الفصل 29

ذاكرتها واللي يزيد من صعوبة رجوع ذاكرتها أنه من حولها يكذب عليها
طوا قدامها جدار
ُّ
لما يجاوبون على أسئلتها كل ماأقتربت من الحقيقة ح
عشان ماتعرف شيء , في يوم قلت دام مانفع الواقع نج ِّرب الخيال على
األقل نكسب شرف المحاولة وفعال خليتها تغيب ساعات بخيالها وكنت
أجاوبها على أسئلتها بنفس ماهي تبي حتى لو كذب
أحدهم : ورجعت ذاكرتها ؟
وليد ونظراته تلمع بِها شو َق يكا ُد يبلل أهدابه : أل لسبب وحيد أنها هي
رفضت تعُود ذاكرتها ونظرها أي ًضا , الدكتور مايتح َّمل كل هذا ألن إرادة
المريض هي من تحدد ! إذا المريض مايبي مستحيل الدكتور يقدر يساعده
إحدى الطالبات بحماس : يعني هي ماكانت تبغى ذاكرتها ترجع طيب
يعني ليه جت من األساس لك ؟
وليد ألتزم الصمت لثواني طويلة وشرب من كأس الماء قليالً وأردف : ألن
اللي حولها غدروا فيها بما فيهم أنا
يُتبع
أم منصور : ال خلهم يأجلونها ؟
أبو منصور : آل بتتم الملكة مانبي أحد يعرف عن سواد اللي سواه ولدك
أم منصور : كيف لك قلب تزِّوج بنتك وأخوها الكبير ماهو موجود
أبو منصور ببرود : نقول أنه مسافر والر َّجال هنا وعطيناه كلمة
ريم : بس يبه
أبو منصور : آل بس وال شي !!
ريم تترجاه بنظراتها
ِي
أبو منصور : عيب نخلف بكلمتنا ؟ خالص تتم الملكة وبعدها يحلها ربِّ
يوسف : بيعرفون عن منصور إذا مو اليوم بكرا




أبو منصور : طيب خلهم يعرفون بس بعد الملكة
ريم تن ِّهدت وصعدت لألعلى بخطوات غاضبة
يوسف : والله ماعاد ندري وشهو الصح ووش الغلط
أبو منصور : الغلط أنك تكسر بكلمتك اللي عطيتها للر َّجال
يوسف بسخرية : والصح أن ملكة أختي تتم بغياب أخوها الكبير
,
مِّرت األيا ! م بصعُوبة , ال أحد ُمرتا ح
دخل المستشفَى ُمسِر صحى ؟ ًعا , رأى الدكتور خارج من غرفته :
الدكتور : الحمدلله من فضل ربي عليه ,
ناصر : طيب أقدر أشوفه!
الدكتور : إيه تف َّضل
ناصر دخل وأبتسم إبتسامة عريضة وهو يراه : ح ِّي هال ُروح مابغيت ..
تتغلى علينا
عبدالعزيز والتع ب واضح في تقاسيم وجهه , أبتسم بصعوبة وبصوت
مبحوح ُموجع : هال
ناصر يقبِّل رأسه : الحمدلله على سالمتك
عبدالعزيز : الله يسلمك
م أحس أحبالك الصوتية بتتقطع
ناصر : خالص التتكل
عبدالعزيز أسند رأسه على المخدة وينظر للسقف .. وأغمض عينيه من
قوة الضوء
ناصر : قلت التتلكم ما قلت نام !!
عبدالعزيز إبتسم إبتسامة عريضة دون أن يفتح عينيه
ناصر : عاد تدري آخر يومين فقدت األمل قلت ذا شكله راعي طويلة ,




