الفصل 38

يوسف : ال تغلطين أكثر ال يصير شي ينسيك إسم أمك بعد!!
ُمهرة : بخاف منك يعني ! والله ألصارخ وأفضحك عند أهلك
يوسف : جربي تصارخين ألن الكل أصال مو طايقك
ُمهرة : يعني أنا اللي ميتة على ُحبهم
ِّي أنا
يوسف : أقطع لسان اللي يقول أنك ميتة عليهم !! ماتموتين إال عل
ُمهرة بنظرات غاضبه أستدارت لل ُشباك
يوسف : بتجلسين طول الليل كذا ؟ تعَّوذي من الشيطان ونامي
ُمهرة : نام عليك بعير إن شاء الله
يوسف : ههههههههههههههههههههههه طبعًا البعير إسم مفرد يعود عليك
ِّي
والله يازينه لو ينام عل
يُتبع
شم ُس الرياض تسللت خل ف ستائِر الضمائِر الغائبة و العاشقة.
في مبنى يزدحم صبا ًحا وليالً وال يكاد يهدأ أب ًدا .. دكتُور يف ِّك جبيرتُه .. :
الحمدلله على السالمة
عبدالعزيز : الله يسلمك ...
رفع عينه لسلطان
سلطان : بكرا تتدرب معنا
عبدالعزيز : عطني يوم راحة




سلطان : بتدلل من الحين ؟
عبدالعزيز : تَّوني بحس بإيدي .. بتجلس تركبني هاألبراج قسم بالله عذاب
ماهو تدريب
بو سعود : خالص خذ لك يومين
عبدالعزيز بسخرية : كريم كثر الله خيرك
سلطان : ماعرفنا لك !! الزم تتدرب يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : وأنا قلت مانيب متدِِّرب ؟ ال حول الله
سلطان : خالص يا بو سلطان حقك علينا متى ماتبي تعال
عبدالعزيز بضحكة : ماتجون اال بالعين الحمراء
بو سعود : آل والله صاير تتدلع مررة
ِّي دلع ؟ حتى المستشفى زهق مني وأرسلوا دكتورهم
عبدالعزيز : أ
ِّيك
سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه مانبي نعنِ
عبدالعزيز : جعل خيرك يكثر رحوم مررة
سلطان : عاد الرحمة صفة مشتركة بيني وبين بو سعود
عبدالعزيز : أخاف ال تنخسف األرض فينا من قو الكذبة
بو سعود أنفجر من الضحك :
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ظالمنا ياعزيز
عبدالعزيز : الله أعلم مين ظالم الثاني
ِّي
سلطان ويحادث بو سعود : جالس يرمي حكي عل
عبدالعزيز : الحمدلله أنك فهمت
سلطان : هههههههههههههههههههههههه ت ُمون قول اللي تبي
,
ِّيديزني الند – باريس
ضحكاتها تنت ِشر أشتاقت لهذه الضحكات ... أشتاقت لنفسها أكثر من




شي آخر..
وليد : غلطان يوم جيت هنا كل األلعاب منتي راضية تلعبينها بنجلس
نمشي كثير!!
رؤى : ههههههههههههههههههههههههههههه يكفي بس هالجو
وليد ويأخذ من غزل البنات ويعطيها
رؤى : شكًرا ..
وليد : العفو .. إيه وش الحلم ؟ ماقلتي لي تفاصيله
رؤى : ماأبغى أحكي فيه خلني مبسوطة كذا .. وقطعت له من غزل البنات
والمست شفتيه كفَّها..
ناصر بضحكة يأكل من غزل البنات الذي بين كفوفها
ِّي غادة
غادة أبتسمت : خالص أبعد ... وقطعة أخرى كانت قريبة من شفت
أكلها ناصر وأردف : هههههههههههههههههههههههه لذيذ ج ًدا منك
ِّي بهالكلمتين
غادة : إيه أضحك عل
بعة ميني ماوس ووضعها على رأسها
ناصر : أفآآ تكذبين قلبي .. أشترى قُ
.. تعرفين مين تشبهين الحين ؟
غادة : مين ؟
ناصر : الصغيرة اللي شفناها قبل يومين بالمستشفى
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أنا كذا
الحين ؟
ناصر : نص ونص هههههههههههههههههههههههههه صايره عيونك
صغيرة زيَّها
غادة : والله عيونك اللي صايرة ماتر ِك رني ِّز أجل أنا أشبهها .. المهم صِِّو
ناصر ويفتح الكاميرا : تشييييييييييز
لتقطت الصورة
ُ
غادة ضحكت بقوة وبضحكتها أ
رؤى : قالت أنه طلقني والحين متوفي




وليد براحة كبيرة شعَر وأخي ًرا بمعنى الحياة تمتم : الحمدلله
رؤى رفعت حاجبها : وش الحمدلله ؟
وليد : ههههههههههههههههههههههههههه الله يرحمه
رؤى أستدارت عنه بخجل
وليد : ماراح أصبر كثير
رؤى : هههههههههههههههههههههههههههههههه طيب
وليد : أفهم أنك موافقة
,
*
الساعة الثا ِمنة مسا ًء
نجالء ت ِكِّن بعض ال ُكره إتجاه ُمهرة ولكن إزداد وبشدة وهي تراها أمامها
أم منصور : وش قالت لك الدكتورة ؟
نجالء : أبد خالتي قالت أنها أعراض عادية ومافيه شي على الجنين
أم منصور : آلتكثرين حركة وتتعبين نفسك
نجالء : إن شاء الله
ريم :آلآل
أم منصور : وش فيك ؟
ريم : أنكسر إظفري
هيفاء : ياااي عسى ماعَّورك
ريم : أنتي التحكين معي
هيفاء :
شهور ههههههههههههههههههههه وش بيصير بعدها
ريم : بتتغيَّر خرايط وجهك
ِّر ألعصابه .. :
دخل من ُصور ويوسف , بالنسبة لمنصور فالموضوع موتِ
السالم عليكم
:وعليكم السالم
من ُصور أنسحب بهُدوء ليصعد لألعلى و ذهبت من بعده نجالء




