الفصل 57

صخبُوا بضحكاتهم التي تواصلت لوق ٍت طويل ولم ينق ِطع أب ًدا وسط تقليدهم
" تس َّدحوا ضحك"
للصوت و ُسخريتهم ، بمعنى آخر
،
ُوا
نائِمة بهُدوء على السرير األبيض ، مالِمحها ُمرتخيـة بس ُكون ، أزال
القُبعة الشفافه التي كانت تُغ ِطي شعرها الذي مرفُوع بتموجاته لألعلى
ُمتمِِّردة على عينِها الميتـ ِة الجفن ، دخل عليها بخطوا ٍت خفيفة ولم
وخصلةٌ
يرى ُكرسيًا فجلس بجانب رأسها على طرف السرير . . رفع خصلتِها
ِقة ، قبَّل
ليُدخلها ببقية شعرها و أنفُها ُمغري للتقبِيل .. أنحنى بإبتسامة ضيِّ
ُمقدمِة أنِفها و هو يهمس : رتيل
فتحت عينِها بإنزعاج من الدغدغة التي أسفَل أنفها ، ألتقت عيناها بعينِه و
قُ أبتعدت بغريزة الدفاع عن النفس ليرتطم رأسها بحواف األلمنيوم - بضان
السرير الطبي - ،
ِها خلف رأسها ليُقربها من الوسادة : بسم
تو َّجعت من الضربـة ، مسك كفِّ
الله عليك
رتيل عقدت حاجب يها و نظراتِها عتب أم ماذا ؟ كانت تح ِكي أشياء كثيرة
ُغة العيون – ُغة ال ُحب و العتب
غير قاِدرة على شرحها بصوتِها ، ل – ل
شتت نظراتِها بعد صم ٍت طال لألعلى ، لتقُول بصو ٍت خافت : وش تبي ؟
عبدالعزيز بصم ٍت ينظ ُر إليها و يُر ِكزها بعين يها
مر في عقلها و قبلها قلبها ، تعصي الله في
رتيل و كلمةُ رمضان ت ُّ
رمضان .. يالله شعُور سيء العصيان إن أتى بأياٍم فاضلة ، ضاق قلبها
بإتسا ِعه ، ضاق من ه ِمها و ُحزنِها ،
رتيل تكتم بُكائها و أعصابها متوتِرة : بصفتك مين جاي ؟ أطلللع
عبدالعزيز مازال صا ِمتًا ، يتأملها و كأنه للتو ينتبه لتفاصيل مالِمحها ،
ِصدق و أنفُها الصغير و بشرتُها البرونزيـة و شفتِها
ج بال
عيناها التي تض ُّ
ِوي حول بع ِضه ُم التي ب َدت مائلة للبياض ، شعره حِدثا ربكة
ا البُندقِي الملت





ببعض خ َصالتِها المزروعة بمقدمِة رأسها لتنزل على عينِها بهُدوء ،
رتيل بحدة وصوتُها مازال مبحو ًحا : بتصل على أبوي لو ماطلعت
ُمتمِردة وهو
عبدالعزيز و كأنه يتلذذ بتعذيبها ، أدخل أصابعه بخصالتها ال
ها حول أصبعه و إبتسامٍة شقيَّة تعتليه
ُّ
يلف
رتيل تحاول سحب شعرها ولكن قوتها ضعيفة ج ًدا أمامه ، بغضب : أبعد
إيدك
ُو
عبدالعزيز بضحكة : توني أنتبه أنه شعرك حل
ُّي ُحرقة تشعُر به اآلن ، تُريد أن
ِّي ذ ٍل هذا ؟ أ
رتيل تفي ُض بقهرها ، أ
تب ِكي لتريِّ يد أن تص ُرخ ليبت ِعد عن ِح صدرها الملغوم بحمٍم بُركانية ، تُر
وجهها و هي تشعُر بعذا ٍب الله يُدنِي منها ، ال صوت لها .. ُمتعبة غير
قاِدرة حتى على الوقوف بوجهه .. تبخ َّرت كل قوتها أمامه وإندفاعها و
تهُورها بإطالق الشتائِم نحوه ،
عبدالعزيز و ينز ُل بأصابعه ناحية خِدها ليمسح دمعٍة أرتجفت على هدبِها
ولم تسقُط ، أرتعشت من لمستِه الباردة وهي تقترب من ُعنِقها الحار ،
ألتفتت يسا ًرا حتى يُب ِعد يِده و بصو ٍت باكي يِأست منه : تقولي ماتخافين
الله وماتشوف حالك .. أطلع برااا خالاص طلعت حرتك فيني وأرتحت
عبدالعزيز و صمتُه يُثير الغضب في نف ِس رتيل ، أبعد كفوفه ليستِقر بها
َحِميَّةَ

ُوبِ ِهُم ال
ل
ُروا فِي قُ
ِذي َن َكفَ
َّ
َل ال
َجعَ
ِذ
على جبينها و يقرأ عليها آية عذبة " إ
َز َمُه م

ل
َ
ُم ؤ ِمنِي َن َوأ

َو َعلَى ال
َعلَى َر ُسوِل ِه
َس ِكينَتَهُ
هُ
َّ
ن َز َل الل
َ
َجا ِهِليَّ ِة فَأ

ال
َحِميَّةَ
َح َّق بِ َه
َ
َوى َو َكانُوا أ
التَّق
َمةَ
ردَّدها ِل
ُك ِّلِ َش يٍء َعِلي ًم َك ا "
هُ بِ
َّ
َو َكا َن الل
َها
هلَ
َ
َوأ
ا
سكينته " أكثر من مَّرة.
مرتي ن و هو يُكرر كلمة "
دقائِق طويلة و الس ُكون يل ُّف رتيل ويُبكيها ،
عبدالعزيز : ليه البكي ؟ الدكتور يقول الزم تبتعدين عن االشياء اللي
تزعجك و اللي تضايقك
رتيل بإندفاع : وأنت تزعجني وتضايقني
عبدالعزيز بضحكة ُمهذبة خافتة أردف : أنا غير
رتيل بكلمتِه زاد بُكائها ، و بإنفعال : أطللللع .. ماأبغىى أشووووووفك ..
أكرهههههك .. تعرف وش يعني أكرهههك ماعاد أطيققك





عبدالعزيز ببرود : شعور متبادل
رتيل اخفضت رأسها وهي تب ِكي بش َّدة و تجه ُش بدُمو ِعها ، يالله كيف له
قلب يُهينني هكذا ؟ .. كيف له قلب يُخبرنِي بزواجه ؟ يالله أال أستحق
بعض من الرأفة ، .. قليالً من الرحمة حتى أستوعب أمُر موت هذا ال ُحب
، على األقَل أمارس تأبين هذا القلب قليالً . . يالله كيف تقوى يا عزيز ؟
ِّي بهذه األثير ؟ كيف تقوى أن ال تُحبني ؟ لم تفعل
كيف تقوى أن تُبصق عل
ُحبك ألجله ؟ ولكن قلبِي .. من الله
شيء لي والله لم تفعل ما يستحق أن أ
" ليييه توجعني و أنا روحي فداك
" ُكتب على قلبي ُحبِك ،
.. من قدٍر
عبدالعزيز يمسح على شعرها : بطلي ب ِكي ، كل هذا عشان أيش ؟
بغضب يصرخ بها : عشان أيش ؟
رتيل بإنهيار : أتركننننييي .. ماهو شغلك .. كيفي أبكي أضحك أسوي اللي
أبيه مالك دخخخل ...
ِي ..
ضمت كفوفها وغطت بها وجهها وهي تختنق بصوتها : أبععد عنِّ
أبععععد
عبدالعزيز بحدة : بطلي دللع .. ليه كل هذا ؟ أبي أفهم ليييه
رتيل وكأنها عادت طفلة ببُكائها و بتوبيخ عبدالعزيز تزيد بُكائها ، :
ياربيييييييييييييي
عبدالعزيز بقلة صبر أبعد كفوفها عن وجهه ليعصر ذراعها بقبضته و
يُر ِكز عينه الحادة في عين يها : تكلمييي !! ليه كل هذا ؟
رتيل رفعت عينها لألعلى و هي تخافه اآلن ، نبضاتها ترتعش و معدتها
تشعُر بالغثيان ..
عبدالعزيز بح َّدة أوقفت قلبها لثواني : من الترف صايرة تنهارين على
أشياء تافهة !!
ُحبك تافه ؟ أصبح أمر قلبي تافه ؟ كل هذا ال ُحب ال شيء في حياتِك وال
لمساحة صغيرة .. مساحة فقط أشعُر به بأ َّن مازال بالحياة ُمتسعا يُدَرك ،
أأصبحت اآلن ُمترفة لدرجة أن أب ِكي على أشياء بنظرك هي تافهة ؟ أن
ُمور كثير ال تهُمك ، ُحزنِي عليك و ِمنك ال
ُحبك يعني أن أكون تافهة .. أ
أ
تعنيك شيئًا ، قب ٌح على قل ٍب مال إليك .. قب ٌح على حياةٍ جمعتني بك .. أنا





