيئة
وليد : الناس قاسية
رؤى وتنسا ب دُموعها : كيف وصلنا لهالحالة ؟
وِليد تن َّهد وهو يِقف : حظوظنا شحيحة !! لو نشحذها عطتنا ظهرها و
مشت
رؤى وبهُدوء أستسلمت لبُكا ٍء عميق : وِدي أغرق ، أذوب بالمويا و يختفي
كل شي
وليد ول درين وش أعظم َّى وجهه ناحية الب َحر و كفوفه تغرق بجيُوبه : ت
خسارة بهالحياة ؟
رؤى ألتفتت عليه
وليد : أنه حياتك تضيع وأن ِت تدورين عن هالحياة ! عن ال ُحب ، عن
اإلستقرار ، عن العايلة .. حلمت كثير باليوم اللي أشوف في هالحياة
رؤى : ما حبيت قبل ؟
وِليد : أل ، ممكن إعجاب إنجذاب أشياء زي كذا بس ُحب أل .. ألن عنِدي
قناعة تقول ال ُحب اللي ننساه بسهولة ماكان من األساس ُحب
ُعجبت فيها ؟
رؤى : ومين أ





وِليد : ماأعرفها كنت أجي الهايد بارك أقرأ و كانت دايم تِِّمر من قدامي ،
تصدقين كلمتها و جلسنا مع بعض شربنا القهوة بس ماقالت لي أسمها
يمكن هذي حسنة ، أحيانًا أحس أنَّه اللي ما يعرفنِي نعمة.
ِّي أبوي وقالي عن بنت عبدالمحسن آل متعب ،
َصل عل
أكمل بعد تنهيدة : أت
مدح لي العايلة وأهلها كثير ، قلت الحياة تجارب وأجِِّرب الزواج التقليدي
، و فشلت .. و خيبة زي كل خيباتي في الحياة ، ُعمرها ماوقفت هالحياة
معاي !! ُعمرها ماكانت ُمنصفة لي .. عشت حياتي بالغربة و لما تعلقت
بشخص أحبه و هي أمي .. ماتت !! خالي من ال ُحب ، أحس بالوحدة و
الموت .. *بُسخرية على حاله* أصال وش يفرق ؟ الوحدة والموت وجهين
لعملة وحدة.
رؤى : وأخوك ؟ أبوك ؟ أعمامك ؟ خوالك
وليد : خوالي ! ماأعرفهم ، أو ماأبي أعرفهم ! مسيحيين ومتعصبين لدينهم
! نبذوا أمي عقب ماتزوجت أبوي ، ماتت أمي ومع ذلك محد جاء
وحضر
رؤى : الله يرحمها
وليد ويضرب بحجٍر صغير في ُعرض البحر : أسلمت قبل وفاتها بشهور
، حسيت أنه الدنيا ماراح توسعني من الفرحة ، مع أنه أبوي مطلقها وال
يهمه تسلم وال تكفر وال وش تسوي فيني حتى ممكن تخليني أتن َّصر معها
....
رؤى : وتزَّوج
وليد : بالضبط ، تزَّوج و عنده نا ِصر أتوقع الحين بثالث إبتدائِي أو يمكن
برابع .. ماأدري ماشفته اال كم مَّرة لما كنت أنزل الرياض
رؤى وهي تعق ُد حاجب يها وكأنها تُصارع شيئًا : ناصر !!
وِليد ألتفت عليها : قلتي إسمه كثير ، تهذين فيه أكثر وأن ِت نايمة
رؤى : وش أقول ؟
وليد : سامحني و كأنك غلطتي في حقه
رؤى : أنت قلت لي ماعندي غير أخو واحد ؟
ي
وليد : إيه عبدالعزيز هذا اللي قلتيه ل





رؤى تُفاجئه : تحبني ؟
وليد س َكت ، لم يكن مترددا بالجواب وكأنه غير ُمطمئن من وضع قلبه
ولكن شعَر بأن لسانه ُعِقد
رؤى : ماراح تقدر تنساني ، يعني لو رحت لو تخليت عنك .. لو الحياة
أوجعتك فيني !! بت ِِّضل تحبني ؟
وليد يُشتت أنظاره : تدرين أنه أقدارنا واضحة ؟ أنا عارف كيف النهاية
بتكون !! أنا واثق تماما من المآساة اللي بتصير .. أنا أعرف كيف الغرق
يكون!!
رؤى و تنسا ُب دمعٍة ماِلحة ، شي ٌء من الضياع يرتديها ، أشتهت أن تُعانق
أح ًدا ، نعمة العناق هِذه !! أشتهتها ولكن ال أحد بجانِبها تستطيع أن تُعانقه
ُمستحيل أن
و يأخذُ من صدِرها كل همومها .. ال أحد غير وليد الذي من ال
تتجاهل الدين .. ُمستحيل أن تتعَّدى دينها و إن ن َست أغل ِب عاداتها.
ُمكتسبة من واِلدته : قد
ِوي إن تغاضينا عن لو ِن عينه ال
وِليد بمالِمح البد
هالب َحر يا رؤى أحس بالقهر ، أحس بالضيق ، أنا مؤمن أنه الله يعِدل بين
خلقه ، و عارف كيف ممكن تكون النهاية بعالقتنا هذي
رؤى تُقاطعه : الحرام ممكن يكَمل لكن بدون راحة
وليد : تختنقين يا رؤى .. تختنقين كثير
رؤى : قلت لي مَّرة أننا نقدر نحَّوله حالل
وليد ألتفت عليها بصدمة من أنها تتذ َّكر فذا ِكرتها ال تحتِمل إال النسيان
رؤى وضعيفة تلك الثقة في داخلها : قلتها صح ؟
وِليد هز رأسه باإليجا ب ليُردف : ُعمري ما كنت بحيرة زي ما أنا الحين
ص بي ، حزينة أنا ، بائِسة ال مجا ل للوضوح في
فضفضة وِليد هذه تغ ُّ
حياتي ، لو أنَّني أد ُرك كيف أمِحي ُحزنك يا وِليد و لكن من يُعلمنِي كيف
ِمني يا وليد
أقِف ُمجدًدا بضحكٍة ال تغيب ! عل . ِّ
وليد بكلمٍة موجعة ، بكلمٍة ه َّزت أركانِه ، بكلمة أسقطت غرور شرقيتِه ،
ِر عن الحياة ذنبها معاي
بكلمٍة رقيقة بعثرت قل ِب الثالثيني هذا ، : من يكفِّ
؟
رؤى و بكت ُدون توقف ، بكت بغصا ٍت ُمتتالية ، أشعُر و كأني أستِلم خب ُر





