الفصل 100

رفعت نظراتها لالعلى حتى تمنع تدافع الدمع، أخذت نَفس عميق ليربت
على قلبها صو ُت واِلدها، عندَما كان يقرأ عل يها حتى يُخفف وطأة قهرها
َو ُض
ف
ُ
من زواجها بعِزيز، مازال صوتُه يُردد " فستذكُرون ما أقو ُل لكم وأ
َمكُروا وحاق بآل
َوقاهُ الله سيئا ِت ما
مِري إلى الل ِه إن الله بصي ٌر بالعباد، ف
َ
أ
" العذاب
فرعون سو ُء
َي التي فعلتها بحقَك قبل أن أفعلها
يا رب أحفظ والِدي، و أع ُف عن خطايا
و العُمِر من عين يه، فكيف
ُو ِمنه، إن حل
بحقَه، يارب ال تفجعني بحياةٍ تخل
يطيب العيش ُدونه ؟
،





َي * سالح
ِو مالب ِسه من أ
يتق َدم إل يه رجالن ليفتشانِه ويتأكدان من خل .
َي ُحز ٍن يُصيب أضلعي و يفت ُك بها؟ هل أتاني ما أتى
َي ذ ٍل أعيشهُ اآلن، أ
أ
مقرن؟ هل أرتضى بالذ َل من أج ِل أن ال يشي بشيٍء يض َرنا! في كل ُمحيط
يحفَنا يحتاج أح َدنا أن يكون الضحيَة من أجل البقيَة، ر َحل عبدالله القايد
م . . . ؟ من
َرن ثُ
يأتِه الدور بينما رائد لم يتخلى ثم سلطان العيد ثم مق
أوالً
عن د وره الشرس بعد! الله يعر ُف كم جاهدنَا حتى ال تُهَدر دما ِء احٍد منَا،
الله يعرف كم حاولنا! ومازلنا نحاول، ولكننا مخذولين! مخذولين ج ًدا.
د َخل لتسقط عين يه على سليمان المقيَد من قدم يه حتى يد يه والالصق يُغطي
فمه، إلتفت ليرى رائد جالس بكل أريحيَة.
َي من جانا
رائد بإبتسامة : ح !
عبدالرحمن بج ُمود : وين عبدالعزيز و ناصر ؟
رائد بضحكة وقف : ِكذا تتفاوضون؟
عبدالرحمن يُدخل يد يه بجيُوب معطِفه : أحاول أكون لطيف معك
رائد : تط َمن ولد سلطان و ناصر بالحفظ والصون! حتى خليتهم مع
يف قلبي الرحيم قلت يسل ! َ بعض!! شا ون بعض
عبدالرحمن بنبرةٍ واثقة : طبعًا راح تطلَعهم الليلة قبل بكَرا وبعدها ماِلك
َي شغل معهم
أ
رائد : أول أتأكد
عبدالرحمن : أظ َن إني أنا أكبر دليل قدامك !!
رائد إبتسم بسخريَة : يعجبني ُحبك لولد سلطان! واضح الغال من غال أبوه
َي عالقة! بتطلَع
عبدالرحمن بتجاهل : بكَرا راح توقَع آلسلي ومالنا أ
رجاِلك اللي بالرياض وب ِكذا سوينا كل اللي تبيه
رائد : باقي شي واحد
َهد : وش بعد؟
عبدالرحمن تن
رائد : أبي المستندات اللي كانت مع سلطان ومقرن !
عبدالرحمن : ما نملكها
رائد غرق بضحكٍة صاخبة حتى نطق : أضحك على غيري !
عبدالرحمن إبتسم : أظنَك فاهم كثير إننا فقدنا سيطرتنا عليك وعلى