تافهة عندما أحببتك.
َو مكان قبضته ُمز َّرق ،
عبدالعزيز ترك ذراعها وهي متو ِجعة
تن َّهد و الغضب يسي ِطر على أعصابه المشدودة : غيرك مآكل تراب من
هالحياة وللحين واقف على رجله وأن ِت .. *نظر إليها بتقزز*
أدرك أنك تُريدني أعترف بأنِي بالمستشفى بسببك وأنني ُمنهارة ِمنك وأنك
ُّل ُجز ٍء كبير بحياتي بل أنت كل حياتي ، أنا أدرك أ َّن غرورك ال يسقط
تح
بسهولة و تُريدني أن أشبعه ولكن لس ُت أنا من ستتقبَّل اإلهانة مرةً أخرى ،
رتيل وهي تمسح دموعها بكفوفها : أطللع برااا ومالك دخخل أبكي من
اللي أبيه .. وش يخ ِِّصك ؟
عبدالعزيز وقف : تافهة ..
ِّي أكث
رتيل و رجعت للبُكاء و كأنه يُشارك عبير الجرح ، يالله ال قُدرة عل ر
ا ألكرهك به بكل
لهذه الكلمات .. كيف أكرهك ؟ ليتني أعرف طريقً
حوا ِِّسي و مشاعري .. ليتني ألقاهُ هذا الطريق.
بغضب أخذت علبة الماء و ألقتها عليه وهو يتوجه للباب ، ضربت أسفَل
رقبته ، عض شفتِه وألتفت عليها ليقترب مَّرةً أخرى
عبدالعزيز رفع حاجبه بغضب كبير ،
رتيل صرخت : أطلللللللـ
كتم صوتِها وهو يضع كفَّها على فِمها وبصو ٍت حاد : صايرة تمِِّدين إيدك
بعد!!
رتيل وتشعر أ َّن ف َّكها يتفتت بقبضتِه بل يذُوب ، دُموعها تحرق خ َّدها وهي
تهط ُل بغزارة
َّص من قبضتِه ، وهي تضرب صدِره و
بدأت تتح َّرك ببعثرة حتى تتخل
كتفه وال يشعر فقط هي من تشعُر بأ َّن يِدها تتك َّسر.
ِب
ي ماراح يحصلك طيِّ
عبدالعزيز : لو تعيدين هالحركة معا
دخلت الممرضة ُمتفاجئة و غاضبة
عبدالعزيز أبعد يِده عنها و بتهديد وهو خارج : أن ِت اللي بديتي وتح َّملي
..
تحسست فمها و الدُموع تمألها ، وضعت رأسها على ركبت يها وهي تجه ُش





بالبكاء ، والله أني ال أستحق كل هذا ، ال أستحق أن تؤلمني بهذه الصورة
ي شيئًا من الجمال .. ال شيء .. وال أنت ستفرح
، ال أرى في تعذيبك إيا
ي كيف
ِي ؟ . . . . . كيف فقط .. قُل ل
تُلبسنِي الوجع ُرغ ًما عنِّ
َ
بأفعالك ، ِلم
تسعَد بوجعي ؟
،
ُهم و هي تب ِكي : يعني أنا وش
في الصالة العلويـة ، للمرةِ األولى تح ِكي ل
ذنبي ؟
ريم : أكيد ماهو قاصد بس كان مع ِِّصب
نجالء : يهتم لها بشكل مبالغ فيه .. كل هذا عشان أيش ؟
ريم : نجول والله أن ِت فاهمته غلط .. ِكذا تفتحين عيونه عليها هو يمكن
بس شفقة
نجالء : ما شفتيه وهو يتكلم عنها
ريم : إال شفته وسمعته ... صدقيني قا ِصد أنه حرام على يوسف يطلقها
بهالصورة ماهو قا ِصد أنه يبيها أو يحبها
هيفاء : أنا رايي من راي ريم ، أن ِت صايرة تتحسسين كثير .. روقي
وأهِدي وفكري فيها وش يبي فيها منصور ؟ الحمدلله بيجيكم ولد إن شاء
الله قريب وبتنبسطون فيه وفوق هذا يحبك .. وش اللي بيغيَّره عليك ؟ آل
تخلين الشيطان يدخل بينكم
نجالء : قهرني يعني أحد يدافع عن مرت أخوه بهالصورة أكيد فيه شي
ريم بصو ٍت خافت : أن ِت عارفة كيف صار الزواج ؟ لو صار بطريقة
ثانية كان ماسأل عنها .. صدقيني أنا أعرف منصور وأعرف كيف يف ِكر
هيفاء : روقي بس الدنيا ماتستاهل .. يروح منصور ويجي بداله
ريم بحدة : هيوووف ووجع
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههه خلو صدوركم وسيعة ال
توقف على الرياجيل
نجالء أبتسمت بين دُموعها





هيفاء : شفتي أعرف كيف أضحكها ، بس أتركي عنك الب ِكي وأمشي ننزل
تحت عند امي
بإهتمام أردفت : عاد تدرين أنه بيِِّمر أكثر من أسبوعين ومانزلت وال
شفناها
ريم : ماألومها البنت ماهي طايقتنا وإن جلست قطت علينا حكي يسم البدن
.. ماتق َّصر ماشاء الله
نجالء ب ُكره : عساها بهالحال و أردى ..
يُتبع
مثبَّت الهاتف على كتِفه وهو يقرأ بعض األوراق : إيه
ان وجلست بشقتك
َ
ضي : وبس راحت كـ
ِس
عبدالرحمن : كويِّ
ضي : شخبار رتيل ؟
عبدالرحمن : إن شاء الله اليوم بتطلع من المستشفى
ضي : الحمدلله على سالمتها
عبدالرحمن : الله يسلمك ، داومتي ؟
ضي : هاألسبوع كله محاضرات فن التعامل وماأعرف أيش .. طفش مَّرة
حضرت وحدة وسحبت على الباقي
عبدالرحمن أبتسم : شكلي بر ِِّجعك الرياض ماأستفدنا من روحتك شي
ضي بشقاوة : ترى ماأقول أل
لين بعد العيد بكم أسبوع
عبدالرحمن ضحك ليُردف : مابقى شي أصالً
وترجعين
ضي وتَّود أن تُأ ِكد إحساسها : أرجع وين ؟
عبدالرحمن يفهم مقصدها : المكان اللي كنتي فيه قبل
ضي بخيبة : متأكد ؟
عبدالرحمن بضحكٍة هادئة أردف : ليه ماكن ِت مرتاحة بالشقة ؟





