الفصل 64

عبدالرحمن : صاير لها شي وماهي راضية تقول ؟ ماهي بنتي اللي
أعرفها ! متغيرة


درجة ، لو هي فعال متضايقة من تصرفاتي عشانهم
كان قالت لي من زمان بس انا متأكد مليون بالمية انه فيه شي وراها
مخليها تحط تربيتي لهم حجة
ضي : وش يعني بيكون وراها !! تلقاها متضايقة ومحتاجة تفضفض
وعشان كذا ترمي عليك هالحكي
ِن !! أكيد
ِن ألحد بس الحين تبيِّ
عبدالرحمن : عبير إن كانت متضايقة ما تبيِّ
فيه سبب وراها يخليها تنفجر بهالصورة
ضي أبتسمت : ماتوقعتك شكاك كذا
عبدالرحمن جلس بتعب : ماني شكاك بس بنتي واعرفها ! رتيل لو تقول
كل األلفاظ الشينة بوجهي بقول متضايقة وجالسة تفرغ وبتركها لكن عبير
مستحييل اال اذا كان فيه شي بحياتها ما أدري عنه
ضي : أنا أقول ال توسوس كثير وهي بروحها تعبانة و إذا شكيت فيها
بتنقهر زيادة وتتعب ، خلها ترتاح شوي بدون ال نضغط عليها وهي من
نفسها بتجيك
عبدالرحمن بعد صمت لثواني طويلة أردف بإقتناع : شورك وهداية الله
،
على طر ِف سريره جاِل س و عيناه تح ِكي اللهفـة و تفاصي ُل البراءة و
ُمعانق بشرةٍ ناعـمة ستأتي بعُر ٍس في قلبه ، أقتحمهُ العبير
رائـحة الزهر ال
من ُكل جانب ، أردف : مافهمت!!
آخر تهُربًا : كيف عيدكم ؟
ٍ
ُمهرة بربكـة بحثت عن موضوع
يوسف : عادي
ُمهرة بشك و قد أخذتها العفوية في ُمحادثته : معقولة ! اكيد راح تطلع مع





ربعك تسهرون وكذا
يُوسف بضحكة : كل ربعي بيسهرون مع حريمهم
ُمهرة : هههههههههههههههه عيش حياة العزوبية من جديد
يُوسف : وانا قلت أل ؟
ُمهرة جلست على الطاولة التي يُغطيها بع ُض ذرا ِت ال ن طال
تُراب بعد أ
ُخرى
وقوفها في ُمنتصف الصالة الخاوية و تكَّورت حول صمتِها مرةً أ . .
يُوسف : الحين ماهو الزم مراجعات عند دكتُورة .. يعني تراجعين معها
الحمل وكذا ؟
ُمهرة : بس أفضى اشوف لي وقت أحجز فيه موعد
يُوسف بجديَّة : بس تفضين ؟
ُمهرة التي ال ت ِجد م هم
ا يُشغلها في حائل : إيه عندي أشياء أ
يُوسف عاد لرحِم صمته ، يختنق أو ُربما يُكابِر ، رقَد الصب ُر به حتى
جاهد نفسه بأن ال يتلف . ُظ عليها بكلمٍة تجرحها
ُمهرة ال تعرف كيف التناقضات في ُمكالمته تجتمع. تشعُر بالخيانة ألخيها
وهذا بحِد ذاته شعور ُمشين ولكن ال تن ُكر بأنها أول ُمكالمٍة نقيـة خالية من
شوائِب الحقد و ال ُكره و الكلمات السيئة.
ُمهرة بهُدوء : اليوم بشوف لي عيادة زينة
يُوسف وال تخ ُمد براكينه الغاضبة ، مازال ُملتزم الصمت و انفاسه العالية
تكش ُف غضبه.
ُمهرة : تآمر على شي ؟
أغلقهُ قبل أن يس َم . يُوسف ببرود : بحفظ الرحمن . . و ع رِِّدها
،
ُمتغنِجة كيف
ُمفعم بالفر َحة ال
ِر العيد الطويل و ال
في الساعا ِت االولى من نها
خ بالِدنـا بـ " ضحكة
ُّ
وال ؟ وهذا عي ُد ال " ُمسلمين حي ُث تض
لت أن
ح ُضورها بتر كلماتِه و رأ ُسه في ُحض ِن عمتـه الجميلـة ، أسبق و قُ





عمتِي ُمرادف لكل األشياء الحميمية " عمتِي و خالتي و أبي و أمي و
أختي و أخي و . . أي ًضا زوجتي " ،
ال تعرف لماذا أرادت أن تجرحه بأي طريق ِة كانت حتى لو كان هذا األمر
يُحزنها مثل أن تجعله يندم عليها و كأنها سلعة تردد في شراءها.
ح َصة دفعته ليجلس : أجلس زي الناس ..... تعالي الجوهرة أجلسي هنا ..
أشارت لها بجانب سلطان.
ال ُجوهرة طوال ليلها تدعي بهذه اللحظة التي تُبقيها ُمتزنة أمامه ، أردفت
بإبتسامة : تقهويتوا ؟
حصة الرقيقة أرادت أن ترتكب ال ُصدف بينهما : سلطان ماتقهوى
سلطان ال ى ُمشتت انظاره ولم ينظر إل يها إال النظرةِ األولى ، ألتفت عل
عمته : متقهوي وخالص
ده إليه ، ثواني طويلة أمام أنظار
ُّ
الجوهرة أخذت فنجان ومألت رب ِعه لتم
ُمراقبة و قل ُب الجوهرة الذي يكاد يقتلع من صدرها ، خش يت أن
حصة ال
ترتبك أكثر وتنز ُف دماءها.
أ َخذ سلطان الفنجان ، و حصة رسمت إبتسامة إنتصار على ُمحياها.
سلطان بحديثه لعمته يتجاهل وجود الجوهرة تماما : وين العنود ؟
حصة : راحت لعماتها مجتمعين
ٍن
ال ُجوهرة تن - تغار - ُكل هذا اإلهتمام ُظر إل يه بعي
َ
السؤال عنها ؟ ِلم
َ
، ِلم
!! ليست سعاد وحدها من لها ما ٍض مع سلطان. حياتُك يا سلطان تبدأ من
النساء و تنتهي منه ُن و ُرغ ًما عنك يجب أن تقتنع بذلك .
حصة بعد صم ٍت طال أرادت أن تذهب وتتركُهما ولكن تثق في الجدار
الذي بجانبها أنه سيذهب أي ًضا ولن تن َجح مسألة إختالءهما في بعض.
سلطان يُحرك خرزا ِت المسب َحة غير ُمبالي تماما بالكائن الجميل الذي
يُقابله في الجهِة األخرى .
حصة : سلطان يقول ماشاء الله حافظة القرآن
الجوهرة : ايه الحمدلله قبل زواجي بفترة قصيرة ختمته
حصة بتألي ٍف ُمتقن : وقتها كان سلطان بس يسولف عنك





