الفصل 105

أتاها أمل أن تسمع إسم ـ نواف ـ بآخر
َ
أفنان جلست بخيبة ال تدري ِلم
لحظة.
الجوهرة : وش فِيك ضق ِت؟ استخيري وشوفي! أما إذا تفكرين بنواف فأن ِت
مجنونة
أفنان : ما أفكر فيه





الجوهرة : ال تكذبين!!! أفنان صدقيني بتتعبين إذا بتفكرين بشخص شفتيه
بالصدفة . .
َرد على امي بعدين
أفنان ضاقت محاجرها : طيب خالص أ
الجوهرة : أن ِت عارفة بقرارة نفسك إنه مافيه زواجات ِكذا! شافِك يومين
وقال بخطبها، يعني هي تصير بس مو دايم! وحتى أن ِت ماتعرفين عنه شي
. . يمكن متزوج يمكن عنده عيال بعد . . . ويمكن اللي في داخلك ُمجرد
إعجاب وبينتهي . . . . أستخيري وشوفي
َورك
ط َل ريَان عليهما : أن ِت هنا وأنا أد
الجوهرة إلتفتت : ليه ؟
ريَان : سلطان تحت
ُع ريقها بصعوبة : جد ؟
الجوهرة إرتجفت أطرافها وهي تبل
ريَان : إيه . . بالمجلس مع أبوي
الجوهرة : طيب بنزل له
إتجه ريَان لغرفتِه وأول ما فتح الباب رأى باقة ورد بوجهه، إبتسم : ريم؟
أبعدت ريم باقة الورد من أمام وجهها : ب ُمناسبة حصولك على ترقية
بالشغل
ريَان : عندي حساسية من الورد
ريم بإحباط : جد عاد ؟
ريَان بضحكة أخذها : تسلمين
ريم إبتسمت : الله يسلمك . . مسكت يِده لتذهب به إلى الغرفة األخرى،
وب ًمنتصف الطاولة كيكة نا ِعمة بلو ِن . الفانيال
ريم : تعبت وأنا أنتظرك بغيت أصلي ركعتين عشان تح َن وتجي الغرفة
ريَان بإبتسامة : شكًرا
ًوا . . طيب قول كلمة ثانية غير تسلمين و شكًرا
ريم : عف
ريَان إلتفت عليها وبدأ اإلحراج يتضح عليه : آآآآ. . شكًرا بعد
ريم غرقت بضحكتها : خالص راضية فيها . . .
ُجهض
َي أن أ
ًما عل
َما تقدم ُت لح َظة، كان لزا
لو أنني بقي ُت على احالمي ل





ًم أحالم ال ا أن أتقبل ريَان ِصبا
الورديَة وأتعايش مع واقعي، كان ِلزا
بسلبياته، التي أصبحت بنظري اآلن نوع من اإلختالف ال أكثر، تعلَمت
ًما ورديًا طويل األ َمد، حتى نظراتِك أصبحت
كيف أخل ُق من هذا الواقع حل
بالنسبة لي شي ٌء مق َدس، أشعُر دائِ ًما أن نظراتِك معي تختلف، وهذا
يُشعرن حبك
ُ
ي بأنني لس ُت عاديَة بحياتِك، بالنسبـة لك يا ريَان / أنا أ .
،
بدأت قدِمه باإلهتزاز وهو ينتظ ُر حضورها إل يه، طال إنتظاره ويخشى أن
تلك الليلة وال يدري ما تغيَر
ال تخرج إل يه، ُرغم أنه لم يسمع ص وتها منذُ
بها، حتى مالمحها أشتاقُها بش َدة.
ِره
قاطعت أفكا بدخولها، رفع عينه إليها تابعًا وقوفِه، طال الهدوء بينهما
وهو يتأملها بلهفة الش وق بعد أن غابت عن عين يه لمَدة طويلة.
ُمهرة : مساء الخير
حاولت أن تتجاوزه وتجلس ولكن ذرا ِعه قاطعت س يرها، بش َدة سحبها إليه
وعانقها، لم يستطع أن يُقاوم حضورها بعد كل هذا الغياب.
كيف أستطع ِت أن أعيش كل هذه الفترة دون صوتِك؟ و عينا ِك؟ أشتق ُت
نبتعد من أجل هذا الكبرياء؟ كل
َ
إل يك، وبلغت من ش وقي الصبَابَـة، ِلم
لقَ ِدرنا
خطوة وكل إنفصال بال ُحب سببه الكبرياء الذي لو نرَوضه قليالً
على الع يش بسالم.
ُمهرة إرتجفت واترفعت حرارة ال ُحمرة بجسِدها من عناقه، همست :
يوسف
أبتعد عنها لينظر إل يها : كيف تضيَعين نفسك ِكذا ؟
ُمهرة بضيق : يوسف الله يخليك ال توجعني
َي عشان آخذك
يوسف : جا
ُمهرة : تكلمنا بهالموضوع





َما يكون سبب الطالق مقنع أبشري بوقتها لكن
يوسف : إيه تكلمنا! لكن ل
عشان أخوك اللي مات الله يرحمه وال يدري عنك طبعًا ال
ُمهرة أمتألت عين يها بالدموع : يوسف أرجوك!!
يوسف : أن ِت اللي أرجوك! . . ما يصير تهدمين كل شي عشان سبب
واحد؟ وفيه مليون سبب عشان نكَمل
ُمهرة ببكاء : حط نفسك مكاني، تخيَل كيف بناظر أهلك؟ والله مالي وجه
يُوسف بإنفعال : وش دخلك فيهم؟ حتى هم قبل ال أجيك يكلموني
أصالً
ويقولون خلَك مص َمم عليها . . والله العظيم إنه أمي تنتظرك وتبيك
ُمهرة أخفضت رأسها، أردف : مالي خاطر عنِدك ؟
ُمهرة بإندفاع : إال طبعا
يوسف إبتسم : طيب؟
ُمهرة : أحس أفكاري تشتت، مو قادرة أف َكر صح
ِضك وخلينا نمشي عشان نوصل
يوسف : أنا أفكر عنك وأقولك جيبي أغرا
الرياض بدري
ُمهرة : يوسف
يوسف : ال يوسف وال غيره . . بنتظرك
ُمهرة : بس . .
يوسف : قلت بنتظرك
ُمهرة ع َضت شفتِها السفليَة بتوتر : والله أخاف من الحياة اللي بتجيني
يوسف اقترب ليُقبَل جبينها : أنا معاك . . خرج لينتظرها بالسيارة دون أن
يترك لها مجال للنقاش والتفكير.
تنهَدت ُمهرة تعلم أن والدتها لن تقف هذه المَرة بوجهها، خرجت لتجدها :
جاء يوسف
والدتها : أدري
ُمهرة بلعت ريقها : بروح معاه
والدتها : ماعاد لي شغل بحياتتس
ُمهرة بضيق جلست على ركبت يها عند أقدامها : يمه تكفين، وش أسوي أنا
بدون رضاك؟





