الفصل 44

في شقتها التي تُشاركها مع أخ َرى , يب ُدو الوضع كئيب ج ًدا , كل حماسها
أختفى .. حبَّت أن تفتح حوار : وش رايك نتمشى برا بما أنه الجو حلو ؟
ض ِّي : ال خلينا هنا
أفنان : طفشت مرة مافيه شي نسويه هنا
ض ِّي : سولفي لي عنك
أفنان أبتسمت : ماأعرف أسولف عن نفسي
ضي : عن أهلك أي شي ؟
أفنان : أنا أصغرهم فيه الجوهرة أكبر مني ومتزوجة و ريان بيتزوج
قريب
ضي : الله يحفظهم ويخليهم يارب
أفنان : آمين وأنتي ؟
ضي : بصراحة يعني ماهو مرة متحمسة لهالدورة بس عشان أنشغل فيها
وعشان زوجي
أفنان : متزوجة ؟
ضي : بس بدون ال أحد يعرف
أفنان شهقت




ضي : وش فيك ؟
أفنان بحرج : آل يعني قصدي .. أقصد يعني صغيرة
ضي : هو عنده ظروف وعشان كذا مايقدر بهالفترة فلما جتني هالدورة
هو وافق
أفنان بعفوية : زوجك كبير ؟
ضي أبتسمت : ليه ؟
أفنان : مدري بس أحس اللي يتزوجون بالسر دايم كبار
ضي : إيه وعنده بنات
أفنان شهقت مرة أخرى
ضي : الشرع حلل

أفنان : وبناته كبار ؟ يعني كبير ؟
ضي : أنا أحبه وهذا يكفي
,
كانت تنتظره يأتي , ومع تأخيره .. أتجهت لمكتبه , طرقت الباب .. دخلت
ورفع عينه عليها
الجوهرة تتشابك أصابعها فيما بعضها : مطِِّول ؟
سلطان : ليه ؟
الجوهرة بربكة : أبغى أقولك موضوع
سلطان : ماني فاضي
الجوهرة زمت شفتيها ال تُريد أن تبكي أمامه ولكنه يقسو عليها كثي ًرا
سلطان : لو سمحتي .. وأخفض نظره على أوراقه
الجوهرة : ليه تعاملني كذا ؟
سلطان : ألن أنتي تبين كذا
الجوهرة بك ت , ومع دموعها ترتجف حروفها : طيب أنا آسفة
سلطان : أسفك مايفيدني بشيء




الجوهرة : سلطان
سلطان بحدة يرفع عينه: نعم
ِّي الجوهرة
ببكاء طفلة : ال تقسى عل
سلطان ال يُريد أن يحن عليها ولكن تُرغمه : طيب
الجوهرة : بس شوي أترك هاألوراق
سلطان : ماعندي وقت
الجوهرة : عشاني ؟
سلطان : وال عشانك
الجوهرة وتحس باإلهانة اآلن
سلطان : سكري الباب وراك
أخرى .. وقفت تنظر إليه : ل
الجوهرة وإهانة يه تسوي فيني كذا ؟ أنت بعد ٌ
ماقلت لي عن سعاد وسكت ماقلت شي ليه تعاقبني الحين
سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
.
.
أنتهى مو ُعدنا - الخميس- إن شاء الله
ال تلهيكم عن الصالة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه"
ال تحر ُموني من صد ق دعوات ُك () م , و أبه ُجوني في جنَّة ح ُضورك م
بحفظ الرحم ن.




البارت )

)
أال يا ِغيابي..
أنـا في َك حا ِض ! ـ ر
كابِـ ُر ؟
ُ
أ
! .. أنَـا الكبريا ء
كالِّ
ُم ال ِّشم ِس
َ
أنَـا توأ
مسـي
ُ
أغـدو و أ
ِر ا
بغي نتِهـا ء!
ِن
ولي َضفِّتـا :
مسـا ُء ال ِمـداِد وص بـ ُح ال ِّدفاتَـ ر
َو ِشعــري قَنا ِطـ ر
!
ِل آ ِخـ ر ؟
ي
ِّ
ِ والل
متى كا َن لل ُص بـح
*أحمد مطر.




سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
بللت شفتيها بلسانِها ُم الجوهرة رتبكة
سلطان وضع القلم على الورق و وقف
ِر هاربة
الجوهرة التصقت بالباب بـ و َّدها لو ت ُكن ذات سيقان قصيرة تفِّ
ُدون أن يُحمل أح ًدا عليها عتب ويتمتمون " طفلة ما ينشره عليها " هذا
ماو َّدها بِه اآلن أمام نظرات سلطان
سلطان : وش قلتي ؟
الجوهرة أغمضت عينيها بشدة ال تُريد أن تراه و بخوف : قلت أبغى أطلع
سلطان أبتسم إلى أن بانت صف أسنانه العليا , : بس أنا سمعت شي ثاني
الجوهرة فتحت عينيها ببطىء : والله ما أقصد بس
ِرقة ج ًدا وبمالمح باردة : قصدك وشو ؟
سلطان بنظرات حا
الجوهرة : أنك ماجيت وأنا أحسبك برا وجلست أحاتيك وأقول ليه مارجع
وأكيد زعالن مني
َّظل طفلة بنظره ال يستطيع أن يتعامل معها
سلطان وينظر إليها , طفلة وست
كـ أنثى بالغة ؟ حتى نبرتها وتبريراتها طفولية ج ًدا
الجوهرة تُكمل : ما أبغى أعرف وش صار قبل التتزوجني !! بس يعني ..
أنا والله آسفة ماهو قصدي أزعلك وتتضايق مني .. يعني ال تعاملني كذا
سلطان : أيه
الجوهرة أرتبكت ج ًدا : بس خالص .. أرجع لشغلك وتوبة أدخل عليك
وأنت تشتغل
سلطان : طيب
الجوهرة وزاد إرتباكها : خالص أطلع ؟
سلطان و بعض من الفرح يتراقص في قلبه ويريدها أن تبقى : أنتي وش
تبين ؟




الجوهرة : ما أبغى أعطلك عن شغلك بس يعني أنا مقهورة ومانمت و ..
يعني كيف أقولك بس والله سلطان أنا ماأبي أضايقك بشيء .. , تشعر
وهي تذكر إسمه " حاف " بأنه ينقصه شيء ربما هيبته في داخلها هي
السبب.
ها
ُّ
سلطان بصم ت وأنظاره تحف
الجوهرة : و ما كليت اليوم كويِّ ما كاني موجودة , ِس وحتى تجاهلتني
خالص والله ماعاد أعيدها
سلطان رغما عنه ضحك
الجوهرة تغيرت مالمحها مع ضحكته لم تفهم شيء هل هو راضي أم
غاضب أم ماذا ؟
سلطان بإبتسامة : طيب أسفك بحاول أفكر فيه يعني أرضى أو أل
الجوهرة : يعني أفهم أنك رضيت ؟
سلطان يرجع لمكتبه : مدري أفكر
الجوهرة أمالت فمها وهي تنظر إليه
سلطان يُدخل بعض الملفات في درجه لن يستطيع التركيز أب ًدا في عمله
اليوم , رفع عينه مرة أخرى : تعالي
الجوهرة : وين ؟
سلطان : تعالي أجلسي عندي
الجوهرة : آل ما أبغى أزعجك
سلطان : قلت تعالي
الجوهرة تقدمت لتجل س بمقابله ولكن أشار لها بجانبه .. جلست وكتفها
يلتصق بكتفه , أوراقه بين يديه ال يعرف بأي سطٍر يقرأ , والتركيز تحت
ال . ِصفر
الجوهرة : زعالن وال أل ؟
سلطان وعينيه على الورقة : تدرين أحيانا وش أحس إتجاهك ؟
الجوهرة أرتبكت لم تتوقع أن ي ُكن صري ًحا لهذه الدرجة , توتِّرت
سلطان : أنك بنتي
الجوهرة : بنتك ؟ على فكرة إحساسك بايخ مرة




سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد
إحساسي
الجوهرة : لهدرجة عقلي صغير ؟
سلطان : آل بس ضحكتك كالمك نظراتك ربكتك إبتسامتك نبرتك دلعك
كلها طفولية وحيل
ال ُجوهرة ورمشها يرتج ف من رجفة قلبها بهذه اللحظا ت
وضع بعض األوراق في مل ٍف آخر وأنحنى ليدخله الدرج األخير .. ألتفت
عليها وال يف ُصل بينهم شيء , نظرا ٍت بين ُهم , أحادي ٍث صامتة بكلما ٍت
تدخل في قا ُموس لغة العي ن.
الجوهرة وقفت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها : تصبح على خير
سلطان وعينه الغير راضيه تُمعن النظر بها : وأنتي من اهل الخير
,
في الصباح , بعد أن تم تنويمها رغ ًما عنها بِفعل حبِّ ٍة , قبَّل رأسها بهُدوء ,
أطمئن عليها وخرج ليطرق باب غرفة عبي ر
عبير فتحت الباب لتُقبل جبينه : صباح الخير
بوسعود : صباح النور .. صاحية بدري
عبير بإبتسامة : تطمن أمس نمت كويس
بوسعود : الحمدلله .. أنتبهي ألختك
عبير : إن شاء الله
بوسعود : بحاول ما أتأخر اليوم بس طلي عليها كل شوي و إن صحت
خليها تآكل ألنها ما كلت شي
عبير : إن شاء الله من عيوني
ُظر إليها أمام عبدالعزيز , كانت خبيثة ج ًدا تُفتفت خالياها بنظراتِه
عينا ن تن
.. يب ُدو كأنه سيآكلها اآلن .. يقترب ِمنها شيئًا فشيئًا , ال تستطيع أن تصرخ




