الفصل 81
ِِّون وجهها بال ُحمرة : كِِّمل
ُمهرة مسكت نفسها لتضحك ُرغم أن الحرج يل
طريقك
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
وتوصينا بعد .. أستغفر الله بس
ُمهرة بربكة وهي تشعُر بالحرارة من أقدامها إلى شعرها : يوسف خالص
يوسف : خليك وسيعة صدر يالشمالية
ِح الميانة مع اللي يسوى
ُمهرة : وسيعة صدر بس ما ينفع بعد تجلس تطيِّ
واللي مايسوى .. وخالص ماعاد تروح معي شكًرا مستغنية عنك
يوسف : أفآآ .. كل هذا عشان المزيونـ
ترمي عليه علبة المناديل : ال والله تغَّزل فيها بعد ..
يوسف يركن سيارته : الحين اللي قدامه القمر وش له بالنجوم ؟
ُمهرة تنزل وهي تضحك : يارب أرحمني.. منت صاحي
يدخل معها : أصال والله ما جت عيني في عينها .. بس كنت أستفزك ..
ماتعودتي على أسلوبي؟
ُمهرة : تعودت بس ... مسكت بطنها بو َجع ... آآه
يوسف أقترب منها بخوف لتصخب بضحكتها في منتصف الصالة : تعَّود
بعد أنت
يوسف : قليلة خاتمة .. مناك يالله عطيتك وجه
ُمهرة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههه
من خلفهم : الله يديم ضحكاتكم
يوسف ألتفت لوالده : آمين ويديمك فوق رآسنا
ُمهرة بحرج سلمت عليه : شلونك ؟
بومنصور : بخير الحمدلله ..
يوسف : شفت يبه وش تسوي بولدك ؟
ُمهرة تُشير له بعين يها بأن يصمت ولكن أسترسل بإغاضة : أنا مو قلت لك
الشماليات إذا حقدوا أبليس يتبرأ منهم
بومنصور : زين حظك يوم خذيت شمالية
ُمهرة ضحكت لتُردف : ماعليك زود
يوسف : أظن ما عاد لي جبهة
،
ُمتأخر في باريس، يسي ُر يمينًا ويسار، ال يعر ُف كيف
في ساعا ِت النهار ال
يُحكم سيطرته على عقله ليُفكر بإتزان أكثر، ال أحد في الرياض يُكمل
اآلن؟ كل خططنا راحت هبا ًء أعمالنا وسلطان ُمصاب! كيف أعود منثورا
وهي مبنية على خطأ، كلها واآلن يُريدون أن يقتلعُوا جذور الثبات فينا
ويتعرضون لسلطان! كم من الصبر سأتحمل حتى أعرف من وراء كل
هذا.
قطع سلسل ِة أفكاره المتلخبطة : ما تثق فيني ؟
عبدالرحمن : مو مسألة ما أثق فيك ... لكن صعب أخليهم ثالثتهم عندك
عبدالعزيز : بحجز غرفة عندهم وبجلس بالفندق .... ماني طالع وال راح
أتركهم...
عبدالرحمن مشوش فعالً، مسألة أن يعود للرياض معهم ستضره مثلما
تض ِّر سلطان اآلن في ظ ِّل هذه األحداث المربكة
عبدالعزيز : خالص تطَّمن هم في الحفظ والصون..
عبدالرحمن : طيب .. ماراح أطِِّول بأقرب وقت أنا عندكم .. عبدالعزيز ال
أوصيك اليطلعون برا هالمنطقة، خلهم قدام عينك وجوالك الثاني أغلقه،
أختفي عنهم وال تحاول تطلع كثير عشان محد ينتبه عليك .. وبس يصير
ِّي وإن كان شي طارىء تتصل على مساعد .. عطيتك رقمه
شي تتصل عل
صح ؟
عبدالعزيز : إيه عندي رقمه .. أبشر
عبدالرحمن تنهد : تبشر بالجنة .... وصعد لألعلى متجها لغرفة بناته
المقابلة لغرفته : السالم عليكم
:وعليكم السالم
إل يه وهي تترق ُب ما آلت إل يه الظروف، ليُردف : راح
ض ي وقفت متجهةً
أرجع الرياض بس راح تجلسون هنا ألن ما ينفع ترجعون معي هالفترة
... معاكم عبدالعزيز، ماأبغى طلعات كثيرة وأي شي تبونه عندكم عز
عبير : وعمي مقرن ؟
عبدالرحمن : بيرجع معاي ... مفهوم ؟
رتيل بضيق : طيب متى بترجع؟
عبدالرحمن :إن شاء الله أسبوع ماهو أكثر
َّت جبينه : توصل بالسالمة
عبير قبل
ِم عليه : درب ا
لحقتها رتيل لتُسل لسالمة ِّ
عبدالرحمن : الله يسلمكم ... خرج متج ًها لغرفته لتلحقه ض ي.
ضي بشك : فيه شي ثاني صاير ؟
عبدالرحمن يفتح ُدوالبه بهُدوء : ال
ضي تُمسك يده لتمنعه من وضع مالبسه : أنا بجهز شنطتك على ما تتحمم
ُدون أن يعلق أتجه نحو الحمام، يشعر بأنه أفلس من الكالم وماعاد
ا وتفكيره غائب فعليًا عند الرياض وما يحد ُث بها
يستهويه ان ينطق حرفً
ِّي رادع، وليس
اآلن، من فكرة أ ِّن أحٌد يتسلح وي ُجول الشوارع ُدون أ
شخ ًصا أو شخص ين فهذه الجماعة بيننا ولكن ال نلحظها، هذه الجماعة
األكيد أننا نعرفها ولكنها تُمارس النفاق العلني، من بعد سلطان العيد أصبح
المستهدف سلطان بن بدر! ومن بعدهم األكيد أنني أصبح مستهدف حتى
تتالشى عائلتي كما تالشت عائلةُ سلطان العيد . . ماذا يحد ُث في هذه
ر كل هذا الوقت ُدون أن نكتشف من! لو ُكنت أنت يا مقرن
ُّ
الدنيا؟ كيف يم
سي ُكون عقابك الذ ًعا.
ا
تمُر دقائِقه أسفل الماء المتصبب على جسِده بح َّدة تفكيره، أخذ نف ًسا عميقً
ليخرج والمنشفة تل ُّف خصره، نظر إل يها وهي تُغلق الحقيبة، بإبتسامة
باردة تُخفي حزنها من أن يذهب إلى الرياض ُدونهم : ألبس بسرعة قبل ال
يدخلك برد ... أتجهت نحو نظام التدفأة لتُشغله، تن َّهد وهذه التنهيدة يُسمع
صداها في قلب ضي الذي وقفت تتفكُر بهذه األنفاس الحارقة التي تخر ُج
من بين شفت يه.
لم يستغرق في إرتداء مالبسه الكثير وهو يأخذ معطفه وحقيبته الصغيرة
التي تح ِوي جوازاتهم والبطاقات المهمة، أخرج جوازا ِت رتيل وعبير
وضي ليضعهم في خزن ِة الغرفة : أنتبهي لها يا ضي
ضي : إن شاء الله
أغلق الخزنة لتتقدم له ضي وهي تل ُّف حول رقبته وشا ًحا قطنيًا يقيه من
برد باريس هذه اللحظات : توصل بالسالمة
قبَّل جبينها ليهمس : الله يسلمك ... ديري بالك على نفسك وعلى البنات
ِّي بس
ضي : آل توصي حريص ... المهم أنت أنتبه على نفسك وأتصل عل
توصل وطِّمني
عبدالرحمن أكتفى بإبتسامة تُطمئنها، طوال ُعمره كان ينش ُر اإلبتسامات في
ِدة وهذه العادة نتوارثها
المشاكل فقط ليُشعر من حوله بأن األمور جيِّ
ِ
أوج
ً من عبدالله اليوسف حتى سلطان بن بدر
جميعًا بداية .