ضي : الشقة حلوة بس فاضية مافيها غيري أنا والجدران
عبدالرحمن بنبرةٍ غريبة : طيب
ضي : وش طيب ؟ فهمني ماأعرف بحكي األلغاز
عبدالرحمن : ال تتغابين أعرف أنك فاهمة
ضي : هههههههههههههههههههههههه كنت أبي أتأكد
عبدالرحمن أبتسم وهو يرفع عينه للباب الِذي يفتح : طيب وتأكدتي ؟
ضي : إيه تأكدت الحمدلله ... طيب ماأبغى أشغلك ، تآمر على شي ؟
عبدالرحمن : سالمتك ، بحفظ الرحمن ..
سلطان جلس : عز ماجاء اليوم ؟
عبدالرحمن : بس كان طالع قبلي!!
سلطان بتملل : عاد شف بأي زفت راح
عبدالرحمن : وش فيك معصب ؟
سلطان وكأنه انتظر أحد يسأله حتى يُفرغ غضبه عليه ، سكت يقاوم هذا
ًما لعبدالرحمن
الغضب إحترا
عبدالرحمن : أطلب لك قهوة ترِِّوق ؟
" شينة " : شكرا على الظرافة
سلطان بنف ٍس
عبدالرحمن أبتسم : يخي تعَّوذ من الشيطان ، الناس ترتاح برمضان وأنت
تع ِِّصب
سلطان يمسح جبينه : كلمت أخوك ؟
عبدالرحمن : بو ريان ؟ قبل كم يوم تطمنت عليه
سلطان : شلونه ؟
عبدالرحمن : آل حاله تمام ورجعوا الشرقية
سلطان بإستغراب : رجعوا ؟ ليه وين كانوا ؟
عبدالرحمن : راح مكة يعتمر هو والجوهرة وبعدها جدة كم يوم ورجعوا
سلطان و كأ َّن الغضب بدأ يرسم طريقه من جديد
عبدالرحمن : ليه ماكلمت الجوهرة ؟
سلطان ُملتزم الصم ت ،
عبدالرحمن وكأنه يفهم أشيا ًء ُمزعجة من صمته : صاير شي ؟





سلطان : أل
عبدالرحمن : قولي ماني غريب
سلطان : قلت لك أل . . . طيب كلمت تركي ؟
عبدالرحمن : أل مختفي هالولد ، أتصلت عليه األسبوع اللي فات وجواله
مغلق والحين خارج منطقة التغطية!!
سلطان وقف : طيب أنا ب ُروح مكتبي
طرق الباب و دخل عبدالعزيز : السالم عليكم
:وعليكم السالم
سلطان : وين كنت ؟
عبدالعزيز رفع حاجبه : وش رايك تسألني بعد كم مَّرة رحت فيها الحمام
؟
عبدالرحمن بحدة : عــــــــــــــــــز ..
م زين ماني أصغر
َّ
ِّي مقاومة : نعععم !! تكل
سلطان و سيُفرغ غضبه ُدون أ
عيالك
دوا كل
ُّ
عبدالرحمن وقف و هو يتعَّوذ من الشيطان : أستغفر الله بس .. ه
ِس على الثاني
واحد منفِّ
ِِّر مالبسك وتلحقني
سلطان : تغي
عبدالرحمن من النبرة واضح أنه سيُدِِّربه بقسوة : خالص أنا بدربه اليوم
عبدالعزيز أنزعج من نبرة بوسعود الممتلئة بالشفقة وكأنه يحميه وخائف
عليه من هذا السلطان !! : خيير ترموني بينكم !!
سلطان بحدة : علمنا حضرتك كيف تبينا نعاملك ؟
ِّي أحد
عبدالعزيز بعصبية :أنت جاي معصب وتبي تطلع حرتك على أ
سلطان مِّد يِده على ياقة ثوب عبدالعزيز و لكمهُ على فِمه لتسي ُل بعض
قطرات الدم ، لم يتردد عبدالعزيز بأ ِّن يِمد يِده على سلطان بنفس اللكمة
وأتت على عينِه
كان باب المكتب مفتوح وأمام مرأى الجميع يحد ُث هذا الضرب بين "
سلطان بن بدر " و " عبدالعزيز العيد " . . سلطان بن بدر بقامته "
يتعارك مع أحدهم ، هذا خب ٌر ُمثير سيتداول بين أوساط الموظفين لفترةٍ





طويلة.
عبدالرحمن يسحب عبدالعزيز من الخلف وهو يصرخ بهم : اللهم اننا
صايميين بس .. أستخفيتوا وش خليتوا للبزارين !!
ُمسال من فِمه بجهٍة كان سلطان يأخذ
عبدالعزيز وضع أصبعه يمسح الدم ال
د نزيف أنِفه ،
ُّ
يس
منديالً
عبدالرحمن بنبرةٍ غاضبة : حشى بزارين ! هذا وأنتم أكثر ناس مفروض
تعرفون تتحكمون باعصابكم !! يالله ال تشمت علينا أحد
ِّي شي رحتوا تتح
عبدالعزيز بصراخ : إذا مالقيتوا عل رشون تبون تغلطوني
وبس !!
سلطان بغضب أكبر : إيه طال ُعمرك .. ندِِّور عليك الغلطة ونكبرها بعد
.. وش تبي ؟
عبدالعزيز عض مكان جرحه ونزف أكثر : ألنكم كذااابين !! إيه نعم
كذاابييين وتحاولون تخفون كذبكم بهاألساليب الرخيصة
عبدالرحمن بهُدوء : عبدالعزيز .. ماله داعي هالكالم
سلطان بحدةٍ وهو يحذف سالحه على الطاولة : عساك ماصَّدقت ، على
األقل أساليبنا ماوصلت أننا نهدد ببنات !! إحنا مانهدد اال برياجيل وأنت
فاهم قصدي زين
عبدالرحمن و يب ُدو هو اآلخر سيغضب ، مو ِج ًها حديثه لسلطان :
سلطاااااااان الله يرحم لي والديك التعيد بهالكالم
عبدالعزيز وأنفاسه تضطرب وصدره يهبط و يرتفع : آهاا فهمت ، تبيني
أهددك برياجيل .. أبد أبشر ماطلبت شي ، خطوتين وأنا عند الجوهي ..
وش تبيني أقوله ؟ عن صفقة موسكو ؟
سلطان وبراكين تخرج من عينِه كان سيتقدم إليه لوال وقوف عبدالرحمن
بالمنتصف
سلطان بصراخ : كل يوم والثاني يجلس يهددنا .. مصخرة و *********
بما قال
.. جلس على الكرسي ببرود ُدون أن يلقي باالً
ُمسيء
عبدالرحمن ألتفت على سلطان بصدمة بل دهشة قوية من اللفظ ال
لعبدالعزيز وج ًدا





ُمنقصة من قدِره وتربيته ،
عبدالعزيز لم ي ُكن أقل ده َشة من كلمته ال
عبدالرحمن أدرك أ َّن حربًا ستُقام اآلن ، : عبدالعزيز
عبدالعزيز و عيناه تثُور ب ُحمرة البراكين ، غضب كبير يرتسم بمالِمحه ..
"
ُربما غضبه هذه المرةِ غير .. ُربما غضبه هذه المَّرة " ال يرحم
سلطان و ُمجرد ثواني قليلة حتى أتاه تأنيب الضمير الالذع على كلمتِه بحق
عبدالعزيز ، ليته مسك لسانه ،
س ُكون ُمربك يُدار بين أعينهم اآلن ،
عبدالرحمن بلع ريقه : أمش مِعي
عبدالعزيز بنبرةٍ هادئة عكس ما بداخله : اللي رباني و ماهو عاجبك هو
نفسه اللي كان له الفضل بأنك وصلت لهالمكان
عبدالرحمن بصو ٍت خافت : مايقصد أبوك!!
عبدالعزيز بغضب أنفجر وصوته يصل للطابق بأكمله : أجل يقصد مين
!!! آلتجلس تدافع عنه كأنه ما قال شي !! ... لعنبوها من حياة خلتني أجيكم
.. الله يحرق قلوبكم واحد واحد مثل ماأحرقتوا قلبي .. وخرج والممر
ُمتفحصة ، خرج بوجهه أحٌدهم بملفاتِه ،
يضج بالموظفين وأنظارهم ال
بغضب رماها على األرض ورمى فوقها بطاقته اإللكترونية التي يدخل بها
للطابق هذا ،
ركب سيارتِه و ُسرعته تتجاوز الـ