َي ماتركضين وراه
والدتها : إذا تبين رضا
ُمهرة : هو زوجي .. تكفين يمه طلبتك
َمه
والدتها بضيق : بكرا تتهاوشين معه وتقولين صادزة ي
َمه، يوسف مستحيل يأذيني
ُمهرة : ال ماني متهاوشة معه وال قايلة صادقة ي
بشي . . تكفين
والدتها : روحي وشو له تنتظرين؟
َي . . . قبَلت ظاهر كفَها ورفعت
ُمهرة : ماني رايحة بدون ال ترضين عل
عين يها إل يه . . . هاا؟؟
والدتها تنهَدت بقلة حيلة : طيب روحي
ُمهرة إبتسمت ووقفت لتُقبَل رأسها : يالله عساك ترضين عليه . . .
َي شوي ال تطيحين
ركضت لألعلى ليأ ِت صوت والدتها : شو
هذه المَرة يا يوسف أر ُجو أن يكون الغياب الفائت آخ ُر بُعٍد بيننا، أنا التي
كنت الطرف الظالم في هذه العالقة ولكنني ُكنت أشتاقُك في كل لحظة،
ولكن كل شيء أمامي يجعلني أف َكر بأن ال بدايَة جديدة بيننا، تصَور كل
شيء يُخبرني، عندما مَر ك أدركت أكث ُر من شهر ين ولم أسمع بها صوتِ
أنك ال تُفكر أب ًدا بأن تُعيدني لحياتِك، شعرت بالخيبة ُرغم أنني أنا سببها،
أن
ولكن كنت أريد إصرا ًرا منك بعد أن تح َدثت مع منصور، أرد ُت فعالً
. أنك باألسفل تنتظرني
أستيقظ على عين يك، ال ي ُهم! الذي يهمني حاالً
،
في ميُونِخ، يسم ُع من فرط كآبـة، وفي كل كلمٍة لمري ِضه الذي يُعاني
ينطقها يستذكُر غادة التي كانت تُخبره بمثل هذا ال ُحزن وبنبرة هذا الو َجع،
َي عالقة بحياتي، مازلت مو ُجوع! حاولت أن
لم أنجح ولم أفلح أب ًدا بأ
ُساعد
َي ولكن لم أستطع أب ًدا، أنا الذي بعد الله أ
أتم َسك بكل فرص ٍة أتت إل
ُم بأن أكَون عائلة ولكن هذه العائلة ال
غيري أعج ُز عن مساعدة نفسي، أحل
بصورةِ ُح ٍب أردته وبكال
تُريدني، حاولت مَرة تقليديًا وحاولت ثانيةً





كمل حياتي برتابَـة،
ُ
الحالتين فشل ت، ال نصيب لي وال ح َظ بال ُحب! واآلن؟ أ
ُعطي دروس وأداوم بالعيادة،
أستيقظ ألنظم مواعيدي، أحض ُر دورات وأ
وماذا أي ًضا؟ ال شيء سوى الوح َدة التي تحفَني، الوح َدة التي مهما حاولت
أن أنسلخ عنها ال أقدر، هي تن ُمو بدل جِلدي ومن يقدر أن ينزع هذا ال ِجلد؟
َ من الو َجع
ال أ . َحد! وحيٌد ج ًدا و ال أظ ُن أنني أستحق هذا الكم
،
في حلق ِة قُرآن بالمعهد، كان يحف ، " ومن يعمل من ُظ الجزء المطلو ِب منه
َمون
الصاِلحات من ذ َكٍر أو أنثى وهو ُمؤمن فأولئك يدخلون الجنَة وال يُظل
نقي ًرا " أكمل حفظ نصف القرآن وتبقى النصف اآلخر.
حالوة حفظ القرآن لن يستشعرها سوى حاف ِظ الكتاب، يستشعُر بكل
المواقف في حياتِه أن ُهناك آيات سكينة تُتلى في قلبِه و ُهناك آيات تُذكره
عند اإلقدام على َذن ٍب ما و ُهناك آيات تُرتَل جمال الجنَة عندما يتع ُب من
طاعته، أحاول أن أنسى الجوهرة! ال أقول أنها ال تجيئني وتخترق عقلي،
مازالت بسطوةِ حضورها ولكن بدأت أنزعُ إنجذابي إل يها، أشعُر أنني
بحاجة ألعواٍم طويلة حتى أتخل ب ُت من عبدالمحسن، َص من ُحبها، اقتر
سيُسامحني قريبًا! أنا متأكد أنه سيسامحني حين أخبره أنني ختم ُت القرآن،
كنت دائِ ًما أظن أن صاحب المعصية ال بُد أن تكون نهايته مرَوعة وكأننا
ال نمل ُك ر ٌب رحيم، أكتشف ُت أن صاحب المعصية له حق اإلختيار إما
الجنة أو النار، ال أحد يُجازى بشيء ال يُريده، جميعنا نُجازى بما نُريد،
حتى لو أنكرنا ذلك! بالنهاية أنا عصي ُت الله إذن أنا را ٍض بالعقاب، لكن
الحمدلله على ـ التوبة ـ ، الحمدلله على هذا الِدين الذي جعل ذنبي صغي ًرا
أمام رحمتِه وعظمته.