،
يُق لله ينكبه ِّطِ ع أظافره بأسنانه أمام تذمر والده وهو يُرتب أوراقه : نكبنا ا
... الحين كيف نوصله !
فارس الذي يعرف جي ًدا ما يحدث اآلن والصراعات التي في الرياض،
أردف : يبه سمعت وش صاير بالرياض!
رائد بعدم إهتمام : وش فيها بعد
فارس : أدخل مواقع جرايدنا اإللكترونية شوف األخبار العاجلة
رائد رفع عينه : تكلم وش صاير!
فارس : مكتوب بالخط االحمر العريض مجهول يطلق النار على سلطان
بن بدر أمام بيته
رائد يعقد حاجب يه : أمام بيته! مستحيل الح ِّي كله أمن
فارس : وش دعوى مستحيل! مو انت قدرت عليه
رائد أبتسم بسخرية : لكل قاعدة شواذ .. لكن مين اللي متعرض له مو
كاتبين شي ثاني
فارس : أل
رائد : غريبة! ليه كاتبينها في الجرايد .. أكثر شخص يحاول يبعد الصحافة
عن هالمواضيع هو سلطان
فارس : مو كتبوا قبل .. محاولة إختطاف أسرة سعودية في باريس ..
ماقالوا أنه األسرة إسمها عبدالرحمن بن خالد آل متعب .. يعني حتى
الصحافة بعد تعرف كيف تبعد نفسها عن المساءالت
رائد : ما تالحظ انك مستفز ؟
فارس أبتسم : طالع عليك
رائد : أنا الحين عقلي في شي ثاني ...
صمت قليالً حتى أردف : يعني سلطان الحين ماهو مقابل شغله!! ... أيش
هالصدف الحلوة هههههههههههههههههههههه
فارس : تلقاه بين الحياة والموت وأنت يا يبه تضحك .. عاد ماهو لهدرجة
رائد : أنا ماأضحك عليه شخصيًا هو كيفه يموت يعيش يمرض يصير فيه
اللي يصير لكن أني أضبط أشغالي على روقان بدون مراقبة من احد ...
بس الكلب صالح ماهو هنا وال كان أستغليت هالفرصة
فارس : وش الشغل اللي بينك وبين صالح
رائد : ما يخ ِِّصك
فارس رفع حاجب يه الحادت ين : طيب حقك علينا تدخلنا فيما ال يعنينا ...
وقف ....
رائد : على وين ؟
فارس : طفشت بعد وأنا أطالعك كيف تس ِّب اللي حولك
رائد : ماشاء الله ... أفصخ جزمتك وأضربني بعد
فارس : حاشاك ... طيب يايبه وش أسوي عندك
رائد بسخرية الذعة : قولي عن أحالمك المستقبلية
ِّي فارس تن َّهد : ي شي لكن األحالم ما تتحمل السخرية
به أنا ممكن أتقبل أ
رائد : أبشر على الخشم
ُمشعة : متى ماتبي تروق ومتى ماتبي
فارس إبتسم بمثل إبتسامة والده ال
تهاوش .. ماعاد أعرف لك يبه
رائد : مزاج الله يعيذك منه ...
فارس بهُدوء : تدري أني أكتب
رائد : تكتب إيش ؟
فارس : روايات
رائد بسخرية : ماشاء الله تبارك الرحمن .. وش هالخبال
فارس تغيَّرت مالمحه للضيق ليُكمل : وأكتب نثر
رائد : هذي وظيفة المترفين أبعد نفسك عنها
فارس : الحين الكتابة للمترفين صارت .. والله من السجن اللي خليتني فيه
صرت أكتب وال أنا قبل ويني ووين الكتابة
رائد : تدري وش اللي مضايقني فيك! أنك كلب وذكي لكن تستغل هالشي
بأشياء تافهة
فارس بدهشة : الكتابة تفاهة! على فكرة قريب إن شاء الله بخلص روايتي
وراح أنشرها
رائد : أعزمني على حفل توقيع الكتاب
فارس بضيق : يبه خذ الموضوع بجديَّة
رائد : وناوي تكتب بعد فارس رائد الجوهي
فارس : إيه
رائد : أذبحك .. تعرف وش يعني أذبحك!! أتركك من لعب هالعيال
وشوف لك شي نفتخر فيه
فارس : يبه هذي كتابة ما شفت أدباء العالم كيف يفتخرون فيهم
رائد : وأنت من متى تكتب ؟
فارس :
سنوات أو
.. مدري بالضبط
رائد : طيب جيب لي أقرأ روايتك..
فارس : أل
رائد رفع حاجبه بضحكة خبيثة : ليه ؟ كاتب أشياء فوق
سنة
فارس ُرغ ًما عنه إبتسم : ماأبغاك تقراها كذا .. مزاج بعد
رائد بإبتسامة : عن أيش تتكلم ؟ ال يكون عن عبير
فارس : ماني غبي عشان أكتب قصتي في كتاب ... عن شي ثاني
ماتتوقعه
رائد : وإذا خمنته وش لي؟
فارس : اللي تبي
رائد : حتى لو أمنع الكتاب
فارس : حتى لو تمنعه
رائد : طبعا قصة ُحب .. عارفك ناقص حنان
فارس : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مغرقني بحنانك وش لي بحنان غيرك
رائد وبانت أسنانه من إبتسامته الواسعة : طيب ل ِِّمح لي .. مين أبطالك
فارس هز رأسه بالرفض : أنا عند وعدي إن جبت لي الفكرة بنسى شي
إسمه رواية
،
في عصِر الشرقيَة الخافت، تسللت قبل أن يلحظها أحد لتركب بجانبه،
ألتفت عليها : وينه ؟
ريم : ماهو في البيت
منصور ُرغم أنه يشعر بتصرفه الخاطىء ولكن مسألة أن يمِّد يِده على
أخته وكأن ال أحد خلفها تُثير في داخله ألف مبرر ومبرر بأن يتصرف
هكذا، حر ِّك سيارته خار ًجا من الحي، أردف : ماراح تقولين لي وش
السبب!
ريم : ما أفهمه وال قدرت أفهمه
منصور : بأيش ؟
ريم : مدري يا منصور! غير عنكم كثيير .. كنت متوقعة شي لكن
أنصدمت.. قلت يمكن بداية زواج وعاِدي لكن بعدها أكتشفت أني مقدر
أعيش معاه أبد، إنسان تفكيره غير عنِّ .. ِي وأصال أحسه ماهو متقبلني
منصور عقد حاجب يه وعينه على الطريق : وليه ضربك؟ وش قلتي له ؟
ريم : رفعت صوتي عليه
ليُردف : وليه رفعتي صوتك؟
منصور صمت قليالً
ريم : السالفة سخيفة بس ألنها تراكمت عل كثيرة أنفجرت ِّي أشياء
منصور : وش السالفة يا ريم؟ أنا أبي أعرفها
ريم بإختناق ونبرتها تُجاهد أن تبتعد عن البكاء : سألني ليه جالسة بروحي!
