الفصل 56
عبدالعزيز الذي يأخذ هذه األمور بحساسية ُمفرطة خصو ًصا إن أتت من
سلطان و بوسعود إال أنَّه هذه المرة يضحك وبشدة
سلطان أبتسم : يارب ال تعاقبنا بس
عبدالعزيز : ألن شوف كيف تنطق الشدائد يعني صعبة حركة لسانك فيها
سلطان نظر إلى أحمد وناداه بصو ٍت عالي
أحمد : سَّم
ِّي جملة بدون صوت
سلطان : قول له أ
أحمد ونفَّذ أمُر سلطان وهو يلف ُظ جملة طويلة ُدون ان يخرج صوته
عبدالعزيز : آل طوييلة مررة
سلطان : قال بعد الثالثين يوم يجي العيد حتى الجمل الغبية ماتفهمها
عبدالعزيز : أسمح لي ما أقابل اال أذكياء
ِّكز الله يآخذ شر
سلطان : أقول عز ترى نهايتك شكلها بتكون اليوم !! ر ِ
العُدو
أحمد أبتسم : ترى فيه لوحة مرسوم عليها الحروف كلها وطريقة اللسان
فيها
سلطان : روح جيبها
أحمد : إن شاء الله .. وذهب
ِس عشان بكرا نختبرك فيها
سلطان : يالله يا حبيبي بتدرسها كويِّ
،
فِي قصر سلطان أغلقت ال ئشة ُمصحف لتُنادي على عا
عائشة بإبتسامة واسعة : هال ماما
حصة : أقول عيوش اجلسي .. سولفي لي عن مرت سلطان ... الجوهرة
عائشة و ُمتعتها أتت : وااااجد وااجد زين
حصة : يعني شكلها كيف ؟
عائشة : وجه هَوا فري فرييي بيوتفل
حصة أبتسمت : طيب ليه راحت ماتعرفين ؟ يعني ما قالت لك شيء !!
وال صارت مشكلة
عائشة بمالِمح حزينة : إيه واجد مسكين .. هادا بابا سولتان يخلي هَّوا
يروح غرفة فوق
حصة ضربت صدِرها بدهشة : مخليها تنام بروحها اللي مايستحي ؟
عائشة ولم تفهم ولكن أكملت : بأدين يجي بابا جوهرة ويروه ويا هَوا *
بعدين ، يروح*
حصة : طول عمره جلف مايعرف يتعامل مع الحريم .. طيب كملي
ماعرفتي وش صار بالضبط ؟
عائشة : آل ما يأرف بس ماما جوهرة واجد فيه كرا * ي *تبكي
حصة : يابعد ُعمري والله .. طيب أسمعيني ماتعرفين رقمها ما قد كتبته
هنا أو هناك أو بأي مكان
عائشة : أل بأدين بابا سولتان يقول لماما جوهره ال يجلس ويَّا أنا واجد
ُوم
حصة ضحكت : والله من هالعل
عائشة : شو ؟
دخلت العنُود : مساء الخير
حصة : مساء النُور .. وينك فيه لو راجع سلطان الحين وما لقاك والله ال
يذبحني معك
العنود : أنا ماني عارفة أنتي عمته وال هو
حصة : ال تكثرين حكي وبسرعة غيري عباتك
ِّ العنود تنظ ِسها هنا
ر لعائشة بإزدراء : هذي وش مجل
حصة : ماهو شغلك
العنود بسخرية : تسحبين منها أخبار حرم الفريق سلطان بن بدر * الفريق
= ُرتبة عسكرية*
حصة : قلت ماهو شغلك
العنود : إيه وش تقول عنها ؟
حصة : شكل الخبل مزعلها
العنود : ماألومها والله فيه أحد يقدر يعاشر هالمجنون
حصة : يا ماما سلطان كلن يتمناه ر َّجال ومايعيبه شي
العنود : إيه نفخي ريش ولد أخوك وهو مايستاهل .. أنا بنام صحوني قبل
الفطور .. ودخلت غرفتها
،
طويل و أذا ُن المغرب في التاسعة ليالً النهار بتوقيت باريس و اإلمسا ُك
َو
يُباغتهم في الثانية فج ًرا ، ُمتعب الصيام ُهنا ومع ذلك رؤى ُمعتادةٌ عليه
وليد أكثر أعتيا ًدا.
الغيم يُزاحم الشم ِس في مقعدها بالسماء ، الجو يُنبأ عن مطٍر قريب ..
رؤى تسي ُر بجانب البحر : وليد
وليد ألتفت عليها
رؤى بإبتسامة : قد جيت هنا ؟ وال هذي أول مرة
َوة في جامعتهم
وليد : جيتها مرة وحدة عشان ند
رؤى : أحس أني قد جيت هالمكان من قبل
وليد : يمكن قبل الحادث شفتيه مو عرفتي أنك عايشة في باريس
رؤى : معقولة كنت أدرس هنا ؟ يعني ما هو من شهرة جامعاتهم
وليد : يمكن أهلك كان عندهم شغل هنا
رؤى : يمكن
ملح البحِر بعذُوبتِه ، تبللت أجساِدهم بمياٍه طاهرة
بدأ المطر يه ُطل و يمألُ
ُمرسلة من السماء ،
وليد : الدعاء مستجاب ، أدعي
رؤى في داخلها تزاحمت أمنياتها ولكن أخبرت الله بما تَّو ُده وبشدة "
يارب أجمعني بعائلتي"
أكملوا الس ير على أقدامهم ُحفاة و الرم ُل يُالمس أطرافهم ،
،
في ال ُدور الثانِي ، دورة المياه ال . ُمقابلة لمكتبِه
يُغ ِِّسل وجهه و ُمثبت هاتفه على كتِفه : إيه
ناصر : و بعد العيد برجع
عبدالعزيز : وش عندك هناك ؟
ناصر : ِكذا شغل
ِّي هالحركات ؟
عبدالعزيز : عل
نا ِصر : أمش معي كلها كم يوم
عبدالعزيز : ماظنتي أقدر ألن هالفترة كلها تدريبات
نا ِصر تن َّهد : أنا سحبت على شغلهم ألني عارف أنهم ماراح يعطوني
إجازة
عبدالعزيز : بتروح باريس وبتزيد همومك وترجع
نا ِصر : ال والله برتاح هناك أكثر
عبدالعزيز : هذا وجهي إذا أرتحت ..
نا ِصر : يقال الحين متهني هنا
عبدالعزيز أبتسم بسخرية : هنا جحيم و هناك جحيم ماتفرق مَّرة طيب
أبيك بموضوع
ناصر : وشو ؟
عبدالعزيز : ماينفع بالجوال ، تعال البيت
ِب ، مسافة الطريق
ناصر : طيِّ
،
ِرع الدمام بدأ يُخفف سرعته و كأنه يستجيب لقلب إبنته الكارهة
بين شوا
لمدينتها هذه اللحظة
واِلدها قطع الصمت : ال تبينين لهم شيء ماله داعي أحد يعرف خليها بيني
أنا وياك و سلطان .. *تن َّهد* .. و تركي.
انا ماأبغى أحد يعرف
الجوهرة : أصالً
والدها : وهذا الصح ، محد بيفيدك ال ع َرف بالعكس راح يضايقونك ..
*بإبتسامة* وطبيعي ماراح أخلي أحد يضايقك بكلمة يكفي اللي صار
الجوهرة : إذا سألتني أمي ؟ أكيد بتعرف على طول وتشك
والدها : قولي لها مشكلة بيني وبين سلطان وإذا سألتك وشو قولي ماأبغى
بنهي الموضوع من أوله و أقولها أنها ماتفتحه أبد
أحد يتد َّخل و أنا أصالً
الجوهرة نظرت لبيتِهم اللذي لم تشتاق إليه أب ًدا ، ر َكن واِلدها سيارته
ستوا ِجه معركة حامية بين ريان و والدتها ، ُمتأكدة أنا من ذلك .. يارب ال
تُضعفني أمامهم.
