الفصل 72

ُّ
تقدرون تحل
الجوهرة بضيق تخلط ما ق بيبك سلطان َّطعته : هالكالم قوليه لح
:وش تقولي ؟
ُم نفسها. لم
ا ُدون زفير وهي تكت
ألتفتوا جميعًا لباب المطبخ ، أخذت شهيقً





تتوقع مجيئه ُمبكًرا!
ح َصة : راجع بدري ؟
سلطان : خلصت شغلي وماعندي شي ثاني
ِر مالبسك وبنحط الغدا
ح َصة : طيب روح غيِّ
سلطان بصمت خرج!
الجوهرة : طبعا ال تقولين له يحسبني أش ِكي لك
حصة أبتسمت : ال ال تخافين سلطان ما يفكر بهالطريقة
الجوهرة برجاء : بس ولو الله يخليك
حصة تن َّهدت : طيب خالص ماني متكلمة ...
في األعلى غيَّر مالبِسه وتفكيره يتذبذب عند ال ُجوهرة ، وضع هاتفه على
الصامت وتركه على السرير لينزل لألسفل ويستم ُع لهمساتِهم.
على طاولة الطعام تمتمت : لو تحاولين من هنا لليوم ما تفرق معه
ح َصة بضحكة : ماتوقعتك كذا متشائمة حسيتك كتلة تفاؤل تمشي بس
طلعتي من جنبها
الجوهرة بإندفاع : ال والله أني متفائلة الحمدلله بس أقولك عشان ما تكبر
مشاكلنا بعد ..
حصة تن َّهدت : براحتك
أكمل نزوله لألسفل وجلس بجانب ال ُجوهرة ، ساد الصمت ُدون ان ينطق
أحد وسط شك سلطان الِذي يشعُر بأن موضوع بين عمته وزوجته. يا ثق ُل
، يقُولها وكأنها مرارة يقشعُر
"
هذه الكلمة على النفس ، يا ثقل " زوجتي
ُمِّر
منها وهي ليست هكذا والله. لم ت ُكن يو ًما ُمَّرة بقدر ما كان الما ِضي ال
يصع ُب اإلنسالخ منه.
يُتبع
،
على األريكة الطويلة ُمستلِقي وعلى بطنه ِري ف تلع ُب بأزارير ثوبه ،





غائب كليًا لناصر ، كيف أقوله ؟ كيف أخبره بأن زوجته حيَّة ؟ كيف يتقبَّل
أن يسمعها بإنسيابية ُدون أن يتجمُد هذا الكون ويتجمُد معه ؟ ُدون أن
" فيصل أبوك ح ِّي يُصيبه فز !
ع يؤدي لحياته ، أتخيل لو أ َّن أح ًدا يُخبرني
" يالله كيف سأسمعها ُدون أن يتحشر ُج هذا العالم وي ُموت. سيُ َّجن جنوني
وأخشى ذلك على ناصر. لكن كيف ؟ أأخبر وليد يُمِِّهد الموضوع ؟ أم
أطلب منه المعونة فهو يعرف تماما كيف التصرف بهذه المواقف ولكن
كيف سأقنع وليد أي ًضا ؟ كيف سأخبره هو اآلخر ؟ أخاف حتى أن أخسر
صداقته! سيتهمني و ُربما يقطع عالقته معي ألنني كذبت. ولكن كيف أقنعه
بأنني ُمضطر ، لن يسمعني وليد ولن يقبل بأن يساعدني أنا أعرفه تماما !
مهما كان ُمتسام ًحا إال أنه لن يقبل بأن ي ُكون مستغفالً ورة. أأفعل بهذه الص
ِر ُد غادته من وليد ُدون
مثل ما خطط ُت له ! أأخبر ناصر أوال وهو من يست
ُمخطىء
ي يٌد بالموضوع. أنا ال
أن يشعر وِليد بتدخلي ، ُدون أن يعرف أن ل
في اليوم الِذي أخبرت أمل بأن تذهب لوليد وهو األنسب لعالج غادة! انا
ال جة. يالله كيف أعتذ ُر بطريقة ُمخطىء الِذي ورطت وليد ب ُحبها وهي متزو
ِر عن ذنبي لمن أصلح حالي بعد الله ؟
ُمناسبة ال تخدش قلوبهم ؟ كيف أكفِّ
أنا ألجل هذا الشخص أفع ُل كل هذا ، أصلح هذه األخطاء و ُركامها. ألجله
أنا ُهنا أخطط إلعالِم ناصر لكن ليتهُ يساعدني وال يحملني ذنب اإلخبار
كله.
:اللي مآخذ عقلك يتهنى فيه
ألتفت على والدته : أفكر بهيفاء
أم فيصل : هههههههههههههههه تتمصخر!!
أبتسم ليُردف : عسى ت ُدوم هالضحكة ! زمان عنها يالغالية
أم فيصل أبتسمت بحنين كبير لصاحب هذا البيت الِذي أصبح تحت التراب
: دام أشوفك مبسوط أكيد بنبسط
فيصل أستعدل بجلسته وفتح اآليباد على األلعاب ليُعطيه ريف حتى تلهى
به : كلمتي أم منصور ؟
والدته : إيه عقب ما راحوا الحريم ترددت شوي ماعرفت كيف أفتح
الموضوع بعدين قلت لها وبصراحة عطتني موافقة مبدئية وقالت أكيد بو





منصور مهو رافض لكن الرآي األخير بإيد هيفا
فيصل : الله يتمم على خير
ِّي هالبيت
والدته بشغف : متحمسة كثيير ، أشوف عيالك حوِلي ويملون عل
فيصل غرق بضحكته : يوه يمه مطولين أول شي أعرفها أشوفها مناسبة
تكون أم أو أل ماأبي أتورط بعيال وبعدين نتطلق
والدته : أعوذ بالله من هالفاال !! أجل كم بتقعد
ِِّس بعدين أقرر
فيصل بضحكة : ِكذا سنتين أو ثالثة ماعلى أعرفها كوي
بالعيال
والدته : أنا قايلة عيشتك برا خربت عقلك
فيصل بإبتسامة : خل تجي الموافقة وبعدها يصير خير
،
ضي غرقت بضحكتها لتردف : يا ويلك من الله ما بقيتي بنت بالجامعة ما
حشيتي فيها هذا وأن ِت تقولين ماتداومين كثيير
رتيل بإبتسامة : أستغفر الله العظيم وأتوب إل يه ، يعني مو قصِدي أحس
بس يعني أنتقد !! .. أصال ذي اللي أقولك عنها أكبر مهايطية عرفتها
الرياض بكبرها .. تقول عمها توفى وبنفس اليوم أندفن .. هنود إحنا !! وال
كل ما جلسنا *تُقلد صوتها بحرفية* : أناا بابا شرآ لي هذي الساعه من
لوندون !! ..
عبير بضحكة : هذي نور ؟
رتيل : إيه مهي بصاحية هالبنت ههههههههههههههههههههه فيها جنون
العظمة !! مَّرة قلت لها أنا شايفة هالفستان في حياة مول بغت تآكلني تقول
ال أنا مفصلته خصي ًصا من ُزهير مراد .. يا شينها ماتنبلع أبد وأنا شايفة
فستانها بزارا النصابة
عبير والمطر قادر على تغيير مزاجها :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ضي : يختي الله يبليك بكرا يقولك فيه حديث فيما معناه أنه الشخص