وقلت له أنه أمر يخصني ولما سألني وش هاألمر ما جاوبته وقلت له
ِّي وقال ال تطلعين جنوني عليك وأنا عصبت بعد
يخصني قام عصب عل
.... يعني يتركني باأليام يا منصور وبعدها يجي يسألني ليه جالسة
بروحي! يبغاني أجلس عند أهله وهو أصالً ما يسأل عني ولو ما خالتي
تسأل عني كان ما كلف على نفسه وجاني، إنسان ما يقدرني وال يحترمني
ي حساب وش أبي فيه؟ هذا غير كالمه على الطالعة والنازلة
وال حاسب ل
ِّي زواج تصير هالمشاكل
منصور بضيق : دايم في بداية أ
ريم : بس أنا وش يحِِّدني ويخليني أصبر! ال عندي عيال أصبر عشانهم
وال شي .. دامه ضربني مستحيل أرجع له
منصور : أنا مستغرب من أنه مد إيده عليك! ريان مو من هالنوعية
ريم : أنا منصدمة في شخصيته وأنت بعد راح تنصدم .. إنسان ثاني ماهو
مثل اللي نسمع
،
أتى اليوم الثانِي الذ ًعا بعد أن توترت أعمالهم وتنظيماتهم، ُرغم شعوره
باأللم ولكن كان ج ُمود مالمحه وقل ِة حديثه أمر ُمثير للشك في نف ِس
عبدالرحمن : طيب خلك يوم ثاني وبعدها أطلع
سلطان : ماراح أتركك بروحك
عبدالرحمن : وأنا مقدر أشيل الشغل؟ .. يا سلطان تعِّوذ من الشيطان
جرحك ما طاب
سلطان يل ُّف صدره الشا ش األبيض ليُغطي أث ُر العملية التي حدثت له :
ماراح أجلس دقيقة وحدة هنا ...
دخل الدكتور بإبتسامة : شلونك يا سلطان
سلطان : تمام ...
الدكتور : وش قاعد تسوي؟ وين بتروح ؟
سلطان : أنا مضطر أطلع
الدكتور : معليش يا سلطان أنت طالع من عملية جراحية ماهو عملية
عادية عشان تطلع !
سلطان ببرود : شكًرا على المعلومة ..
عبدالرحمن يتقدم للدكتور : مافيه إمكانية أنه يطلع الحين ؟
الدكتور رفع حاجب يه : يوقع ويتحمل مسؤولية نفسه لكن حتى ما يتضاعف
عليه شي مفروض أنه يجلس ..
عبدالرحمن : طيب تقدر تجيه البيت؟ عشان الفحوصات
ِم اإلدارة وممكن يوفرون ممرض يجيه وأنا طبعًا
ِّ
الدكتور : كل
عبدالرحمن : خالص دام كذا بيرتاح في البيت
الدكتور ينظ ُر لسلطان الذي لم يترك له فرصة للنقاش : الحركة الكثيرة
بتسبب لك مضاعفات .. أنتبه
عبدالرحمن : شكًرا لك
الدكتور : العفو .. واجبنا .. وخرج ليتركهما في صراعاتهم الداخلية.
عبدالرحمن : يعني يعجبك كذا ؟ مستحيل بتقدر تروح الشغل
سلطان يرتِدي حذائه بصم ٍت ُمهيب ليقطعه بنبرةٍ خافتة : على األقل أراقب
هالشغل من البيت
عبدالرحمن يخرج هاتفه : بتصل على الجوهرة تج ِِّهز لك غرفة بالدور
ِك كف الحين
األول .. وال تقولي بصعد عشان ما أهفِّ
سلطان رفع عينه ليبتسم بتع ِب مالمحه المستنزفة طاقتها بش َّدة، من
عبدالرحمن يتقبَّل كل الكلمات السيئة التي من الممكن أن تستفزه من
شخ ٍص آخر.
عبدالرحمن : ليه ما خليت عمتك تجيك هنا ؟ حرام عليك شوي ويموتون
من خوفهم عليك
سلطان : ماله داعي هذاني بجيهم
عبدالرحمن : ولو! حتى ما سمعوا صوتك وال تطمنوا .. !
ِن الرصاصة، تحامل على
سلطان يقف ليشعر بوخٍز على جان ِب صدره مكا
وجعه : يالله نمشي؟
عبدالرحمن يضع هاتفه على إذنه : لحظة ... هال الجوهرة ....... بخير
.... يبه الجوهرة جهزي غرفة لسلطان تحت ،نص ساعة بالكثير وإحنا
عندكم ..... إيه .... مع السالمة ... وأغلقه.
سلطان :أنت رايح لهم ؟
عبدالرحمن : أيه من جيت وأنا يوميًا عندهم .. والله حالتهم ما تسِِّرك
والغلط عليك!!
سلطان تن َّهد ليخرج ومن خلفه عبدالرحمن الذي أتجه نحو اإلستقبال حتى
يوقع على خروجه، دقائِق عديدة حتى أتج َها للسيارة التي تحركت بإتجاه
الح ي . الذي باتت الكثافة األمنية عليه كبيرة
سلطان : وش صار مع عبدالعزيز ؟
عبدالرحمن : خليته ما على تهدآ األوضاع ونشوف صرفة مع رائد
سلطان : تعرف مين أشك فيه ؟
عبدالرحمن : غير مقرن ؟
سلطان : أحس فيه أشياء كان يعرفها سلطان العيد الله يرحمه وما قالنا
عنها !
عبدالرحمن : وش ممكن تكون ؟
سلطان : فكرت ببومنصور! لكن أستبعدت أنه يعرف شي وإحنا مانعرفه
عبدالرحمن : ممكن تهديدات الحادث من رائد ما كانت تخوفه عشان كذا !
..
صمت حتى أردف بنبرةٍ أعلى : يالله يا سلطان! كانت قدام عيوننا
ومافهمناها
سلطان : وش ؟
عبدالرحمن : لو بو عبدالعزيز كان يدِري بأنه مجهز له حادث وسمع
هالتهديدات ما كان خذآ معه أهله .. ولما كلمناه قبلها كانت لعبة من
الشخص الثالث ... أننا نشك في رائد
سلطان عقد حاجب يه ليُردف بدهاء : وليه منعوا يعطون عزيز إجازة! ُرغم
أنها إجازة لمدة ساعات بس؟ أكيد أنه فيه أحد مكلم إدارته .. وهالشخص
هو نفسه اللي قاعد يتالعب بين عبدالعزيز ورائد .. ألنه كان يبي
عبدالعزيز ح ِّي عشان يستغله لكن إحنا كنا أسرع لما أخذناه فعشان كذا قام
ينتقم منَّا واحد واحد .. وقاعد يشكك رائد عشان يخلي رائد هو اللي ينفذ
إنتقامه لنا وهو يطلع منها باردة ...
عبدالرحمن : دامه ما تركنا نشك فيه وما خالنا نمسك عليه دليل فهذا
معناته أنه بيننا يا سلطان
سلطان : وأكيد أنه ماهو مقرن! .. أنا ممكن أشك فيه بأشياء ثانية لكن شي
صار قبل سنة وأكثر مستحيل يكون هو وراه
عبدالرحمن : وليه زوروا بفحص الدي أن إيه .. ليه كانوا يبون غادة بعيدة
عن عبدالعزيز .. هذا يعني أنه فعال الشخص الثالث كان يبي يستغل
عبدالعزيز بشي .. ودامه كان يبي يستغله فهذا معناته يبي منه أشياء ..
وهذا معناته..
تن َّهد ليُكمل عنه سلطان : أنه سلطان العيد كان وراه أشياء مانعرفها
عبدالرحمن يحك جبينه بعد أن وقف لإلشارة الحمراء : وهالشي كيف
غاب عنَّا كل هالفترة! يعني طول الفترة نوجه خططنا للجوهي وهي غلط!
هذا إحنا تورطنا واللي بالمدفع عبدالعزيز
سلطان مازال يشعر بحرقة القهر في صدره : يا كثر األغالط اللي تصير
لكن مثل هالغلط ماني قادر أستوعبه !
عبدالرحمن : خلنا نفكر الحين فيما بعد الغلط
سلطان تن َّهد وهو ينظ ُر للبيت الذي أبتعد عن اليومين الفائتين : بكرا
بيصير اإلجتماع ؟
عبدالرحمن : إيه جهزت كل شي ..