،
أغلق هاتِفه بعد أن تح َدث مع والِده الذي مازال منذُ شهر ين يسأله نفس
ويشر ُح له ذات الموضوع في كل مَر .ة
السؤال عن غادة " كيف لقيتها؟ "
في ُجزء من الرياض جميالً، ركن سيارته ليلتفت عليها : هذا المسجد
ي؟
غادة إبتسمت : اللي بنيته ل
نا ِصر : إيه . . كنت متحمس أجي الرياض عشان أوريك إياه بس الله
يهدي عبدالعزيز كأن الرياض ذبحته على ُكرهه لها
ُمهم شفته الحين، وبعدين عزوز رضى على الرياض ال تنسى
غادة : ال
نا ِصر : وش عقبه؟ عقب ما راح صوتي وأنا أقنعه . . .
غادة إلتفتت بكامل جسِده إل يه : جد ناصر، أنا محظوظة فيك . . يعني
عقب كل اللي صار أنت هنا وقدامي
نا ِصر : أنا اللي محظوظ فيك، . . ـ بضحكة من فرحته ـ أحس إني بحلم!
لو تدرين كم مَرة بكيت وقلت كيف أعيش بدونها؟ حياتي مالها قيمة أب ًدا
بدونك
ي
غادة : الله ال يحرمني منك ويخليك ل
نا ِصر : اللهم آمين يارب
َي على بالي؟
غادة : تدرين وش جا
نا ِصر : وشو ؟
غادة : إنه أحالمنا اللي كتبناها! ما تحس إنها تحققت؟ يعني ماتحققت
بالوقت اللي أنتظرناه فيه لكنها بالنهاية تحققت
يه يجي البطل ومستعد أخليه يربيني
نا ِصر : خلَ
غادة غرفت بضحكتها وهي تضع يدها على بطنها : يوه مطَولين، أحسب

شهور بالتمام
نا ِصر : أنتظره سنة وسنتين واللي يبي . .
غادة : بتكمل فرحتي لو تصالح عبدالعزيز مع رتيل
ناصر : أخوك راسه مصَدي! ما يعرف يتعامل مع األنثى





غادة تنهَدت : حرام عليك!! هو بس مايعرف يعبَر صح
نا ِصر بإبتسامة : وش رايك نط َب عليه الحين ؟
غادة : قلت بتم َشيني بالرياض ! بعدها نط َب عليه
نا ِصر بضحكة : أوديك قصر المصمك؟
غادة : تتطنَز؟
ناصر : وش فيه! حاله من حال برج إيفل! وال هذاك على رآسه ريشة،
هذا تراثنا مفروض تعتَزين فيه
غادة : ومين قال إني ماني معتَزة فيه؟ بالعكس بس يعني و َدني مكان فيه
حياة
ناصر : مافيه غير األسواق . .
غادة : طيَب خلنا نروح أل َي سوق بديت أجوع
َي نا ِصر ح َرك سيارتِ غادة تنظ ُر للمسجد نظرةً أخيرة
ه، وعين .
م أكن
ل
كيف أشكُر الله عليك بما يليق؟ تبني لي مسج ًدا؟ هذا أكب ُر طموحٍ
َمر
ت ِصل يدي إليه! مَرت سنين على معرفتي بِك و ُرغم أن السعادة لم تكن ت
هذه السنين ولكن يكفيني آخر شهر ين، أنا أسعُد إنسانة على هذه األرض
ُ في هذه الل ك، كنت أقول أن ُجز ًء
حظة، مَرت أيا ًما كنت أب ِكيك وأنا أجهل
ُه، ولكن لم أستطع أن أتذ َكر إسمك وهيئتك، ولكن قلبك كن ُت
مني فقدتـ
َو وجعًا
ُم أكثر ُحزنًا
، ومَرت أيا
" أشتقت "
أعرفه وهو من أش ِكي له ق ولي
حين حاولت أن أتذ َكرك ولم أستطع، حين شعر ُت بأنني شخصيَت ين، وأنني
ُمشتتة ضائعة، ولكن مَرت أي ًضا، واآلن أمُر بمرحل ٍة أنا ال أعرفُك وفقط،
َرة من الله في قلبي. وأنت ال ِخيرة التي أردتُها
أنا أعشقك كوداعة الخي .
يُتبع





دخل إلى الغرفَة وأفكاره تتوتَر أكث ُر وأكثَر، نظر إلى ضي التي بدأ تعبُها
يشتَد في شهورها األخيرة : مو قلت لك ال تصعدين فوق وأجلسي بالغرفة
اللي تحت؟
ض َي : كنت بغيَر مالبسي . . بس صاير فيني خمول وأنام بأي مكان
عبدالرحمن جلس : جاني عبدالمجيد
ض َي : إيه؟
َي نفس الحكي بس مدري! خايف
عبدالرحمن : هو صار له شهر ويعيد عل
أقول ال وأظلمهم وخايف أقول إيه ويظلمها
ضي : مافهمت! قصِدك فارس و عبير؟
عبدالرحمن : إيه من فيه غيرهم، فارس تعبان حيل رحت شفته وأنكسر
قلبي عليه، ماعاد في حياة بوجهه ويقولي عبدالمجيد ال يآكل وال شي! حتى
َوحد مع نفسه، بس ما أبغى أضغط
يوم قاله أمش نروح ألمك رفض! مت
على عبير! ومستبعد إنه بفترة قصيرة قدرت ترتاح له مع أنَه لما أتصلت
عليها يوم كانت عند رائد قالت لي إنه يعاملها زين . .
ض َي : تبي شوري؟
عبدالرحمن : أكيد
ض َي : خلها تروح له، حتى عبير بنتك تحتاجه . . وبعدين أنت بنفسك
تقول إنه فارس شخص غير وبعيد كل البعد عن شخصية أبوه، ال توقف
بوجههم! وبعدين عبير كب ماعادت بنت صغيرة !! َرت
عبدالرحمن : بس ..
ض َي تُقاطعه : أنا عارفة مصدر خوفك، لكن هي بتكون قدام عيونك!
مابينك وبين بيته إال شارعين، وعبير قوية ما ينخاف عليها! لو ماتبيه
بتقولها بوجهك ماأبيه لكن حتى هي تستحي تجيك وتسألك عن أخباره . .
َهد ليقف : برو
عبدالرحمن تن ح أشوفها
ض َي : عبدالرحمن ال توقف بوجههم
عبدالرحمن : طيب . . . صعد لغُرفتها، طرق الباب وفتحه ليجد بوجهه
رتيل التي ُمتزيَنة وكأنها ستذهب لحفل ٍة ما : على وين ؟
رتيل بضحكة : وش رايك فيني ؟ جميلة وال ؟





