الفصل 25

َم َح َك اللـهُ على َصل
سـا .
ـني
يا قاتلـي كفا َك أ ن تقتُلَ
ِم ! ن ِشـ َّدةِ ال ُحـ ِِّب
*أحمد مطر




م وأعتادت رتيل زيارة عبدالعزيز كل صبا ح
مِّرت األيا
دخلت المستشفى والممرضة أعتادتها بهذا الوقت : أهلن يارتيل
رتيل : أهلين ..
الممرضة : آخر فحص له يبشرنا بالخير بس أتمنى ماتخبرينه بأخبار
تحزنه
رتيل بعفوية : ال والله ماأقول شيء
الممرضة أبتسمت : طيب تفضلي
دخلت الغرفة وهي تبتسم , تشعر بالحياة ُهنا .. ربما اليسمعها وال يشعر
بها ولكن يكفي أنها تراه.
تقدمت له وجلست بجانبه , ومرت دقائق طويلة وهي تتأمل تفاصيله
ِّي . .
الصغيرة : متى تصحى ؟ وحشتني .. وحشتني نظراتك لما تحقد عل
بس تقوم بحلف لك أني ماعاد أعصبك وال عاد أسوي شي يستفزك و
العاد أدخل بيتك وال أخرب أي شيء . . . . . . . أشتقت لك مررة والله
مرررة .. مسكت يده وهي تضغط عليها وتسقط دموعها . . . حتى أبوي
كل تفكيره فيك خايف يفقدك .. كلنا خايفين نفقدك .. أنت قطعة من روحه
خايف عليك مرررة لو تدري بشوقه لك . . . حتى أنا أشتاق لك . . كل
ماشفت البيت كيف مظلم بدونك أشتاق لك..
كانت أصابعه ميتة بين كفوفها ولكن تحركت وتمسكت بكفِّها
رتيل بكت بقوة من فرحتها . . يشعر بها . .يسمعها .. ش ِّدت على كفِّه ليشد
عبدالعزيز على كِفها وكأنه يخبرها بإحساسه بحديثها
أبتسمت بين دموعها : الحمدلله على سالمتك
كان مغمض عينيه إلى اآلن بغيبوبته ولكن يشعر بمن حوله,
رتيل بصمت وهي تتأمله وكأنه للتو أبصرت لتراه.
رتيل بلعت ريقها وكل غرورها تب َّخر في هذه اللحظة وبخفوت : أشتقت
لك
كان يحِِّرك أصابعه و ِّدت لو تفهم حديث أصابعه ..




نظرت للممرضة التي تشير لها بالخروج , أردفت له : تمسي على خير ..
ربي يحفظك ويحميك . . وخرج ت وبعينيها تو ِّدعه
,
تُركي يقتلع من صباحاتها الجمال والفرح , تحاول أن تبعده من طريقها
هذا الصباح ولكن يقف كجدار من حديد صعب إختراقه.
أصحيه وال ماأصحيه .. مفروض يصحى .. طيب كيف أصحيه *كان
سؤالها لنفسها جدا عفوي* تداخلت أصابعها بتوتِّر وهي تلفظ إسمه :
سلطان .. سلـــــطــــان * صوتها كان هادىء يساعد على النوم أكثر من
اإلستيقاظ*
اخذت جوالها ووضعت منبه بعد دقيقة ليضج بالغرفة ويصحيه .. وضعت
نغمة مزعجة,
أبتعدت حتى تُطيل الوقت عندما تُغلقه
بالفعل سلطان فتح عينيه بإنزعاج من النغمة,
أغلقتها الجوهرة بسرعة . . خافت أن يغضب من تعقيدة حاجبيه
سلطان ألتفت عليها وبنبرة ممتلئة بالنوم : الساعة كم ؟
الجوهرة :


سلطان تنِّح في وجه الجوهرة وجلس ثواني يتأملها
الجوهرة أرتبكت ومسكت جوالها وهي تُقلب فيه دون هدف
سلطان كان متنِّح يتذكر أي يوم ؟ اليوم إجازته : صحيني على صالة
الظهر
الجوهرة : إن شاء الله
سلطان رجع دفن وجهه بالمخدة وكأنه يعوض األيام الفائتة بنومه هذا اليوم
الجوهرة أغلقت الستاير حتى تظلم الغرفة ويهنأ بنومه . . هُناك طفل طيِّب
بداخلها يراعي إحساس من حولها لكن من حولها اليستحقون ذلك.