قضت كل سوالفي ماعاد أعرف وش أقولك !! حتى قمت أسولف لك عن
المستشفى وجدرانها!!
عبدالعزيز وببحته : عاد وش تسوي لو تدري أني ماسمعت وال سالفة منك
ناصر : أشنقك , أجل أنا أسولف على جدران
عبدالعزيز ضحك وأردف : والله ماأتذكر شي
ناصر : والله أنت على ناس وناس !! تتذ ِّكر اللي تشتهيه وأنا صاحبك
وعشرة عمر كالمي وال له أهمية
عبدالعزيز : إذا بتتشره أطلع برا وأتركني أنام
ناصر : تنام !! صار لك
شهور نايم وتقول بنام !! وش ذا ؟ أنت آدمي
عبدالعزيز فتح عينيه له : قلت بتهاجر ؟
ناصر يضربه برفق على بطنه : يعني تتذكر!!
عبدالعزيز : مو مرة بس كنت أحس أسمع الكالم بس ماأعرف مين يتكلم
ناصر بنبرة خبث أردفها بضحكة : فيه بنت قالت أنها زوجتك وجتك هنا
عبدالعزيز : زوجتي ؟
ناصر : كذبت عليهم ودخلوها عليك
عبدالعزيز : مين ؟
ناصر : الله أعلم مين مصاحب
ِّل نبرة الغضب : أطلع برا
عبدالعزيز يمث
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يقولون
إسمها هيفاء
عبدالعزيز : ماأعرف أحد بهاإلسم
ناصر : تذ ِّكر شي من اللي كانت تقوله ؟ صوت أنثوي ماتتذكر ؟
عبدالعزيز : أل
ناصر : والله شكلك من تحت لتحت تتذكر وال تبي تقولي
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه والله ماأعرفها
ناصر : ياعساها دوم هالضحكة ,
عبدالعزيز : ابي أطلع من هنا
ناصر : أسبوع بالكثير وأنت طالع إن شاء الله




عبدالعزيز : أطلب منك طلب ؟
ناصر : من أولها !! طيب أنتظر يومين ثالث
عبدالعزيز أبتسم وأردف : خلنا نسافر من هنا
ناصر : تبشر بالمكان اللي و ِّدك فيه
عبدالعزيز : ألمانيا
ناصر : وليه ألمانيا ؟
عبدالعزيز : أبوي كان يعرف ناس كثير بميونخ ! تتس ِّهل أمورنا بسرعة
ي
ناصر : طيِّ ب زي ماتب
عبدالعزيز : وإن ماأرتحنا فيها نحِّول على باريس
ناصر : ياسهولتها وأنت تقولها وإن ماعجبتنا وش زينها لندن
عبدالعزيز : بالضبط اال الرياض
ناصر بسخرية : طيب وش رايك بالجنُوب ؟ تعجبك فيها ريحة الغالية
عبدالعزيز وهو يجزأ الكلمة بسخرية كي يفهمها ناصر :
مــــــــــــــــــــــــا أبـــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــ ها
ناصر : طيِّب ميونخ ميونخ قدام ياولد سلطان
,
عبير تحاول أن تفتح لوالدها موضوع رتيل وال تعلم كيف تبدأ
بو سعود أغلق الجريدة : تبين شي ؟
عبير : أل .. إيه يعني أبي أكلمك بموضوع
بو سعود : إيه قولي
عبير بتوتِّر : رتيل
بو سعود بحدة يقاطعها : آلتطرينها عندي ! أنتهى هالموضوع
عبير : طيب يبه ماينفع كذا حتى لو غلطت أنت حتى ماسمعتها يمكن
بو سعود : آل يمكن وال شيء !!




عبير : طيب أنت أسمعها يمكن أنت فاهم غلط
بو سعود : عبير سكري هالموضوع ماني رايق أتناقش فيه
عبير : يهون عليك تنام وأنت متضايق منها ؟
بو سعود : إيه يهون ! دام هي أستهانت في إحترامها لي أكيد بتهون علي
عبير صمتت لثواني وأردفت : ماأستاهنت يمكن نيتها طيبة يعني راحت
تتبرع له ألنها شافتك خايف عليه
بو سعود ال يُريد أن يفكر بأن هناك عالقة بين رتيل وعبدالعزيز في
القصر ُدون علمه , آليريد أن يعرف بأن عبدالعزيز ينسلخ من أخالقه مع
إبنته
عبير : مستحيل رتيل تسوي شي زي كذا!
بو سعود : أنتي ليه تدافعين عنها
عبير أرتبكت ووضح ذلك بإرتجافة حروفها : ألني متأكدة أنها صادقة
بو سعود : أنا أنحطيت بموقف بايخ قدام الكل عشانها مستحيل أنسى
هالشي
عبير والقريبة من والدها ج ًدا : وأنت ماتعرف كيف تفكر رتيل ؟ رتيل
بحسن نية تتصرف ! ماأقولك ماغلطت , هي غلطت لكن أكيد ماهو بالغلط
اللي في بالك , أكيد أنها تحترمك فوق كل شي وأكيد انها الحين زعالنة
ومتضايقة على قطاعتك بها , يبه هي وحيدة بدونك
بو سعود : ماهي أول مرة !! كم مرة سامحتها كم مرة قلت معليه
ياعبدالرحمن بكرا تعقل ! مستحيل أسامحها على وقاحتها ذي
عبير في سكون ماحولها : من لها غيرك ؟ مو أنت أبوها و أ ِّمها وأخوها
!! يبه إن تركتها مين يبقى لها ؟ ال أم تهتم فينا وتو ِّجهنا ونصبح عليها
ونم ِّسي وال صديق فيه خير وبركه نسولف معه ويبسطنا وال شيء يبه !!
أنا ماأقولك أنه حالتنا تعيسة لكن إحنا تعبنا ؟ أنا ما أقولك أنه يحق لنا
نتعدى حدودنا بس ال تصير أنت و هالحياة وقسوتها علينا !! يبه إحنا نتعب
بالوحدة أنت ماقصرت لكن فيه أشياء مانقدر نقولها لك !! وتراكمت علينا
لين خلتنا بهالصورة , ننزعج ونزعل من أبسط األشياء , *بكت وهي تقول
كلماتها* أنا محتاجة أمي , ودي أقولها يمه أنا تعبانة متضايقة حزينه