.. يشعُر بأ َّن روحه تخرج من
مكانها ، ال يعرف إلى أين يذهب ، به من الغضب ما يجعله في حالة من
التوتر الكبير ، ب ِه من الغضب ما يجعله يُريد أن يسحق أحدهم بهذه السيارة
و يرى دمائِه .. يُريد أن يذبح شخ ًصا وليت هذا الشخص يكون سلطان
مسح على وجهه وهو الذي ال يِِّدل بمناطق الرياض كثي ًرا ، يب ُدو وكأنه
يخرج منها . . قلبه متو ِِّج ٌع ج ًدا . . ُمثقل بالهُموم ، يُريد ان يعصر قلبه من
كل هذا .. يُريد أن ينسى فقط ، ولكن ذاكرته تتشبَّ ُث بكل التفاصيل
صغيرها و كبي ُرها ، ال أحد بجانبه ، ال احد يش ِكي له . . " يالله يا " يُــبــه
" لو تسمع ما يُقال عنك و أنت تحت التراب ، هؤالء اللذين من المفترض
أصدقائك !! ُهم نفسهم من جر ُحوا بِ أنهم ك ،
لو اإلنتحا ُر بشريعتنا حالل لما تردَّدت لحظة من الخال ُص من هذه ال ُدنيــا





السيئة ، ال شيء يستحق العيش و أنت يا أبِي لس ُت ُهنـا ، يا رب الجنة.
،
في ساعات الليل و بعد الف ُطو ِر بوق ٍت طويل ، دخلوا : السالم عليكم
:وعليكم السالم
والده : وش فيها إذنك ؟
منصور : متمصخر باللعب
يوسف : أقول أسكت ال أنشر غسيلك
منصور : ههههههههههههههههه . . وين البنات ؟
والده : فوق ، وبعدين ماتستحون ؟ منتم عزابية تجلسون تقضونها
إستراحة !!
يُوسف : كلها كم يوم .. انا بروح أتروش وأحط راسي وأنام مقدرت أنام
من رجل فيصل المعفن
والده : فيصل ف َّهاد ؟ شخباره خبري فيه لما كان بالجامعة
يُوسف : أبد طايح حظه ُمدرس رياضيات مدري عربي
والده : إيه وش فيه التدريس ؟ بالعكس ماشاء الله أذكر أنه متفوق بدراسته
يوسف : فيصل ماغيره !! متفوق ؟ ال يبه غلطان فاشل داج ماعنده ماعند
جدتي
منصور : مدرس عربي
والده : إال هو ، كرمه أمير الرياض أيام التخرج بالجامعة طالع من
األوائل
ِن عليه
من ُصور : أماا !! ماأصدق والله ماهو مبيِّ
والده : طيب وش أخباره ؟ تزَّوج ؟
يوسف : عنده بزر لو تشوف ناقة خالي شبيب تقول سبحان الخالق
منصور : هههههههههههههههههههههه ال تبالغ !! إال ماشاء الله عليه ولده
مرتب ومتربي صح
والده : أعزمه على الفطور





يوسف : آل الزم الشلة كلها
والده : شلتك الداجة أل وألف أل
منصور : آل يبه ذولي شباب إستراحة اإلرجوانة غير عن ذوليك . . يالله
عن أذنكم . . وصعد
والده : تعال أنت أجلس أبيك بموضوع
يُوسف بهُدوء : عارف وش الموضوع ، بنتظر لين يخلص رمضان و
ساعتها يصير خير
والده : لين وقتها لنا كالم ثاني
يُوسف تن َّهد وصعد لألعلى بـ " الهاند باق " المتوسطة الحجم .. فتح باب
ُغرفتِه ورماها جانبًا وألتقت عينه بجسِدها النحيل على ال ُكرسي و التعب
واضح بمالِمحها ، نائمة لهذا الوقت ؟ ماق َّصتها مع النوم ؟
أقترب منها وبنبرة هادئة : مهرة .. مهرررة
تن َّهد وبصو ٍت أعلى : ُمهرة . .
فتحت عينها بإنزعاج و متوجعة من ظهرها ونومتها على الكرسي . .
يُوسف : شكلك ماأفطرتي بعد ؟
ُمهرة برعب : كم الساعة ؟
يُوسف :

ونص
الظهر !! كيف نامت كل هذه الفترة ،
ُمهرة و كم صالة فوتتها منذُ
يُوسف : من متى نايمة ؟
ُمهرة تجاهلت سؤاله وهي تُف ِكر بمئة موضوع بثانية وا ِحدة ،
يُوسف : قومي وبقولهم يحضرون لك الفطور
ُمهرة وقفت وبمجرِد وقوفها شعرت بأن معدتها تتقلص أم تتمدد ، ال تعلم
أ ِها على بطنِها وضغطت عليه بألم
ِّي شعو ٍر هذا يُداهمها اآلن ، وضعت كفِّ
كبير ،
يُوسف لم ينتبه لها وهو يُعطيها ظهره و ينظر لشاشة هاتِفه ، أبتسم
ِهي ، ألتفت مرةً أخرى رافعًا حاجبه :
ُمحادثة عِلي و شتائمه التي ال تنت
ل
للحين واقفة ؟ أخلصي ألني بدخل أترَّوش
ُمهرة جل م بركبتِها و ببطنها و
ست مرةً أخرى غير قاِدرة على الوقوف ، أل





َوار ، أشياء تُزعجها بل تؤلمها ح ِّد أنها تعج ُز الكالم ،
د
يُوسف عاد لهاتفه ليُغلق جميع الدردشات ، رمى هاتفه وتن َّهد ُمستغربًا أنها
مازالت جالسة ، جلس على الطاولة ُمقابلها : وش فيك ؟
ُمهرة ودُموعها م ،
تخرج من شدةِ األل
ِه على جبينها وحرارتها ُمرتفعة بشك ٍل مهِِّول وبعصبية :
يُوسف يضع كفِّ
ما تبطلين مكابر.. !!
ُمهرة لن تستطيع ُمناقشته بشيء ، كتمت على نف ِسها حتى ال تخرج
تأوهاتها
يُوسف يُخرج من الدوالب عباتِها وطرحتها : أنادي لك أمي تساعدك ؟
ُمهرة هزت رأسها بالرفض ،
ِن صوته : ماهو قصِدي أعصب عليك بس
يُوسف رحمها و حاول أن يليِّ
ليه ماأتصلتي .. ماقلتي ألحد ... يعني من الصبح وأن ِت كذا ؟ لو ماجيت
الله العالم وش ممكن يصير
ُمهرة أخفضت رأسها وشعرها يد ُل طريقه حول عين يها ليلتصق بدُمو ِعها
،
يُوسف : طيب ألبسي عباتِك الحين ..
ُمهرة بصو ٍت خافت : راح األلم
يُوسف ويكاد يُ َّجن ِمنها : حرارتك مرتفعة ، أمشي نروح نتطَّمن
ُمهرة بهُدوء : خالص قلت لك مافيه شي ، أنا أعرف أتصرف
يُوسف : ُمهرة ال تعاندين خلينا نروح ونتطمن !! تنامين يوم وتصحين يوم
ثاني و فوق هذا تتألمين كل شوي وأكلك هاملته .. بعرف أن ِت تعاقبيني وال
وش ؟
ُمهرة رفعت عينها له لتُردف : أل .. يعني أنا ماني مشتهية
يُوسف بغضب : طيب ماتبين تآكلين من أكل أهلي قولي لي !! أنا أجيب
لك شغالة لك بروحك .. ماهي حالة هذي
ُمهرة تخفض بصرها ، تشعُر بالغربة هنا ، ال أحد بجانِبها .. إحساس
الوحدة يقتُلها بل يتشبَّع بها موتًا ،
يوسف : طيب قومي معاي الحين تنزلين وتآكلين