سلطان و هادئ جدا يستمع ل ُخرافات حصة بسالسة و شبه إبتسامة تطفو
على ُمحياه و عيناه مازالت على المسبحة.
حصة : كان والله ودنا نحضر بس كانت العنود عندها اختبارات ومقدرت
اخليها لحالها و ألن بعد سلطان قالي الزواج صار بسرعة يعني ما أمدانا
حتى .. عاد ما ألومه يوم أستعجل
ال ُجوهرة ب َدت ال ُحمرة تغزي مالمحها البيضاء .
سلطان عض شفتِه ال ُسفلية ُممس ًكا ضحكتِه ، أردف بهُدوء : أستعجلنا
عشان شغلي
وقفت بتأخذ فنجان ح َّصة ، سكبت لها القليل و من ثُ الجوهرة م أتت لسلطان
، بقُربها منه مرة ثانية شعرت بالغثيان ، دقا ِت قلبها ال تنت ِظم و تشعُر كأنهُ
ينظر إليها بعينه ال . ُمحمرة الغاضبة
توترت كثي ًرا و هي تسك ُب له ، مَّدت يدها و ب ُمجرد ما المست أصابعه
يِدها حتى سقط الفنجا ُن أر ًضا.
حصة : بسم الله عليك ، ... خليه عنك تجي عإاايشــة . ..
عـــــــــــــــــــــــــــــايـــــــــــــــــش ة
الجوهرة بربكة : آسفة ..
ال ُزجاج بدأ أنفُها بالبكاء دما ًء كالعادة
ِ
بمجرِد وقوفها من إنحنا ِءها على قطع
، يُشاركها ال ُحزن و الخوف والغضب و التوتِر ، أنفُها يُشاركها كل األشياء
َرح و ال ُحزن
السيئـة و عيناها تعت ِص ُر بالتناقض بين الف .
حصة بدهشة و هي التي لم تعتاد على هذا المنظر ، أردفت بخوف : وش
فيييك ؟
الجوهرة أخذت مندي ٌل لتنسحب نحو المغاسل.
سلطان ببروٍد تام : هي اذا خافت نزف خشمها
حصة بغضب : وانت جالس !!
سلطان تن َّهد : تعودي انك بتشوفينها كذا كثير
حصة : البنت تنزف وتقول تعودي ! و َّدها المستشفى على األقل
سلطان بحدة : حصة وش فيك ! قلت لك من يومها صغيرة وهي كذا اذا





خافت تنزف
حصة : وليه تخاف إن شاء الله !! ال يكون مسوي لها شي ؟
سلطان تن َّهد بضيق : استغفر الله العلي العظيم
وأتجه للمغاسل ، ُمجرد ما أنتبهت لظله مسحت دُموعها التي أوشكت على
النزول.
سلطان : وقف ؟
الجوهرة لم ت ُرد عليه ، وقف خلفها تما ًما و ج َّمدها في مكانِها وهو يغر ُز
أصابعه في خصرها و يردف بحدة : لما أسألك تجاوبين
الجوهرة تنظ ُر إليه من المرآة ، بقيت تُصارع ألمها وال تُصِدر صوتًا ، . .
تُجاهد أن تبقى قوية. عيناها تلتِقي بعين يه الحاقِدة التي أصبحت تج ُزم بأ َّن
الحجار تُعشعش به.
سلطان أخذ مندي ٌل أبيض ليُبلله بمياٍه دافئة ، مسكها من كتف يها و جعلها
تُقابله ، قرب المنديل من أنِفها و رائحة العود تنبث ُق من ذراعه الممتدة ُ
قلبِي يح ُدث بين ُهما
ٍ
حولها و أنفاسه تُخالط أنفاسها. و حوارا ٍت من نوع
اآلن.
عقدت حاجب يها و كأ َّن هذه العُقدة ستحميها من الدُموع ، هي ثواني ، وا ِحد
، إثنين ، ثالث ، أربع .. و نزلت ُكرا ِت الملح الرقيقة على خدها ُمتدحِرجة
على يِد سلطان.
ُمح َّمر في ال ُزبالة ،
صِّد وهو يرمي المنديل ال
و قوةِ ال ُجوهرة تخونها ، مَّرت بجانبه و رائِحة عطره تخ ُل في توازنها ،
قد أمل ُك الحصانة نحو ُكل شيء إال رائِحته.
على بُعد خطوا ِت قصيرة ، عائشة : أنا شنو يسوي ماما ؟ انا ما يأرف
*يعرف* شي
حصة نظرت للجوهرة و تجاهلت عائشة التي تُثير الهوامش ، أقتربت منها
: عساك بخير يمه ؟
الجوهرة صمتت ، هي تعلم إن تكلمت ستنهار بالبُكاء .
سلطان من خلفها : ماتبين تروحين لعمك عبدالرحمن ؟ اهلك كلهم بيجون





هناك
يالله يا سلطان ما أوج ُع مرورك على قلبي اآلن ؟ تسألني بكل برود لتُثير
حرارة قلبِي و مر ِضه الخامد في زاويـته ، يتسابقون بأسئلت ُهم و ُهم
يدركون بأني على حاف ِة إنهيار. ، لن أخضع لقلبي بعد اآلن ، خضعت لك
ي يكفيني يا قلبِي
ُمنتصف ولن أجعلك تشط ُر بقايا

سنين و شطرتني في ال
أن تُشاركني ُحزني وال تُقرر عني.
ُمتحِدثة ، أقتربت منها أكثر لتمسح مالمحها
حصة و تغر ُق في عيناها ال
ٌ حانية وا ِحدة كفيلة بغرق الجوهرة في بُكائها
بكِفها الدافئ ، لمسة .
حضنتها و كانت ردةُ فعل البائِسـة ُمو ِجعة لصدِر العمـة القلقة ، تمسكت
بجسِدها التي تُغلفه رائحة األمومة.
أتجه سلطان لمكانه ُمرِدفً لع!!! ا : كان ناقصنا د
" دلع !!! " أنا تافهة
ج َّمدت أعصا ُب الجوهرة حول جسِد عمته الحاني ،
بك ، قلي ٌل من
ُعلق أمالً
ج ًدا عندما أبكي منك و تافهة أكثر عندما أ
اإلحساس يا من كان يجب أن ألف ُظه سلطاني ، فقط القليل الذي يُشعرني
أنَّك إنسان ُرغم كل قساوتِك ، ما أثقلك على قلبي الذي باتت ُجدارنه
تتصَّد ُع منك.
يُتبع
ٍر عريض و وثير يتسع لتخبئ ِة
رمى نفسه بجانب صديقه ، على سري
ُمتثاقلة على ظهرك. ناصر بتعب : جايني أرق ماني قادر أنام
األحزان ال
صار لي يومين انام ساعة و أصحى وهذي حالتي
عبدالعزيز بإبتسامة طاهرة ُمغمض عين يه : تذكر السنة اللي فاتت وش كنا
نسوي ؟
ناصر ضحك بخفُوت ليُردف : علينا تصرفات المراهقين ما يسوونها
عبدالعزيز ومازال ُمغمض العين يعي ُش الحلم بكافة تفاصيله ، عض شفتِه





ال ُسفلية بشغف : كان متعة والله ضربنا لبعض
ناصر بإبتسامة م َحت ُكل تعب الطائرة : خذيت منك كفوف والله كانت
إيدك حجر أعوذ بالله
عبدالعزيز : و أبوي ماق َّصر فيني رجع لك حقك
نا ِصر أنفجر ضح ًكا وهو يتذ َكر شكل عبدالعزيز وبين ضحكاته : أبوك
عليه تعذيب نفسي يخليك تعض األرض
عبدالعزيز أبتسم : تذكر يوم يعلق العلب فوق رآسنا ويقول بشوف توازنكم
قسم بالله قمت أستشهد من الخوف
ناصر : أي تستشهد قمت تترجاه !! " يُقلد صوته " تكفىى يبه هذا سالح
أخاف الشيطان يدخل وأموت ... تكفىى يبه توني بأول العمر
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههه الله يرحمه ويغفرله
.... وبصو ٍت خافت .. أشتقت له ، كنت أحسب ألفعالي ألف حساب ألني
ي ماكنت
داري أنه ورا أخاف أغلط ألني عارف أنه في أحد وراي بيصلح
الخطأ
ناصر : الله يرحمه يارب ... والله أشتقت له كثير .. أشتقت حتى لهواشه
ي ..... مدري كيف كان عصبي ورحوم بنفس الوقت .. كل الصفات
ل
الحلوة فيه
ٍن ُمتلهفة ألحادي ٍث عنهم ع َّل أطيافهم تُشاركه العيد : أول
عبدالعزيز بعي
مرة هاوشك فيها وزعلت ماكنت متعِِّود على أسلوبه و باس رآسك وقالك "
ما بين األبو و ولده زعل
"
يُقلد صوت والده ب ُح ٍب عظيم
ناصر تحشرجت دُمو ِعه لذكرى واِلد عبدالعزيز ، أبتسم و عيناه تتضبب
برؤيتها : ما أظن غادة بروحها اللي أشتقت لها
عبدالعزيز فتح عيناه ينظ ُر للسقف الشبه ُمعتم كقلبه الذي يحتفظ ببع ِض
الضوء من ذكراهم ،
،
ير ُن في إذنــه وص ِف والدته لها ، جديًـا ال يُف ِكر كثي ًرا بزاوجه الِذي