.. أن تُنادي أح ًدا .. حتى عبدالعزيز واقف لم يتحر ك .. أنفا ٌس تتصا َعد ,
شهي ٌق ال يُلحقه زفي ًرا , .. قلبها يضيق , كل ما حولها يضيق يب ُدو الحياة
ِّي تُفارقها بهذه العينان اللتان تُوحي كأنها تتلصص تُريد تمزيقي
عل ...
ف َّزت من سريرها ُمتعِِّرقة أنفاسها تُسمع من خلف البا ب
بوسعود ألتفت هو وعبير إلى باب غرفة رتيل من صو ٍت أصدرته .. فتحه
بهُدوء ونظر إلى حالتها
رتيل عندما رأتهم بك ت : يبببببببببببببه
بوسعود : ياعيون أبوك ... جلس بجانبها
رتيل وتضع كفوفها على شعرها المجعَّد بفوضى وتفكيرها مشتت ج ًدا من
تِ ل
طر ٍف عبدالعزيز و من طر ٍف آخر الذي قُ
بوسعود وكيف يتح َّمل هذا المنظر ؟ لو حرقهم وا ِح ًدا وا ِحد لن يُشفى
صدره أب ًدا
رتيل وبكلما ٍت متقطعة غير مفهومة : هنا .. موجود والله موجود
عبير أبتعدت للخلف قليال من منظر رتيل , بلعت ريقها ورمشها ير ُج ف و
نبضاتِها ليست على ما يُرام أب ًدا
بوسعود ويضع كفوفه على خدها : مافيه أحد .. حتى أنا جالس هنا ماني
رايح مكان ..
رتيل ونظراتها مشتتة
بوسعود : ما أمدى نمتي , أرجعي نامي وأنا هنا جالس .. يالله ياروحي
رتيل تضع رأسها على المخدة وعينيها على السقف
ُهم َّم ن
تَ

ل
َ
ئِن َسأ
َولَ
ِه اليُمنى عر ِق جبينها , ليقرأ عليها "
بوسعود يمسح بكفِّ
ن
ِ
ِه إ
َّ
يتُم َّما تَ د ُعو َن ِمن ُدو ِن الل
َ
َرأ
فَ
َ
هُ قُ ل أ
َّ
َّن الل
ُ
يَقُول
ر َض لَ
َوا ِت َواألَ
َق ال َّس َما
َخلَ
هُ بِ ُضٍِّر َه ل ُه َّن َكا ِش
َّ
َي الل
َرا َدنِ
َرا َدنِي بِ َر ح َم أ ٍة َه ل هُ َّن َ
َ
و أ
َ
فَا ُت ُضِِّرِه أ
ُو َن " ثم أردف " اللهم
َو ِّكِل
ُمتَ

َو َّك ُل ال
ي ِه يَتَ
َعلَ
هُ
َّ
َي الل
ُم م ِس َكا ُت َر ح َمتِ ِه قُ ل َح سبِ
أني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك . أو علمته
أحدا من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تُطمئن قلبها وتُجلي
حزنها وتعفو عنها وتغفر لها ياكريم يارحيم"




أغمضت عينيها , وما إن أغمضتها حتى فتحتها على نغمة جوال واِلدها.
بوسعود خرج حتى ال يُزعجها : هال سلطان
سلطان : هالبك , عسى ماشر ؟
بوسعود ونبرته ج ًدا غاضبه : الكالب بعد
سلطان : ليه ؟
بوسعود يمسح وجهه بتعب : شكل فيه حقير مسوي شي لبنتي
سلطان فهم عليه : طيب تقدر تجي ؟
بوسعود : إن شاء الله جاي وراح نحقق معهم اليوم بعد
سلطان : خالص أعترفوا و عمار قريب بينمسك
بوسعود : بعرف الكالب وش سوو لها
سلطان : عبدالعزيز طمنَّا مستحيل يكذب
بوسعود : طي ب
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
بوسعود ألتفت على عبير هام ًسا : أنتبهي لها
عبير هزت رأسها باإليجاب
بوسعود نظر عليها نظرةٍ أخيرة ... وخرج متو ِج ًها لبيت عبدالعزيز ..
دخل ورآه يغلق الكبك
بوسعود : صباح الخير
عبدالعزيز : صباح النور
بوسعود : عز أجلس شوي أبغى أكلمك بموضوع
عبدالعزيز ويجلس وهو يغلق أول أزارير ثوبه : تف َّضل
بوسعود : قولي وش صار بالضبط يعني أول مادخلت أنت وناصر
عبدالعزيز : قلت لك
بوسعود : أبغى بالتفصيل
عبدالعزيز مستغربًا : راح ناصر للمطبخ وكان فيه إثنين و أنا صعدت
فوق و دخلت غرفة ولقيت فيها وا ِحد وأغمى عليه وتركته وبعدها . آآآآ
بوسعود : إيه بعدها وشو ؟
عبدالعزيز بلع ريقه : فتحت الغرف الثانية في كانت غرفة مقفلة وأحسبها