ِي أول
ِّ
ُمهرة : بصل
يُوسف : كم صالة طافتك ؟
ُمهرة : بس صليت الظهر
يُوسف بدهشة : نايمة كل هالمدة ؟
ُمهرة وقفت وهي تحاول أن تُبعد أنظاره عنها : ماحسيت بنفسي
ِر يُوسف عقد غ
حاجب يه : طيب يالله أنتظرك ، مَّرت ساعة بالتمام حتى ف
يُوسف من اإلستحمام و هي أي ًضا ،
ُمهرة ترفع شعرها الطويل باكمله للخلف ، لتُردف : خالص إذا عندك
شغل روح
يُوسف : وش بيكون عندي يعني ؟ صالة التراويح وقضت .. مافيه شي
ُمهرة بنبرةٍ مقهورة لم تستطع ان تتزن بها : اإلستراحة
يُوسف أخذ هاتفه ومد يِده لها
ُمهرة توقفت ، تُمسكه أم ماذا ؟ ثواني طويلة حتى تخلخلت أصابع ُمهرة
بأصابع يُوسف ، نزل معها لألسفل ولصالة الطعام الجانبية ، نظر لألكل
بنف ٍس مفتوحة : والله أمي مهي قليلة .. جلس و هي جلست ب ُمقابله
من خلفه والدته : طبعًا ماني قليلة
يُوسف ضحك : أحسبك طلعتي مع البنات
والدته : شخبارك ُمهرة ؟
ُمهرة بإحراج كبير : بخير
أم منصور كانت تُريد أن تُب ِعد الحرج عنها ولكن ليس بيِدها حيلة : بالعافية
عليكم ، . . وخرجت
" أنتبه لنفسه أنه
يُوسف أخذ صحنها ليضع لها بنفسه " اللي يحبه هو
وضع األشياء التي يُحبها هو فقط ،
أردف : تآكلين نوع معيَّن ؟ وال عادي ؟
ُمهرة : آل عادي
ي
يوسف وضع الصحن أمامها : أبيك تنظفينه ل
ُمهرة أبتسمت بعفوية و كأنها شعرت بذنب أخيها فتالشت إبتسامتها ،
" قتلى
أخون أ ِخي و أرخص دِمه إن بادلتهم بال " ِِّود و ُهم





ُمفاجىء : تبيني أطلع عشان تآكلين براحتك ؟
يُوسف الحظ ضيقها ال
ُمهرة رفعت عينها له ،
يُوسف : عادي عطيني إياها على بالطة ماعندي حساسية من هاألشياء
ُمهرة : ماني متضايقة
يُوسف : كويِّ .. ِس ألني جوعان
، شعر بأنه تفطر
" يا بخلك يا طارق "
تذ َّكر فطورهم اليوم باإلستراحة ،
طعا ًما إن رآه ق . ٌط لترفَّع عنه و تجاهل هذا الطعام
،
ُمستشفى ساعدتها على إرتداء مالبِسها ، أغلقت عبايتها : وين أبوي ؟
في ال
ي
عبير : جا
رتيل جلست على طرف السرير ُمنت ِظرة ،
عبير ال تعرف كيف تفتح الموضوع معها : تحسين أنك أحسن الحين ؟
رتيل بقهر : أن ِت وش تتوقعين ؟
عبير ألتزمت الصمت فالدكتور أعطاهم تعليمات طويلة و عريضة أهمها
أن ال نتجادل معها بشيء ألن أعصابها مشدودة ،
دخل والدهم بإبتسامة : يالله مشينا
رتيل أمالت فمها بإمتعاض وهي ترتِدي نقابها وتخرج خلف واِلدها . . ،
َّى القيادة ، أخرج هاتفه وسط الصمت
هذه المَّرةِ دون سائق فـ واِلد ُهم تول
ِِّر ُد على مقرن : هال
وهو ي
مقرن : هالبك ، كلمت ناصر يقول ماهو عنده
بوسعود تن َّهد : يعني وين راح ؟ .. طيب يمكن قايل لناصر ال تقولهم ..
مقرن : ال ماظنتي ألن نا ِصر كان متفاجىء وقال أنه أكيد بيرجع مايِِّدل
بالرياض كثير فأكيد ماراح يب ِعِّد
بوسعود : المشكلة مايعرف أحد يعني وين بيروح ؟
مقرن : بس دام أغراضه موجودة ومامِّر البيت يعني إن شاء الله بيرجع ..
أكيد





ِم أحمد يشوف إشارة جواله
ِّ
بوسعود : الله يستر ال يسوي بنفسه شي .. كل
من وين ؟ يمكن نعرف مكانه
مقرن : طيب الحين أكلمه
بوسعود : مع السالمة وطِِّمني . .
عبير بإهتمام : مين اللي بيسوي بنفسه شي ؟
بوسعود : عبدالعزيز
رتيل و قلبها أفاق من ُسبا ِت الصمت ، ألتزمت الهُدوء وعينها تنظ ُر
للطريق وكأ َّن األمر ال يهمها ،
عبير صمتت ال تُريد أن تتعمق بالموضوع أكثر بوجود رتيل
بوسعود و يتكلم بعفوي ٍة طبيعية : مشكلة هالولد .. ال ع َّصب ماعاد يشوف
قدامه
عبير و َّدت لو تترجى والدها بأن يك ِِّف حديثه عن عبدالعزيز ولكن واِلدها
الذي ال يتكلم بأمور عمله و بمشاكله أمامنا تسلط اليوم ليتكلم وكأنهُ
يستق ِص ! ُد رتيل
بوسعود تن َّهد : الله يستر بس ... راح يجننا وراه
"
ِ
راح يجننا وراه ؟ " ُجننت و أنتهي ت ، أين ذهب ؟ . . حتى في إتساع
ضيقي ِمنك أنا أهتم بك يا عزيز !!
،
ُمستلمة بعين يه " تُركي بالكويت ، يقولون مِّر من جمارك
يقرأ الرسالة ال
الخفجي "
تن َّهد و هو يعر ُف بأ َّن الجحيم سي ِِّحل على تُركي قريبًا وج ًدا ، أرسل أمام
جيبه لي هاألسبوع
أنظار العَّمة ال " ُمدققة بتعابير وجهه "
ح َّصة : خير اشوفك اليوم ماتترك الجوال من إيدك
سلطان : يالله يا حصة صايرة كنك مرتي
حصة : ليه الجوهرة تدقق على كل شي ؟
سلطان و ضاقت مالمحه بسيرتها : أل بس أطرح مثال