,
تبتسم كل ماتذكرت " كل أحالمي تنتهي بك دون ثالث " تشعر بالحياة
بالجمال بالسعادة بال ُحب .. وبعض من تأنيب الضمير لكن كانت منفعلة
كانت في أقصى أحتياجاتها .. الأحد حولها الصديق تشكي له وال رفيق
يحكي لها شيئًا خا ًصا .. الحياة التُطاق في هذا القصر , التلوم رتيل على
تمردها ولكن التتجرأ بالتمرد مثلها .. وعندما اتى طي ًرا من الخارج يحلق
حولها تمسكت بِه وهي التعلم من أي بيئة أتَى ؟
ًّا
لم يتصل ولم يرسل شيء منذ ذلك اليوم , يكفي صوته الذي مازال حي
بداخلي.
هو في جهة أخرى
من خلفه : مين هذي اللي ترسمها
غطى اللوحة بسرعة وهو غاضب منه : ثاني مرة دق الباب ؟
:طيب هههههههههههههههههه *عاد للباب المفتوح وطرقه بسخرية*
تسمح لي أدخل
هو : أل
:مجنون ماعاد بِك عقل تف ِّكر فيه
وقف وهو يتوجه للمغسلة ليغسل كفيِّه من األلوان : تارك العقل ألشكالك
:آها وأشكالي كاشفينك
بنظرة إستحقار ألتفت عليه
:بإتصال واحد أضيِّعك وأضيع عبير اللي في قلبك مع أبوها
رمى عليه علبة الصابون لتغرق وجهه .. مسكه من ياقته وثبِّته على
الجدار وهو يهدده : أنا اللي أضيِّعك ماهو أن ت
,




على طاولة الطعام هي وريم وهيفاء
نجالء : ياعيني يامنصور أشتقت له
هيفاء : جعله يسقى الأشتقت لحبيبي
ريم بعبط : عاد أنا بالطريق يعني هانت
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه باقي أسبوع وتصيرين حرم ريِّان
آل متعب
ِّي
ريم : التذكريني يمه خايفة من الشوفة يارب مايطل ب يمكن يغمى عل
الشفته
نجالء : يوم ملكتي مع منصور أ ِّمك راحت نادت أبوي عشان تخليني أنا
ويا أخوك المجنون بروحنا لو تشوفين قلبي يرقص من الخوف بس ياحبي
له منصور ماسِّوا حركات نص كم معي
ريم : ال مستحيل أكيد منصور ويوسف وأبوي بيكونون موجودين ..
التخليني أخاف الحين مستحيل منصور يتركنا بروحنا وال حتى يوسف
هيفاء : عادي قولي ماأبغاه يشوفني أكيد ماراح يحلف عليهم إال يشوفك
ريم بحالمية : فيني شيء يقول وِِّدي أشوفه كذا رزته وهيبته
نجالء : شوفي الكذابة تقول أخاف بعد .. بدينا حب من الحين
ريم تستهبل : وريِّان وآآآه ياريان
:الله الله هذي اللي تستحي
ألتفتوا كلهم على الصو ت كان يوس ف,
نجالء تنزل بطرحتها ولكن أحكمت عليها أكثر وهي تعلم أن يوسف
مستحيل أن ينظر لها
ريم ضاعت من الحياء
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههه
يوسف : شلونك ياأم عبدالله
نجالء : بخير الحمدلله أن ت كيفك ؟




يوسف : بخير الله يسلمك
هيفاء : الأوصيك أفضحها
يوسف وهو يشرب من كوب العصير : عاد أنا ماأنسى لو تموتين إال
بمقابل يعني هالكالم بيوصل لريآآآن وآآآه *قال كلمته األخيرة وهو يقلد
صوتها*
ريم بصوت مخنوق من اإلحراج : كنت أضحك
يوسف : شوفي وجهك قلب طماطة يعني من ج ِّدك كنتي تحكين
ريم : يالله يوسف كنت أستهبل حتى أسألهم
يوسف : نصف المزح حقيقةُ حين يقال
هيفاء : درر يابعدي
يوسف : تخجلين تواضعي ياعيني إن ِت
ِّي . . وتتجه للباب لكن يوسف حملها بين
ريم توقف : أنتم تتبلون عل
ذراعيه للخارج
* ضربت ظهره ولكن قوته أكبر
ني
ِّ
ريم : والله إن طيِّحتني بذبحك . . نزل
بطبيعة الحال
خرج لحمام السباحة وأسقطه فيها : عشان تتغسلين من الطماط
ريم : ياسامج حقييييير . . خرجت من المسبح وكل مالبسها ملتصقة
وأستحت من يوسف . . وش تبي واقف للحين ؟
يوسف: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عقب
كالمك هذا خالص


بالمية بقول لريان . . ودخل لمجلس الرجال
,
الجوهرة شغوفة بقراءة ال ُكت ب األدبية لذلك سألت الخادمة : مايقرأ شيء ؟
الخادمة الثرثارة والتي قاربت