يوسف تن َّهد من هذا التوتر وجلس بجانب هيفاء , وماهي اال ثواني والمكان
يفرغ سواه هو و هيفاء و ُمهرة.
يوسف : أتصلت أم ريان ؟
هيفاء : إيه وحددوا الزواج بعد
شهور بالتمام
صبِِّي لي شاي
وبنظرة إلى مهرة*
يوسف : الله يتمم على خير .. *
ُمهرة بطاعة تُثير إستغراب يوسف , أمألت البيالة وتقدمت له ومَّدتهُ له ..
وماإن رفع كفه يوسف ليأخذ الشاي حتى سقط عليه
ُمهرة بنظرة ذات معنى ليوسف : آسفة ماأنتبهت
يوسف وثوبه تبلل , أخذ المناديل وهو يمسح كفوفه من الشاي الساخن
وتمتم : أنا أوريك
هيفاء ضحكت وهي تصعد لغُرفتها
يوسف رفع عينه : تستهبلين صح ؟
ُمهرة : مافهمت ؟
يوسف ويأخذ كأس العصير الممتلىء للنصف و بللها من شعرها ألقدامها :
الحين فهمتي ؟
ُمهرة بغضب : حقير معفن !! الله يآخذك
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههه والله تخدعين أجل كوب
عصير خالني أشوف بشاعتك
ُمهرة : ماني محتاجة شهادتك في شكلي
,
رتيل متمددة على الكنبة : أل روحي بروحك
عبير : الحين مين اللي يدِِّور الكآبة ؟
رتيل : ههههههههههههههههههههههه صدق مالي خلق
عبير وهي ترتدي نقابها : بكيف ك .. خرجت بوجهها الخادمة ومعها باقة
ورد زهريَة




الخادمة تمده لعبير
رتيل رفعت حاجبها : من مين ؟
عبير أرتبكت بشدة وحرارة وجهها أرتفعت , بلعت ريقها : مدري ماهي
كاتبة إسمها
رتيل : لنا الله أنا حتى وردة ميتة محد يعطيني .. ُسرعان ماتذ َكر قلبها
عندما أعطاها عبدالعزيز وردة ميتة ذابلة و جملته * كلن يُعطى على قد
بياض قلبه * ضحك ت بفر ح
عبير : وش فيك ؟
رتيل بربكة : آل وال شي
عبير : وديها غرفتي . .مع السالمة .. وخرج ت
َّطعت
رتيل بدأت تعصف بِها األفكار ... تراجعت " آل مستحيل " .. ق
" نعم أم أل " .. بخطوات هادئة خرج ت وأخذت
أظافرها وهي تفكر
السالح معها حتى تتحجج بأنها تتدرب .. المسلم ال يُلدغ من جحره مرتين
:p
سارت بإتجاه بيته المظلم في هذه اللحظة .. بدأت ترتبك خطواته وتقف
كثي ًرا وتتلف ت ..
,
ال ُجوهرة : بنت عمي يعني أبوي و أبوها أخوان
عايشة : إييه زين يجي آشان يفره " يفرح"
ال ُجوهرة : طيب حضري القهوة والشاي عشانهم جاييين الحين .. وال
تجيبين طاري سعاد طيب التحكين لحد
عايشة : زين
الجوهرة ه َّمت بالخروج من المطبخ ولكن ألتفتت لعايشة : عايشة
عايشة رفعت عينيها عليها
الجوهرة : سعاد كانت تشوف أحد يعني صديقاتها أو أمها ؟




عايشة : أل مافيه أهد*أحد* يجي بيت بس ماما كبير و بنت هَوا
الجوهرة : طيب كملي شغلك .. صعدت لألعلى ونظرت للدور الثالث ..
ترددت ان تصعد ال تُريد ان تتعدى خطوطها التي وضعها سلطان لها ..
لكن رغبتها المحشوة بالغيرة تُريد أن تعرف من هذه السعاد ؟
,
عبدالعزيز ركن سيارته وبجانبه ناص ر
ناصر تن َّهد : بو سعود مارجع ؟
عبدالعزيز : يجلسون لين آذان الفجر .. فتح الباب وساروا بخطوات شبه
بطيئة لبيته
عبدالعزيز : وش سويت بالدورة اللي جتك ؟
ناصر : رفضتها
عبدالعزيز : ماوِِّدك في باريس ؟
ناصر : حاطين أكثر من مدينة بس ماني رايق لدورات وقلق
عبدالعزيز يفتح باب بيته.. ... ... ..
,
رؤى تنظر لألوراق الموجودة في دوالب والدتها , أشياء يصعب فهمها ..
مقرن " كثي ًرا .. هذا الوالد الغائب .. من المستحيل أن يكون
"
يتكرر إسم
ح ِّي ! .. . . . غادة سلطان العيد ؟ من هذه ؟
:وش تسوين ؟
ألتفتت رؤى وعقدت حاجبيها : أشوف هاألوراق
والدتها تسحب األوراق من كفوفها




رؤى : مين غادة ؟
والدتها بعصبية : مليت يارؤى من أسئلتك اللي ماتنتهي ! مين غادة بعد !
كل يوم طالعة بإسم جديد .. أنسي الماضي أنسي كل شي صار قبل
الحادث كلهم ماتوا الزم تقتنعين أنهم ماتوا !! أرضي بهالقدر
رؤى وأمام عصبية والدتها , أنهار قلبُها بالبُكاء : من حقي أعرف وش
هالماضي!
أم رؤى : ال ماهو من حقك يارؤى !! خالص ريحيني لو مرة وال عاد
تسأليني عن هاألشياء
رؤى أخذت معطفها وخرج ت
أم رؤى : رؤى أرجعييييييييييي
رؤى تجاهلت هذا النداء وهي تسي ر على إحدى األرصفة الهادئة في هذه
األثناء .. ضمت نفسها من البرد , عيونها تفيض بالدُموع .. مشتتة ج ًدا ..
عقلها يتفتت بال ُصداع اآلن .. غادة . . عبدالعزيز .. سلطان العيد .. مقرن
ُّضر
.. من هؤالء ؟ يالله .. تحاول التذكر ولكن ضغطها على ذاكرتها ي
أكثر من أن يفيدها .. بتع ب جلست على إحدى الكرا ِس ي وتنظر للما َّرة
أمامها ...... أح ًدا أجهله يناديني .. أح ًدا أجهله أريده اآلن .. أح ًدا أجهله
أحبببببه .... كيف هالغموض يلتَّف حول قلبي ُدون أن يأتي أحدهم
يرحمني ويقطع هذا الغموض .. أريد الحقيقة ... هذا الماضي أريد العودة
إليه .. أنا أنتمي له و هو يريدني.
,
ما إن سمعت الجرس إال وأنتابتها اللهفة لرؤيتهم ... نزلت بخطوات
سريعة وبإبتسامة عريضة أرتسمت على محياها وهي تراه م .. ركضت
ل ُحضن والدتها .. قبَّلت جبينها وكفَّها : وحشتيني .. تجمعت دموعها في
محاجرها من الشوق أو ربما شيء آخر.