حصة : طيب ، أنا أبي غرفة سعاد
سلطان رفع حاجبه : نعععم!!
حصة بتوتر : إيه يعني العنود تسهر و أنا أنام بدري فأبي آخذ راحتي
سلطان : طيب ، فيه غرفة ثانية وأبشري أخلي عايشة تج ِِّهزها لك ، البيت
كله تحت أمرك
حصة : بس أنا أبي غرفتها
سلطان بغضب : آلتجننيني !! أنا داري أنه السالفة عناد
ح َّصة بح َّدة : شف سلطان ماني راضية على حياتك هذي ! مسألة أنه محد
وراك وعشان كذا تسوي اللي تبيه ماهي عندي ! انا حسبة أبوك وأمك
واللي تبي بعد
سلطان بإبتسامة سخرية : ترى فارق العُمر ماهو مَّرة
حصة وتتمسكن بمالمحها : سلطان يعني ترضى تزعلني كذا ؟ أنا أبي
أفرح فيك وأنت تسكرها بوجهي ، يعني ليه سعاد موجودة بحياتك للحين ؟
والجوهرة مرمية في بيت اهلها وال كلفت روحك تسأل عنها
سلطان تن َّهد : يارب رحمتك .. تعرفيني ماأحب أحد يتدخل بحياتي حتى لو
أبوي عايش ماكنت راح أرضى يتدخل
حصة : بس عاد أنا بتد َّخل وأسمح لي
سلطان : وش أسمح لك ماأسمح لك !! ال تعورين راسي فيني اللي مكفيني
حصة : إيه طبيعي بيعِِّورك راسك لو أنك تعرف تتعامل مع الحريم زي
الناس كان الحين أنت مالك طاير بالسماء
سلطان بقلة صبر : الله يخليك ال تعيدين لي المَّوال
حصة : إال بعيده أنا شيبي ماطلع ببالش
ِِّحك من اآلخر ؟
سلطان : طيب تبيني أري
حصة : إيه
سلطان ببرود : بطلقها
حصة شهقت برعب : لعنبو إبليسك ماكَّملت سنة ،
كَّملت بغضب : طيب على األقل عطها فرصة البنت تثبت لك صفاتها
ِر أمورك ..
وشخصيتها على طول بتطلق !! هذا وأنت عاقل وتعرف تدبِّ





إذا من أول مشكلة بتطلق !! مايمدي أصال تمشكلتوا!!
سلطان : الموضوع عندي أنتهى
حصة : آل والله منت مطلقها
ِّي ؟
سلطان بحدة : تحلفين عل
،
في مدين ٍة تجهلها وبشك ٍل أدق خائفة بطريق العودة لشقتِها ، كان خلفها
"
ُمنتسبين للدورة ، حمدت ربَّها حتى ال " يخرب البرستيج
مجموعة من ال
ِر في طريق عودتها التي ُمد كة بأنها ستركض من شدة الخوف
.
بدأوا يتفرقون بين الطرق ، و َّدت لو أن تترجى أحدهم أن يأتِي معها ،
" كـان
ِم على
" يخيِّ
ألتفتت و الظالُم
كانت ُهناك فتاةٌ مغربيـة ، كانت ستُكلمها ولكن أتجهت للمقهى المنزوي
بالزاوية ،
:تدورين أحد ؟
شهقت : هاا .. آلأل ..
نواف بيِده بعض األوراق : طيب أنتبهي لطريقك .. وأكمل طريقه بجهٍة
لها
ُمعاكسةً
حالل ؟ إيه صح حالل يعني وش فيها لو أقوله بس
أفنان تُحِِّدث نفسها "
يوصلني .. آل عيب .. طيب يعني كيف أكِِّمل طريقي كذا .. حسبي الله
عليهم راميني بمكان مدري من وين جابوه .. أكلمه وال أل .. ياربي ..
فشلة .. وش بيقول عني ؟ تحاول تتميلح .. إيه والله واضحة كأني أتميلح
قدامه .. ياربي أكلم المشرفة .. والله تهزأني .. " تن َّهدت وهي تتجه خلفه
وبصو ٍت خافت : إستاذ نواف
لم يسمعها وهو يُكمل طريقه ،
أفنان بصو ٍت واضح : إستاذ نواف
ِّي التي تشعُر بأن ُهما في حالة رق ٍص ُم ألتفت عليها ، ورفع ستمرة ،
حاجب
يلع ُب بحركة حواجبه كثي ًرا هذا أكثر ما الحظته به





أفنان بدأت " تُعضعض " شفتِها ال ُسفلية من الحرج : آآ .. يعني كنت بقولك
.. ممكن يعني بس تروح معاي للطريق الثاني بس يعني لين الحي وبعدها
خالص ألن .. يعني ماأبغى أزعجك بس مالقيت أحد و .. يعني بليل وكذا
.. يعنني..
نواف : قللي من " يعني " بكالمك
أفنان فتحت فِمها بـ " فهاوة "
نواف : طيب كملي معاي طريقي فيه الشارع الثاني يوديك على نفس
الح ِّي
أفنان ح َّست بإحراج كبير : آلآل خالص روح أنا أرجع
نواف : أن ِت شاربة شي ؟ على فكرة المشروبات اللي بالمكاتب فيها كحول
أفنان : هاا !! ال .. ماشربتها والله ماشربتها
نواف ضحك ليُردف : منتي صاحية .. أمشي طيب
أفنان : أنت فهمتني غلط أنا .. بس ألني خفت عشاني البسة حجاب ومافيه
عرب كثير
نواف : الحول وال قوة اال بالله ، يا ماما أمشي
أفنان " وش يا ماما ؟ .. شايفني بزر قدامه " : أنا آسفة أزعجتك ..
خالص والله خالص
نواف أنفجر بضحكته : طيب ألن شكل تفكيرك وقف اليوم .. وم ُشوا
بالطريق اآلخر الذي تُريده أفنان
" . . " يا هي سواليف كثيرة
أفنان تمشي من خلفه وهي تنظ ُر لـ " ظهره
بتنقالك يا ضي "
،
ُها عن النبض ، صورةٌ أمامها واضحة ج ًدا .. يلف ُظ توقف كلما ٍت كثيرة
عقل
والله شفتها
بعي " ٍن مك ُسورة بالدمع ، يحلف ويُردد "
يحل ف
َ
يبكي ؟ ِلم
َ
ِّي ، ِلم
هذا الر ُجل أعرفه . . والله أعرفه وليس بغري ٍب عل
و يُردد وكأنه غير ُمصِدق ؟





ُم هذه المالمح
أو ُل مرةٍ أرى بها تقاسي فترة أرى أجسا ًدا بو ُجوٍه
، منذُ
مطموسة ، هذه المَّرة مالمحه واضحة ، عيناه ، أنفه ، شفت يه . . ُكل
تفاصيله الصغيرة تُرى جي ًدا ، . .
ألتفتت لمن يجل ُس بجوارها : مين ناصر ؟
.
.
.
.
أنتهى
+أنا أمِّر بشوية ظروف تآخذ من وقتِي الكثير و ماأبي أقفل الرواية و
تطفشون وأطفش معكم
لذلك تحملوا هالفترة أنه البارتات بتكون قصيرة بس لين ربي يفرجها()
نلتِقي بإذن الكريم - الخميس-
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى()
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
و ال ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و ُسوريــا , كان الله في عونهم و
اللهم أرنا في بشا . ٍر و أعوانه عجائِب قُدرت ك





*بحفظ الرحمن.
الجزء )

)
)حلم(
كأنِّما تَ ستنط ُق الصاعقة الحجا ر
تحاكم الصاعقة السما ء
تحاكم األشيا ء
ِّي
كأنما يتسل التاريخ في عين
ُم في يد ِّي
وتسقط األيا
تسقط كالثما ر...
*أدونيس
،