وفاةِ أحد ُهم ، أشعُر بأ َّن الحياة توق فت ِعند كلمتِه هذا ، أشعُر بع ِظيم أل ِمك يا
وليد
ِ وليد بِب َّح التي تنتهي عند قدِمه : مالنا في ال ُحب صاحب
ة مع األمواج
،
على سِريرها تل ف خصالتِها بأصابعها ، دُموعها لم ت ِجف بعد ، ياااه كم
ف ِكر بموضوع أبِي
ُ
ِهك جسِد ي ، ال أ
قسَوت على رتيل ؟ أشعُر بالذنب ينت
الذي أشعُر وكأن العار ح َّل علينا ، كل تف ِكيري يت ِجه لرتيل ، ماذنبها كي
ِهي أن أعتِذر لها
ُمفرطة و غيرتي على واِلدي !! أشت
تتح َّمل مزاجيتي ال
وأخبُرها بأنِّها اليوم تب ُدو أج َمل النسا ِء على أر ِضه ، لم تعشق رتيل شيئًا
لته ولكن دائِما
ِر شيئًا لقُ
كالمِديح الِذي يُغري أنوثتها ، لو أ َّن اإلعتذار قد يُغيِّ
ِّي في مثل الوقت.
ماكانت ومازالت أي ًضا رتيل بعيدة وقريبة منِ
"
نظرت لجواِلها وهو يُنبه عن ِرسالة ، قرأت " ال يلي ُق بالجميلة أن تب ِكي
ريد أن
ُ
أخذت نف ًسا عميقة حتى يبدأ بح ًرا من الملوحة يه ِطل على خ َّدها ، أ
أشتُمك اآلن ، أريد أن ألعنك مرات و مرات كثيرة أما ِمك ، ضعيفة أنا
ب ُحبي لك وأنت تثِق بغطرستِك أنك قاِدر على كسبِي.
بجنُون ضغطت على رقِمه تُريد ان توبخه بسبب أو بدون سبب ، تعرف
َهك بإتصالها هذا ولكن سئمت .. ضاقت .. غير قاِدرة
أ َّن حدود الله تنت
ُّل عليها الخالص من غضب الله.
على الخال ِص منه .. ولن يح
ُم أتاهُ صوتُه ال زعج ُمبعثِر لخال
ياها ، الر ُجولي البدوي الصارخ الصاخب ال
ِّي تناقضات هذه يُرددها قلبي عندما
ُمحب ، أ
الهادىء العذب الخشن . . و ال
أسمعك.
:مساء العبير
عبير بعصبية : قلت راح ننتهي!
:ما أعرف كيف أنتهي منك
عبير : يا غرورك





:أعرف
عبير : و تبغى تتملكني وبس !! أنا أعرف كيف تف ِكر ، تحسبني مقدر
أنساك وأني مقدر أتجاهل فكرة وجودك .. غلطان و اللي تبني عليه
غطرستك وساديتك ما يمشي معاي
:ما تقدرين تنسيني
عبير ببكاء مقهورة , تتزاحم الكلما ت عند شفتيها و الشتائِم أي ًضا ولكن ال
تقول شيئًا
:إيه نعم أنا أحب التملك ، أتلذذ بهالتملك !! و انا أعرف أنه كل طرقك
ي
راح تجيبك ل
عبير : ال تتحداني!
:حاولي تنسيني وراح تنشغلين فيني
ي
عبير : عالقة أساسها حرام أكيد ماراح تنتهي بسعادة ! وهذا اللي بيأ ِكد ل
انك مستحيل تكون زوجي في يوم من األيام
:أذبح اللي يقرب لك ، ال تحلمين كثير إن ماكنت زوج لك ماراح تكونين
لغيري
عبير و هذه اللهجة غريبةٌ عليها ، تشعُر بأ َّن تهديده من ثِقة ، هذه الثقة
تُضعفها كثير
:الحين حبيبتي تنام و تهدأ .. أتفقنا ؟
عبير : أنت مين ؟
:زوجك
عبير و تجه ش ببكائِها
:أششششششش ال تب ِكين ، ال تب ِكين أنا أحبك
عبير بنبرةٍ ترتج ُف قهًرا : مين أنت ؟ قولي مييييين
:تتزوجيني ؟ و حاالً ؟
عبير س َكنت ، تج َّمدت ، شي ٌء يختر ُق قلبها بهذا السؤال
:تخافين الحرام ؟ هذا أنا أبيك بالحالل
عبير بلعت ريقها ، تضع ُف أكثر ، ُجدرانها تتفتت أما ِمه ، أردفت : أل
ُصِدم ، الدهشة أرتسمت على وجهه : أل ؟