سنة بالسعودية وآخر
سنوات كانت
عند سلطان : إيه ماما فيه مكتبة هذا بابا سلطان بليل دايم يقرا .. وتدلها




للدور الثالث الذي كان شبه مهجور بالنسبة لها
تأملته قليال : هذا وشو ؟ *أشارت إلحدى الغرف*
الخادمة : هذا لماما كبير فيه موت
الجوهرة : الله يرحمها
الخادمة : وهذا غرفة فيه يجي بنت ينام
الجوهرة : أخته ؟
الخادمة : ألأل هذا شو إسمه !! آممممم هذا فيه يجيب من سجن وشرطة
الجوهرة دون أن تفهم : يعني أخته ؟ وال وشو
الخادمة ويبدو ستقول تاريخ هذا القصر للجوهرة كله في هذا اليوم : ال هذا
فيه مجنون واجد فيه صراخ كله cry مافيه يضحك مافيه شيء بأدين
*بعدين* بابا سلتان يخليه يروح
الجوهرة : زوجته ؟ يعني صار زواج
الخادمة : انا مايعرف بس مافيه زواج هوا كان مجنون بس بابا سلتان
*يعني
* ا مافيه زواج يأني
مافيه ينام ويا هَو
الجوهرة ضحكت على طريقة الخادمة بالسرد
الخادمة : انا مايشوف أنتي يضحك بأدين *بعدين* أنا يقول أنتي مثل
سوئاد *سعاد*
الجوهرة : سعاد ؟ هذي اللي تقولين أنها مجنونة
الخادمة : إيه أسم هوا سوئاد
الجوهرة وتنظر للمكتبة : هذا الكالم قبل كم سنة ؟
الخادمة : قبل سنة يمكن .. كان يجي ر ِّجال فيه شعر واجد *تشير لذقنها
قاصدةً اللحية* يقرأ قران على هوا بس هي في مجنون واجد أنا مايحبي
واجد صراخ و يخرع أنا
الجوهرة في نفسها " كان متزوج ؟ طيب ليه وش جننها وش صار بينها
وبين سلطان .. أتاها فضول أن تعرف ماجرى بينهم " : طيب ياعايشة
عايشة من كثر الصمت في هذا القصر عند أول محاولة للكالم تسترسل
كثي ًرا خصوصا أنه الخادمات هنا جميعهم من الجنسية الفلبينية وهي
وحدها السيالنية : فيه غرفة ثانية بس بابا سلتان يهاوش في كتب واجد




الجوهرة : وين ؟
عايشة تشير لها للغرفة التي بمقابلها من الجهة األخرى : حتى يقول حق
أنا الينظف
ِّ الجوهرة ليست فضولية لدرجة أن تتخطى ال ها
حدود . . أتجهت لمكتبته عل
تلقى كتاب يسليها
عايشة : هذا كتاب كله أنقلش أنا حتى مايفهم هذا شو يقول .. أنت يعرف
أنقلش
الجوهرة هذه العائشة يبدو أنها تهِّون عليها اآلن , ضحكت وأردفت : إيه
عايشة : أووه أنتي يبي كتاب فيه love مافيه بابا سلتان مايقرا
الجوهرة تلتفت عليها : ههههههههههههههههه ووش دراك أنه مايقرأ ؟ مو
تقولين ماتعرفين أنقلش ؟
عايشة : أل أنا يعرف بابا سلتان شنو يحبي ؟ يحبي هذا كتاب يشوف وجه
أنتي يقول شنو فيه أنتي
الجوهرة : علم نفس . . عادي أنا أقرأ علم نفس
عايشة : فيه مرة أنا يكذب عشان هذا مجنون سوئاد هو يعرف أنا يكذب
بسرئة *بسرعة*.. ماشا الله هو واجد زين بس واجد تئبان *تعبان* هذا
قبل سنة هو يجلس بالهوسبيتال*مستشفى* ثالثة شهر مايدري شنو سار
*صار* بس هرامي الله يآخد هادا هرامي *حرامي*
الجوهرة : ههههههههههههههههه . . ألتفتت على المكتبة وهي تبحث بين
الكتب .. وأستغرقت وق ت طويل أمام صمت الخادمة وأخيرا ..
سمع بضحكات وصوت في األعلى .. صعد وأول مارأته عايشة خرج ت
ألنها تخاف منه
ودون أن تلتفت وهي مازالت مر ِّكزة بالبحث عن كتاب يُثيرها : طيب
عايشة أن ِت ترتبين الكت ب ؟
من خلفها وظهرها يلتصق ببطنه ويده تمتِّد بجانب خدها ليُسحب إحدى
الكتب وهو يهمس بإذنها : أظنه بيعجبك
كاد يُغمى عليها من قُربه لهذا الحد .. ألتفتت وهي تبحث عن المخرج من
قربه وليتها لم تلتفت , ألتصق ظهرها بالمكتبة ويديه اإلثنتين تحاصرها من