كان سالمها حا ر ج ًدا على واِلدها وأفنان .. ثم سالٌم . بارد على ريَّا ن
الجوهرة : حياكم .. قولوا لي وش أخباركم والله أشتقت لكم
أم ريان : إحنا بخير الحمدلله أنتي شلونك عساك مرتاحة
الجوهرة : الحمدلله .. شلونك ريان ؟
ريان : تمام
ال ُجوهرة أكتفت بإبتسامة تعرف أنه ريَّان ال يُجيد التسامح مع أحد حتى مع
ذاته.
.
.
.
.
البارت )

)
أصبحت ال ألقاك صرت سحابة
عبرت على عمري كما يهفو النسيم
ورجعت للحزن الطويل
ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف األصيل
يمضي الزمان بعمرنا




الخوف يسخر بالقلوب
واليأس يسخر بالمنى
والناس تسخر بالنصيب
عصفورنا قد مات
من قال إن العمر يحسب بالسنين
*فاروق جويده.
,
ُمرتبكة ج ًدا خطواتِها , سمع ت صوت سائِقهم .. أنحنت بوجهتها من بيت
عبدالعزيز إلى الباب الخلفي , دخل ت وصدرها يهبط ويعلو .. ليست ككل
و
َمرة .. في المَّرات الماضية ال شيء ي ُهم .. لكن هذه المرة قلبِي محشُّ
بحبه .. هذا ال ُحب يُرب ِكني و ج ًدا.
صعدت لغرفتها وأقتربت من النافِذة و رأته هو ونا ِصر يسيران .. أبتعدت
خطوا ٍت قليلة عن النافِذة حتى ال تلفت اح ًدا .. ش َّدت على شفتيها من
إطالق ِضحكة مجهولة السبب .. لكن هذا ال ُحب وق ٌع ِمن جنون .. هذا
الجنُون يُجيد العبث بعقِلها .. إبتسامته و عينيه أعشق ُهم .. أي ًضا طوله .. و
ِر حديثه .. كل شيء يتعلق بِه و إن كان عيبًا
صوته .. أضي ُع بين أوتا
لزهر ال يرى إال الجمال و من ا
لرأيته ميزةً .. ال ُحب يل ُّف أعيننا بوشاحٍ




الجمال فقط.
ناصر : تعبان مافيني طاقة أطلع حتى للشرقية كيف عاد أورباباألسف ل -
عبدالعزيز : أنا أقول عشان تغير جِّو
ناصر تن َّهد : خلنا على هالجو نختنق هنا وال نختنق هناك
عبدالعزيز وفهم قصده , أبتسم
ناصر : كيف إيدك ؟
عبدالعزيز : الحمدلله .. أحس بتقول شي ؟
ناصر : آل وال شي
عبدالعزيز : وش دعوى ؟ أعرفك اكثر من نفسك
ناصر ضحك : مافيه شي
عبدالعزيز بضحكة وينظر لعينيه : الغين العبة فيك
ناصر : هههههههههههههههههه
عبدالعزيز أبتسم : وش مسوية هالمرة ؟
ناصر : أشتهي أرتكب بعيونك جريمة
عبدالعزيز : البقَا من الهوى تحفظه بعيونك
ِبك بكل شيء ال قلتِي بروح
ناصر بإبتسامة : قلت لها أكذ . ِّ
ُظر لغادة في نبرة حديثه
عبدالعزيز وعيناه تن
ناصر : تصِِّدق أكذب عليك ال قلت مصِِّدق فراقها
عبدالعزيز أبتسم بوجع .. هذه ليست إبتسامة فرح .. إبتسامة الضيق ؟ هذه
التي توقعنا بش ِو ٍق . اإلبتسامة و حنين ألياٍم رحلت و لن تعُود
ناصر وبمثل إبتسامته : عصاني قلبي كثير حتى لما قِلت يا ناصر ماتت
لقيتني واقف أنتظرها
عبدالعزيز : وإذا عشنا الحلم ؟ لو كذبنا الحقيقة محد بيزعل علينا .. لو
قلت موجوع محد بيموت عند بابي .. ي ِِّضر أحد لو أجلس أنتظرهم!!!
ناصر : محد يتو َّجع لوجعك ! محد حتى قلبك يتخلى عنك في أقرب فرص




ي ؟
عبدالعزيز : لو يجي يوم وأبكي من بكا
ناصر : لو يجي يو م و أموت من حزني!
,
ُطر ق الـ خاوية دائِ ًما إال من الغُرباء , ال أحد يبقى ألحد ..
في كرا ِسي ال
ا مع غريبًا يص ُمت
أشت فقط و يُقدم لي قلبهُ لثواني .. أشرح له ِهي حديثً
معنى الوحدة و الغُربة.
وليد : رؤى
ظن في كل مرة أنها ليلتك األخيرة .. هذا
ُّ
أن تعيش تحت وقع حر ب فأنت ت
ِّي ؟
حا ل رؤى : ليه تكذب عل
وليد : يمكن ماتكذب
رؤى : إال تكذب أنا عارفة أنها تكذب !! أسماء كثيرة تتعلق فيني ماني
عارفتها كل يوم إسم جديد !! مقرن .. عبدالعزيز .. مين هذولي ؟ مين
سلطان ؟ أبغى أعرف مين!!
وليد ويدخل كفوفه بجيوب معطفه , برد باريس يقتُل في حضرة بُكاء من
يهواها
رؤى : والحين غادة ؟ مين هذي بعد !!
وليد : يمكن أختك
رؤى : أل
وليد : وليه أل ؟
رؤى سكنت لتُفكر بإحتمالية أن ت ُكن أختها : ألأل مستحيل
وليد : ليه
رؤى : أمي ماقالت انه أختي أسمها غادة
وليد : وش قالت لك ؟
رؤى لثواني طويلة صمتت ثم سقطت دموعها : نسيت
ُمو ِجعة
وليد يشتت نظراته بعي ًدا عن عينيها ال