يضطرب بالعِد التنازلي ، و ال يُف ِكر كيف التعارف سي ُكون بين ُهما ؟ أو
حتى كيف يتخيَّلها . . لم يُطالب بالرؤية الشرعية و لم يط َمح من األساس
بأن يراها.
ٍق يفي ُض
في الطريق المؤدي للرياض خلف سيارةِ والده ، على جنبا ِت طري
بالجفاف كجفا ِف ُشبا ِك قلبه الِذي لن يُغِري حمامٍة مثل ريم بأن تِقف عليه ،
تن َّهد و قلبي يُعيد إستماعه " بصو ٍت به من اللهف ِة لهذا الزواج الكثير ،
أردفت : طولها كذا يعني تقريبا أقصر من أفنان بشوي ، و ضعفها حلو
ماهو ضعف المرض ال ضعف يعجبك .. و ال الخصر قل أعوذ برب
الفلق وش زينها يوم شفتها آخر مرة بالفستان و طالع جسمها ماشاء الله
تبارك الرحمن .. أنا لمحت أخوها الكبير مَّرة على ماظنتي منصور ..
فيها شبه كبير منه بس هي أزين بعد .. ما أقول إال الله يهنيكم ويرزقكم
الذرية الصالحة"
هذا الوصف و تلك الكلما ِت تُشبه ما قالته والدته في ُمنــى ، يُذِكر تلك
الليلة البائســة و ضحكاتِهن الحقيرة ، حتى ال ُجوهرة كانت تعلم و ل ِكن لم
ُالم على ُكرهك يالجوهرة
تقُل لي و ال أ !
)بخطوا ٍت خافتة يصعد لينجذب نحو أصواتِهن ، و ُمنى ب ُسخرية :
ههههههههههههههههههه إيه ماشاء الله معذبة قلوبهم كلهم ، علقت عليها
ال ُجوهرة بذا ِت ال ُسخرية " قولي بعد أنك تحبينه " ُمنى بضحكٍة صاخبة
أجابت : إيه أحببببه .. هههههههههههههه(
زاد ب ُسرعته و براكينٍه تثور ُمجدًدا ، و األفكا ُر تأتي ب ُمنى اآلن ـ
مدِر " ي
مين تكلمين ؟ " أجابت "
ألتفتت عليه وهي تُغلق هاتِفها ، سألها "
ُظر للرسائِل الغزليــة . . . .
" . . سحب الهاتِف لين
مزعجني هالرقم كثير
و أشياء ال يستحق قلبي ذكرها اآلن ، بتَــر تفكيره بها و هو يُجدد الال
"
والء لريم.
،





قبَّل ج ريـا الذهبيــة
بينها و كفَّها ليجلس أسفَـل السقف الِذي تتدلَى منه الثُ
ُمشتاقة ، وبصو ٍت ممتلىء بالحنان :
ُمشعة التي تُشبه عينـا ُموضي ال
ال
بشرني عنك ؟ وش مسوي ؟
فارس : بخير مافيه شي يذكر
ُموضي وهي تُخلخل أصابعها في شعِر فارس القصير : تدري يمه ؟
أشتقت أصبح على وجهك
ِن والدته إال
فارس بصمت ينظ ُر للفراغ الذي أمامه ، لم يضع عينه في عي
عند سالمه لها.
ُموضي و دُموعها تخن ُق محاجرها : أشتقت لك كثير
فارس و جا ِمد ج ًدا ، قلبه يتفتت لفُتا ٍت رقيق يمُر بح ُموضة بين خاليـا
دماءه المالحة.
ُموضي بلهفـة : سولف لي عن أخبارك ،
ش عرف
هور ماشفتِك .. أبي أ
وش صار فيها!
فارس بهُدوء وعيناه على دلـ ِة القهوة : أنام آكل أقرأ أرسم .. بس
ُموضي بقهر األم : ليه تكلمني بهالطريقة كأنك ماتعرفني ؟ أنا أمك ال
تسوي فيني كذا
فارس تن َّهـد : آسف
ُموضي بإعتذاره نزلت دُموعها بال ُمقدمات ، وضعت كفَّها عل بنها
ى ك ِف إ
األس َمر : أبي أحس أنك قريب مني ، تدري يا فارس أني أحتاج لك كثيير
فارس ألتفت عل يها و عيناه في عين يها ، عقَد حاجب يه وجعًا و سحبها
ل ُحضنه ليُعانقها و يستنش ُق األمومة الضائعة منه ، دف ٌء يُهدأ ضجي ُج
َ دائِ ًما أف َشل في قو ِل
البرودة الذي يحفُه ، ِلم عاند
ُ
َ دائِ ًما أ
ما في قلبي ؟ ِلم
قلبي و أقُول شيئًا ُمختلفًا ألجرح من حولي!
ِك
مي أني ، أفتق ُدك كما أشعُر بفُقدي لجن ِة ال ُدنيــا بين كفيِّ
ُ
تعلمين جي ًدا يا أ .
،
ُطل دقائِق و تختِفي
ا و شم ٌس خجولة ت
َ
على ُطر ِق باريس العتيـقة مشيـ





تحت خما نان كف يها في جيُو ِب معطفها : برررد ِر ال ُسحب ، أد َخلت أف
َ حولها :أتوقع هنا المكان
ُسميــة تنظ ُر ِلم ...
أفنان : ترى إذا فيه أشياء مااش ماعجبتني راح نطلع
ُسمية :أكيد إذا فيه شرب وحركات قلة أدب على طول نطلع
ُمزيَّن
ِق ليواجها مدخالً
ِب ..... و بهُدوء دخلتا الممر الضي
أفنان : طي
بجدائِل الزهر الريفيــة ، أفنان بضحكة : شوفي الورد وش زينه يمدينا
نسرقه!
ِس
ُسمية : مدري من وين يجيبونه مررة يجنن ! بس هنا مايبيعون اال المخيِّ
ُمستديرة
ُمزيَّن بالطاوال ِت ال
أفنان و ُسميـة تو َّزعت أنظار ِهن حول المكان ال
و المقا ِعد التي تُشبــه مقا ِعد النواِدي الليلية ، كان اللون العنابِي و الذهبِي
ِه التُراث النجِدي
يطغى على المكان و نقشا ُت ال ُجدران تُشبـ .
ُموسيقى تنهال من ُكل
و الضحكات تصخب في ُكل مجموع ٍة جاِلســة و ال
صوب.
أفنان همست : خلينا نطلع !! بيجلسون ينطربون الحين ويرقصون!!
ُسميــة : إال وناسة بس تعالي نتفرج ونتطمش .. محنا مسوين شي إحنا
أفنان : يمه أشكالهم تخوف ماكأنهم مسلمين
سمية بجدية : أفنان ياكثر وسوستك إال مسلمين شوفي هالوجيه السمحة
بس !!.. سحبتها وجلستـا في إحدى المقاعد المنزويـة باألخير حي ُث مكان
إستراتيجي ل ُسميـة في التأم ُل بمالِمح الضيُوف.
أفنان : الحين حقين " َكــان " بيجون ؟ يعني أستاذ نواف وكذا ؟
ُسمية : مدري والله بس أتوقع يمكن
أفنان أمالت فمها : ماهو حلوة يشوفنا كذا
سمية بحماس : شوفي ذيك بس..
،
غرقَت في ضحكتِها وهي تُغ ِسل كفا َهــا ، بع ُض من نجد يلتصق بها اآلن و
الرائِحـة العذبـة تكشف عن إشتياقها ، أردفت : حلوو ؟





