الفصل 51

رؤى : أمي ُعمرها


وليد : كذب يا رؤى أنا بنفسي شفت األوراق , هي ماتحبك تبي تضِِّرك . .
تدرين أنك أمس كلمتيني عنها وقلتي أنها ماهي أمك
رؤى : كذاب
وليد : والله قلتي أنه أمك أسمها سارا
رؤى : مين سارا ؟
وليد بوجع على حالها , ر َكن سيارتِه جانبًا و مطٌر خفيف يه ِطل , ألتفت
عليها : هي فترة و أن ِت تحددين طولها إما قصيرة أو طويلة .. بإيدك كل
شيء
رؤى و دُمو ًعا تُعانق خدها
َّط ُع صوتِه : ماهي أمك يا رؤى .. وِِّدي أقولك هذي أمك وال
وِليد بحنيَّة يتق
تزعلينها بس ماهي أمك والله ماهي أمك
رؤى ببكاء تضع كفوفها على شفتيها و كأنها تمن ُع أن تن ِطق الغ َّصات
ُمتتابِعة
وِليد : ماتبين ترجعين لرؤى قبل الحادث ؟
رؤى هزت رأسها باإليجاب
وليد : خالص أنسي كل اللي صار من قبل ، تصالحي مع نفسك و أبدي
من جديد .... رؤى حبيبتي أنتي قاعدة تسترجعين ذاكرتك لكن بدون وعي
منك ..
رؤى بهمس : يعني ؟
وليد وبنفس الهمس : خايف عليك من اإلنفصام
رؤى و أخذت شهيقً ا مصعوقة من ما تسمع ا وكتمت زفي ًر
وليد : عشان مايتطَّور ِعندك الوضع راح نبتعد عن باريس وكل اللي فيها
, بنجلس هنا فترة و بترتاحين أنا متأكد




,
*الرابِعة عص ًرا
في الصالَة الداخلية ، تتربَّع بصخب : عرسها ق َّرب ومايصير تطلع للناس
الزم تختفي وتفاجئهم بعرسها
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههه أنا من يوم الملكة بسوي مسيرة
هيفاء : يختي عليهم عادات وتقاليد تجيب الكآبة
رتيل : أنا مواطنة عندي حموضة من هاألشياء
هيفاء : والله أجلس قبل العرس زي الجربااء ماأطلع وال أشوف أحد
رتيل : وش يحِِّدني عاد الله أكبر يالعرس األسطوري اللي بيصير
هيفاء : ثلث ساعة تدخل العروس ويجيها الكلب الثاني يقول طلعوا لي
ُحرمتي
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههه والله أنك جبتيها وتقعد
تندبل كبدها بتسريحة ومكياج وطرحة وزفت
هيفاء : أنا خالص عقب ماشفت تجهيز ريم قررت ماأسوي عرس وشو له
ِف على نفسي وآخر ش
أكل ي بجلس على الكوشة ماأتكلم وأسوي نفسي ِّ
أستحي
رتيل : آل غصبا عنك تستحين وال بتطلعين قليلة أدب قدامهم
هيفاء : أذِكر عرس أخت صديقتي رقصت
رتيل بضحكة أردفت : أنا برقص في عرسي والله الناس رقصتي
مارقصتي ماتسلمين من لسانهم
هيفاء : تخيلي ترقصين وال فستانك وش طوله و حالتك حالة ماينفع أبد
رتيل : وتحسبيني بلبس فستان أبيض زي اللي نشوفهم آل انا أحب فساتين
عروس األجانب يختي تحسينها عروس صدق و أنتي تمشين بدون
ماتتعثرين مو فساتينا شوي
أمتار ورانا
هيفاء بصوت حزين : ال تفكرين بالزواج كثير يجيك هم
رتيل : ما أفكر فيه اال لما أشوف وجهك




هيفاء : وش قصدك يا كلبة
رتيل : وش أسوي تفتحيني أنا البريئة على الزواج ومدري وشو
هيفاء : يممه منك أنتي من تحت لتحت تعرفين اللي أشنع مني
رتيل : ُمتعتي أقعد أقرآ سوالف المتزوجات
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
,
مقرن : بريئيين مررة والله كسروا خاطري وأنا أكلمهم عاد قلت ينحبسون
يوم عشان مانتساهل معهم وبكرا نخليهم يجون هنا
سلطان : و الشركة كلمتها ؟
مقرن : إيه و أرسلوا خطاب إعتذار لكن أنا بشوف كيف نطلع من العقد
ُهم يجون بكرا
عبدالرحمن : خل
سلطان : إيه خلهم يجون هنا
مقرن : بس آ
سلطان قاطعه : عادي نسولف معهم شوي
مقرن : طيب زي ماتبون .. وخ َرج
ُم ِّطِل على ساحة التدريب و هُناك
ُظر من ال ُزجاج العريض ال
عبدالرحمن ين
عبدالعزيز
ُظر عبدالرحم ن
سلطان ألتفت لما ين
عبدالرحمن : بس ينتهي موضوع روسيا وبينرسل هناك
سلطان ألتفت على عبدالرحمن
عبدالرحمن : ال تكلمني في هالموضوع واللي يرحم والديك ماينفع تروح
هناك
سلطان : أنا أعرف مصلحتي و أعرف وش ينفع وش ماينفع ! و راح
أروح
عبدالرحمن : لو عبدالعزيز ماهو فيها بتروح ؟
سلطان : إيه ألن أنا أبي هالتدريب




عبدالرحمن تن َّهد : باقي عليها كثير ال جت يصير خير
سلطان : حط في بالك أنه ماراح ير ِّدني عنها شي .. وق ف .. بروح أتدَّرب
مع عبدالعزيز دام الدوام أنتهى
َصة
و خ َرج ُمت ِج ًها لساحة التدِر . ي ب الخا
عبدالعزيز تُغ ِطي كفوفه القفازات السوداء و حول خصِر ُملتَّف حزاٍم أسود
عري فيه ليتسلق ِض من األمام تتدلى ِمنهُ قطعة حديدية تربُط الحبل المتي ن
ي
البُرج العاِل
َّق هو اآلخر خل ف
ِت به الحبا ل ليت َسل
م ويُثبِّ
سلطان يرتِدي هذا الحزا
عبدالعزيز ، كأ َّن الحقد بين أجساِد ُهم يتح َّدث اآلن.
ِه اليُسرى و يحاول أن
ِت كفِّ
عبدالعزيز وق ف في ُمنتصف البُرج وهو يُثبِّ
جعَ يُثبِّ ل سلطان ي ِصل نحوه و يقترب ِت قفا ُز الك ف اليمنى ، وقوفه هذا
ِمنه.
ِه اليُسرى من أعِمدة البُرج ليسقط ِمن ُمنتص ٍف يُعتبر
عبدالعزيز فلتت كفِّ
َّق في الهواء ليس قاِدر على ُمالمسة األرض وال
إرتفا ٌع عا ٍل ج ًدا ، تعل
قاِدر على إمساك شيء يُصعده لألعلى.
َصل تسلقه ُدون أن ين ِظر إليه نِصف نظر
سلطان وا ة ، يجب أن يعتاد كيف
يُسا ِعد نفسه
َّق عليه بصعُوبة و هو يسِقط كثي ًرا
َّق فيه و تسل
ُمعل
عبدالعزيز مسك الحبل ال
َّر ، و َصل للحبل ين اللذ ين يربُطان بُرجان في بعض ُهم البعض ، مسكه
ويتعث
ِرقة ،
لتسق ُط قفازت يه على األرض و الحبا ُل ملم ُسها خش ٌن ذات نتوءات حا
ي و سحب نفسه زحفًا لي ِص لم يُباِل ل للبُرج اآلخر في وق ٍت كان فيه سلطان
ٍن
. ثا
على بُرجٍ
ُظر لبا ِطن كفوفه
عبدالعزيز عندما و َصل البُرج اآلخر وقف عليه ين
آخر في خ ِصره لي ِصل للب ُرج
ِت حبالً
الممتلئة بالدماء ، تجاهلها وهو يُثبِّ
َص الذي يعتليه سلطان ، قفز بقوة حتى تم َّسك بأعِمد ف
ة البُرج من ال . ُمنت
َّق
ليتعلق تماما كما تعل
ُخرى ولكن قوتِه لم ت ُكن كفايةً
ِسلطان و قفز مرةً أ
ُمنتصف البُرج السابِق ،
َّق على حبِله لي ِصل ل
عبدالعزيز قبل قليل ، تسل
صعده و كان عبدالعزيز للتَّو وقف على قِمتِه ، بوق ٍت وا ِحد قفزوا ليتمس ُكوا