دخال البيت الهادىء ولو سقطت إبرة ال سمعُوها من شدة الس ُكون ،
عبدالمحسن بصو ٍت عالي : أم ريــــــان ؟؟
خرجت من المطبخ : هـلـ .. لم تُكمل وهي ترى الجوهرة
الجوهرة بإبتسامة شاحبة ومالِمحها البيضاء قد تط َّهرت من آثار جروحها
السابقة ، تق َّدمت لها وقبَّلت جبينها ورأ ِسها : شلونك يمه ؟
والدتها بنظرات شك : بخير .. وش صاير ؟
عبدالمحسن بمثل إبتسامة إبنته : وش يعني بيصير ؟ .. المهم بشرينا عن
أحوالكم ؟
ام ريان : كلنا بخير .. أسألكم بالله وش صاير ؟
الجوهرة : يعني مايصير أزوركم ؟
والدتها : هذي تسمينها زيارة ؟
الجوهرة : إيه حتى شوفي ماني جايبة أغراضي
والدتها و بعض الراحة تسللت إل يها : طيب وشلون سلطان ؟
الجوهرة : يسلم عليك
والدتها : الله يسلمه ويسلمك
ِح ساعتين ، الطريق ذبح ظهري .. وصعد
أبوريان : أنا بروح أريِّ
والدتها بهمس : صاير بينكم شي ؟
الجوهرة : بس برتاح شوي هنا وال ماأشتقتي لي
والدتها تسحبها ل ُحضنها وهي تمسح على شعرها : إال والله أشتقت لك و
ِّي ال أن ِت وال أفنان
البيت فضى عل
،
-الخامسة عص ًرا-
بدهشة نظر إليه : مجنوووووووووووووووووووون!!
عبدالعزيز تأفأف : آل تجلس تلومني أنا قلت لك عشان أرتاح
ناصر : ماني مستوعب طريقة زواجك الغبية
عبدالعزيز : عاد هذا اللي صار
ناصر : وأنت مسوي نفسك ماتعرف ؟
عبدالعزيز : كان بوسعود حاط البطاقة وبياناتها في جيبه اللي قدام ولمحت
مواِليدها
و قلت مافيه غيرها ألن أختها متخرجة وأكبر
ناصر بسخرية : برافو والله
عبدالعزيز أبتسم بخبث : بالبداية قلت خلني أسوي نفسي غبي قدامهم
وماأعرف مين بس بعدين قلت ليه ماأستغل الوضع وأهدد بوسعود فيها
مقابل يقولي كل شي يعرفه عن أبوي
ناصر : يالخيبة والله !! طيب هي وش ذنبها وش دخلها بجنونك أنت
وأبوها
عبدالعزيز : ذنبها أنها بنته
ناصر بحدة : أصحى ! انت ماكنت كذا وش هالمصخرة اللي عايش فيها
تتزوج على أساس أنك ماتعرفها وعشان تهديد بس و الحين تعرفها وتبي
تهدد أبوها فيها .. تهدد ببنت ؟ عيب والله عييييب
عبدالعزيز تن َّهد وألتزم الصمت ، النقاش مع ناصر لن يُجدي بشيء
ناصر : اليكون قربت لبنته وهي ماتدري انك زوجها
عبدالعزيز مازال صامت
ناصر وقف وكأنه ُصعق بالكهرباء : قربت للبنت وهي ماعندها خبر أنك
ِل فيها .. مات ضميرك . . ما تخاف من الله ؟
زوجها ؟ تبي تهبِّ
عبدالعزيز : هم ماخافوا من الله بحركاتهم فيني
ناصر بعصبية : هُم غييير و زواجك من بنت بوسعود غييير
عبدالعزيز : عاد ق َّدر الله والحين هي زوجتي
ناصر : زوجتك قدام بوسعود باإلسم لكن من وراه زي ****** تقرب لها
عبدالعزيز رفع عينه بحدة : ناصصصصر
ناصر بغضب كبير : ألن لو فيك ذرة رجولة ما أنتقمت من الر َّجال في
بنته !! وين عايشين إحنا ؟؟
عبدالعزيز : الموضوع صار وأنتهى
ناصر : يومه صار تآكل تبن وماتقرب لها بغياب أبوها
عبدالعزيز ببرود : ماهمني ال هو وال بنته لكن اللي يهمني أعرف كل
شيء أنا أشتغل فيه ماني جدار عندهم يتصرفون من كيفهم ومتى ماأشت ُهوا
علموني
،
ُخرى ،
في جهٍة أ
قبَّلت جبينه ببرود تام : الحمدلله على سالمتك
واِلدها : الله يسلمك ،
و بإستغرا ٍب أردف : وين رتيل ؟
مقرن : والله مدري وش أقولك .. تعبت وتنومت بالمستشفى بس تطمن
قبل شوي كنت عندها
بوسعود و كأنَّه يتبلل بما ٍء بارد ، تفاجىء : كنت حاس أنه صاير شي ..
بأي مستشفى ؟
مقرن : تِِّوك جاي وين تروح الحين!!
بوسعود بحدة : ماراح أرتاح إال لما أشوفها
مقرن تن َّهد : طيب .. وخرج معه لسيارتِه.
عبير تمتمت : مررة خايف عليها!!
أنتابها القهر و بشدة من فكرة أ َّن احد ُهم يُشارك والدها حياتِه و ت ِحل محل
وهي لم تراها ، حتى
" ضي مشعل "
والدت ُهم ، ال ُكره مسيطر عليها إتجاه
تستَّروا جميعهم بهذا الخبر عنَّا ؟
َ
عمي مقرن يعرف بالموضوع ! ِلم
،
ا من رائِحة األلوان ، رافع أكمام ثوبه لألعلى و السواك
واقف بجانبه ُمتقرفً
على جانِب فِمه : أعتذر وراح أسكت
ُم ترك فُرشاتِه ليرفع عينه عليه : أعتذر ؟
الرسا
ه ر ُجل
ُّ
ِهم مالِمحه ، يب ُدو وكأن
ِوي بخصالتِه و ُغرٍز كثيرة تلت
ذو شعٍر ملت
عصابة بمظهره هذا : إيه قول آسف وبسوي نفسي ماسمعت بشي
الر َسام : تدل الباب ؟
بغضب رفع حاجبه : يعني تبي أبوك يعرف ؟
الرسام : أطلع برااا
بحدة أكثر : ال تتحداني والله ألسويها وأقوله
الر َسام : سَّوها مايهمني
:صدقني ماهو من صالحك عندنا ش ُهود
الر َسام : مين تقصد بالشهود ؟ عبدالمحسن أكبر غبي شفته بحياتي
تن َّهد بضيق : أسمعني زين محد بيخسر بالموضوع كله غيرك أنت!!
الرسام : وأنا أبي أخسر .. ممكن تطلع براا
أردف اآلخر : طيب زي ماتبي بس بكرا تعال ترجانِي عشان أخلصك من
أبوك
الرسام ببرود : الله معك
سمعُوا صوت واِلد تعيس الحظ يأتي من األسفل
بضحكة أردفها اآلخر : وهذا األبو عند ذكره ، عندك ثواني إذا ماأعتذرت
والله ال أنشر غسيلك كله قدامه
ِّطل
وا ِحد ، إثنين ، ثالثة ، أربعه ، خمسة .. طيب زي ماتبي .. خرج لي ِ
على الدرج : يــا. . .
،
كان الفرنسية ، في عمارةٍ يُغلفها الزجاج من كل جانب لتتقاطع على شك ِل
نوافِ ٍذ طولية و كثيرة.
ِم الحبر األسود رسومات بيُو ٍت ُمتداخلة بشك ٍل
بملل على مكتبِها ترسُم بقل
هندسي ،
ِّل يعكس على ورقتها ، و بدهشة رجعت
رفعت عينها عندما لمحت ظ ٍ
للخلف ب ُكرسيَها ذو العجالت فسقطت على ظهرها و اإلحرا ُج يرسُم طريقه
بين تقاسيمها البيضاء . .