فرحانة , أي شيء !! هذا وأنا اللي قادرة أتحمل كل شي وأصبر كيف
رتيل ؟ أكيد حالها أسوأ من حالي !! مين يعِّوض أمي ؟ إحنا حالنا تدهِّور
عقب ماتوف يف علينا ِّت !! ضايعين يبه ! وأنت تزيد علينا !!!! أدري خا
لكن خوفك يضايق !! يعجبك حالنا كذا ؟ من أول سنة بالجامعة لين
تخرجت وأنا أسمع الكالم من هنا وهناك والكل يقول بنات عبدالرحمن
المتعب شايفات نفسهم ونفسيات ومايصادقون أحد !! ونظراتهم كل مامرينا
وأكيد رتيل الحين تسمع نفس الكالم فـ نفورها من الجامعة شي طبيعي !!
يبه ماأطلب منك شي كبير !! بس شوية " لين " والله ماعاد نتحمل كل
هالقوانين وهاألشياء !! أنا نفسي تعبت !! الروتين يذبحني !! أنا حالتي
سيئة صرت أبكي من الشفقة على نفسي !! أنا ماأبي أعصيك بس أخاف
على نفسي أخاف يجي يوم ونفسي تضعف للحد اللي يخليني أتعدى
حدودي !! يبه ماأبغى يجي هاليوم وال أبغى يجي يوم أموت من ضيقي
على نفسي !! .... *تواصل بكائها وتردف* ماتبي تسامحها ال تسامحها
بس ال تقسى عليها بهالصورة !! أنت مامديت إيدك علينا وإحنا مراهقات
نغلط باليوم مية مرة ! تمد إيدك عليها وهي طولك يبه ! وعشان إيش ؟
عشانها راحت للمستشفى وأنت ماتدري أصال ليه سِّوت كذا ؟ ال تف ِّكر أنه
رتيل ممكن تبدأ بعالقات محرمة مع أي أحد ! يبه انت تركت هذاك البيت
لموظفين كثير يجونك !! وماصار مننا أي شي ! وعبدالعزيز نفس شيء ,
إحنا محتاجينك ال تقسى علينا ! سِّو اللي تبيه أسحب جوالها وأحرمها من
الفلوس لكن ال تصد عنها ! صِّدك ماراح يخليها تصحح أغالطها ؟ صِّدك
د عندها فكرة انك ماتهتم لها ؟ لو تحبها كان عاقبتها بأشنع العقابات
ِّ
بـ يول
إال الصد .. يكفي يبه حرام اللي تسويه بنفسك واللي تسويه فينا !! حرام
هالحرص كله ! أنا حتى وظيفة مو قادرة أتوظف من كثر ماتطلع علل
الكون كلها في أي وظيفة تجيني ... صغار على هالحزن !! اللي بعمرنا
مقضين حياتهم بفرح وإحنا كذا حالتنا ! أنا مستعدة أتحمل تحبسني في
البيت وال أطلع مكان وال أتوظف بس أمي تكون عندي !!!! يبه حس فينا
.. حاس بمعنى الوحدة !! أنا ماأبي أقولك هالكالم بس مليت والله مليت !!
رتيل غلطانة لكن ماألومها لو سِّوت أي شي !! ألنها مقدرت تصبر زيي ..




