الفصل 73

ماراح تن َّحل أموركم
ال ُجوهرة : ولد أخوك عقله موقف عند حقبة زمنية ماراح يتعداها
حصة أبتسمت : لهدرجة عاد!!
الجوهرة بقهر : وأكثر !
حصة : طيب يا روحي أنا بكلمه
ال ُجوهرة بقهر كبير : أحسن قولي له عشان يعرف أني أتشكى عندك ..
ماني خايفة
حصة تمس ُح دُموعها الباقية على خدها : يدري أنك من ِت خايفة ! ال تشيلين
في قلبك عليه كثير ..





تنساب بخفَّ الجوهرة عقدت ة : أنا ما
ٍ
حاجب يها لتُخفض نظرها بدُموع
أستحقره بس أستحقر نفسي ألني حبيته
حصة : ال ال يالجوهرة ال تقولين هالحكي ... وأكيد هو يحبك
ال ُجوهرة بلعت ريقها ب ُسخرية : واضح الحب
حصة : تمسكه فيك كل هالفترة اللي راحت ماهو ُحب ؟
الجوهرة : حب تملك لو أني أبشع خلق ربي كشخصية أو كشكل راح
يتمسك فيني بس عشان يرضي غروره
حصة تن َّهدت : ماني فاهمة والله ليه كل هالحقد الحين ؟ ماتعَّودتِك كذا
ال ُجوهرة : مثل ما تم َّسك بسعاد وأن ِت تقولين أنه ما يحبها !! عنده هوس
التملك وبس
برداء الال ُمباالة وكأ َّن عقل اك لتُردف: أنا أصال ماأعرف ليه ُها بدأ بال ِح َر
أبكي وهو بشغله الحين وال حتى ف َّكر فيني لحظة! سلطان أناني وال
تدافعين عنه ألن أن ِت أكثر وحدة تعرفين بأنانيته
تن َّهدت : ماهو أناني يالجوهرة .. أن ِت اللي قاسية بحكمك
يُتبع
،
ُمراجعة
ُهم ُمضطربة أجوائه بعد نسيان يُوسف ل
في العمل ال شر ٍط ُمهم جعل
يؤجالن اإلجتماع ليوٍم آخر ، أردف بغضب : خالص ال تناقشني
يُوسف بهُدوء يفتح أول أزارير ثوبه : يخي خالص تأجل ما ضِِّرنا بشي
والده :أنا أقترح تفصخ الجزمة وترميني فيها بعد
يوسف بضحكة : أفآآ يالغالي أنا أسويها ! قريت العقد أكثر من مَّرة بس
كنت مرهق يعني ماركزت حيل
والده : واضح اإلرهاق وأنت مقضيها جلسات مع هيفا .. يعني اإلرهاق
مايطلع اال بالشغل
منصور : ماتدري يبه! بيروح وياها أستانبول *قلد صوته بكلمته األخيرة*
والده رفع حاجبه : آل حيَت جدتي إن شاء الله





ِ يوسف ضحك ليُردف : الله يرحمها ويغفر لها ، نبي ر جو وال تنسى
نغيِّ
أني ما سافرت هالسنة كلها وأنت كريم
والده رفع حاجبه : من جدك ؟ وزوجتك ؟
يوسف : بتكلم دكتورتها إذا ما فيه مشاكل تروح معنا وإذا فيه تجلس
ها أنا وهيفا
ِّ
وبنروح نفل
والده : ال مافيه ! هيفا تنثبر
يوسف : ال حول وال قوة اال بالله ! يبه خلها تستانس بكرا تنفجر من الكبت
هذا أنا حذرتكم
والده بضحكة عميقة : الكبت ألشكالك
ِن أنها بتخرب
ِّي مبيِّ
يوسف : تراني أنا أعرفها أكثر منكم وهي تسولف عل
والده حذف عليه علبة المناديل : قم أطلع ال ترفع ضغطي
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه أمزح طيب ليه ؟ ترى
بحجز وبنحطكم أمام األمر الواقع
والده : قلت هيفا ال
يوسف تن َّهد : طيب دام أل ... منصور تخاويني نروح سفرة شباب
والده : خل منصور مع مرته وش تبي بتنشب لهم بعد ؟
يوسف : لو سمحت يبه أتوقع أني عديت السن القانوني
والده بتهديد : شف مين بيعطيك إجازة
يوسف ب ُممازحة : ال أنا تزوجت وولي أمري زوجتي
والده نظر إليه بإزدراء ، ليغرق يوسف بضحكته :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
،
رتَّب أوراقِه بعناية على مكتبِه المنزوي في ُغرفته ، أخرج بعض الملفات
ليُعيد تقسيم األوراق التي بها ، رفع نظره لوالدته التي دخلت وبيِدها ُكوب
ِ الشا ح فيه أعصابك ي
ي تريِّ
الدافىء : وهذا الشا
ِه : يسلم لي هاإليدين
أنحنى وقبَّل ظا ِهر كفِّ





جلست بقُربه : محتاج مساعدة ؟
َصل يُغلق الملفات ويضعها بمكتبته التِي تض ُج بال ُكتب الفكِرية والعلمية :
في
ال ... وين ريف ؟
والدته : نايمة...
فيصل نظر إلبتسامة والدته : هذي شكلها إبتسامة الموافقة ؟
والدته : يا واثق ! ال ماكلمتني بس مبسوطة
فيصل : عسى ُدوم..
والدته : يمه فيصل بسألك وش كنت تسوي بباريس مع عمك مقرن ؟
فيصل أخذ نفس عميق وبإبتسامة توتر ليُردف بعد ثواني طويلة : فاجئتيني
بالسؤال
والدته : ألن اليوم وأنا أرتب طاحت إيدي على أوراق مافهمتها ! أذكر أنه
عمك سلطان العيد الله يرحمه كان هناك .. رحت تعتذر له ؟
فيصل بعد صمت لثواني : إيه كلمته قبل الحادث بأيام ...
والدته : الله يزيدك من فضله ، والله كنت ماأنام وأنا أفكر أنك قطعت
عالقتك فيهم كلهم .. انت تدري يايمه هذا قضاء وقدر ومو بس أبوك اللي
مات الله يرحمه كثير ماتوا !
فيصل : داري يالغالية أنا كنت ذيك الفترة معصب ونفسيتي تعبانة فأكيد ما
ق َّدرت الكالم اللي قلته .. الله يخليك سكري هالموضوع يضايقني كثير
والدته أبتسمت : إن شاء الله ، طيب حبيبي شفت المسجد ؟
فيصل : قلت لك بصَّوره بس نسيت .. قلت لهم يروحون يشترون الفرش
وخالص ما بقى شي عسى ربي يتقبله منَّا ويجعله في ميزان حسنات أبوي
والده بإبتسامة لمعت في عينها الدمعة : اللهم آمين
،
ِن التُرابيـة وعلى
خرجتَا لتسيران بهُدوء على الر ِصيف الممَّوج باأللوا
ٍر ما أو
جانبِه المحال ت الخافتة في يوِم عم ٍل كهذا اليوم ، لم تطرقَا حوا
ِم فوق ألسنتِهم
يتشاب ُك صوت ُهما بشيء ، كان الصمت ُمخيِّ .