خيا ِسك!!
ا فوق األخرى : إيه طبعًا مو فقدها قبلكم سلطان
رائد جلس ليضع ساقً
وراح بحاِدث! والله يستر وش بيصير فيكم! ما وصلَت لك الخبر بنتِك قبل
سنة؟ ما قلت لكم ال تلعبون بالنار !!
عبدالرحمن ببرود : الشكوى لله، مفروض نآخذ حك يك المرة الجاية بجديَة
أكثر!!
َما يجيني سلطان
َي شي إال ل
رائد : بس أنا ماراح أسوي أ !!
عبدالرحمن ضحك من ش َدة قهره ليُردف : وش تبي بالضبط؟ تحاول تلعب
معي بوقت ح َس ! اس مثل هذا
رائد : أنا ؟ عف يتَم شي ًوا! لكن هذا طلبي وغيره ما راح
عبدالرحمن : ماهو من صالحك !!
رائد إبتسم : ما ترضى بعد عليه؟ . . أحييك والله كل الناس عنِدك
مهَم ! ين
عبدالرحمن بإستفزاز : ألن اللي حولي ر َجال الزم أخاف عليهم! لو حولي
َرا
كالب ذيك الساعة قول ليه كل الكالب مهمين عنِدك! مع العلم إنك ب
الحسبَة
رائِد أخذ سيجارته ليُشعلها بعد أن أشتعل صدره بالغضب، نظر إليه :
ي
ُمَرة وال ر َجال يشتغلون من ورا
بالنسبة لي كالب معي بالحلوة وال
ا بإستفزاز أكبر . . وال ما وصِلك العلم
ويخط َطون! . . رفع حاجبه ُمردفً
من سلطان ؟
عبدالرحمن بإبتسامة يخفي ح َدة قهره : ال تحاول تستفزني بشخص خ َدم
وطنه !
َصة
رائد بسخرية : وأنا خدمت وطني بطريقتي الخا
عبدالرحمن أخذ نفس عميق : أبي أشوف عبدالعزيز
رائد بسخرية ال تنفَك عنه، وهو يُترجم نظراتِه : ليه؟ تبي تو َدعه؟ لهدرجة
مو ضامن مسألة رجوعك منَي !
َصب نفسك
عبدالرحمن : ماهو أنت اللي بتآخذ منَي حياتي! ُمشكلتك من
مسؤول عن أعمارنا و تتوقع أنه حياتنا بإيدك!!! أصحى على نف ِسك! شغلك





هو اكبر همومي أما أنت ما تش َكل وال
٪من عقلي!! لو تجي من غيرك
بتصرف بنفس التصرف! فال تتوقع إنك تعيش ب ُملك عظيم وإننا تحت
سيطرتك !!
رائد يزفر ُدخانِه : حفا ا تقدر إنك ما تستفزني! ًظا على سالمتِك حاول قد م
ألني ممكن أتهَور فيك! . . تف َضل إتصل على سلطان قدامي !
عبدالرحمن : واضح إنه تلخبطت عنِدك المفاهيم! إني أوافق على بعض
شرو ِطك ماهو يعني إنك تأمرني !!!
رائد بإبتسامة ترِمي عين يه بشرٍر من الخبث : واضح إنك ما تبي ناصر و
عبدالعزيز يكونون بخير!!
َصل، ثوانِي قليلة
َهد بعُمق حتى أخذ هاتفه وات
عبدالرحمن فهم تهِديده، تن
حتى أتى صوتُه الناعس : ألو
عبدالرحمن عقد حاجبيه : سلطان! منت في الشغل؟
سلطان أستعَدل وهو يتك َسر ظهره من النوم على األري َكة، : رجعت الصبح
أنام ساعتين . .
ا : أنا عند رائد
عبدالرحمن ينظ ُر لرائد مردفً
سلطان ضحك من قوةِ السخرية في هذا الموضوع : تمزح! يا روقانك
بس!!
عبدالرحمن : أنا عنده يا سلطان
سلطان وقف بجموِد مالمحه : من ج َدك . . !
عبدالرحمن : والمصيبة الحلوة إنه ناصر وعبدالعزيز عنده بعد
سلطان بغضب : بأعرف ليه تحبَون تتصرفون من كيفكم! ليه أنا دايم آخر
من يعلم! . . . انا ماني جدار يا عبدالرحمن
َي طيران، بكَرا الزم تكون
عبدالرحمن بهدوء : أحجز باريس على أ
َي طيارة خاصة وأج َرها
موجود .. إذا ما لقيت شوف لك أ !
رائد بسخرية : نرسل الطيران بكبره له وال يزعل بو بدر
سلطان بصراخ : ليه !!
عبدالرحمن : أنت عارف
سلطان : كان فيه مليون طريقة نطلَع فيها عبدالعزيز و ناصر! ليه دايم