بأعمَدةِ البُرج الرابع ،
ُوا لقمتِه و كان آخر بُرج ينت ِظر ُهم
تسلقُوه وال أحد يسبق اآلخر ، وصل
بأنفا ٍس ُمتعالية : ال تقفز أمش على الحبل
عبدالعزيز ألتفت عليه بإستغراب
سلطان يسبقُه و هو ي ِسير على الحبال الرقيقة بالنسبة ألقدا ِمه ، يحاول أن
ِره حتى ي ِصل للبُرج الخام
ِزن في سي
يت س.
ُمتعلق به في ع ُمود البرج الرابع حتى يتمدد وهو
عبدالعزيز ربط الحب ُل ال
يسير على الحبال ، َسار وهو الغير ُمعتاد و ال يعرف كيفية اإلتزان ..
سار ل ُربع الطريق حتى سقط قريبًا من األرض
سلطان ألتفت عليه من على قِمة البُرج الخامس بإبتسامة فيها من ال ُسخرية
الكثير
عبدالعزيز تسلق البُرج الرابع ُمجدًدا ، ووقف على قِمته ليُقف على الحبال
ُمنتصف فـ سقط
ُمجدًدا و هو يخ ُطو الخطوة و إثنتين و ثالث ، وصل لل
ُظره
ُخرى و مازال سلطان واقِفًا ينت
مرةً أ .
َّق و كفوفه تسيل دما ًء حتى صعد لقمة البُرج للمرةٍ الثالثة ، و َصل ل ُربع
تسل
َّ المس رت باليُسرى ليسقط بين الحبلين
افة و أهتَّزت قدمه اليُمنى و تعث
ليتج َّر ُح وجهه بـ وكِز الحبل
سلطان بصو ٍت عال : ر ِّكِز و أعتبره ج ِسر
ا و َسار
عبدالعزيز يتسلق البُرج مجدًدا ويقف على قمتِه ، أخذ نف ًسا عميقً
على الحبلي ن بأو ِل خطواته ثم على حب ٍل وا ِحد ، َس
أرباع المسافة ولم ار
يتبقى سَوى القليل ، أقترب جي ًدا و لكن سلطان وضع قدِمه على طرف
الحبل و ه ِّزِ ه ليسقُط عبدالعزيز مرةً أخرى
سلطان : خلك ر َّجال و عنِدك قوة تحمل
قه الغضب ، و َصل لقمة البُرج الرابع و َسار
ُ
عبدالعزيز ويب ُدو على تسل
كمل خفةً حتى و َص بخطوا ٍت خفيفة على حب ٍل وا ِحد و أ ل ل ِسلطان ، نزع
ا في البُرج الرابع و ربط حبله بالبُرج الخامس
الحبل حتى يعُود ُملت ِصقً
ُط حبله اآلخر في إحدى أعمدةِ البُرج أي ًضا و يقفز خل ف
سلطان يرب
ُمكع ب الصغير المصنوع من الخش ب
عبدالعزيز الذي سبقه لي ِصالن إلى ال




ا ، وقفوا عليه و نزعوا أحزمت ُه الق م ليقفزون على ِوي و ُطوِله ق ِصير ج ًد
األرض.
سلطان بأمر : كل يوم تتدَّرب ماهو يوم و ترك
ُمستاء : طيب
عبدالعزيز ال
دخل . ُوا لدورا ِت المياه الخاصة بالتدري ب ليست ِح َما
,
أم ريـان : والحين كيفك ؟
من المستشفى يُحِدثها : بخير الحمدلله ال تشغلين بالك
َّ أم ري ف نفسه يطِِّمنا ! حتى الجوهرة مستغربة
ان بضيق : يعني محد كل
منها ماأتصلت وال قالت وبعد ماترد على جوالها
عبدالمحسن : يابنت الناس قضينا سكري على الموضوع
أم ريان : متى بتجي ؟ وال أنا أروح لك
عبدالمحسن : وش تروحين لي ؟ أنا طاِلع اليُوم خالص
لريان معِّزِ أم ريان : عاد قِل م يمشي الرياض اليوم
عبدالمحسن : أمسكيه وال يجي
أم ريان : ولِدك وش كبره كيف أمسكه وأمنعه
عبدالمحسن : عطيني إياه
أم ريان كانت ستقُول غير موجود ولكن لمحته لتُناديه : ريااان تعال أنا
مدري وش هالمصايب اللي تتحذَّف علينا
ريان يُحادث واِلده : هال
عبدالمحسن : أنا بكرا جاي ماله داعي تجي
ريان : آل و
عبدالمحسن يُقاطعه بحدة : أنا أأمرك ماأخذ رايك
ريان تن َّهد : طيب يايبه تآمرني أمر .. وأعطاه لوالدتِه
أم ريان : والجوهرة وينها ؟
عبدالمحسن : مشغولة في حياتها يمكن جوالها طافي وال خربان و أنا أمس




مكلمها أصال
أم ريان : أسألك بالله فيه شي صاير ؟
عبدالمحسن بعصبية : يعني وش بيكون ؟
أم ريان : خالص خالص أهدأ ال ترفع ضغ ِطك
عبدالمحسن معقُود الحاجب ين : مع السالمة .. وأغلقه.
دخل عليه عبدالرحمن بإبتسامة : تروح بيتي وترتاح وبكرا من المطار
لبيتكم إن شاء الله
عبدالمحسن : آل أول بشوف الجوهرة
عبدالرحمن : الجوهرة الحق عليها أنا اكلمها أخليها تجيك بس ال تتعب
نفسك
عبدالمحسن : مافيني اال العافية بس أبي أشوفها
عبدالرحمن : أنا اكلم الجوهرة الحين وأخليها تسبقنا للبيت ! بس وشو له
ِي نفسك
تعنِّ
عبدالمحسن بض َجر صمت
َران بإتجاه بوابة المستشفى : ماترد
عبدالرحمن يُخرج هاتفه و ُهم يسي
الجوهرة , أكلم لك سلطان
عبدالمحسن ب ُمقاطعة : آل خالص أنا اكلمها بليل
عبدالرحمن : براحتِك .. وأدخل هاتِفه
,
:طيب شوف لي حبيبي الله يخليك
د َخل على هذه ال ُجملة التي تخر ُج من شفتيها الزهريَة ، ألتفتت عليه وهي
تُغلق الهاتف
يُوسف : مين كنتي تكلمين ؟
ُمهرة : ماهو شغلك
يُوسف : ردي على قد السؤال ! مين ؟
ُمهرة تجاهلته و هي تجلس