ُها عن النبض ، صورةٌ أمامها واضحة ج ًدا .. يلف ُظ كلما ٍت كثيرة
توقف عقل
والله شفتها
بعي " ٍن مك ُسورة بالدمع ، يحلف ويُردد "
يحل ف
َ
يبكي ؟ ِلم
َ
ِّي ، ِلم
هذا الر ُجل أعرفه . . والله أعرفه وليس بغري ٍب عل
و يُردد وكأنه غير ُمصِدق ؟
أو ُل مرةٍ أرى بها ت فترة أرى أجسا ًدا بو ُجوٍه
ُم هذه المالمح ، منذُ
قاسي
مطموسة ، هذه المَّرة مالمحه واضحة ، عيناه ، أنفه ، شفت يه . . ُكل
تفاصيله الصغيرة تُرى جي ًدا ، . .
ألتفتت لمن يجل ُس بجوارها : مين ناصر ؟
وليد ب ِضيق يستلقي على التُراب الناعم وهو يُغطي عينه بذراعه :
ماأعرفه
ُظر لبحِر ُدو فيل الواسع كإتساع وحدتِها : شوفه يصرخ
رؤى تن
وليد يُدرك بأنها تتوهم : أتركيه يهدأ من نفسه
رؤى و دُموع تعت ِصر بعينِها : مخنوقة . . قلبي يعِِّورني
ِها
ِر من ُجزء ويبكي
ُ ألكث
ُها ، قلبه يتجزأ
وِليد بصم ت يتأمل
رؤى : أحس فيهم
وليد بهمس : مين ؟
رؤى بال وعي : ما أعرفهم ، هو متضايق يا وليد
وليد وهو الذي لم يعُد يعرف كيف يتعامل معها وال يعر ُف أهو عبدالعزيز
أم وليد ، أشعُر بها إن عادت لشخصيتها القديمة و أي ًضا أشعُر بها إن بقي ت
ُصل ب أمامها وال أعر ُف
بشخصية رؤى التي بعد الحادث لكن أحيانًا أ
ُمفترض أن يُقال ،
مال
مي قاسية ؟
ُ
رؤى بتنهيدة أردفت : ليه سَّوت فيني كذا ؟ ليه أ
مك
ُ
وليد : ماهي أ
مي
ُ
رؤى صرخت ببكاء : إال أمي .. ماكان جمبي أحد اال ه ي ... هي أ
أن يح ُضنها فقط ليقتلع هذا األلم ، يالله
وليد جلس بجانبها ، لو أ َّن حالالً
كيف أرا ِك بهذه ال ُصورة وال أفعل شيئًا ، كي ف أرِِّو ُض نفسي عن الحرام و
أنا أراك ُطهٍر ال يختلط به ذنب ، يالله ألنـا قُدرة على تحمل كل هذا ؟
درك كيف ُحزنِك
ُ
متكِِّو يارب نسأل ُر عال ُق ُك ضيا ًء يُبدد ُظلمة قلبها ، أ





ب ُحنجرتِك ؟ أتلفُظينه يا رؤى و يرتاح صدِرك أم تبتلعينه .. يااه يا هذه
األرض ال تستوي ولو لمَّرة ألجلنا ألجل أن نهرب ، أن نهرب من ُحز ِن
هذه ال ُدنيا.
ِة و هاال ُت قص ٍب أسود تطوف حول
ِها لتُغطي مالمحها ال ُسكريِّ
جمعت كفيِّ
بالبُكاء
ٍ عينِها ، جاهشة أدَمت قلبِها : ليه ً
وكلماتها مك ُسورة تنطقها بتقاطيع
بس ليه ؟ ماأبغى منها شي بس تقولي ليه سَّوت فيني كذا ؟ . . يعني أنا
أستاهل كل هذا ؟ .. وينهم ؟
صرخت : ويننهم أهلي ؟ .... ياربي قولوا لي وينننهم بس أبي أعرف
وينهههم ؟ ..ال تقولون ميتيين .. أبيهم ..
بصو ٍت يُخالط أصوات األمواج : أبيييهم
وليد بلع ريقه بإختناق : تعِّوذي من الشيطان
رؤى وعيناها تذهب لما ِضي بعيد ، ُمجتمعين بأجساد ال ترى مالِمحهم إن
كانت بائسة أم سعيدة!
صو ٌت ر ُجولي ضخم : ماعندي لعب ، ترى بالعصا
صو ٌت ر ُجولي آخر ذو نبرةٍ عذبة : والله والله والله حفظتها .. يبه تكفى
أحس مخي بيوقف
و صو ٌت أنثوي : أنا حفظتها
ُخرى الصو ُت الضخم الِذي قيل عنه " يبه " : طيب أنا أبي أحفظكم
مرةً أ
أشياء ثانية
ِن َما ُهَو ِشفَا ٌء َو َر ح َمةٌ
رآ
قُ

ُل ِم ن ال
َونُنَ ِّزِ
الصو ُت األنثوي مرةً ثانية :
َّظاِل
ُم ؤ ِمنِي َن َوال يَ ِزي ُد ال

ِلل
َخ َساراً
ِالَّ
ِمي َن إ
الر ُجل الصغير : هاا هدول قالتها وحافظة الرقية كاملة وأنا صميتها صِّم
ِظكم نص القرآن يعني محفظكم
الر ُجل األكبر : الله اليعوق بشر محفِّ
وقف ذاك الشقي : المهم أني حفظتها كاملة الحين وس َّمعتها لك يابابا
*أردف كلمِة بابا ب ُسخرية .. *
رجعت مع صوت األمواج لتهمس : هدول ؟
وليد : خلينا نمشي





ِّي
رؤى ألتفتت عليه بعيُو ٍن ممتلئة بالدموع : أقرأ عل
وليد جلس لثواني يستوعب ، ثم أردف : طيب
رؤى جلست أمامه
ِل َك
* ذَ
" الم
م
ِه األيمن فوق حجابها ليبدأ بالفاتحة ومن ثُ
وليد وضع كفِّ
ِكتَا ُب ال َر ي َب فِي ِه ُه ًد

غَ ي ِب َويُِقي ُم ال و َن ال َّصالة

ِذي َن يُ ؤ ِمنُو َن بِال
َّ
ِقي َن * ال
ُمتَّ

ى ِلل
ِز َل ِم ن قَ بِل َك
ن
ُ
ي َك َو َما أ
لَ
ِ
ِز َل إ
ن
ُ
ِذي َن يُ ؤ ِمنُو َن بِ َما أ
َّ
نَا ُه م يُنِفقُو َن * َوال
َر َزق
َو ِمَّما
ِ ِه م
ئِ َك َعلَى ُه ًدى ِم ن َربِّ
ولَ
ُ
ُم فِل ُحو َن َوبِاآلخ َرةِ ُه م يُوقِنُو َن * أ

م ال
ئِ َك هُ
ولَ
ُ
َوأ
"
أكمل تالوة اآليات القُرآنية الواردة بال ُرقية الشرعية إلى أن و َصل ل ُسورة
الناس و بُكاء رؤى مع القرآن يتواصل ،
أنتهى وهو يردد " اللهم أنت ربي ال إله إال أنت عليك توكلت وأنت رب
العرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يكن ، وال حول وال قوة إال بالله ،
أعلم أن الله على كل شيئ قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيئ علماً ،
وأحصى كل شيء عدداً ، اللهم إني أعوذ بك منه شر نفسي ، وشر
الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على
صراط المستقيم "
،
على طاولتِها في المقهى الباريسي ، بكِفِّها اليُمنى ُكو ِب قهوةٍ سوداء كقلبها
في هذه اللحظات ، أرهقها اإلنتظار حتى رفعت عينِها للباب الذي يُدلف
ِل ر ُج ٍل عشِريني ذو هنداٍم أسَود و وشاحٍ حول رقبته باللون الرماِدي
من قب
،
جلس ب ُمقابلها وهو يمُد لها ظر ٍف أبيض أسفل الطاولة : ِكذا أنتهى شغلك
ترجعين لمكان ماجيتي والأبي أشوف وجهك في باريس
أمل بخبث : رقمي عندكم إذا بغيتوا شي ثاني
:إن لعبتي بذيلك معنا ماهو أحسن لك .. تطلعين برا باريس وتنسين شي
إسمه رؤى مدري غادة .. وخرج
د األوراق النقديـة ، أرتسمت بجانبها
ُّ
فتحت الظرف أسفَل الطاولة بعينِها تع