عبدالرحمن إبتسم : جميلة ونص
رتيل : بصراحة ماني رايحة مكان، بس أج َرب مكياج عبير . . .
عبير المستلقية على السرير نظرت إلى والدها وأستعدلت بجلستها : تعرف
بنتِك تضرب فيوزاتها كل فترة
رتيل : والله يبه مخي محتاج يتنكس ويتنكس ويتنكس وأتنكس معه
والدها ضحك : وش سر هالسعادة عساها دوم ؟
رتيل عقدت حاجب يها : شفت يبه لما تسألني ِكذا أتذكر األشياء السودا في
حياتي
والدها : تدرين إنه عبدالعزيز جاء الرياض؟
رتيل تغيَرت مالمحها المبتهجة : جا؟
َي مرة
والدها : إيه بس طبعًا ما قالي بنفسه، شايل بقلبه عل ..
رتيل : طيب . . أنا بروح لغرفتي . .
عبدالرحمن إقترب من عبير : جايَك بموضوع وأبيك تفكرين فيه
عبير تربَعت فوق سريرها : يخص؟
عبدالرحمن : تبين الطالق؟
عبير أندهشت من السؤال وبق يت متجمَدة، لم يخر ُج من شفت يها نصف
جواب.
عبدالرحمن : يعني ال، طيب فارس تعبَان ومافيه أحد ممكن يكلمه غيرك،
وإذا من ِت راضية من بكرا أخليه يطلقك، أنا أنتظرت كل هالفترة عشان
ظروفه، لكن بعد تهمني بنتي، أن ِت انجبرتي على هالزواج لكن ماراح
تنجبرين بعد بإستمراريته
عبير أخفضت رأسها والدموع تتدافع في محاجرها، نطقت بصعوبة :
ماني مجبورة
عبدالرحمن : يعني مرتاحة له؟
عبير ه َزت رأسها باإليجاب دون أن تنظر لوالدها، بخفُوت : شلونه
الحين؟
عبدالرحمن : قومي شوفيه بنفسك . .
عبير رفعت عينيها بده َشة : جد ؟





عبدالرحمن : إيه والله . . قومي ألبسي وخلينا نروح له . . . اقترب وقبَل
َمر الدقيقة تلو الدقيقة حتى خرج والدها وأرتدت بصورة
رأسها . . ت
سريعة ولبست عباءتها، أخذت نفس عميق وهي التي أشتاقت بش َدة إل يه.
مَر الوق ُت سريعًا بالطريق، أشار لها والدها بمكان فارس : من ِهنا . . .
ودخل هو اآلخر إلى المجلس عند عبدالمجيد
عبير نزعت نقابها وفتحت باب الغرفة بهُدوء، أختنقت عين يها بالدموع
عندما رأته، كان نائِ ًما ومالمحه لم تعَد هي ذاتُها التي تعرفها، ذقنه المهَمل
و نحوِله، أكل هذا يفع ُل به مو ِت والده؟
اقتربت منه لتنظر إلى ـ رواية ـ عند رأسه، أخذتها لتفتح الصفحة األولى
وبخ َط يِده قرأت إهداءهُ لها حتى سقطت دمعة في وسط الورقة، فتح عين يه
التي كانت غافيَة مؤقتًا : عبير؟؟ . . شعَر وكأنه يتخيَلها.
عبير جلست بجانبه وهي تضع ي َدها فوق كفَه، بضياء الدمع بعين يها : يا
روحها . .
فارس أستعَدل بجلسته ليُقابلها : مين جابك ؟
عبير : أبو ي . .
ِل األيام الماضية أنهُ لن
فارس ُصدم من ر َضا والدها وهو الذي شعر طوا
يراها أب ًدا : أبوك!!
عبير : هو اللي قالي أجيك . . . . شلونك ؟
فارس بذبُو ِل نظراتِه : بخير
عبير : ليه كل هذا؟ . . . نحفان مرة و عيونك تعبانة
فارس بضيق مازال غير مصَدق، قفزت دمعة إلى عين يه : أنا أتخيَلك وال
أن ِت صدق قدامي
عبير أجهشت بالبكاء وهي تُخفض رأسها : ال تقول ِكذا !!!
فارس : كيف رضى أبوك ؟
عبير : ر َضا وبس . . . أهم شي أن ت
فارس بلع ريقه بصعوبة، وضع يِده على خ َدها حتى يُصَدق ما يراه : من ِت
حلم؟ . . تعرفين إني أنتظرتك كثييير
عبير : مقدرت أتكلم وأقول ألحد . . . ماكان راح أحد يظن فيني ظن





ي! . . وسألني إذا أبي الطالق، بس
ح َسن حتى أبوي، لكن هو اللي جا ل
قلت له ال . . . فارس ال تسوي في نفسك ِكذا
َي!!
فارس نزلت دمعَة على خ َده : مات قدامي يا عبير! ناديته وما ر َد عل
َي
فقدت أبو
عبير : الله يرحمه ويغفر له . . هذا قضاء وقدر . . إذا ما مات اليوم
بيموت بكرا، كل شخص ويومه مكتوب ماتقدر تسوي شي
فارس بتعَب يشتَد ُحزنه و وجعه، دُموعه كانت قاسية ج ًدا على قلب عبير
ِل كثي ًرا : فقدته . . أحس روحي
التي لم تعتاد النظر إلى دموع الرجا
بتطلع
عبير : بسم الله عليك . . بسم الله عليك من هالو َجع . . . قوم ص َل
َسة فيك والله، تخيَل حتى عمي مقرن محد
ركعتين يمكن يهدآ بالك . . . حا
َم قالي إنه توفى إال من ا سمعت،
َكم يوم، ح َسيت بوقتها إن روحي بتطلع ل
كان أكثر شخص قريب مني، بس كلهم كانوا جمبي . . وأنا جمبك الحين
فارس بتش ِكيك : أبوك رضى ؟
عبير ببكاء تق َطع صوتك : والله ر َضى والله يا فارس
فارس أجهشت عيناه بالدَمع، ماذا يح ُدث؟ هل عبِير هي الحسنَة التي أخر ُج
ب دائِمة، يارب إني أموت من الو َجع
ها من وفاة والِدي؟ يارب إجعلها ح َسنةٌ
على أبِي وال تجلعني أذُوق وجعها، يارب يارب ساعدني حتى أصبر على
فراقه.
عبير : يالله فارس قوم . . ص َل
َف من البُكاء، هذا الحلم الذي كان ينتظ ُره
فارس قبَل جبينها وعيناه ال تتوق
منذُ ز َمن وتوقع إستحالته ولكن ال شيء يستحيل على الله : إن شاء الله . .
. إتجه ناحية الحمام ليتوضأ.
عبير سحبت منديالً حتى تمسح دُموعها، أخطأت كثي ًرا، أدرك ُت خطأي
ولكنني لم أواصل به، الله يعلم إنني حاول ُت وأجتهدت أن أبتعد عنه، لم
ي أتواصل معه ولم أتق َدم خطوة إل يه، منعته
عن نف ِسي وحققه الله ل
بالحالل، أفهُم تما ًما كيف تجيء ُجملة ـ من ترك شيئًا لله عَوضه ـ بلس ًما
اللحظة التي ترك ُت به هذا الطريق والله يرحمني بفارس،
على قلبي، منذُ