قطعتُه ضي : نجلس هنا ؟
عبير ُدون أن تجيبها سارت معها للمقهى الِذي في الزاويـة ، جلستَا.
أتى النادل : بُونجوغ
ضي التي فاجئت عبير بلكنتها الفرنسية ، طلبت لها ولعبير وعا ُدوا
لصمتهم ال . ُممل
عبير : كن ِت فيها من قبل ؟
ضي : قبل الدورة مع أفنان جيتها مَّرة مع أبوك بس من كثر الملل تعلمت
كم لغة أمشي حالي فيهم
ِن ضي التي ُسرعان ما شتتها ، ضي : عبير
عبير أطالت نظ ُرها بعي
رفعت عينها له لتُردف : أنا فاهمة سبب نفورك مني وضيقك .. بس ...
يعني اللي بوصله لك . . .
عبير بهُدوء : عفا الله عما سلف..
ضي أبتسمت : أفهم أنك من ِت شايلة في قلبك ؟
عبير : ال .. أنا كنت متضايقة ذيك الفترة ..
ُمزخرف على الطاولة وهي تُشتت أنظارها عليه :
المنديل ال
بدأت بطويِ
لما تحسين نفسك مكبوتة وماتقدرين تتحركين عشان أشياء مالك عالقة فيها
َّط عليك كل هاألشياء يتصرف بحرية .. أكيد
وبعدها تشوفين اللي سل
ًء كانت أن ِت أو غيرك أنا ماكنت متحملة هالموضوع وال
بتنفجرين ! سوا
قابلة فيه .. ألن أبوي حرمنا من أشياء كثيرة وماهو معناته أني بكون أنانية
وأقول هو بعد مفروض يحرم نفسه ... يبقى أبوي لو يذبحني بقول حالله
.. لكن كنت متضايقة من الطريقة نفسها وكيف ما قالنا ! يعني حسيت أننا
مالنا أهمية بحياته ..
ضي بنبرة هادئة : اللي كان يحرمه منكم كان يحرمني منه بعد ! كانت
تمر أشهر وأنا ماأشوف الشارع وأصال ماكان عنِدي شي يخليني أشوفه ..
يعني أنا ماعندي صداقات وماني إجتماعية كثير .. وتمر شهور كثيرة وأنا
ماأشوفه من األساس
رفعت عينها : ماعمري حسيت أنه متزوج كان طول الوقت بشغله أو
معانا ! ُعمره ما سافر بروحه حتى ! هي مرة ومرتين وشكلها كانت معك





ضي بإبتسامة : شفتِي ؟ هذا دليل أني ماكنت أشوفه كثير ..
عبير : وأهلك ؟ يعني را ..
ضي قاطعتها : ماعنِدي ..
عبير عقدت حاجب يها بإستغراب وقبل أن تُطيل بإستغرابها أكملت ضي :
كنت في دار األيتام
أندهشت حتى أتسعت محاجرها بصدمة كبيرة ، ألتزمت الصمت ال تعليق
لد يها
ضي : ماأدري إذا عندي أعمام أو خوال .. يعني ماجاني الفضول أني
أبحث بأسماء الناس اللي تنتهي بإسم عايلتنا .. من سن صغير بعد وفاة
أبوي صرت في الدار .. وحتى ماأذكر عمي اللي جابني وال أبي أتذكر
ُها لبعيد ، أخذت نف س عميق بعد أن ضاق فُكرها بأنها إبنة
عبير ذهب عقل
غير شرعية. لكن تعَّوذت من شر ظنها السيء
ي يكفل يتيم يعني بإستقطاع
ضي بإبتسامة ُحب : وشفت أبوك .. كان جا
من معاشه .. طبعًا قسم الرجال بعيد لكن كانوا يخلونا إحنا الكبار إذا نبي
نتسلى أننا نمسك مكاتبهم وندير ويعلمونا اإلدارة وأصولها .. يعني مجرد
تسلية يمكن يومين باألسبوع أو
أيام
عبير بشغف : وكيف شفتيه ؟
ضي ضحكت لتُردف : موقف يف ِّشِل ، كنت بوقتها تعبانة نفسيتي يعني
أفكاري كلها أني بموت وخالص ماأبغى أعيش ألن زميلتي اللي بالدار
واللي كنت أقضي وقتي كله معها راحت فكنت مررة وحيدة .. في يوم
ي يمكن بعدها بشهرين .. قمت ورميت نفسي
طلعنا رحلة وهو كان جا
على سيارته عشان أموت
عبير : وبعدها ؟
ضي : جلست بالمستشفى شهر وكانت يوميًا تجيني إخصائية ، مررة خفت
ِّي اإلنتحار
يعني أني زين ما مت وكتب عل !
أرتعش جسِدها من هذه السيرة لتُردف بضيق : أكثر شي ندمت عليه في
حياتي أني لو م ِّت بهالطريقة ! كنت جبانة كثير وأنا أروح للنار برجلي !
إذا ماتحملت ضيق الدنيا كيف بتح َّمل ضيق القبر وبعدها حرارة النار اللي





أكيد مكتوبة لي ومكتوبة على المنتحرين
جاني مَّرة بالمستشفى يوم جاء وقت تغيير المشرفة يعني تروح اللي عندي
وتجي وحدة ثانية ، ماكنت منقبة يعني بحجابي ، مع أنه في الدار دايم
محاضرات دينية بس ماأستشعرت ب ُحرمة الكشف ! المهم كلمني لما عرف
أني كنت بنتحر ! يمكن ح ِّس بتأنيب ضمير بصراحة خفت كثير أني مقد
كلمت ر َّجال بحياتي وقلت له أنه مالك دخل وأني أنا اللي غلطت وآسفة ،
المهم راح وبعدها بأسبوع جاني مرة ثانية وبصراحة أبوك عنده طرق
بالتحايل فظيعة ألن كان يجيني بوقت مايكون فيه احد عندي وبالقوانين
ممنوع وحتى المشرفات مايتركوني لحظة ..
عبير بحماس : وش قالك ؟
ضي بضحكة أح َّمر بها وجهها : طلب يتزوجني بس ماقالها بطريقة
مباشرة بس المشرفة كانت تسولف لي .. ماكنت أدري أنه هذا عبدالرحمن
آل متعب ، يعني ماعندي علم بهالشي ومررة خفت حتى رفضت حسيته
ِّي .. يوم طلعت من المستشفى جتني المديرة وسولفت معي
شفقان عل
وأقنعتني بس أقنعتني بطريقة إستغاللية يعني قالت أن ِت من حقك تعيشين
ور َّجال زيه ما ين َّرد وأكيد ماتبين تعيشين عمرك كله بالدار .. وافقت
وأبوك ع َّجل بالزواج .. حطني في شقة وقالي إذا تبين شغالة بس رفضت
وكان فيه الحارس تحت .. يعني أ َّمن لي كل شي بس طبعا كان قاسي حيل
في البداية
عبير بدهشة : أبوي قاسي ؟
ضي : مررة يعني أول شهر ما شفته كثير ومِّر ثاني شهر بدون ال يتكلم
معي فخالني أقتنع أنه شفقان ! بعدها بفترة طويلة جاني وكان تعبان مررة
.. ما تكلم معي بأول يوم لكن يوم صحى قام يفضفض ويقول أنه متضايق
من نفسه كثير وأنه فيه مشاكل بالشغل ومن هاألشياء .. هالفضفضة خلته
قريب مني حيل لدرجة يوميًا صار يجيني ! بعدها بفترة قالي أبيك تتنقبين
عبير : وتنقبتي ؟
ِّي بس
ضي : ما فرضه عل حسيت أنه فعال يهتم ألمري لما طلب هالشي
وغير كذا هو أقنعني بالنقاب يعني قالي ببساطة كل شي تبين تسوينه