ألنها طفشت .. يكفي يايبه ماهو ناقصنا هالحزن كله ! يكفيي إحنا محنا من
موظفينك اللي غلطوا في شغلهم غلطة ضيعتكم وال إحنا من مجرمينك !!!!
إحنا بناتك , بنات ُروحك
,
الساعة
فج ًرا
تختن ق بأنفاسها المضطربة والظالم منتشر في هذا الدور و الباب الخلِفي
ينفت ح!
يشبه تماما مشهد إغتصابها .. هذا المشهد الذي لن تنساه,
وقفت وهي تخاف الظال م .. تقدمت بخطواتها قليالً ؟ ليت ُسلطان هنا حتى
تصرخ عليه
نبضاتها تتسارع , تشعر بأن الموت يقترب منها .. رائحة تُركي تحب ُس
أنفاسها , أختنقت ج ًدا وهي تسمع للخطوات التي تسير نحوها
فتح النُور
ب َكت وهي تراه .. بكت من هذا الشعور من هذا الخوف الذي يتكرر عليها
دائِ ًما!..
سلطان : بسم الله عليك , وش مسهرك للحين ؟
رجعت للخلف وتعثرت بعتبة الدر َج وسقط ت .. ونزف أنفها كالعادة
سلطان مد كفِّه ليُوقفها : وش فيك خفتي ؟ أنا نسيت مفتاح البيت وجيت من
الباب الخلفي !! لو أدري كان خبرتك
الجوهرة تمسح بالمناديل نزيف أنفها وهي تبكي بصم ت
سلطان : الجوهرة
الجوهرة أنهارت فعالً
َونِّ ُك م بِ
ُ
نَ بل
ل َخو ف َولَ

سحبها لصدره وهو يضع كفِّه على رأسها " َش يٍء ِّم َن ا
ِذي َن
ِّ
ِّشِر ال ِّصابِ ِري َن * ال
َمَرا ِت َوبَ
ِّ
ِس َوالث
ِل َواألنفُ
ٍص ِّم َن األ َمَوا
َونَق
ِ
ُجوع

َوال




َوا ٌت
ِه م َصلَ
ي
ئِ َك َعلَ
َ
ـ
ولَ
ُ
ي ِه َرا ِجعو َن * أ
لَ
ِ
ِنِّـآ إ
َوإ
ِه
ِّ
ِنِّا لل
إ

ُوا
قَال
ُهم ِّم ِصيبَةٌ
َصابَت
َ
َذآ أ
ِ
إ
ُ
َوأ
َو َر ح َمةٌ
ِه م
ِّمن ِّربِّ
هُ
ِّ
ب ُهُم الل
ُو ُه م يُعَذِّ
ُم هتَ ُدو َن " ثم قرأ " قَاتِل

ئِ َك ُه ُم ال
َ
ـ
ولَ
ِه ب
وٍم ِّم ؤ ِمنِي َن * َويُذ
ش ِف ُص ُدو َر قَ
َويَ
ِه م
ي
ن ُص ر ُك م َعلَ
َويَ
َويُ خِز ِه م
يِدي ُك م
َ
بِأ
ٌم
ٌم َح ِكي
َعِلي
هُ
ِّ
َى َمن يَ َشآ ُء َوالل
َعلَ
هُ
ِّ
َويَتُو ُب الل
ُوبِ ِه م
ل
َغ ي , َظ قُ
أكمل وهي تحفر أصابعها في صدره بقوة تمسكها به , حتى جلس بِها على
َمتَك، ناصيتها بيدك، ما ٍض في
َ
األرض : اللهم إنها عبدتك ابنة عبدك ابن أ
حكمك، عد ٌل في قضاؤك ، اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو
أنزلته في كتابك أو علمته أحدا لغيب ً من خلقك أو استأثرت به في علم ا
عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبها ونور صدرها وجالء حزنها وذهاب
همها , اللهم أشرح صدرها و يي ِّسر أمرها , اللهم ُكن لها معينًا ..
*وهمس* : آمين
أردف بعد صم ت لدقائق وهم جالسين على األرض وهي متمسكة به
وكانها طفلة تخاف أن تضيع : الجوهرة
ال رد يأتيه منها سوى بكائها الذي بلل قميصه
سلطان وأبعدها عن صدره ليرفع راسها له : خايفة من إيش ؟
الجوهرة وعينيها بعينه .. ال إجابة لديها
سلطان : خايفة من أحد ؟
الجوهرة وحروفها تظهر مرتجفة متقطعة : ماأحب أجلس بروحي
سلطان : الخدم كلهم موجودين عندك , إذا تبين أنقل غرفتهم للدور الثاني
عند غرفتنا عشان ماتخافين!
الجوهرة فعال ال تعرف كيف ترد عليه
سلطان وبعفوية قالها ُدون أن يلقي لها باال : ياروحي طالعيني وش خايفة
منه ؟
الجوهرة ورغما عنها عينيها في عينيه ال تستطيع أن تشتتها وهو القريب
منه لحٍد تراهُ في كل إتجاهتها : من كل شيء
سلطان : طيب شيء واحد من كل شيء!!
الجوهرة تنزل رأسها
سلطان : ماني قادر أفهمك يالجوهرة !