.
.
.
.
أنتهى
نصف حقيقة ) لمحة ( " والله شفتهااااا " !!!
نلتِقي بإذن الكريم - األحد-
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى()
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
و ال ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و ُسوريــا , كان الله في عونهم و
اللهم أرنا في بشا . ٍر و أعوانه عجائِب قُدرت ك
*بحفظ الرحمن.
الجزء )
)
نسيت مالمح وجهي القديم
ومازلت أسأل: هل من دليل؟!
أحاول أن استعيد الزمان
وأذكر وجهي..
وسمرة جلدي
شحوبي القليل
ظالل الدوائر فوق العيون
وفي الرأس يعبث بعض الجنون
نسيت تقاطيع هذا الزمان
نسيت مالمح وجهي القديم
*فاروق جويدة
كان الفرنسية ، في عمارةٍ يُغلفها الزجاج من كل جانب لتتقاطع على شك ِل
نوافِ ٍذ طولية و كثيرة.
ِم الحبر األسود رسومات بيُو ٍت ُمتداخلة بشك ٍل
بملل على مكتبِها ترسُم بقل
هندسي ،
رفعت عينها عندما لمحت ظ ِّلٍ يعكس على ورقتها ، و بدهشة رجعت
للخلف ب ُكرسيَها ذو العجالت فسقطت على ظهرها و اإلحرا ُج يرسُم طريقه
بين تقاسيمها البيضاء . . مَّد يِده ولكن تجاهلتها لن تنسى بالغُربة أن
حرا " ًما
ُمصافحة الرجال األجانب "
أحترمها أكثر وهو يرجع بخطواتِه للخلف : بسم الله عليك
أفنان تِقف بربكة وهي تنف ُض مالبِسها و مالِم ُحها مختنقة بال ُحمرة
نواف : ُسبحان الصدف
أفنان وضعت أصبع يها على ُعنقها وكأنها غ َّصت بشيء : آآآحم .. آآ إيه
نواف شد على ربطة عنقه الكالسيكية و رمقها بنظرا ٍت عاديـة بالنسبة له
اال أ َّن أفنان زاد إرتبا ُكها وتِِّو . ترها
نواف : أنا ُمحا ِضر هنا
والله أني قايلة هالوجيه الفخمة ما هي وجه
أفنان ح َّدثت نفسها بعفويَة "
تدريب " ، أردفت : تشرفنا مرة ثانية
ًوا
نواف ينحني ويرفع ال ُكرسي الساقِط : عف
أفنان أنحرجت بأنها لم تش ُكره وكأنها قليلة ذوق : أعذرني بس ماني
متعودة يعني .. آآ يعني آخذ وأعطي مع الناس الغريبة
نواف : الزم تتعِِّودين ألن الشغل كله يعتمد على التواصل مع الناس ،
مسؤوليين العالقات العامة مفروض مايرتبكون بسرعة
ا حتى ت ُرد : إن شاء الله
أفنان أخذت نف ًسا عميقً
نواف : ماراح نتشرف ونعرف إسمك ؟
أفنان : هاا !! آآ أقصد إيوا أيه .. إيه أسمي عبدالمحسن .. من الربكة
وإستجابتها لعقلها الباطني ظنَّت أنها قالت إسمها قبل إسم والدها.
نواف أبتسم : عبدالمحسن ؟ والله شكل السعودية تطَّورت باألسماء
أفنان حكت جبينها : آآآ ال ال أقصد .. يعني إسمي أفنان وأبوي إسمه
عبدالمحسن
ُمرتجف اآلن ويب ُدو كأنه أول رج ٌل يُحادثها ، : طيب يا
نواف رحم حالها ال
أفنان فيه محاضرة الحين وال من أولها غياب ؟
أفنان تمنَّت ول له " الله يخليك فارق أحس
م كفيَّها أمامه وتترجاه لتقُ
ُّ
أن تل
أنفاسي تضيق " ، أردفت : آلآل الحين بجي
نواف بادلها بإبتسامة و أبتعد ،
ُمدعى نواف
بعض األوراق وتلحق بال
أفنان تن َّهدت وهي تأخذُ
،
قبل سنـة – شتا ُء
–
ينا ِت من ُعمِر يتجَّول بالمزرعة مع صديقه ذُو العشر ه : وبس هذا اللي
صار يا عبدالمحسن
عبدالمحسن رفع حاجبه ُمستغربًا : طيب أنا رايح تآمر على شي
فارس : سالمتك .. راقبه بعينه حتى خ َرج من ح ُدود هذه المملكة الجديدة ،
ر َّد على هاتفه : هال يبه
رائِد ال ُجوهي : وش سويت ؟
فارس : زي ما قلت لي كلمت صديق بوسعود أنه يكلمه بإستئجار
*بُسخرية أردف* طبعًا نظام حلف على بعض وأنه مايدفع شي
المزرعة و
من جيبه .. وبس تِّو الصبح كلمني مدري وش إسمه صديقه ذا .. آتوقع
إسمه محمد مدري أحمد .. وقالي أنه المزرعة تحت أمري
رائد : كفو والله ، الغرف مفتوحة ؟
فارس : ن َّصها مقفلة
رائِد : طيب أسمعني الحين ترجع البيت وتترك المزرعة ، سويت اللي
عليك وأنتهت مهمتك
فارس : طيـ
لم يُكمل أل َّن والده ببساطة أغلقه في وجهه كالعادة ، تن َّهد و هو ي ُدور بين
الغُرف المغلقة و يتفحص المفتوحة.
صيف
،
بضحكٍة خبيثة يقف عند أعلى الدرج ليُردف بصو ٍت عاِلي : يا
رائــــــــــــــد
أقترب بخطوا ٍت ُمتعبة و بإبتسامة ُمشتاقة : وين فارس ؟
فارس خ َرج له وقبَّل رأسه : هال يبه
رائِد جلس بأريحية على األريكة المنزوية في الصالة العلوية ، تأفأف من
رائحة األلوان : مدري وش مستفيد من هالرسم ؟
فارس : إشباع ذات
ح َمد : تكلم فيلسوف زمانه
فارس رمقه بنظرا ٍت حاقدة وجلس ُمقابل والده : شلونك ؟
رائد : تمام .. وين الخدم ماشفتهم ؟
حمد : ص َّرفتهم يخي خفت عليهم من ولِدك
رائِد عقد حاجبيه بإستنكار : كيف ؟
فارس تو َّسعت محاجره بصدمة : وش قصدك ؟
حمد : العلم عنِدك
رائِد بنبرةِ شك : وش صاير ؟
حمد : أقوله وال أنت تقوله!!
فارس ببرود ظاه ِري : وش بتقول ؟ تكذب الكذبة وتصدقها
حمد : اعوذ بالله يعني أتبلى عليك
رائد بح َّدة : اخلص أنت وياه وش صاير!!
ح َمد : ولِدك مقضيها من بنت لبنت وعاد الله أعلم وش يخطط عليه
رائِد أح َّمر وجهه من الغضب و هو ين ِظر بشرارا ٍت من نار بإتجاه إبنه ،
ِِّوثات التي تُحيطني إال أن أبني يبقى ُمنعِزالً عنها ، لن أر َضى
ُرغم كل المل
بأن يرتِمي بقذِر النساء و ال بأن تُف َسد اخالقِه و إن ُكنت غير ُمش ِجعًا ألن
اكون قدوة ولكن إبنِي خ ٌط . احمر ال عالقة له بعمِلي
حمد : عاد هذا غير الشرب يالله أكفينا الشر
َّت عليه : تشرب ؟
آخر بل فا ِجعة حل
رائِد و صدمةٌ
فارس بلع ريقه : يكذب عليك ..