ومترددة بأنه حالل أو حرام قيسيه على الصحابيات رضوان الله عليهم !
شوفي إذا كانوا بيرضون يطلعون بهالطريقة أو ال ؟ أقتنعت وتنقبت بس
فجأة أنقلب ورجع لحدته القديمة
عبير أبتسمت : هذا كله قبل سنة ؟
ضي : وأكثر بعد ..
عبير : ما مليتي يعني بروحك بالشقة مافيه شي ؟
ضي بضحكة : أبوك ما ق َّصر كان يعاملني معاملة البزر حتى كنت أبكي
لما أشوفه يتصرف كذا
عبير ضحكت لتُردف : وش كان يسوي ؟
ضي : يجيب لي أفالم وكتب بزارين ويقول عشان تتسلين .. وحط لي نت
وقال أدخلي أي شي تستمتعين فيه !
أكملت : مرت سنة وبعدها صار أقرب أكثر وقام يحكي لي عنكم ..
بإبتسامة عميقة : كان يقولي كيف رتيل تعذبه بطيشها وكان يحكي لي عنك
دايم .. يعني حسيته يقربني منكم بسوالفه .... وبس لين جاء الوقت اللي
طلبت منه أنكم تعرفون رغم أنه رفض بس سبحان الله دريتوا وهو كان
ناوي يخبركم
عبير : ماحسيتيه أكبر منك ؟ يعني مافيه توافق بالعُمر ؟
ضي : شوفي بالبداية حسيته يعاملني كأني بنته وأقتنتعت بفكرة أني بخليه
يعوضني عن أبوي ! يعني ماكنا نتصرف كزوجين ، بس بعدين أنا فعال
حبيته كزوج ماهو كأبو ومجرد شخص عاِدي ، العُمر أبد ما يفرق يعني
ممكن أحيانا يفرق بس بيني أنا وعبدالرحمن ماحسيت بهالشي وال تنسين
هيئة أبوك وشكله ووظيفته ماتعطيه عمره يعني ممارسته بعد للرياضة
وتدريباتهم مخليته شبابي أكثر .. فعشان كذا ماحسيت بفرق هذا غير
تفكيره ونظرته لألشياء يعني مررة متزن ويجذبك .. وحسيته يحتويني ،
الحب مايعرف عمر واإلنسان ماينتهي عمره العاطفي عند سن معين ،
يعني يوصل لألربعين ونحِِّرم عليه الحب بالعكس الواحد حلو يعيش ُعمره
ويعيش ُحبه





،
كانت حوارت ُهم قصيرة ه َّشة فاتِرة ، أرت َدى ساعتِه وهو ينظ ُر إل يها في
وق ٍت كانت تُسِِّرح به َشعُرها ، أردف بخفُوت : لقيت حجز األربعاء بس
للدمام
ريم ألتفتت عل يه وبربكة : بتوديني للرياض بعدها ؟
ريَّان : بالويك إند إذا ماعندي شغل رحنا الرياض
ريم بلعت ريقها لتُردف بشتا ِت نظراتها : منت مجبُور يعني ممكن أكلم
يوسف وال منصور ويجوني
ريَّان وقف ليُدخل يِده بجيُوبه : كيف يعني ؟
ريم : أقصد ..
ريَّان رفع حاجبه : وشو ؟
ِ رعشا ِت قلبها
ريم بتوتر : يعني .. لم تستطع أن تُرتب جملتها في وضع
ُمضطربة
ال
أقترب ريَّان منها : أفهم أنك تلمحين لإلنفصال!!
ريم وهي ال تستطيع أن ترف ُع نظرها وعينها ُمسطلة على صدره : إذا أنت
منت مرتاح أنا وش يجلسني ؟
ريَّان : ومين قال أني ماني مرتاح ؟ شكيت لك ؟
ريم أنحرجت : ما شكيت لي بس أفعالك تو ِِّضح
ريَّان بإتزان : كل بداية زواج بتصير مشاكل أكثر من كذا ! هذي حياة
ِّي وعليك أكيد مارااح تبدأ بسهولة
جديدة عل
ريم تشابكت أصابعها ونظ ُرها مازال ُمشتت عنه.
ِر
ريَّان وضع إصبعه على ذقنها ليرفعه وبإستقرار نظراتِهم : بحاول أغيِّ
من مزاجيتي و عصبيتي لكن حاولي تصبرين بس هالفترة
ريم شعرت بأن ال أكسجين بالغرفة وأ َّن أنفا ُسها تضيق وتضطرب ، لم
ِّي رد تُجيب
ترد وال تعر ُف بأ .
ُمش َّرعة لهُ من الله أقترب حتى ألتصق جبينُها
ريَّان بدافع الرغبة وأهوائِه ال
ُمرتبكة وهي تتداخ ُل بأنفاسه ، وضعت يد يها
بجبينه ، أغمض ت عين يها ال





الصغيرت ين على صدِره الِذي ألتصق بها ، أحاط بذراعه ظهرها حتى قبَّلها
، هي األحاسيس ال تُشترى وال تُباع ، هي وح ُدها من يرتع ُش القلب في
ِّي إرادة ، القلب الِذي ينب ُض ُدون إرادتنا ويخف ُت بنبضه
ح ُضورها ُدون أ
ِل رأسها ويحتضنها ، المست صدره
ُدون إرادتنا أي ًضا ، ش َّدها نحوه ليُقبِّ
وأذنها تسمع ضربا ِت قلبه ، على موسيقى دقاتِه التي تض ُج بصدره دخلت
بغيبوب ٍة جعلت دمعُها ينساب على قميصه. تمسكت ي ُدها بظهره وهي
تتذو ُق حالوةِ ُحضنه ألو ِل مَّرة .
،
ٍن بعيد عن وس ِط المدينة الصاخب ، وفي حديقة ُمنعزلة ال أحٌد يمُر
في مكا
بها سَوى بع ُض من يُمارسون الرياضة في هذا الوقت ، كل نصف ساعة
ي ُمر أحد ُهم ولكن هذه البساتين الخضراء ُموحشة ُدون أحٍد يسي ُر فوقها.
جاِلسة بجانبه على ال ُكرسي الخشبي ، ُمتكتفة ال تُعلق على كالمه.
ِل الحزن : مو بإيدي
ِّ
عبدالعزيز يُمث
رتيل : كذاااب
عبدالعزيز : جد أتكلم ! عطفًا على أخالقك الحلوة اللي ما تسمح لي أتكلم
معك
رتيل ألتفتت عليه : آخر واحد يتكلم عن األخالق أنت وال أذكرك وش
سويت !! يعني لو بإيدي حرقتك كان حرقتك من زمان !
عبدالعزيز بجدية : اللي غلط من البداية أنا وال أن ِت ؟
رتيل بحدة : أنت
ي ؟ يعني أنا مسكت نفسي
عبدالعزيز : يا سالم ! مين اللي جاني وتلفَّظ عل
كثير إحتراما ألبوك
َّر الله خيرك أحترمته مر َّر
رتيل ببرود : كث
عبدالعزيز : هاألشياء كنتِي تسوينها مع اللي يجيبهم أبوك
رتيل شعرت بإنتصار خفيف لتُردف بإبتسامة : على حسب
عبدالعزيز أراد أن يُفجر فيها : قليلة حيا





رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مخليه الحيا لك
عبدالعزيز بح َّدة : لو أنك متربيـة..
قاطعته بغضب : متربية قبل الأشوف وجهك ! وأرِيِّحك أبوي أصال ماكان
دون على األصابع وماكانوا ينامون عندنا
ُّ
يجيب ناس عنده كثير ! هم ينع
يعني يجون فترة ويروحون وماأعرفهم وال قد شفتهم
عبدالعزيز ابتسم : تعلمي ماتكذبين مرة ثانية
رتيل وقفت :أنت جايبني عشان ترفع ضغطي .. !!
أجلسها لتسحب يِدها بعصبية : خلصت كالمك ؟ دريت أنك أنت ماشاء الله
اللي مالك ذنب بالموضوع وأني أنا الغلطانة
ِق ، ليُردف : بالله ماهي صاروخ ؟
مَّرت شقراء را ِكضة ب ُشورت ضيِّ
ألتفتت عليه بغضب ، و َّدت لو تبصق عليه أو تصفعه بحرارةِ قهرها اآلن
أجابتهُ وهي تقف ُمجددا : ذوقك معفن يا معفن
صخب بضحكته وهو يسحبها أي ًضا ليُجلسها مرةً أخرى ، أردفت بحدة :
ر ِِّجعني
عبدالعزيز بعناد : عاد مالك اال تجلسين مالي خلق أسوق
رتيل عضت شفتها : كنت دارية أنك كلب !! موديني لمنطقة مدري وشهي
عشان تجبرني أجلس
ِّك ك
ِِّر خرايط ف ِ
عبدالعزيز : عدلي ألفاظك باألَّول ال أغي
رتيل : ألفاظي وأنا ُح َّرة فيها .. أنا وش ؟ ُحــــــــ َّرة !! *ش َّدت على كلمتها
األخيرة وهي تُبطئ مرورها على لسانها*
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل بقهر وهي تنظ ُر لهاتفه الِذي يهتز ويضعه على الصامت : رد عليها
ال يغمى عليها من الخوف
عبدالعزيز أبتسم : تغارين ؟
رتيل تُشير لنفسها وهي تضع أصبعها على صدرها : أنا أغار ؟ يمكن
بأحالمك
عبدالعزيز بقصد أن يستفزها : أصال ال تشيلين هم ماراح نطِِّول ألن اليوم