مايموت إال وهو مسوي الشي اللي كان يعيبه
رتيل : أنا والله سويت أشياء غبية في حياتي بس ما عمري قلت "تقلد
صوتها" لوندون وال عمري هايطت !! قدامنا تهايط ! وال تغيب أسبوع
وتجينا تقول والله كنت مسافرة وهي الكذابة مكفخها أخوها ومنحبسة
ضي : هههههههههههههههههههههه خالاص رتيل حراام
رتيل : ههههههههههههه والله منفقعة كبِدي منها توني أشوف بارسونالها
بالواتس آب كاتبة لون ُدون تايم. أنا كرهت لندن واللي جاب لندن منها ..
ِّي
الحين لو أتصل على بيتهم ترد عل
عبير : ترى حتى أختها الصغيرة يمشي الهياط في دمها !!
رتيل بضحكة : أحس كل مايحبسني أبوي أقول هذي حوبتها الكلبة على
كثر ما افشلها ماتتعلم ، مَّرة قلت لها ال تحلفين كذب وشوي بغت تحرقني
بعيونها .. أستغفر الله خالص ماأبغى اتكلم عنها
ضي : عقب وشو !! نتفتيها تنتف
رتيل : يعني فيه فئة الكالب كأنهم يقولون لي تكفين ح ِّشِي فينا من كثر
ماهم يجيبون لنفسهم الكالم زي الكلبة أثير
عبير : ودي أشوفها
رتيل : تلقينها تحوس هنا !! يارب يجي يوم يحترق شعرها ويصير فيه
شي عشان يختفي جمالها
ضي أبتسمت : رتووول شوفيها هنااك
رتيل : وينها ؟
ضي : جمب اللي البس ُكحلي
رتيل : شفتوا قايلة لكم ماعندها غير ذا المنطقة !! حيوانة
عبير تُطيل النظر بها : مملوحة
رتيل : شينة هي وخالقينها !! للحين عايشين حقين التطقيم الجزمة نفس
لون الربطة والبلوزة ..
عبير ألتفتت عليها : وش هالغيرة!!
رتيل : يعني أنا ماأكذب ! صدق أغار منها بس هي سخيفة وتافهة يعني
ماتسوى شي ! هي وربطة شعرها حقت البزارين .. أمشوا خلونا نطلع





ضي : ال تتحرشين فيها وتقعد تتشكى ترى شكلها من نظام اإلستلعان
رتيل : أصير ألعن منها لو تبي..
خر ُجوا من المحل ليسيروا بمثل الرصيف الِذي يضُم أثير. رن هاتف ضي
لت ُرد : هال حبيبي
عبدالرحمن : هالبك .. وينكم فيه ؟
ضي : نتمشى قريب من الفندق
عبدالرحمن : طيب أرجعُوا ضروري
ضي : صاير شي ؟
عبدالرحمن :بس أجي أقولك .. المهم أرجعوا الحين بسرعة وأنا جايكم
ضي : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن
عبدالرحمن : مع السالمة .. وأغلق الهاتف.
ضي : أبوكم يقول الزم نرجع الفندق بسرعة
رتيل رفعت حاجبها : اليوم بيروح عز لحقهم مدري وش إسمه صح ؟
ضي : إيه يمكن صايرة مشكلة هناك مدري المهم قال أرجعوا
رتيل بقلق حكت أسف ُل شفتها : اليكون صاير شي فيه!!
ضي بضحكة تُقلدها : أنا أصال مايهمني
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههه طيب ما يهمني
،
في الغُرفة الصغيرة بعد أن حكى له كل ما ح َصل وما دار ، أردف : أبي
أكلمك بموضوع ثاني
عبدالرحمن أغلق هاتفه بعد إتصاله بضيء : وشو ؟
عبدالعزيز بإتزان : أظن جاء الوقت اللي ماتمنعني فيه عن رتيل
عبدالرحمن عقد حاجب يه : نعم!!!
عبدالعزيز بحيل ِة حديثه الِذي يقوله وهو غير ُمقتنع به ، يعر ُف كيف هي
النهاية ولكن ال بأس بأن يكذب على نفسه : يعني أكيد ماتبي لبنتك الطالق
!! وال أنت ماتشوفني زوج مناسب لبنتك ؟





عبدالرحمن تن َّهد : ال تحاول تقِِّولني حكيي ما قلته أكيد أني اشوفك ر َّجال
والنعم فيه لكن مع رتيل أل
عبدالعزيز : ليه ؟ عطني سبب واحد مقنع
عبدالرحمن : عبدالعزيز ال تنسى اللي صار بالرياض
عبدالعزيز بهُدوء : عفا الله عما سلف .. خلني أصلح أخطائي وأخطائك
عبدالرحمن : تعرف أني ماغلطت لكن أنت اللي خليتني بأفعالك أغلط !!
عبدالعزيز : طيب وأنا الحين بأفعالي ودي أصلح هاألغالط
عبدالرحمن : يالله يا عبدالعزيز كيف لك القدرة تكذب حتى على حالك !!
ا وسلطان
" أبيه سابقً
عبدالعزيز يعر ُف بأن بين يد ي ثالثة هو مفضوح
وبوسعود حاليًا " : هي بالنهاية زوجتي ما تقدر تمنعني عنها
ي
عبدالرحمن : آل أقدر أمنعك ! ال تحاول تم ِّشِي كالمك عل
عبدالعزيز أخذ نفس عميق : يعني ؟
عبدالرحمن : أنت تعرف !!! بنتي ما يجي بعدها أحد
عبدالعزيز : قصدك أثير ؟
عبدالرحمن وقف وهو يرتب بعض األوراق : أظنك فاهم وش أقصد
عبدالعزيز : الشرع محلل
ليه أنت تبي تحِِّرم علي ما أحله الشرع
عبدالرحمن ألتفت عليه : والشرع يوم حللك ما قالك عن شروط هاألربع
عبدالعزيز : طيب أنت منت راضي تخليني أكلم حتى رتيل عشان أعِدل أو
ما أعدل
عبدالرحمن : أرخصتها يا عبدالعزيز وتح َّمل! ما أمداك مل َّكت عليها وعلى
طول رحت تزوجت أثير !! أنت ماتشوفه رخص ؟ وماعاش من يرخص
وحدة من بناتي
عبدالعزيز وقف : طيب ممكن تخليني هالفترة بس أقدر أقابلها
عبدالرحمن : فر ًضا وافقت تظن رتيل بتوافق ؟ ماراح أجبرها يا عز
عبدالعزيز تن َّهد : إال بتوافق
عبدالرحمن أبتسم : مشكلة والله ثقتك !! على فكرة حتى لو تشوفها تضحك
ومآخذة األمور بهداوة ماهو معناتها أنها راضية ! إذا أنت منت فاهم
شخصيتها أنا أفهمك إياها !! رتيل مهي راضية وإلى اآلن تحسسني بالذنب





في كالمها دايم !
عبدالعزيز بخفُوت : أخذني بحسبة ولِدك وال ترفض طلبي
عبدالرحمن ألتفت عليه : وأنا عمري حسبتك شي غير ولدي ؟
ٍر حساس
عبدالعزيز وبهذه اللحظة لم يفكر بأن يستغل عاطفته أو يمُر بوت
هو فعالً كان يعن يها ، قالها بكل ما أعطاهُ الله من ُحب وإمتنان : طيب يا
يبه ترضاها على ولدك ؟ أنه يجي أحد يمنعه عن زوجته ؟
صمت ساد بين ُهم ولم ينتبه عبدالعزيز لكلمته أو وقعه ألنه قصدها فعالً ،
هذه الكلمة التي ُحِرم منها عبدالرحمن من أن يسمعها من ر ُجل يتكئون
عليه بناته ، مهما ح َصل فكان يحلم بأن ي ُكن إبنه ويناِديه سعُود مثل ما
حتى ألتصق به اإلسم
" أبو سعود "
تعَّود منذُ مراهقته أن يُناديه الجميع
معنويًا ولكن فعليًا أفلس منه.
أردف : طيب يا عبدالعزيز بس بموافقة رتيل !! وأكيد حط في بالك أنك
ماراح تآخذ راحتك مررة .. يعني لك من الصبح للمغرب وبس !! وحسب
الشغل بعد
عبدالعزيز أبتسم بإتساع حتى بانت صفة أسنانه : أبشر
،
يُخلخل أصابعه بإبتسامة : الحمدلله على السالمة
والده ببحة موجعة ُمستلقي على السرير األبيض ومن حوله األجهزة الكئيبة
: الله يسلمك
نا ِصر بضيق : كذا تخوفني عليك ؟ خالص من اليوم ورايح لك سواق
خاص
والده أبتسم وعيناه تح ِكي إمتنانه لله بأنهُ عاش ، بأنه نظر إلبنه اآلن ، هذا
ُم لليا ٍل من أجله ، الِذي سيطر عليه
اإلبن الِذي لم ينا وصخبت مسامعه
ببكائه بعد غادة ، هذا اإلبن الِذي أوجعه الحنين مثل ما أوجع قلبه.
ناصر أبتسم إلبتسامة والده : ح ِّي هاإلبتسامة .. أنحنى وقبَّل كفِّ . ِه
والده أشار له بعين يه لقارورة الماء ، وقف ناصر ُمتجه وبغطاء القارورة