وليد و هو ين ِظر لنق ِش ظا ِهر كفَّها و بإبتسامة : مع أني ماأحب هاألشياء
بس حلو عليك
ُرؤى أبتسمت لإلمرأة السوادنيـة العذبـة و شكرتها لتتبع وليد.
بــعِة القش ليضعها على رأ ِس ُرؤى و أكمال سير ُهما
وِليد أبتسم و سحب قُ
على الشاطىء و الجو يتكاثف على نغمِة العيد.
أردف : ما توقعت فيه عرب هنا!
رؤى : يازينها بس .. والله ودي آخذ رقمها
وليد ضحك ليُردف : خليك واقفة هناا
رؤى بشغف : فيه مفآجآة بعد ؟
وليد : وش قلنا ؟ األقدار مكتوبة و ماله داعي نف ِكر بالمستقبل .. الزم
نضحك ونعيش يومنا و نتفاجىء بعد
رؤى بإبتسامة ُحب و حماس طفُولي : طيب .. وش بعد ؟
وليد : شايفة الشي اللي هناك .. أشار لها بيِدها ،
رؤى شهقت : آلآل مستحيل قول أننا بنركبه
وليد : هههههههههههههههههههه رحلة على شواطىء باريس وش رايك
بس ؟
رؤى ضحكت بفرحة كبيرة : يالله وليد ... وين ألقى مثلك ؟
وليد أبتسم : ترى بنتأخر على الرحلة ألن معانا ناس ثانيين .. ماحبيت
نحجز بروحنا .. يعني عارفة الوضع
رؤى بإمتنان : مو بس وين ألقى مثلك ؟ إال وين ألقى شخص يخاف علي
حتى من نفسه
ناس يتحدثون الفرنسيـة
ُ
أتجهـا نحو البا ِخرة العريضـة كانت تح ِوي على أ
ُمتغنجة بألسنتهم ،
صعَدا لألعلى حي ُث ال أحد ، رؤى تِقف و الهواء يعب ُث ال
بها ، بنظ َرة سا ِحرة لعُر ِض البحـر : أحس بسعادة ما تنوصف
لر ُج ٍل ال ترى مالِمحه يعتلي صوته بجان ِب آخر :
يشط ُر بصرها ضحكةٌ
وي آر إن باغييسparis in are We..
يُكمل عنه اآلخر : و تخرجـــــــــــــــنا و رفعنا الراس
و ر ُموا أجساِدهم من البا ِخرة في البحر وسط صخب ضحكاتهم و فرحتِهم





،
ألتفتت على وليد و أصابعها تتمسك بحوا ِجز الحديد : أحس هالمنطقة قد
شفتها!!
،
على مكتبــه يُطفئ سيجارتِه ، في كِفه الهاتف : أنتظر بعد .. أنا كلمت
صالح و هو قالي فترة و بعدها نتفق بموسكو ...... ال وش فيك ؟ .... آل
أكيد مستحيل أنا أثق فيه كثير .... هو مشغول الحين يقول أضبط األمور
وماأعرف أيش أنا مخليه براحته ألن داري راح يرضيني بالنتيجة ......
هههههههههههه ال في هذي تطَّمن أقولك واثق فيه ....... ُمستحيل قولي
ِّي ليه ... مدري عنه يقولون متزوج منه أنا قبل كنت أف ِكر
بنته .. ما عل
بولد سلطان أنه ممكن يفيدنا بس طلع متزوج بنته وين يفيدنا فيه بعد !! ...
هههههههههههههههههههههه والله عاد هالعبدالرحمن أنا ماأفهم تركيبته
ِّي منه .. المهم شف لي الحجوزات
..... خل يحشر بناته وال يذبحهم ما عل
أبيك تتأكد و تراجع لي شروط العقد أخاف يشوفون لهم ثغرة زي العادة
ويقلبون الموضوع علينا ..... إيه أنا معتمد عليك في األمور القانونية .....
ال بنتظر لين تجيني الجنسية الفرنسية عشان ِكذا أكون تحت حماية
الحكومة الفرنسية ... إيه طبعًا ... ههههههههههههههههه مو بس يآكل
تراب إال بيتب َخر هو و الثاني سلطان....
،
ٍن تجعلها بعُمٍر
أرت َدت فُستَـان إلى ُركبتِها ذو لو ٍن أسَود ، أعتادت على ألوا
أصغَر أما هذه المرة أرادت أن تخر ُج بلو ٍن كئيب أو ُربما لو ٌن يُبرهن
صخ ِب أنوثتها . . أرادت أن تك ِشف نوايـاها في ردائها.
تركت شعرها البُندقي ممَّو ُج بخفُوت على كتِفها و الشاش األبيض مازال
يل ُف منتصف رأسها و يُمسك شعرها من فوق ليظهر أكثر ترتيبًا ، تركت





أحمٌر صارخ يتكأ على شفت يها و الكح ُل األسَو . د يُِذيب ش ُحوب عين يها
أرتدت كعبـها األسَود و سمعت أصواتِهم ، عمي عبدالمحسن و َصل !! . .
ألتفتت لغُرفـة عبير ، أتجهت لها و طرقت الباب ، مرةً وإثنتين وفتحت
الباب ، ألتفتت عبير ال . ُمستلقية على السرير إل يها
رتيل بهُدوء : ليه جالسة ؟
أمس : وش فيه
َرى رتيل منذُ
عبير ُصعقت من منظِر الشاش ، فهي لم ت
راسك ؟
رتيل : طحت أمس .. طيب أمشي ننزل عمي عبدالمحسن جاء وأكيد
جوجو معه وخالتي
عبير : ال مالي خلق بنام
رتيل تن َّهدت : قومي وشو له تضيقين على نفسك!!
عبير بإستغراب من تصرفات رتيل : وش صاير لك اليوم ؟
رتيل أبتسمت و الخب ُث يخرج من عين يها البريئة : وال شيء بس إذا أحد
ِيه و إذا قهرك بعد أقهريه ، أما
اك أذِّ
أزعجك أزعجيه وإذا أذ أنه يقهرني َّ
وأجلس أكِدر نفسي عشانه !! ليه ؟ وحتى سالفة زواج أبوي خالص تزوج
بجلس أضيق عمري وأبوي مبسوط ؟ أل .. عيشي حياتك زي ماتبين
وأتركيهم عنك واللي يدوس لك بطرف رديها له ..و أحرقـــــيه .. " ش َّدت
على كلمتها األخيرة ب ُكره"
عبير رفعت حاجبها : يعني أزعج أبوي ألنه أزعجني ؟
رتيل : أبوي حالة أستثنائية بس دامه مبسوط خالص .. أنا أقول قومي
وألبسي ... محد خسران بحزنك هذا غيرك أن ِت .. ال أبوي بيوقف حياته
عنِدك وال ضي بتبكي عشانك .. محد يهتم لنفسك غيرك .. أنا بنزل ..
وتركتها تُصارع أفكارها المشوشة ، كلمات رتيل تُثير في داخلها الريبة
والشك و كل األمور السيئة.
ُمشتاق : وين
نزلت رتيل لتُسلم على ع َّمها و إمرأتِه و الجوهرة ، بسؤال ال
تركي ؟
عبدالمحسن بهُدوء : مسافر