سلطان : تكلم متعب يجيني البيت ويجيب معه كل األوراق
عبدالرحمن :سلطان أنت منت ناقص .. مدري متى تستوعب أنك طالع من
عملية ماهو بسهولة تتحرك وتشتغل
سلطان : جتني اللي أكبر من ذي وماصار شي .. يرحم لي والديك يا
ي
عبدالرحمن ال تز ِّن عل
عبدالرحمن خرج ليتجه نحوه ولكن سلطان لم ي ُكن يحتاج مساعدته، أتج َها
للباب الداخلي وخطوا ِت سلطان أتضح بها العرج الخفيف من أل ِمه الذي لم
يلتئم بعد.
أن سمعت صو ُت الباب حتى نزلت بخطوات سريعة نحوه لتقف في
منذُ
منتصف الدرج وتتعلق عيناها به، بمالِمحه السمراء التي تفق ُد سمَّرتها
بش ُحوبها، بقدِمه الذي أنتبهت لعرجها الخفيف ولشعِر وجهه المبعثر
بفوضوية تُثير الفتنة في قلب صبيَّة مثلي، كان ح ُضورك غي ٌث على ار ٍض
جفَّت بأياٍم قليلة، ُكنت غص ٍن يابس ينتظ ُر من يُبلله، لم ي ُكن غيابك عاديًا بل
و عيناك نُعاس، كان
" الوسائ ُد أرق "
كان ُمكلفًا ج ًدا، حرمني من النوم ،
ي ُع الراحة وبا
ت إنتمائِي لضلعك مهما أ . ُمكلفًا بأنه ك َسر ضل عو ِّج ب
عبدالرحمن بإبتسامة وديَّة : اللهم أني موجود..
الجوهرة بربكة أحمَّرت وجنت يها : حياك عمي .. الحين أخليـ
يُقاطعها : جعل يكثر خيرك أنا طالع .. أنتبهي لسلطان .... وخرج ُدون أن
يترك لها فرصة للحديث.
د كم من عص ٍب ينها ُر في داخلها
مشت بخطوات خافتة نحوه وهي تعُّ
وينتحر : جهزت لك الغرفة اللي عند مكتبك
سلطان ُمشتت نظراته وعيناه المشتاقة لح َصة تبح ُث عنها : وين عمتي ؟
الجوهرة : طلعت مع العنود بس كلمتها والحين جايَّة ...
بتوتر لم تشعر إال بالدمع ينحشر في عين يها : الحمدلله على السالمة
سلطان يتجه نحو الغرفة التي جهزتها له ُدون أن يرد عل يها وفي داخله لم
ا وأنا أقدامي رقيقة
يقصد التجاهل بقدِر اإلشتياق الذي يط ُّل مكاب ًرا وشا ِهقً
ال تتسل ُق كل هذا العلو ببساطة يا سلطان، وقفت لتوا ِسي عبرتَها، تحاملت
وحاولت أن تُظهر إتزانها لتتجه خلفه، نظرت إل يه وهو ينزع حذاءه.
حاولت أن تُظهر عدم إهتمامها في مشاعرها لتُردف بجديَّة : التكييف زين
وال أق ِِّصر عليه ؟
ُدون أن يرفع عينه: زين
ٍن يجِري
يستلقي على السرير بعد أن شعر بأ َّن رأسه ي ُدور به وغليا
بأوردتِه، فيوم ين لم يتحرك بهما كفيلة بفع ِل ، به كل هذا بعد أن تحرك
قليالً
أقتربت لترتجف شفت يها من مالمحه التي تغيَّرت للضيق وكأنه يعاني أمًرا
ما : يوجعك شي؟
سلطان أخذ نفس عميق : ال .. سكري النور وبس تجي عمتي خليها
تصحيني
ال ُجوهرة لم تتحرك بعد أمِره، تشعُر بخيبة الذعة ال يتح َّملها قلبها، تعامله
الجاف معها يزيد ُحزنها أ ُكل هذا؟ أأصبحت شخ ًصا عاديًا ال
َ
ا، ِلم
ضعافً
يعنيك أمره؟ أال يعنيك أمُر قلبي الذي أبته ِّل بك وبكى عليك! أال يعنيك أنني
" أحبك " بصورةٍ ال تنتمي إال لقاموسك، أال
أنتظرتُك يوم ين بش َّدةٍ تعني
ي تسأ ُل عنك وأنت أمامي؟ أال يعنيك بأنك تقرأ شوقي في
يعينك أ ِّن عينا
محاجري ومع ذلك ال تُبالي! أال يعنيك شيئًا من هذا يا سلطان؟
سلطان رفع حاجبه بإستغراب من وقوفها : الجوهرة فيه شي ثاني!
الجوهرة بعتا ٍب حاد : إيه
سلطان : وشو ؟
الجوهرة بثقتها الصاخبة : أنا
نظر إل يها وأطال بنظره لعين يها الحادت ين، تُشبهني إن حاولت أن تغضب
ُرغم أنها تفشل في كل مَّرة ولكن هذه األنثى تواصل بعنفوانها السيطرة
ِصل في كل مَّرة في صِِّد ُعن ِف شفت يها التي ُسرعان ما تذُوب:
ِّي وأوا
عل
وش فيك أن ِت ؟
ال ُجوهرة بقهر تراجعت لتُجلده بالصِّد : وال شي ... لتتجه نحو الباب
فيقطعها صوته : الجوهرة
وقفت ُدون أن تلتفت عليه لتلفظ بقسوة بدأها لتنهيها : بس تحتاج شي
ناديني بكون جالسة بالصالة ...
ألتفتت عليه : تبغى شي ثاني؟
سلطان : تعالي
الجوهرة بهُدوء : قولي من هنا
سلطان بصيغة األمر : قلت تعالي
ال ُجوهرة وتبدأ حرب الضمير معه، يتجاهلها قبل دقائق واآلن يُريدها وأنا
لس ُت تحت رحمة مزاجك : تمسي على خير ...
بعصبية بالغة : يعني أوقف؟
أتجهت بخطواتها نحوه لتقف، سلطان : قربي
أقتربت أكثر حتى ألتصقت بالسرير، بنبرةٍ متالعبة : جيبي المخدة الثانية
..
الجوهرة تنحني عليه لتسحب المخدة التي بجانبه وتحاول أن ترفع رأسه
لتضع تحته وهي تنحني بأكملها ليقترب صدرها من صدره، كانت ستبتعد
ولكن يِِّده كانت في وجه هذا اإلبتعاد، مسكها من ذراعها لـ .. . .
،
صخب بضحكته إلى حٍد ال ُمتناهي، لم يستطع أن يسيطر على نفسه وهو
يرى مالمحه والدته المندهشة : أجل تان!!
فيصل بإبتسامة : الله يو ِِّسع صدرها بس ... أول مرة يمه أشوف وجهك
يقلب ألوان كذا
والدته : مناك بس ........... وجلست بهاج ِس من أن هيفاء تغيرت
مالمحها
فيصل : بس والله التان ماهو شين
والدته : أنت عجبتك ؟
فيصل هز رأسه باإليجاب : حبيت مالمحها بس يمكن أحبها أكثر بالبياض
.. بس والله السمار ماهو بشين ..
وبضحكة أردف : إال فتنة
والدته : تقول أمها يروح بسرعة
في جهٍة أخرى بعد أن أغلقت الهاتف منها : حسبي الله على أبليسك يا
هيفا .. حسبي الله بس .. تسوين اللي تسوين ترجعين لي بيضا اليوم قبل
بكرا
هيفاء : ال تخافين قبل العرس بتشوفيني قشطة
ريَّانة جلست وهي تشت ا : أن ِت وأختك تبون تجننوني ! ُم ح َّظه
منصور : ريم مانزلت اليوم؟
ريَّانة : بغرفتها! تبي تقهرني .. من أول مشكلة خذت أغراضها وجت
ِي
ِّ
منصور : يمه ال تزيدينها عليها! لو المشكلة بسيطة كان ماخذيتها بس خل
ريان يتأدب
ريانة : وريان وش سَّوى ؟ قولي وش سِّوى
منصور تنهد : هذا بينها وبينه .. المهم أنه ريم ما و َّدها فيه واللي شرع
الزواج شرع الطالق
ريانة تضرب صدرها : طالق في عينك !! هذا وأنت الكبير العاقل تبي
أختك تتطلق
منصور : دام ماراح يتفاهمون ليه تكمل معه بكرا تجيب منه عيال
وتبتلش! الطالق الحين وال الطالق بعدين..