لوحدة من بناتك و .. و بعدها *ح ِّك خِِّده بتوتِّ * ِر
بوسعود : دخلت غرفة رتيل ؟
عبدالعزيز شتت نظراته : أيه
بوسعود : كِِّمل
عبدالعزيز : بس خليتها تجلس في مكتبك ألن هو اللي كان بعيد شو ي
بوسعود : مين شافت غيرك ؟
عبدالعزيز وحرارة وجهه ترتفع اآلن من إرتباكه : محد
بوسعود : عبدالعزيز ال تكذب!!
عبدالعزيز : يوم كانت في المكتب وأتصلت عليك
بوسعود : إيه على أختها أتصلت
عبدالعزيز ومضطر أن يكذب : و دخل عليها واحد وصرخت وجيت و
بعدها نا ِصر جاء وأطلق عليه
بوسعود : يعني كانت بروحها وياه ؟
عبدالعزيز :أل
بوسعود : أنت ماجيتها اال بعد ماصرخت يعني ممكن سَّوا لها شي
عبدالعزيز : أل أنا متأكد محد جاء صوبها يعني هو دخل وأنا كنت قريب
مررة مايمدي سَّوا لها شي
بوسعود : متأكد يا عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز : زي ما أنا متأكد أنك قدامي الحين
بوسعود تن َّهد
عبدالعزيز : صاير شي ؟
بوسعود ويمسح على عينيه : بتكمل
أيام ما نامت , لو بس أعرف مين
اللي كلمها ووش قالها ألخليه يحترق بجحيمه
عبدالعزيز ينظر إليه و ُربما عرف معنى ما قاله لها .. هل لهذه الدرجة
َّر حديثه عليها ؟ من المستحيل أن تتأثر بسرعة ؟ لكن لم يُكلمها أحد في
أث
ذلك اليوم أنا واثق من هذا .. أنا فقط من تح َّدث إليها .. " الله يآخذني كاني
جبت العيد معها. "
بوسعود الحظ توتره : تعرف شي ومخبيه ؟




عبدالعزيز : آل .. الله يحفظ لك بناتك و .. وو يخليهم لك
بوسعود : آمين .. وقف .. أنا رايح سلطان ينتظرنا ال تتأخر..
عبدالعزيز : أن شاء الله..
بخروج بوسعود .. عبدالعزيز: يالله أنا وش سويت ؟ يا غبائي بس ... ر ِّن
في إذنه " ألخليه يحترق بجحيمه " لوهلة ح ِّس بأن بوسعود لو عرف فعال
سيذِِّو يعرف قوة عالقته مع بناتِه. قه الجحيم ..
تفكيره تشتت بأشيا ٍء كثيرة , لم يتوقعها أب ًدا أن تتأثر بسرعة , يعرفها قوية
ج ًدا عنيدة ُربما المشاعر ميتة عنِدها .. تذ َّكر نظراتِها له .. كلماتها في
المستشفى .. عق . َّد حاجبيه وهو يتمتم : يا شقا قليبك يا ولد سلطان
,
ِ الهُدوء يخيِّ ب طلعت الفيزا الحين ِ
م هذه المَّرة , مثبت هاتفه على كتفه : طيِّ
وال كيف ؟ .... أووف طيب بسرعة الله يرحم لي اللي جابوك .....
هههههههههههههه يخي قربت أقلب حليب من الح ِّر .... طيب
..ههههههههههههه طيب .. يخي أقولك طيب ...... أنقلع بس .. وأغلقه
وهو يربط خيوط جزمته .. رفع عينه : صباح الخير
ُمهرة وال تُرد عليه
يوسف أبتسم : صباح الورد
وال رد
يوسف : صباح الجمال
وأي ًضا ال رد
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صباح الزوجة
الصالحة
ُمهرة ألتفتت عليه : يالله عسى هالصباح تسمع خبر أسَّود يسِِّود وجهك
وكل حياتك
يوسف : ما ظنتي الله يستجيب لوحدة ماترضي زوجها
ُمهرة : وأنت مصدق أنك زوجي!




يوسف بإبتسامة بلهاء : لألسف أني مصدق
ُمهرة : متى تسافر ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين بالكثير وأنا بصبَّح على وجيه زينة ماهو على
وجهك اللي الواحد يشوفه يقول اللهم عافِنا في دنيانا
ُمهرة : وعساك ماترجع
يوسف : والله من حسن حظي لو ما أرجع
مهرة : طيب وأنا ؟
يوسف : تكيفي أعتبري نفسك بالجامعة ماهو شرط تسولفين مع كل البنات
وال هو شرط تحضرين كل المحاضرات
مهرة : ممكن لو مرة تآخذ األمور بجدية
يوسف : وأنا صدق أتكلم ماهو الزم تنزلين تحت وتصبحين عليهم خالص
أجلسي هنا ولين عاد ماأرجع يصير خير
مهرة : متى ترجع إن شاء الله
يوسف :
شهور
مهرة شهقت : نععععععععععععععععععم
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ماتستغنين عني داري بس وش نسوي الزم تشتاقين لي عشان تقوى حياتنا
الزوجية
مهرة : آل ياعمري ماأجلس
شهور هنا
يوسف : ال تقولين لي ُعمري و حبيبي قلبي مايتح َّمل
مهرة بعصبية : تستهبل ! يعني أنا أجلس هنا وأقابل هالجدران و اهلك و
ِف برا !! ال يا حبيبي مالي دخل تشوف لك
الكآبة كلها ذي و أنت تصيِّ
ِّي ِمنك
صرفة أنا ماأجلس هنا والله الأروح بيتنا وال عل
يوسف ببرود : طيب وش تبيني أسوي يعني ؟ أنا قلت لك تبين حايل
خالص أوديك لكن وينهم تحسبين حايل بيتيين بس ؟ من وين أجيب لك
أهلك وأمك بعد حتى ماكلفت روحها تتصل عليك و على فكرة عندها
رقمي !! أنا مو قصدي أهينك بس خالص أنسي هاألهل ألن هم نسوك !
ُمهرة بصمت تنظر إليه