تخلونه يحاصرنا من كل جهة! كنت أخطط طول أمس إني ألوي ذراعه
وأنت ببساطة رايح له !!
عبدالرحمن بخفُوت : أظن إننا خسرنا بما فيه الكفاية عشان هالخطط!
عبدالعزيز وناصر ما ُهم عرضة للتجارب!!!
ي؟ . . . على أساس إني حاط رجل على رجل
سلطان بحدة : الكالم ل
وجالس أقول سَوو و سَوو ما كأني أتعب عشان أطلع ب َحل وأنت وال يهَمك
َي هبال من را ِسك
أصالً حتى تبلغني قبل ال تسوي أ . .
عبدالرحمن بهمس : سلطان تعَال! ماعاد عندي شي أقوله . . . أغلقه
سلطان أضطربت أنفاسه لينظر لسقف منزِله : حسبي ربي بس . . . صعد
لغُرفتِه، بال تفا ُهم دفع الباب بقدِمه لينزع قميصه وهو يسير ويرميه على
األرض، إتجه ناحيَة الحمام، أستغرق بإستحمامه

ر، إرت َدى
دقائِق ال أكثَ
مالبسه على ع َجل ليضع السالح على خصِره بجانب قبعته العسكرية
ة، نزل وهو يُغلق آخر أزاريره، خ َر المعلق ج وركب سيارتِه، ب ُسرع ٍة غير
َصل على عبدالله، وضعه على
معقولة َسار بإتجاه عمله، فتح هاتِفه ليت
السماعة الخارجيَة حتى يقُود بإتزان : هال
سلطان : هالبِك ، ط َمني عن فيصل
عبدالله : دخلوه العناية المركزة . . يقولون نزف كثير وصارت له
مضاعفات بالعملية
َهد : الله يشفيه يارب . . مين عنده؟
سلطان تن
َي . . أنت وش صار معك؟
عبدالله : الحين منصور وبيجيه يوسف بعد شو
سلطان : عبدالرحمن راح لرائد
عبدالله بدهشة : نعم!!!
سلطان : اللي سمعته وشكله الحيوان شارط عليه إني أجيه بعد! أنا خالص
َي
وصلت ألقصا يا أنا يا ه و
عبدالله عقد حاجب يه : ليه راح له ؟
َي ويطبَق شي
سلطان : ألن ناصر وعز بعد عنده! ليت عز يصحصح شو
بس من اللي دَربته عليه
عبدالله : وين يصحصح! أنت شايف المصايب اللي فوق راسه !!





سلطان : طيب وش الحل؟ حاصرنا من كل جهة! مسك عز و مسك ناصر
و مسك الحين عبدالرحمن! و البنات الله حافظهم إن شاء الله وعندهم
نايف!! . . . مين بقى يا عبدالله؟
عبدالله : وأنت بتروح له طبعًا!!
سلطان : وش أسوي بعد، أنت شايف فيه حل ثاني! سكروها بوجهي
عبدالله : كل . . َم
َص
يُقاطعه سلطان : ماراح أكل ر عرف َم أحد! ماراح يفيدني بشي! هو ما ق
بس يضيَعنا . . . أردف كلمتِه االخيرة بسخريَة.
َهد : الليلة ب ِجيك ويمكن نلقى لنا ح َل
عبدالله تن !
يُتبع
،
بربكة رم َشها نظرت إل يه، أعتلى الخو ُف صدرها : والحين؟
منصور بتعب : نقول إن شاء الله بخير . . . رمى نف ِسه على السرير
جلست نجالء بجانبِه : وهيفا؟
منصور : حالتها حالة! كان عندها يوسف بس راح المستشفى وتركها مع
أبو ي
نجالء بضيق تنهَدت : يارب! . . الله يصبَر قلبها . . بترك عبدالله عند
الشغالة وبروح لها؟ حرام نخل ! َي ع َمي يتعب معها
منصور ُدون أن يفتح عين يه : يكون أفضل! روحي مع أمي
نجالء : بروح أسألها . . . أختفت من أمامه لدقائِق طويلة حتى جاءت :
بتروح الحين! . . . إتجهت ناحية دوالبِها لتأخذ عباءتها، كانت ستخرج
لوال أنها ألتفتت، أنحنت عليه وقبَلت خ َده : نوم العوافي