والدته : منصور ال ترفع ضغطي ..
يوسف دخل على نقاشهم الحاد : وش فيكم ؟
والدته : أخوك كبر وأنهبل! يبي ريم تتطلق
يوسف ألتفت على منصور : ممكن أفهم وش هالمشكلة العظيمة اللي بين
ريم وريَّان! يخي خلنا على بينة عشان نعرف نتصرف
منصور : إذا ريم تبي تقولك خلها تقولك .. لكن مسألة أنه ريم ترجع له أنا
ماراح أوافق
والدته بعصبية : عساك ما وافقت! بس يجي ريان ماتتدخل بينهم وخلهم
يحلون مشاكلهم بروحهم
منصور بغضب : آل بتدخل! ريم ماراح ترجع له يا يمه وال تخليني أحلف
ال والله..
تقاطعه بغض ٍب كبير وهي التي ال يرتف ُع صوتها على منصور كثي ًرا :
ِّي تحل ! هذا اللي ناقص بعد
ف عل
يوسف وقف : منصور أمش معي..
،
ُم كل شيء أمامه، لم يعد يتح َّمل كل هذا، ال يتح َّمل هذا الهراء
بعصبيَة يشت
ِ ٌع
ِّ
الذي يعني أنها تتذكر الماضي وتنساني! هذه الذاكرة العاصية لقل ٍب متول
ِّكر ه، هذه الذاكرة التي ال ت
بها من قدميه حتى أطرا ِف شعَر حاول أن تُف ِ
ِهي عين يها ويغر ُق بتفاصيلها، أأستخرج عن
بطريق ٍة ترحم بها جس ًدا يشت
ارة حتى تعوِدي ألحضاني؟ أم أنسى أن ِك غادة وأنسى هويتي!
ال ُحب كفَّ
ُكنت أخبرك دائِ ًما بأن عينا ِك وطن وأن ِك إنتماء، ُكنت أخبرك بأن ِك هويتي
ر ِض . إن ذهب ِت ضاعت أوطاني، أنا المواط ُن أل ك ولشفت يك
:يعني ؟
غادة بضيق : ماأبغى أروح لندن !
ناصر : غادة! أنا ماآخذ رايك أنا قلت لك راح تروحين يعني الموضوع
مافيه نقاش
غادة : وأنا ماأبغى .. ماأبغى ابعد لمكان ماأعرفه
ناصر بصراخ : لندن ماتعرفينها؟
غادة : ماأعرفك أنت
ناصر بح َّدة بعد أن وضع حقائبه في سيارته وعزم على الذهاب: راح
تروحين .. وغصبًا عنك بعد ماهو برضاك ...
غادة : يخي أفهمني أنا..
ناصر يقترب منها ليلتصق ظهرها بالجدار، أحاطها بيد يه ليهمس : أوالً
ا! ال
إسمي ماهو يخي! ثانيًا ماراح تنامين اليوم اال بلندن إن شاء الله! ثالثً
تحاولين تستفزيني بكلمة ماأعرفك وماأتذكرك عشان ما أنسيك إياهم كلهم
وأخليك تعرفين تتذكرين صح!!
غادة بربكة بعد أن ألتصق بطنها ببطنه، شتت نظراتها المرتجفة
ناصر : مفهوم ؟
غادة بهمس : ممكن تبعد شوي
ِق عليها بعناٍد َساِدي : مفهوم ؟
ناصر يُضيِّ
غادة أرتبكت لترفع عين يها وشتمت نفسها من أنها رفعت رأسها له في هذه
ِّي
ِقـة ، وهذه الفرصة ال تضي ُع عل
اللحظة الضيِّ . . . . . .
،
تطرق باب غرفته التي حجزها بجانبهم بعد أن نامت ضي وعبير، أشعر
بالضجر والملل وكل األشياء السيئة في لي ٍل طويل كهذا، وفكرة ان أخرج
مع عبدالعزيز ليست سيئة ما ُدمنا في وضع الهدنة التي عزمنا عليها في
األيام الماضية .
ِّطِل والظالم يغشى المكان، أقتربت ب ُخطاها
أنتبهت للباب المفتُوح، لت
للداخل وهي تبح ُث بعين يه عن سريره ، شعرت بالباب وهو ينغلق لتتج َّمد
،
" أم الركب "
أقدامها و ال لف ِظ يأتِها سوى الصيغة العاميَة التي تعني
ألتفتت بخوف لتتراجع حتى أرتطمت بالتلفاز وهي تحاول أن . . . .
.
.
أنتهى نلتقي الخميس بإذن الله في بارت قريب من قلبي وج ًدا وإن شاء الله
يكون جميل أي ًضا في عيونكم()$:
.
.
إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم()$:
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ِط علينا
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ُمسلمين
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد .
أستغفر الله العظيم وأتُوب إل يه
ال تشغلكم عن الصالة
*بحفظ الرحمن
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن شاء الله تكونون بخير وصحة وسعادة()
" الزم تقرونها كاملة عشان تشوفون
المدخل لن َزار قباني من قصيدة القرآر
سر الفتنة في هاإلنسان " ):
َطانتي ، ومليكتي
يا أن ِت .. يا ُسل
يا كوكبي البحر َّي تَاري .. يا َع ش
ٍظ
ُّ
ِّيِ تحف
ُّ ِك .. دو َن أ
ُحب
إني أ
وأعي ُش في ِك والدتي .. ودماري
ُمتَعِِّمداً
ِك .. عامداً
تُ
َرف
تَ
إنِّي اق
إ ن كن ِت عاراً .. يا لروع ِة عاري
ماذا أخا ُف ؟ و َم ن أخا ُف ؟ أنا الذي
الزما ُن على صدى أوتاري
َ
نام
وأنا مفاتي ُح القصيدةِ في يدي
ِر َّش
ٍر .. ومن ِم هيَا
من قبل بَ ا
وأنا جعل ُت ال ِش عَر ُخبزاً ساخناً
ِر
َمراً على األشجا
وجعلتُهُ ثَ
سافر ُت في بَ حِر النسا ِء .. ولم أ َز ل
_ أخباري
َها _ مقطوعةً
من يو ِم ..
رَواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!
ال ُجزء )
)
أوالً عسى أفراحكم ياإلمارات دايمة، كنت حاطة في بالي من بارت اإلثنين
أهني المتابعات اإلمارتيات الجميالت لكن نسيت والعتب على الذاكرة :)
لكن الله يديم مجدكم وأفراحكم ويحفظ لكم شيوخكم وال يريكم فيهم مكروه
والله يحفظ بالدكم وبالدنا وبالد المسلمين جميعًا من كل شر()
+ثانيًا <- راعين طويلة اليومp:
تغيرت مواعيد البارتات صارت كل ثالثاء وجمعة، ألنهم يناسبوني أكثر
وبعد خذيت راي البنات في تويتر واألغلب كان مؤيد للموضوع، ()
ثالث <- أتمنى جد محد يقرآ البارت إال ببال صافِي وبدون إزعاج، فيه ً + ا
أشياء كثير مهمة من هالبارت()
+رابعًا <- امزح بس عجبني الوضع :) قراءة ممتعة جميعًا$:
ينظ ُر إل يها وهي تلتفت للخلف خشيَّةً من أن تصدر صوتًا ُمزع ًجا، تقف
على أطراف أصابعها كنايةً عن توترها، تطرق الباب بخفَّة حتى تجمدت
عين يها من أنه مفتوح، يتأملها بإبتسامة تتسع شيئًا فشيٍء، لن تتركين أب ًدا
ي وتقولين بكل ثقة " أنا قادرة على نسيانك " تقولينها
التطفل والتسلل إل
بطريقة تُوحي أنني ال شيء وأنا في عين يك كل شيء مهما أنكر ِت، مهما
لنا هدنَة ولكن
، قُ
" أحبك ج ًدا يا عزيز "
ل ِت " ال " فهذا يعني في قاموسي
قُ
المعذرة من هذه الهدنَّة أن أختلت ليوٍم واحد، تق َّدم لغرفته بعد أن أغلق
الهاتف، كان الظالم يُسيطر على غرفته التي ال يرى منها شيئًا سوى
الضوء المنبعث من النافذة، ألتفتت بخوف لتتراجع حتى أرتطمت بالتلفاز
وهي تحاول أن تصرخ ولكن الصو ُت يموت بها في كل مرةٍ تخاف بها ال
تملك حباالً صوتية تقوى على الصراخ.