يوسف ولم يتعود على صمتها : ما بإيدي أسوي لك شي!
ُمهرة بهدوء : طلقني وأنا أدبر عمري
يوسف : ال ماراح أطلق
مهرة : وليه ؟
يوسف : ما أبغى أطلق
ُمهرة ودموعها بدأت بالتجمع في محاجرها
يوسف وأول مرة يلمح دموعها المختنقة , رغم أنها لم تنزل لكن واضح
ِ أنها ستبكي اآلن , صمت ي م بينهم
خيِّ
ُمهرة تشتت نظراتها
يوسف بنبرة هادئة : مو
شهور ؟ كنت أمزح .. أسبوعين وراجع
ُمهرة وعينيها في عينه .. زمت شفتيها و أنظارها ال تذهب بعي ًدا عن عينَا
يوسف
ُمهرة : طيب
يوسف : يعني
ُمهرة وتحاول أن تخفي هذه الدموع رغم أنها لم تنزل ولكن تضبب رؤيتها
: يعني حتى أنا مقدر أعيش كذا زي ما أنت ما بإيدك حيلة
يوسف : وش تقصدين ؟
ُمهرة : أنا ممكن يهون عندي كل شي , تسوي فيني اللي تبغى بس شي
واحد أل ؟
يوسف : وشو ؟
مهرة : ما تخليني أعيش أنا وأخوك في البيت نفسه
يوسف بصم ت ينظر إليها
مهرة : ترضاها على نفسك ؟
يوسف : منصور ما قتل أحد
مهرة : هالكلمتين أضحك عليها قدام الناس بس علي أل
يوسف تن َّهد : قلت لك منصور ماقتل أحد
مهرة بصراخ : إال واللي قتله إسمه أخوي وأبوي وحبيبي وروحي .. أنا
ماأرضى !! أخوي ماهو رخيص لهدرجة .. سو اللي تبغاه فيني بس




ماتخليني مع أخوك في بيت واحد!
يوسف بحدة : صوتك ال يعلى
مهرة وتقترب منه وصدرها مالصق لصدره : ماراح أعيش وياه تحت
سقف واحد والله لو أهرب وسهل علي أطلع بدون ال تدري
يوسف : ماراح تطلعين وال منصور راح يطلع
ُمهرة أبتعدت خطوتين للخلف : ألنك .. تصدق حتى مافيه كلمة توصف
حقارتك
يوسف : أو يمكن مافيه كلمة محترمة تقدر تجي على لسانك ... وخرج
ِركها
تا
,
ال أحاديث بين ُه م , الصمت يُجيد فنَّه بمقابلهم ... يعرفُون النهاية ج ًدا لكن
األمل موجود .. أو ُربما شيء يُدعى سخرية القدر بِه ... حظي نثروه بين
نسا ِء حواء و لم تُجيد واحدةٌ . خيبات الحياة تصفعنِي ِمنهم جمِعه .. ال أحد .
ت ال أشعر
ُّ
بقوة , ال ُحب يقهُر ال ُروح بِ ي .. يصفعني كثي ًرا حتى أنني ب
ِّي أحاسي ٍس .. موجوع ج ًدا ال أحد يرضى أن
باأللم .. وصل ت لمرحلة بال أ
" .. أي عافي ٍة
يداويني .. أشعُر بسخريتِهم حين تهمس أقداري " ُمعافى
تأتيني وأنا بـهذه الوحدة الـ تجعلني في ضياع , أحيانًا أشعُر بأن الصحة و
ُمهمة كثي ًرا امام الوحدة .. الوحدة تُؤِلم , ماذا يعني لو أنني
العافية ليست بال
مري ٌض و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خي ٌر على قلبي من الوحدة والله أنني
أشتاق للناس .. و رأيت هؤالء الناس في شخ ٍص وا ِحد , نسي ُت ما مضى
أرد ُت خرى , لكن الحياة مرةٌ أخرى أي ًضا ال تُريدني , أبتسم
ُ
الحياة مرةً أ
وهو ينظر إليها.
ٍن غير هذا ؟ أو ظرو ٍف غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل
لو اننا في مكا
الحادث ؟ , أشعُر بأشخا ٍص ُكثر حولي يعرفهم قلبي جي ًدا و عقلي يجهلهم