سكب الماء ألن معدتهُ أليام لم يدخل لها شيئًا فليس من الصالح أن يشرب
كمية كبيرة ، س ِّد رمقه ليُردف : عبدالعزيز شخباره ؟
ناصر : بخير الحمدلله ..
ُمتسعة ال يمل ُك سوى ناصر وعبدالعزيز حتى
والده تطمئن فبهذه الحياة ال
يخاف عليهم.
ناصر : كلمت الدكتور الصبح وقالي إن شاء الله هاليومين بتنِِّور بيتك
والده : الحمدلله ... ودي أصلي
ناصر بهُدوء : ص ِّل يبه بعيُونك ...
أبتعد ناصر قليالً حتى جلس على الكر ِسي ينظ ُر لوالده ، حركات شفت يه
الخافتة وأصبعهُ الِذي يرتفع وينخفض ، إنحناءةُ رقبته القليلة بنية الر ُكوع
واألخرى بنية الس ُجود. لمعت الدمعة في عين والده ، ومي ُضها أخترق
صدر ناصر الِذي ينظ ُر إليه. يالله يا رحمتُه كيف هي واسعة ؟ ُسبحانه ال
يشارك في ُملكه أحٌد كيف ح َمى ُرو ًحا أوشكت على الموت! ُسبحانه ال إله
اال هو الحي القيُوم.
،
ُحبك بقدر
حبيبي واِل ُد أطفالي قريبًا ، إني أ
"
تكت ُب له على جبيرتِه البيضاء
ُم أفراِده بالح ُروب وبقدر ما ولَد ال ُحب في الح ُروب و بقدِر
ما قهَر هذا العال
ُحبك بكل األشياء الحسنة في
ما تراقص العشاق تحت المياهُ العذبة ، إنِي أ
هذه الحياة وإن حدث شيئًا ك َسر هذا ال ُحب إني والله العظيم أ " ُحبك
أبتسم بحركة شفاهه التي تقرأ : و أم أطفالي شكلها بتصير شاعرة
غادة بإبتسامة : أتمنى لو أني أكتب شعر .. عيونك تستحق والله
ضحك بخفُوت ليُردف : شوفتك بالنسبة لي تغنيني عن القصايد كلها
غادة بخجل تغطي وجهها بكلتا يد يها : خالص خالص ال تتغزل بشكل
مباشر
َّطن ! من عيوني هههههههههههههههه
ناصر : تبين بشكل مب
على وقع الضحكات الصاخبة والهمسات الدافئة عند إذنها فتحت عين يها





ُمتعرقة/ الباكية. نظرت للسقف الِذي تشعُر بأنه يب ِكي معها بتصدعاته ،
ال
صمتت وهي تسترجع الحلم الِذي غيَّب عقلها ، كأن طي ٌن يقف في
حنجرتها ، غ َّصة وهي تشعُر بأن حياتها السابقة مليئة بال ُحب والتفاصيل
ريد الخروج من الشقة ، ال تَّو المل د أب ًدا أن تسير بشوارع باريس َّونة. ال تُ
التي تشعُر بأنها تحفظها.
ُ ألتفتت لهاتفها رأت
ها و
مكالمات فائتة من وليد ، هذا اإلهتمام الِذي يقتل
يش ُطرها نصف ين.
أتصلت عل يه وبصوت مختنق أجابته : هال وليد
وليد : هالبك ، صح النوم
رؤى : صح بدنك .. ماأنتبهت للجوال
وليد تن َّهد : ودك تطلعين مكان ؟
رؤى : آل مالي مزاج بجلس ..
وليد : طيب وش بتسوين ؟ العزلة بدون ممارسة شي بتخليك تفكرين
بأشياء سوداوية .. وش رايك أجيب لك كتاب وال فيلم تطالعينه
رؤى بضيق : جيب لي أي كتاب!!
ِود : خالص أبشري ، بجيب ل
وليد بـ ك وبروح أراجع أشغالي .. ألن بفتح
العيادة هالفترة !! المهم بطلب لك أكل راح يجيك وأنتعشي الجو مطر
وراح يجدد روحك وال تنسين الدعاء في هالوقت
رؤى تشعُر بالبكاء أمام هذا الكم من اإلهتمام ، من ال ُحب ، من جمال
الوليد : إن شاء الله .. ماتق ِِّصر
وليد : بحفظ الرحمن .. أغلقه.
رؤى مسحت وجهها بكفوفها وسحبت منشفتها لتدخل إلستحماٍم يُبدد السواد
الِذي يُحيط بها ، الما ُء ينسا ُب على جسِدها وتفكيرها ينحص ُر بالغائبين
اللذين تركوها. هذا ناصر ! انا بدأ ُت أعرفه ، لكن ليتني أعر ُف مالمحه ،
َ ال أعر ُف إال صوته الِذي
هيئته ، صوته ، ِلم يحرق سمعي بحرارته في
ِ ُب قلبي معه
ُكل مرةٍ يسيطر بها على عقلي ويغيِّ .
،





ُط بكل خفَّة على السماء لينشر ظالمه
في أطرا ِف لي ل الرياض الداكن ، يهب
، على السرير تستلِقي لم يحض ُرها النوم إلى اآلن ، تُفكر بحياتها وبحياة
إبنها الِذي في بطنها ، وضعت كفَّها على بطنه ، تعبت
ا الِذي بدأ يبر ُز قليالً
في الفترة األخيرة تع ُب سنين وهي تشعُر بتقلصات وكأ َّن روحها ستخرج ،
ُم الِذي نهايته فر َحة ولكن تخشى من هذه الفرحة ! تخشى من هذه
هذا األل
َر عليها
الحياة ! كيف تحِمي نف ُسها ُدون رجل يقف ويُدافع عنها إن َجا
يُوسف وعائلته.
دخل : السالم عليكم
ُمهرة : وعليكم السالم
يُوسف دخل لل ُجزء المنزوي في غرفته المخصص للدواليب ، غيَّر مالبِسه
ليستلقي بجانبها ويمسك هاتفه ، ثواني قليلة حتى وضعه على الصامت ،
نزع ساعته ووضعها بجانب هاتفه وألتفت على ُمهرة : مو جايك نوم ؟
ُمهرة بلعت ريقها : بنام الحين ش
.. غطت جسِدها حتى ذقنها بالفرا
الخفيف ، تشعُر بالبرودة ب ُمجرد ما تُفكر بالمستقبل وقلقها منه.
يُوسف نظر إل يها وأطال بالوقت وهو يتأملها : ُمهرة .. وش فيك ؟
ُم على جنبها األيمن ُمعطية يوسف ظهرها ، لم تلتفت إليه : وال
ُمهرة تنا
شي
يُوسف أقترب منها : طالعيني ماراح أخليك تنام لين تقولين لي
ُمهرة ألتفتت عل يه : مافيني شي والله بس أفكر
ُمستعدل بجلسته : بـ وشو ؟
يوسف ال
ُمهرة تن َّهدت : ولدي
يُوسف أبتسم : وش فيه ؟
ُمهرة : أفكر بالمستقبل
يوسف فهم قصدها : من ِت واثقة فيني ؟
ُمهرة : ماهو سالفة ثقة بس حتى األخو يخون أخوه
يُوسف تن َّهد ليستلقي بجانبها: أتركي المستقبل عنك وركزي بالحاضر ..
الله يكتب لنا الخيرة في أفضل األمور