يُوسف أغمض عينه يحاول أن يمتص غضبه قبل أن يفل َت ِمنه , تق َّدم إليها
لها وبحدة : لما أكلمك ماتلقين ظهرك
يُم ِسكها من ِزندها ويُوقفها ُمقابالً
وتروحين
ُمهرة ببرود : مالك دخل فيني لك حياتك ولي حياتي
ِّي مين هذا ؟
ُمهرة : أخلصي عل
ِ
يُوسف ويغِرز أصابعه في ذراع
ِضح له : أدِِّور عن ر َّجال
ُمهرة بإستفزاز وا
ِها , ش َّدها من شعرها لين ِطق في
يُو ِسف و يصفعَها ليسِقط الهاتِف من كفِّ
أذنِها : أنا أعلمك كيف تدورين زين
َّرت بالكنبة لتسِقط بجانبها ،
حاولت ُمقاومتِه بأن تفلت من يداه ولكن تعث
ُخرى و لم يتردد بأن يضِربها ،
يُوسف و في وج ٍه ُمختل ف ، صفعها مرةً أ
بُعن ٍف مس َك جسِدها الرقِي ق ليُسِقطه على السرير
َصر بين شفتيه الغاضبة : أنا أوريك أنه ا
وبلف ِظ كأن الجحي لله حق ُم تُب
ِِّر ُد هذا
ِول أن ت
ُمهرة و والضع ُف يتلبَّسها من أطرافها حتَى رأ ِسها ، تحا
الجحيم الذي سيقبُل عليه ، ثبَّت كتف يها بكفوفِه و ج َّمد ُمقاومتِها له!
ُالم أب ًدا بـ أن أكره هذا الر ُجل , ال
كم من ال ُحزن يجب أن أتح َّمل ؟ ال أ
ال يرى سَو يهمهُ أح ًدا سَوى نف ِسه األنانية ، ى نف ِسه ، تُض ِحكه أحزا ُن
َّى ب ُحزنِي حتَّى
ُو له و يتسل
ي كما يحل
اآلخرين ، يتسل . َّى ب
ُم جسِدي اآلن ؟ أأب ِكي على
لت أ َّن البُعد سيأتِي ، كيف يأتِي وأنت تلهت
قُ
مو ُت الوط َن الذي ُكنت أنتمي إليه أم أب ِكي على قلبِي الذي كان يُشارك
جسِدي وحدتِه.
ُم أغمضت يُر ِعشها
صدفَة عيناها ، و األل .
ِك أحترمتِي مابيننا حتى وإن كان ال يذ ُكر ، لو أنَّك وقفتِي على
َو أنَّ
ل
ُمتجِِّمد أما ِمك ، صبِرت كثي ًرا ول ِكن م ِّل
ِزي غضبِي ال
ح ُدوِدك ُدون أن تستف
َما
في حِقي ل
الصب ُر ِمنك ، ال تُريدين فِهم شيء إِّالك ، لو بذلتِي حسنةً
ترددت في اإلستجابة لطلباتِك.
أبتعَد عنها و أخذ - الشرش ف – ليُغ ِطي جسِدها الشا ِحب.
،




ُظر , الضياع
ُمرتبِكة نظراتِه ، للمج ُهول الذي ينتظِره ، للضياع يب ِكي .. ين
ُّل بها توازنه
كيف ير ُسمه ؟ هذا الضيا ع القبيح ينُ . ِظر إليه برجف ِة يخ
ٍو جا
رفع عينِه لألعل ف ينت ِظ ر شيئًا من ال ُخرافة أن تحِدث. َى و قلبِه خا
ُحب من قبل و لن أحب ، ال ُجوهرة تتمر َكُز في قلبِي و تق ف
أحبها كما لم أ
بين أهدابِي ، كيف يُغمض قلبِي عيناه ألخسرها ؟
ي ، * تحشرج صوتِه و بكى ُحزنًا علىيها و ِمنها
لن يحبها أح ًدا ِمثِل .
بعيُو ٍن راجيَة يلف و ُمستحيل ، لو أننا نخ ُرج من هذه العُتمة و ُظ في قلبه ماه
ال ُحب يكون عص ٌي علينا ؟
َ
نِقف على ظالل الهَوى و نُجا ِهر عن ُحبِنا ؟ لم
ال ُحب ال يجيء إال بالعذاب
َ
ِلم .
أنـا أحبك و أنته ت حياتِي السابقة ألبدأ حياةٍ سماويَة ال ألتف ت بِها إالك.
ُهم مجا
ِرك ل
نت
و أن ِت تُحبينني ِلم ل أن يقف أح ًدا بيننا ؟ ِلم نتركُهم يا حبيبتي َ
؟
سلطان لن يفهم معنى البيا ُض في عينِك ؟ لن يفهم.
*نعم
ضغط على الج َر س ، لتأتِي الخادمة ُمتخ ِصرة : نأأأم
تُركي : ماما موجود ؟
عائشة : إيه فوق شنو يبي أنتاا ؟
تُركي : أنا عمها
عائشة : أخو بابا حق هيَا
تركي : إيه
عايشة وتفتح له المجال أن يدخل : يبي شاي قهوة ؟
تُركي ويُريد أن يُصِِّرفها : إيه قهوة
عايشة أتجهت للمطبخ و تركته
تُركي ينظر للخادمة الفلبينية التي تخ ُرج من المصعد متو ِجهة لغُرفة
الجلوس ، أستغل الهُدوء وصعد بخطوا ٍت تائِهة لغُرفتِها ، بابُها مفتوح قليالً
.. د َخ ل وعيناه تبح ُث عنها.
خرجت من الحمام و المياهُ تُبلل وجهها ، رمشت و كأ َّن قلبَها وق ف في
ُعنِقها ، وضعت كلتَا يديها على صدِرها والخو ُف يُز َرع في وجنت يها.




ُهم ؟
تُر ِكي وعيناهُ ته ِطل دمعًا : قلتِي ل
الجوهرة أبتعدت بخطواتِها للخل ف لتلت ِصق بالجدا ر , وضعت ها األيمن
كفَّ
على شفتيها تخا ُف " الشهقة " أن تسِلب ُروحها.
تُر ِكي بصو ٍت مخنوق : ليه س ِويتي كذا ؟ ال تقولين أنك ماتحبيني ! أنا
أعرفك والله أعرفك أكثر من نفسك
ِهم صوتَها ، بإنكسار جلست على ُركبت يها وهي تُغ ِطي
الجوهرة والبُكاء يلت
سيقانِها بذرا ِعها
تُركي : سلطان !! حاطة أملك فيه ! تحسبينه بيسوي لك شي ؟ .. مايحبك
والله مايحبك كيف يقدر يحبك أصالً ؟
ال ُجوهرة أبعدت كفوفها عن شفتيها ليخ ُرج أنينها , وضعت يدها على إذنها
ال تُريد أن تس َمع شيئًا ِمنه
تُركي يقترب بخطواتِه منها : أحبببك ليه ماتفهمين ، أنا حياتك كلها ....
*لم يُكمل و هو يب ِكي أمامها.
ال ُجوهرة تتصاع ُد شهقاتِها ، قلبها يتآكل بِفعل الحزن.
تُر ِكي بصو ٍت هزيل : تعالي معاي أقدر أسوي لك جواز مزَّور ونروح
بعيد عن هنا ، أنا بمشي عن طريق الكويت ومن هناك بسافَر لبعيد . . . .
ي
بعيد عن هنا .. بس أبيك معا
ال ُجوهرة صرخت من جوفِها المبحوح : رووووووووووووووووووح
تُر ِكي سقَط هو اآلخر على ُركبتيه بجانِبها و يجه ُش ببكائه : آل تقولينها ،
طالعيني قولي أنك تحبيني .. قولي
بغضب صرخ : قوووولي أنك تحبييييني قوووولي
الجوهرة : أكرررررهههك
تُركي ببكاءه يعُود طفالً : أحببببك .. قولي أحبببك ماأسمعك ... قوليها
ال ُجوهرة لفظت جحيمها : آآآآآآآآآه ...
تُركي يضع كفوفه على إذنه , إال الوجع ال يُريد أن يسمعه ِمنها
ال ُجوهرة : قولهم الصدق قولهم ... روح ألبوي وقوله
تُركي ب ُضعف : أحببببببك
ِّي شي عش
ال ُجوهرة وأنفا ُسها تتعالى : ماتحبني ! تدِِّور أ ان تضايقني .. أنت