رتيل : صار لي فترة طويلة ماشفته
عبدالرحمن وقف : دام جت رتول أحنا بنمشي
ِه األصغر ،
عبدالمحسن و خرج مع أخي
رتيل بإبتسامة : أفنان متى ترجع ؟
ي
ال ُجوهرة : أتوقع الشهر الجا
ُمح َمر و المتو ِرم
رتيل بعد صمت سقطت عيناها على ك ِِّف ال ُجوهرة ال
أي ًضا : وش فيها إيدك ؟
الجوهرة ل َّمت كفوفِها حول بعضها بربكة : بالغلط لما كنت أكِوي
رتيل : يوه سالمتك والله
ال ُجوهرة : الله يسلمك
رتيل : طيب أفنان يعني ماراح تحضر عرس ريان ؟
أم ريان : إال أكيد بس مالقت حجز اال قبلها بيوم بتكون تعبانة بس الله
يعين
رتيل : توصل بالسالمة. .
،
تقيأت ُكل ما د َخل بطنها في صباح هذا العيد ، مسكت بطنَها بو َجع ،
والدتها من خلفها : ذي عين ما صل لنا نروح المستشفى َّت على النبي .. خ
أخاف صاير به شي
ُمهرة بألم : أل ماله داعي .. أنا بحجز موعد قريب عشان أراجع الحمل
والدتها : قايلة لتس الجلسة هنيِّـا تقصر العُمر
ُمهرة جلست على سريرها : يممه تكفين ال تضيقين علي بعد!!
والدتها خرجت وهي تتحل بكرا يصير ُطم : ماتبين تسمعين الكالم أحسن لك
فيك شي وتعالي أبكي عندي
َهدت وأستلقت على ظهرها و يداها على بطنِها الصغير ، تسللت
ُمهرة تن
ُمقبلة أو
دمعَة يتيمـة على خِدها ، مسحتَها ال تعرف كيف تُف ِكر أليامها ال
ي منطق تُف ِكر أي ًضا ؟
بأ





أهتز هاتفها على الطاولة ، مَّدت يدها وأخذته لترى رسالة بأسماء عيادا ِت
النساء و أرقامُهن . . ِمن يُوسف ،
في جهٍة أخرى كان ُمستلقي في الصالة الداخليـة و أمامه هيفاء و بجانبه
ريم و والدته.
والدته : عزمتهم بكرا
ريم : بس طبعًا ماراح أطلع لهم وعرسي ما بقى له اال كم يوم
والدتها : إيه أكيد ،
يُوسف حك جبينه : وليه ماتطلع لهم ؟ عيب تجي أم رجلها وماتطلع لها!
والدتها : ال ياحبيبي البنت قبل عرسها بفترة ماتطلع قدام أحد
يوسف أبتسم بإستخفاف : يالله ثبت العقل بس
والدتها : أنت وش يعرفك!!
يُوسف : يمه بال هبال خليها تطلع بتحكرينها في البيت والله تجيها كآبة
والدتها : ال حول وال قوة اال بالله .. أقول أنت ماتعرف بهالمواضيع ال
تتدخل فيها
يوسف بإبتسامة : إيه صح ماأعرف بمواضيع الحريم
هيفاء : أنا مستحيل أخلي زواجي كذا
ِك على خيل ... هههههههههههههههههههههههه أستغفر
يوسف : أن ِت بنزفِّ
الله أنا شكلي من كثر ما أتطنز صايرة حياتي دراما
هيفاء : أحسن تستاهل .. حقير وش خيل ؟ مراهقة أنا عنِدك!!
يوسف : وش فيها المراهقة ؟ يقال الحين طالعة من بطن أمك وأن ِت
بالجامعة ! الله يرحم أيام اللبس الوسيع
هههههههههههههههههههههههههههه
هيفاء بصدمة : أناا ؟
يوسف : كنتي تحسسيني أنه جسمك مغري وأن ِت قلم رصاص لو أنفخ فيك
طرتِي
ريم : بال قلة أدب
يوسف : وش قلت أنا ؟ قلت الصدق ههههههههههههههههههه لحظة
مراهقة ريوم كيف كانت ؟ ... أذِكر فجأة صرتي ماتسلمين علينا أنا





ومنصور ... هههههههههههههههههههههه عليكم حركات أنتم يالبنات
مدري وش تبي ؟ فجأة تنقلبون علينا إحنا المساكين
والدته : أنت شكلك قاري شي ؟
يوسف : يازين اللي تكشفني .. تو أبحث عن عيادات عشان مُهور و قمت
أدخل المواضيع هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
َمها بدهشـة و اإلحراج يُغطيها ، وقفت وبخطوات سريعة
ريم فتحت ف
خرجت وعكسها تما ًما هيفاء ضح َكت لتُردف : شايفة يمه قليل حيا
مايستحي..
يوسف بضحكة : ماهو ذنبي أنكم مهبل وتكتبون مشاكلكم في النت !!
بعرف مين الفاضية ذي تكتب مشكلتها في منتدى!!
ِع بشيء
ِّ
هيفاء : ماعلينا .. صار إسمها مهور بعد .. يخي ال بغيت تدلع دل
يفتح النفس
يوسف : أنا أحب األسماء بحرف الواو . . لو كان األمر بإختياري كان
تزوجت وحدة إسمها تهاني يازينه بالدلع تخيلي كذا جاي مروق وأناديها
ت ُهون .. اإلسم له هيبة
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههه أشك أنه اإلسم كذا من الله
يُوسف : آل والله أنا أحب إسم تهاني من زمان ولو جتني بنت بسميها
تهاني .. المعذرة منك يمه أسمحي لي أن ِت وابوي خلوكم على عيال
منصور أما أنا بجدد األسماء
والدته أبعدت نظرها بغرور : مالت عليك وعلى األسماء اللي بتختارها
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هه ريالكس كل هذا عشان إسمك الملكي
هيفاء : والله إسم أمي يهبل .. كذا له وقع على النفس جميل ... يعني تخيل
بكرا تتزوج بنتك ويناديها زوجها ريانتي .. يالله يالجمال بس
يوسف : عز الله ما ناداها ريانتي إذا أبوي أظنه ناسي إسم أمي من كثر ما
يقولها يا أم منصور
ي ومن كبر
والدته : أجل تبيه يقول يا ريانة تعالي .. بالعكس هذا تقدير ل
معزته لي يناديني بإسم عياله





يوسف : آل والله ماهو تقدير طيحوا الميانة وشو له التعقيد
والدته :أقول بس ال تكثِر قراية يبي لك تأديب...
يُوسف أبتسم : أمزح والله مادخلت اال موضوع وحدة كاتبة ... وال أقول
أستغفر الله ماأبغى أتطنز
والدته : متى بتجيب ُمهرة ؟
يُوسف بهُدوء : خلها ترتاح هناك متى مابغت تتصل هي
ي جيبها قبل ال تبدأ جامعتها ..
والدته : بالله هي تتصل ؟ األسبوع الجا
أكيد ماراح تتصل عليك وتقولك تعالي
،
ُمح َّمرة و آثا ُر الدما ِء
يصر ُخ ب ُحرقــة و الحز ُن يقتلع عيناه من مالِمحه ال
عليها لم تُمسح منذُ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــوهـــــ يو َمان : الجـــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــرة
َو دخل المزرعـة الكئيبة ، بعُقدة حاجب يه : عطيتوه أكل
على بُعِد خطوات للت
؟
:إيه طال ُعمرك
سلطان تن َّهد و ترك سالحه الشخصي على الطاولة ُمت ِج ًها إل يه ، فتَح الباب
و في ال رى شيء سَوى دماء تُركي و بُكاءه ، جلس ب ُمقابلـه و ُظلمـة ال يُ
ُكل ما ين ِظر إليه يزي ُد غضبه و تثُور البراكين الخامدة في داخله ـ أردف
بحدةِ صوته : على مين تصرخ ؟
تُركي ب ُضعف ينظر إلى سلطان : أنت ماتحبها !! انا بس اللي أحبها .. أنا
بس
سلطان و أعصابه التالفة لن تصبُر أكثر ، لكَمه على عينه ليسقُط ويسقط
عليه ال ُكرسي المربوط به و بغضب : يوم أنك تحبها كان خفت عليها !!
كان ما أنتهكت حرمات الله!!
تُركي بهذيان : أحبهااا .. أحبهاا .. أنت ماتحس .. أقولك أحبها
سلطان بغضب وقف ، ال يُريد أن يتهَّور يحاول أن يضبط أعصابه هذه