أبتسم وهو يحاول أن يُخيفها أكثر، أخرج سالحه من جي ِب بنطاله ليخرج
صوت الزناد كرصاص ٍة تخترق قلبِها الرقيق، شعرت بأن صدرها ينفصل
أموت ببطء بهذا الخوف
ب ُمجرد ما سمعت هذا الصوت، تموت؟ أنا فعالً
الذي يقتنص قلبي، ضغط على مفتاح اإلضاءة لتُضيء الغرفة بأكملها :
عندنا ضيوف اليوم!
أتت ردة فعلها جامدة وهي تنظ ُر إل يه بأقداٍم ثبتت في مكانها إذ لم ت ُكن
تش َّربها الخوف حتى أستكنت بش ُحوب، نزلت دمعة يتيمة
متجمدة، ومالمحٍ
اليأس، دمعةُ
وال صوت يخرج منها. هذه الدمعة ليست ضعفًا ولكن دمعةُ
اإلفالس الحقي
ُ
الالشيء، دمعة قي.
وضع السالح على الطاولة ليقترب منها ولكن سرعان ما تراجعت
بخطواتها للخلف لتصرخ به : ماترتاح إال لما تجلطني .... أتجهت نحو
الباب، مرر ذراعه من خلفها ليُثبتها على الباب ويُعيقها من الحركة،
بصو ٍت يضيق بحزنه : يا عِِّمي أنا آسفة أني جيتك أنا الغبية أني جيتك ..
ممكن تتركني الحين ؟
عبدالعزيز : ماني عِِّمك
رتيل ومازالت لم تلتفت عليه ومازال يُحاصرها من ظهرها: ماهو جو أنك
تتمصخر .. !
عبدالعزيز : وش كنتِي جاية عشانه ؟
رتيل عقدت حاجبيها : طفشت ومالقيت غيرك لكن دايم أكتشف أني
غلطانه ودايم أكتشف أني أكبر حمارة عرفها التاريخ !
عبدالعزيز تنزل أصابعه من عند الباب لتتجه نحو خصرها، يستعمرها
بأصابعه وبذراعه التي تلت ُف حولها كهال ٍة لن تُمحى بسهولة، ألتفتت عليه
وال هوا ٌء يتجرأ أن يفصل بين ُهما، شعرت بأن أوكسجينها ينسحب من
الغرفة وينسح ب إلى رئتي عبدالعزيز ويتركها خاليَة، بهذا ال رب المق َّدس
قُ
بين عين يهما تاهت الكلمات المتزنَة، يطي ُل الوقت بالتأمل وعين يها ال ترمش
ِن رتيل، إنَّنا ال نعرف
د في عدس ِة عي
ُّ
ولم ت ُكن عينيه أفض ُل حال وهي تتجم
ُهدن وكيف تتزن شروطها؟
كيف نعقد العهود! إننا ال نعرف كيف تُقام ال
من البعد، من الغياب،
إننا أسوأ إننا نغرق بوعوٍد وهميَة ومصطلحا ٍت ُ
زائفة، نُعيد تعاريف األشياء لتُصبح خفيفة عابرة في قواميسنا، الهدنَة التي
تعني الصلح الذي يسبق الحرب، أو الهدنة التي تعني حر ٌب الذع يستمُر
في الصمت حتى يخرج صوته فنقول إننا نواجه الحرب! هل هذه الهدنَة يا
عزيز؟ أم أن الهدنة التي أستخرجناها من جحيم ثغرك تعني أن نقترب
بكامل رضانا ونح ُن نكابر! أنا أضيع، أين قلبي؟
تعلمين يا رتيل أنني األسوأ في كل شيء، األش ُد سو ًء من عين يك المعصيَة،
رسائِ ُل القدر التي تهمس لي مرا ًرا " أنت تغرق وال حبل نجاة ينتظرك "
أنا األسوأ من الحياة التي تُقيم مراسم تأبين عائلتي أمامي في كل لحظة/في
كل ذكرى ُدون أن تلتفت لقل ٍب لم يُدفن بعد، لقل ٍب يحاول أن يقف وفي كل
مرةٍ يسقط!، أنا األسوأ ولكن عينا ِك كارثة! وأنا اتحم ُل معنى هذه الكلمة
وهذه الجريمة، أتحم ُل ما تؤول إليه التفسيرات، بالله علي ِك! كيف أنظ ُر
لنفسي للمرآة وأرآ ِك؟ كيف أشعُر بأن ِك مرآة تالحقني في كل مكان، كيف
ت ُكوني بهذه الصورة الالذعة! أنا لوال عين يك كان بإمكاني التقدُم في أمِر
زواجنا بصورةٍ سلبية كانت أم إيجابية ولكن هذه العين ين تعرقلني، والله
تعرقل رج ٌل مثلي ال يتح َّمل سمرا ٌء نجدية مثل ِك، ليتني أستطيع أن أتواضع
سح ٌر أن ِت أم أنا المجنون ؟ "
قليالً ألج ِل عين يك وأقُول "
أرتفع صدَرها بش َّدة وهي تسح ُب أنفاسها التي بات يسرقها من شفت يها، ال
ي ال تقوى أن ترى
َ عينا
أغمض عيني في ال ُحزن/الفرح، ِلم
َ
أعرف ِلم
الفرح إن تش ِّكل أمامي، ال تقوى أن ترى بُكاء الحزن في داخلي، واآلن
ِف هذا الشعور؟ هذا الشعور فوق
أغمضها ألنني الأعر ُف كيف أصنِّ
كلماتِي فوق تحكُم عاطفتي، هذا الشعور فوق السيطرة. هذه القُبلَة تنز ُل
ُم في صدِري
بخفَّة لقلبي، هذه القُبلة تنا .
ها في داخلها،
َّ
ِن الحياة التي بث
تضع يدها على صدره لتفتح عين يها بإطمئنا
كيف للقُبالت هذه المقدَرة الخرافية؟ كيف لها أن تتشك ُل كالحياة وأحيانًا
تتشك ُل كالموت. دفعتهُ قليالً وهي تحاول أن تبتعد بعد أن أستسلمت لقلبها
لت
الذي أندفع بإتجاهه، وعد ُت نفسي مرا ًرا وأعتر ُف أنني خائنة الوعود! قُ
كال ًما ال يحكمهُ عقلي، أصبح الكالم تحت ُسلطته وأنا كاذبة في كل أقوالي
إلى اآلن، إلهي إجعلني فقط ألتز ُم بوعٍد واحد حتى يعر ُف أنني مازل ُت
لست راضية.