ِل الصدمة : انا أكذب ؟ مين اللي رجع ذيك الليلة سكران وأنت
ِّ
حمد ويُمث
مَّد كلماته ببطىء شديد و كأنه تهديٌد صريح
تهِذي بوحدة من البنات *
بكش ِف عبير إبنة عبدالرحمن لواِلده*
رائِد وقف و الغضب يتجعَّ ُد بمالِمحه اآلن ، وقف فارس أمامه ليُبرر :
قطعت الشرب من زمـ
لم يُكمل من صفعٍة جعلت أنفهُ ينزف ، لن يست ِطيع أن يُجادل أبيه فيبقى هذا
الر ُجل الواقف أمامه ذو هيب ٍة ُمربكة و ذو بط ٍش شديد ، يُدرك بأ َّن واِلده
له عن بيئته ولكن لن يست ِطيع حتى لو جعلهُ يرتِمي في قصٍر يحاول أن يعز
ِط عليه إحدى رجاِله
ِّ
كهذا يبعد عن الرياض مئات الكيلومترات و يُسل
، لن
صوا عليه عيشته "
ُمزعجين و اللذين ال يترددوا لحظة بأن " ينغ ُّ
ال
من سجالتِي ، ما ُدمت يا أبِي
"
يست ِطيع أن يمِحي كلمة " إبن رائِد الجوهي
موا ِطنًا سيئًا فأنا بالطبع سا ُكون ذو صفح ٍة سوداء أمام الجميع بسببك.
رائد بعصبية كبيرة : وتقول ليه تخلي حمد يراقبني ؟ ألن الكالب اللي
ِك يحتاجون حراسة !! والله يافارس ال أذبحك وأشرب من دِِّمك لو
زيِّ
أسمع أنك تشرب وال مضيِّ حيك من ِعها مع بنات الشوارع .. والله ال أم
هالوجود
فارس ُملقى على المقعد الجلِدي بلو ِن الخشب ، مسح الدماء العالقة تحت
ِشفته ، وعينهُ تُهدد ح َمد وبشدة.
حمد بنبرةِ ُخب ٍث ُمهِِّددة بعد نظرات فارس : وعلى فكرة ولدك ذا يبي له
تأديب !! صار له يومين مايتدَّرب وال ف َّكر يمسك سالحه
فارس بنبرة هادئة : قلت لك من قبل أنه ماعندي ميول عسكري عشان أتـ
قاطعه والده بجنُون وغضب كبير : تآكل تبن وتتدَّرب ماني جاي أطلب
رايك .. غصبًا عنك رضيت وال مارضيت
فارس شتت نظراته بعي ًدا عن واِلده وال يرد عليه بحر ف
واِلده سحبه من ياقة قميصه و هو يتوع ُده و شرار من نا عينِه ٍر تخرج من
: أسمعني زين !! تترك حركات المراهقين حقتك وتقابل تدريباتك !! ال
ِب
ر بدون ال تمسك سالحك والله مايصير لك طيِّ
ًّ
أسمع أنه يوم م
ًء من هاتِف
فارس بصمت ونظراته تتجه ل ُكل األشياء التي تجاوره إبتدا
و درجا ُت البنِي
"
المنزل المف ُصول و ِمن األريكة الطولية باللون " الزيتي
ُمعلقة بكثَرة على الحائِط
ا لها و اللوحات ال
تت ِّخِ ذ من ال ُخداديات طريقً
ُمغطى باللون البيجي و تنسا ُب من سقِفه ثريــا بلون الذهب تُقابلها الطاولة
ال
الدائرية التي تنتصف المجلس.
إنتها ًء بوج ِه حمد القبيح بنظِره ،
والده بصرخة : مفهوووووووووووووم ؟؟
فارس بخفوت : مفهوم
ُخرى ليُردف : جبت لي المرض الله ال
دفعه واِلده على األريكة مرةً أ
يبارك فيك .. وخرج غاضبًا بعد فترةٍ طويلة لم يد ُخل بها منزله هذا.
ِل المالمح الحزينة وبصو ٍت ناعم : قايل لك اعتذر ياحبيبي ؟
ِّ
حمد يُمث
ُمربك لكل من حوله ، رمى
ِم على بمزاجٍ
فارس وفعالً
ِّ
الهاتف بقَّوة ليُعل
جبهة حمد
حمد بعصبية : الله يآخذذذك يا كلب
،
ُظر لبيا ِض ال ُجدران و دُموعها تهتَّز على أهدابِها ، ال شيء يستحق في
تن
هذه الحياة أن نفديه بأرواحنا ، قلبي ال يهدأ وهو يسم ُع الصدى الحاد لـ "
والله ال يهدأ و ال يُريِّ مهما حاولت أن أتخطاك أتعث ُر بِك ِحني ،
تزَّوجت "
و أنسى ُكل شيء بما فيهم
ُحبك "
ُمجدًدا ، أحاول ان أنسى فقط " أني أ
ِّي و تصف ُع
ُد إل
، أحتاج يٌد سماويـة تمتَّ
" أحبك "
تفكيري بنسيانك وال أنسى
، أشعُر بأ َّن األقدار تُعاقبنِي . .
لت بها " أحبك "
ُحبك وتصف ُع لحظ ٍة قُ
أهنتُك برجول ِي
تك ولكن إهاناتِي صغيرة و طائِشة أمام إهانتك الفظيعة بحقِّ
"
ِي ألنني
ُحب من أهانهُ لساني بالسابق ؟ أكاد أجِزم أنَّها عقوب ٍة منِّ
، كيف أ
شتمتُك "
ُعاقب بها ب ُح ِب
حتى أ
معصيـة "
ياااه يا عبدالعزيز ألهذه الدرجة شتيمتُك "
كسير ؟ ألهذِه الدرجة أنا ضائعة ال أفقهُ حبك
" أ " ُ
قوالً غير
ٍق لقل ٍب تمنَّى لو كان لك وطنًا . .
لم ت ُكن ُمطيعًا ل ُحبِي يو ًما ، ُكنت خير عا
رحلت إل يها ؟ من هي أثير ؟ أ ُحب المراهقة والشباب ؟ أ ُحبك األَّول
واألخير . . " طيب وأنا ؟ "
ألتفتت للباب الِذي يُفتح و أهتَّزت رموشها لتتساقِط ُكرا ِت الملح الشفافة ..
لتتساقَط الدُموع و الخيبا ُت تعكسها.
د بأصابعها على كتِفه ، لي َت ال ُحزن
جلس بجانبِها لترتِمي على ُحضنِه و تش ُّ
يا أبي يعر ُف مخر ًجا منِّ . ِي
ِق : سالمتك
ُم بصو ٍت ضيِّ
واِل ُدها يمس ُح على شعرها و يتمت
تهمس لها : أشتقت لك
رتِيل يتصاع ُد بُكائِها والبحةُ
ُمزري : و أنا يايبه أكثر ، . . أبعدها عن
عبدالرحمن بقهٍر على حالها ال
ِه دُمو ِعها : ماني متعِِّود عليك تبكين ؟
صدِره وهو يمس ُح بكفيِّ
رتيل و محا ُجرها تختنِق بالملح : أبي أرجع البيت ..