لو أنني واصل ُت بهذا الطريق؟ وتح َدث مع فارس دائِ ًما بالخفاء؟ لو أنني لم
ِر أمتنع عنه ماذا ح َصل؟ ُر ثة و ُربما مصيبة و ُربما حتى حز ٌن طويل،
بما كا
َر ح، يالله! كيف لألشياء التي تكون بالحالل
ولكن ُحزني ببعده أتى اآلن ف
جميلة أكثر، للمرةِ األولى أنظ ُر إليه وأنا الأشعُر بالخ وف من ذن ٍب
وش كثر أحبك ؟."
"
ومعصيَة، يالله عليك يا فارس
،
عائ َشة ركضت إلى ح َصة : والله ماما
ح َصة : يمه يمه أعوذ بالله وش ذا الخرابيط، اليوم بشغَل قرآن في الدور
الثالث وإذا فيه بسم الله بيطلعون إن شاء الله
عائشة : أنا ماراح ينام فوق . . أنا يقول حق أن ِت
ح َصة : طيب نامي تحت محد ماس ِكك . . خلني أشوف سلطان وش سَوى؟
يارب يصلح قلبه بس . . . حاولت أن تتصل عليه ولكن أتاها ُمغلق.
في جهٍة اخرى كان جال ٌس أمامها لوحدهما، منذُ دخلت وهو يشتت نظراته
لتجيء في بطنها، كان يُريد أن ينظر ويُطيل النظر ويكتش ُف تغيَرات
جسِدها.
الجوهرة تنحنحت : إيه وش الموضوع ؟
سلطان : ممكن تلبسين عبايتك وتجين معي ؟
رة إبتسمت ُرغ ًم الجوه ا عنها : ِكذا تعتذر؟
سلطان وقف : أنتظرك
الجوهرة : ماراح أروح معاك يا سلطان . .
َهد : يعني ؟
سلطان تن
ال ُجوهرة بسخرية : جيت عشان تبيَن لي كيف إني مستعبدة عنِدك ومتى
مابغيت أروح معك أروح ومتى ما بغيت جلست؟
سلطان : طبعًا ال، جيت عشان آخذك





وهرة وقفت بصعُوبة وهي تواجه بعض التعب في هذه األيام من الح َم الج ل
: وش مطلوب مني؟ أنا إنسانة لي كرامة دامك أهنتني مَرة بتهيني مليُون
مَر . . . ة
سلطان بعصبية : نسيتي وش األسباب؟ تبيني أعدد لك إياهم ؟
الجوهرة بغضب تصرخ بوجهه : وأنا ما فكرت وش أسبابي؟
سلطان يقترب منها ويُشير إليها بالسبابة : صوتِك ال يعلى!! ال أقطع لك
لسانِك
الجوهرة جلست وهي تتكتف والدمعة تقترب من النزول : ماني رايحة
َي
معاك! مو طلقتني؟ خالص ماعاد بيني وبينك ش
سلطان : هذا آخر كالمك عنِدك ؟
الجوهرة : أنت حتى ما أعتذرت لي عشان أفكر بالموضوع ؟
سلطان : ليه أعتذر لك؟ ماشاء الله أن ِت رايتك بيضا! آخر من يعلم
بموضوع حملك و ال ق َدرتي إني زوجك وال شي
ال ُجوهرة بإستهزاء : على أساس إنك أنت مق َدر إني زوجتك، أنواع الذل
بعيونِك وساكتة أقول معليه يمكن أنا فهمي غلط لكن حتى لسانك ما سلمت
منه
سلطان بسخرية بمثل نبرتها : والله عاد إذا بتحاسبيني على عيوني مشكلة
. . بكرا تحاسبيني ليه أتنفس!
الجوهرة تذكرت ذلك الموقف الذي حبست به أنفاسها من أجل كلماتها التي
قالتها : بالله؟
سلطان : أن ِت أعتذري لي طيَب، قولي يا سلطان أنا آسفة ما علمتك بالح َمل
بدري . .
نه وهي تحتَد بنبرتها : عشان تسقط الح َج الجوهرة وقفت لتقترب م ة مني،
أنا آسفة يا سلطان ما علَمتك بالحمل .. يالله وش سويت شي ثاني؟ ما
سويت شي بس أنت سَويت
َوة لم يعتادها منه، أخذ نفس عميق :
سلطان ينظ ُر إليها وهي تقتر ُب إليه بق
آسف
الجوهرة بشعور اإلنتصار : على ؟