الجانبين وكان قريب جدا منها اليفصل بينهما شيء
ا توتِّ الجوهرة بلعت ريقه رت جدا , أرتبكت ستبكي لو أطال بقربه هذا
سلطان أقترب أكثر وأنفاسه تختلط مع أنفاسها ,
بلته قريبة من شفتيها وبقبلته سقط
الجوهرة أبعدت رأسها قليال لتأتي قُ
الكتاب من كفيِّها , أبتعد عنها لينحني ويمد لها الكتاب
الجوهرة صدرها يرتفع بصورة عجيبه ويهبط من نبضها المتسارع.
سلطان أخرج جواله من جيبه ور ِّد عليه وهو ينزل لألسفل : أبشر الله
يسلمك
الجوهرة جلست وأقدامها التحملها , وضعت أصابعها على شفايفها وهي
تتذكر كيف قبِّلها .. قلبها سيخرج من مكانه من تسارع نب ِضها .. إن أقترب
مني هذه المرة فهو قادر على اإلقتراب دائِما .. لن أستطيع أن أدافع عن
نفسي أب ًدا.
,
في عصٍر جدي د , عصر الرياض هذه المرة جميل وجميل ج ًدا عند رتي ل..
رتيل وتعمل حالها ماتعرف : صدق ؟
بو سعود ويشرب من قهوته : إيه قال الدكتور بدا يستجيب لألصوات لكن
يبيله فترة حتى يصحى
رتيل أبتسمت ببالهة : الحمدلله
بو سعود بنظرة على إبتسامتها
رتيل تداركت نفسها : مبسوطة يعني شفتك خايف عليه وأرتحت من
راحتك
بو سعود أبتسم : الحمدلله على كل حال .. وش رايكم تروحون تختارون
له أثاث جديد ألن ابي أغير البيت كله
رتيل بحماس : وبتصبغه صح ؟




بو سعود :إيه أبيه يرجع ويحس نفسه ببيت ثاني ماوِِّدي يتذكر شي من اللي
صار له
رتيل : طيِّب أنا أروح وأختار له .. يعني متمللة مرة من جلستي خلني أنا
وعبير نختار له
عبير : أيوا بكرا الصباح نطلع
رتيل : طيِّب بكرا أرسلكم الفلوس
رتيل : أنا عندي ماله داعي . . ماصرفت هالشهر شي
عبير تهمس لها : من وين جايك الكرم ؟
بو سعود بشك في عقل رتيل : عسى دوم حالك كذا
رتيل : التعِّدلنا ماعجبكم وال أنهبلنا ماعجبكم بعد
بو سعود : ههههههههههههههه مين قال ؟ بالعكس هالشهر أنا راضي عنك
تمام الرضا
ِي
رتيل تبتسم : يارب دوم تكون راضي عنِّ
بو سعود : بس إن كان الهدوء اللي يسبق العاصفة ساعتها بنقرأ عليك
الفاتحة
رتيل : ههههههههههههههههه والله مافيه شيء بس قمت أف ِّكر أنه هالدنيا
فانية ووش أحب من الواحد يكون راضي عن نفسه وربه راضي عنه
وأبوه راضي عنه
عبير مقدرت تتحمل وضحكت بقوة وأردفت : عطوني كفوف عشان
أصِّدق أنه رتيل قدامي
ِّزك ؟
رتيل رمت عليها المخدة : الحول وال قوة اال بالله أن ِت وش حارق رِ
بو سعود بإبتسامة رضا : الحمدلله يعني صحيتي على نفسك
رتيل هزت راسها باإليجاب
بو سعود وقف ليذهب ولكن أنحنى لرتيل ليفآجئها بقبلته على رأسها
رتيل بخجل وقفت وقبِّلت جبينه ورأسه
,