ماتحبني
تُركي : أبييك .. خلينا نروح والله بعدها مايصير اال اللي تبينه
ال ُجوهرة ويتحشر ُج صوتِها بالبُكاء : مجنوون أنا بنت أخوك
تُركي : سلطان ماراح يصدقِك ! ضربك صح ؟ أكيد ضربك .. أكيد بعدها
بيطلقك ويرميك .. أهانك ؟ أكيد أنه بيهينك ! .. ماتقدرين تثقين فيه مين
ي بس
هو عشان تثقين فيه !! مق َدر يل ِمسك و ال راح يق َدر .. أن ِت ل
ِوي حول نف ِسها : أطلللع ..
ال ُجوهرة تجه ُش بالبكاء وهي تلت
أطللللللللللللللللع
تُركي : ماهو زوجك ! أنا زوجك و حبيبك و حياتِك .. سلطان وال شيء
ال ُجوهرة تضع يد يها على أذن يها : خلالااااص حرام عليك
تُركي : أحبببك .. أنا بس اللي أحبك .. ُهم أل
ال ُجوهرة صرخت : يببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب بببه
تُر ِكي : محد محد جمبك .. أنا بس ... أقترب ِمنها ليضع كفوفه على
شعِرها
ال ُجوهرة أبتعدت و أنفُها ينزف دما ًء
ُر للدِّم تُر ِكي ينظ و يضع باطن كِفِّه على خِدها : أنا أحبك
الجوهرة وال مجال أن تبت ِعد أكثر فهي بالزاوية و تُركي يُحيطها بذرا ِعه.
تُركي : والله أنِي أحبببك .. خلينا نروح
ُظر لرسالة
عند اإلشارة األخيرة القريبة من بيتِه واقِف , فتح هاتِفه لين
بـوسعود في الواتس آب " عبدالمحسن عندي في البيت شف الجوهرة
وخلها تجي له"
تضايق و ج ًدا ، لن يسمح لها بان تخ ُطو خطوة وا ِحدة خارج المنزل ولن
يسمح لنفسه بأن يُكِلمها.
تُركي يُمسك كفَّها الممتلئة بدما ِء أنِفها : خلينا نروح ونتركهم
ال ُجوهرة تن . ُظر إليه وعيناها تب ِكي
تُركي يُباِدلها البُكاء : مين راح يبقى لك ؟ أنا وال سلطان ؟ وال ريان ؟




ٍن
ال ُجوهرة سحبت يدها ِمنه ورفست بطنِه لتر ِكض تُريد الخروج ِمن مكا
يجمعها معه
تُركي وقبل أن تفِلت خارجة من الباب ش َّدها من يِدها ليُثبت كتفها على
ِرب منها اكثر
ظهِر الباب ويقت
الجوهرة تُحرك وجهها يُمنة بِالته على ُعنقها ، ً ويُ
سرى لتمتأل قُ
تُر ِكي يهمس في إذنها : ال تمنعيني منك محد بيصدقِك غيري أنا
ال ُجوهرة صرخت بقوة تُريد لو أن الخادمات يسمعونها ويأتون ليشهُدوا
تُركي وضع باطن كفِّه اليمنى على شفت يها : أبيك تعرفين شي وا ِحد أني
ِر ًجا لالعلى و
أحبك .. وتركها خا سمع صو ت سلطان من الصالة الخلفية ,
ِرع اآلخر ، وركض ُدون توقف ليبتعد
ِر ًجا للشا
ر َكض للباب الخلِفي خا
عن البيت.
ِن الحديد
ي بشدةٍ تُليِّ
الجوهرة جلست بجانب الباب وهي تب ِك .
يُتبع
د َخل وهو يرمي مفاتيحه على الطاولة القريبة ، صعَد لألعلى و لعَنها
مرا ٍت عديدة ُدون أن يُ ِعي حتى ضميره الذي أستيقظ " ال يدخل الجنة لعانًا
"
تن َّهد من أنها مازالت موجودة بالجناح ، فتح الباب بهُدوء وهي كانت قريبة
منه , نظر إليها ومن منظِرها سأل : وش صاير ؟
وقفت بخوف وتتجه بخطواتٍها للخل ف
ُمح َّمرة في بعض األجزاء :
سلطان ين مين كان هنا ؟ ُظر لرقبتِها ال
الجوهرة ببكاء تحب ُس صوتِها
سلطان بصرخة : كان موجود!!!
تُصيبها من الدا ِخل والخارج
ال ُجوهرة و رجفةُ
سلطان ويش َّدها من ذراعها : مين كان هنا ؟ مييين ياللي تعرفين الله
الجوهرة و ال صو َت لها سَوى األنين
يكاد يُ َّجن يكاد يفِقد عقله من مايح ُدث ، صفعها بقوة حتى لو صفعها لر ُجل
ِة الجوهرة
لسقَط كيف لو كانت برقَّ




كادت تسِقط على األرض لوال أنه سحبها من شعِرها : ميييين تكلمي !!! ال
تخليني أذبحك الحين
الجوهرة بصو ٍت ُمتقطع : تـ .. تركــ .. . لم تُكمل من صفعٍة أخرى نزفَت
بها شفت يها
ُظ أبعد يديه عنها لتسِقط عل ر لها يحاول أن يستو ِعب أن
ِرد ، ين
ى ال ُرخام البا
هذه الجوهرة ؟ كيف تتجرأ بأن تختلي معه ؟ وعينه الساقِطة على رقبتها
ُخرى أوقَدت في دا ِخله براكين لن تهدأ
مرةً أ .
أمسكها بكلتَا يديه ليضربَها بقسوتِه وهو يلِفظ : أشتقتي له ! مقدرتي
تصبرين عنه !!!!! الله حسيبك الله حسيبك يالجوهرة عساه ما يسلمك يا
*****
و هذه الكلمة أنصفَت قلبِها قطعًا ، كيف يلفُظها ببرود كيف يقذفنِي بسهولة
ُدون حتى أن يتحشرج صوتِه من هو ِل مايقُول.
ُط ق شيئًا ، ماكانت تجرأ أن تقُول شيئًا ، ُكل مافي األمر اآلن
ما كانت تن
أنها تب ِكي و تُجيب على أسئلته باألنين.
ِِّربها منه : وين
سلطان الغير متح ِكم بغضبه ، مس َكها من شعِرها وهو يُق
راح ؟
الجوهرة هزت رأسها بالج ِهل
سلطان وغضبه و قهره جعله يضِرب رأسها بال ِجدار وهو يت ِجه لجواِله
ِّي زفت هو
ي أ
اآلخر الموجود ُهنا وير ِسل بهاتِفه " تركي بالرياض شف ل
فيه " ... رجع للجوهرة التي سيُغمى عليها من ضربتِه على رأسها :
خسارة خسااارة تكونون عايشين !! انتم الذبح يكرم عنكم .. أنتم نار
تحرقكم و شويَّة بعد
ال ُجوهرة و عينها تبح ُث عن رحمتِه
سلطان و فيه من الغضب الذي يجعله غير قاِدر على الص ُمود ُدون أن
ِّي يضربَها : تحبينه ؟ تحبين عِِّمك
يا حقيرة !! و مبسوطة فيه وتنافقين عل
ببك يك و خايفة طبعًا أنه جاء هنا !! بس والله ال أحرق قلبك أنتي وياه و
أعلمكم كيف الغدر يكون!
ِه ويكاد ينط ِحن ف َّكها من شدةِ قبضتِه : أنا لو أذبحك ماراح
مسك ذقنها بكفِّ