الجوهرة عضت على شفتيها حتى التخرج شهقاتها
سلطان : قولي لي شيء واحد!
الجوهرة : أنت
سلطان وكان متوقع هذه اإلجابة وج ًدا : قلت لك أكثر من مرة ماراح
يصير شي مو برضاك ! أنا أوعدك .. تثقين في وعدي وال أل ؟
الجوهرة : أثق
سلطان : خالص أجل ليه الخوف ؟ ليه تحسين في كل مرة أني ممكن
أأذيك أو كأني أسوي شي غلط بقربي لك ؟
ُجمت بكلمته ! هو قادر على كشف الحقيقة بنفسه دون
الجوهرة بصم ت ل
مساعدتي
سلطان : وش أسوي قولي لي وش أسوي عشان ترتاحين ؟ عشان أدخل
وماألقاك تبكين ؟ ليه أحس في طرف ثالث بيننا !! ليه أحس أنه عين
جالسة تراقبنا وقاعدة تشوفينها ! ليه كل مرة أشوف بعيونك حكي تناقضينه
بكالمك!!
الجوهرة رفعت عينها عليه , شعرت بأنه يعرف عن تركي ولكن ؟
مشوشة ولكن كالمه تشعر بِه أن يقصد به مكان جرحها
سلطان : مصدقك بأي شي تقولينه بس مو عاجبني هالحال ! قولي لي وش
فيك عشان أعرف كيف أتصرف !!! فيني أنا ؟
الجوهرة : أل
سلطان : طيب وشو ؟ يابنتي أنا ممكن فاشل مع جنس حواء لكن أقدر أفهم
هالحزن اللي بعيونك !!
الجوهرة تب ِكي بقوة ألنه شعر بِها .. يشعر بها ..
سنوات ال أحد يشعر
بها .. ال أحد يقول تغيِّرت ؟ هو بفترة قصيرة شعر بِها
تناست كل شيء , تفكر بأن أح ًدا من هؤالء البشر , واحد فقط شعر بها ,,
شعر بحزنها , قادر على فهم هذا الجرح
ِي داري ! لكن أبي أفهم من مين ؟ قولي لي مين
سلطان : هالحزن ماهو منِّ
!! وبجيبه لك جثة!
الجوهرة غرقت في بكائها , أقوله عن تُركي ويذبحني وراه ؟ وأسكت