رؤى : قلت لك مرة صح ؟
وليد وال يريد أن يُحبطها : إيه بس ناسي وش قلتي بالضبط
رؤى ببكاء ير ُجو الحياة : ليه ماني قادرة أتذكر شي ؟
وليد : خيرة
رؤى أحنت ظهرها وعينيها على الرصيف تب ِكي بشدة تُريد العودة لما ِضي
تفقده بعَ فقدها لكن هي لم د : أبي أرجع له ياوليد
وليد ويتو َّجع ببكائها
رؤى : ر ِِّجعني له
وليد : إن شاء الله
رؤى رفعت عينيها عليه : ماعندي غيرك
وليد أبتسم : و أنا وش عندي غيرك ؟ أنتي هالروح و صاحبتها
رؤى ببكا ٍء يخ ُدش القلب : ما نقدر نتزوج
وليد : ليه ؟
؟ . . قالتها بنبرة تُغيض بِها جروحٍ رؤى : وين ولي أمري أعمق و
أعمق.
وليد بهُدوء ينظر للعابري ن .. هذا ال ُحب كلما أنهار نُحاول نرممه بكفو ٍف
رقيقة .. لكن ستأتي لحظة ينها ُر بِه بال عودة.
رؤى : كيف نتزوج ؟
وليد ألتفت عليها : توكلين واحد مسلم ويشهد لك
رؤى : كيف ؟
وليد : يا روحي الدين يسر إذا مافيه ولي أمر ممكن إمام المسجد يكون
ولي أمرك في عقد الزواج
رؤى : كيف لو أحد من اعمامي أحياء ؟
وليد : يا رؤى ماعندك غير أمك !
رؤى : بس
وليد : تبيني أسألك شيخ عشان تتأكدين !! فيه حديث ناسيه بما معناه
السلطان ولي من ال ولي له
رؤى بتوتر : طيب لو تذكرت أنه عندي أحد كيف يكون عقد زواجنا ؟




وليد : إذا منتي مرتاحة ماراح أجبرك توافقين
رؤى : آل مو قصدي بس .. يعني أنا أقصد
وليد : فاهم قصدك بس الزواج يكون صحيح ألن شروطه كاملة
رؤى بضيق : ماهو الزم موافقة أمي ؟
وليد : أهم شيء رضاها
رؤى : لو رفضت ؟
وليد : ننتظرها ترضى
رؤى : إذا مارضت
وليد : بدون رضاها بنضيع .. مستعد أنتظرك العمر كله
رؤى بإبتسامة شا ِحبة : كلمت أبوك ؟
وليد : بكلمه إن شاء الله عشان يجي
رؤى : ممكن يرفض ؟
وليد : أل
رؤى : وينه عنك ؟
وليد : مشغول مع شغله و زوجته
رؤى : عنده أوالد ؟
وليد : عمره سنتين إسمه ناصر
رؤى : يخليه لكم يارب .. ضباب يربُط أهدابها , إبتسامة من بعيد ال يُرى
ُوها ِضحكة " يا روح ناصر أرفقي علينا " . . . جسد
إال بيا ُضها . . تتل
و ثم
"
" نا ِصر
ا ال تصلهُ أب ًدا . . وخ ٌز يُصيب إذنيها من إسم
تراه شا ِهقً
فتحت عينيها بأنفاس ُمضطربة
وليد : وش فيك ؟
رؤى عقدت حاجبيها تُحاول تمييز الصوت : وال شيء
بلتِي األولى . . شعُوري األول .. يمكن أن
ممكن أنسى موعِدي األول .. قُ
أنساك و لكن لن أنسى صوتًا أحدث الضجي ج بين أوردتي.
,




ال ُجوهرة بإبتسامة بين أحاديثهم ال د له ُمفعمة بالحياة ِلقلبِها , أمام سلطان تِِّم
فنجان القهَوة : تف َّضل
سلطان : زاد فضِلك .. تركت والدتها وأفنان قليال وجلست بجانب سلطا ن
الجوهرة : ماراح يجي عمي عبدالرحمن ؟
سلطان : إال بيجي إن شاء الله .. طبعًا أنتم الداخلين وإحنا الطالعين
وهالمرة عاد وال تف ِّكِر تروح لفندق وغيره
بو ريان أبتسم : كثر الله خيرك بس َّ
سلطان : آل بس وال شيء .. والله مالك طلعة من هنا
بو ريان ُمحرج بشدة , االولى بيت أخيه : يا بو بدر
ِر بـ قسمي على األقل
سلطان : بِّ
بو ريان : ما نقطع قسمك
سلطان أبتسم : حيَّاك و بيت بنتك بيتك
ال ُجوهرة أبتسمت له
ريَّان وقف : أنا عندي شغل أسمحوا لي .. مع السالمة وخرج قبل أن
يسمع تعليق أحد
ومازال ريان يضع الجوهرة و بو ريان في مواقِف ُمحرجة ج ًدا
سلطان و بدأت شكوكه تعتِلي لـ الحقيقة . . شيء يربُط الجوهرة بـ وليد و
آخر بـ ريان .. ماهذه المصيبة الـ تُعانيها الجوهرة وتخاف من الحديث بِها
ُمخطئة لذلك ال تُريد البوح بتفاصيل الغموض الذي يل ُّف
.. ُربما هي ال
قلبها.
ِّيِ سلطان الحائِرة .. ال تُريد أن تتوتَّر و تتع ب ..
ال ُجوهرة و تنظر لعين
تق َّدمت بإبتسامة با ِهتة لوالدها لتأخذ فنجانه من جديد تُريد خلق موضوع
قبل أن يتوه كل أحٍد منهم في دائِرة شكوكه
ُظ بو ريَّان وي ر إلختناق مالِمح الجوهرة وبصو ٍت خافت : للحين ينزف
ن
أنفك ؟
الجوهرة : آل .. كذبة ُك ِشفَت بس ُهوله ونزيف أنفها يداهمها هذه اللحظات
ألتفتت لتأخذ منديالً و سلطان الصامت يُراقبها