تطفي النار اللي بصدِري
ُطق : و
الجوهرة وبإجهاٍد تن الله آآ
سلطان صرخ عليه صر َخة أوقفت قلبها لثواني : ال تحلفين !! إسم الله ال
تجبينه بقذارتِك ,
أبتعد عنها بتق ُرف على مالِمحه : تحسبنيي مبسوط أنك هنا !! أنتظر اليوم
اللي تفارقين فيه .. وقريب بس قبلها نصفي حساباتنا و تذلفين لجهنم إن
ِركها تُ
شاء الله .. خرج تا لملم ِجراحها.
ِّي عذا ٍب هي بقاِدرة على تفكيك
َّط عليها ُسلطان و تُركي ، أ
بيوٍم وا ِحد يتسل
ِشفراته حتى تخرج ِمنه.
و الحز ُن يتغلغ ُل بين أطرافِها و يهَوى اإلستقرا ُر بِها ، تب ِكي دما ًء و ما ًء
ماِلح يُحرقها أكثر
ِضية ، بعد ُكل هذا يظن أنني راضية .. كي
ِهم أنني را
ف ف لعقله أن يتوقع
أنني هكذا ؟
لس ُت ُمحتاجة بأن تُصدقنِي بعد اآلن ، أنا محتاجة فقط أن أعيش بعيدة
عنك.
,
ِق الرياض
في إح َدى أسوا .
رتيل : بنت الكلب وش زينها
هيفاء : أنا قلت لك من قبل ؟ أنك تنفعين عربجي يغازل!
رتيل وقفت ُمتخ ِصرة في المحل : كل هاألنوثة و عربجي!
هيفاء : اقول شوفي الفستان هذا بس وال يكثر
رتيل : ماأحب هاأللوان أحب لون الفتنة
هيفاء : وش لون الفتنة ؟
رتيل : األسود ياهو مغري يختي يحِِّرك األحاسيس
هيفاء : أنتي مشكوك في أخالقِك .. وهي تسير ُمت ِجهة لجهٍة أخرى من




المحل
رتيل : ههههههههههههههههههههه لو عمليات التجميل حالل كان سويت
لي غمازات يختي محالها وأنتي تضحكين تطلع لك
هيفاء : يارب صبرك على الشطحات .. الحين مين اللي يبي الفستان أنا
وال أنتي ؟ أنا أدِِّور وأنتي تفكرين بالغمازات ومدري وشو
رتيل : أنا من شفت الحمارة ذيك أم غمازات تذبح و أنا مشتهية غمازة
هيفاء : يقولون أضغطي على خِِّدك كل ماتصحين وبتطلع لك غمازة
رتيل : صدق ؟
هيفاء بضحكة : إيه والله كثرة الضغط تميت الخاليا أنتي جربي يمكن
تطلع لك وتفكينا
رتيل : طيب مافيه شي ين ِعِّم الشعر بسرعة
هيفاء : إيه عاد هذي مشكلة
رتيل : ليه ؟
هيفاء : ألن فيه كثير بس لشعرك أل
رتيل : حرام عليك والله أنه مع الخلطات يمشي بس نافش
هيفاء : شعرك جنون تحسين أحد مكهربة
رتيل : والله متعقدة حتى صايرة أربط كشتي أول ماأصحى ماأحب أحد
يشوفني و ال عبير تجلس تتطنَّز
هيفاء : دوري لك من النت ياكثرهم عاد
رتيل : جربت كذا خلطة بس كالب .. منهم لله حقين المنتديات طلعوا
هم
ُّ
شينات جياكر يحطون حرتهم فينا يبون يخلونا شيون زي
هيفاء : بس تدرين شعرك حلو يعني ماهو حلو مررة بس يعني مقبول
مك تجاملين ؟ حلو و ماهو حلو ؟
ِّ
رتيل : مين عل
هيفاء بضحكة أردفت : يعني قصِدي الكيرلي حلو مانختلف ولونه بندقي
وعلى بشرتك بعد التان صاير جميل بس مررة أوفر الكيرلي
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه والله يا أنا صايرة غيورة بشكل
ماهو طبيعي كل ماشفت وحدة شعرها ناعم أنقهر
دهم بالكيرلي
ُّ
هيفاء : أصال اللي شعورهم ناعمة و




رتيل : ويسوونه
هيفاء بترقيع : إيه يسوونه
رتيل : طيب واللي شعورهم من الله كيرلي وودهم ناعم ؟ يقدرون يسوونه
بعد
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لألسف أل
,
ها
ُّ
ِ وجهه من بعِد تدريب اليو م , ويِده يلف
ِصق لصق الج ُروح على جرح
يُل
الشاش.
بوسعود : بتتعَّود على هاإلصابات
عبدالعزيز تن َّهد وجلس
بوسعود بإبتسامة خبث : ماوِِّدك تسأل عن شي
عبدالعزيز : دامك خططت وقضيت وش له أسأل!!
بوسعود : وال راح تقدر تسأل
عبدالعزيز عض شفتيه و الغض ب يتجم ُع في وجهه
بوسعود : أنت مين وِِّدك ؟
عبدالعزيز بصم ت
بوسعود و يُريد أن يستِفزه أكثر وبسخرية : اليكون ماتعرف أسمائهم ؟
عبدالعزيز بحدة ُدون أن يُدِركها : عبير وال رتيل ؟
ِك لو زَّوجتِك وحدة من برا ؟
ِب وش راي
بوسعود : طيِّ
عبدالعزيز ولن يستغِرب هذا الفعل أب ًدا : يعني ماراح أعرف
بوسعود : تما ًما
عبدالعزيز بقهر يتكلم : أصال وش اللي أعرفه أنا ؟
بوسعود : ألنك أنت ماتبي تعرف
عبدالعزيز بغضب : إال أبي أعرف ! وال تبيني أِذِّل روحي عنِدك وأقولك
تكفى قولي




ِّي
بوسعود : آل ترفع صوتِك عل
عبدالعزيز تن َّهد وهو يسنِد ظهره على الكنبة
بوسعود : كل أفعالك تعاندنا فيها طبيعي ماراح نقابل سيئاتك باإلحسان
عبدالعزيز : وأنتوا ماتعمدتوا تستفزوني!
بوسعود : أل
عبدالعزيز : ال تكذب , كم مرة أنت وسلطان تستفزوني بتصرفاتكم ! كل
ِّي
شيء ماتعرفونه ماشاء الله !! أضحك على غيري ماهو عل
بوسعود بإبتسامة : مقتنع بنف ِسك وأنت تكلمني كذا!!
ِق
ِّ
ِره وال يُعل
عبدالعزيز شتت أنظا
ِم وا ِحد ُكبر أبوك بهالطريقة
بوسعود : قولي مقتنع !! تكل ؟ ِّ
عبدالعزيز وفعال تص ُرفه ُمحِرج بحق من هو يكبُره ولكن قهره يستوِلي
على قلبِه
دخل مقرن َو طالل – ر ُجل أمن ال أكثر - ومعه الشيخ : تف َّضل حياك
الشيخ : زاد فضِلك ..
وقف عبدالعزيز و معه بـوسعود ليُصافِ ُحوه ،
ِره
عبدالعزيز و شعُور غريب يجتاحه ، إختناق أو شي ٌء يُشبهه .. أنظا
ق على حاِله هذا ، و
ِ
على الطاولة التي بالقُرب من الشيخ ، شعَر بضي
صورتِه ترى ما كان ما ِضي
ِم عليه وبضحكة : مبروووك يا عريس
ِّ
يُسل
نا ِصر بإبتسامة : الله يبارك فيك
سلطان العيد : ألف مبرووك يا ولدي و الله يتمم على خير
نا ِصر : آمين تسلم عمي
سلطان خ َرج مع ال ِشيخ موِد ًعا
عبدالعزيز : بروح أشوف حبيبة ألبي
نا ِصر بلهفة : أبد مانمانع من نظرة شرعية ثانية
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههه أثقل حتى لو هي أختي
خلها هي اللي تتعنَّى وتجيك