ُمهرة تنظ ُر له بضياع : كيف ماأفكر فيه ؟
يُوسف : ألنك بتضايقين نفسك على الفاضي ، خليها على ربك وماراح
يضيع حق أحد
ُمهرة بهُدوء صمتت ولم ترد عليه..
يوسف أبتسم : ناامي
ُمهرة بادلتهُ اإلبتسامة لتبان الغمازة التي التظهر كثي ًرا : تصبح على خير
يوسف : وأن ِت من أهل الخير والسعادة
ُمهرة عادت لوضعيتها السابقة ولكن تشعُر بإشتياقها لصدره ُرغم أنها لم
تنام عليه من قبل ، ألتفتت عليه وبهُدوء أبعدت شعرها جانبًا ووضعت
رأسها على صدره ووضعت يدها اليُمنى على بطنه ، لم تتجرأ أن تضع
النوم
ً
عينها بعينه وأكتفت بأن تُغمضها محاولة .
ُمغطى بحريرها األسود ووضع يده اليمنى
يُوسف قبَّل رأسها القريب و ال
ِم يُوسف
ِّ
خلف ظهرها. هذا القُرب الحميمي يجع ُل قلبها يقشعر بينما يُسل
لحياةٍ سماوية يصفى بها باله حتى ينام.
،
ليل أسطنبُول المضطرب ، د َخل بعد أن تركها طيلة اليوم ، تن َّهد ليشتت
أنظاره بإتساع الشقة التي تحتضنهم ، لم يراها ! أتسعت محاجره ليطرق
باب الحمام كثي ًرا حتى فتحه ولم يشاهد أث ًرا لها ، كاد يجن جنُونه ! أين
ذهبت في هذه الساعة ؟ وكيف تذهب ؟ تو َّعدها بغضب كبير وهو يخرج
هاتفه . .
،
ِنة حزنها الكاذب :
تُريد ان تكسر خاطره فقامت بتعقيد حاجب يها برقَّة ُمبيِّ
أرجوك
بضحكة : لم أتوقع أ َّن نساء الرياض محتاالت





ًوا ولكنِني من الدمام
أفنان : عف
جاك ضحك ليُردف : أين تقع هذه اي ًضا ؟ توقعت أن الرياض هي التي
ترسل فتياتها فقط
أفنان : المنطقة الشرقية
جاك : حسنًا
أفنان : ماذا بالنسبة للخروج ؟
جاك بضحكة عميقة : ال مرفوض
ريد الذهاب لباريس نهاية هذا األسبوع ، عائلتي هناك
ُ
أفنان : أرجوك أ
َواف
جاك ينظ ُر لنواف الخارج من المصعد : نِ
لم ينتبه ألفنان التي تُعطيه ظهرها : هل تسمع بأن تأخذ مامدموزيل أفنان
إجازة ؟
نواف ألتفت عليها : تبين إجازة ؟
أفنان : إيه بس الجمعة عشان الخميس بروح باريس أهلي هناك
نواف بف ُضول الم نفسه عليه كثي ًرا : قصدك زوجك ؟
أفنان أرتبكت : هاا !! ال ال بس بنات عمي
نواف بتوتر و ِّد لو لم يتكلم : إيه خالص
،
الساعة تُشير للرابعة فج ًرا ، لم ينام بعد . . نظر إل يها وهي تتقلب وكأنها
تواجه شيئًا ، أقترب منها : الجوهرة!
ال تر ُد عليه وأتضح أنها ص َحت ولكن لم تفتح عيناها ، غطت وجهها بكلتا
كف يها لتجهش ببكائها.
سلطان ويده على رأسها : بسم الله عليك .. قومي صلي لك ركعتين
ا ، بأ َّن شيئًا أثقل
َّطع أنصافً
ال تُجيبه بشيء سَوى بكائها ، شعرت بأنها تُق
عل يها وهي ترى والدها ي ُموت في الحلم ، إن ذهب من سيقى ليقف معها ؟
أحبابنًا
إال الموت ! ال شيء يجعلنا أقوياء أمامه ، هذا الموت الِذي يأخذُ
تبا ًعا يقتلنِي قبل أن يأخذهم ، يقت ُل قلبي الِذي أعتاد عليهم. شعرت باإلنهيار





من فكرة أن والدها ي ُموت.
سلطان : تعَّوذي من الشيطان..
ٍن ُمح َّمرة مختنقة بالدمع
الجوهرة أبعدت كفوفها ووجهها يتبلل بدمعها ، بعي
نظرت إل يه و ُسرعان ما أبعدتها.
سلطان عقد حاجب يه : أقري أذكارك قبل ال تنامين
الجوهرة أستعدلت وجلست لتُخفض نظرها ودمعُها ينسا ب بهُدوء ، سلطان
أقترب أكثر حتى شعر بأ َّن أنفاسه هي أنفا ُسها . .
.
.
أنتهى
أشتقتوا للمقتطفات :$ طيب ُدوكم$$:
لم َحة ُحب ، ضحك بش َّدة ُمتغزالً " : بالله ماهي صاروخ ؟ ، ألتفتت عل يه
ِّي شي
وهي تَّود أن تشتمه أن تبصق عليه أن تقهره أن تصفعه ، أن تفعل أ
لتُخفف من قهرها اآلن ! ، أجابته وهي تقف بغضب : ذوقك معفن يا معفن
"
"لمحة حقد ، ال يرضى بأن ي ُكون والده في محل إستغفال مهما فعل يبقى
والده الِذي ال يرضى عليه بشيء ، هل يُخبره ، أن يقُول له ما يعرف " !
"لمحة عتب ، تنظ ُر له بضياع الكلمات ، بضيق المسافات التي تفص ُل
بينه وبينها ، شتت نظراتها لتُردف : ُعمري ما منعتك عن شي ! حتى في
الوقت اللي كنت ماأبي هالشي جيتك وخفت من لعنة المالئكة عل " ِّي
.
.





نلتِقي الخميس إن شاء الله.
إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم()$:
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ِط علينا
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ُمسلمين
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد .
ُمسلمين+ ":
و اللهم أرحم أمواتنا وأموا ِت ال
+و أي ًضا ال ننسى عظمة اإلستغفار.
ال تشغلكم عن الصالة
*بحفظ الرحمن.
متحير
بين حب غريب
و طعنة قد
تهدر
دماء والده..





هل يبيد
الحب
لقطع يد
غدر
تتربص بوالده؟!
أم هناك سبيل آخر ؟!
متعب
فرغبتان تتنازعاه
أحالهما
علقم يتجرع فيه
مرارة الفقد..
*وردة شقى.
بما أنِي تركت التعليقات على الر ُدود ، فبكتب هالتعليق قبل البارت
وتحملوا هذرتي$:
" طبعًا ماأقصد
كثير يقُولون " التحطين خواطر وأشياء حشو ومالها داعي
شخص بعينه لكن أكثر من تعليق ، بس أنتم فاهمين الخواطر غلط! هذا
شعُور وأفكار البطل نفسه والكاتب يحب يتطَّور! إذا بتقارنوني بروايات
تعتمد على الحوارات والسرد البسيط فأنا أقولكم أنه األسلوب غير ومختلف
البطل البارد أو الثقيل هو بالنهاية إنسان ليه
إختالف جذري ، حتى مثالً
أحطه ُمج َّرد من األحاسيس وماأوصف إحساسه عشان تصدقون أنه بارد
:/ ، انا أقِِّدر أنكم متعودين على نوع معين لكن هذا نوعي ومااجبر أحد