وأذبح نفسي مليون مرة باليوم !!
سلطان : ال تذبحين نفسك وأن ِت كاتمة في صدرك ! قولي لي أنا زوجك
بفهمك , إذا محد فهمك وعشان ِكذا أنتِي ساكتة أنا بفهمك صدقيني
الجوهرة تشتت أنظارها وتسقط في كل مرة في داومة عينيه , لن تضعف
وتخبره , لن تضعف أب ًدا
سلطان : تخص مين ؟
الجوهرة بصم ت
سلطان أبتسم : لو أنك واحد من اللي أستجوبهم كان جلدتك عشان تحكي ن
الجوهرة أبتسمت بين دموعها
سلطان يق ِّرب شفتيه من جبينها ويقبِّله : شيء مهم الزم تعرفينه أني أحترم
كل رغباتِك و ُعمري ماراح أتجاوزها !! بالمقابل أنتِي الزم تتنازلين عن
بعض هالرغبات عشان نعيش .. نعيش يالجوهرة
,
نجالء بعصبية : يعني كيف ؟
ريم : نجول يعني وش نسوي ؟ ننتظر وش يردون علينا
نجالء : يعني عاجبتك جلسته بالسجن , الله يآخذه هاللي إسمه يزيد الله
يذِّوقه من نار جهنم عساه مايرتاح ال بليله وال نهاره عسى حوبتي يشوفها
بأهله وأحبابه ..
ريم صمتت أمام دعوات نجالء المقهورة
هيفاء تهمس لريم : اجل لو تدري عن القتل والله تنهبل
نجالء أنتبهت لهمسهم : وش صاير بعد ؟ عطوني المصايب ورى بعض
.. صارت عندي مناعة أصال
هيفاء : متورط بجريمة ثانية
نجالء سكنت , هدأت وأردفت : وشو ؟
هيفاء : يعني هو بريء أكيد مستحيل منصور يسوي كذا ! بس يعني األدلة




مهي معه
نجالء تصرخ : قولي بدون مقدمات كل هذا أنا أعرفه
هيفاء : قتل
نجالء وفعال سـ يج ِّن جنونها : قتل !! يالله المصايب ليه تنحذف علينا مرة
وحدة
ريم : الحمدلله على كل حال
نجالء ببكاء منهارة : يعني مايكفي أنهم حتى مانعيني من زيارته وفوق
هذا أكتشف أنه عليه جريمة ثانية !! ليه كذا ؟
ال أحد يُجيبها
نجالء : عمي لو يبي ماكان جلس بالسجن للحين !!
هيفاء : مين قال ؟ كل يوم هو ويوسف من الصبح لليل يجونه !!! أبوي
عصب أول يوم وبعدها حط له محامي وقاعدين يدورون ثغرة قانونية
تساعد منصور!
نجالء : كنت حاسة أنه فيه شي بس كان يتهر ب ! كل شي كان يقولي أنه
فيه مصيبة !! ألني غبية ماقلت ألحد , سكت لهاليوم لين صار كل هذا
هيفاء : ياروحي يانجال التحطين اللوم عليك
نجالء : ليتني تكلمت ليتني أص ِّريت عليه يقولي وش فيه ! ياربي تعبت ,
ماأتحمل يجلس بالسجن أكثر!!
,
طلب السج ن اإلنفراِدي , جالس وكل تفكيره من ِّصب لنجالء , تجاهل كل
المصائب التي فوق رأسه ولكن يف ِّكر بحالها اآلن ! يعلم تماما أنها ضعيفة
قليلة الصبر , من سيصبرها اآلن ؟ من بجانبها ؟ من سيهدأها ؟ كيف تنام
؟ تآكل كويِّس وال ما تآكل ؟ تعبانة ؟ تتألم ؟ تبكي الحين وال ؟ تهتم
بصحتها وال أل ؟ مصدقتني وال أل ؟ عندها أمل برجوعي وال يائسة ! كيف
حالها ؟




لو أدري بس وأس ِّكت هاألسئلة اللي بداخلي , لو لدقيقة أض ِّمها وأشفي
ي أوجاعها ! متأكد أنها تتو ِّجع الحي ! و
ن .. غلطت من البداية بسكوتِ
غلطت لما ماصارحتها ! كان مفروض هي تكون أول من يعرف ... كان
وكان مفروض!!
ي بس .. الله يصبرني , حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا يزيد !!
الله يصبِّرنِ
حسبي الله ونعم الوكيل
,
في مساء يوٍم جدي د , دخل البي ت ومعه سلطان و بو سعود*
سار ألقرب كنبة و خطواته مضطربة ألنه جلس فترة طويلة دون أن
يتحرك!
عبدالعزيز : كل الكالم اللي بتقولونه وفروه ! أنا رايح
سلطان : أنت ممنوع من السفر
عبدالعزيز صمت لثواني طويلة من القهر : يعني بتجبروني ! تحلمون
تعرف وش يعني تحلمون
سلطان : تكلم معاي زي ن ماني أصغر عيالك !! ماراح نجبرك على شي ,
بس ألنك ر ِّجال بتخلص المهمة اللي عطيناك اياها للنهاية بعدها بكيفك سِّو
اللي تبيه لو تروح المريخ
عبدالعزيز : وأنا ر ِّجال بدون ال أسمعها منك ! وماني مخلص هالمهمة
وش و ِّدك تسوي فيني ؟ بتمنعني من السفر طيِّب الحمدلله أكثر شي فهمته
معاكم سهولة التزوير وأقدر أسافر بدون ال أطلب إذنك
بو سعود : عبدالعزيز أنت معصب عشان كذا
عبدالعزيز قاطعه : ماأبغى أسمع محاضرات
سلطان : وش تبي ؟ وش تآمر عليه عشان حضرتك تبقى ؟
عبدالعزيز بإستفزاز مقصود : وش رايك أكون رئيسك ؟
سلطان أبتسم ببرود : محاولة فاشلة