ط .. والمطر له عالقة بالحني ن*
واقفة أمام الشباك والمطر يتساق
والدتها : وخلصنا الحمدلله .. فيه بعض األشياء ماراح نآخذها بنتركها
بالشقة
رؤى بصم ت وهي تسمع ألصوات العابرين وزخات المطر على الطري ق
والدتها : سكرت الصالون قبل أمس والحمدلله أرباحه تكفينا لـ
شهور
ماعلى ألقى شغل بباريس ونبدأ من جديد
رؤى وأيام طويلة تعيسة مرت عليها في الفترة الماضية دون أن تسمع
صوت وليد .. في غيابه عنها وأمام إصرار والدتها على نسيانه زاد ُحبِّها
له
والدتها تُكمل : بنروح لعيادة كويِّسة تسوي لك العملية ويارب ترجعين
أحسن من قبل و بتكونين صداقات من جدي د وتشتغلين الحمدلله معك شهادة
الكل يحلم فيها .. وبنكِّمل حياتنا إحنا قادِرين بعون الله
رؤى ببحة ُدون أن تلتفت : بنكِّمل بالكذب ؟
والدتها : بنبدأ صفحة جديدة وبننسى كل شيء .. أنا وياك وبس ماراح
نفكر بالماضي
رؤى : الماضي هو أنا كيف تمحيني كذا بسهولة ؟
والدتها : أنا أبي لك حاضر و مستقبل وش يفيدك الماضي ؟
رؤى : اللي ماعنده ماضي ماعنده مستقبل ماعنده حاضر ماعنده شيء إذا
هو مبهم!!
والدتها : أنا عارفة أنه هالكالم مو كالمك هذا كالم وليد
رؤى ألتفتت وهي تبكي : ال ماهو كالمه هذا كالمي أنا
والدتها : وليد مايحبِّك وليد مجرد دكتور لك أفهمي
رؤى تصرخ : آل ماهو مجرد دكتور
والدتها : دكتور يايمه وبينساك لو تجينه بعد كم شهر بيقولك عفوا
ماأعرفك
رؤى تسقط على ركبتيها لينوح قلبها وتبكي عينيها بشدة وهذا وقت




اإلنهيار : وليد يحبِّني .. يحبني , أنت ماتعرفينه ماتعرفين لما يحكي وش
يصير فيني .. التقولين بينساني ماراح ينساني أنا أعرفه وقلبي يعرفه
ِّي يحبِّهه
وكل
والدتها تجلس على األرض بجانبها وتحاول أن تحتضنها لكن رؤى تبتعد
بنفور
والدتها : يمه التتعبين قلبي عليك .. لو يبيك كان جاك لو يبيك ماصبر كل
هاأليام بدونك .. بس هو مايبيك وال يبي يسمع صوتك وبسرعة أصال
ِّف روحه يتصل عليك
نساك حتى ماكل
رؤى بضيق تب ِك ي
والدتها وهي من قالت لوليد أن يبتعد عن إبنتها : لو يحبِّك وهو يعرف أنك
للحين ماسافرتي كان ممكن يتصل يتطمن عليك . . بس هو يعاملك
كمريضة عنده وبس
رؤى وعقلها يقتنع بكالم والدتها لكن قلبها يرفض .. أجهشت بالبكاء في
قلبها حنين كبير لولي د.
رؤى : يمه لو أنه حبِّه في قلبي بسيط كان قلت بنساه لكن أنا يوم عن يوم
ِّق فيه مقدر أتحكم
يكبر حبه في داخلي بدون إرادتي . . يايمه أنا قلبي معل
بال ُحب ليه ماتفهميني
والدتها تضمها : ربي يهدي قلبك للصواب
,
ابرين أمامه يخشون المط ر أن يُبلله م* .. تحت المط ر جالس متأ ِمالً والع
زخات المطر أغاني منسية توقظ في قلبه ُحب يعمل جاه ًدا أن يدفنه في
داخله
ليتني ماكنت دكتُورك .. من أول يوم من أول بكاء لك شفت بعيونك حكي
خالني أنسى اني دكتو ر,
ظنيته إعجاب عابر وينتهي .. ُعقب كل هالشهور أنا متأكد من شعوري