يتابعني وبالعكس ممنونة للي تقبَّل النوع اللي موجود من زمان وماني
جايبة شي من عندي أو جديد لكني تعمقت فيه وأنا راضية على تعمقي
وسعيدة ، لكن فيه أشخاص ممكن مايتقبلون أنهم يقرون أشياء جديدة وأنه
ِّي كتاب
سرد بالفصحى وحكي عن مشاعر أو أفكار ، تقدرين تشوفين أ
أقروا لواسيني األعرج أو غادة السمان أو حتى محمد علوان .. طيب
ُمبدعة! يعني بالعقل الله يحفظكم ويخليكم لي
أقرب مثال لنا أثير عبدالله ال
:$ يعني أي أحد من ُكتابنا وبتشوفون كيف انهم يحكون عن المشاعر حتى
بأبطالهم القاسيين ! خلونا منطقيين ؟ أنا أقتدي بمين ؟ ُكتاب لهم إسمهم وال
مين ؟ أنا ماأنتقص من روايات الغير بالعكس ُهم لهم نوعهم ويبد ُعون فيه
ولو ماأبدعوا فيه ماكان شفنا كل هالنجاح لكاتبات ُمبدعات الكل يشهد لهم
لكن أنا ماأشوف نفسي باألشياء المختصرة ، أحب اعيش المشاعر وأدخل
جو فيها. وابي أطِِّور نفسي وبالنهاية أحلف لكم بالله أنه غايتي من الرواية
هو اإلستمتاع ألن بالنهاية لو أنشهرت محد بيعرفني إال باللقب ؟ يعني
ماهو أكبر طموحي أنه قراء بينقصون أو بيزيدون ، أنا غايتي من
هالرواية هو أني أطِِّور موهبتي وأتعلم من أخطاءها وأني أأثر تأثير
إيجابي في أشخاص معينة وأني أفتخر بهالعمل قدام الله يوم تُجزى كل
نف ٍس بما عملت ، لين أقدر أنشهر بإسمي وأطمح فيه للنجاح ، وهذا ماهو
معناته أني برضى أفشل بهالرواية ال والله أنا ماأقبل بالنقص وال أقبل
بالقليل ، الحمدلله على اللي وصلت له وأطمع بالزيادة ألن لي رب كريم ،
لكن إختصا ًرا لتعليقات مستقبلية أقِِّدرها وأقِِّدر اإلنتقاد وعلى عيني وعلى
راسي لكن أحيانا اإلنتقاد يضر يعني لو أكتب أحداث ورى بعض بدون
وصف للمشاعر ممكن يعجبك لكن مايعجب نقاد كبار وأنا طبيعي أبي
أكون في مستوى متقدم مايعتمد على مقياس واحد اللي هو روايات النت.
وأني أكون أي ًضا راضية فيه ، كلمة أخيرة <- يا كثر هذرتي ض

أنا ماراح أغيِّ رب ِر من أسلوبي ، و ُعمر المشاعر ماكانت حشو زائد أق
مثال هو المثال األخير تفكير فيصل عرفنا منه معلومات مهمة وأنه يدري
عن وليد ؟ يعني ماهو مجرد سرد وأني أطِِّول في البارت أو أقصره لو
غايتي أني أطِِّول كان عرفت كيف أطِِّول من زمان لكن ماهو غايتي أهم





شي عندي أنه يكون عمل مكتمل من كل النواحي وأني أعطي كل حدث
حقه ، عشان كذا أتمنى تعجبكم الرواية بهاألسلوب ، إذا مقدر ِت تتكيفين
ي لكن الناس أذواق وإذا قدر ِت
مع هالشي أنا أحترمك واحترم متابعتك ل
تتكيفين وتتقبلين هالشي اللي يمكن ماتعودتِي عليه فأنا أعطيك بوسة على
الراس ض
، وأنا واثقة بأنه األشخاص اللي يقرون روايات الكتب ممكن
ماأنتبهوا ألسلوبي وبالعكس ألنهم متعودين حتى يمكن يستغربون من
تعليقي هذا لكن األشخاص اللي متعودين على نوع معين فأنا بيَّنت لكم
رايي. وبالنهاية الناس أذواق اللي يعجبك يمكن مايعجبني والعكس ، وأنا
فخورة والله فيكم وسعيدة ج ًدا وطبيعي أطمح ل لكن يكفيني ُمتابعين زيادة
شخص يقرأني بإستمتاع وال ألقى

أشخاص يقروني وهم متمللين أو
يدققون ويسألون بأشياء مالها داعي .
وال تفهمون حكيي " هذي شافت نفسها ونظام مسوية أنها غير عن اللي
موجود " ض
، أعرف كيف الشخص أحيانا يحكم من الظاهر لكن
أحسنُوا نيتكم فيني وأنتم تد ُرون لوال معزتكم في قلبي ماحكيت هالحكي
ِنة :$)( واللي يتابع ردودي يدري أنها مافيها إنتقاص
عشان أحطكم على بيِّ
ألحد والله يباعد بيني وبين الغرور كما باعد بين المشرق والمغرب :$ ،
وأعتذر إذا الحكي أزعج ناس لكن هذي وجهة نظِري والرواية بتتم إن
ي.
شاء الله على هاألسلوب وممكن يتطَّور أكثر وأختمها بكامل رضا
رواية : لمحت في شفت يها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!





ال ُجزء )

)
أقتر ب حتى شعر بأ َّن أنفاسها هي أنفا ُسه ، أقترب حتى شعر بقسوةِ دقات
قلبها على صدِرها الرقيق ، أقترب حتى تالشى كبريائُه وضاع ! ضاعت
نظراتُه بعين يها التي تُضيء بالدمع ، مَّرر كِفه على خِدها و بعينِه حدي ٌث
طويل ، من ذا الِذي يشر ُح ثرثرةُ الحواس ؟ من ذا الِذي يسم ُع الصوت بعد
َر ِمن لوِم نفسه ، أنا أعترف
اللسان ؟ عت ٌب ألتحم بأهدابِه حتى أكثَ
ِ
قطع
بقسوتِي ، بقهري ، بتسلطي ، بصفا ٍت سيئة كثيرة ال تُحصى ، أعترف
بكل هذا ولس ُت ف ُخور ، ولكن ماذنبي ؟ ماذنبي بأن أنت ِظر العُمر كله حتى
ك َسر من
ُ
ي شخص وأ
ُصفع هكذا ؟ ماذنبي بأن أحلم باإلستقرار والعائلة كأ
أ
ي عليك بمنشفتِك
أول لحظة وقعت عينا
البداية ؟ ماذنبِي ب ُكل هذا ؟ منذُ
ِك بها وقررت تجاهلك وأن ِت تُفتتين عقلي ، او
البيضاء ؟ منذُ ل لحظة رأيتُ
تح ُضرين بقمِة إنشغالي ؟ ماذنبي من كل هذا ؟ ال تُخبريني بأن الجميع
يعفُو ويسامح ؟ ال تطلبي من ر ُج ٍل عاش حياته يتعذ ُب من فُقٍد لفُقد ؟ ال
تطلبِي من ر ُج ٍل ق َضى شبابه في الصحراء يتدر ُب بأقسى التدريبات على
يِد شخ ٍص أي ًضا فقدتُه ؟ ال تطلبِي من شخ ٍص ال يستطيع أن يُحافظ على
ُسامحها ! أنا قاسي أعترف بهذا !
أحد أن يعفُو ويسامح ؟ أنا حتى نف ِسي ال أ
قاسي حتى على نف ِسي حين تَّود شي ؟ لو يضعُوني بمنطقة بين الجنة
والنار ويُخيِّ رضي ِروني !!! لن تُدركين معنى األلم وأنا أسي ُر لل
ُ
جحيم حتى أ
ُعيره مهما حدث حتى لو كان
ُعير قلبي يو ًما إهتمام ! ولن أ
عقلي !! لم أ
ألجلك ! إذا عمك سلب ِمنك ُعذريتك التي كانت من حِقي أنا ! أنا وحِدي
ِي كل شيء ! كل شيء تتصورينه ، سأعفُو
يالجوهرة! فالحياة سلبت منِّ
بحال ٍة واحدة ، حين أصف ُع نف ِسي وأجعلك تذهبين لشخص يحسبُني أول و
إستعداد بأن أصفع نفسي وقريبًا ج ًدا
ِ
آخ ُر الرجال في حياِتك. أنا على أوج
إن لم يغُدر بي أحٌد ويُسقطني.
نظرت له وفهم ُت العتب الذي حقن محاجره ، فهمتُه وتعرفُه جي ًدا ، هو
ُمها
أول شخص فهمها حين غرقت على صدِره وبكت من شدةِ ألمها ، أل