بنحتفل بزواجنا أنا وأثير
رتيل تن بكي أمامه بدافع الغيرة ، لن أب ِكي ! ُظر له ، شدت على شفت يها لن أ
مبروك " لم
ِّي زوج ين بهذه ال ُدنيا ولكن أنا ؟ حتى كلمة "
ُون كأ
سيحتفل
أسمعها ! لمعت في عينها الدمعة ، شتت نظراتها ُدون أن تنطق حرف.
ر ِّد على الهاتف وبقصِد إغاضتها : هال حبيبتي
أثير الِذي كان صوتُها واضح لمسامع رتيل : هالبِك ، وينك ؟
عبدالعزيز : مع بوسعود
رتيل ُدهشت بأنه ال يُخبرها حتى ، أضطربت رعشا ُت قلبها الِذي جعلت
من صدرها يهبط ويرتفع بش َّدة.
أثير : طيب متى تخلص ؟
عبدالعزيز : بجي بعد شو ي
أثير : بآخذ رايك بفستاني ماابي ألبس شي مايعجبك بعد!
عبدالعزيز : طيب عطيني ساعة وأكون عندك
أثير : أنتظرك.
عبدالعزيز : بحفظ الرحمن .. وأغلقه ، لم يلتفت عليها ولكن قاِدر أن يُخمن
تج ُمع الدمع في عينها .
ُظر للشارع الِذي اليظهُر منه الكثير بسبب االشجار التي
تكتَّفت وهي تن
تُحيط الحديقة الصغيرة ، لم تَّود أن تتحدث وتفض ُحها نبرة صوتها.
عبدالعزيز ألتفت عليها بكامل جسِده ، أطال نظره حتى شعرت بلهيب
نظراته التي جعلت دمعتها اليتيمة تسقط ، لم تمسحها تركتها عالقة على
خِدها لتُردف ُدون أن تنظر إل يه : ماأبكي عشانك !! موجوعة من أبوي
ومني كيف إلى اآلن أنا جمبك ! لو كان أي شخص ثاني مكانك كان راح
أبكي مو سالفة أني أغار ! بس .... أنا أصال ليه أشرح لك ! عمرك ماراح
تفهم شعور أي بنت بمكاني.
عبدالعزيز تن َّهد : طيب فهميني الشعور
رتيل : مثل شعور إنسانة ماتحبها بس تبي الطالق عشان تآخذ غيرك !
مثل شعور التملك اللي بيجيك لها وأنك ترفض تطلقها مع أنك ماتحبها!





عبدالعزيز بهُدوء : يفرق! بين إنسانة أحبها أو ما أحبها
َوت فِمها لتمسح دُموعها التي هطلت على خدها بهُدوء : صح !
رتيل ل
يفرق كثير بين إنسانة يختارها عقلك وبين إنسانة يختارها قلبك
عبدالعزيز : ماهو على كيفك تقررين ألني فاهم وش قصدك
رتيل ألتفتت عليه وهي تُركز نظراتها الالمعة بعينه : وش اللي ماني
فاهمته! أنه وحدة قضيت معها سنين وتعرفك والله أعلم إذا كانت فيه
عالقة قبل واالكيد فيه إعجاب متبادل وبعدها زواج! فهمي فيه شي غلط ؟
لو مختارها عقلك ماكان رضيت تطلع بصورة أنت ماتحبها أو ماترضى
عليها بس أنت تتغاضى عشان قلبك ! يعني مختارها بقلبك ..
عبدالعزيز : تحليلك للموضوع بكبره غلط
ِس مين يلقى بهالدنيا الحين
رتيل بسخرية وبحةُ صوتها بدأت تخرج : كويِّ
شخص يختاره قلبه وعقله مع بعض ؟
عبدالعزيز ببرود : وتقولين ما أهمك ؟
رتيل : قلت لك لو أي شخص مكانك كنت بفكر بهالطريقة ! مايهمني مين
أنت أحبك وال ماأحبك ! حتى لو أكرهك بنقهر ألني بالنهاية بنت وماتحب
تشوف زوجها يروح لغيرها
عبدالعزيز صمت عند كلمتها األخيرة ، تراقص قلبُه بجملتها ، بإبتسامة
صافية : تغارين وأنتهى الموضوع
رتيل : تبي تثبت أنك األقوى في كل شي حتى في موضوع الغيرة !
صدقني بتشوف كيف أنك بتدِِّور علي وماراح تلقاني بحياتك
عبدالعزيز بهُدوء : تهديد ؟
رتيل : أفهمه زي ماتبي ! لكن دامك خسرتني مَّرة ماراح أرجع لك المَّرة
الثانية وبتعرف وقتها أنه ثقتك بأني مالي غيرك .. ب ِّح !
أكملت وهي تُشتت نظراتها : أنا قادرة أتعايش مع غيرك وأتزوج بعد وال
بتضرني حياتي اللي فاتت بشي !
وبح َّدة الوعيد وضعت عينها في عينه : وقادرة بعد أني أسِِّمي أول عيالي
عبدالعزيز وما راح يحِِّرك فيني شي! عشان تعرف لو أني فعال منقهرة
عشان شخصك ماهو عشان الفكرة نفسها ما كان قلت لك كل هذا ! أفهم





شي واحد أني أنا منقهرة من الفكرة نفسها وال أنت ماهميتني
عبدالعزيز عض شفتِه ال ُسفلى ، نبرةُ الصدق بحديثها جعلت البراكين في
صدِر ." ه تثُور. وقف وهو يخرج مفتاح سيارته ُمتج ًها للـ " باركينق
،
َمر ، نزلت الساللم بعد أن تع َّطل المصعد
ُممتد بضيا ِء الق
فِي أطرا ِف الليل ال
، شعرت بحما ٍس وهو يُخبرها وليد عبر سماعة الهاتف أ َّن ُهناك ُمفاجئة
تنتظرها ويجب أن تنزل لألسفل. لم تنتبه للماء الِذي يُبلل عتبا ِت الدرج
الحل ُزوني ، أنسحبت قدُمها بإنزالق حتى سقطت من أعاله الشاهق عند
آخر عتبه تحدي ًدا عند أقدام وليد الِذي تج َّمد في مكانه إثر سقطتها القويَّة
على رأسها وظهرها .
جلس على األرض وهو يرف ُع رأسها بخلخلة أصابعه شعُرها بعد أن أنفِّك
حجابها : رؤى!!
َس . . ال الدُم على أرضية ال ُرخام بعد أن أعلن عن نزي ُف رأ ُسها
،
ا ، ألتفت لقارورة الماء التي عند رأسه ، شربها دفعةٌ
ف َزع من نو ِمه ُمتعِرقً
وا ِحدة وهو يمسح وجهه بيِده : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشيطان
ومن ان يحض ُرون.
نظر لهاتفه الِذي يُشير للساعة الحادية عشر ليالً ، فتح الرسائِل " ) فيصل
القايد ( الحمدلله على سالمة الوالد ، ياليت يا ناصر بس تفضى تكلمني
محتاجك ضروري "
تصاعد صدِر ر بأنهُ حقيقة وأ َّن ه بقوة وهبط إثر الكابوس الِذي رآه ، شعَ
شيئًا يُهاجم صدره ، غادة !! يالله بت ُمر السنين وأنا بجلس على هالحال!
أستغفرك ربي بقدر ُحبها.