ُعط َي من قَّو المَّرة ، ة :
يحاول فعليًا أن ال يُجرم بنفسه و يقتله بكل ما أ
مريض !! هذي بنت أخوك .. فاهم وش يعني بنت أخوك .. يعني مثلها
مثل بنات عبدالرحمن أخوك .... ترضى تنتهك حرمة أخوك وعرضه في
بناته !! .. رد علي ترضى .. صرخ به .. قول ترضى !!!! ترضاها على
بنات عبدالرحمن ؟
تركي : الجوهرة غير
سلطان و بمجرد لفظ إسمها سحبه من ياقة قميصه التي تعتليها الغُبار :
غير بـــ وشو ؟؟؟؟؟؟؟؟ قولي غيييييييير بإيش!!!
تُركي و كأ َّن موتًا بطيئًا يُصيبه ، بصو ٍت يتقطع و تع ٌب ينه ُش بجسِده :
ي .. محد يحبه
أحبها . . الجوهرة غير .. الجوهرة ل ا غيري أنا .. أنا بس
... أناا بس
ن تُركي
ُّ
سلطان و بقوتِه الجسدية صفعه على خِده ليسقط وينك ِسر س
الجانبي ، أردف بغض ِب البراكين : هذي بنت أخووووك !!! بنت
أخوووووووووووووك ليه منت راضي تفهم أنها بنت أخوووك !! .. ..
لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــه ؟
تُركي : ماهي بنت أخوي .. هذي حبيبتي
سلطان تمتم بجحيم : أستغفرك ربي و أتوب إليه ... أعطاه ظهره وهو
ُط أعصابه ، . . يارب أرحمنا .. ألتفت
ينظ ُر للج َدار يحاول ب ِجد أن يضب
عليه : وش تبيني أسوي فيك ؟ تبيني أقطعك قدامها عشان أعلمك كيف
تحبها صح!!
تُركي بخفوت : فداها
سلطان و بغضب أخذ ُكرسيــه ورماه عل يه ، يستف ُز كل خليـة بجسده
ُمقرفة له : تبي أخوانك يدرون عنك ؟ تبيني أقولهم ؟
بكلماتِه الغزليـة ال
صدقني ماراح يلوموني لو أذبحك !! . . تبي عبدالرحمن يدري ؟. . . . .
أقترب منه وبصرخة : تبيـــــــــــــــه يعرف ؟
تُركي وصوتُه يأتي ُمتقطعًا خافتًا ُمتعبًا : .. ابي الجوهرة . . أبيها
سلطان خرج و تركه ، بخطوا ٍت غاضبــة حادة أخذ سالحه و خرج ُمتج ًها
لبي ِت عبدالرحمن حتى يأخذ الجوهرة ،





،
نفَرت من رائِـحة العصير لتُردف بتقزز : شكل فيه كحول!!
ُسميـة ببرود : عصير برتقال عادي
ُخرى أبعدته ليسقُط الكأس على
أفنان أخذته لتُقربـه من شفتيها ولكن يٍد أ
األرض و يتناثِر ُزجاجـه. .
ألتفتت وهي جالـسة على الضخم الِذي أمامها ، بنبرةٍ حادة : هذا خمر!!!
أفنان بلعت ريقها وبربكة : قالوا عصير برتقال!
نواف بعصبية : وأن ِت أي شي تشربيـنه .. وألتفت على ُسميـة وسحب
الكأس من أمامها أي ًضا .. تأكدوا قبل كل شي
ُسميـة بهُدوء : طيب خالص ماراح نشربه وش يدرينا إحنا!!
نواف : ال تشربون شي من أماكن عامة دام ماتأكدتُوا!
ُسميـة تضايقت من أوامره وكأنه وصي عليهم و أخذت حقيبتها وخرجت
ِركة أفنان ُمحتارة واقفة وعقلها متوقف أي ًضا عن التف ِكير ،
تا
نواف : وش جايبكم هنا ؟
أفنان بنبرة متزنة : دعونا وقلنا نجي نشوف الحفل !! فيها شي غلط ؟
نواف رمقها بنظرا ٍت ُمستحقرة ليُردف ُدون أن ين ِظر إل يها : أحترمي
الحجاب اللي البستــه...
بإندفاع وإنفعال لم تتعَّو أفنان د أن تُسيطر عليه : وأنا طالعة بـ وش ؟ لو
سمحت ال تجلس تكلمني بهاألسلوب ما أشتغل عندك وال أنا بأصغر عيالك
نواف ن َظر إل يها بنظرا ٍت ذات معنَى سيء على قل ِب أفنان وتجاهلها تما ًما
ُمت ِج ًها للخارج.
أفنان أمالت ف خلها ، آل تُحب هذه الطريقة التي َمها و براكين تثُور في دا
ُمزعجة لها. بعد غد سأتوجه للرياض و فُرصـة
َّــان ال
تُذكرها بطريقة ريــ
أسبوع في الرياض من أج ِل حفل زفافه ست ُكون جي َّدة لتعُود نفسيتي.
،





بين يد يـــه ثقي ُل الجسد ينظ ُر إليه ب ُضع ٍف كبير و عيناه تب ِكي و تختنق
بأمو ٍر ال يعلمها الكو ُن بعينِــه ، يُريد أن يفهم عين والِده
َ
ًسا وأظلم
، أخذ نفَ
أن يقرأها و يقتب ُس ما يُطمئنه.
ـا : قلت لك ال
ُمخترق الضو ُء بجسِده ، بصو ٍت أكثر تعبًــا و إرهاقً
والده ال
تروح . . ليه رحت ؟ . . ليه يا عبدالعزيز ؟ . . تذكر وش وصيتك فيه ؟ .
. يا روح أبوك أنت تموت قدامي و مقدر أسوي لك شي . . ال تسوي في
نفسك كذا يايبه .. تعرفني صح ؟ تعرفني وال نسيتني ؟ . . . يبه
عبدالعزيز ... طالعني .. طالعني يا يبه و ال تعيد نفس الغلط . . ال تعيده .
. ال تعيده عشان خاطري . . عشان خاطري يا روحي
شعَر بك ٍف تمسح على وجهه بمياٍه باردة ، بصو ٍت هامس : عزوز أصحى
فتح عيناه بتعب و العرق يتصبب ِمنه ، عقد حاجبيـه وهو يتذ َكر ما حدث
في حلمه
ناصر : بسم الله عليك .. تعِّوذ من الشيطان
عبدالعزيز تمتم : أعوذ بالله من همزات الشيطان ومن أن يحضرون
ناصر تن َّهد و هو يُخلخل يداه في شعره ال وضأ قبل ال تنام ُمبلل : ثاني مرة ت
.. تختنق وأنت نايم وال تحس أبد
ِضعًا كفوفه على جبينه و الضيقة تُدفن في
عبدالعزيز أستعدل بجلسته وا
صدره : بروح البيت. . .
،
ترك عبدالمحسن إبنـه و أخيه في المجلس و َسار مع ال ُجوهرة حول قصِر
عبدالرحمن ، بصو ٍت هادىء : تبيني آخذك اليوم ؟
ال ُجوهرة ألتزمت الصم ت هي تعلم جي ًدا بأ َّن الطالق قدٌر و واق ٌع عليها ال
شك و ل ِكن شعُورها بأن تُثبت براءتها لسلطان يكب ُر بعد َما كان ُمتقِل ًصا في
األيام الفائتـة ،
عبدالمحسن يُردف : أنا بس أنتظر أعرف مكان تُركي وساعتها بينتهي كل