الِذي كان بسبب أن أح ًدا بعد كل هذه السنين يقرأ عيناها. بك ت بش َّدة بعد أن
أخفضت نظ ُرها للمرِة الثانية وهي تهمس بصو ٍت ُمتقطع : أحس فيك ،
أحس بوجعك .. و أنا موجوعة أكثر منك ...
رفعت عينها بشتات لتُكمل : ليه تعذب نفسك وتعذبني معاك ؟ أقسم لك
برب هالروح أنك تكااابر وتقسى على نفسك يا سلطان !!
بح َّدة : أقسى ؟ وأن ِت ُعمرك فهمتيني ؟ صعب صعب كثير أني أتعامل
ِّي ألني مااقبلها على غيري وال راح
بهالسهولة اللي تبينها .. صعب عل
أقبل على نفسي
أنفجرت بغضب لتصرخ : تقبل بأيش ؟ أنا وش ؟ الله كَّرمني بأي حق
ترخصني !! بأي حق ؟؟؟ كافي إهانات كافييي ... كافي منك لله يا سلطان
.. منك لله وش هالقساوة !! غيرك كان ينتظرني قبلك !! أعدد لك كم
ي ! أنت تعرف أني عمري ما كنت بقايا أحد !! إذا أنت
شخص تق َّدم ل
تشوف فيني النقص هذا عقلك ماهو أنا ، ماهو برضاي رحت له .. ماهو
برضاي ومالك حق تحاسبني كأني خنتك ! مالك حق أبد .. أتركني
ي
وبتشوف من بعِدك كم شخص يطلب رضا . .
لم تُكمل من صفعٍة حادة جرحت خ ُدها الناعم ، أردف بصو ٍت هادىء
مقهور وهو يتمل ُك ذقنها بأصابعه : تعرفين شي !! لو أني أتجاهل أخالقي
ِمتك
ِّ
ِمتك كيف كم شخص من بعِدي يطلب رضاك !! كان عل
ِّ
كان عل
الرخص على أصوله ... ماهو أنا اللي ترمين بالَك ومصايبك عليه ،
ِّي تحمليه يالجوهرة ... أبتعد للجهِة
تح َّملي اليوم اللي وافقتي فيه عل
األخرى من السرير.
أبتعدت وهي تسي ُر بخطوا ٍت سريعة للحمام ، أغلقت الباب وهي تضع
ظهرها على الباب وتجلس ببكا ٍء عميق. كم من إهان ٍة يجب أن يتح َّمل قلبُها
ُحبك
َ ؟ أنت ال تستحقني ! ال تستحق والله بأن أ
أحببتك ؟ ِلم
َ
؟ ِلم !!!
مسك هاتفه وأغلقه ، أخذ تنهيدة طويلة وأفكاره تصطدم من جديد ، نظر
ُمزعج لروحه. أتجه للدوالب ، غيَّر
بإتجاه الحمام ، يسم ُع أنينها وبكائها ال
مالبِسه ليردتي ز ُّي سالحه ووضعه بمكانه المخصص العسكرية ، أخرج
على خصِره ، ترك هاتفه وخرج في ساعا ٍت هدأت بها شوار ُع الرياض





الصاخبة.
،
يلتف ُت بكل جهٍة بالغُرفة ، بصو ٍت ُمنادي حاد : رييييم !! .. لم ي ِجد إال
صداه الِذي حفَر في باله فكرةٌ وحيدة ، كل النساء خائنات حتى يُثبتن
عفت ُهن ، كل النساء متساويات بقدِر الخيانة ، كل النساء ال يصلحن لل ُحب ،
جميعُهم ُمستغالت كاذبات كيد ُهن عظيم وصدق قو ُل ربي. أخرج هاتفه
وبأو ِل رقم ضغطه ألتفت للباب الِذي يُفتح ، أتجه نحوها بغضب جعلها
تتراجع للخلف بخوف حتى أصطدم ظهُرها بحاف ِة الباب.
ريان يُمسكها من زندها ليحفر أصابعه : وين كن ِت ؟
ُمح َّمرة ضاع حديثُها من التوتر والربكة.
بمالمحها الشاحبة وعين يها ال
ِن ريَّان الِذي سل ب أنفاسها بغضبه
ا في عي
أخذت شهيقً . ا ونست زفي ُرها معلقً
ريان صرخ : وين كن ِت ؟
ُوا عـ
ريم بتأتأة : أأ .. تصل
ريَّان بح َّدة : أتصلوا ؟ مين اللي أتصلوا إن شاء الله
ريم بلعت ريقها لتسيل دمعة على خدها : الريسبشن مقدرت أتفاهم معهم
فأضطريت أنزل .. أخرجت من جي ِب جاكيتها محفظته .. نسيتها وكلموني
بس مافهمت عليهم
ريان ترك ذرا ُعها ليأخذ محفظته التي لم ينتبه لضياعها حتَى ، رفع حاجبه
: ثاني مرة ما تطلعين ب ُدون إستئذان!!
ريم أخفظت بصرها لتسيل دُموعها بصمت ،
ريَّان تجاهلها ليجلس على ال ُكرسي ، دقائِق طويلة مَّرت على وقوفها
وجل . ُوسه ، صمت وه ُدوء مزعج يهرول بين ُهما
رفع عينه لها وبنبرة هادئة : أجلسي
وكأ َّن هذه الكلمة سكبت الزي ُت على النار حتى فاضت مالم ُحها بالدُموع
ِّي ألم
ِّي تناقُض تعيشه ؟ أ
وبالبلل. يطل ُب مني بهُدوء كأنهُ لم يصرخ للتو ! أ
ي !! تحطمت احالِمي في مهدها ، لم تُطيل رفرفتها الزهريَة أمامي
يحفُر ب





، ناحت وأنت يا ريَّان سب ُب ُحزنها.
ريَّان : رييم ... أجلسي
على طر ِف األريكة جلست ُدون أن تنظر إل يه ، وهي تتشاب ُك بأصابعها
َو َجع
وفرقعتها تحكي شيئًا وا ِحد : .
ريَّان : ماهو قصِدي بس لما دخلت ومالقيتك ع َّصبت ..
ريم بصو ٍت ُمتقطع : أبغى أرجع الرياض
ريَّان تن َّهد : طيب .. بقِِّدم حجزنا .. هاليومين إن شاء الله
،
أستيقظ على صخ ٍب وربكة خارج ُغرفته ، نظر للساعة التي تُشير للثامنة
والنصف صبا ًحا بتوقيت باريس ، تن َّهد و فتح الباب ليسمع صو ٍت ُمبتهج :
سبرااايز
رفع حاجبه بإستغرا ٍب شديد وهو ينظ ُر لترتيب الصالة الغير ُمعتاد
قة إنتها ًء
َّ
ُمعل
ًء باللوحات الزيتية ال
ِرة في الشقة ، إبتدا
ُمتغيِّ
واألشياء الكثيرة ال
باألرائِك.
أثير بإبتسامة : الليلة راح نحتفل يا زوجي العزيز
ضحك ب ُسخرية : سجليها بالتاريخ الزوجة هي اللي تحتفل
أثير عقدت حاجبها : ال والله ؟ يعني أطلع ؟
عبدالعزيز ُمتج ًها للحمام : طلعي هاللي جايبتهم !!
أثير تن َّهدت وهي تخرج من محفظتها نقُود للعاملين ، دقائِق حتى أغلقت
ٍن باب الشقة ونظر دافئة.
ت نظرة أخيرة للمكان الِذي بدأ أكث ُر بهجة بألوا
ٍن كئيب ، أهتم كثي ًرا بنفسيتي وبمزا ِجي الِذي ينظ ُر
فهي ال تقبَل بمكا
ٍن تُساعد على اإلسترخاء
للمكان. ويجب أن أهيء عيني لرؤية ألوا
والهُدوء. طبيعي أ ِّن رتيل ستخطف ه ُدوئي هذه األيام.
خرج من الحمام وهو يضع المنشفة الصغيرة على وجهه : من الحين
بديتي التسلط ؟ كان أستأذنتي ؟
أثير بدلع : لو مثال أستأذنت بترفض ؟