منصور فتح عين يه ليبتسم : الله يعافيك . . بحفظ الرحمن
نزلت نجالء لتتجه إلى الصالة، نظرت لعبدالله الصغير النائم بهدوء، قبَلت
جبينه الناعم : يسلم لي النايم ويخليه
من خلفها : يالله ؟
َف طرحتها على رأسها وبيِدها نقابها : إيه
إلتفتت وهي تل . . .
َص و كَمام يُغ ِطي جزء
في المستشفَى كان جاِلس يوسف أمامه بردا ٍء خا
من وجهه، نظر لتقاطيع الو َجع بمالِمحه ليزداد حاجب يه عقُو ًدا، وضع كفَه
على يِده المتصلة بأسال ٍك شفافة : اللهم ر َب الناس أذهب البأس، أش ِف أنت
الشافي ال شفاء إال شفاؤك شفا ًء ال يُغادر سق ًما . . . يارب يارب يارب
َي يا قيوم ال إله اال أنت
أشِفه . . يا ح
وضع جبينه على جان ِب المرتفع من السرير وي َده تُخلخل أصابعه المتعبة،
في أسوأ الظروف والمواقف تأ ِت الضحكات التي تحفظها الذاكرة، كيف
أطرِدك من تفكيري يا فيصل؟ كيف أطر ُد صخب ضحكاتِك وإبتسامتِك ؟
اهتز هاتفه في جيبه ُدون أن يصِدر صوتًا، رفع عينه إلى مالمح فيصل
ه وهو يُنزل الكَم النائمة بسكينة. خرج من الغرفـة ليُجيب على هاتف ام : ألو
ُمهرة أتزنت بصوتها المضطرب : السالم عليكم
يوسف : وعليكم السالم . . شلونك ؟
ُمهرة : بخير . . فيك شي؟ صوتك تعبان!
َهد : وش صار مع أمك ؟
يوسف تن
ُمهرة : أتصلت عشان اكلمك بس إذا مشغول . .
يُقاطعها : ال، تفضلي
ُمهرة نزلت دمعتها لتلفظ سفة
بنبرةٍ مهزوزة : آ
يوسف : على ؟
ُمهرة جلست على طرف سرير، أخفضت رأسها ليُشاركها شعرها المواساة
من على الجانب ين.
يوسف : وش صاير يا ُمهرة؟
ِ
وصل صو ُت بكاءها لسمع
ُمهرة اهت َز فكيَها : ف َكرت كثير و..
يُقاطعها : تبين الطالق ؟





آسفة! على السوء الذي أصابك مني، على ال ُحب الذي لم يتكمل كالجنين
الذي سقَط من رحِمي، لم أكون زوجة صالحة بما يكِفي! ُكنت طائشة
إلتها ِمك! واآلن قد جاء الرحيل! أفكر إلى ما قد سيح ُدث ُدونك! وأتبعثر من
جديد يا يوسف! ر َب أمٌر سيء يعقبُه حا ٌل ح َسن وأنت ُكنت أمِري السيء
َصار
وحالي الح َسن، كنت أسوأ ما تحقق لي قبل ُمَدة وأصبحت أجمل ما
بحياتي، أنت وح ُدك! الذي صيَرت األفعال المؤذيَة إلى قو ٍل جميل، وأنت
وح ُدك الذي تهواهُ روحي في الوقت التي لم أكن أبحث به عن ُحب، أت يت
لتُثير دهشتِي بالحياة، و تُسعدني.
يوسف بغضب : ليه؟ عشان أمك؟ عشان كلمتين قالتها ِلك!! أنا ما أدري
األمومة فِطرة وال الزم ندَرسها !!!
ُمهرة بضيق : بجد آسفة
يك حطي هالشي في بالك
يوسف : ال تعتذرين عنها! . . أنا ماراح أخلَ
ُمهرة برجاء : يوسف
يوسف : وش سويت ِلك؟ وش الجريمة اللي أرتكبتها في حقَك؟ عشان
تبعدين وتآخذين بكالم امك؟
ُمهرة : ما سَو ت شي! بس أنا . . . مقدر والله مقدر حتى أحط عيني ي
بعينك
يوسف : ليه؟ وش قالت ِلك ؟
ُمهرة : أتهمتك على باطل
يوسف : طيب؟ كلنا ندري إنك كن ِت تتهميني على باطل! وش الجديد؟ . .
الجديد إنك تأكدتي صح؟ . . طيب أنا وش يفيدني تأكدتي الحين وال بعد
سنة!! أنا اللي يهمني أن ِت ما يهَمني وش سَوت أمك وال وش سَوآ أخوك
ُمهرة ببكاء : يالله يا يوسف! بس أفهمني
يوسف بخفُوت وهذا البُكاء نُقطة ضعفه : التبكين
ُمهرة يزي ُد بكاءها مع كلماته وكأن هذه الكلمة تستثي ُر دمعها على السقوط
اكثر : أنا ما أعرف أتأقلم بهالطريقة! ما عاد يربطنا شي! . . قلنا أنه
الطفل اللي ممكن يجي بيخلينا نتماسك أكثر بس راح !
يوسف بغضب تظهُر عروقِه من رقبته : وأنا أبيك زوجتي وحبيبتي وال