عبدالرحمن : مامِِّريت دكتورك إلى اآلن قلت أجي أشوفك باألَّول
ُمح َّمرة بكفوفها الباردة : صح الحمدلله على سالمتك
رتيل تمسح عيناها ال
عبدالرحمن أبتسم : الله يسلمك ، ماراح تقولين لي . . وش اللي صار ؟
ِصل :
ُمح َّمر من بكائِها المتوا
رتيل أعتدلت بجلستِها وهي تمس ُح أنِفها ال
اهملت أكلي هاليومين وبس
عبدالرحمن يقلد نبرتها : بس ؟
رتيل وصوتُها يضي ُق أكثر ، رمشت وبهذه الرمشة سقطت خيبتُها متكِِّورة
ٍ شديد : متضايقة
على هيئة دمعة ، أردفت بوجع
عبدالرحمن و بداخله يحترق عليها : من إيش ؟
رتيل هزت كتف يها بعدم معرفة ، أخفضت رأ ِسها و الحياة تُخطف من
مالِمحها لتُبِقي الش ُحوب ، بنبرةٍ ُمهت َّزة أكملت : أحس بمووت .. منقهرة
حييل
عبدالرحمن : بسم الله عليييك من الموت والقهر .. قولي لي بس وش اللي
ضايقك ؟
رتيل و تشعُر بغ َّصة غير قاِدرة على البُوح وال تُريد ان تصمت و تكتُم ،
تُريد أن تشتِم و تخرج الفوضى التي بداخلها ، تُريد ال ُحريـة الروحية لقلبها
: موجوعة بس محد يحس .. مححد جمبي ، أبي بس مرة وحدة أصادف
ِّي ،
ِّي .. ماني جدار كلهم يفرغون عل
أحد مايرمي قهره و عصبيته عل
تعبــت و أختنقت من كل شيء ..... أموت من وحدتي يُبه
عبدالرحمن وهذا الحدي ُث كـ سي ٍف على قلبِه يقطعُه ق َطع ، ينك ِسر لوضع
إبنته وماتشعُر به . . أق َّصرت شبعهم حنانًا و ُحبًا كما
ُ
؟ أم لم أعرف أن أ
ينبغي ؟ مهما حدث أبقى انا األب و الر ُجل و األكيد أ َّن صبيـات بمثل
أعمارهن في حاج ٍة إلمرأة تو ِِّجهُهن .. ولم أست ِطع أن أ ُكون بمثل مكانة هذه
المرأة التي تلبَّستُها وه ًما و فشلت.
لنوم ، في ساعا ِت الفجِر الشم س تُزاحم الن ُجوم الِذي شارفت على ا األولى ،
على فرا ِشها متكِِّورة كـ جنين ، أعتادت النوم بهذه الطريقة منذُ مدةٍ طويلة
، الظال م . يخنق عينِها و يُبكيها ، و ِجفنُها نائِم و الرعشة تُصيب أهدابها
َّة و شعُره األسَود طال و ُمبعثَر غير ُمرتب ، مسك
يقتر ب إل يها بثيا ٍب رثـــ
كفيَّها و عيُونه ُمح َّمرة تب ِكي دما ًء : حبيبتي
ُمهش َّمة و ال ُزجاج ُمتناثِر حولها ، يختر ُق بعض
واقِفة بجانِب النافِذة ال
الزجاج قدِمها و ال تشعُر بشيء ، مات الشعُور بها .. مات اإلحساس غير
قاِدرة على / أ ِّن تحس بالدماء التي ته ُطل من قدِمها.
سقط على قدِمها باكيًا ُمترجيًا : الجوهرة . . ليه تتركيني ؟ ، أنا أحبك ..
لييه ؟ أنا بس اللي أحبك .. ريان يشك فيك بشيء وبدون شي و أبوك
ماراح يبقى لك طول العمر و سلطان اللي تحبينه تركك بأول مصيبة جتكم
.. لو يحبك ماتركك .. لو يحبك صد ِّق عيُونك .. أنا بس .. أنا والله بس
اللي أحبك
ُمخترقة ال ُزجاج :
أجهش بالبُكاء كالرضيع ، و الدماء تنزف من كفوفه ال
أحبببك ... ليه ؟ بس قولي لي ليه ؟ أنا لك و للعمر كله .. كلهم مايبونك ..
كلهم ما يحبونك .. كلهههم والله كلههههم
صرخ : كللللللللهم .. بس أنا .. أنا اللي أحبك .... تعالي .. تعاالي قولي لي
أنك تحبيني .. آلتخليني أموت و أنا ماسمعتها منك
الهواء يُرفرف من خلِفها و خطوةٌ وا ِحدة ستسق ُط من الطابق الثاني الِذي
يب ُدو اآلن وكأنه الطابق العش ُرون ، الدماء تُلطخ وجهها و عيُونها تفي ُض
بال ُحمرة و شفا ِهها جاف ى َّة و كأنها أحترق ت بحمٍم من نار ، شعُرها ينزل عل
بع ُض وجهها ُمبعثر ، أردفت : أحببك ، كنت أقول أني أعرفهم لكن كلهم
كنت أجهلهم .. أنت وحدك اللي وقف معاي .. أنت وحدك
بإبتسامة من تُر ِكي أوقع ت السن األما ِمي و الدماء تُبلله و مع ذلك تجاهل
جروح وجهه ، : كنت عارف أنك ماراح تخليني ،
ُعها بقبضته .. أرتخت حد أ َّن نسمةُ
وقَف ليتمس ُك بها جانِبًا ، أرتخت أضل
هواء أوقعتها على " حوش " منزلهم.
أفاقت من نو ِمها ُمتعِرقة و الدموع تُلطخ وجهها ، فكوكها ترتطُم برجفة و
أطرافُها ترتعش ، وضعت يِدها على فِمها حتى ال يخر ُج أنينها ، أنهارت
و هي تُردد في داخلها " آل ماأحبه .. والله ماأحبه .. ال ال ال ماأحبه ... ال
ياربي ألألأل .. أنا ما أحبه والله العظيم ماأحبه .. ياربي حرااام ماابغى
ر ِّددت ِحلفها كثي ًرا وهي تب ِكي و
أصير زيَّه .. أل والله ماني كذا .. والله "
ِوم هذا الصم ت
األني ُن يتصاعد ُدون أن تقا .
دخل واِلدها : بسم الله عليك .. جلس بجانِبها لترتِمي عليه وهي تتشب ُث به
: يبببببببببه ما أبيييه تكفىىى يبببه
عبدالمحسن بغير فهم : خالص تعِِّوذي من الشيطان .. كابوس
ال ُجوهرة : ما أحبه والله العظيم ماني زيَّه والله ماهو برضاااي قسم بالله
والله يبببه ما أحبببه .. أكررههه
ٍق وهي تحف ُر مالِمحها بصدِره ، قهٌر
واِلدها ش َّد على ظهرها لتب ِكي بإختنا
ِهي
يتو َّس ُد قلبِه على إبنته التي في حالة الالو ِعي وتهِذي ب ُحرقة ، يا إل
أرحمنـا و أرزقنا النفس الصبورة.
ِِّرب
ال ُجوهرة بصو ٍت مبحوح : تكفى قوله أنك جمبِي .. قوله يبببه و ال بيق
،
أغمضت عين يها بش َّدة ال تُريد أن تراه : يببببه قوله .. آل تسكت .. يقول
أنك بتتركني .. والله يقول ِكذا ...
واِلدها و العبرة تخن ُق ُحنجِرته ، وصلت إبنته لمرحلة الجنُون .. ياااه يا
تُر ِكي أأستح ُق ِمنك ُكل هذا ؟
ال ُجوهرة فتحت عين يها بخوف وهي تنظ ُر بإتجاه ُشبا ِكها ، صمتت لثوانِي
ٍ طوي عميق :
لة و والدها يقرأ عليها حتى صرخت بوجع
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآه .. ب ُموووت .. بمووووت يبببه
على األرض ُمبعثرة والظالُم ين َّد ُس بينهم ، ال ترى شيئًا سوى مالِمح
ِرقة أما ِمها ، ليلة اإلغتصاب تِلك تشعُر بها ، آهآ
تُركي الحا آتها تلك الليلة و
وجعها و صرخاتها تُعيدها.
بصو ٍت محروق : حرراااام .. ال تسوي كذا ....
حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااام
صرخت : يمممممممممممممممممه ... يبببببببببببببه ... رياااااااااااااااان ...
آآآآه يا ربي ... يممممممممه تكفيييييييييييييين
حضنها عبدالمحسن و هو يمسح على شعرها و مازال يقرأ عليها " الذين
قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل
لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ، والله ذو فضل عظيم"
وهرة تُمسك كت ف واِلدها بطريقة ُم ال ُج ريبة ِمثل ما مسكت كت ف تُركي تلك
الليلة : الله يخليييك حرااام عليك ... أتركنننييي .. أتركنننننيييييييييييي
دخلت والدتها ومن خلِفها ريان و عالما ُت التعجب تُنقش على مالِمحهم ،
ب في نف ِس أم الجوهرة.