عبير : ماني رخيصة لك ... وأغلقتِه في وج ِهه!
ي السا ِخن و يِده األخرى ُمستنِد
ن َظر لمن يُراقبه ، بيِده اليُمنى كأ ُس من الشا
بها على مقبض الباب : تكلمها ؟ متى تعقل وتكبر من بنت لبنت !! من
مصيبة لمصيبة
:ماني رايق لك أطلع برا
ِ
هو :والله لو يدِري أبوك عن سوالفك بيعلقك عند باب البي ت ويعلمك كيف ِّ
تحب بنت عبدالرحمن
بح َّدة : قلت لك أطلع
هو بسخرية : اطلع ؟ ههههههههههه اليكون حبيتها !!
ههههههههههههههههههههههههههههههههههه أقتلني أقتلني وقول أنك
حبيتها ههههههههههههههههه يالله يا ُسخرية هاألقدار فيكم !! يا شينها ال
حبيت إنسانة عارف أنها ماتبيك
ُظر له ُمصطنع الال ُمباالة ، تجاهله وهو ين ِظر للوحاته
ين
هَو : لهدرجة ُمغرية ؟ طيب و ِِّرني صورتها يمكن تعجبني
رفع عينه و كأ ِّن البراكين تنق ُل حممها بنظراتِه
هو : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ألألأل ِكذا الحال
ميأوس منه ، تغار يا روح ماما ؟ تغار عليها !! هذي أنا أعلقها فيني
بيومين .. أعرف أنه ذوقك رخيص زي وجه ِك .... نسونجي ماعليك
شرهة
وقف وبدأت خطواتِه هاِدئة
هَو : ماشاء الله ر َّجال !! هههههههههههههههههههههه حاول تِِّمد إيدك و
خبرك يوصل ألبوك وهذي المرة أنا عند وعدي والله ألقول ألبوك
بسيرتك الوصخة !! مسوي فيها العفيف وتركت التدخين وهذا أنت ترجع
له ! انت مستحيل تكون شخص صالح ألنك ببساطة زمن التغيير ول

َّ ى
سنة ماتغيَّرت فيها بتتغيَّر الحين !! أنا أحلف لك أنك ماراح تق َدر تصلي
التروايح في رمضان كل األيام ! أنا مستعد أحلف لك انه شعرك أهم من
هالعبير !! أنت أصالً مالك هدف بهالحياة !! إال صدق *قالها بتهديٍد
ِضح* أبوك يدِري كم مَّرة تشرب فيها ؟ يالله تك َسر خاطري والله
وا





س أنفه بحياتِه وكأنهُ وص ٌي عليه
واقِف بثبا ت ، يستِمع لمن يد ُّ
هَو نا صدق يُكمل : هههههههههههههههههههههه والله أنه يشفق عليك ، أ
ماني أحسن منك بس على األقل أصلي حتى لو مو في المسجد ! صدق
أد ِّخِ ن بس ماأشرب ! صدق أنه عايش على البركة بدون هد ف بس على
األقل ماألح ِّق خلق الله ! انت ماتقدر تعيش بدون حريم ! ماتصبِر !! وليتك
توفي لوحدة تخونها مع مليون وحدة !! يا رخص الرجولة فيك .. تدري
أحيانًا أقول الرجولة ما لها ِصلة فيك !! أنت ذ َكر وشبه حيوان في السنة
لو تقولي أنك نايم مع
ت ِِّحب مليون وحدة ، تغازل غيرها مليون ! أنا أصالً
وحدة ماراح أستغرب . .
لم يُكِمل من اللكَمة التي أتت على شفت يه وأسقطت ُكوب الشاي على
األرض
رف ِض الرسا ها بمن أما ِمه ، أمسكهُ من ياقتِه وضر ب ُم أفرغ جحيم عبير و
رأ ِسه على حاف ِة الباب ، و أسقطهُ على الطاوِلة ال ُزجاجية ليتناثر الزجاج
َّطخ وجه من
حول جسِده ، أوسعهُ ضربًا جعله غير قاِدر على مقاومتِه ، ل
أما ِمه باللكما ِت والجروح ، قوتِه هذه أتت عنيفة وج ًدا
َّطع وبعصبية : قسم بالله ال أخليك تندم والله ثم
وقف يُلملم قميصه الذي تق
والله ليوصل ألبوك اليوم وبتشوف كيف تِِّمد إيدك .. وخرج
مسح أنِفه بطر ِف ُكِِّمه ، ليعلم الجميع بمن أنا ، أقتنعت وبشدة أن ال قُدرة
ِّي للتغيير حتى من أج ِل عبير .. أخذ علبة السجائِر وأخرج سيجارة
عل
ِّي راح ٍة هذه ستتسلل لقلبِ لينف ُث بها غض ي وأنا بعيد ُكل البعد عن الله
بًا ، أ
ا في هذه ال ُدنيا للصالح ، أشعُر و كأ َّن من
، يِأس ت من أ َّن لي طريقً
ٌط بيني
ف ِكر بأن هناك وسي
ُ
سيُقربني لله هي عبير ، . . . يا غبائِي وأنا أ
وبين الله .. هذا وأنا أدر ُس التوحيد منذُ سن السادسة و ال أعر ُف كيف أ َّن
الله قري ٌب رحيم ومهما بلغنا الذنوب يغفر لنا الرحمن بإذنه الغفور.
يُتبع
،