سلطان ال يتح َمل أن تتالعب به الجوهرة : ال والله؟ تبيني اطلع جنوني
عليك
الجوهرة إبتسمت : طيب أنا ما أعرف على وش اآلسف؟ قولي آسف على
الشي الفالني والفالني والفالني
سلطان بغضب سحبها من ذراعها : فاهمة غلط يا روحي . .
َي لو
الجوهرة رفعت حاجبها : أنا حامل! ياليت لو تح َسن أسلوبك شو مو
عشاني عشان اللي في بطني
سلطان ترك ذراعها ُمجب ًرا وألو ِل مرةٍ يُجبر على فعل أشيا ٍء كهذه. :
روحي جيبي أغراضك
بتعذيبه : أنا ما بعد رضيت
الجوهرة تستلذُ
سلطان بح َدة : الجوهرة!!!
الجوهرة : يعني بالغصب بتوديني؟ طيب وش يضمني إني بربي ولدي
ببيئة صحية؟ ماهو بيئة أم وأبو يتهاوشون ليل نهار
سلطان : وش البيئة الصحية اللي تطلبينها حضرتك ؟
الجوهرة : ما أطلب شي، أبي حقوقي بس
سلطان بدأ الغضب يشت َد بمالمحه : إن شاء الله إني بيتي بيكون بيئة
صحية يا مدام
الجوهرة تحبس ضحكته خلف إبتسامٍة ضيَقة : صفَي قلبك ناحيتي، ليه دايم
تحسسني كأني مآكلة حاللك؟
سلطان : أن ِت جالسة تستهبلين وتطلعين ألف عذر وعذر!!! يالله صبرك
ورحمتك
َما
الجوهرة : تذكر ل . .
سلطان يقاطعها بغضب كبير جعلها ترتجف : الجوووهرة!!!
َي، إذا توترت بتوتَر
الجوهرة بهدوء وهي تُشتت نظراتها : ال تصرخ عل
اللي في بطني وأنت بكيفك
سلطان مسح وجهه : طيب .. طيب يا بنت عبدالمحسن
الجوهرة إبتسمت : ليه مع َصب؟ لهدرجة اإلعتذار يخليك ِكذا؟ وال أنا ما
أستاهل كلمة آسف؟





سلطان يضغ ُط على نفسه : تستاهلين وبعد تستاهلين ك َف
الجوهرة حاولت أن تقف على أطراف أصابعها حتى تواجهه بالطول،
َي إلتصق قدمها بقد ؟
َمد إيدك عل
ِمه : ت
سلطان ع َض شفتِه السفلية وبإكراه : ال
الجوهرة بإستفزاز : طيب بف َكر وأر َد لك خبر، بستخير يمكن حياتي معك .
.
سلطان بغضب : حسبي الله ونعم والوكيل في العدو، شوفي أعصابي تلفت
وال تخلينها تتلف أكثر!!
الجوهرة : بسأل أبوي
سلطان : وش رايك بعد نسأل الجيران ؟
الجوهرة تنهدت : هذا أبوي
سلطان : لو أبوك ماهو موافق ما خالني اشوفك . . ممكن تتنازلين
حضرتك عشان عندنا أيام وردية بالرياض
َي تآخذني؟ يارب أعن عبدك
ال ُجوهرة : تهددني حتى وأنت جا
سلطان : ماهددتك! قدامنا أيام وردية إن شاء الله
الجوهرة : طبعًا وردية بقاموسك وسودا بقاموسي
سل َطان : أقول تح َركي روحي جيبي أغراضك وأنتظرك بالسيارة
الجوهرة : ماني متحركة
َما الثالثة لو ما رحتي تح َملي
سلطان بإبتسامة وبدأت مالمحه تلين : أع َد ل
وش بيصير . . . واحد . . . إثنين . . . ثلـ
الجوهرة ضربت قدمها باألرض وم َشت، مهما حاولت أن تُظهر قوتها إال
أنها تخاف منه، سلطان بضحكة : مجنونة!!
،
إقترب من الخادمة : نادي رتيل . .
الخادمة : اوكي





عبدالعزيز : بابا موجود ؟
الخادمة : فيه يروح ويَا ماما عبير . .
عبدالعزيز : محد موجود ؟
الخادمة : ألا
عبدالعزيز : وض َي ؟
الخادمة : فيه يروح مستشفى
عبدالعزيز : طيب أجلسي أنا أدخل، . . . دخل منزلهم بعد أن تأكد من
خلوه، صعد لألعلى وفتح الغرفة وال أحد بها، تأكد أنها غرفة عبير،
إقترب من الغرفة األخرى التي أجزم أنها لرتيل، فتح الباب بهدوء وكأنه
ل ر َص يحتر ُف الدخول بهذه الطريقة، ط َل يمينه ويساره و
لم يراها، شعَ
بحركة خلف السرير، إتجه للناحية األخرى ليجدها مستلقية على األرض
وسيقانها مثبته على طرف السرير و ُمغمضة عيناها ويب ُدو أنها تف َكر ب َجد
و ُجهد.
عبدالعزيز عاد للخلف خطوت ين، ليأخذ الزهر غير الطبيعي الذي على
تسريحتها، إقترب منها وأنحنى ليضعه أمام وجهها، فتحت عينيها لتصرخ
ب ُرع ٍب شديد جعل عبدالعزيز أمام منظرها يغرق بضحكاته العاليَة : إسم
الله عليك
رتيل بإنفعال لم تعد تدري ما تفعل، أخذت كل األغراض التي أمامها
وبدأت ترميها عل يه : حسبي الله . . وقَفت قلبي . . يممممه
عبدالعزيز يتأملها وهي ُمتزيَنة بكامل زينتها : كن ِت زايرة أحد ؟
رتيل : كيف دخلت غرفتي؟
عبدالعزيز : محد في البيت وقلت بدخل
رتيل : إال ض َي موجودة
َهد : حتى صاحبة البيت ماتعرفين عنها! تقول الشغالة
عبدالعزيز تن
بالمستشفى . .
رتيل تكتفت لتنتبه إلى قميصها المفتوح، بغضب أخذت الكتاب ورمتهُ
عليه.
َي .
عبدالعزيز بضحكة : أنا وش دخلني طيَب؟ يا أم أصفر عطينا وجه شو