أبتعد بخطواته للخلف : عن ال ُحكم؟ نقدر نقول ب َطلت الهدنة ؟
رتيل ُدون أن تنظر إل يه : ال
نظر إل يه بحدةِ حاجب يه التي تشابكت فيما بينها، تق َّدم مرةً أخرى عدة
إمرأة عيناها من شدةِ
خطوات ليقترب منها : شيئان ال تصدق فيهما قوالً
ِبها جها ًرا
الصدق تكذب و إمرأة من شدةِ الكذب عيناها تُكذ . ِّ
بلعت ريقها من وصفه المباشر لها، بللت شفت يها بلسانها وهي ال تستطيع
رفع رأسها لتنظ ُر إليه، شتت أنظارها لتُردف ومشاعرها المتلخبطة أحمِّر
الحب؟
بها وجهها الشاحب، هرولت ال ُحمَرة في جسِدها بأكمله، أهذه ربكةُ
به؟
أأنا واقعةٌ
:تصبح على خير ... ألتفتت للباب وهي تحاول أن تفتحه ومن التوتر الذي
ِها المثبتة في
أصاب اصابعها أطالت في فتحه حتى وضع يده على كفِّ
مقبض الباب : لمعلوماتك عيونك تِب ِطل أشياء كثيرة
رتيل بسخرية : منها مقولتك اللي ماأعرف مين قائلها!
عبدالعزيز بإبتسامة الذعة وهذه اإلبتسامات تُصيب اإلناث في مقتل : ال.
رتيل لم تفهمه، ألتفتت وبنبرةٍ جادة مازال في المتسع أن ال نستسلم : وش
تبغى توصله ؟
عبدالعزيز بنبرةٍ متالعبة : أسأليني
رتيل لم تفكك الخبث المنحصر في كلماته لتُردف بصفا ِء قلبها : وش
األشياء الكثيرة اللي تقصدها
عبدالعزيز : تقصدين وش األشياء اللي تبطلها عيونك ؟
رتيل تشعُر بإستفزاز أسئلته لتُردف : وش األشياء اللي تبطلها عيوني؟
عبدالعزيز : الوضوء
شعرت بأنها تختنق فعليًا، فتحت الباب بقَّوة لتخرج بخطوا ٍت متخبطة
مرتبكة، دخلت غرفتها وهي تضع ظهرها على الباب ويدها على صدرها
ِرها، أتجهت نحو الحمام الذي
تستشعُر حرارة الكلمة المنصهرة في يسا
كان قريبًا ج ًدا لتُبلل وجهها الذائِ ُب بحرارته بما ٍء بارد، أنتشر صدى
، كل شيء يخت ُل
أنفاسها التي تأخذها بتسارع توازنه، صو ُت ضربات قلبي ٍ
ي بنبرةٍ مستعارة " أنني ال
ترتع ُش معها أذني وكأن قلبي يُريد أن يوصل إل
أملكه " فـ ورقة الملكية في جي ِب عزيز، مع كامل ال ُحب واألسف.
،
وهذه الفرصة ال تضي ُع على رج ٍل يتشربهُ اإلشتياق كل دقيقة وكل ثانية
وكل لحظة، هذه الفر َصة كفارةٌ عن نفس ِك التي بادلتني بالبرود بعد كل هذا
ِك؟ ليست هي فقط بل قلبي أي ًضا،
الغياب، أتر ين كيف الفرص تق ُف بصفِّ
تواسيني وتحاصرك، هذه الفرص مدعاةُ للسخرية إن
تقف بكل شموخٍ
الله كيف
ذابت قبل أن ألمسها، كيف تضي ُع منَّا الحياة؟ إني أسألك بح ِّقِ
أشتاقُك وأن ِت أمامي؟ إني أسال ِك بحق الر ِّب الذي صق َل جسد ِك من ما ٍء
وطين! إنِي أسأل ِك بح ِق العظيم كيف لعين يك هذه المقدرة من الذوبان
والطوفان؟ أعل ُن إنشقاقِي من البشر، من األر ِض والطين ورسائِ ُل عين يك
الكاذبة، أعل ُن اإلنتماء لشفت يك ولوجه ِك وكل شيٍء فيك ال أعرفهُ بأحٍد
ٍر ذنب إني واق ٌع في
ِري وإن ِك هويتي، يا حاكمتي بغي
غيرك، إ ِّن وج ُه ِك ديا
ِن عن ِك، يا حبيبتِي
ٍر حساب إني ال أطل ُب الغفرا
معصيتك، يا خطيئتي بغي
ِم أن ِت أتي ِت ؟ هل من العدل أن تأ ِت بح ًرا يغرقني أم من
ِّي العوال
من أ
ي جذو ًرا؟ إنهُ من الظلم
أن ال أحب ِك، هائجة ال تُبقي ل
العدل أن تأ ِت كرياحٍ
أني عاد ٌل ج ًدا وأني أحبك ج ًدا ج ًدا.
عيناها تطيل الوقوف في عين يه لتراه كصورةٍ أخرى، تغرق تما ًما وهي
أخرى ال تعلم موع ُدها وال تاريخها ووقتها، بلعت ريقها
تسترج ُع تفاصيالً
وهي تُغمض عين يها لتستذكر ما حص َل بالسابق .
"في محطة القطار التي فرغت تما ًما في ساع ٍة متأخرة، بتالعب أقترب
منها وهو يالصقها، أبتسم ومازالت عيناه تنظ ُر لسكِة القطار الخاوية،
تُبادله اإلبتسامة وعيناها أي ًضا تنظ ُر للسكِة الحديدية، عانق أصبعها السبابة
بكفِّ
دقايق. نا ِصر بإبتسامة ِه لتلتفت إل يه وهي ترف ُع حاجبها : باقي
شاسعة يتالع ُب بها :
دقايق تحدي ًدا يمدينا نسوي فيها إيش؟، غادة
بضحكة : يمدينا نطلب قهوة تصحصحنا على هالفجر. ناصر يُجاري
ضحكاتها : ويمدينا نسوي شي مجنون مثالً ... يقترب أكثر .. يعني مثالً
.. يُراقب بعين يه محطة القطار التي كانت خاويَة تماما عدا شخ ٌص نائم
على الكرسي البعيد ليلتهمها وسط ضحكاتها التي أعتلت وهي تحاول أن
تُبعده وتُذكره بمكانهما، نح ُن في الحب مجانين، نح ُن في الح ِب ال ننتمي
أل ِّي عر ٍق أو طائفة، نح ُن في ال ُحب ننتظ ُر نوم العالم حتى نصخب
بضحكاتنا/بجنُونا، نح ُن في الحب نمارس قدسية الجسد كما ينبغي وكما
يُرضي الله .
فتحت عين يها لتُبعده بيد يها الرقيقتين، شعرت بأن حرارتها ترتفع مع
ٍن وقعت، تر ُن في داخلها الضحكات، يصخ ُب
ِّي مكا
الذكرى التي تجه ُل بأ
ِل ال ُح ِب في قلبها
رنين خلخا
ا وهي تقف بربكٍة في المنتصف، ألتفت عليها ليتجه نحو
أخذت نف ًسا عميقً
الباب وهو ينط ُق بهُدوء : أنتظرك تحت . . . .
،
مسكها من ذراعها لتسقط على صدره، رفعت جسدها حتى ال تؤلمه وهي
بدأت تكتش ُف مكان إصابته، أنساب شعرها لجهِة اليمين وهي تنظ ُر إليه
بإستغراب من التناقضات البشرية التي تكم ُن في داخله، من حر ُب عين يه
وقلبه، أتعلم مالشيء الذي يلي ُق بعين يك في هذه الساعة، أن يُصيبها شي ٌء
ا من فكرة تجاهِلي وأنا إمرأة ال تخا ُف التحدي ولكنها
ثالثً
يجعلك تستعيذُ
بِك وهذا ما ال يقب ُل به التحدي إن كان إحدى الطرفين منحاز لآلخر،
واقعةٌ
لألس ِف الشديد عيناك )حليَانة( وأنا أتول ٌع بِها!