شيء وبتنحط النقاط على الحروف ، لكن مافيه شي يجبرك تجلسين عنده .
. أنا عارف أنك تبين تطبقين اللي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بس
أن ِت حالة ثانية
الجوهرة أبتسمت ب ُسخريـة ، تف ِكير والدها بها بريء ج ًدا بالنسبة ألفكارها
و شعُورها ،
عبدالمحسن : إحنا في زمان غير ، يعني لما قبل البنت تتطلق وتجلس عند
زوجها العَّدة ماكان أحد يشوفه غلط و فيه بعضهم يرجعون لبعض لكن
هالتفكير مايمشي الحين .. تغيَّر الوقت وتغيرت نظرة الناس و إن وقعت
الطلقة األولى ما تنذَّل النفس وتجلسين عنده !! هذا وهو تَّوه ماطلقك يعني
ماابيك تجلسين وتنتظرينه يطلقك .. بس ألنه هو طلبني و سلطان تعرفين
أني مقدر أرده بس إذا أن ِت تبين فأن ِت عندي أهم وأولى
الجوهرة : آل عادي .. أصالً عمته موجودة
عبدالمحسن : في بيته ؟
الجوهرة : إيه برمضان جت و تسلي وقتي
عبدالمحسن بهُدوء : أبي أتطمن عليك. .
ال ُجوهرة أبتسمت بش ُحوب : آل تطَّمن ، كلها فترة و تن َّحل أمورنا بإذن
الكريم.
عبدالمحسن أبعده أنظاره ليتأمل الفراغ الِذي حوله و يُردف : مدري وين
أراضيك يا تركي!!
ال ُجوهرة و َّدت لو تُخبره ، لكن تعلم جي ًدا أ َّن سلطان سيفهم ذلك خطأ أو
ِرهم و
ُوا س ي
ُربما حتى يبصق عليه بالخطأ وإن كان عن حس ِن نيِّــة ، أكمل
ِن والدها. .
هي تلم ُح الضيق في عي
بعد دقائِق طويلة ، عبدالمحسن : الجوهرة ماأبيك تستحين مني .. أبي
أسألك سؤال
ا مع نبضاتِها
ً
الجوهرة بلعت ريقها لتِقف و أنفاسها تتصاع ُد ُمتناسبة طرديــ
ال . . ُمرتجفة
،





بعد أن هدأت األجواء و أتج ُهوا جميعهم لألعلى ، خر َجت و بتمُرد ُمباح
هذه المَرة قادتها أقدامها لبي ِت عبدالعزيز ، د َخلت و صو ُت كعبها يصخب
صداه ، أبعدت بيجامته عن األرضية ال ُرخامية ، مسكت بع ُض األوراق
َّـة و
المرميـة على الطاولة التي عليها ر ُسومات صغيرة لبيُوت ُمتراصـ
أسلحـة و أشياء أخرى ال تفهمها ، تركتها بمكانِها ُمت ِجهة لغُرفته وقبلها
نظرت لل ُدور العلوي الصغير الِذي يحتوي على ُكت ِب والدها ، تركت
الدرج الخشبي القصير و أتجهت لغرفته ، فوضوي ج ًدا ، المالبس مرمية
على األرض و السرير و في ُكل مكان ُهنــاك قطعة ساقطة. أقتربت من
المرآة ، تذ ُكر كيف أختارت هذا األثاث مع عبير !! تن َّهدت لترى حا ُسوبه
سفاري "
"
الشخصي ، فتحته لت ِجدهُ غير ُمغلق تما ًما ، دخلت على ُمتصفح
لتضغط على " التاريخ " و ترى الصفحات التي سبق دخولها آخر مرة ،
شدت على شفتِها ال ُسفليـة وهي تنظ ُر لصفحة أثير في تويتر ، دخلتها لترى
آخر تغريداتها ب ُكره شديد ، قرأت " هذا العطر من أجمل العطورات . .
*ُمرفق بصورة " أخذت نف ًسا و سقطت عيناها على مثل العطر على
طاولة عبدالعزيز.
تركت الالب ُمتجهة له ومسكته لثوانِي و ُسرعان ما قذفته على الجدار
ليتبلل ُجز ٍء من ال ُجدار و األر ض بالع ِطر و ُزجاجه يتناثَر ،
رتيل تأفأفت و توجهت لألعلى حي ُث كتب والدها و ُربما هناك شيء
لعبدالعزيز. .
هَو يسي ُر بخطوا ٍت سريعــة ، بعد كابو ِس ساعا ِت المغرب ُمضطرب
المزاج ، فتح الباب و. . . . . . . .
.
.
.





أنتهى+
هالمرة الراي لكم وبآخذ باألغلبية ،
" يكون تقريبًا بالوورد

صفحة " يعني تقريبًا
تبون بارت كل خميس
بارتين ونص ، وأنزله على شكل بارتين ورى بعض أو ممكن الصبح
وبليل . . " أو تبون زي الحين " أحد و خميس " لكن بنضطر تكون
البارتات شبه قصيرة.
بالنسبة للمرات هي نفسها يعني بارتين باألسبوع لكن بيوم وا ِحد وتكون
كمية كبيرة أو يومين وتكون الكمية شوي شبه قصيرة ماهي طويلة مرة.
نلتِقي بإذن الكريم - الخميس-
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى()
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، ا
العباد و يرف ُع عنهم ِط علينا
ِّ
للهم ال تسل
ُمسلمين
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد .
+و أي ًضا ال ننسى عظمة اإلستغفار.
*بحفظ الرحمن.





رواية : لمح ُت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
, بقلم : طيش!
الجزء )

)
ويلك
حين يعربد االنتقام
على مسارات قهري
و انسف الوجل
دون تردد..
هذه المره
لفظت الرعب
فالقسم
يسري في وريدي
و الوجع
يتسلل
في شراييني
سأذيقك
شيئا
ال تعرفه
شيئا يضاهي
كل ما أسقيتني
إياه أنت و أبي..





هذه المره
ستعرف
حقا ماذا
يعني كيد النساء ؟!
*المبدعة : وردة شقى.
،
بعد دقائِق طويلة ، عبدالمحسن : الجوهرة ماأبيك تستحين مني .. أبي
أسألك سؤال
ا مع نبضاتِها
ً
الجوهرة بلعت ريقها لتِقف و أنفاسها تتصاع ُد ُمتناسبة طرديــ
ال . ُمرتجفة . . صم ٌت يلفها و قل ٌب ير ِجف
ِره و أصابعه تتشابَك : سلطان ماق َّرب لك ؟
عبدالمحسن ُمشت ِت أنظا
السؤال ُمربك إلى هذا ال
ِلم أب ِكي من سؤال ؟ أكان صعبًا علي َ
َ
حد ؟ ِلم
الجواب أم ألني ال أج ُد مخر ًجا من الصم ت!!
ب هذه الحياة لم أعر ُف أن
ُّ
يالله كيف تلف ُظ الشفاه بما اليج ب أن يُقال ؟ و ر
ي للجسِد ل
، لم ُغٍة إال ُمنذ أن لوثنِي تُر ِكي و تخاطب ُت بها
سنوا ِت بعين
ي بتشابِكُه أعر ُف إال منذُ ما . . كيف أن شطرنِ
ي سلطان و تحدثت يدا
أشر ُح لك يا أبي ؟
عبدالمحسن و لم ي ُكن بسه ٍل عليه ، أردف بربكٍة كبيرة : الجوهرة . .