. وش سر األصفر معك؟ ذوقك مضروب وال وش السالفة؟
رتيل بدأت ال ُحمرة ترتفع إلى وجهها وهي تُعطيه ظهرها، إلتفتت عليه
بج ُموِد مالمحها : وش دخلك ؟
عبدالعزيز : تستحين تقولين لي أنا أحب األصفر؟ تراه لون عادي!
رتيل :ها ها ها ؟ طيب وش المطلوب؟
عبدالعزيز إتسعت إبتسامته : مَريت من عندكم وقلت أسوي الواجب
وأشوفك
رتيل تشعُر وكأنها متعرية أمامه من نظراته، وبح َدة : إرفع عيونك عنَي
َي جهة بالتحديد؟
ًوا؟ أرفعها عن أ
عبدالعزيز ينظ ُر إلى عين يها : عف
رتيل : قليل حيَا . . زين أطلع من غرفتي وروح ألبوي مالي كالم معك .
.
عبدالعزيز : أصالً كالمي كله معك . .
رتيل بضيق : جد عبدالعزيز أطلع، ال تضايقني . . إذا طلقت أثير ذيك
الساعة تعال، ماتجمعني معها لو أيش!
عبدالعزيز : أثير ماراح أطلقها
رتيل بغضب : أجل روح تهنَى معها واتركني
عبدالعزيز : الشرع حلل

رتيل : إذا الشرع حللك أربع ترى الشرع محللَي الطالق
َهد : رتيل
عبدالعزيز تن . .
رتيل تُقاطعه : ماابغى أتناقش في هالموضوع، غايب صار لك فترة طويلة
َي!! والله ثم
والحين ترجع عشان تقولي ماراح أطلَق أثير! أجل ليه جا
والله ما أقبل بشي هي تشاركني فيه . .
عبدالعزيز : يعني هذا كالمك؟
رتيل : أنا حلف . .
عبدالعزيز : طيب
رتيل بدأ الدم ُع يقف ُز إلى محاجرها : ماراح تطلَقها ؟
عبدالعزيز : أنا ما تزوجتها عشان أطلَقها . . هي زوجتي مثل ما أن ِت





زوجتي
رتيل بصراخ : أطلع برااا . . ما ابغى أشوفك وأرسلي ورقة طالقي بعد
عبدالعزيز : على فكرة هي زعالنة ومارضت تجي معي الرياض
رتيل بإنفعال : أبركها من ساعة! أصال ال جت الرياض بتحترق من
وجودها
َهد : رتيل . . أنا أبيك
عبدالعزيز تن
رتيل : وانا ما أبيك
عبدالعزيز : حطي عينك بعيني وقوليها
رتيل إقتربت منه ونظرت إليه : نظام أفالم أبيض وأسود وإني مقدر أقولها
بوجهك، ال ياحبيبي أنا أقولها في الوجه
عبدالعزيز : أستغفر الله! وش فيك حشرتيني بصرا ِخك !!
رتيل : ليه جيت ؟
عبدالعزيز : أشتقت لك
رتيل : والله ؟
عبدالعزيز : بالفرنسية ما يقولون إشتقت لك، يقولون فقدت نف ِسي . . وأنا
بقولها لك بالفرنسية فقدت نفسي والله
رتيل بضيق بدأت تلي ُن مالمحها التي أنش َدت بالغضب : وأثير ؟
عبدالعزيز : أثير زوجتي
رتيل بعصبية : الله يآخذها قل آمين . . أجل يا أنا يا هي . . أختار يا
عبدالعزيز
عبدالعزيز : أن ِت وأثير
رتيل : إختار ماراح أرضى لو وش ما صار! ماني أنا اللي تشاركني فيك
وحدة
عبدالعزيز : قلت لك أنا ما تزوجتها عشان أطلقها، تزوجتها ألني أبيها
زوجتي، ممكن تس َرعت لكن بالنهاية خالص موضوع تم ماراح أظلمها
وأطلقها بدون سبب
رتيل بدأ يخر ُج لسانها األنثوي شديد الغيرة : يا ماشاء الله ماتبي تظلمها!
بسم الله على قلبك يالعادل ياللي تخاف الله في حريمك . .





عبدالعزيز غرق بضحكتِه على إنفعالتها : إذا أثير ماجتني وطلبت الطالق
مستحيل أطلقها، إذا أن ِت فاهمة إني تزوجتها عشان أوجعك فأن ِت غلطانة،
ماهو أنا اللي أستغل أحد وال هو أنا اللي اتزَوج عشان أطلَق! في ذاك
الوقت كانت هي الوحيدة اللي أحس إني اشوف أهلي فيها، وكنت أبي
أتقرف منها
رتيل : يعني تزوجتها عشان أهلك قبل يعرفونها؟
عبدالعزيز : إيه و أع َزها
رتيل : قلبك فندق ماشاء الله
عبدالعزيز إبتسم : قلبي تعرفه صاحبته
رتيل ُرغ ًما عنها إبتسمت، رفعت حاجبها : ال تحرجني طيَب!! عشان
أعرف أفكر،
عبدالعزيز بضحكة يستفزها : ماراح تقولين لي عالقتك باألصفر؟
رتيل ضربته على صدِره : ُسبحان الله ماتشوفني اال فيه . . . ماأحب
األصفر وصرت أكرهه الحين
عبدالعزيز : يالله أنتظر إختيارك سمَوك
رتيل : ماراح أرضى، أنقهر يوم ويومين لين أنساك وال أنقهر ُعمر كامل
عشانها
عبدالعزيز : تقوين تنسيني؟
رتيل : ماني أول وحدة وال آخر وحدة، مليون حمارة زيي تح َب وأنفصلت
عن اللي تحبه
عبدالعزيز : حاشاك !
َي نوع من ال ُحب
رتيل : إال أنا حمارة يوم حبَيتك، ألنك ما بادلتني بأ
عبدالعزيز بغضب إقترب منها : جاحدة! أقسم بالله إنك جاحدة
رتيل إبتسمت من غضبه : دام هي ماهي راضية بجيَتك للرياض وش
تبي؟ بس تبي تقهرني . . أنا أعرفها سوسة
عبدالعزيز : ال تغلطين عليها وال تذكرينها بسوء! وأن ِت بعد مو مقصرة
بالتحليل
رتيل شتت نظراتها بعد أن زاد حرجها : قهرتني ولو يرجع الزمن لورى