*
السا َعة السابعة مسا ًء
ر َكن سيارتِه و هو يت ِصل على نا ِصر ُمت ِج ًها لبيته : تونِي أفضى
نا ِصر : خف علينا بس
عبدالعزيز : والله ماألقى وقت أحك فيه راسي ، تعالي طيب الحين
ناصر : آل مقدر بس كنت أبي آخذ رايك بشيء
عبدالعزيز ويفتح بابه وهذه المرة يفتحه بحذر شديد ، المؤمن ال يُلدغ من
ُجحره مرتين
ُمرتَّب ، يب ُدو في النهاية
رفس الباب برجله وهو ين ِظر ويتأمل المكان ال
سأقع ب ُحب هذه الخاِدمة التي تُجيد الترتيب هكذا !! ضحك على ُسخف
ِره
أفكا .
نا ِصر : لحول وش فيك
عبدالعزيز : وال شيء بس أقولك من كثر ماأنا وحيد و حزين شكلي بح ِّب
شغالتهم
نا ِصر : الله يكفينا الحزن ، أسمعني عزوز أنا بف ِِّسر حلم غادة
عبدالعزيز صمت لثواني ثم أردف : أل
نا ِصر : يمكن فيه شي الزم نعرفه ، يعني ممكن عليها دين كانت مخبيته
عننا
عبدالعزيز : قلت لك أل ، ان الرؤيا على جناح طائر إذا فسرت وقعت
ناصر : طيب وإذا وقعت ؟ يعني هي ماتت الله يرحمها ! ماراح ي ِِّضرها
شي إن شاء الله
عبدالعزيز بخوف : آلآل يا ناصر واللي يرحم والديك ال تف ِِّسر شي
نا ِصر بضيق : أتعذب ياعبدالعزيز ! ماعاد لي قدرة أتح َّمل أكثر ، أشوفها
تب ِكي وال أقدر أسوي شي
عبدالعزيز وهذه الذكرى تتُعبه : طيب وش أقول أنا ؟ يكفينا عذاب ! إن
فسرناه وطلع شي شين والله ماراح أقدر أنام زي أيامي األولى !! ماأبغى
أعيش بحالتي ذيك .. ماأبغاها يا ناصر
ناصر بتعب تن َّهد : تشوف غيرها ؟ يعني أبوك أمك أحد ثاني ؟
عبدالعزيز : هالفترة بس هي ، بس قبل كم يوم حلمت بأمي . . أبتسم





عبدالعزيز على ِذكراها و بعينه تلم ُع . الدمعة المنزويَة و ترفض النزول
ناصر : حلو ؟
عبدالعزيز : يوووه يا ناصر أشتقت لها كثير ، كانت واقفة بحديقة أو
ماأدري وين بالضبط بس كان كله َخ َضار ، أبتسمت لي .. تخيَّل شفتها
ي
تبسم ل
نا ِصر يسم ُع إليه و قلبه يب ِكي على حال عبدالعزيز
ِم عليها .. قمت وليتني ماقمت .. لو
ِّ
عبدالعزيز : كنت بجيها .. كنت بسل
الحلم مكِِّمل شوي بس لو أتنفسها أكثر .. رحت فتحت الدوالب وأنا مآخذ
بعض أغراضهم من باريس .. رجعت نمت على طرحتَها وريحتها والله يا
ناصر للحين فيها ... تمنيت أحلم فيها
نا ِصر في حال ِة س ُكون ، تذ َّكر ِوشاح غادة الذي أخذه ِمنها ، ولكنه في شقته
بباريس لو أنه يطير لباريس اآلن و يذهب لشقتِه ويبح ُث عن تفاصيلها
ُهناك.
عبدالعزيز : يمكن بكرا رمضان
ناصر : أول رمضان بدونهم
ه
َّ
عبدالعزيز : أخاف العيد !! ماراح أتح َّمل وِِّدي أنام في هاليوم كل
وماأصحى اال اليوم الثاني ، ماابغى أشوف فرحة أحد .. أخاف عليهم ال
أحسدهم .. وصلت لمرحلة أحسد الناس على فرحها !!
بليلة العيد
ناصر : مايهم العيد !! اللي يهم كيف بتق َدر تنام أصالً
عبدالعزيز و نفسيتهُ مازالت تتذبذ ب ، حزين ج ًدا ، ال ُحزن على الرجال ال
يُطاق ، تشعُر بوجعُهم كأنهُ سيو ف . . . يالله ماأعظُم !! ُحز ِن الرجال
ِق الصدر
نا ِصر : تدري أنك تضيِّ
عبدالعزيز أبتسم : و تدري أننا دايم نفتح جروح بعض!!
ناصر بضحكة ب ِّح بها صوتِه : إن كان رمضان بكرا لو سمحت ال تتصل
ِيك ؟ مرة مآخذ بنفسك مقلب ! أنا زين أتذكرك
عبدالعزيز : مين قال بـ هنِّ
ِي مين وال مين
نا ِصر ب ُسخرية : من كثر اللي حولك ماراح تعرف تهنِّ
عبدالعزيز : ُشكًرا على مشاركتك لي الوحدة
ناصر : ههههههههههههههههههههه أجل الفطور عندك ؟ خلك ر َّجال