يارؤى
جددتي في داخِلي الحب بعد الجوهرة .. يمكن الجوهرة ماحبيتها كثرك
لكن كنت أحلم بأشياء كثيرة تجمعني بها .. ماعمري سمعت صوتها وال
سمعت رايها بموضوع كانت نظرة اللي علقتني بِها رغم أنه زواج تقليدي
لكن حبيتها أكثر من روحي .. فترة طويلة مرت عشان أنساها عشان أنسى
خيبة األمل اللي مريت فيها .. كنت أعيش عشان يومي وشغلي المم ل
وأسمع شكاوي الكل .. وأعطيهم الحلول بس محد كان يسمعني .. الأم وال
أخت وال أحد .. كنت أرتاح لك ألنك مسلمة وبعدها أنك سعودية ماكان
يحتاج مني جهد عشان أفهم بعض المعتقدات .. كن ِت مسلمة أقدر أعطيك
الحجة من كتاب الله لكن غيرك كنت أجاهد عشان أعطيهم حل وأنا حلولي
كلها تنتهي عند ربِّي هو وحده الشافي وهو وحده من يخلق السعادة في
قلب العبد .. أن ِت وش فيك ماينح ِّب ؟ عينك الحكت و ال من الخجل صابك
. . أن ِت كلك تنحبِّين ؟ أنا تأكدت بحبِّ ت اللي أشوفك ِي يوم كنت أنتظر الوق
فيه وأسمعك .. تأكدت لما عقلي وإن أنشغل خطفتيه من هالشغل لين
صرت أف ِّكر فيك بليلي ونهاري .. أنا أحبِّك وأبي تصير لي معجزة
تجمعني بِك .. وِِّدي لو هالزوج ميِّت وال مطلقك .. وِِّدي لو أنك تحلمين
وماهو حقيقة !! ليتني شفتك قبل الحادث . . ليتنا بغير هالمكان .. بغير
هالظروف .. ليتنااا!!
,
في المستشف – غرفة عبدالعزيز– َى
ِه بعد أن تلى بعض األيات التي يحفظها عن ظهر غي ب , أردف
ممسك كفِّ
بهمس المشتاقين : أشتقت لك .. تدري أنتم عايلة تهي ِّضون نفوسنا على
الشوق وتعذبونا بحبكم ... عبدالعزيز .. أدري أنك تسمعني .. التتركني




والله ماعاد لي مقدرة على فراق ثاني .. أصبِّر بعيونك حنيني للغايب . .
التغيب أن ت بعد ... مين لي بعد الله غيرك ؟ وين أصبِّر القلب من بعدك ؟
يكفي ياخوي شاب راسي من هالفراق والله شاب .. ال خذاك الموت من
يصبِّر هالروح ويهِّديها ؟ أنا محتاجك محتاجك كثير .. مشتاق أليامنا
مشتاق لضحكتنا .. مشتاق لفرحنا .. مشتاق حتى إلستفزازنا لبعض ..
مشتاق لسهراتنا آخر الليل .. مشتاق لعتبك ال أنشغلت عنك بغادة . .
مشتاق لك ومشتاق لغادة ومشتاق لضحكاتنا .. سقى الله يوم جمعنا ..سقى
الله أيام باريس .. سقى الله ياخوي يوم كانت الضحكة ماتغيب من شفاهنا
.. فقدت كل شيء فقدت اللي أهوى الحياة عشانها .. وإن فقدتك ؟ مدِر ي
وش بيصير فيني ؟ .. *بدأت دموعه باإلستقرار على ك ِّف عبدالعزيز* ..
ببحة ناصر الموجعة لكل من يسمعها وإن كان غريبًا أكمل : ماأشتقت ؟
... طِّو أنت لو تطلب روحي لت والله طِّولت وأنت على هالفراش !!
بترخص عشانك بس قوم .. هالموت يهد الحيل يهد الر ِّجال والله يهِّده ..
تذكر لما كنا جالسين عند صقر لما قلت أحس بعد

سنة بكون مع
عيالي ويِّاك في الرياض تذكر ... أنا الله خذا اللي بتجيب عيالي لكن أنت
.. كنت مشتاق للرياض كل طموحك أنك تكِّون أسره ويكون لك شغل في
الرياض .. عبدالعزيز ماعاد قلبي له مقدرة ماعاد له حيل يتح ِّمل كل هذا
.. طيب تذكر يوم طلعنا مع غادة وهديل للندن يوم قلت أنا التزوجت
ماراح أتزوج من ربعي عشان ماأحد ينشب لي فيها زيِّك أنت وغادة
...تذكر ضحكنا لما قلنا لك مار ِّدك بتتزوج وحدة من الرياض ولها أخوان
ِّع معها قبل العرس .. تذكر أول طلعة لنا بليل أنا
لو تموت ماخلوك تطل
وغادة لما نشبت معنا وأستفزيتنا أنا وياها .. وبعدها ضحكنا لين بكيناها ..
*أبتسم بين دموعه* عبدالعزيز كل ذكرياتي معك التقتلها يكفي أختك ..
التجي أنت وتنحرها .. تذ ِّكر فرحنا طيب تتذ ِّكر تخرجنا بالجامعة لما
سهرنا لين الصبح وجاء أبوك وهزأنا تهزيئة العمر وبعدها قمنا نضحك
عليك لما قمت تتحلطم وتقول لو يطلع شيبي بيعاملني أبوي زي البزارين
.. ياعبدالعزيز أنت أخو هالدنيا وبالجنة يارب .. أنت الصديق اللي غاله
* .. أنا
ماينمحى .. *شد على كفِّه وأنحنى وهو يقبِّل ك ِّف صديقه ببكاء