ُّ
و ال ُرعب يد
دالمحسن بالخ ُروج و بنظرا ٍت حادة جعلت ُه أشار لهم عب م ال يُناقشوه بشيء ،
خر ُجوا و أغلقوا الباب و ك ٌل ِمنهم يُف ِكر بطريقته ، ماذا يح ُصل ؟
عبدالمحسن أدرك أنها تسترجع ليلتُها التعيسة ،
ِت : وينهم ؟ ليه تركوني ؟ .. تصاعد أنينها و بشك ٍل ُمو ِجع لقلب
بهم ٍس ميِّ
واِلدها ،
سقطت دمعته ، نزلت و أخي ًرا .. رحمت حاِلها وهي تستق ُر على شعِر
إبنته ، بصو ٍت مخنوق يرتفع : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم
ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إال الله ولم يصروا على
ما فعلوا وهم يعلمون ، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من
تحتها األنهار خالدين فيها ، ونعم أجر العاملين
غزرت أظافِرها بصدِر والدها : وين أبوي ؟ .. وينننه ؟ مايتركني .. أبوي
مايتركني
واِلدها بهمس : معاك يا يبه
ُط بدما ِء أنِفها : أبييي أبُوي .. أبيي أبووووي ...
ال ُجوهرة ببكا ٍء يختل
*صرخت* يبـــــــــــــــــــــــه يـــــــــــبــــــــــــــــــــــه
تعالت صرخاتها المناديـة لواِلدها وهي بين أحضانِه لتُردف أخي ًرا بصو ٍت
خافت و هي تعص ُر عين يها ال تُريد أن ترى شيئًا سوى الليل : أخوك
ذبحني
َخ
َونَّ ُك م بِ َش يٍء ِِّم َن ال
ُ
نَ بل
عبدالمحسن تن َّهد وبصو ٍت ر ُجوِلي ثقيل : و ف َولَ
َذا
ِ
ِذي َن إ
َّ
ِر ال َّصابِ ِري َن . ال
ِّشِ
َمَرا ِت َوبَ
َّ
ِس َوالث
ِل َواألنفُ
َمَوا
ٍص ِِّم َن األَ
َونَق
ِ
ُجوع
َوال
َوا ٌت ِِّمن
ِه م َصلَ
ي
ـئِ َك َعلَ
ولَ
ُ
ي ِه َرا ِجعو َن . أ
لَ
ِ
ِنَّـا إ
َوإ
ِه
ِّ
ِنَّا ِلل
إ
ُوا
قَال
م ِصيبَةٌ
ُّ
ُهم
َصابَت
َ
أ
ـ
ولَ
ُ
َوأ
َو َر ح َمةٌ
َّربِّ ُدو َن ِ ِه م
ُم هتَ
ئِ َك ُه " ُم ال
ُظر لمالِمحها الشاحبة
ذهب صوتُها قليالً ، أبعدها برفق عن صدِره وهو ين
ِتــة ، أنزل رأسها على الوسادة و هو ينحني ليُغ ِطي جسِدها بفرا ٍش
و الميِّ
خفيف ، قبَّل جبينها البارد و هو يد ِعي في داخله لها " يارب أرحمها
"
برحمتك التي وسعت ُكل شيء
خرج و كان أمامه ريـان و زوجته
ُمح َّمرة : وش فيها ؟
ريان رفع حاجبه بإستغراب من عين واِلده ال
والده : تعبانة شوي ، آل تزعجونها خلوها تنام كم ساعة
والدته و أهدابها ترتعش وتُنبأ بالبُكاء : وش فيها بنتي ؟
عبدالمحسن : مافيها اال كل خير بس شافت كابوس
ِّي أم ريا !! جيَّتها هنا فيها سبب واللي قاعد يصير الحين له
ن : آل تكذب عل
سبب
ريان بنبرة شك : وش مسوي لها سلطان ؟
والده بغضب : قلت مافيها شي .. أتركوها لحالها .. تمتم و هو نازل
لألسفل " اللهم أني صايم بس "
،
، ص َم أنحنى سا ِج ت و ًدا على ال ُرخاِم البارد ، ر َّدد " ُسبحان
"
ربي األعلى
ال شيء يلف ُظه ، أطال س ُجوِده و الشمس تشر ق و تتسلل إلى نافِذته ، مَّرت
الثوانِي الطويلة ُدون أن يلِفظ شيئًا ، تمتم بصو ٍت مح ُروق : يارب
و كأ َّن هذه الكلمة أسقطت ح ُصون أهدابِه حتى أرتجف ت دمعًا ، كيف أصوم
؟ أحد يُعل ِِّمني كيف رم َضان يُق ٍم تُح ِِّضر ألجِلك
ُ
ضى بال أهل ؟ بال أ
د عليك للصالة ، بال أخ ت تُوق ِضك على أوقا ِت
الس ُحور ، بال أ ٍب يش ُّ
الصالة و الس ُحور و الف ُطور .. بال أحد ،
ِرك .. اللهم ال إعتراض .. يارب
يا الله .. اللهم ال إعتراض على أقدا
و ال أحد يمل ُك أمِر أسألك النفس المؤمنة الصبورة ، يالله أني أسألك ي
بنِي و ربَّانِي ،
ِي أضع ُف أمام ِذكرى من أنجبتنِي و من هذَّ
سواك ، يالله أنِّ
ُموت من قهِري هذا .. يالله أرحمهم
يالله .. مقهور يا الله .. مق ُهور و أ
ِزهم عن
برحمتِك التي وسعت كل شيء و و ِِّسع ُمدخلهم ، يارب جا
الحسنا ِت إحسانًا و السيئات عف و ُغفرانًا ، يارب آنس وحشتهم .. يارب ًوا
* يارب ُهم أهِلي و ُكل حياتي
*أختنق بصوتِه وهو يُردد " آنس وحشت ُهم
فال تجعل آخر لقائِي بهم في ُدنيـاك ، يارب أسألك بوج ِهك الكريم رب
العرش العظيم أن تجمعنا في الفردوس األعلى بجانِب أنبيائك وعبا ُدك
الصالحين ،
ِِّه
ص َمت و جسِده يكاد يُصلب من إطالته لس ُجوِده ، الحزن يُطبق كفي
بشراهة على قلبه ، بصو ٍت ُمب ِكي يخرج من ر ُجل ب َّدد المو ُت قوتِه :
َّي ُحرقة فراقهم و أجمعني بهم
أشتاقهم يالله .. أشتاق ُهم فـ يارب خفف عل
ِر اآلخرة
في دا .