وقول تم
عبدالعزيز بضحكة طويلة :
ِّم
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو ت
وأنا ر َّجال غصبًا عنك
ناصر : يا بخيل .. وأغلقه في وجهه
ِثه الساخرة مع
عبدالعزيز رمى الهاتف وهو يض َحك دائِ ًما ماكانت أحادي
نا ِصر تنتهي بإغالق أحدهم في وجه اآلخر.
خ َرج و يسي ُر بهُدوء نحو الحديقة الخلفية ، تراجع قليالً عندما رأى ظهُر
جميل ٍة بشعٍر ُمس َدل على كتِفها بنعومة ، أو ُل ماخ َطر على باله عبير و في
داخله قال بإندفاع " دائِ ًما ماأقول أ َّن عبير أج َمل من رتيل بمئ ِة مَّرة "
ِم على هذا المكان ماعدا اإلنار
ال ة التي تأتِي من الباب الخلِفي. ُظلمة تُخيِّ
َّق بسال ِس ٍل يتمرج ُح بخفَّة ، عيناها متِِّورمة
و مقعٌد طويل من الخش ب ُمعل
من البُكاء و الوحدة و أشيا ٍء بائِسة أمرضت روحها.
ن بمسِمعها حدي ُث عبير ، ال قُدرة على تجاهله أب ًدا.
ُّ
مازال ير
شعرت بأن أحد ُهم يجلس بجانبها ، ألتفتت ب ُرعب وهي تُشهق.
عبدالعزيز : بسم الله عليك
رتيل حاولت الوقوف لتبت ِعد ولكن يِده تُقيدها من بطنِها ، شعرت بغثيان و
بمعدةٍ فارغه تعت ِصر بقبضتِه.
ِي
ُمرتجف : أب ِعد عنِّ
رتيل بحدة ُرغم صوتِها ال
ِك ؟
ِّ
عبدالعزيز : مين مزعل
ِي
رتيل بعصبية : قلت لك أبععععد عنِّ
ِصقها بجانبه ،
دها نح ِوه و يُل
عبدالعزيز و يضع ذراعه خلف ظهِرها ليش ُّ
يُعاندها ويغيضها أكثر.
رتيل في داخلها تحاول أن تتزن بما ستقول ، التبكين يا رتيل ، ال تب ِكين
وتضعفين . . هو مايستاهلك !! الزم توقفينه عند ح َّده
ألتفتت عليه وليتها لم تلتف ، كانت قريبة ِمنه ح َّد أ َن الهواء ُربما لم يعُد
يف ُصل بينهم ، ضاعت الكلمات و هي تضيع في عينه ، نست كيفية الكال م
بس عجزت ان تتذ َّكر كيف يجب أن تتح َّد . ث





أنفاسها تضطر ب و قلبُها ينتِفض ، و أنفا ِسه تحر ُق وج ِهي ، أدر ُك كمية
ِّي و على واِلدي ، لكن
ال ِحقد في قلبه عل . . . .
َرب ِمنها ، جبهتهُ تُال ِصق جبهتها و أنفُها
ال يُوجد لكن عند عبدالعزيز ، أقت
الشا ِمخ ُرغم ِصغره يُعانق أن ُف عبدالعزيز ،
شعرت بأ َّن نب ِضها يِق ف َو جسِدها يرت ِعش و مغص في بطنِها من الربكة
اللتي ترتمي على قلبها.
ِود فعلته ه أكثر و يُع
جرها نح ِو ا
ُّ
عبدالعزيز يُخلخل أصابعه بشعرها الناعم وي
ُدون أن يُف ِكر بعواقِب أفعاِله ،
ِر ق تحت وطأتِه ، تشعُر بأنَّها فعالً رخيصة ، تشعُر
تشعُر بأ َّن شفتيها تحت
بأن ضميرها يموت شيئًا فشيئًا ، حتى أنَّها غير قاِدرة على ال ُدعاء لحظةً و
هي تع ِصي الله هكذا !! ، كم هو تافه ال ُحب و أنا بين أحضانِه معصية اآلن ً
،
ُظر لرتيل و عبدالعزيز
ِزنها وهي تن
عبير تق َّدمت ل ُشبا ِكها و كاد ت تفِقد توا
ُم ِّخِ ل ، لم تُف ِكر بشيء سَوى أن دموعها سقطت !! أو ُل
في هذا المن َظر ال
، أرتعشت بأكمِلها من هذا المنظ ر
"
والله شديد ذو إنتقام
ماأتى في بالها "
. . غير ُمصِدقة بأ َّن رتيل تتنازل بهذا ال ُرخص أمام عبدالعزيز ! يالله كم
ِله و تغر ُق في
أستحقرك أن ِت و عبدالعزيز اآلن ، كيف ترت ِضي بأ َّن تُقبِّ
تقبيله و هو ليس بمحرٍم لها .. يالله ال تقع علينا السماء السابعة من حجِم
هذه المعصية !! يالله أرحمنا .. يالله أرحمنا . . ارحمنا يالله إنا نخا ُف يوٌم
عظيم.
أبتعدت عن ال ُشباك و لن تسمع بهذا الهبل أن يح ُدث هُنا.
ه بقوة لتِقف أمامه ُممتلئة بالدُموع ، واقفة ال تقول شيء ، على
ُّ
رتيل تدف
ِّي شتيمة في وج ِه عبدالعزيز
غير العادة ، ال تُطلق أ
خيبتها هذه المرة تكبُر أكثر وأكثر ، خيبتها هذه المرة ال مجال بها للعتب ،
خيبتها هذه المرة تتمدد و ال أكا ُد أسي ِطر عليها.
عبدالعزيز بلل شفت يه بلسانِه و يرف ُع عينهُ لها ، باكية حزينة ! أدر ُك يا