الجوهرة همست و الدمٌع على خِدها يسيل : أل
ٍ كبير : لو أنه أخو ي . . أن ِت
َمح تلك الدُموع ، أردف بوجع
عبدالمحسن ل
أهم ، هرب وال عارف كيف أوصله ..
َرا السوداء
الجوهرة أخفظت نظ َرها و ال قلبُها يهدأ ، ألتفتُوا لسيارة البانمي
التي تُضيء بجانِب سياراتِهم ،
عبدالمحسن : هذا سلطان !! . . أسمعيني يالجوهرة .. ماراح أخليك
ترجعين معه ..
الجوهرة تُراقب سلطان الغير ُمنتبه ل لة. أتعلم يا ُهم على بُعد مسافا ٍت طوي
سلطان أنني بدأ ُت أحفظك عن ظهِر غيب ؟ بدأ ُت أحفظ تفاصيلك وتلك
الخطوا ِت الغاضبة و األخرى الخافتة ، أعر ُف جي ًدا شعُورك من تقويسـ ِة
ُمتأ ِخ ًرا
أقدا ِمك. عرف ُت هذا
ِ
عين يك و وقع .
عبدالمحسن بهُدوء : أجلسي معنا هنا كم يوم لين عرس ريان و بعدها
بترجعين معنا !! و كان الله غفور رحيم
ال ُجوهرة تن َّهدت وهي تمس ُح دُمو ِعها بظاه ِر كِفِّها : ان شاء الله
عبدالمحسن ألتفت عليه وهو يسي ُر بإتجاه مجل ِس الرجال ، بصو ٍت عا ٍل :
بــــــــــــــــــــــــو بدر
أنتبه سلطان للصوت و عاد بُضع خطوا ِت ليرا ِهم ، أقترب بخطوا ٍت
ة خلف ستار الهُد . ُمخبـئ وء
عبدالمحسن : كنا في سيرتك ، . . الجوهرة ادخلي داخل
ال ُجوهرة بربكِة خطواتِها سارت بجانب سلطان ولكن أمام مرأى واِلدها
أوقفها بكِفه التي حاوط ت معصِمها.
سلطان بنبرةٍ هادئة : مستعجل . .
ِهًدا : الجوهرة بتجلس هنا
عبدالمحسن رفع حاجبه ُمتن
سلطان بعد صم ٍت لثواني ُمتوتِرة أردف : ليه ؟
قلبِها الهائِج في صدفتِه ، صد ُرها يهبِط بذا ِت القوة
ال ُجوهرة زادت إنتفاضةُ
التي يرتف ُع بها ، ذاب معصمها بكِف . ِّه
عبدالمحسن : وليه السؤال ؟ إحنا أتفقنا يا سلطان و التحسبني راضي على
سالفة انها راحت بدون علمي ... أنا قبلت عشان كالمك اللي فات لكن





الحين ماله لزمة ترجع معك ..
سلطان بح َّدة : كيف ماله لزمة ؟ إلى اآلن هي بذمتي وماطلقتها
ِّي !!!
عبدالمحسن بذا ِت الح َّدة : ماله داعي تضحك على نفسك وتضحك عل
كل شيء أنتهى
سلطان ش ِّد على شفت يه ليلف ! ُظ بغضب : دام ما طلقت ماأنتهى شي
عبدالمحسن و ضغطهُ يُنبأ باإلرتفاع ، كان سيتح َّد ُث بعصبية لوال صو ُت
الحمامِة التي ن َطق : يــبه خالااص
ِن ال ُجوهرة الدامـعة : روحي
سلطان ر َّكز عيناه الصاخبة بأضوا ِء النار بعي
جيبي عباتك أنتظرك بالسيارة
ترك معصمها و نظرهُ يسي ُر بإتجاه عبدالمحسن : اترك هالموض ه
َّ
وع احل
بنفسي
عبدالمحسن بغضب : بنتي ماهي حقل تجارب لك !! وال راح أرضى .. ال
تحدني يا سلطان أتصرف بشيء ال يعجبك وال يعجبني
ِِّح نفسك أصالً ماعاد يعجبني شي ..
سلطان بنظرا ٍت ذات معنى أردف : ري
و َس . ـار لسيارتِه
،
ر َكن سيارتــ لقي لمن حوِله باالً ، ُمشتت ِه بجانب سيارةِ سلطان ُدون أن يُ
ُم بالحقيقة بقدِر إهتمامه
ضائع ، يرى األطيا ُف تحوم حوله حتى بات ال يهت
ا ليسي ُر بخطوا ِت سريعة حتى ال
ألصوا ِت هذه األطياف. أخذ نف ًسا عميقً
يلحظهُ أحد.
ُم بسهولة في هذه الليلـة بعد كابُوس
مزا ُجه ُمضطِرب و ُمجعِّـد لن يستقي
الباب و عيناه تسقُ المغرب. فتح ط على ُزجاجة العطر المرميـة. أقترب
ا مفتاحه على الطاولة الخشبيـة ذات المفر ُش القاني. ن َظر لحاسوبه
قاِذفً
المفتُوح .. أقترب ليرى ُصورة العطر من الملف الشخصي لـ أثير .
تمتم بحنق : هذا اللي كان ناقصني !!
. في األعلى سمعَ تجاهل كل شيء ودخل الحمام ليست ِح م . ت صوتِه ،





سارت ببطء شديد حتى ال تصد ُر بكعبِها صوتًا ، الغُبار يعتلي األرفُف ، لم
تدخل هذه المكتبـة كثي ًرا فـ المرا ُت نادرة وج ًدا. أقتربت من ال ُكتب
الموضوعة على الطاولة التي يب ُدو أنها آخ ُر ما قُرأ. مؤسف أن ألب ُس
اضة ال تلي ُق بي. ُم الال ُمباالة حتى وإن بانت فضف ؤسف أن أ ُكون بهذه
ي ولكن أنت تستح ُق أكثر من ذلك يا عزيز و يعُز
ال ُصورة و كأن ال قلب ل
ِّي دمعي الذي ال تستحقه
عل .
ٍر مع ذاتِها يُشعل براكين الحقد. نزلت على الدرج الخفي ف
بحوا
ف َكرت قليالً
الِذي يصخ ُب بكعبِها ، وقفت لتنت ِظره. مَّرت الدقائِ طويلة حتى سمعت ُق
صو ُت خروجه من الحمام.
عادت خطوتين لألعلى و أصدرت صوتًا ثقيالً على األذن. لم يُحرك
الصو ُت ب ِه شيئًا ، كأ َّن الحياةُ مع الالبشـر يثقبُون قلبه البشِري من فكرة
الف ُضول لألشياء الغريبـة و األصوا ِت التي ليس لها وجود.
أرت َدى بنطا ـة ُدون أن يرتِدى شيئًا يُغطي ُجزءه العلوي ، ِل بيجامته الرمادي
ُوا وهو الينام اال بشيٍء يُغطي جسِده
أن رحل
تفاصيله القديمة تُعاد ، منذُ
بأكمله إال أنه بدأ اآلن ينام عاري الصِدر ، ماعاد ُهناك شيء يستطيع أن
ِِّـه فمن كان يُغطيه
ِري و يحتاج من يزي ُد بعُري
يُخبئه. يشعُر بأن قلبه عا
سابقً ." ا " دعوا ِت أمه ليالً
ِرده من ُكل جهة و
ر َمى نفسه على السرير و المجال للنو م . األرق يُطا
التفكي ُر بهم يهيج. أعينه تسقط على الجدار الذي تبلل بالع ِطر والرائـحة
القوية تخنُقه. أتجه للع ِطر و ع َكس ال ِجدا ُر ظالِلها ، ن َظر لل ِظل ! أأصبح ُت
رسميًا !! يالله أرحمني كما ترح ُم . أتخيَّل ؟ ُجننت عباِدك الصالحين
ُمهيـبة التي يشتر ُك بها مع سلطان ين. فقب ُل سلطان بن بِدر
وقف بقامتِه ال
ُهناك سلطان العيد.
ِرها
ألتفت لينظ ُر إل يها ، لم تتحر ُك بها شعرة وهي تراه بل ر َّكزت أنظا
ال ! ُمتحديــة بإتجاهه
ُها من
عبدالعزيز رفع حاجبـــه ، آخر ما توقعه ان يراها ، عيناه تتأمل
خلخاِلها الذهبِي إلى شعرها و الشا ُش الِذي يُغطي نصفه.
رتيل نزلت بقيـة الدرجات لتقترب منه وبنبرةٍ سا ِخرة شا ِمتة : خربت





خطتك ؟
من فكرةِ وجودها اآلن
ُ
عبدالعزيز بصم ٍت رهيب ينظ ُر إليها بدهـشة تبدأ
أمامه وبهذه الجرأة.
أسنانها : إحنا اللي شخصياتنا تصلح لفترة
رتيل بإبتسامة بانت معها صفـةُ
ِوي أرادت أن تس َخر
ٍ عف


إعدادات القراءة


لون الخلفية