عبدالعزيز : طيِّب ألني مهم لهدرجة أنا ماأطلب قليل
سلطان : طيب وإحنا بنعطيك اللي تبيه
عبدالعزيز : الحمدلله فلوس ربي رازقني ماأحتاجها !
سلطان : أجل ؟
عبدالعزيز : والله طلباتي كثيرة أولها تحكي لي بالتفصيل وش صار
ا أبي تاريخ
ألبوي بشغله ! ثانيًا بعرف الحادث مين المسؤول عنه ؟ ثالثً
الجوهي
بو سعود تن ِّهد : كثير ياعبدالعزيز
عبدالعزيز : والله عاد المهمين أمثالي يحق لهم اللي كنتوا تفكرون
تدفنونهم
سلطان : ههههههههههههههههههههههه على فكرة مصدوم من غبائك
عبدالعزيز : بعض منك
بو سعود : بال قلة أدب
عبدالعزيز : أعتذر تربيتي ماكانت راقية عشان أحترم الكذابين
سلطان : خله يابو سعود ! الجوهي وتاريخه تعرفه وحكيته لك
عبدالعزيز ومستفز لدرجة كبيرة لسلطان : قبل التكذبون علي وال بعد ؟
سلطان ببرود : آل قبل
عبدالعزيز : أجل ماأثق في هالكالم
سلطان : عبدالعزيز التجبرنا نخليك تآكل تراب وتشتغل بدون ال نرد على
أي سؤال منك
عبدالعزيز : عاد أنا أبي آكل تراب
سلطان تن ِّهد : وش أقولك عن تاريخ أبوك ؟ أقولك عن القضايا اللي مسكهم
! أشياء روتينية هذي
عبدالعزيز : أنت عارف وش تقول !! ماهو أنا اللي أقولك
بو سعود : ياليل ماأطولك
عبدالعزيز : إيه على فكرة نظام ال تسوي عالقات وماأعرف إيش ! أنا من
بكرا نص شباب الرياض مصادقهم وبقولهم مين أنا وإسمي الثالثي بعد !!
* قال كلمته بسخرية*




بو سعود : طيب صادق اللي تبي ماراح نقولك شي أنت الخسران مو إحنا
عبدالعزيز : وش دعوى أنتم خسرتوا شي ! محد مآكلها غيري !! من
عرفتكم وأنا دوام على المستشفى ! وش جنيت من معرفتكم ؟ ال خير وال
فرح
سلطان : طيب طلع الحرة اللي في قلبك عشان تشتغل معانا كويِّس
عبدالعزيز : ال مهي ح ِّرة ! بس أنا كنت مصدوم من غبائي مثلك إني إلى
اآلن جالس معاكم
سلطان أبتسم : معليه تح ِّمل غبائك فترة
عبدالعزيز ويريد اإلستفزاز : وبتزِّوج بعد وبطلع من هالبيت وعاد مدري
أف ِّكر أداوم يوم باألسبوع وال كل أسبوعين أسيِّر عليكم
سلطان : تزِّوج محنا قايليين لك شي
بو سعود من أتى طاري الزواج وتذ ِّكر رتيل وفعلتها : ومين اللي
بتتزوجها إن شاء الله
عبدالعزيز ويريد نرفزة بو سعود : مدِِّري أفكر بمين ؟ يعني والله معارف
أبوي كثير يعني ممكن أتقرب منهم *قصد بكلمته التهديد*
سلطان : ال ياحبيبي أترك معارف أبوك على جمب
عبدالعزيز : وليه ؟ أقنعني ومستعد أرجع لك بدون ال أطلب منك وال شي
سلطان سكت ماعنده جواب
عبدالعزيز بسخرية الذعة على نفسه قبل كل شي : أبي اإلستقرار والواحد
وش أحلى من يصبِّح ويمسي على صوت ناعم ماهو على موظفينكم
األفاضل !! وغير كذا وِِّدي أجرب التهديد .. أقصد أهددكم
سلطان ويعلم مايريد إيصاله عبدالعزيز : وإحنا مانتهدد
عبدالعزيز : أجل ماراح ألقى أحسن منك يخطب لي !! وش رايك ؟
سلطان بحدة : عبدالعزيز ف ِّكر بعقل!
عبدالعزيز : لما فكرت بعقل خسرت نفسي و ماأبغى أخسرها مرة ثانية
سلطان : هالمرة ماراح تخسرها
عبدالعزيز : آخذ كالمك وعد أنتظر موعد إخالفه وال آخذه من البداية كذب
سلطان : لو انك بصحتك كان علمتك كيف كالمي كذب