أبعد المنشفة ليبتسم : ال
أثير : هههههههههههههههههههه خالص أجل
ُم ظهره : هذي شكلها
عبدالعزيز جلس بخ ُمول على األريكة الجديدة ليتأل
من كذبتي
أثير رفعت حاجبها بحدة : عززووووز !! أنت ما تالحظ أنك كل ما قلت
لي كلمة حلوة قمت وتطنزت عليها!
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه شفتِي هذا دليل مافيه ثقة ُمتبادلة
ِّي أنا
أثير تن َّهدت : طيب الشرهة ماهي عليك ! الشرهة عل
عبدالعزيز وهو ينظ ُر للبسها من أقدامها حتى رأسها : قولي لي بس أنك
طالعة بهاللبس ؟
أثير تكتفت : بنبدأ هالمَّو !! ال
عبدالعزيز بغضب : قلت لك مليون مرررة هاللبس ماتلبسينه معيي!!
عيشي مصخرتك بعيد عني ماهو معي
ي ! ثانيًا تقدر تو ِِّصل المعلومة بأسلوب
أثير بحدة : أوالً ال تعلي صوتك عل
أهدأ .. وبعدين كنت البسة جاكيتي
عبدالعزيز : الكالم معك ضايع ! بس جربي تلبسين هاألشياء مرة ثانية
اللي تخليني أتقزز من نفسي حتى والله يا أثير ألحرقها قدامك
أثير بقهر : تعرف شي ! أنا رايحة
عبدالعزيز ينظ ُر إل يها ببرود : ماراح أقولك أجلسي
أثير ضحكت من دهشتها : ال والله !! ما تق ِِّصر يجي منك أكثر
عبدالعزيز بإبتسامة واسعة : هذا اللي عنِدي ... كسرتي لي ظهري
بهالكنبة !
وقف ليتكلم بجديَّة : أثير هاللبس أنسيه .. أحرقيه .. سِِّوي فيه اللي تبينه ..
وشعرك صدقيني أنا داري أنه طويل ماله داعي كل يوم فاتحته ! والحظي
أني للحين مافرضت عليك الحجاب..
أثير : ليه ناوي تفرضه بعد ؟
ًء باإلسالم أحِِّرم
عبدالعزيز بضحكة :أنا أحاول أتدَّرج لك باألحكام إقتدا
عليك األشياء شوي شوي ..





أثير عضت شفتِها : صاحي ومرِِّوق وجاهز للطنازة
عبدالعزيز : أكيد برِِّوق يا روحي دام أشوفك
أثير وج َّن جنونها : عزووز ! ال تتمصخر
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب جايبة
شي آكله ؟
أثير : أل
عبدالعزيز : صار لك قرن تجيبين لي كل يوم وأكون ماني مشتهي ويوم
أشتهيت يالبخيلة ماجبتي شي معك!
أثير بتمعُن شديد وكأنها تكتش ُف أمًرا : هالرواقة مو لله!
عبدالعزيز أبتسم : كذا من الله مستانس وال حاسدتني على فرحتي بعد
أثير : على العموم جايبة فطور
بلة رقيقة على خدها : ُشكًرا
عبدالعزيز أقترب منها ليطبع قُ
أثير بإبتسامة : وش سويت بالشغل أمس ؟
عبدالعزيز : عال العال
أثير وكأنها تُريد أن تعرف أمًرا : وبعد ؟
عبدالعزيز وهو يسك ُب له من الحليب : وش بعد!
أثير : قلت لك أني شفت حرم سيادتِك بالطريق أمس
عبدالعزيز : والله !! بشري أمك
أثير تجل ُس امامه : جد ماأمزح
عبدالعزيز بال ُمباالة : عسى ما هفتك ك ِّف
أثير : يا ثقل دِمك
عبدالعزيز رفع عينه : مدري عنك ! يعني وش أسوي طيب ؟ هم ساكنين
بنهاية الشارع أكيد بتلتقين معها كثير
أثير بهُدوء : متزوجها برضاك ؟
عبدالعزيز بسخرية : عطوني كف وأجبروني
أثير بسخرية أكثر : ألن واضح ال ُحب ماشاء الله
عبدالعزيز بضحكة عميقة : أنا ورتيل بيننا تفاهم من نوع خاص
أثير بشماتة : الله يحفظ لك هالتفاهم





عبدالعزيز مستغرق بأكله : بيني وبينك تراها تن َّحب حاولي تصادقينها
أثير بغضب : كِِّمل أكلك
عبدالعزيز بجديَّة : وش سالفة حفلة الليلة ؟
أثير تُقلد صوته : أنا يا أثير أبغاك تسكنين معي
عبدالعزيز يُغلظ صوته : وأنا يا أثير غيَّرت رايي
أثير أخذت الفطيرة لتح ُشرها بفِمه وتتعالى ضحكات عبدالعزيز التي
غ َّصت ، بلع لقمته ليُردف : جوكينق يا شيخة
عند الباب ترتِدي معطفها : رِِّوق يا حبيبي زي ماتبي وتح َّمل ضرايب
هالرواقة
عبدالعزيز : خالص الليلة موعدنا ...
أثير : الليلة بس راح نعلن زاوجنا بشكل رسمي لكن مسألة أني أسكن
عندك أنتظر أسبوع ألن عندي شغل
عبدالعزيز : شغل وشو ؟
أثير : مايهمك
عبدالعزيز ك ِّح ليُردف : نقانق يا مال ... أستغفر الله بس
أثير ضحكت من مالمحه المتقززة وبخبث : نسيت عقدة الهوت دوق !!
يالله هني وعافية حبيبي .. وخرجت.
عبدالعزيز بأكمله ُمتقرف ، شرب الماء دفعةٌ وا ِحدة حتى يذهب طعُمها
الِذي يكره .
،
يسم ُع للخطط التي يشعُر بفشلها لحظة وبنجاحها لحظات ، يُمعن النظر
ِن والده الِذي يُحب مهما فعل ، مهما قال يبقى أبيه الِذي يعشقه وال
بعي
يتحم ُل فُقده ، مهما كَر . ه ما فعَل يُحب قلبه وهذا يكِفي بالنسبة له
كم من مَّرة يجب أن نُض ِحي ؟ كم من مَّرة يجب أن نندم يا أبِي أننا ننتمي
لبعض ؟ كم من مَّرة ؟ لس ُت أتمنى أ ٌب غيرك ولكن أتمنى صفات من
غيرك بِك. أنا أعر ُف جي ًدا نهايتُك ونهايتي لكن كيف أتحم ُل الحياة ُدونك ؟