،
د َخل والتع ُب ذاب ٌل في مالِمحه ، غ ًدا ال ُجمعة يو ُم إجازته ، يُريد فقط أن
ُظر إل يها ب
يغرق بإستحماٍم دافىء يُريِّ إستغراب ِح أعصابه ، تن َّهد بعُمق لين
شديد وهي ترف ُع شعرها والكح ُل يغزو عينها ، كانت هيئتُها تُوحي إلنسانة
في قمِة السعادة ، ألتفتت عليه ببرود : أنا بنام بالغرفة الثانية ؟
أرادت أن تُغيضه وهي تظهُر بأحلى هيئة ، أرادت أن تُغيضني ولكنها
تُدرك بأنها ستتعب هي قبلي في هذه اللعبة.
أردف : وليه يا مدام ؟
ال ُجوهرة بهُدوء تتظاهر بالقوة أمام هذا الجب ُروت : ماأرتاح .. وال حرام ؟
سلطان بسخرية : جد ؟
الجوهرة تجاهلته وهي تأخذُ هاتفها وتُردف : تصبح على خير .. مَّرت من
جانبه ولكن يِده كانت أسرع ، ش َّدها من خصرها ناحيته : تلعبين لعبة من ِت
ق َّدها
الجوهرة ب ُجرأة تُقلد صوته : جد ؟
عض شفتِه ال ُسفليا ليبتسم ببرود ، نظرت له بضياع الكلمات ، بضيق
المسافات التي تفص ُل بينه وبينها ، شتت نظراتها لتُردف : ُعمري ما
منعتك عن شي ! حتى في الوقت اللي كنت ماأبي هالشي جيتك وخفت من
ِّي
لعنة المالئكة عل
لتُكمل قبل أن يتلف عليها بشيٍء يك ُسرها : لكن بكال الحالتين ماعاد عندي ُظ
رغبة بالحياة معاك ال معنويًا وال جسديًا !! صرت ماأطيقك وال أطيق
وجودك .. وال لك حق بعد دام نيتِك ماهي نية طيبة
سلطان حفر أصابعه على ذراعه ليش ُدها ويجعلها تقف على أطراف
أصابعها حتى ت ِصل لمستواه . .
،
يو ُم - ، باريس " منطقة الالديفانس." الساعة الرابعة عص ًرا – الجمعة





أخذ هاتفه يت ِصل عليها ، ترك لها رسالة !! ٌ صوتية : رِِّدي ضروري
ِق الموحش ، أدَرك بأنهُ في خطر
بخطوا ٍت سريعة خرج من الممر الضيِّ
كبير وأدَرك بفداحة الخطأ الِذي فعله ، سيقتله ... بكل تأكيد. وضع يِده
ٍن أكثر ، أتصل مرةً أخرى وال ُمجيب ،
على رأسه يُريد أن يف ِكر بإتزا
رِِّدي بسرعة ماعندي وقت"
أرسل إل يها رسالة "
أنحنى جانبًا في إحدى الزاويَا ليُخرج سالحه وهو يُج ِِّهزه ، وضع أداةٍ حادة
صغيرة تُشبه المشرط بين أسنانه وهو يُدخل في جيبه علبة الرصاص ،
ِِّر أهتز د
حاول تترجى أكثر بكال الحالتين ماراح أ
هاتفه ليجد رسالة منها "
وال أبي أ " ِِّرد
في داخله أراد أن يراها ويطحنها بف ُكوكه ، لم يُكمل حدي ُث النفس هذا إثر
شعُوره بفوه ِة السالح التي تلتصق برأسه
.
.
أنتهى ، نلتِقي اإلثنين إن شاء الله.
لم َحة ر َم ه وهو يشعُر بقهقهة الحياة الساخرة ، أردف بذبذب ِة ) اد ، بلع ريق
صوته الِذي ي ُخونه ، شعَر بجنُون الحب الِذي ال يصدق ما ( َسِمع : آسف
.
.
نلتِقي اإلثنين إن شاء الله.
إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم()$:





التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ِط علينا
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ُمسلمين
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد .
أستغفر الله العظيم وأتُوب إل يه
ال تشغلكم عن الصالة
*بحفظ الرحمن.
أستشعر الغيرة
من نبرة حروفها..
و أكاد أجزم'
هنا خافق
خان صاحبه
ليسقط بين نبضة
عقل منتقم
و عشق خاسر..
مالذي أسقطني
بين فكي
موت حتمي





و موت روحي..
أتقدم
أحاول تجاوز المستحيل
بجنون أريد
النهايه فقد
سئمت هدنة
ال راحة بها..
أستنشق
هواءها
أتتبع خطواتها
و ليتها تدرك
من أنا''
ويحك
ال تريني قوة
ال أحتمل بها
وجها جديدا لك
لن تخترقي
حاجزا شيدته بيدي
ولن يمزقه أحد غيري"
*وردة شقى.





رواية : لمحت في شفت يها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!





ال ُجزء )

)
وقفت على أطرا ِف أصابعها وصدرها يُالصق صدره ، ذراعه التي
أنسحبت خلف ظهُرها تح ِكي برعشتها ع ُروقِها المتف ِحمة بسواِد تفكيره.
رفعت عينها لعين يه التِي أرتعشت بنظراتِه وأستطاعت أن تُخبىء خوفها
بج ُموِد مالمحها التي أح َّمر ت بحرارةِ قُربه. ص َمت ليس ألن حديثُه وجوابه
ُم الِذي أراد ان يُقو ح َّصنة بال ِكحل. أظن
له ضاع ولكن غرق في عينها ال
قرأتُها مَّرة على إحدى أوراقِي بخ ِط سلطان العيد " لو كن ِت تدرين ماألقاه
من شجن لكنت أرفق مـن آسى ومن صفحا " أظ ُن أنني لم أفهمها جي ًدا ،
ِميني ال ُحب حتى أت
أظ ُن أنني فهمتُها اآلن ، فهمتُها من هذه العين ين. عل علم ِّ
العفُو. فأنا ال أعر ُف بهذه الحياة سَوى ُحب أ ِمي وضاع وعرفتُه جي ًدا مع
من يُشاركني اإلسم إبن العيد وأي ًضا ضاع ، علميني كيف ي ُكون لل ُحب بقاء
؟
ُمرتبكة لتضع يدها على صدره في ني ِة البُعد وهي
تصاعدت أنفا ُسها ال
مدِري أبكي وال أضحك " با ِكر العُمر
تخشى القُرب بأن يصهرها ! "
يُخبرك عن ش يبه وضياعه في راح ِة كف يك ، با ِكر العُمر يرثي بياضه الِذي
غزآ سَواد شعرك ، با ِكر سنندب ح ُظنا إن فاتنا العُمر ال أنت الِذي قبَّلت
ُعمرك بضحكة وال أنا التِي رض ي ُت بغيرك. قبَّلها ، لي َت الحدي ث يسر ُق من
هذه القُبالت ونفهم بعضنا. ألتفتت برأسها ليُقبِِّلها بالقُرب من شفت يها ، دفعته
ِة أصابعها لتبتعد بج ُموِد شعُورها ، أنحنت لتأخذ هاتفها الذي سقط منها
برقَّ
وخرجت بخطوا ٍت سريعة ُدون ان تلفظ كلمة.
تن َّهد ليمسح وجهه بأنامله ، جلس على الكنبة ُمنحنيًا الظهر يُغطي أذنيه
بكفوفه التِي تضغط بك ُل قَّواها على رأسه. لم أ ُكن بفظاعة هذا التفكير
َّحة
ُمل
أشعُر بالحاجة ال
َ
والحيرة ؟ لم أ ُكن يو ًما هكذا ؟ ماذا يحصل معي ؟ ِلم
ُخبره ما يح ُدث
ألبي ؟ لسلطان العيد ؟ لو كان ُهنا والله لن أست ِحي بأن أ
" تقتل كل
اآلن معي ؟ لن أخجل من اإلرتماء بكل ُحزني عل يه ؟ لكن " لو
" التي تتطفَّل بأحاديثي وتش ُطرني
هذه األحالم! موجوع ج ًدا من " لو
ِّي سَوى يوم عرفتك ،
ا ، موجوع من يأسي الِذي لم ي ُكن دخيالً عل
أنصافً