سلطان ُرغم أنه يشعر بأل سر َّب من صدره إال أنه يواصل ِم مفاصله الذي ت
" فأستسلتمي إلرادتي ومشيئتي، وا ستقبِلي بطفول ٍة أمطاري ،
ُها،
إستحالل
ِر... َع ينَا ِك َو ح َد ُهما ُه َما
ُهُ للواحِد الق َّها
إ ن كا َن عندي ما أقو ُل .. فإنَّني سأقول
قل ٍب ُربما يُبطلها متى ما أراد مزاجه وأنا كائِن
مزا ِج َش رعيَّتي. " شرعية ي ُ
ال يرض ُخ لعواطفه وهذا عي ٌب بشِري ال أظ ُن أنه يختلف عليه إثنان، وأن ِت
تعلمين يالجوهرة أنني قادر على التعايش بعك ِس دواخلي، قادر وج ًدا أن ال
أختا ُر بين الحب والالحب، قادر تماما أن أنفي ِك وأقرب ِك وأستوطنِك وأعل ُن
ِري عنك، يا مدين ٍة مق َّدسة أن ِت و
رفع حصا يا ح ُكومتي الطاغية.
:عسى سرحانِك بشي معقول!
ي ما ترجيه،
تُهينني كثي ًرا بكلماتِك، تق ُسو كثي ًرا ولكن كل هذا لن يُحِِّرك ب
إن ُك ِّن النساء يرتف ُع سقف طموحاتهم عندما يرونك، عندما يُشعرني الجميع
بأ ِّن ح ِّظ ت ِي في هذا الدنيا كبير ألنك زو ِجي فأنت ذو ح ٍظ أعظم ألني مازل
أراك، أبتسمت بسخرية وهي تعلن اإلنشقاق عن ملكيتِه : وش الشي
المعقول أصالً ؟
صغيرة ج ًدا على محاوالتِك اإلستفزازية بالكلمات، أن ِت أصغُر بكثير من
أن تُبددني كلماتك، يسحبها بقَّوة حتى ينسح ُب الهواء ببطٍء بينهما ليلفظ
تنتقل لشفت يها
وهذه المَّرة الكلما ٌت ال تُرسل ألذنها مباشرةً بل الوساطةٌ
المتوردت ين، أضنيتني بالبُعِد كل هذه الفترة ما أظلمك! أكان الغربة عن
شفتي ِك واجبًا؟ لو رآ ِك غيري لح َّرم على نف ِسه النساء من بعِدك : هذا
المعقول
ر بها خجالً، لتُردف بكلما ٍت مرتبكة
ُّ
ال ُجوهرة تسح ُب نفسها بربكٍة تحم
متقطعة : ومن ضمن هالمعقول أنك تتجاهلني وأنا من طحت بالمستشفى ال
ليلي ليل وال نهاري نهار !!
سلطان بسخرية الذعة وهو يفر ُغ غضب العم ِل بها : تصدقين لوال
إنتظارك ما كان صحيت! شكًرا على الوقت اللي راح وأن ِت سهرانة ...
كنت راح أضيع
الجوهرة تدافعت العبرات في حنجرتها، أمالت فِمها، تحاول أن ال تُضايقه
وهو مازال ُمتعب، تحاول ولكن يستفزها بكل شيء حتى في مرضه، أتى
ا : أنا أسأت الظن فيك بس أكتشفت أني أحسنته، ألن سوء
صوتها مختنقً
ِّي بهالطريقة
ظني عمره ما وصل لمرحلة أني أتخيلك تتمصخر عل !
سلطان وهو الذي يضي ُق من نفسه أكثر من ضيقه منها، بهُدوء : مزاجي
ما يتح َّمل أسمع كلمة ثانية
نفعُ ِك
ما عا َد يَ
"
ال ُجوهرة ش َّدت على شفتِها السفليَة محاولة أن ال تب ِكي،
ُت قراري
َخذ
ِك .. واتَّ
تُ
البُ َكا ُء وال األسى فلق د ع ِشق " ..
بلعت ريقها لتُظهر صوتها متزنًا ُرغم عينيها المختنقة بالدمع : ممكن
ي يتنازل هال
مزاج شوي وتفكر بطريقة تعتذر فيها ل
سلطان أتسعت محاجره بالده َشة، لم تترك له فرصة للحدي ِث بصوتها
الخافت : ألنك غلطان! ومن شيم الرجال اإلعتذار عند الغلط .. وأظن
ماينقصك عن الرجال شي.
سلطان بعصبية أستفزت كل خلية بجسِده : ال تحاولين تستغلين تعبي بأنك
تمررين الكالم بدون ال تحسبين حسابه، تراني قادر الحين أقوم وأعلمك
كيف تكلميني!
الجوهرة ببرود : أعرف كيف أتكلم قبل ال أسمع إلسمك طاري في حياتي
سلطان بحدة : الجوهرة! والله..
تُقاطعه بمثل حدتِه : ألنك غلطان! ألنك عاجز حتى أنك تعترف بغلطك ..
فأسهل وسيلة أنك تعصب وتحلف .. لكن لو أنك مقتنع باللي تقوله كان
واجهتني بالحجة..
سلطان يحاول أن يستعِدل ومالمحه الحادة يرتسم عليها تعبه وثقل جسده
ُم من
عليه، في جهٍة كانت تنظ ُر إليه وهي تجاهد أن ال تضعف أمامه، تتأل
ألمه وتعبه، هذا التعب أشعُر به يشطرني قبل أن يشطره .
ألتفت عليها : و رحمة الله يا بنت عبدالمحسن ال أوريك الح َّجة اللي
بتندمين بعدها.
فهمت تهديده تما ًما، بلعت ريقها الذي تحشرج بها، ضغطت على زر
ِن هذا
اإلنارة لينتشر الظالم عليه وتخرج ُدون أن تلفظ بكلمة، من شأ
التهديد أن يقتلع األمان من قلبها، ال يفهم وال يريد أن يفهم بأني أحبه ُرغم
كل ذلك، ولكن هذا ال ُحب يو ًما عن يوم يضي ُع بي وأخشى أن يأ ِت اليوم
الذي أفلس به من ال ُحب، من كل شيء يتعل ُق بك وأبقى خ ٌط محايد ال ينتمي
ودا ًعا " ُدون أن أرمش
ي، لحظتُها بإمكاني أن أقول لك "
إل يك وال ينتمي إل
ندًما ولكن أنت وحدة من ستندم.
،
قبل عدةٍ أياٍم طويلة، دخ َل الجناح الخاص بهم وهو يبح ُث بعين يه عنها،
أتجه نحو الجهِة األخرى التي تضم دواليبهم، بصو ٍت هادىء : رييييم !!
...
نظر للسرير المرتب الذي يُثبت له بأنها لم تنام في الظهيرة كعادتها في
األيام الماضية، عقد حاجب يه من فكرةِ خلو الجناح منها، بغضب يُمسك
مغلق " تأكد تماما بأنها خرجت ُدون علمه، ال
هاتفه ليتصل عليها ولكنه "
يتصَّور كل هذه األفكار السوداوية التي تنهمر عليه في لحظ ٍة واحدة، في
الوقت الذي نزل به كانت الخادمة تُبلغ والدته ما رأت.
والدته بهجوٍم شرس: أنت وش مسوي مع البنت ؟
ريَّان : وش قالت لك ؟
والدته : الشغالة تقول أنها راحت مع أخوها ومعاها شنطتها !
ريَّان بح َّدة : طيب .. مثل ماراحت ترجع وأنا أعلمها كيف تروح بدون
علمي
والدته بغضب : من جدك يا ريان تبي تق ِِّصر لي عمري .. !!
ِّي لو انها متربية ما تركت البيت بدون علمي ..
ريِّان : يمه ال تزيدينها عل
بس والنعم والله فيها والنعم في أخوانها اللي مخلينها تم ِّش – ِي كلمتها عليهم
أردف كلماته األخيرة بسخرية شديدة ُرغم القهر الذي ينتش ُر على جسده –
والدته برجاء : أتصل عليها ال ترفع ضغطي
ريان : ما