ِر من رابِط أ ٍب
أو كيف تتحم ُل الحياة ُدوني ؟ نح ُن الِذين نحب بعض بأكث
وأبنه ، أكثر بكثير من هذا المعنى أنا أشعُر بأن ال أ ِحد على هذه الحياة
م التي سلبت قلبي ، ال أحد سوا ُكما.
يستح ُق التضحية من أجله سواك ومن ثُ
أعر ُف كيف تشتُمني كثي ًرا وأنت تقص ُد " أحبك كثي ًرا " أعرف والله يا أبِي
ُمعادية ، أفهُمك وأفهُم تسلطك وخوفك.
ُك الحانية وأقوالك ال
كيف هي أفعال
لكن من حِقي أن تقف معي بهذا ال ُحب.
رائِد بنبرةِ وعيد ألحِد رجاله : باألشياء هِذي ماعندي ولدي وال أبوي !
أحد يغدر فيني أغدر فيه لو كان قطعة من روحي .. أذبحه وأتلذذ بذبحه
بعد
فارس بلع ريقه ، ال يرضى بأن ي ُكون والده في محل إستغفال مهما فعل
يبقى والده الِذي ال يرضى عليه بشيء ، هل يُخبره ، أن يقُول له ما يعرف
! كيف يُخبره ؟ هل يبدأ بسرِد ما يعر ُف عن عبدالعزيز أو عن عم ِل
عبدالرحمن أو عن خططهم. تبقى مكانة واِلده تفُوق عبير بعدةِ درجات
ولن يستطيع أن ي ُكون بين نار ين.
ألتفت إلبنه ُمبتس ًما : وش تفكر فيه ؟
فارس بإبتسامة : الحرية
ضحك ليُردف : أفآآ !!
فارس أقترب ليجلس أمامه : يبه .. خاطري أقولك شي من زمان
ُظر بنظرةِ األم الحنُونة على إبنها : وشو ؟
رائِد أشار للجميع بأن يخ ُرج لين
فارس : ما تحلم أني أكِِّون أسرة وأتزوج وأعيش حالي حال الناس
رائِد بصمت ُمهيب ، ينظ ُر إل يه ُدون أن ينطق حرفً يضي ُع هو اآلخر ا ،
بحدي ِث إبنه.
فارس بتوتر : يضايقك ؟
رائد : ال ! بس هالفترة مستحيل هالشي
فارس بتنهيدة : إلى متى ؟
رائد : بنستقر هنا ونعيش هنا وبعدها تقدر تتزوج وتكِِّون حياتك
ِّي ؟ تقولها وكأنك راضي ! أنت مستحيل
فارس بعُمق ألمه : ليه تكذب عل
يا يبه تخليني أنسلخ بحياتي عنك





رائد بحدة : إيه صحيح ! مستحيل ودامه مستحيل ال عاد تفتح الموضوع
فارس عقد حاجب يه بهُدوء : تبيني أموت ؟ وش تبي نهايتي بالضبط ؟ قولي
عشان ماأحلم كثيير
رائد بغضب : ال تحلم بشي !!
فارس وقف ليصفع ضمير والده : طييب !! ... بف ِكر بأي طريقة راح
ِ أموت و ب ظنك في الموت زي ماتبي يا يبه ... بموت
أوعدك ماراح أخيِّ
بطريقة بطولية تليق بإسمك
رائد تن َّهد ليُردف : أطلع برااا
فارس عض شفتِه ال ُسفلى : من حياتك ؟
رائد بصرخة : فاااااااااارس !! أنتبه لحك يك معي ال يجيك شي عمرك
ماشفته
ِّي فارس أنحنى لهاتفه ليُخرج الشريحة أم
ام والده ُمعلنًا التمُرد : تجسسك عل
ماعاد ينفع معي ! أنا كبرت !!! أفهم شي واحد أني كبرت وأنه من حقي
أعيش زي ماابي ماهو زي ماأنت تبي !
رائِد ينظ ُر إل يه بصمت وكأنه يُفكر بشيء يُثير فزع فارس هذه اللحظات.
فارس : ماطلبت منك شي كبير ! حياتي يا يبه
رائِد : وش تبي بالضبط ؟ تبي فلوس ؟
فارس : ال .. أبي أكون ُحر
رائد : وأنت مسجون وال عبد عند أحد
فارس : إيه مسجون !! شخص ينجبر يجلس في غرفته زي المعتقل أكيد
مسجون
رائد : كله يا غبي لمصلحتك !!
ِّي ؟ ما تخاف أحد يوجعني زي ما توجع خلق الله ؟
فارس : ما تخاف عل
رائِد بغضب كبير : ومين آذيت إن شاء الله ؟ أنت أصال ماتعرف وش
ي تحكم !! مخك يا حبيبي تَّوه
صاير وجا
فارس بهُدوء ألتفت ليأخذ معطفه : تعرف يا يبه مهما سويت أني بكون
يمينك وبشيلك على راسي لكن لمَّرة وحدة أصلح حالنا





،
صخب ال الساعة الحادية عشر ُمنبه بجانبهم ُمعلنًا على وقُوف عقربه عند
ظهًرا بتوقيت الرياض. ألتفت ليُطفئه ، نظر لهاتفه ليتعر ُج جبينه بلوم ،
ُمهرة الغارقة بنومها على
تأخر على دوامه كثي ًرا. أخذ نفس عميق ونظر ل
بت ، ح َّركها كثي ًرا وهو يحاول
َّ
صدره ، سحب يِده ببطء ، شعر أنها تصل
أن ين ِّش هاتفه الِذي أهتز بصو ٍت ناعس : هال ِط دورته الدموية ، ر ِّد على
منصور .... ال جاي الحين ... بس مسافة الطريق .. وأغلقه. ُمتج ًها
للحمام. مَّرت الدقائِق الخافتة حتى أكملت الحاديةُ عشر ونصف. واقف
أمام المرآة يُعِِّدل من – نسفة – شماغه. أتجه نحوها ليأخذ هاتفه ومحفظته
بالتِه رمشت
ِ ويرتِدي ساعته ، أنحنى وق قُ
بَّل جبينها. على وقع .
بإبتسامة : صباح الخير
ُمهرة أستغرقت ثواني طويلة حتى تستيقظ فعليًا وتستوعب ، نظرت إل يه
ُمتأخر بالنسبة لها : صباح النور
وعيناها تضح ُك بشروق الشم ِس ال
يُوسف أبتعد ُمتج ًها للباب : عطي الفطور وجه ماهو زي العا َّدة
ضحكت لتُردف : إن شاء الله
،
الف ِجر وهو يتسل ق حتى أنهك جسِده وأرهقه بتدريبا ٍت قاسية، أراد أن
منذُ
يُعاقب نفسه ويُعاقب جسِده الِذي أمتنع عن عناقها من أجل الكرامة وتلك
األشياء التافهة التي جعلت نصف من عشقُوا يفترقُون ، لو ال وجود للغيرة
، للكرامة ، لعزة النفس كان سه ٌل علينا أن نتخطى جرا ُحنا ولكن كَّرمنا
الله بالغيرة التي مهما كانت فهي تُجِِّملنا وتجمع كالنا بنصفه المفقود .
تن َّهد وهو ينظ ُر ألحمد اآلتي إل يه : صباح الخير طال ُعمرك
سلطان : صباح النور
أحمد : حطيت األوراق اللي طلبتها على مكتبك ؟ بتكِِّمل تدريب وال بتجي
تشوفهم الحين





ي
سلطان بعد صم ٍت لثواني : شوي وجا
أحمد أكتفى بالصمت وأنسحب من المكان.
ُمتعرق بكفُوفه ليتسلق آخر بُرج بال حبال وكأنهُ يتح َدى نف ِسه
مسح وجهه ال
من يسبُق ال ُروح إلى الموت ؟ هل الجسد يستسلم قبل أم روحه ؟ يالألفكار
ُط عليه في يوٍم كهذا. وقف في ُمنتصفه ليجلس بتعب
الموبوءة التي تتسل
َّمد عل يها.
وإرهاق ، لم يُريد ضربها ، ليت هذه اليد تُقطع قبل أن تُ
ياللسخرية! أنا الذي ُكنت أنظر بإزدراء ل ُكل رجل يمُد يده على أنثى ، أنا
الِذي ُكنت أستحقر الرجال وأضعهم في تصنيف أشباه الرجال في كل
لحظة يضربون بها اإلناث ! أنا الِذي كانت قناعاتِي ثابتة لم أكتِفي بضربها
بل حرقتها !
أخذ تنهيدة طويلة ليتمتم : حسبي الله ونعم الوكيل
،
ا ليغرق بتف ِك
ُظهر ، أخذ نف ًسا عميقً
م من ُسن ِة ال
تلك َّ
سل يره الِذي لم يهدأ منذُ
الليلة ، ماذا سيحص ُل مع تُركي ؟ يكره أن يرى إبنه وأخيه اآلخر


إعدادات القراءة


لون الخلفية