،
ِّق بعي ًدا و ُ
على التُرا ب جاِلس و أسا ُس المس َجد قد بُني قليله ، عيناه تُحِل
ا من الشم ِس الحارقة ، ينظ ُر لالشيء ، هذه المَّرة ال
جبينه يب ِكي معه عرقً
يب ِكي هذه المَّرة يحترق بداخله ش ِّر ُحرقة و كأ َّن ليلة زفافه كانت باألمس ،
أمام المرآة يُعِِّدل البشت و بجانبه عبدالعزيز ،
َط ِرض ُمحدَّد
ِل حالته كان نا ِصر ، ضبَّ
عبدالعزيز بسكسوكة و عوا ة و بمث
نسفة شماغه وبضحكة : أروح ملح على المرتبكين
نا ِصر و الربكة واضحة بين مالمحه : إكل تراب تراها واصلة حِِّدي
عبدالعزيز : ههههههههههههههههه ريالكس رِِّوق ياخي وأنا أقول ذيب
ماينخاف عليه
ر و نبرةٌ عفوية : يخي والله خفت
ُّ
نا ِصر بتوت
عبدالعزيز أنف َجر ضا ِح ًكا : تكففى خلني أصَّورك بس للذكرى بعد كم سنة
عشان تضحك على نفسك
ناصر بدون تركيز : صِِّور وش دخلني فيك
عبدالعزيز أخذ كاميرآ الفيديو و أشغلها : الليلة عرس مين نصور ؟
نا ِصر يلتفت عليه : ههههههههههههههههههههههههههه عرس اللي نازل
ح َّظه من السماء
عبدالعزيز : يالله قول شيء
نا ِصر بإبتسامة تُظ ِهر صفَّة أسنانه العلويـة ، يب ُدو مظهره اليوم سا ِح ًرا أم
" ي ُكن سا ِح ًرا بجماله في ليلة زفافه : وش أقول الله يآخذ
أ َّن ُكل " عريس
العُدو
عبدالعزيز بإبتسامة : قول أي شي يخي هذا وأنت شاعر وتعرف
تصفصف الكالم أحسن مني
ِس أعرف أسمي
ِّي شاعر يابطيخ أنا كويِّ
ناصر : أ
عبدالعزيز : كلمة لغادة طيب ؟
نا ِصر و أنفجرت أوردته بال ُحمرة ، عبدالعزيز لم يقدر عل الوقوف أكثر
حتى جلس وهو يصخب بضحكته : آآآخ ياقلبي
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أنحرجت يا
حبيبي هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههه والله ال أمسكها عليك طول عمري ومسوي لي فيها
الثقيل واللي مايتحاكى ههههههههههههههههههههههههههههه
نا ِصر يمسح قطرات العرق التي هطلت من مساماته : يا ******* قسم
بالله أف ِِّجر فيك الحين .. ط ِّف الكاميرا الخايسة اللي معك
عبدالعزيز بخبث : طيب كلمة لغادة .. كلمة ماهو أكثر من كلمة...
****** على نفسي
ِرني شوي و
نا ِصر أبتسم : عزوز والله توتِّ
عبدالعزيز وينف ِجر بضحكته ُمجدًدا : عقبك ماظنتي بتزَّوج ، أبك راححت
الهيبة هههههههههههههههههههههههههههههههه
ُظ أ ر إليه ، ليلة عرسه و ضحكاتِه مع عبدالعزيز و
بتسم للفراغ الِذي ين
ُها رعشة
ُمتلخبط و ربكته و توتُره ، كل التفاصيل الصغيرة أول
شعُوره ال
قلبه حين يُنطق إسمها ، كل هذا .. يحفظه جي ًدا ولن ينساه أب ًدا.
" أول ليلة يشعُر بالحياة بها
" عرس
أول ليل ٍة شعَر بربكة شيء يُدعى
ٍن من
ٍق ُمختلف ، أول ليل ٍة تخنقه بهذا التناقض .. أو ُل ليل ٍة أبكته بعد سني
مذا
الجفا ِف لم تنز ُل دمعٍة ِمنه ، أول ليلة رجع بها ُمراهق ال يفقه بالصبر شيئًا
وهو يصر ُخ بإسم حبيبته ، أول ليل ٍة أسقطتنِي . . . يا غادة.
،
بإرهاق نزل الدرج و خطواتِه سريعة و كأنه يُريد اللحاق بشيء ُرغم أ َّن
الوق ُت مازال ُمب ِكًرا ، ألتفت على عمته
حصة : تعال أبيك بموضوع
سلطان : معليش حصوص مشغول ال رجعت
حصة : حصوص بعينك .. تعال بسرعة موضوع
دقايق
سلطان تن َّهد وهو يجلس ب ُمقابلها وينظ ُر لكوب القهوة الذي أمامها : قهوة ؟
ح َّصة أنحرجت لتبتسم بتضييع : من السحور
ِضح بأ َّن ال ُكوب مازال حا ًرا ، أردف : إيه
سلطان ضحك بخفُوت ألنَّه وا
وش تبين ؟
ِزن : يعني أمس وأنا أشوف الدور الثالث وكنت يعني
ح َّصة بتوتُر ُمت
أتفرج و .. يعني ماله داعي غرفة سعاد !! خالص يعني ما تفيدك بشيء
وبعدين الجوهرة موجودة يعني ماهو حلوة تشوف الغرفة بعد وصورها
موجودة بكل مكان
سلطان ببرود : طلعي نفسك من هالموضوع .. وقف ولكن يد ح َّصة
سحبته ليجلس : ال حول وال قوة اال بالله .. شوي بس أسمعني
سلطان بح َّدة : وش أسمع ؟ هالموضوع كم مرة تناقشنا فيه
ح َّصة عقدت حاجب يها : طيب أنت أهدا ، الحين الجوهرة ليه غرفتها فوق
؟
سلطان صمت لثواني : ماهي فوق ..
ح َصة : إال بالدور الثالث وأنت بالثاني !! وش فيك سلطان ؟ يخي منت
قادر تتأقلم مع الحريم .. قولي وش مضايقك يمكن أنت فاهم أشياء غلط ،
يعني فيه أحد ينام بالدور الثاني وزوجته بالثالث .. والله ما قد شفت ناس
كذا
سلطان تن َّهد : حياتي الخاصة وأنا ُحر فيها ال تتدخلين الله يسلم لي هالوجه
ح َّصة أبتسمت : يا حبيبي أنا أتدخل عشان مصلحتك ، يعني
ِس
سلطان يقاطعها : أنا أعرفها مصلحتي كويِّ
ح َّصة : طيب خالص أن شاء الله تنِِّومها بالسطح !! لكن ليه للحين في
بيت أهلها ؟
سلطان بإمتعاض : ماشافتهم من زمان ومشتاقة لهم
ِّي هالحركات ؟ طيب عطني رقمها بس أبي أكلمها و البعد
حصة : عل
مالي دخل .. يخي بكلمها وبسأل عن أخبارها بس
ِّي
سلطان تن َّهد بغضب : حصصصة الله يرحم لي والديك ال تتسلطين عل
هالصبح ،
حصة بحدة أكبر : أنا أبي رقمها بس
سلطان : مافيه قلت مافيييه
حصة : يعني أنتم متهاوشين
سلطان بحدة وهو يقف : إييييييييييه
حصة : طيب كل مشكلة لها حل ، ليه ماعندك فن التعامل مع حواء
ا الباب
سلطان بغضب : يا عسى مافيه حواء .. أرتحتي !! .. وخرج ُمغلقً
بقَّوة ه َّزت البي ت ،
ح َّصة ضحكت من دعوتِه لتُردف : راسه يابس
يُتبع
يُسِِّدد على قارورات المياه المثبتة على األر ِض الخضراء ، مَّرت ساعت ين
وهو على هذا الحال ،
من خلفه : برافووو ههههههههههههههههه
لم يلتفت عليه و أكَمل تسديداتِه و تدريبه الذي يكره ، ليس ُمجبر أن
يتدَّرب مثل هذه التدريبات التي يراها لن تُفيده بشيء ،
ح َمد : زعالن علينا ؟ مات َّرد بعد
وقف بهيبته التي تُشبه هيبة واِلده ، ب ِعرض كتف يه و عضال ِت بطنه
ِضحه من قميصه المفتُوح من ش َّدة الح ِّر ، س َّدد بجانب ذراع حمد ولو
الوا
ألتفت قليالً ألنغرزت الطلقة في ذراعه
حمد بغضب : أنت مجننووون ؟ والله لو تعيدها معي ال يوصل علم بنت
عبدالرحمن ألبوك
فارس : ورني عرض أكتافك
حمد أبتسم : مع ِِّصب عشان الكف ؟
ِرس صمت لثوانِي و بُركان يثُور في داخله ، أردف : أبوي لو يقطعني
فا
قطع حالله
ح َمد : هههههههههههههه الله على البر ماأتح َّمل ... قلبي الصغير مايتح َّمل
بر الوالدين اللي نازل عليك
فارس أبتسم ببرود : أنا أقول تلف حول البيت أحسن لك كود تخفف من
هالكرشة
َّطب حاجبيه بإنزعاج هو غير قاِدر حتى على إخفاء غيرته من بُني ِة
ح َمد ق
فارس وجسِده : شايف جسمك قبل ال تشوفني ؟
فارس ينظر لنفسه وهو يتصنع البراءة : أنا !! وش فيني ؟
ح َمد بإمتعاض ينظ ُر إليه ليُردف : متباهي مررة بنفسك ال تنسى من تكون
؟
فارس : أكون فارس ولد رائد الجوهي اللي مخرفنك
ح َمد بقهر : قد هالكلمة ؟
فارس ضحك بخبث : ال يكون بتشيلني بطرف أصبعك *حمد قصي ُر
القامة*
ِي صوته : حسااابك بيج
ح َمد بقهر يدخ ُل للداخل وهو يُعل ي وبتشوف يا ولد ِّ
موضي
ُظر لما حوله ، الحرس ُمنتشرين بكل
فارس وضع السالح بخصِره و هو ين
ِن لن يستطيع الخ ُروج أب ًدا ،
مكا
أقترب من الباب الخلفي ليرى أحد الحرس عريض المنكب ين و طويل
القامة – ضخم – ببشرةٍ سمراء تع ُكسها الشمس : السالم عليكم
:وعليكم السالم
فارس : بروح أتروش وبعدها بطلع
:آسف ، طال ُعمره معطينا أوامر ما تطلع برا البيت
فارس بحدة : وأنا قلت بطلع!!