موجوع من ضربي لك ، من تصرفاتي بأكملها ألنها لم ت ُكن يو ًما تُنسب
ِّي بغير العمل الِذي أعترف بأني ضرب ُت فيه الكثير ولكن لم
إل أضرب أنثى
ي ؟ ، وينك ؟ تقرأ
ُظر ماح َصل ب
وينك " يا سلطان العيد ؟ تن
رقيقة مثلك. "
عيني وإبتسامة الرضا الكاذبة! وينك ؟ تُرشدنِي وتُخبرنِي ما الصح و ما
ِفه
ُصنِّ
الخطأ ؟ أحتاج أن تضربني حتى أستوعب والضرب منك ال أ
ضرب.
الطائف – اليوم الحاِدي عشر من الشهر السابع في صي ِف المملكة سنة
تُشير للثانية والنصف ظهًرا وق ُت تعامد الشم س و ُحرقتها.




.الساعةُ
جاِل س أمامه ُدون أن ينطق حرفً .ا
سلطان العيد بإستفزاز واضح : إيه وش اللي مو عاجبك ؟
سلطان بدر يمس ُح جبينه المتعرق ويتجاه ُل حديثه
سلطان العيد بحدة : طالعني
سلطان بدر يرفع عينه و حرارةُ الشمس تغلي دماغه.
سلطان العيد بح َّدةِ صوته الطاغية : وش تنتظر ؟
سلطان بدر : أفكر باللي صار أنا مستعد أضحي بكل شي لكن أمي خط
أحمر
سلطان العيد : وأمك بعافيتها وصحتها الحمدلله .. وبنفسي قلت لك بحط
ِِّرب من أمك
لك حرس ومحد بيق
سلطان بدر تن َّهد ليعُود لصمته.
سلطان العيد : اللي يخاف الفقد جبااان
سلطان بن بدر أخفض رأسه : ماني جبان بس هذي أمي ، تعرف وش
يعني أمي ؟ مستحيل بأرضى
سلطان العيد : محد يرضى لكن ر ِّكِز الحين بشغلك وماعليك من اللي
فات !
سلطان بدر بغضب : وأنت خليت فيها تركيز ! سحبت كل جواالتي
سلطان العيد بسخرية : أجل أنسى الجواالت من اليوم ورايح لين تنتهي
مهمتنا
سلطان بدر : أبي أكلمهم





سلطان العيد : ال..
سلطان بدر : لو سمحت!
م تواجه الـ ال .. ماهو كل شي نعم
َّ
سلطان العيد : تعل
سلطان بدر تن َّهد ليقف ويرفس بقدمه المقعد الخشبي.
سلطان العيد بحدة : سلطااان !!
سلطان بدر ُدون أن يلتفت إل يه : هذي إستراحتي وماأبي أقضيها معك
سلطان العيد الِذي أبتسم ، عقد حاجب يه من العرق الِذي بدأ يتصبب على
مالمحه : ترى بتتعاقب هذا أنا حذرتك
سلطان بدر : ما تقدر تظلمني
سلطان العيد ضحك بش َّدة ليُردف : تعاااال .. قلت تعاااااااال
سلطان بدر توقف ليلتفت إل يه ُمبتس ًما : ماأظن من الشروط هنا انك
تستفزني .. أنحنى ليأخذ قارورة المياه.
سلطان العيد بتصويب ُمتقن على القارورة التي تناثر ما ُءها .
ُظر إل يه بحقٍد كبير ، اآلخر وقف ُمتج ًها إل يه : و
سلطان بدر عض شفتِه لين
م بعد *ضرب ص
دِر تعل ه* أنه الدنيا ما تمشي على الكيف والشي اللي بإيدك َّ
ممكن تخسره ! فحافظ عليه قبل ال تبكي عليه ...
وبضحكة عميقة أكمل : يعني ليتك شربتها بسرعة ...
،
تضاربت أصابعها وهي تتداخ ُل في بعضها البعض ، بغير عادتها هادئة
ُمرتبكة تُخبره بالموضوع بتأتأةِ الخجل لتُردف : عاد أنا مدري ، يعني
صليت بس حسيت مرة مرتاحة ومرة أل
يُوسف المستلقي على األريكة في بداية الفجر : والله فيصل والنعم فيه ،
يعني شخصيته حلوة وإنسان كَّون نفسه بنفسه !
هيفاء : بالله يعني أقتنتعت ؟
يوسف : هههههههههههههههههههه و مزيون يعني الحمدلله نثق بالجيل
الجاي بس إذا طلعوا يشبهونك إنا لله وإنا إليه راجعون





هيفاء ترمي عليه المخدة : أستح على وجهك
يوسف بضحكة : ال بصراحة يعني األختالف يخلي بينكم توافق
هيفاء : ليه وش مختلفين فيه ؟
يوسف : شوفي هو ميوله إقتصاد وتجارة يعني ذكي ماشاء الله وحسابات
وأرقام وأن ِت وش ميولك ؟
هيفاء : تكفى ال تحسسني بغبائي
يوسف : ههههههههههههههههههههه من ناحية غباء فأن ِت غبية جمبه
هيفاء بعُقدة الحاجب ين : ال جد عاد يوسف أن ِت تنصحني بوشو ؟
يوسف : بالنسبة لي .. ودي أقولكم مبروك
هيفاء أبتسمت : يالله ما تآخذ األمور بجدية
يوسف بإبتسامة : لو فيه عيب قلت لك عنه ، الر َّجال كويس وفاهم وواعي
وتعجبني ثقافته غير كذا قايم في أمه الله يخليها له واختهم الصغيرة ريف
عاد هذي محجوزة لعبدالله
د َخل من ُصور وبين يد يه إبنه : كنت داري أنكم سهرانيين
هيفاء تخجل أن تتحدث بهذه المواضيع مع منصور فألتزمت الصم ت.
ي ه من بين يد يه ويُقبِِّله : بدت تطلع مالمحه ! والله شكيت فيه
وسف يأخذُ
أول ماجاء تحس أنه أستعجل على الجيَّة
منصور ضحك ليُردف : عاد هذا مكتوب إن شاء الله لبنتك
ه يآخذ ريف أخت فيصل
َّ
يوسف : آل خل
منصور : ذيك عوبا ما نزِِّوجها هالزين
يوسف : الله أكبر على الزين خلنا ساكتين بس! لو طالع على عمه كان
قبلت فيه .... رفع لألعلى بإبتسامة عريضة ليُر ِِّجع عبدالله حليبه الِذي
شربه قبل قليل على وجه يُوسف.
هيفاء ومن ُصور ضح ُكوا بصخب حتى أختفى صو ُت الحديث ولم يستطيعوا
أن يلف . ُظوا كلمة وا ِحدة من ضحكاتهم
يوسف الِذي أستوعب متأخ ًرا وهو متجمد من الصدمة ، بتق ُرف وضعه
على األرض ويسحب منديل يمسح وجهه : واضح تربية اليهود
من ُصور : عسسسل على قلبك