ِ لكن أن ت وحِدك من كان قلبي و عقلي يعرفه ج ل
ي ًدا , جرب ت ال ُحب و ُخيِّ
لي بأنه أول ُحب بحياتي , أحبب ُت اللحظات المسروقة بيننا .. أحبب ُت
مواساتِك لج ُروحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتا ُق إليك
" بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوق ِت و للتاسعة
ُكلما أنهيت يو ِمي
ا حبيبًا , أحببتك كثي ًرا ,
ا صديقً
صبا ًحا التي تجمعي بِك , كنت أراك صادقً
كان الفرح يتراقِص بِي ويقيم عر ًسا حين تدعونِي مسا ًء لقهوة أو ُربما
عشاء .. ُربما لم أراك في وقتِها لكن قلبي يراك يشعُر بِك , ُربما جهل ُت
ا سواك , أن ت ,
الكثير و حتى أنني جهل ُت نف ِسي لكن لم أعرف شيئًا صاِدقً
أنت لست طبيبًا أنت حياتي لكن : الحياةُ ضَّدنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته
أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يُريد الحقيقة .. أريدك لكن
ُل
" لكن " التي تتطفَّ
أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد مح ِو
على أحاديثي عنك .. و أي ًضا لكن ال تُريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع
الدمو ع.
وليد : وش تفكرين فيه ؟
رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
وليد بنبرة موجعة : إذا غ ِّص بالحكي
رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
وليد : ألن قلبه ممتلي بالوجع
رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
وليد أبتسم : وِِّدي أل ة حيل ما تفيد أبد ِّم شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصير
رؤى رمشت فـ سقطت دُموعها : أبتروا هالوجع
وليد : مانقدر
رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقِِّوي ال ُحب
وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى
,




في مكت ب سلطا ن*
سلطان تن َّهد : طيب بس هالفترة
بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
بوسعود : سلطان ال تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي
تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصال هذا مايهمنا
بوسعود بحدة : إال يهمنا خالص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و
دليل واضح على التبادل
سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة!!
سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
بوسعود بغضب ويب ُدو انه وقت اإلنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم
!! ال ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر
أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
سلطان و فعال ال يستطيع أن يتجادل معه
بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس
منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير اال كل
خير
بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
سلطان : أنت معصب وال أنت قادر تفهم شي
بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم األنانية اللي عايش فيها
عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
بوسعود : إيه أنانية ! ألن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم




خاليا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي الزم نمسكهم كلهم من صغيرهم
لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
سلطان : ماراح يعترفون ألن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء
واألدلة ماهي كاملة
بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك
بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى األمان أنحرموا منه وعشان
مين ؟ عشان شوية كالب محنا قادرين نمسكهم
سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
بوسعود بحدة : نعم ؟
سلطان : يعني عندك

شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد
الخمسين شخص
بوسعود والغضب وصل ألعاله : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
ِج
ُ
بوسعود و فعالً م بكلمة سلطان ل
سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين
فقدت ؟ الزم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت
كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها األمن و حول
قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
بوسعود بصمت ينظر إليه
سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
بوسعود تن َّهد
سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى
الحضيض اآلن
ِر ه ِّم سلطان و ضيِقه و مسؤوليته
عبدالعزيز , للمرةِ االولى يشعر بـ ُكب
العظيمة , و للمرةِ األولى يشعُر بأن التضحية أحيانًا تكون واجبة إن كانت
إتجاه الوط ن و للمرة األولى أي ًضا يشعُر بأن بوسعود يُجبَر على التضحية
بأمن بناتِه ألجل أمن وط ن.




يشعُر بصغِر همومه امامهم لكن ُرغ ًما عنه يكرهُ تصرفاتِهم , ال أهل ..
ٍن ال مهر ِب منها
هذه الكلمة لوحِدها تجعلني أسقط نيرا .
,
ُمتعبة النائِمة , عينيها تائِهة تبح ُث عن وطن اآلن
عبي ر تتأمل مالمح رتيل ال
, لو أ َّن والدتِها ُهنا كيف كانت ستهتم بـ رتيل ؟ ُربما مثل والدها ستقرأ
عليها آيا ٍت من القرآن وال شيء غير القرآن , كانت ستب ِكي رتيل على
صدِرها مثل ما تبكي على صدِر والدها ؟ كانت ستُعانقها سا ِهرة , لن تغفى
عينيها و لن يرتاح قلبها أب ًدا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسه ر و
ها ببكائِها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان
َّ
تب ِكي .. عل
ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
ِرها , فتحت الرسالة
َ ومي ض هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكا ا
" قب ٌح على ُدنيـ
تُبكيك "
ِرمشها , بك ت كثي ًرا و كثي ًرا و
وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبِها أنتقل ت ل
بشدة و ج ًدا.
,
آخر الليل تُوشك على الثالثة فج ًرا.
يُهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني
وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي




ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم
سلطان
عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي عالقتي معه ماهي كويسة أو أني
قاطع فيه
عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس
سؤال
ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد
مو لهدرجة
عبدالعزيز تن َّهد : خلها على ربك
ناصر : الله كريم
عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
عبدالعزيز : ليه ؟
ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه ألنك عزمتني
صارت مصيبة
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب
نعوضها بكرا
عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب
الخليجي يحب الحزن
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
تذكر سهرات باريس
عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا
هناك
ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق




عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه
كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقُول لهدرجة عمري توقف عند


ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان
يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي
خذيته منه
ناصر : مانسيت
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه
أحلى ك ِّف بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف ال تحسبني بنسى
عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس
وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو بـ طيش
ناصر : أصال كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم
ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء
بنبرةٍ حادة : الساعة

أنت هنا
عبدالعزيز : طيب يا بابا
أبتسم : ايه بابا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري

وتعاملني كذا
؟
واِلده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة ب ِِّضل أعاملك كذا
عبدالعزيز : و ِِّجه الكالم للي جمبك
بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كالمي
ِّي
غادة : ال والله تشيِّشه عل
بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
غادة أنحرجت : يبه
بوعبدالعزيز : باألسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
عبدالعزيز : أحب العدل صراحةً




هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة ويآخذني منكم
والدها : سلمي لي على الحياء
هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي ال خطبتوا لي وال قلتوا نكمل نص
دين ولدنا وال شيء
والدته : صدق عيَّار وش قلنا لك عن أثير ؟
عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم
خواته ماشاء الله
عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاااب كأني
ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
عبدالعزيز :أتكشخ قبل ال اشوف وجهك يالبزر
هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة

أنت هنا طيب
يابابا ال تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
والده بضحكة عميقة : أسمع الكالم يابابا
عاد مع صوت ناص ر والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتِي األولى.
ناصر : جاني النوم تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار
كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان
يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهر ب من النوافِذ حتى يخرج في أطراف
الفجر .. كانت ُكل متعته يشاركها مع نا ِصر بداية الفجر حين يسيرون على
ج بها الضوا ِحي .. شوارع كثيرة يحفظها
أرصفة باريس و ضحكاتهم تض ُّ
شب ًرا شب ًرا , نا ِصر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاتِه و يرى




الفرح بأتفه األمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقِل الر ُجل الذي ال
م َّحل للطيش في قلبه لكن أيام باريس ونا ِصر كان ال م َّحل للعقل بينهم ..
أشتاق كثي ًرا لضحكاتِهم و تعليقاتِه م.
,
ِزل من الدرج بخطوا ٍت هادئة تتلف ُت كثي ًرا بـ عين ين خائِفت ين , تنظر
تن
لخلفها بخوف .. دخلت المطب خ وقلبها يكاد يخر ج , أخذت كأس الماء
وأنفاسها تتصا َعد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت لألعلى
برك ض لغرفتها و أغلقتها جي ًدا.
هاالت سوداء أسفل عينيها و بشرةٍ شاحبة صفراء بـ شعٍر غير مرت ب
تُشعر كل من رآها وكأنها مدِمنة إحدى انواع المخدرا ت.
مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير
وأنا حالل ؟ وال ماني ر َّجال
ُخرى يح ُضر صوت عبدالعزيز "
و مرةً أ
بعيونك"
عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائِها عندما أحبته , ال ُحب ال يدخ ُل
قلوب األغبياء.
ُّكن
ط ب ُحب لشخ ٍص كان من المفترض أن يحبها لكن ال ي
دموعها تسق لها
ِّي و جاملني
ِّي شعور ؟ ُربما المرة األولى أشفق عل
أ !
" . . وخ ٌز في
" ُكل حياتي
" في حياته لكن هو
ُربما أنا مجرد " ال شيء
ِرها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغيَّر كل
يسا
مبادئِها .. هو الشاذ في قوا ِعدها , تُطيع الله في كل أمر إال مايتعلق بِه
تقودها أهوائها , كبريائها ال يسمح حتى أن تبتسم ُدون سبب إال عندما تراه
تشعُر بفرحة و عنفوا ن من السعادة في قلبِها .. كل شيء في حياتها جيِّد
ماعدا هو يفوق الجيِّد أو ُربما أفض ُل شيٍء تحقق في حياتها .. ال أقصد
بذلك عبدالعزيز لكن أقصد ُحبه .. هو ُربما ال يستحق ُحبي لكن نح ُن البشر
ال ن ُحب ما نُريد و متى نُريد و كي فما نُريد .. فجأة تلت ُف خيوط ال ُحب حولنا




, " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي
ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟
"
في الصبــا ح*
جميع ما عدا بُو سعود و سلطا ن ال يهنى لهم باالً . إجازة ال أب ًدا
هذه المرة أرتدى بدلته العسكرية ألنه سيتدر ب , أرتداها بسرعة و في
ِض ًحا
الفترة األخيرة تأخيره عن الدوام بات وا
ال ُجوهرة : سلطان
سلطان وهو يربط خيُوط حذاءه : هال
ر : تقدر تجي بدري اليوم يعني