رتيل كم من ال ُحزن اآلن يُغل ُف قلبك ! اعر ُف تما ًما كيف ال ُحزن يكون و
الخيبة أي ًضا !! أنا قاِدر على تدميرك في لحظة و ُربما هذه اللحظة قريبة.
رتيل مازالت واقِفة ، تب ِكي بصم ت ، عيناها ال ترمش مو َّجهة بسهاٍم
موجعة لعينَا عبدالعزيز ، همست : ليه ؟
عبدالعزيز ، في ثغِرك ألم ُح طيف مقبرتِي في هذه الحياة ، أعر ُف تما ًما أ َّن
دفن بها ال ُمحال و أ َّن والِدك لن
ُ
َر أن المقبرة سأ
معصيتي أن ِت ، أعر ُف أكث
ِزم به . .
ي بدعوةٍ وا ِحدة ، ال عالقا ِت في الحياة ، هذا مايجب أن ألت
يد ُعو ل
أدرك وحدة أولئك الحمقى في المبنى الرديء كيف يعيشون حياتهم بو ِحدة
ال يعرفون معنى الصداقات واإلجتماعات !! و لن أكون منهم ،
ريد هذه ال
ُ
، و أنا أ
َّو إن عصيت ُهم فأنا أذهب لمقبرتِي طواعية د ً
ُ
مقبرة .. أ
المو ُت أكثر وال أفهمنِي ، أعاقب نف ِسي أريد أن أت ِصف بصفا ٍت أكرهها ..
ِريد أن يَعلَق بجنوني أحد
مجنُون أنا و ال أ !
رتيل بصو ٍت مجروح : ليه تعذبني ؟
ِبك ؟
عبدالعزيز وقف لتبت ِعد بخطواتِها للخل ف : مين اللي يعذِّ
رتيل بوجع : أنت
عبدالعزيز : أنا أنتقم لنف ِسي ، تعرفين وش يعني موجوع ؟ ماتعرفين ألنك
عايشة حياتك زي ماتبين !! ماتعرفين وش يعني وحدة .. آل أهل .. آل
شيء !! كل شيء في قلبي أغتصبوه !! أغتصبوووووووه .. ردَّدها
وأحرق سمعها به.
أردف : على فِكرة يسعدني أقولك اني تزوجت .. أبوك ماقالك ؟ شهد على
زواجنا مقرن .. كلميه قولي له مين أخترت
رتيل تعت ِصر ببكائها ، أرفعت نظرها للسماء الصافية و هال ٌل يُضيئها ،
أخرى ال تستطيع أن تُصدقها
خيبة . ٌ
عبدالعزيز : بتكون زوجتي اللي بحطها بعيوني ، بدِِّور فيها عن الحياة
اللي مقدرت أعيشها !! ، تبين تعرفين من هي ؟
َّط يكِفي جر ع .. لم أشعُر بحرارة الغيرة
ح يا عبدالعزيز ، قلبي يتق
ٍر ال ترحم ،
ِرق تحت نا
كشعو ِري بأ َّن الجلي ُد من حولي ينها ر و قلبي يحت
ٍن غير حا َّدة و يُمر َرها بهُدوء و ال يرح ُمنِي بقت ٍل
كأ َّن احد ُهم يطعنني بس ِكي





وا ِحد.
عبدالعزيز بح َّدة غاضبة ، بصو ٍت يتف َّج ُر ُحرقة : بخليك تتعرفين عليها
قري ب ، راح تقابلينها كثي ر !!!
أوقعوها في منتص ِف الطري ق من فُر ِط
بكائَها ، كأنها طفلةٌ
ُ
رتِي ل و ال يهدأ
ها وقف خلفها ، ال
َّ
الوحدة ضربوها ولم ت ِجد من يُدافع عنها ، حتى ِظل
تعر ف تحِمي نفسها أم تحمي من ؟ ، كل شيء ينها ُر أمامها ، ُحبها و أشياء
جميلة في قلبها ، تب ِكي بو َجع ، ياااه يا شعُور اإلهانة بال ُحب كيف يأتِي
ا يلس ُع لسانِها وقلبها أي ًضا
ِرقً
مذاقهُ حا
عبدالعزيز بحدةٍ أكثر وهو المقهور من نفسه قبل كل شيء : أحبها أكثر
ِّي شيء ثاني في حياتي هذا إذا كان باقي لي حياة ، أتصلي على أبوك
من أ
وأسأليه !! على فِكرة أعرفها من باريس .. إسمها أثير .. حلوة كثير
تحسين كل جمال الكون في مالِمحها و خلوقة *قال كلمتِه هذه بقسوةٍ على
رتيل*
ي
أكمل : و تعرف حدودها كثير .. تحبني أكثر من نفسها وتدِِّور رضا
رتيل أخفضت رأسها ليغتسل شعرها بدُموعها ، ُحرقة و قهر .. يالله يا
عبدالعزيز كم انا مقهورة ِمنك ، يالله كم هي خيبتي واسعة !! أنفاسي
َء اآلن
َي هوا
تضيق ، أشعُر بأ َّن الكون يلت ُف حوِلي ويُزاحمنِي الهواء إن بق
!! أخفف من هذا العذاب ، توقَّف عن قو ِل الجحيم والله ال طاقة لِدي ،
والله أني ضعيفة ، والله أني يائسة ال حول لي وال قَّوة حتى أتح َّمل هذا
الحديث.
عبدالعزيز : ماراح تقولين لي مبروك ؟
رتيل بين بُكائها : يكفييي
عبدالعزيز ببرود : ليه تبكين ؟
ِّي قوة
يالله يا عبدالعزيز على هذه القسوة ، تقتُلنِي وتم ِشي بجنازتي ، أ
أتتك حتى تُ ؟ ُضر قلبي بهذه السهولة ُدون أن ترمش تأنيبًا
ُعاقب بك ، أن َت ليس ِهبة أو بركة سماء
ال أفهمك ، كل ما في األمر أنَّني أ
. . انت ذنب ، عقاب ، عذاب ، معصية .. معصية يا عبدالعزيز.
عبدالعزيز : أبحثي عنها بالنت راح تلقين صفحتها بتويتر ، أثير رَّواف ..