يوسف : قل تبن إيه والله قال عسل!! .. وقف ... أنا لو أتروش


مرة
ما راح تروح الريحة
منصور بضحكة : آل تبالغ ريحتك مسك عاد هذا من السبع عبود
يوسف ومالمحه يع ُصرها التقزز : حسبي الله بس ... وخرج ُمتج ًها
لألعلى. د َخل لجناحه في حين كانت ُمهرة تُخرج مالبس لها لإلستحمام ،
وقفت عند باب الحمام لتن . ُظر إل يه
يوسف بال تفا ُهم مسك ُمهرة من كتف يها ليُبعدها ويدخل الحمام : أنتظري
ُمهرة رفعت حاجبها : وش فيك ؟
ِّي يوسف ولد الثور الثاني
غ َسل وجهه كثي ًرا : ر َّجع عل
صخبت بضحكتها لتدخل بجانبه أمام المغسلة وتأخذ منشفتها الصغيرة
وتمسح وجهه : بتروش بعدها انت ألني دايخة
ا الباب : طلعي لي مالبس
يوسف بإبتسامة بلهاء شدها لخارج الحمام ُمغلقً
واليكثر..
ُمهرة وهي تن بوجهها : مافيه إحترام للكائن البشري ُظر للباب المقفل
التعبان واللي يبغى ينام
يوسف ويختلط صوته بصو ِت الماء : يا قلق تراك تكلمين نفسك ماأسمع
،
ًسا وشعر
أشرق ت شمس باريس على عينه التي س َهرت ليلة األمس ، أخذ نفَ
بحركة في الخارج تأكد من وجود أثير ، فتح الباب لتلتفت عليه وهي تضع
طب ٌق على الطاولة : صباحك سكر
عبدالعزيز بصو ٍت ممتلىء ببحة النوم : صباح النور .. وتوجه للحمام
ونبرةُ حديثها باألمس
رتيل "
تفكيره ُمضطرب وال أحد يشغله سوى "
تُفتت بقايا العقل الِذي يعي ُش عليه. الصدق الِذي شعر به جعل ثقته ب ُحبها
تتقلص أضعافً . ا وأضعاف
ُمنقلب منذُ أثير ال ليلة األمس وإحتفالهم ، ُرغم أ َّن
َ مزا ِجه ال
تي التعر ُف ِلم
ِين وهو من وافق على فُستانها ، ال
ُمقربِّ
الجو كان ينحصر على األصدقاء ال





شيء فعلته ُمزعج أب ًدا .
تن َّهدت وهي تراه يخرج ويتجه لغُرفته مرةً أخرى ويجلب هاتفه : عندك
شغل اليوم ؟
أثير : إجازة
عبدالعزيز جلس ليشرب من كأس عصير البُرتقال الطازج.
أثير : متضايق ؟
عبدالعزيز رفع حاجبه : من أيش ؟
أثير : مدري من أمس وأنت مو على بعضك
عبدالعزيز : ال بس مشغول شوي بالشغل
أثير بغيرة مفضوحة : وال رتيل ؟
لم يرد عليها ، ألتزم الهُدوء بعكس اإلضطرابات التي تُقيم في صدره اآلن.
أثير : يعني إيه ؟
ِّي نقاش
عبدالعزيز ُدون أن ينظر إل يها : مصِِّدع ومالي خلق أدخل بأ
أثير بهُدوء : طيب
عبدالعزيز بعد صمت لثواني : تراها زوجتي للعلم يعني
أثير : ودامها زوجتك ليه أخترت عليها وحدة ثانية ! هذا يعني أنها وال
شي عندك
عبدالعزيز بغضب : كيف وال شي ؟ أثير الله يرحم لي والديك التنهبلين
على هالصبح
أثير تن َّهدت : أنا ما قلت هبَل ! هذا شي واضح لو أنك تحبها ماتزوجت
عليها يا عزيز
عبدالعزيز أبتسم : وش هالثقة اللي يخليك تتأكدين أني ماأحبها
ُم أثير بإبتسامة : أنا واثقة من هالشي .. وقفت لتتجه نحو مع علق
طفها ال
ِس
خلف الباب ... الجو اليوم بررد حيل تدفى كويِّ
ُظر إل يها : وين بتروحين ؟
عبدالعزيز ين
أثير ألتفتت عليه : بطلع مع البنات نتسوق...
عبدالعزيز : وين ؟
أثير ضحكت : وش هالتحقيق!





عبدالعزيز تن َّهد لينتبه لبنطالها الِذي يضيق عليها : ترجعين البيت وتغيرين
اللي البسته وبعدها تروحين
أثير تمتمت وهي تُغلق أزاريرها : ال
ًوا ؟
عبدالعزيز أتسعت محاجره : عف
أثير : هذا لبسي ال تتدخل فيه ! أنا ماتدخلت بلبسك وال قلت لك ال تلبس
هذا وألبس هذا
عبدالعزيز بتهديد : طيب والله بعزته لو أشوفك طالعة من البيت اليوم ال
تشوفين شي عمرك ماشفتيه وهذا أنا حلفت
أثير بغضب : يعني بتحبسني ؟
عبدالعزيز : أفهميها زي ماتفهمينها ! اليوم تجلسين في بيتكم !!
ِّي ! وال راح أسمح لك تمارس
أثير تن َّهدت : عزوز هاألشياء ماتمشي عل
ِّي !! من حقي أرفض شي مايعجبني
سلطتك عل
عبدالعزيز : أنا قلت اللي عندي
أثير ب ُجرأة : بطلع وبشوف وش اللي ما شفته منك
عبدالعزيز وقف ُمتج ًها لغُرفته : جربتي طعم الك ِّف ؟
أثير بضحكة ساخرة وهي تتجه نحوه وتقف عند الباب ُمتكأة على طرفه :
وأنا أقدر أشتكيك
عبدالعزيز ألتفت عليها : ترى أحكي من جِِّدي
أثير : أستغفر الله العظيم وأتوب إل يه .. طيب هالمَّرة بمشيها بس التفكر
أنك بتمارس هاألشياء فوقي !!
عبدالعزيز وهو ينزع بلوزة بيجامته ويرتِدي قميصه ، أثير لم يتحرك بها
شيئًا وهي تراهُ عاري الصدر لتُردف : أنا طالعة .. وخرجت.
ُسرعان ما تخيَّل لو كانت رتيل هي التي أمامه ، يستطيع تخمين إحمرار
" يا قليل األدب " التي ستلفُظها. أبتسم من تفكيره ، يالله لو أنها
خِِّدها و
" أحبك بش َّدة
ِّي كل يوم لجعل ُت شتائمتها تعني
تُصبِّ ." ِح عل
،





ُمتربعة فوق السرير وشعرها بفوضوية على كتفها اليمين : أنا أتوقع قالها
بس كذا عشان يستفزك ... والله رتيل !
عبير ال السرير وتلع ُب بخصال ِت شعرها : أنا مع ض ي ! يعني ُمستلقية على
ليه يقولها قدامك أكيد يقصد يقهرك
رتيل الجالسة على كرسي التسريحة وعيُونها ُمح َّمرة من البكاء : حيوان
كلب كل شيء خايس في هالدنيا هو
عبير ضحكت وهي تقف ُمتجهٍة لها : أمسحي دموعك وخلينا نطلع وننبسط
ِّي
وماعليك منه خليه يوِل
ضي : أنا بروح أشوف عبدالرحمن يمكن صحى
دخل عبدالرحمن قبل أن تقف ضي : صباح الخير
عبير القريبة قبَّلت رأسه : صباح النور
ضي ألتفتت عليه : توني أقول بجيك
ِّي
عبدالرحمن بضحكة : أن ِت زين ما تسحبين عل
ضي : ههههههههههههه حرام عليك تِّوه ما صار لي ساعة جالسة عندهم
ألتفت لرتيل ليتفاجأ بمالمحها الشاحبة : افآآ مين مزعلك ؟
رتيل تعَّرت بمشاعرها أمام والدها لتُردف بغضب : من الكلب
عبدالرحمن بإبتسامة : و مين الكلب ؟
رتيل : فيه كلب بهالدنيا غير عبدالعزيز
عبدالرحمن بضحكة عميقة أردف : وش صار أمس ؟
رتيل : قالي أنه الليلة بيحتفل مع الكلبة الثانية !
عبدالرحمن يجلس على طرف السرير : عيب يا رتيل
رتيل : ال ماهو عيب ! هي كلبة وصخلة بعد
عبدالرحمن : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستغفرك يا
ربي .. رتيل هاأللفاظ أحرقيها كل هالجمال والنعومة وتقولين كلمات
شوارعية ؟
ضي بضحكة وقفت : أنا بروح ألبس ..
رتيل بثقة األنثى : إيه أنا ناعمة و جميلة لكن اللي ي ُدوس على طرفي
أدوس عليه يا يبه وماله عالقة باألنوثة أب ًدا.