ُّ
الجوهرة بتوت
سلطان رفع عينه : ليه ؟
الجوهرة : كذا
سلطان : مدري ماأتوقع ألن اليوم أنا وبوسعود عندنا شغل كثير
ال ُجوهرة : طيب بس
دقايق من وقتك
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة : طيب بحفظ الرحمن
ِرجا من الغرفة ولكنه ألتفت : وشو
سلطان أتجه خا
الجوهرة أبتسمت : ال خالص روح
سلطان : آل قولي
الجوهرة : كنت بسألك عن شغلة بس ماهي مهمة
سلطان : طيب قولي أنا متأخر متأخر ماتفرق
الجوهرة بكلما ٍت مرتبكة ومتقطعة والتوتر يصل ألعاله , خشيت أن ينزف
أنفها لحظتها ال مبررات أب ًدا : فيه بنت أعرفها يعني . . .. أغتصبوها و
أبغى أعرف كيف تبلغ عنهم يعني هي مررة خايفة وخصوصا زواجها
ق ِّرب وماتقدر تقول ألحد




سلطان : آلحول وال قوة اال بالله العظيم طيب وزوجها يدري ؟
الجوهرة : أل
سلطان رفع حاجبه : مايجوز تخدعه تحطه بالصورة وافق تمام ماوافق
اللي حلل الزواج حلل الطالق
الجوهرة و اآلن جسِدها بأكمله يرتج ف
سلطان : ومفروض تبلغ عن اللي أغتصبوها يمسكونه ويحكمون عليه
ويكون عبرة لغيره .. ماني عارف وش هالدناءة اللي وصلت في البشر
الجوهرة بصمت تام
سلطان وهو يضع هاتفه في جيبه : بس غلطانة كثير بمسألة زواجها
الجوهرة بنبرةٍ جاهدت أن ت ُكون هادئة , بلعت ريقها : بس هي حرام
مظلومة من حقها تعيش
سلطان : طيب وش دخل زوجها ؟ يعني هو ماهو مظلوم يكتشف بعدين
أنه زوجته ماهي بنت !! .. أعوذ بالله بس من هاألشياء تجيب الكآبة .. من
حقها تعيش وتبدأ حياة جديدة بس على صدق وتقول له ماهو على كذب .
..نزل لألسفل
ال ُجوهرة : سلطان
ألتفت عليها وهو يفتح باب البي ت
الجوهرة ال مجال أن تخفي أكثر : آآ .. بلعت ريقها بصعوبة
سلطان : أنتي لو تجين وتسمعين مشاكلنا كان مانمتي شهر كامل ! ....
يالله مع السالمة .. وخر ج
,
بوسعود في مكتبه يُحادث سعد : طيب وش بعد ؟
سعد : ما قدرت أعرف شي بس لقاءاتها مع وليد كثيرة و شكل صاير بينها
وبين أمها مشاكل
بوسعود : مستحيل




سعد : والله مدري طال عمرك
بوسعود : مستحيل أمها تخسرها بعد !! أكيد مابينهم شي
دخل مقر ن وجلس بهُدوء
بوسعود : طيب أمورهم تمام ؟ الشقة اللي ساكنين فيها كويسة ؟
سعد : ايه أنا شفتها ومرررة موقعها حلو و جديدة
بوسعود : و صالونها ؟
سعد : مسكرته
بوسعود : كلمها عشان نشتريه منها يمكن تحتاج قيمته
سعد : إن شاء الله
بوسعود : وغادة ؟ نفسيتها كيف ؟
سعد : تبكي كثير , قبل كم يوم طلعت بروحها وجلست تبكي و بعد ساعة
تقريبا جاها وليد
بوسعود تن َّهد : طيب أعرف لي وش يبكيها ؟ سو اللي تسويه المهم تطمني
سعد : أبشر
بوسعود : تبشر بالفردوس , يالله مع السالمة .. وأغلقه
مقرن : وش صاير ؟
بوسعود : لو أظمن ناصر كان قلت له وأرتحت
مقرن : اللي تسوونه غلط , عبدالعزيز وقلنا معكم حق لكن ناصر
بوسعود : وأنا بروحي أقرر الزم بعد سلطان يوافق
مقرن : هالسالفة تعِِّور لي راسي و هاللي معها مستفزة
بوسعود : مين معها ؟
مقرن بلع ريقه : أقصد . . أقصد يعني وليد يعني معها وكذا وقريب منها
ِي ؟
بوسعود بنظرة شك : وش مخبي عنِّ
ِي ؟ أنت تعرف بموضوعهم أكثر مني
مقرن أبتسم : وش يعني بخبِّ
بوسعود تن َّهد
مقرن : وشلون رتيل ؟
بوسعود : حالتها النفسية بالحضيض وماهي قادرة تنام حتى يوم عطيتها


إعدادات القراءة


لون الخلفية