نا ِصر : أحب روح األخوة هذي
عبدالعزيز بضحكة اتجه للغرفة المجاورة عند غادة لي ِجدها تب ِكي
ِصي دموع الفرح بسرعة
عبدالعزيز : الناس تبارك وهذي تب ِكي ، يالله خل
ُمح َّمرة بالمنديل : أنقلع
غادة تمسح مالِمحها ال
ِرقة ليُعانقها بِضحكة : ههههههههههههههههه وفديت ُهم
عبدالعزيز يمسكها ب
انا وفديت حرم نا ِصر
غادة تبتسم بين دموعها : يالله أحس بشعور غريب
عبدالعزيز يُبعدها : وشو ؟
غادة بوص ٍف ي ُخونها : كأنَّه أحد يبشرني بالجنة
عبدالعزيز أبتس م : الله يتمم هالفرحة على خير
عاد مع سؤال الشيخ : وهل تقبلها يا ولدي زوجة لك ؟
عبدالعزيز وعينه على الورقة و كأنه يبحث عن اإلسم ولكن مقرن مستنِد
على الطا لة قد ت ُكون بعفوية ولكن عبدالعزيز متأكد بأن يِده وضعت على ِو
ا : نعم
إسمها ليس عبثً
ي أمَرها و عبدالعزيز
َّم العق َد بهُدوء وقَّعوا الش ُهود و ول
ت .
هي دقائِق طويلة أو ُربما أكثر من دقائِق ليخ ُرج الشيخ ومعهُ طالل و
مقر ن.
ُظر بإندها
أستوعب ، ما حد َث فِعالً وهو ين ا
ش مما حدث , أخذ نف ًسا عميقً
ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة تو َّسعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس
عبدالعزيز : ما راح أعرف مين ؟
بوسعود بضحكة : معليش حبيبي بس عندي طيارة ومقدر أتأخر عليها بس
أوصيك ببنتي إحسانًا .. أردف كلمته بسخرية ألنه يعرف تماما أنه ال
ِّي إبنة وكأنه يتعَّمد إستفزازه
يعرف أ .
ِر ًكا عبدالعزيز في حيرةٍ من أمره ،
خ َرج تا
يُتبع




ِردة تُبلل جسِدها ، ودُموعها تختِلط على خِدها ، تُريد ان
تغت ِسل و المياهُ البا
تتط َّهر من بقاياه .. من باقاياه في حياتِها أي ًضا ،
َو لن تن َسى أب ًدا يو ًما كهذا كأنِي
ًما ،
و لن تنسى أب ًدا كيف أحرق قلبَها أل
لس ُت من الب َشر حتى يرخ ُصني هكذا.
َو خرج ت
لفَّت المنشفَة حولها و أرتد ت مالبِسها بالحمام .
ِردة من التكيي ف و خاليَة ال أحد سَوى
َرى الغُرفة با
تن َّهدت بعُمق وهي ت
ِظلها , خالية من يوسف وهذا هو ال . ُمهم اآلن
هو اآلخر في األسفَل : بعد رمضان لو أنقلع للمريخ إن شاء الله راضي
وال هالسفارة المضروبة
من ُصور : متلهف على السفَر مررة يخي بتخلص إجازتك وأبوي بيخليك
تداوم غصبًا عنك
يوسف يُفرك عيناه : والله مليت ماعاد أطيق نفسي
منصور بنظرة لها معنى في نف ِس يُوسف : مليت من مين ؟
يُوسف : مليت من نفسي
منصور وواضح عليه عدم اإلقتناع : آهااا
يُوسف : وش آهاا ؟ صدق أبي أسافر و أرتاح
شهور بعد عن الكآبة
بالرياض
من ُصور بجدية : يوسف اصدقني القول
يُوسف بعصبية : ترجع تفتح الموضوع من جديد ! يخي الله يرحمك التقعد
تفتح لي اياه على الطالعة والنازلة
من ُصور : ألني حاس فيك
يوسف : آل منت حاس فيني لو حاس بتشوف عرس في قلبي
منصور : يوسف ال تتمصخر أتكلم جد أنا
م
ِّي الع ِظي
يُوسف : أستغفر الله العل ..
منصور : يُوسف
يُوسف : لحول خالص أنا مرتاح كذا ال تشغل نفسك فيني
دخل واِلدهم : قايمة حرب الخليج بينكم




يُوسف بإستهبال :أستغفر الله يايبه يعني أنا الحين معصب مقدر أتقبل
السماجة وأضحك عليها
والده يرميه بالمخدة ويجلس :ماتستحي يالكلب
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ِل على الكل بضحكتِك
ِّ
منصور : يخي أستغرب كيف تمث
يُوسف بسخرية الذعة : تعبت أمثل الضحكه وأعيش الوقـت بالنسيان
واِلده يوجه حديثه لمنصور : وش ِلك فيه ؟ خله
يوسف : أسمع من أبوك
واِلده : بس وش فيك اليوم نف ِسك قافلة ؟
ِّي إهتمام : من الفيزا
يُوسف ويضع لو ُم عصبيته اليوم على شيء لم يُعيره أ
!! أنا شكلي بآ ِخذ زولية وبروح أصيِّ الطايف ِف مع قرود
ِوي بكالِمك مدري على مين طالع
منصور أبتسم : يا أنك تلت !
ِضح
ِمك يالوا
ِّ
يوسف : الله يسل
منصور : على األقل ماني غامض بشعوري مثلك
يوسف : غامض وتمثل الضحكة .. والله أنك متأثر بشريط قناة الـ......
منصور ضحك ليُردف : والله أنك تطلع من الموضوع بسهولة
دخلت هيفاء : مساء الخير شباب
منصور : من وين جاية إن شاء الله ؟
هيفاء : طيب قول مساء النور يا احلى أخت يا أحلى زفت على األقل
يُوسف : مساء الورد و الفُل و الياسمين و كل شيء معفن يا كلبة فيه أحد
يرجع الساعة
ونص!!
هيفاء وطول حديث يوسف مبتسمة حتى تحولت إبتسامتها لشيٍء آخر :
يعني الناس ترجع متى ؟ تبيني من الساعة
أقابلكم
منصور : ال بس إذا كنتي طالعة بدون أمي ترجعين قبل

هيفاء : وإذا مع أمي ارجع الفجر عادي
منصور : آل تراددين ال أتوطى في بطنك الحين
هيفاء : يبه شوفهم
أبومنصور : خليهم يتكلمون لين بكرا




هيفاء ضحكت : يسلم لي قلبك ويسلم لي هالشيبات
منصور : آل والله يبه تقعد تهين كلمتنا قدامها
هيفاء : ألني مستأذنة من أبوي ال صرت ولي أمري ذيك الساعة حاسبني
منصور : أشوف لسانك طايل
يوسف : طايل ونص بعد !! هذا وأنا قايل خلني أحجز لي أنا وهيفا نسافر
وننبسط وندخل بارات نتفرج بس خالص خالص التحاولين عقب اليوم !
هيفاء بتلهف : صدق !! آسفة والله خالص مااطلع بس قول أنك بتسفرني
يُوسف يوجه حديثه لمنصور : قايل لكم الحيوانات أعرف كيف أربيها
هيفاء تحذف عليه علبة الكلينكس : أنا حيوانة يامعفن .. وخرجت حتى ال
يلحقها
منصور : يبه التعَّودها تطلع بدون أمي
بومنصور : طالعة مع بنت بوسعود
يوسف : بناته متزوجات ؟
بومنصور: أل
يوسف بضحكة يحك ذقنه : شكلي بخطط على وحدة فيهم
منصور : وتقول مررة مرتاح
يوسف: أمزح لحول وش يزوجني بعد !! يخي الواحد صدق ماعاد يطيق
نفسه
,
نجالء : بس هذا حلو بعد
ريم : يالله أحترت وش ألبس ؟ يعني هذا وال هذا
نجالء : أنا أشوف اللحِمي أحلى يعني خصو ًصا عروس وكذا ماينفع
تلبسين أسود
ريم : أنا بحط حساب العزايم اللي بتصير هناك أخاف من النوع اللي
جيران وماأعرف أيش