ٍق إب على الطاولة وخرجت ،
تسامة و تركت بض ُع أورا
رج ٌل آخر يمشي خلفها إلى أن مَّرت من جانب قوس الن ِصر ، تبِعها حتى
ِه على فِمها
ِقة ، سحبها من الخلف وهو يُضع كفِّ
دخلت بين الضواحي الضيِّ
لئال تص ُرخ.
،
في مسا ٍء جديد على الرياض ، غائِب ليومي ن . . أين أراضيك يا
عبدالعزيز ؟
" أترك رسالة بعد سماع الصافرة "
أتصل عليه للمرةِ األلف في هذا اليوم
ناصر يترك له مالحظة صوتية : عزوز وينك ؟ يعني تبي تخوفنا عليك
ِّي ضروري ، بعد بكرا رايح باريس
وبس .. إذا سمعت هالرسالة تتصل عل
.. أتصل على رقمي الفرنسي .. عزوز .. التلعب بأعصابنا أكثر"
رمى الهاتف على الكنبة وهو يُغلق سحاب حقيبته التي سيذهب بها إلى
باريس ،
ي ،
يالله يا عزيز مازلت تلتهم عقلي بالتف ِكير بك ، قلقي عليك يُف ِكك بخاليا
ُمستحيل أن تهرب ُدون أن تُخبرني
ماذا يح ُدث معك ؟ أعرفُك جي ًدا من ال
بشيء ، كيف تهرب وجوا . أنت هُنا و تحت سماء ِزك ليس بحوزتِك ؟ .
الرياض ولكن هذه السماء مازالت تُمارس الجفاف معي كما أعتادت.
ألتفت على والده : للحين مافيه خبر عنه
والده : الله يستر ، خابره عاقل ماتطلع منه هاألشياء
ناصر تمتم : ماخلوا فيه عقل
والده : وشو ؟
ناصر : وال شي .. أنا بروح ادِِّور عليه باألماكن القريبة
،
على طاولة مكتبة يستنِد ، بضيق : طيب و المستشفيات ؟





متعب : إيه طال ُعمرك ، إسمه ماهو موجود بكل المستشفيات حتى
الخاصة دَّورت فيها
عبدالرحمن الِذي لم ينام جي ًدا من قلقه : أستغفر الله العظيم و أتُوب إليه
سلطان : مستحيل طلع من الرياض وهو مايِِّدل
متعب : كاميرات المراقبة اللي في طريق الشرقية راقبناها مامَّرت لوحة
سيارته
عبدالرحمن يحك جبينه يحاول أن يلقى مكانًا ُربما يحويه ، تن َّهد ليُردف :
ماهو البس شي من أدوات التجسس..
متعب : السماعة أل و الكبك بعد ماكان البسه
سلطان : كان البس ثوب وقتها!
متعب : إيه بس الكبك عندنا ماخذاه معه..
عبدالرحمن : الله يصلحه بس
ِك على الفنادق
سلطان : طيب متعب شيِّ
متعب : إن شاء الله .. وخرج
جلس سلطان ُمتعبًا من التف ِكير و بمثل حاله كان عبدالرحمن بل أشد ،
ِل ح ُدوث حادثة بأوسا ِط
مسألة غياب عبدالعزيز تُربِكهم كإرتباكهم في حا
الرياض فكيف لو كان هذا الغيا ب يُسيطر على رج ٍل " ُمهم بالنسبة لقلوبهم
مهما أظهروا غير ذلك"
ِع نفسك من الموضوع
ِّ
عبدالرحمن بجدية حا َّدة : بس نلقاه إن شاء الله تطل
كله ، مالك عالقة فيه وال أبيك تختلط معاه خله يسوي اللي يبيه..
سلطان : ال تخاف بعتذر له
عبدالرحمن غير ُمصدق ، يعرف سلطان منذُ سنين ويعرف أ َّن " آسف "
ِن ذلك بطريقة ُمبطنة و ليست
آلتخرج منه وإن أراد اإلعتذار فإنه يبيِّ
ُمباشرة وهذه الطريقة قد يفهمها عبدالعزيز بشك ٍل خاطىء : أنا أعتذر له
بالنيابة عنك بس ال تستفزه
سلطان رفع حاجبه : منت مصدقني ؟ والله العظيم بعتذر له
ِّي هالحركات أعرفك ماتحب
ِن الشك : سلطان !! ماهو عل
عبدالرحمن بعي
تعتذر ألحد





سلطان أبتسم : فاهمني غلط
،
ش ِّدهُ من شعره حتى أغرقه بحو ِض المياه : أصححى يا مجنووون جبت لي
المصايب
بهذيان ُمزعج : يختيي أبعديي
حمد : أنا صرت أختك ! قلت بخليك تشرب شوي تنبسط بس منت كفو
على طول سكرت
ُع بعض الما ِء بغ َّصة :
ِرس التي تضيق مالمحه أبتعد عن المياه وهو يبتل
فا
أتركنيي
حمد بعصبية : بس يجي أبوك يعلمك كيف تشرب ؟
فارس : أنت عطيتني
حمد بتفاجؤ :أنا !! يالنصاب .. روح بس للوحاتك أسكر معها وال شرايك
تتصل على وحدة من اللي مشبِِّكهم
فارس يُمسك هاتفه بضحكة وخطواته غير ُمتزنة يكاد يسقُط في كل خطوة
: على ميين نتصل ؟
حمد : أنت أختار هههههههههههههههههههه
فارس يرتمي على سريره : وش إسمها ذيك خويتي اللي عرفناها بلندن ؟
حمد : خلود ؟
فارس : إيه خلوود .. هههههههه خلوود إسمها ماهو حلو
حمد يجل ُس بجانبه : إيه ياماما إسمها مررة ييع
، أتاهُ الصو ُت األنثوي
"
" السبيكر
فارس يضغط على الرقم ويضعه على
المبحوح : ألوو
فارس : يا روح .. آآ..
همس لحمد :أنا وش إسمي ؟
حمد بضحكة صاخبة : أتوقع إسمك الحركي زياد وال ؟
فارس : إيه زياد .. هال ياروح زياد





ُود : حبيبي مشتاقة لك
خل
فارس : وأنا والله مشتاق لك مررة مرررة مررررررررررة كبر بيتنا
حمد بمالِمحٍ حزينة : هههههههههههههههههه يا حياتي على ال ُحب
فارس يُغمض عينه : وينك يا قلبي ؟
ُود : أنت سكران ؟
خل
فارس بتخبُط : إال صاحي وعن


حصان أفآآ عليك
خل تحبني ؟ ُود : تيب
فارس بملل : إال أموت فيك
ُود : تيب يا حياتي هالفترة كل يومين والثاني جاينا واحد يخطب ..
خل
حبيبي أستعجل ماصارت
فارس : يا روحي جالس أكِِّون حالي ، يعني ماما تبغاني أكِِّون نفسي أكثر
ُود بدلع : أنتظرك العُمر كله
خل
فارس : تافهة
خلود : نعععععععععععم!!
فارس : أقصد أختي الخبلة اللي دخلت .. رفس ح َمد بعي ًدا عنه ،
ُود :إيوا حبيبي قولي وش أخبارك
خل
فارس : هذي ماما تناديني .. أكلمك بعد ماأشوفها
ُود : تيب أنتظرك
خل
فارس : مع السالمة يا ُحبي .. وأغلقه
حمد : ههههههههههههههههههههههههههههههه أتصل على بنت
عبدالرحمن وش إسمها
فارس بضحكة : آلآل هذي خط احمر .. خلها تولي بقطع عالقتي فيها
حمد : افآآ وراه
فارس : مغرورة وكريهة
ِل الحزن : تكسر الخاطر
ِّ
حمد يُمث
فارس : بس أنا بأدبها ، فكر معي شلون أجيبها هنا ! أحسها ***** " كلمة
غزلية ُمقرفة تُناسب قذارة فارس هذه اللحظة"
حمد صخب بضحكته : والله حتى أنا أحسها كذا ، جيبها خلنا ننبسط





،


إعدادات القراءة


لون الخلفية