بو ريَّان : من صغرها وهي كَذا
سلطان أكتفى بإبتسامة
الجوهرة : عن إذنكم .. وخرج ت
سلطان : إذا مافيها كالفة عليك يا بو ريَّان وش بين الجوهرة و ريَّان ؟ أنا
شايف عالقتهم مهي طبيعية
بو ريَّان و كيف يشرح له
سلطان : عارف أنه ممكن ماهو من حقي أتدخل بس بتطَّمن
بو ريَّان : ريَّان شخصيته كذا مع الكل ماهو بس مع الجوهرة
سلطان ويعر ف أنه يخبي أمًرا , أردف : الله يكون بعونه وبعون الجميع
,
عبِير بـ حيرة , في داخلها تذمرت من رتيل لو أنها أتت معها لـ ُربما
ساعدتها .. شغف عبير باألزياء قد يُصدم بـ حيرة وال تعرف أن تختا ر
شيئًا لـ فستان زفاف ريَّان.
فتحت جوالها لتصِِّوره لرتيل و تأخذ رأيها .. و رسالة قطعت عليها كتابة
الرسالة األخرى لرتيل .. فتحتها " بـ تزيدينه فتنة "
ِر و عينيها تبحث عن شخص و ِحيد .. ال شباب بين هذه
ألتفتت بتوتِّ
وراك "
المحال ت .. نظرت لرسالة أخرى تأتيها بهذه اللحظات "
ألتفتت ولم ترى أح ًدا سوى فساتين أخرى .. يريد أن يتالعب بِي ..
تنرفزت . . غضبت.
:ما بِِّدك تئيسييه *تقيسيه* ؟
عبير : ال شكرا بجي مرة ثانية .. خرج ت .. أتصلت على السائق بأن
يأتيها .. تشعُره بجانبها كـ الشياطين غير مرئي لها.
ِن تجاهلها إال أن
و في كل لحظة عيناها تبحث عنه .. مهما جاهدت أن تبيِّ
عينيِّ تتوق ِلـ أ ِّن تراه. ِها ُرغ ًما عنها تُريد أن تراه ..
"
نظرت لهاتِفها مرةً أخرى " تدرين أني أحبك أكثر ال تجاهلتيني
وصلت في قمة غضبها و بتناقُض أحساسيها السعيدة بكلمة " أحبك " ..




ِ غثيان التناق ض أفرح وأغضب بوق ٍت
هذا المج ُهول يُربكني يُصيبني بـ
واحد.
,
يبح ُث في د ُرو ِجها .. ال يهدأ أب ًدا .. يبحث عن صور لم يرا َها من قبل ..
عن أشياء خاصة .. يُريد أن يُطفأ لهيب شوقِه , شي ٌء يك ُسر في داخله
تفا ِصيل الحياة .. هذا الشي ُء هو : الجوهرة .. هذا الشيء يُب ِكيني في كل
مرة .. أبكي الضياع .. ال ُحب .. يحق لي أنا فقط أن أراها في كل لحظة ..
ُمقبلة بـ بر ِق
ال يحق لسلطان أب ًدا أن يتهنَّى بِها و هو سـ يُغرقها في األيام ال
شكوكه و رعِد كلماته .. سيجرحها !! انا قاِدر على حمايتها ِمنه هو ال
يستحِقها أب ًدا.
ٍر عليه بعض من بُقع القهوة الدا ِكنة .. أعرفها جي ًدا ال تُحب
نظر لدفت
الكتابة عن همومها أب ًدا
فتح أول صفحة كانت بيضاء , األخرى أي ًضا بيضاء , الثاِلثة .. حديث
طويل , قرأه بعينيه
"أحيانًا أشعُر بأن كل ما أصابنِي تكفي ٌر لذنبِي و أحيانا أشعُر بعقوبة ما
ِّي أنثى , ماذا سيح ُدث لو أنني
أصابني , هذه ال ُدنيا ال تُريدني أن أحيَا كـ أ
تزوجت ؟ ماذا سيحدث لو أنني أنجبت أطفاالً ون لـ ُحزني فر ًحا أبديًا يخلق
ِي الحياة ؟ ال أحد
؟ ماذا سيحدث لو أنني فقط ) أعيش ( . . أليس من حقِّ
سـ يتو َّجع لو أخبرته ؟ ال أحد.
ماذا لو صرخت في العتمة أمام الجميع : أنا حزينة . . ستتو َّجع الجدران
لكن ُهم ؟
ماذا يعني لو أن أحدهُم يقتُلنِي ُدون أن ي ِِّحد سكينِه ؟ ماذا يعني لو أن أحد ُهم
يقتُلنِي في ليلي و ُصبحي و مازال يعيش ! وأنا ؟
أال يحق لـ قلبي أن يُبصر الفرح ولو قليالً.
أخاف . . أخاف كثي ًرا . . أخشى أن أموت و ال أعرف بماذا أقُول لخالِقي
ٍر دَّمرنِي أن
ِي بـ سوء . . أخشى على حقي
. . أخشى أن تشهد جوار ِحي عنِّ