نجالء : خلي هيفاء تسأل رتيل كيف نظامهم
ريم : آل فشلة
نجالء : وش فشلة !! عادي والله
ريم : ال مستحيل أسألها
نجالء : ياماما هيفاء تسأل وكان الله غفور رحيم
دخلت هيفاء الغرفة : لحول ال يكون تسولفون عن العرس يخي راعوا
شعور العزابية
نجالء : ههههههههههههههههههههه أصال هذي األيام اللي قبل العرس
تكون مقدسة
ريم : طيب أخاف هو من النوع اللي مايحب القصير
نجالء : ماهو قصير ! يعني لتحت ركبتك بشوي
ريم : إيه بس ماأدري عنه
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه آآآخ متى أقول
ِكذا والله لعيونه ألبس عباية قدام الحريم
نجالء : هههههههههههههههههههههههههههههههه أنا كنت أقول أنه كل
اللي يحبه منصور بسويه بعدين أكتشفت ليه أقهر نفسي وأقعد ألبس على
مزاجه ! هو يقتنع بلبسي وبكيفه
*تؤ تؤ تؤ * :
ُمستغرب من تصرف نجالء
هيفاء تُخرج صوت الرفض ال
آفآآ هذا وأنتي ميتة عليه
نجالء : بس الواحد له شخصيته ، أسمعيني ريوم ماعليك التخلينه من أول
َّ يوم يتحكم فيك حاولي تفر ق قولي أنا
ضين شخصيتك و لبسك وإن عل
تعودت كذا
ريم : ال مايصير من أول يوم أجلس أعانده الزم أسايره
هيفاء : والله لو تسمعين نصايح نجول بتضيعين تراها كلبة ال تصدقينها
..كانت متخرفنه عند منصور يقولها قطي نفسك بالنار تقط نفسها
نجالء : أنا ِكذا !!
هيفاء : نعم نعم .. نسينا أيام أول و أيام المسجات و العيون اللي ماتنزل
عن الجوال أبد كل شي وله شهوده




نجالء : والله انتي اللي تشوفين على كيفك
,
من سو ِء تغذية و تق ُرف و أشيا ٍء كثيرة حزينة جعلتها تتقيأ ، فرشت أسنانِها
وتمضمض ت .. لتمسح وجهها بالماء , خرجت و الج ُروح على و ِجهها ال
تختِفي ، نظرت لعائشة مع الخادمة الفلبينية األخرى و هُم يصعُدون لل ُدور
الثاِلث لغُرف ٍة أخرى حتى تستِقر بها ال ُجوهرة.
عائشة أتت إليها : فيه شيء تاني ؟
الجوهرة هزت رأسها بالرفض
عائشة بشفقة : طيب ماما يبي شي ؟ يبي آكل ؟ يشرب ! هرام مافيه يآكل
شي من ُسبه *صبح*
ال ُجوهرة ببحة موجعة : أل ... أخذت هاتِفها و صعدت لل ُدور الثالث ُدون
أن تلتِف ت لغُرفة سعاد التي ال تعلم عنها شيء سوى إسمها وبعض حكايا
عائشة المشكوك في مصدِرها.
ِد عن
دخلت الغُرفة وتب ُدو صغيرة و أصغر مما أعتادت ، ولكن البُعد جيِّ
سلطان .. أ ِّن ال يرانِي فهو رحمة من الله.
ِها األيمن أسفل خِدها ، دُموعها تُعانق الفراش
أستلقت على السرير وكفِّ
األبيض ، تستر ِجع بعض من الذكريات الناِدرة بينها وبين ُسلطان ، ال
شيء بينها وبينه يستحق الِذكر ولكن رفعت سقف توقعاتِي به حتى أنهار
بخيباتِه.
ِّي ال ُجوهرة : أف ِك ؟ ِّر قد إيش
ممكن تصبر عل
سلطان أبتسم , هذه اإلبتسامة تب ُدو غريبة على الجوهرة .. هذه اإلبتسامة
شا ِحبة ج ًدا
الجوهرة : جد أتكلم
سلطان أسند ظهره على السرير وعينيه على السقف : أنتي متأملة بأيش ؟
الجوهرة ال تعرف بأي إجابة تليق على هذا السؤال : مو كثير




سلطان ضحك وأردف : أحسني الظن
ُخيط احال ًما وا ِسعة تجمعنا ،
ُحسنه , من بعِد كلمتِك هذه جلس ُت أ
ليتنِي لم أ
تأمل ُت بِك كثي ًرا.
,
في إنشغا ٍل كبير ، تنش ِغل به ,
د تص ُرفاتِها السيئة إتجاهه
ُّ
في ُغرفتِها ال . ُمعتمة تع
لو أنها لم تقُول كلمٍة و لو أنها صمتت عن كلمة و لو أنها لم تُخبره بشيء
.. و لو – كثي ًرا تقولها حتى تعَّوذت ِمنها و من باب الشيطان الِذي يُفتَح
من بعِدها.
فتحت هاتِفها لتت ِصل عليه حتى ت ِجدهُ ُمغلق ، نظرت آلخر دخول له في
الواتس آب كان الساعة
المغرب في توقيت باري س.
أرسلت له رسالة نصيَّة – أفتقِدك –
و سال ت دمعتِها على الشاشة و هي تعلم جي ًدا أنه قاِدر بسهولة أنه يستغنِي
عنها ، و ال تص ُرف منه يُثبت عكس ذلك ، يزع ُل عليها بالش ُهور و كأنه
يبحث عن زلتها حتى ينق ِطع عنها ويتحجج بذلك.
ِ وا ِحد يسِقي
ِري في أشِد إحتيا ِجي لـ
عبدالرحمن هو الوط ن الذي ألتف ت لغي
أر ِضي.
,
ِر في مزرعتِه غة :
الكئيبة ، يُصِِّوب بإتجاه عل ب المشروبات الغازية الفا
طيب وبعدين
اآلخر يقف بجانبه : والله يابو بدر ماتركت مكان إال وبحثت عنه حتى
جواله يوم شفنا إحداثياته عندنا لقيناه في جدة
سلطان : والحين !




ِعنا ألن مثل ماق
ِع شريحة جديدة و يبي يضيِّ
اآلخر : شكله مطل لت لك ِّ
الجوال مصدره جدة وأنت تقول انك متأكدة انه بالرياض هذا يعني أنه
عنده جوال ثاني
سلطان ألتفت عليه وبنبرة غضب : ماهي ُمشكلتي طلعه من تحت األرض
! تراه ماهو مطلوب أمني عشان أقول والله صعبة نلقاه وأكيد مآخذ
إحتياطاته , أقصاه كلب مايدري وين الله قاطه
كت أمام غضبِه ومالِمحه تميل للتوتَّ اآلخر س ر
سلطان : أنا أقدر أبلغ عليه و يوقفونه بسهولة بس ماأبي فضايح ألنه يقرب
لي من بعيد
اآلخر : فاهم وأدري انك تبيه بموضوع عائلي لكن والله أحاول أسوي كل
اللي أقدر عليه
ِّي زفت
سلطان : طيب شف لك حل , بلغ ربعك اللي بالمطارات وال أ
يعرفه
اآلخر : إن شاء الله
سلطان : ال يطلع برا السعودية , فاهم
اآلخر : إن شاء الله طال ُعمرك .. تآمر على شي
ُخرى و يغمض عينه اليُسرى : أل
سلطان وهو يصِِّوب مرةً أ
أنص َرف و ترك ُسلطان يعي ش ُعر ًسا من طلقات النار في ساعات ُمتأ ِخرة
من الليل.
,
َحد ُهنا سوا ُهم ، فهذه
على الشا ِطىء جاِلس معها تحت ضو ُء القمر و ال أ
المدينة بعد مغيب الشمس تهدأ وج ًدا.
رؤى : الحين وش أسوي ؟
وِليد : مدري أنا أحاول أتفاهم معك و أقدر لكن مع سارا مقدر
ُرؤى ب ِضيق وبكلما ٍت ُمتداخلة : طيب كيف أعرف أنا يعني كيف أحس أنه
ماهي شخصيتي