شوفيها وماراح تلوميني أبد أني أخترتها .. وتركها تُلملم خيبتها.
ذهب هو أوالً و لم تذهب هي .. لم تُهان في ُعمرها إهان ٍة كهذه ، كل
اإلهانات الماضية كانت تك ِسر عقلها وبع ُض قلبها ولكن هذه اإلهانة تك ُسر
قلبها وعقلها معًا .. كيف أحتمل ؟
ي ليُهينني
نظرت إليه حتى دخل بيتِه ، حتى دخل ُعتمته الرديئة ، تمتَّع ب
ُ أكثر ، خرى ، إن لم تُبادلني هذا
ليستِلذ بتعذيب قلبي بينما هَو غارق في أ
َ جرحتني بمثل هذا ال ُجرح ؟ كيف
ال ُحب على األقل أم ِض بسالم ، ِلم
أتط َّهُر ِمنك ؟ كيف أطل ُب من الله مغفرة معصيتي بك ؟ كيف أقُول لهذه
الحياة أنَّني أعي ُش مخا ِض ح ٍب ال يُريد أن يتركني بسالم !
ال أجوبه لديك يا عبدالعزيز ألنك أرخصتني ، أن َت من أغتصب هذا القل ب
! ليتَك عرفت أن تنتِقم بشيٍء آخر غير القل ب.
يا دوائِي ؟
َ
تُدرك جي ًدا أن ال ُحب مر ٌض ال شفا ِء منه ، ِلم
دخلت و كانت بإستقبالها عبير ، أبعدت نظرها عنها لتصعد ولكن وقفت
عبير أمامها
األولى
رفعت وجهها الشا ِحب الممتلىء بملوحة دمِعها ، لتتلقى الصفعةُ
وتيت من قَّوة ، صفتها ب ُحرقة األخت
ُ
بحياتِها من عبير ، صفعتها بكل ما أ
على أختها ، ب ُحرقة على الله الذي يراهُم بهذه المعصية!!
كادت تسِقط ولكن أتزنت ، رتيل القويَة الشا ِمخة المتهورة المتمردة التي ال
ترضى باإلهانة سكتت .. لم ت ُرد على عبير !
عبير بحدة : لييييييييييييييييييييييه ؟
رتيل رفعت عينها عل يها لوهلة شعرت بأ َّن من أمامها واِلدتها ، لوهلة
ا سيُبلله دمعي بالتأكيد
ق لها اإلرتماء ب ُحضنها وإن كان جافً
ُّ
شعرت بأنه يح
، لوهلة أرادت أن تقول " سامحيني يا أمي "
عبير : ماخفتي ؟ و بليلة رمضان بعد !! بليلته تسوين كذا !! لو أنه رجال
مالمسك في غياب أبوي ! لو أنك ثمينة ما ق َّرب منك !! يالله يا رتيل لو
تدرين بقهري وأنا أشوفك كذا ... يا رخصك .. يا رخصككك ماني مصَّدقة
أنك وصلتي لهالدرجة من الرخص !! الله ال يبارك في ُحب جمعكم في
ليلة مثل هذي بهالمنظر!!





رتيل صا ِمته ، هذه الليلة لم تنَم بعد ، هذه الليلة ُمتغطرسة ال تُريد ان
تنتهي إال بسي ٍل من اإلهانات ،
عبير : ماراح تكبرين وتحسين بفداحة اللي تسوينه !! الله اليحاسبنا
ِركة رتيل
بالسفهاء امثالك أن ِت وياه ... وصعدت لألعلى تا كما تركها
عبدالعزيز للتِّو.
َوى على الصعُود ، جلس ت
خيبا ٍت ُمتتالية ، من أصع ِب أيام حياتها ، لم تق
على ال ُكرسي القريب منها ، ب َكت و أجهشت بالبُكاء وهي تغر ُز أظافرها
بفخذ يها وكأ َّن بعض القهر سينجِلي بتص ُرفها هذا.
،
في مجِلس ُهم بعد إعال ِن رمضان ، ض َّجت الروحانية في البي ت.
ِل رأسه : مبارك عليك الشهر يبه
تُقبِّ
واِلدها : علينا وعليك يتبارك
ريم : يالله أحس رمضان هالسنة غير بكل شي مدري أحس بشعور حلو
إتجاهه
يوسف : الحقة على العرس
ريم تف َّجرت بال ُحمرة : مين قال أقصد العرس ؟
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كم أحبك يا
يوسف
يُوسف بإبتسامة ُمدللة لهيفاء : أن ِت بس أشِري لي على اللي يقهرك و انتفه
لك
ريم : ماشاء الله يعني نتفتني الحين
يُوسف : ال تتحدين ترى والله الحين اخليك تنحبسين بغرفتك أسبوع أخليك
تستشعرين بحالوة رمضان
والدت ُهم : أستغفر الله هالحين الناس مستانسة ويذكرون الله وأنتم
تتهاوشون ! يوسف حاط عقلك بعقل ريم
ريم : وش قصدك يمه ؟





والدتها و – تبي تكحلها عمتها - : أق ِصد أنه يعني ر َّجال وكبير مفروض
مايتطنز عليك
يُوسف : آلآل يمه مايصير كذا وش قصدك يعني ريم بزر !! ماتوقعتها منك
يمه
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه شيطانك قوي
يُوسف بضحكة يُردف : بصراحة ريم الزم تآخذين رد إعتبار من أمي
كلمتها قوية بحقك هذا وأن ِت بتتزوجين بزر أجل هيفاء وشو ؟
هيفاء : نععععععععععم!!
واِلدهم : ُسبحان الله فيه ناس تحس أنهم راضعين من أبليس
يُوسف : آلآل يبه بصراحة ماتوقعتها منك ! تقصد أمي ابليس .. أعوذ بالله
من التشبيه
هيفاء و ريم و والدته و والدها ينظرون إليه بغض ب من تصرفاته التي
تُريد اإليقاع ب ُهم
يوسف ينف ِجر ض ِح ًكا على أشكاِلهم : مير وش سحوركم اليوم وال
بتطردوني ؟
والده : قم أنقلع برااا ليت أمك يوم جابتك بركت عليك
ِهج : مبارك عليكم الش َه دخل ر .. قبَّل جبي ن واِلده و رأ ِس أمه
من ُصور ُمبت
،
يُوسف وقف بتثاقُل : يخي دايم تحسسني أني بزر قدامك ! الزم أوقف
ُمعتاد قبَّل رأس من ُصور
وأسلم عليك .. و بتقِدير كما هو ال
من ُصور : وأنت بزر ماجبت شي جديد
يُوسف : تقدي ًرا لعُمرك بسكت
،
د ه ، أشتاقت لهذا المكان كثي ًرا
ُ
خلت الق ِصر وهي تتأمل
سلطان : نور ِت .. ُمتجاهالً من هي خلف عمتِه
حصة : تسلم لي عينك ..
سلطان يحِذف هاتفه ومفاتيحه على الطاولة