يسعَد ُدون أن تنتابه رعش ِة ندم . . أخشاه أخشى الحياة"
ِز ف و تُوجعني
نظر لبُقعة دِم دا ِكنة .. ُربما نزفت و هي تكتب .. دائِ ًما تن
بحديثها
"
فتح الصفحة األخرى ال شيء سوى " اللهم رضي ُت بقدِرك خيره و شِِّره
و صفح ٍة أخرى " أشعُر بأنك جانبي يا الله .. أشعُر وأنا أقرأك ، أشعُر أ َّن
" إال الذين صبروا و عملوا
هذه اآليا ُت تربت على قلبِي وتُصبرني
الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير."
ِرغة كثير .. ثم الصفحة األخيرة " اليوم كان أسعد أيام حياتي .
صفحات فا
. اليوم أشعُر بعظمتِك يالله .. اليوم ال أحد يشعُر بعظمة سعادتي . .
حفظت كتابِك الكريم . . هذا الحلم اآلن حقيقة . . ال أريد شيئًا آخر من هذه
ال ُدنيا يكفي أنني أصبح ُت من أهلك و أهل مالئِكتِك . . ال شيء سـ يشفيني
سَواك . . ال أريد أن أكتب همومي ال أريد أن أفضفض ألحد ألن نعمك
كانت كثيرة وكبيرة علي يالله .. ح ِّد أنها ألجمتني لو فكرت بالشكوى و
مر من أقداري , ال أريد من قتلنِي شيٍء .. ال أريد أن يحترم ُحرمة
التذُّ
ٍز ُمقتدر . .
موتِي في هذه الحياة . . أريده أن تُهلكه يالله وتأخذهُ أخذ عزي
لن أذرف دمعٍة وا ِحدة و أنا أرى جثته .. ولن أ ُكن ِمثله ال يحتر م دينهُ و ال
يحترم األموا ت . . سـيأتي خبره أ َّن ُهناك رج ٌل رآني
ُ
يو ًما أبتسم بِه و أ
ِّيِ . .
جنَّتهُ و من صلبِه أطفال ُربما لن أخبره ألنه سـ ي ُكون مختِفي من ُدنيا
و تأكد أنه سيأتي يو ًما آخر ينتقم لي فيه الله . . لن أنتقم لنف ِسي ألنه أدنى
"
بكثي ر . . . . و خطيئة لساني كانت يو ًما نطقت فيه : يازين عِِّمي
تغرقت عيناهُ بالدمع . . سقطت دموعه ليختلط بسواد الحبِ ر و ت ُسود
الصفحة السواد
قاسية الكلمات على قلبِه . . لم أقتلها ؟ . . أحببتها أكثر من نف ِسي . . أراها
الحياة كيف تُمحيني منها ؟ كيف تنسلخ عن قلبي ؟ ليس بيِدها ُكل شي . .
ي
ُهناك قلب و قلب ينبض ل أنا . . أنا يا الجوهرة
,




الخا ِمسة فج ًرا – الرياض –
على رجليها ُمنحني ال يرى وجهها .. ال يستطيع رفع رأ ِسه و يراها . .
يبللها بدُمو ِعه . . يب ِكي كاألطفال .. صوت بُكائِه ُمزعج ج ًدا . . ُمزعج
للقلب .. يوجع . . كيف هالدموع توجعنا ؟ كيف لها ُسلطة أنها توجعني
كذا ؟
ِردة ويستنشقه و كأنه أختنق من هذه الحياة . . أختنقت ي َّمه .
يمسك كفَّها البا
بال ٍت كثيرة أفرغها على كفَّها . . أرج ِعي . .
. شهق بـ غصة " ي َّمه " . . قُ
صرخ . . كيف يصرخ و ال صو ت له . . مات صوتِه منذ زمن . . يب ِكي
لكن ال أحد يشعُر بِه
والدته مازالت يابِسة على هذا المقعد . . أموت يا يمه . . يايمه أختنقت من
دنيا ب ُدونك . . وشهي الدنيا من غير مالمِحك ؟ . . تسمعيني يمه ؟ . .
ِب بس قولي لي ولدي . . مشتاق أسمعها . . مشتاااق بالحيل . . .
طيِّ
ِّي هاوشيني بس ال تسكتين كذا . . تنعاف هالحياة ال غاب
أصرخي عل
ِّي
طاريك . . تحسين فيني . . . صرخ . . تحسين يمه ؟ . . . أقري عل
ِّي
أقري يارخص هالدنيا عند أقدامك . . يارخصها . . هِِّديني . . أقري عل
المعوذات و البقرة . . قولي لي " بنجيك " و بصدقك . . قولي شي . . .
قوووووووووووولي . .. فتح عينيه للسقف!!
صدره يهبط و يرتفع . . والدته . . همس : يمه
مسح وجهه و شرب من كأس الماء الذي بجانبه ومع شربه للما ء بكى وهو
يتذ َّكر والدته . . . عض شفتيه ال يُريد أن يخرج صوته ببكائِه .. رغ ًما
ِرحمها
عنه ينهار . . هذه أ َّمه ؟ ليست بأي أحٍد آخر . . هذه من ينتمي لـ
.. كيف له أن يفرح ُدونها!
توجه للحمام , توضأ .. أراد أن يُصلي لها ألجلها . . أراد أن يسجد لله و
يب ِكي إلى أن يشعُر بقُرب الله له.
ركعتان كفيلة بأن تُبكيه كثي ًرا و بشدة , أنحنى لس ُجوِده .. سجد لله عز و
ا .. صمت أطال سجوده بالصمت
" ثالثً
سبحان ربي األعلى
جل . . بعد "
. . شيئًا فـ شيئًا ينهار بالبُكاء . . يبكي ومن يراه ال يقُل بأن رج ٌل طاف من