بسوي نفس التصرف ألنها قهرتني
عبدالعزيز بعصبية : ألعبي بكل شي لكن ال تقربين من شي يتعلق بحياة أو
موت، لو صَدقت وقلبها وقف من التأثير النفسي اللي تح َسه! وش برود
األعصاب اللي عليك؟
رتيل : تخاف عليها ؟
عبدالعزيز : ال حول وال قوة اال بالله . . .
ُمشكلة لو رجع الزمن لورى بعد
رتيل : يارب إني حمارة وكلبة . . ال
بحبَك بكامل خبالي، وأنت بتحبني بكامل إهاناتك
عبدالعزيز بإبتسامة : ماعاش من يهينك، أقص إيد اللي يهينك
رتيل : أنا بس َب نفسي لين أحس ح َرتي بر َدت
عبدالعزيز بجديَة : رتيل . . أكلمك ج َد، خلينا ننسى اللي صار
رتيل : ترضى أروح يشاركك أحد فيني ؟
الشرع
عبدالعزيز : أن ِت مجنونة وال صاحية؟ ال تقارنين بين شيئين أصالً
مح َرمهم وأنا أمشي على الشرع
رتيل بعصبية : مق َطعك الدين . . . !
َهد لينظر لهاتفه الذي أضاء برسال ٍة جديدة : الطيب عند ذكره،
عبدالعزيز تن
هذي أثير
َرا
رتيل : روح ر َد عليها ب
عبدالعزيز : مسج ماهو مكالمة . . . قرأ " أبي أكلمك بموضوع ضروري
" . . إتصل عليها وبعناد جلس على سريرها.
رتيل بال ُمباالة أخذت مناديل المكياج لتمسح مكياجها التي وضعتهُ من غير
سبب.
أثير : وينك ؟
عبدالعزيز : وش بغيتي ؟
أثير : أنا فكرت وماوصلت اال لحاجة وحدة، إختار بيني وبينها !
عبدالعزيز : وشو ؟
أثير : ماراح أرضى فيها أبَد
عبدالعزيز : أثير . . تناقشنا بهالموضوع في باريس





أثير : طيب وأنا الحين أخيَرك
عبدالعزيز : ماراح أطلقك عشان هباِلك !!
رتيل إلتفتت تنظ ُر عليه ونظرات الحقد ت َشع منها.
أر َدف : حطي عقلك في راسك من ِت بزر عشان تفكرين بهالطريقة
رتيل : يعني أنا بزر ؟
عبدالعزيز نظر إليها وأشار لها بالصمت، أثير : أنت عندها ؟
عبدالعزيز : إيه
أثير : طيب طلقني
عبدالعزيز : ماراح أطلقك عشان سبب سخيف زي هذا! ال صار فيه سبب
َما أحس أنه الخيرة باإلنفصال لكن عشا
صدقيني بننفصل ول ن أسباب تافهة
مثل هذي طبعًا ال
أثير : أنا ماراح أعيش بالرياض، تقدر تعيش بباريس معاي؟
عبدالعزيز : طبعًا بتجين الرياض
أثير : ال ماهو طبعًا، عبدالعزيز أفهمني ماعاد يهمني رتيل وغيره، أنا
مقدر أتكيَف مع بيئتك بالرياض، أبي أعيش هنا وأبيك تكون عنِدي ولي
لوحِدي مو مع وحدة عايشة بالرياض وتجيها كل فترة أو حتى يمكن عايش
عندها
َهد : أثير . . لو سمح ِت ال تحطين أسباب من مزاجك عشان
عبدالعزيز تن
ننفصل
أثير : أنا ما أحط أسباب، أنا جد أبي أعيش بالبيئة اللي تربَيت فيها، ما أبي
أجي الرياض وال أبغى زواجي يكون بهالطريقة! أنت تحبني؟
عبدالعزيز تفاجئ من السؤال : وش هالسؤال البايخ؟
أثير بضيق : شفت! حتى أبسط سؤال مقدرت تجاوب عليه . . ألني أصالً
ما أعني لك شي، خذيتني عشان ذكرى أهلك وال أنا غلطانة ؟
عبدالعزيز : مين قالك هالحكي؟
فعالً أثير : طول الفترة اللي فاتت، كنت أفكر بدون ضغوط وأكتشفت إني
ما أعني لك شي
َهد : نتناقش في هالموضوع بعدين
عبدالعزيز تن





أثير : أنا أبي جوابك الحين
عبدالعزيز نظر لرتيل الصامتَة الهادئة، و ف َكر بأثير : مقدر
أثير : تبيها هي؟ . . طيب طلقني وكل واحد يشوف حياته بعيد عن الثاني
َي
عبدالعزيز : على األقل أستخيري، ال تخليني أندم وال تندمين معا
رتيل بحلطمة : تندمون بعد!! يارب أرزقني صبر أيوب
أثير : عبدالعزيز هذا آخر حكي معك! دا ِمك أخترتها تهنَى فيها وأشبع
منها، وأنا أمحيني من حياتِك . . . أغلقتهُ بوجهه دون أن تسمع ر َده بعد أن
أعطتهُ قرارها.
رتيل : وش قالت لك ؟
عبدالعزيز : يا قُو حوبتك
رتيل : تبي الطالق؟
عبدالعزيز : إيه . . ماشاء الله ُدعاءك ضارب
رتيل إبتسمت : الله يرزق العبد على نيته
عبدالعزيز ضحك ُرغم أنه لم يُريد الضحك : الله والنية اللي تعرفينها . . .
بكرا الله بيحاسبني على هالطالق! شر ًعا مايجوز الطالق بدون سبب . .
وهي ما تستاهل!
رتيل بضيق : وأنا يعني أستاهل؟
عبدالعزيز : وش فيها لو الواحد تزَوج ثنتين ؟
رتيل : تقدر تعدل بيننا ؟
عبدالعزيز : إيه
رتيل : ال ما تقدر! مو يقولك ال ضرر وال ضرار! طيب زواجك منها في
ضرر لي
عبدالعزيز : تفسرين المواضيع على كيفك!!
رتيل : أختار يا عبدالعزيز . .
عبدالعزيز إقترب منها ليُحاصرها بذراع يه وظهرها مستنَد على التسريحة
: كم مَرة الزم أقولك إنه قلبي ماله إختيار معك؟ و كم مَرة الزم أقُولك إنه
الحياة سببها أن ِت؟





.
.
.
.
تمت بحمد الله وفضله.
اللهم إن كانت عمالً حسنًا أغفر لي به سيئاتي ال فائدة منه
وإن كان عمالً
فيارب ال تجعلهُ بميزان سيئاتي، اللهم أغفر سلبياتها بإيجابيتها و أغفر لنا
أخطاءنا وارحمنا .
روح زايــــد


إعدادات القراءة


لون الخلفية