دموعي بِك محدن يلومها والله محدن يلومها
يُتبع
في مطار دبي الدولي
منصور : يبه أبي أكلمك بموضوع ضروري
بو منصور رفع عينه من الالب توب : أسمعك
منصور بلع ريقه والتوتر بان من ع ِّضه لشفايفه المتكرر
م
ِّ
بو منصور : إيه تكل
منصور تن ِّهد وأردف وعينيه على كوب القهوة وال يرفعها على والده :
كلمني واحد من الشباب عشان أسجل شاحنة بإسمي لفترة مؤقته وأعطيه
التوكيل وأنه يقول يبغى يتر ِّزق فيها بين دول الخليج من مواد غذائية وإلى
آخره
بو منصور : ايه
منصور : بعدها مسكوها الجمارك اللي بالحدود مع الكويت وفيها مخدرات
وأشياء ممنوعة ثانية
بو منصور وينتظره يكمل بنظرات غاضبة
منصور : المشكلة في كل هذا أنه بإسمي يعني الممنوعات كلها أنا مسؤول
عنها , أنا في ورطة يبه مقدر أهرب أكثر من كذا
بو منصور : هذا الكالم متى صار ؟
منصور : بعد عرسي بأسبوعين
بو منصور : فيه إثبات أنك مسؤول عن اللي في الشاحنة ؟
منصور : موقِّع على ورقة عند يزيد
بو منصور : ألنك غبي
منصور : أنا قلت لك أبي ح ِّل
بو منصور : وين يزيد الحين ؟




منصور : بالسجن
بو منصور : مافيه حل غير أنه يعترف
ِّي وأنه
منصور : رسلت له واحد وعيِّا اليعترف رمى الموضوع كله عل
هو مايعرف عن شيء وكان ينفذ كالمي مقابل مبلغ يجيه وطبعا أستغل
أني محِّول له قبل زواجي

آالف ريال وجاب إثبات من البنك أني
ِي مبلغ كل شهر عشان يروح ويبيع هاألشياء
محِّول له وأنه يستلم منِّ
بو منصور ويشعر بصاعقة تنزل عليه
منصور : كل األدلة واقفة معاه
بو منصور : ليه كنت محِّوله ؟
منصور : قال أنه يبيها دين
بو منصور : لو مرة وحدة فكر باللي تحِّولهم أي واحد ماتعرفه يصير
صاحبك وتحِّوله لو ريال
منصور بغضب : كان موجود دايم في اإلستراحة وش يعرفني أنه كلب
ولد ستين كلب
نا ُدوا على رحلتهم المتوجهة للريا ض
بو منصور وقف ووضع الالب توب في حقيبته : خلنا نوصل بالسالمة
وأنا بعرف كيف أخليه يعتر ف
منصور ومزاجه اآلن في الحضيض وسيقتل أي أحد أمامه..
,
أتصلت رتيل المفعمة بالحيوية : عاد قلنا حرام أكيد متمللة
الجوهرة : ههههههههههههههه كويِّس يعني فكرتوا فيني
رتيل : ومسكينة أكيد سلطان مشغول الحين ومقابلة هالجدران
الجوهرة أبتسمت : أيه بعد ؟
رتيل : تتصلين على زوجك الجميل وتقولين له أنك بتطلعين معنا وبعدها
بتروحين بيتنا وبنقضيها سهرة والله اليهينه يجيك بليل يآخذك وال عادي




نامي عندنا
الجوهرة وهي تنزل من الدرج وتضحك ضحكة يب ُدو من فترة طويلة قرابة
السنة وأكثر لم تضحك مثلها :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههه مقدر
رتيل : يعني تص ِّرفين ؟
الجوهرة : هههههههههههههههههههههه ماأصرف بس مقدر أقوله الحين
رتيل : طيب قولي لي يعني الموضوع حياء وال مبسوطة بالجدران
الجوهرة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
األولى
رتيل : أخذي مني ذا النصيحة أصغر منك بيوم أعلم منك بسنة الر ِّجال من
البداية أفرضي شخصيتك عليه التعطينه مجال يتحكم فيك
الجوهرة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه وأنا أكبر منك
ِي وجهك
بيوم وأعلم منك دهر أقول ضفِّ
ِّي قلت حرام مسكينة ماعندها أحد
رتيل : الشرهة ماهو عليك الشرهة عل
خلنا نمشيها بالرياض ونوريها معالمنا وتشوفها أثاريك منتي وجه وناسة
الجوهرة : تعالوا لي أنتم بكرا عشان بيكون بالدوام لين المغرب
رتيل بإستهبال : آل تعالي لنا أول بعدين أحنا نجيك
الجوهرة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيِّب انا أكبركم
رتيل : عبير أكبر منك والزم تحترمينها
الجوهرة : طيِّب بشوف بس ماهو أكيد
رتيل : شكل من كثر منتي مشتاقة للشرقية منتي طايقة الرياض وال و ِّدك
تتمشين فيها
الجوهرة بنبرة جافة : ال ماأشتقت لها
رتيل : هههههههههههههههههه غريبة
الجوهرة : أشتقت ألهلي بس ماأشتقت للشرقية . . * لفِّت وجهها ليمينها
وكان جالس والقهوة أمامه واأليباد بين يديه . . سمع كل حديثي*
رتيل : ياهووه وين رحتي ؟