:أعذرني ماهو بإيدي
فارس بعد ثواني صمت : كم أعطيك ؟
الحارس بإبتسامة : قلت لك معليش مقدر
فارس : أعطيك اللي تبيه
الحارس : أسمح لي هذي األوامر
ُملحق الخار ِجي ،
فارس أح َّمرت بشرتِه البرونزيـة غضبًا و هو يتوجه لل
" تُداهمه يشعُر بأحقيته بها ،
" عبير
عله يُفرغ بعض غضبه بلوحاته ،
يشعُر بأنه سينحرها إن ف َّكرت بغيره والله لن تعيش معه براحة و أنا ح ِّي.
مسك هاتِفه أمام لوح ٍة مكسي ٍة بالسواد عدا ُجز ٌء بسيط يظهُر به
عينا صبيـةٌ
فاتِنة ، ياااه يا أن ِت ،
ضغط على رقِمها ، طال اإلنتظار وال ُمجيب ، يد ُرك أنها لن ت ُرد ولكن
مع ذلك يحاول
ُمبلل ، أنتبهت لهاتِفها الِذي يهتَّز
في جهٍة أخرى كانت تستشور شعرها ال
مج ُهول "
على الطاولة ، أغلقت اإلستشوار و أخذته وهي تنظر إلسمه "
ضعف ُمجدًدا ، سأقتلعك من ذاكرتِي وإن تشبثت بِ لن أ ها ، لن أسمح لك
ِّي ُحب
بالتماِدي أكثر ، يالله ال تُضعفني أمامه و عوضني خي ًرا ِمنه ، أ
ِّي
ِّي ُح ٍب رخيص يأتِي من صوت ؟ أ
مراهقة هذا يأتي من ُمكالمات ؟ أ
ُح ٍب هذا ال تُنجبه سوى ِرح ُم عا ِهرة !! ثبِّ د بيني وبين ِت يقيني يالله و با ِع
حرامك كما باعدت بين المشرق والمغرب.
،
ًما ، كان كل إعتقاِدها بأنَّه بسبب
تتقيأ بإستمرار ، من الف ِجر وهي تعتص ُر أل
ما حدث و ألنه أول مرة فمن الطبيعي أن تشعُر بالغثيان وهذه األعراض
ولكن طالت ج ًدا ، لم ير ِجع يُوسف من األمس .. " أحسن "
أخذت منشفتها الصغيرة وهي تمس ُح وجهها لتجلس على ال ُكرسي المخملي
ٍ شديد ، مسكت
، لم تجلس سوى ثواني لتعُود للحمام و تتقيأ ُمجدًدا بوجع
ِها : آآآآه
بطنها وهي تعتصِرهُ بكفِّ
كانت تُريد أن تتصل عليه فاأللم لم يعد يُحتمل ولكن أخذتها العَّزة بأن لن
َي ، شعرت با
َو تتنازل وتت ِصل ه ار و حرارة جسِدها تتف َّج ُر ، أوجعها
لد
صدرها حتى نامت ُدون أن تشعر على ال ُكر ِسي.
،
َحـــة حي ُث هناك أشخاص ُسكارى ُدون أن يشربُوا شيئًا ، بلوت
باإلسترا
في وق ٍت كهذا!!
مشابك
ولكن مع إبتكار طريق ٍة أخرى لها ، فالخا ِسر يُعلق على إذنه "
و أكثر ُهم مش م بالفطور
اب ًكا ُمضطر بكل أسف أن يأتِي ل . ُه الغسيل "
منصور بنعاس تمدد ُمبتعًدا عنهم : أنا براا
علي : والله من الخرشة
منصور : إال كلكم غشاشيين عورتوا أذني وخربتوا نومتي
يُوسف و معلق على إذنه اليُمنى ثالثةُ مشابك و اليُسرى مشبك ين : الله
يآخذ العدو بس
فيصل : هههههههههههههههههههه لحظة خلني أحسب هال ُدورة
طارق : كلكم متزوجين مفروض مقابلين حريمكم إال أنا يا حر قلبي بس
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين
يبدأ موال كل يوم وأنا المسكين اللي محد مداريني
ِِّك أجل
طارق : إيه ألنك كلب علمتني على رومانسية الهيلق اللي زي
دبدوب أحمر
من ُصور ضحك ليُردف : وأنت من جدك تصدقه !!
طارق : وش أسوي قلت عيال النعمة رومانسيين وأكلت تبن من وراه
فيصل : و ِّزِ ع بس و ِّزِ ع .. هههههههههههههههههههههه الدبدوب وش قال
يوسف ؟
ُوف يووو
ي ل
ِد بصوته : آ
ِّ
يُوسف يقل
فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله ال تش َّمت
أحد فينا
طارق : إيه تشمتوا !! كالب الله يوريني فيكم يوم
ها بس
َّ
يوسف : أصالً ماتوا الرومانسيين .. مين الحين رومانسي ؟ يخي فل
ِر مخدتك بال حب بال خرابيط ، وش زينة الحياة الدنيا ؟
وكبِّ
فيصل بعبط : المال والبنون
يوسف : بالضبط المال وعندنا الحمدلله والبنون الله يرزقنا .. خالص
ماقالوا الحب الله يآخذ الحب بس
علي : سِّو دراما بعد وقول أنه قلبك مكسور
يُوسف بمالمحٍ حزينة : كاسرني ال ُحب مو مخليني أنام
منصور ي ُمِدد ذراعيه وهو يتثائب : خلونا ننام يا شباب
رن هاتِف علي ووضعه على " السبيكر " ليصرخ إبنه الصغير :
يببببببببببه تعاااال شوف الحماااارة تبغىى تآآآخذ الريموت
الكائن الحي الذي يصرخ
علي وهو يأخذ الورق ُمتجاهالً
منصور : رد عليه
علي : هو يفهم الحين أني بجي البيت وألعن شكله بس أنتظر
ولحظات قليلة حتى يتكلم الطفل بهُدوء : يببه والله مالي دخل بس خذت
الريموت واليوم يومي .. حاجزه من أمس
علي : قايلكم أفهم فئة البقر اللي عندي
يُوسف : أنا بكرا ال جاني ولد ..
لم يُكمل من صرخات اإلستهجان حوله
أردف فيصل : يا كثر هيا ِطك .. قلت بكرا ال تزوجت بجلس عند ُمرتي
ِسها وبخلي كل بنا
وبسفِّ ت الرياض يحكون عننا ِرها وبونِّ
علي يُقلد صوت ي