وِليد : صعبة يا رؤى ، لكن بس تداومين على األدوية و ترتاح نفسيتك ,
كل شي بيصير تمام
رؤى : يعني رجعت ذاكرتِي , طيب قولي وش قلت ؟ عن أبوي و أمي و
اخواني ؟
وِليد : قلتي أشياء كثيرة
رؤى برجاء : قولي وشو طيب ؟
وليد : تسولفين عن عبدالعزيز كثي ر
رؤى : وش أقول عنه
ُظر للب َحر وعيناهُ ضائِعة : تشبهينه بعيونك
وليد و يتضايق أكثر ِمنها وين
رؤى و عيناها ته ِطل الدُموع وبلهفة : و إيش بعد
وِليد بنبرة موجعة : أقرب لروحك .. قلتِي لي .. تصدق أني أشتقت لك ..
تحسبيني عبدالعزيز
ُخرى : ليه مقدر أتذ َّكر أشكاله
رؤى ببكاء و تن م ؟ ُظر للب َحر مرةً أ
وليد : باقي كثير عشان تتذكرين هالتفاصيل
رؤى بعد صمت لدقائق طويلة : ليه سَّوت فيني كذا ؟
وليد : خسارة تكون أم !! ضيعتك بس باقي طريقنا طويل وماراح نستسلم
, أستعيني بالله وإن شاء الله ماراح يخيب رجانا
رؤى : يارب
,
فجر الثالثاء.
الساعة الرابعة والنص ف فج ًرا – بِقي القليل و ُربما الجمعة أو السبت
رمضان.
ُم ِّطِل على الحديقة و ن َظر إليها
ِرج ، تق َّدم ل ُشباكه ال
شعَر بأصوا ٍت بالخا
وهي تسي ُر خلف الق ِصر ، ُرغم أنه لم يرى سوى ظهرها إال أنه ُمتأ ِكد أنها
ي من شعرها المعقُود و تخ ُرج منه الخصالت الملتوية ُمتمِِّردة
ِه .
لم يتبقى في داخِله ذرة إحترام أل ِّي أحد , القصر شبه خالي مادام بـوسعود




ليس ُهنا.
ُظر لها وهي تُصفصف األلواح الخشبية , أقترب
خ َرج َو تبِعها للخل ف ، ين
ِمنها
قليالً
قلبها يتسار ُع بنبضاتِه من الظل الذي تراه ، شعرت بأن اح ًدا خلفها ، يكاد
يُق َطع نفسها من شدةِ ُرعبها
ألتفتت بخوف : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يُجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي!!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصد ُرها يهبط ويعتِلي بخو ف : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت وال عشان أبوي ماهو فيه تـ
دها نح ِوه لترتفع قليال عن
لم تُكمل وهو يضع ذراعه حول خصِرها و يش ُّ
مستوى األرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صد ُرها مال ِصق
لصدِر عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقُط في بطنها : يامجنون أبعد ال تخليني أصرخ و يجون
الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها . . . . . قبَّلها و كأ َّن المكاتِي ُب و الرسائل
تخ ُرج من شفتيه لشفتيها
رتِيل تحاول ُمقاومتِه حتى خانتها سيقانها وجلست و مازال عبدالعزيز
ُمستِمر لتستلِقي على األرض و تضربُه على صدِر . ه فيبت ِعد
أبتعدت وهي مص ُدومة مما حدث , صدرها يهبِط ويرتفع بقوة غير ُمصدقة
تما ًما : حقييير
عبدالعزيز وقف و بإبتسامة خبيثة وشديدة ال ُخبث
رتيل أرتجفت فكوكها ، خشيت أن تُخسف األرض بها مما يح ُدث بينها
ِرة و تُقال سريعًا :
وبين عبدالعزيز , وبأنفا ٍس ُمرتبكة بحرو ٍف تخرج متوتِّ
تحسبني بسكت والله بس يرجع أبوي ألقوله عن حركتِك
عبدالعزيز : وأنا ماراح أقصر بعد




رتيل : تهددني!
عبدالعزيز يقترب بخطواتِه ُمجدًدا ِمنها
رتيل أبتعدت للخلف : أبعد ... وأشارت للسالح الذي بيِدها
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه أنتي أعرفي كيف
تمسكينه باألَّول
رتِيل بعصبية : أبعععععععععد عن وج ِهي
عبدالعزيز أبتسم : وإذا مابعدت
ِِّرب مني
رتيل : أنت مجنون !! تجلس تحكي وتنافق وتقول الدين والله و تق
في غياب أبوي
عبدالعزيز : ديني ال تتدخلين فيه ! على األقل ما أرخصت نفسي ألحد
تحر ُق خ َدها ، إهانتِه الثانية لها ، كأنهُ يهين ُحبها , هو
وكأنها تتلقَى صفعةً
بالفعل يهين ُحبها ل لها عليه أي ًضا
ُّ
ه و يذ
رتِيل ر َمت السالح على األرض وهي تسير ُمتجهة للد ُخول ولكن يِد
عبدالعزيز وقف ت بالمرصاد و تمسكت بذرا ِعها وبصراخ : أتركني مالك
حق تلمسني فاهم !!
عبدالعزيز : أشششششش ماهو زين عليك العصبية ... قبَّل خدها وهو
يهُمس بإذنها .. تصبحين على خير
محبوسة في محاجرها ،
رتيل وقفت و خ َّدها يتف َّجر بال ُحمرة ، و دمعةٌ
ونبضاتِها ترتفع لحٍد غير طبيعي
عبدالعزيز أبتسم بخبث : أدعي ربك يغفر لك قبل شهر الصوم
رتيل ضربت صدِره بقوة ولكن هذه القوة تعتبر ال شيء أمام عبدالعزيز
ولم تؤلمه ولو قليالً حتى : أنت اللي أدعي ربك يغفر لك يا وصخ يا حقيير
عبدالعزيز ببرود : أنا قلت دامها خربتها أخربها زيادة
ِِّرب
ِّي فاهم ! مين أنت أصالً عشان تق
رتيل بغضب كبير : ماتخربها عل
مني .. صدقني إن حاولت تلمسني مرة ثانية ماتلوم اال نفسك يا معفن ..
عبدالعزيز : مافهمت كيف مفهوم اللمس عندك ؟
رتيل : تبغى تعرف كيف مفهوم اللمس !!!
عبدالعزيز يمسك ضحكتِه : علميني أخاف أني أجهل هاألشياء




رتيل وت ِّشِد على شفتيها لتُجِِّمع ريقها وتبصق عليه : هذا اللمس
عبدالعزيز أنف َجر ب ِضحكته ليُردف : عسل على قلبي
رتيل و دمعتها المحبوسة سقطت
عبدالعزيز بطرف كِِّمه مسح وجهه من بصاقِها
رتيل سارت ُمتجهة للباب الداخِلي وهي تتف َّجر غضبًا ، تُريد أن تُك ِسر كل
شيء أمامها حتى تشِفي بعض غضبها
ُّل حتى أن عبدالعزيز يقترب منها بهذه ال ُصورة ،
غير قاِدرة على التخي
ِزن بحركتها من هو ِل صدمتها ، دخلت
جسِدها يرتع ش و أصابعها التت
ُغرفتها ا ، أرتمت على السرير وتدفن وجهها بالمخدة
وهي تُغلق بابها ثالثً
و تب ِكي بصم ت.
خيباتِها بدأت تتكاثَر حولها ، كيف يهيني هكذا ؟ تشعُر ب ُخزيٍ و خجل
شديد , تنتابُها رغبة في البُكاء وال غير البُكاء َو أن تب ُصق عليه كل هذا
الحزن الذي أتَى بِه , وع َدت نفسها بأن تُهينه كما أهانها.
ِن حاِله يقُول "
عاد لفرا ِشه و عينه على السق ف غارق في تفكيره ، و لسا
بتشوف يا بو سعود مين عبدالعزيز"

في صباحٍ جِدي د , الساعة الثا ِمنة بتوقيت باري س.
أخرج هاتفه ليت ِصل عليها وهو في طِريقه سي ًرا بين أر ِصفة باريس ، أتاه
صوتُها النائم : ألو
عبدالرحمن : صباح الخير
ضي ف َّزت من فراشها وهي تنطق بلهفة : عبدالرحمن ؟
عبدالرحمن : صحيتك ؟
ضي بإستعجال : ال عاِ


إعدادات القراءة


لون الخلفية