عبدالعزيز : آها من البداية بتشتغل تهديد فيني ! ال طال ُعمرك انا إنسان
ماينفع معي هاألسلوب و شغل معكم ماراح أشتغل ! وعاد على حسب
تقبلكم بالرأي راح يكون للجوهي موقف * يقصد تهديدهم بإخبار الجوهي
*
سلطان : لو فيك ذرة رجولة ماتركت شغل أنت بديته وماأنهيته ! لو فيك
ِّم الجوهي
ذرة رجولة ماتهدد تعل ..
عبدالعزيز بصمت لثواني وأردف : إيه بتفكير أمثالك أنا ماني رجال بس
يكفي أني ر ِّجال بعين نفسي
سلطان يحاول يمسك نفسه ال يرتكب جريمة به
بو سعود : بو بدر ال تشحن األجواء أكثر , عبدالعزيز أخذ كالمنا جد
بدون سخرية!
عبدالعزيز مازل يسخر : إيه آمرني طال ُعمرك
بو سعود : طيب لو تعرف أنه الجوهي مهدد أبوك بالقتل !! وش بتسوي ؟
عبدالعزيز ضحك من الوجع : والله خبر جديد !!
بو سعود : طيب ماو ِّدك ترد شوي من كرامة أبوك وال دمه رخيص عندك
؟
عبدالعزيز : آل تحاول تزايد في كرامة أبوي !! أنا أنقرفت من هالعيشة
وماراح أرجع لها
بو سعود : طيب أخذ راحتك شهر شهرين اللي تبي بس ترجع وتكِّمل اللي
بديته
عبدالعزيز : قصدتك اللي أنتم بديتوه !! وكذبتوا علي فيه
سلطان : إذا تتكلم عن الملف اللي شفته ! أنت فاهم غلط أوال عقب إهتمامنا
فيك تتوقع ممكن نغدر هذي كانت خطة من سنتين وكتبها واحد وتقاعد
الحين وهي بس أشياء مسجلة ما ُعمل فيها !! ومستحيل نو ِّكل أحد مهمة
وإحنا مو واثقين فيه
عبدالعزيز : كذبتوا ! أرسلتوني عشان تشككونه فيني!!
سلطان : ماكذبنا ! كنا خايفيين عليك وأرسلنا واحد يراقبك
عبدالعزيز : يراقبني وال يجلس جاسوس مع الجوهي ! وطبعا ألنه هو




أكثر خبرة ماراح ينكشف !! بس من بيكون بالصورة ؟ أنا ؟ مين ناوي
تذبح يالجوهي ؟ أنا , مين اللي غدر ؟ أنا .. وأنتم صفحتكم بيضا مع
جاسوسكم اللي حاطينه وراسلينه وأنا ديكور !! يكفي كذب كل قصصكم
سيناريو قديم مبتذل مايطلع اال من ناس زيِّه
سلطان : شف أنا ساكت للحين على كالمك عشان أبوك الله يرحمه
ومعزته عندي بس التتطاول أكثر عشان ماأرجعك لغيبوبتك
عبدالعزيز بحدة : عاد أنا إنسان بايع عمري وأبي أرجع لغيبوبي !! وماني
عبد عندك عشان تهددني كل شوي ! ترى حاجتك عندي ماهو أنا اللي
أحتاجك , وال تحسبني برتج ف من إسمك وال عايلتك ! آل أصحى ماهو أنا


إعدادات القراءة


لون الخلفية