عبدالرحمن مِّد لضي كرت الغُرفة ليردف بإبتسامة : يمكن يبي يخليك
تغارين ؟ ألن أمس المغرب جاني
رتيل : يبه أنت واقف معي وال معه ؟
عبدالرحمن : معك أكيد بس أنا أقولك يمكن ! تعرفين عبدالعزيز شوي
شخصيته ماتنفهم بسهولة
رتيل : إيه هُم الكالب كذا
عبدالرحمن : رتتتيييل ! عيب يبقى زوجك
رتيل : يبه تكفى قول عبدالعزيز قول أي شي بس ال تقول زوجك ألن
عندي حموضة من هالكلمة
عبدالرحمن أبتسم : طيب ما وِِّدك تصفين العالقة معه ؟
ِتك بزواجنا أول مرة ؟
رتيل بجدية : وش كانت نيِّ
عبدالرحمن : يمكن قلت بنية طالق لكن والله في داخلي ماكنت أبيه طالق
ألن ماراح ألقى أحسن من عبدالعزيز ! بس بفترتها أكيد أنه كان غلط
وجود عبدالعزيز معك فعشان كذا كنت رافض.. لكن لو بظروف غير
بالعكس أنا راضي عن عز تمام الرضا
يُكمل : عشان كذا الحين وِِّدي تتفاهمون أكثر
رتيل : ما بيننا تفاهم
عبدالرحمن يعرف أنها كاذبة ليُردف : اجل تبين الطالق ؟
رتيل شتت أنظارها ولم تنطق شيئًا.
عبدالرحمن وقف : أجل حاولي يا رتيل
رتيل رفعت عينها بدهشة ، لم تتوقع أنَّها مفضوحة لهذه الدرجة !
عبدالرحمن أبتسم : يالله قومي ألبسي
،
مرتمي على األريكة و ريحة ال ُشرب الكريحة تفوح منه ، منظ ُره مقزز
ُم
ٌم آخر غير جحي
أل ِّي شخ ٍص س ِو ي يُدرك بأن العب ُث بح ُدود الله هو جحي
اآلخرة. نظر إل يه بعقدة حاجب يه ليُفرغ قارورة المياه عليه : قووووم!!





فتح عينه بتثاقُل وهو ينظر لوالده. ُمرتع ًشا من ب ُرودة األجواء التي تتسلل
من النوافذ المفتوحة.
رائد بغضب : قلت لك ال تشرب ورجعت تشرب!! وتلومني ال خليتك زي
الكلب هنا ! ألنك ماتقدر تسيطر على نفسك!!
فارس يستعدل بجلسته وال ُصداع يفتفت عقله : أستغفر الله
ِك
رائد : ماشاء الله تعرف ربِّ
فارس بعصبية : وأنت يا يبه خليت فيني عقل يخليني أعرف ربي وال
ماأعرفه
رائد يجلس على الكرسي : والله أنك بلوة
فارس يمسح وجهه بأنامله : على االقل بالي على نفسي ماهو على مجتمع
كامل
رائد بحدة ين مك ؟ ُظر إل يه : نععم يا روح أ
فارس لم يتجرأ أن يُعيد كلماته ليقف ُمتج ًها للحمام ولكن تفاجىء من
المشرط الصغير الِذي مَّر بجانب بطنه ، ألتفت على والده بصدمة : لو
داخل فيني ؟ لهدرجة روحي رخيصة ؟
رائد الِذي يتقن الرمي رماها بجانبه ولم يقصد أن يرميها عليه ولكن
ليُخيفه. تجاهله وهو يخرج هاتفه ،
فارس بغضب أغلق الباب بقوة لتض ِّج الشقة معه.
،
ِها ، ضحكت
وضعت البذُور في يِدها لتُدغدغ مناقير الطيور راح ِة كفِّ
لتُردف : يجننون
ريَّان القري ُب منها ، بإبتسامة : يالله جعت ! خلينا نروح .. مد يِده لتُمسكها
وتقف ..
أقتربت بائعة الورد لتبتسم بتغنُج ، في لحظ ٍة كانت تنفُض ريم بعض
البذور المتشبثة في جاكيتها.
مَّدت له وردة حمراء ذات غص ٌن زا ِهي باألخضر ، أخذها ليُخرج لها من





محفظته بعض النقُود ، ألتفت على ريم ومَّدها لها.
أبتسمت : شكًرا
ًوا
ريَّان بمثل إبتسامتها : عف
ريم وهي تنظ ُر للعالم من ضحكتِه وإبتسامته ، تشعُر بهزيمتها لكل البؤس
ِف ج ًدا
ِّ
أن عانقته ، التعر ُف كيف هي قيمةُ هذا العناق ؟ هذا العناق ُمكل
منذُ
جعلها تسعُد بأو ِل صباح إسمهُ صباح العروس فقط. هذا العناق ال يُشترى
ا أسه ُل
ودقا ِت قلبه أي ًضا ال تُشترى ، هذا الشعُور جنَّة وأنا ال أعر ُف طريقً
أتذو ُق به جما ُل الدنيا إال من عين يه. هذا العناق للتاريخ ، لتاريخ قلبي فقط.
ريَّان شعر بأنها تسر ُح به ، ألتفت عليها وبإبتسامة إستغراب : وش فيك ؟
ريم هزت كتف يها : أفكر باللي صار أمس
ِها : ووش وصل ِت له ؟
ريَّان خلخل أصابعه بكفِّ
ريم بضحكة : أني عجزت أفهمك
يسيران على شارع تقسيم الصاخب بال ُخطى : ماهو بيوم وليلة بتقدرين
تفهمين .. قدامنا ُعمر
ريم أبتسمت وهي تنظ ُر للورِدة التي بيِدها : معك حق
،
ليلة األمس وهي لم تفُوق بعد. كان يُريد
ينظ ُر إل يها من خلف الزجاج ، منذُ
أن يُسعدها ويُخبرها بأنه عرف إسم المستشفى التي أنتقل إل يها بعد الحادث ُوا
، كان يشعُر بأ َّن ُهناك باب سينفتح بعد أن تعرف ولكن خابت كل آمالها
من القدر أنها ال تعرف اآلن أو ُربما ال أعرف
عندما سقطت ، ُربما حكمةٌ
! الأعرف يا رؤى ما يحص ُل بهذه الحياة ؟ هذه األمور التي تُعرقل كل
ن
ِ
ئِن َوإ
َو فرصة لنبتسم ال أفهمها أب ًدا. " لَ
ِل َما ُعوقِ بتُم بِ ِه

بِ ِمث

م فَعَاقِبُوا
َعاقَ بتُ
ِل َّصابِري َن " بمثل ما عاقبُوك يا رؤى هُم يستحقُون ! أمل
ِّ
ُهَو َخ ي ٌر ل
م لَ
َصبَ رتُ
الِذي نجهلها ومقرن الِذي نسبُوك إل يه وهو ليس بأبيك! جميعهم الِذين ال
ِ
أعرفهم وال أ ي أتماس ُك أمام إندفاع هذه العاطفة َّود أن أعرفهم. الو َجع أنِّ
إتجاهك ، الو َجع أن أ ُكون راضيًا على نفسي من رضا الله وأ ُكون غاضب



إعدادات القراءة


لون الخلفية