حصة بإبتسامة : هالعادة ماراح تنتهي
سلطان : ال أنكسر جوالي
العنود تمتمت : يا شينك
ِِّر أثاث هالصالة ؟
حصة وكزتها بمرفِقها لتُردف : مغي
سلطان : قبل فترة..
عايشة بإبتسامة ُمتمايلة : كيف هال ماما ِهسة ؟
حصة : هال عايشة بخير شلونك أن ِت ؟
عايشة : تمام كله زين ..
ُمعتادة ولكن
حصة : يازينك والله حتى أن ِت وحشتيني ... تقدُموا لغرفهم ال
قاطع هذا التق ُدم : حضرنا الغرف اللي تحت ؟ أوسع ل ُكم و أكبر
حصة أكتفت بإبتسامة و أختفُوا من أما ِمه
سلطان : حضري العشاء ماعلى أتروش .. وصعد لألعلى ، دخل جناحه
ُموحش ، رمى سالحه وحزامه على الكنبة وصو ُت حزامه وهو يقع على
ال
ن جنون عقله اآلن
ُّ
الطاولة جعلت تِلك الليلة ت ُدور في عقله وتنتشي ، يج
وهو يتذ َّكر كيف ضربها ؟ كيف سمع آهآتها على أنها ال شيء و انها من
العَدم و ال و ُجود لها.
أستعاذ بالله وهو يرمي قميصه العسكري على الكنبه و يدخ ُل الحمام.
في جهٍة أخرى باألسَفل.
حصة : وأن ِت تدرين أنه مايحب سالفة كشفك عشان كذا تتنقبين!
العنود تنهدت : يمه وش أتنقب عشان حضرته ؟ هو ماهو أبوي وال أخوي
عشان يتحكم فيني !! أستغفر الله بجلس أداري خاطره .. ينقلع عن وجهي
ماني مسوية شي عشانه
حصة : أجل تبين تطلعين من البيت كاشفة ويشوفونك الجيران و يقِِّوم
علينا الدنيا أن ِت تعرفين سلطان ال ع َّصب والله ليصِلبك عند الباب.
العنود : ماله دخل فيني ! هذا اللي ناقصني بعد
حصة : هو ِستر لك وبعدين حرام الكشف
العنود بسخرية : أمدى يمه تغيرين رايك !! أن ِت ماتنقبتي اال يوم تزوجتي
أبو ي





حصة : إحنا قبل كنا بجهل
بح العذر : كنتوا بالجاهلية ؟ حسستيني أنك
العنود وضحكت من فُرط قُ
عاصرتي الفتوحات اإلسالمية !! ماكأنك منولدة بالستينات
حصة : هذا اللي شاطرة فيه تتطنزين على أمك !! أسمعيني زين وال
تكثرين حكي ! تنقبي والتكثرين طلعاتك
العنود : مشتاقة لصديقاتي وكل يوم بطلع معهم وماله دخل فيني
ِّي ِكذا ! انا قلت لك وأن ِت
حصة : لحول أتكلم ِكذا وترد عل كيفك عشان ال
عطاك كم كلمة تسد بدنك ماتقولين ليش
العنود : يالله على رياجيل عايلتنا فيهم طبع شين يكرهونك بعيشتك
حصة : بسم الله عليك من هالعايلة !! نسينا تغربتي كم سنة ونسيتي ديرتك
و ناسك
العنود : يمه خالص أحس نفسي بر ِِّجع كل اللي أكلته اليوم بهالسيرة ..
ِِّهُم بالخروج
وكانت ت
حصة : بنت!!
العنود : هاا
حصة : وجع !! بتطلعين كذا قدام سلطان
ِّي
العنود : ما كأنه متعِِّود عل
حصة : الحين هو متزوج و مايجوز تطلعين له كذا
ِق على والدته : وقبل اليتزوج كان عاِدي أطلع عنده ! تكفين
العنُود وتضيِّ
يمه أرحميني من ُمجتمعك المتناقض يحلل ويحرم متى ماأشتهى
حصة : الحين صار مجتمعي ! يابنت اللي مانيب قايلة
العنُود : تبيني أحط طرحة !! إذا كذا قولي لي وبروح عند أبوي ماأتحمل
أجلس في بيت ماآخذ راحتي فيه
حصة : الحين إن جت وشافتك الجوهرة ! عيب بحقَّها
العنود : إسمها الجوهرة ؟
ِهجة : إيه بموت عشان أشوفها
حصة بإبتسامة ُمبت
العنود بتغط ُرس : ذوق ولد أخوك شين أخذيها مني تلقينه متزوج وحدة
ماكملت حتى ثانوي!





حصة : بنت عبدالمحسن آل متعب
العنود : وخير ياطير !! أنا ماأعترف باألسماء أعترف باإلنجازات !! يعني
عمها عبدالرحمن آل متعب !! بس هي وش ؟ تلقينها وال شيء
حصة : هالكالم ما ينقال قدامه فاهمتني
العنود بملل : طيب .. وخرجت دون أن تلتِفت ألوآمر والدتها.
،
هذه آخ ُر صالة في الحرم ، تشعُر بأ َّن قلبها ُرغم الراح


إعدادات القراءة


لون الخلفية