الجوهرة بهمس : أكلمك بعدين
رتيل ضحكت : كأني أشوفكم
الجوهرة أبتسمت ولكن سرعان ماأبعدت هذه اإلبتسامة عنها : مع السالمة
.. وأغلقته
وقفت وهي تتخيله تُركي جال ًسا أمامها .. أطالت بنظراتها الحاقدة .. تريد
أن تقطعه .. تريد أن تذبحه بأظافرها .. التريد له الحياة .. اليحق له الحياة
وهو من دِّمرنِي .. اليحق له أب ًدا .. تشبه لحٍد ما أح ًدا يُدعى زوجي .. كل
ماضحكت غصيت بضحكتي الشفتكم .. أكرهكم وأبغضكم في الله ..
رمشت عينيها وكان واقف أمامها .. هيبته تُفسد قوتي التي أتظاهر بِها
سلطان : أبي أفهم سر هالنظرات ؟
الجوهرة بربكة : وال شي .. وألتفتت ولكن ش ِّدها من خصرها نحوه
سلطان : ماهو أنا اللي تعطيني ظهرك وتروحين وأنا ماخلصت كالمي
الجوهرة وتشعر أنها تذوب بقبضته
سلطان : تبكين وقلنا نعديها يمكن مشتاقة ألهلها تحلمين بأشياء أنا ماأفهمها
وتنادين على كل اللي تعرفينهم قلنا حلم لكن يتكرر حلمك كل يوم وكل يوم
تصحين مفزوعة أكيد فيه شيء .. وأكيد من نظراتك فيه شيء ثاني أنا
ماأعرفه
الجوهرة وتشعر أنها تغص بريقها
سلطان بنبرة هادئة : أكيد ماراح نبدأ وكل واحد عنده أسرار
الجوهرة " نبدأ..كيف نبدأ ؟ " , مازالت ملتزمة الصم ت ومالمحها تنبأ أنها
ستبكي
ِص خصرها من قبضته , أدخل كفوفه بجيوبه : ماو ِّدك تحكين
ِّ
سلطان يخل
؟
الجوهرة ضغطت على شفتيها حتى التب ِكي
سلطان : ريَّان له عالقة بالموضوع ؟
الجوهرة بصم ت
سلطان : أكلم ريِّان ؟
الجوهرة وعينيها على األرض وشعرها يغطي وجهها بهذه اللحظة




سلطان : يعني أكلمه وأعرف منه وش فيك
الجوهرة وفي عز بعثرتها خرج منها هالحرفيِّن : أل
سلطان : ليه ال ؟ خايفة من إيش ؟
الجوهرة وصامته التريد أن تتلفظ بحر ٍف
سلطان وصبره طويل اليوم : تعبانة من إيش ؟ أحد مخِّوفك بشيء !!
متعرض لك ؟ . . أمام صمتها يُكمل ليحلل مالمحها عند أي كلمة ست ُكون
أصدق .. هي ليست تعبانة ولكن خايفة ..
ي ُكمل : من اللي خطبوك أحد متعرض لك ؟ ..
الجوهرة تبكي بقوة وهي تغلق أذنيها بكفوفها ال تُريد أن تسمع المزيد
سلطان : مين ؟ قولي لي التخافين
الجوهرة : تكفى خالاص تكفىىىىىىىىىىىىى أنا آسفة إذا قللت من إحترامي لك
بس تكفى التقولي شي زي كذاا أنا ماني خايفة من أحد وال شيء
سلطان ونبرتها الطفولية تجعله يصمت , تن ِّهد : زي ماتبين ... أتجه
للطاولة التي تحوي كوب القهوة البارد ولم يشرب منه شي .. أخذ مفاتيحه
وجواله وخرج
,
عبير : تزو ِّجت وتدلعت علينا
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههه قلت لها منتي وجه أحد
يون ِّسك .. خلينا نطلع بس
عبير : قبل النطلع أنا في فِِّمي حكي ماقلته للحين
رتيل ضحكت وأردفت : إيه طلعي اللي بف ِّمك
عبير : أبوي بي ِّشك ترى !! تصرفاتك جدا غريبة


إعدادات القراءة


لون الخلفية