ُعمره الكثي ر
بدأت شهقاتِه تعلى و طيف والدته يعمي عينيه . . وبين بكائِه : صبرك
يارب . . صبرككك .. . غير قاِدر على نُطق كلمتين بين إنهياره هذا . .
" . . هذه
ينهار دائِما أمام أطيافهم لكن هذه المرة غير .. هذه المرة " أمي
المرة ُروحي . . والله روحي.
,
ٍن ُمعاتِبة . . يحاول فهم أحاديثها ولكن لغٍة غير مفهومة .
ُظر له بعي
با ِكيَة تن
وسا ٍت
. ُربما الشوق له لغٍة خاصة ال نفهمها . . إنحناءات مالِمحها و تقُّ
مبسمها الحزي ن يك ِسر أوردته و شرايينه . . أموت . . نطقت بها شفتيها "
أحاطها سوا ُد الدمع . . ال قُدرة لديه للم ِشي ..
ِّيِ
أموت " . . نظر إليها بعين
ِق
ِّ
واق ٌف على ركبتيه يحاول مَّد ذراعيه ولكن ريا ٌح شديدة تجعل يديه تُحل
بعي ًدا عنها . . . بدمِعه نطق " أشتقت لك " . . كانت تب ِكي . . ال تريد أن
" . . . صرخ من با ِطن قلبه "
" . . " طالعيني
تراه . . " ال تعذبيني
" . . . تعالي . . تعالي . . التتركيني . . . مَّد ذراعيه مرةٍ
آآآآآآآآآآآآه
" . . ُك
أخرى . . وبصو ٍت ِسرت يداه و هي لم ُمختنق يشمئز منه " تعالي
تأتي . . ُك ِسرت بحنينه . . ُك ِسرت بإشتياقِه . . لو أن أح ًدا يُخفف هذا
العذاب . . ال أريد اح ًدا . .أريدك أنتِي . . لقائَنا ال تنفثِي عليه بالغياب . .
ِ ِك عني . . أبتسمي أنا أحبك . . أبتسمي . .
هذا أو ُل لقا ٍء لنا ال تبعِدي عينيِّ
أراد أن يُط صقت
ُ
ِربة قد ل
يل النظر بِها . . أراد . . فتح عينيه ودمعة ها
بِخِِّده . . أول حلٍم يرى بِه مالمِحها . . أول حلٍم منذُ وفاتِها يراها بكامل
وجهها .. لم يرى جسِدها فقط . .لم يرى عينيها فقط . . لم يرى شفتيها فقط
. . مالِمحها بأكملها رآها . . رآها وهي تب ِكي . . . رآها وهي تبعُد عنه . .
. بنبرة تتساقِط ِمنها الدموع أبتسم بجنُون . . أبتسم ألنه يراها . . أبتسم
ألنه يحبها . . أبتسم ألنه مازال يبكي عليها . . أبتسم ألنه ُج ِّن : أشتقت
لك.




,
التا ِسعة صبا ًحا*
على طاولة الف ُطور . . الصم ت ي ُسود الجميع
بو سعود : صاير لكم شي ؟
رتيل : أل
عبير : أل ليه ؟
ِرني
بو سعود : سكوتكم يوتِّ
رتيل : ههههههههههههههههههههه مشتهي نزعجك
بو سعود : مشكلتي أخاف من هدوئكم
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه تطمن مافيه شي . .
صدق ترى اليوم نبغى نتسبح
بو سعود : آل شباك عبدالعزيز يطل عليكم
عبير : لما يروح الدوام وقبل ال يرجع بساعة ندخل
بو سعود تن َّهد
رتيل : وش دعوى يبه بعيد مرة حمام السباحة عنه
بو سعود : ماهو بعيد أنا أقدر أشوفكم من شباك الصالة الثانية
ِل الحزن : يعني وش نسوي ؟ ال فيه مكان نروح له وال فيه وجيه
ِّ
رتيل تمث
ِِّر جو وال شيء !! وغير
جديدة نقابلها واليوم طويل وال حتى سافرنا نغي
كذا حتى لما قلنا نبغى نتسبَّح نحس بالصيف قلت مافيه
عبير أبتسمت تعرف مقدار تمثيل رتيل بهذه اللحظة
ِن مالمح الضيق
رتيل وتشرب من العصير و تُجاهد أن تبيِّ
بو سعود بلحظة صم ِت يُفكر بها
رتيل : يقولون اللي مايو ِِّسع صدره للدنيا يموت بدري
بو سعود رفع حاجبه : نعم ؟
رون في الدنيا
ُّ
رتيل : إيه والله شف اللي عايشين حياتهم ومنبسطين يعم




بعد مشيئة الله .. تلقاهم ماهمهم حتى وهم عجايز يرقصون ومآخذين الدنيا
فلة بس شف اللي زي وجيهنا مقابلين هالجدران يومين بالثالث ورجلهم
بالقبر
عبير : أستغفر الله .. فال الله وال فالك
رتيل : يبه وراه ما تتزوج ؟
عبير ضحكت بدهشة وأردفت : وش هالشطحة هههههههههههههههههههه
رتيل : شف يبه والله أنا أحبك وأحب امي الله يرحمها بس ذي الحياة
حرام تجلس كذا الزم مزيونة تصبح عليها وتم ِِّسي أنا وعبير بعد كم سنة
جايينك بأحفادنا
عبير : أكرمينا بسكوتك وش ذا الحكم على هالصبح
بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يابنت
تِِّوك ماجربتي هالحياة وتجلسين تعطينا دروس فيها
رتيل : الله يسلمك من الطفش أدخل المنتديات وأقرأ مشاكل البنات و
ِدت عندي خب
المتزوجين والحمدلله تول رة ِّ
بو سعود يبتسم : والله خبرتك وأنا أبوك ماهي سليمة
رتيل : أنا الحمدلله سويت اللي علي بكرا بعد كم سنة تجينا تقول والله
الوحدة أتعبتني
بو سعود : طلعي هالموضوع من راسك
عبير : إيه صح طلعي هالموضوع من راسك
رتيل : يبه صدقني أول من راح يخون هالعشرة ذي * أشارت لعبير *
بتتزوج و بتنسى شي إسمه أهلها وقل رتيل ماقالت بس أنا أنسى طوايفه و
اللي خلفوه وال أنساك
عبير و بو سعود ضح ُكوا بـ صخ ب
رتيل أكملت : تبيني أخطب لك ؟
بو سعود : أنا حسدتكم على هالهُدوء !!
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله
طلعت يبه تحب أمي
عبير : أجل وش تحسبين




رتيل : هههههههههههههههههههههههههههه بس فاهم الوفاء غلط .. يعني
أنا أتخيل يموت زوجي بجلس أبكي عليه كل يوم .. طيب إلى متى ! ال يبه
أسمح لي أنا وفية في حياته لكنه مات عاد ذي سنة الحياة .. والواحد يكمل
طريقه ويتزَّوج ثانية وثالثة ورابعة بعد .. دام الله محلل هالشيء
عبير : الله يعين اللي بيآخذك وش ذا الحب اللي عليك !! تحبينه يوم و
تنسينه اليوم الثاني وال يحِِّرك فيك شعرة
رتيل : ال ماقلت كذا .. يعني أقل شي سنة بس أبوي الله يصلحه سنين
وبصراحة أنا حسيت بوحدتِك وقلت والله أبوي كيف عايش
بو سعود أبتسم : آل أنا بخير الحمدلله وماأحس بوحدة وأنتوا حولي
رتيل : أنا أعرف قلبك
بو سعود : ههههههههههههههههههههههههههه ال ماتعرفينه . . وقف
وأنحنى ليُقبِّ . . ِل خدها
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بوس عبير ال
تغار بس
عبير ببرود : ها ها ها ال التخافين ماأغار منك
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ِل عبير : أنا ماراح أتأخر اليوم و بمِّركم عشان نروح لعمكم
بو سعود ويُقبِّ
جاي الرياض ..
عبير : طيب
رتيل : طيب موافق نتسبح ؟
بو سعود : إيه بس ساعتين بالكثير وتدخلون داخل
,
ال ُجوهرة : صباح الخير
سلطان يُغلق أزارير كِِّمه : صباح النور




الجوهرة تجلس على الطاولة التي بمقابله و أصابعها تتداخل فيما بينها
سلطان رفع عينه عليها : ص ُحوا ؟
الجوهرة : آل كلهم نايميين أكيد تعبانين من الطريق
سلطان : تبين شي ؟
الجوهرة : أل . . إال إيه
سلطان : وشو ؟
الجوهرة تُشتت نظراتها بعي ًدا عنه : متضايق مني ؟
سلطان : أل
الجوهرة بربكه : آآآ يعني
سلطان : ماني متضايق وليه أتضايق ؟
الجوهرة : من ريَّان ؟
سلطان أنحنى ليرتِدي جزمته : أل
ال ُجوهرة : طيب . . أحسك متضايق
سلطان رفع عينه وهو يربط خيوط جزمتِه , أبتسم : آل ماني متضايق
ِي
الجوهرة بنبرة طفولية : طيب آسفة إذا متضايق منِّ
سلطان ضحك وهو يقف : تعتذرين ليه ؟
ال ُجوهرة أح َّمر وجهها , أردفت بنبرة ُمرتبكة : خالص ال تتأخر على
شغلك
أخذ مفاتيحه و جواله و بعض األوراق : ال تخلينهم يمشون الشرقية قبل
الغداء
الجوهرة : إن شاء الله .. بتجي متى ؟
سلطان : بحاول ما أتأخر على الساعة
الظهر أنا هنا
الجوهرة : بحفظ الرحم ن
سلطان ينزل من الدرج و من خلفه الجوهرة
الجوهرة : قول لعمي عبدالرحمن يجي مع البنات
سلطان : قلت له من أمس
ال ُجوهرة و كلمة عِِّمي فتحت معها ج ُروح لم تُشفى ِمنها بعد . . رأت
سلطان و هو يخ ُرج . . وضعت كفوفها على بطنها تشعُر بالغثيان لمجرد




أن تتذ َّكر تِلك الحاِدثة . . . ربي رحمتك . . وخز في يسار صدِرها . .
مازال يجرحها تُركي حتى في بعده عنها . . مازال . . . ومازالت هي
ِّكرها بأنها " ال تستحق
كلما حاولت أن تبتسم لطخها تُركي مرة أخرى ليُذِ
الحياة"
,
من ُصور : قسم بالله أنك كذاب
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه مو بكل الكالم بس
صدق صدق قلت له أني بسافر
من ُصور : يخي والله حتى لما أحاول اصدقك أحسك كذاب
يوسف : أفآآ هههههههههههههههههه أحلف لك بالله أني قلت له بسافر
إيطاليا
هيفاء بسخرية : شهر عسل ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه جبتيها على جرح
ِر جو
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه بس والله تغيِّ
يوسف : من جدك بآخذها ال خليها عندكم أنا بروح أرِِّوق آخذ لي فترة
نقاهة
هيفاء : من جدك بتخليها هنا !! ال مايصير
يوسف بسخرية : وش مايصير !! أنتم بس تقربوا منها عطوها حنان
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههه طول عمرك حقير
يوسف يرمي عليها المخدة : أنا حقير يا بنت اللي مانيب قايل ! كم مرة
وديتك و كم مرة ونستك و كم مرة مسحت دمعتك
هيفاء : أصال عمري مابكيت قدامك بعد أكذب
منصور بنبرة جدية : منت مرتاح معها ؟
يوسف : بالله منصور ال تجلس تحس بالذنب وماأعرف وشو وتسويها




دراما ال تخاف على أخوك
هيفاء : عطاك إياها على بالطة
يوسف : آلني عارف كيف يفكر
منصور : آل جد أسأل
يوسف : مرتاح أبد مونستني
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههه أكلمك جد ال تتمصخر
يوسف : إيه والله مونستني
هيفاء ترفع عينها للسقف : آليطيح علينا بس
يوسف : ريم وينها ؟
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه زعالنة عليك
يوسف أبتسم : إيه داري أسمعيني روحي ناديها قولي لها أمي تبيك
هيفاء : ال حرام أتركها عنك
يوسف : براضيها والله
منصور : أتركها
يوسف : وش فيكم واقفين معها يعني بآكلها الحين .. والله بعتذر منها
منصور : أنت تعتذر ؟
و ز َح َف
يوسف : إيه ذو األخالق يأتيك ُمعتِذ ًرا ماض َّرهُ العذ ر ول
هيفاء : والله أنك ستين كذاب عيونك تقول شي وحكيك شي ثاني
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وال يهمكم انا
أروح لها . . صعد لألعلى وألتفت لغرفته .. غيَّر وجهته ليد ُخل بهُدوء ..
أغلق الباب وألتفت يمينًا عند الدوالب واقِفة بمنشفة ت ِصل لمنتصف فخذها
ِ وشعرها الكثيف مبلال على ظهِرها خطواته : وش تبي ؟
. . ألتفتت لوقع
يوسف : بعد ناشبيني بغرفتي
د على منشفتها ويديها على صدرها , أردفت : أبغى ألبس أطلع برا
تش ُّ
يوسف بصمت
ُمهرة بغضب : وش تطالع ؟ أبعد عينك عني
يوسف ضحك ومازال ينظر إليها


إعدادات القراءة


لون الخلفية