أبيك أم عيالي وبس!!! أنا ما أفكر بهالطريقة الغبية! وش يهمني جاني ولد
اليوم وال بُكرا! يهمني إنه أن ِت هنا اليوم وبُكرا
ُمهرة إرتجف قلبُ ذي يحب ُس
َف حول صمتَها بالبكا ِء ال
ها بصرا ِخه لتلت
صوتها بش َدها على شفتِها السفليَة .
يوسف تضطر ُب أنفا ِسه : ليه تنهين كل شي بالطريقة اللي يبيها غيرك!
هذي حياتك وال حياة أمك !!
ُمهرة : بس هذي أمي
يوسف بضيق : وأنا؟ ما أه َمك بشي؟
ُمهرة بنبرةٍ يخد ُشها الدمع : تهمني يا يوسف بس مقدر
َي وتقولين
يوسف : ليه ما تقدرين!! مستعد أخليك في حايل لين تتصلين عل
تعال لكن ال تطلبين الطالق وأن ِت من ِت مقتنعة فيه!!
ُمهرة : يوسف
ُمقابلة لغرفة فيصل : لبيه
يوسف جلس على المقاعد ال
ُمهرة تلعثمت من " لبيه " التي خطفت كل ما أرادت ق و بست زفي ُرها له، ح
بداخلها حتى ال تعتلي شهقاتُها ببكا ٍء ُربما يطول.
كيف أنطقها يا يوسف؟ كيف أقولها كما كنت أر َددها عليك بالسابق
ني؟ من أجل الله كيف نفترق؟
ُ
بالي وأنت أصبحت تشغل
ُ
بإزرداء! كيف ال أ
ريدك ولكن . . أمُرنا السيء يتفاقم كلما أخفيناه، بدايتن
ُ
أريدك! والله أ ا مهما
حاولنا تجاهلها مازالت تح ُضر بيننا وأ ِمي تشهُد على ذلك! كيف أنظ ُر
لعائلتِك وأنا لم أقل لهم ُجملةً جميلة نا ِعمة! أشعُر بالضعف من هذا األمر،
أن أعجز تما ًما عن إيجاد حل يُرضيني ويطم ُح إليه قلبي، كل الحلول التي
وجدتها تُرضيني ولكن ال تُرضي قلبًا أصب َح تحت سيطرة ُحبك.
يوسف : الحين ليه تبكين؟ ليه تضايقيني؟
ُمهرة بصعوبة نطقت : طلقني
يوسف صمت! إتجهت نظراتِه بإستقامة ناحيَة الجدار الذي أمامه وال
َي نظرة
يرم ُش بأ .
تعبثين معي، تنالين من رج ٍل لم يرى الكمال بحياتِه على هيئة أنثى إال
ًمصاحب
مع ِك! ال أدِري مال ُحب، ولكنني أعرف بأنني أ ُحب الصخب ال





لكلماتِك السيئة، الجنُون الذي يستف َز لسانِك بالشتائم الال ُمبالية! أو ُل مَرةٍ
الحظ ُت فيها كيف تحولتِي لعا ِشقة ولهانة كانت عينا ِك مدعاةً لإلستيقاظ
والتأمل! و بريق الخجل الذي يطفُو على سطحها كان يُذهلني، أنا ال
أعرف ال ُحب تما ًما ولكن أعر ُف قلبك وهذا يكفيني .
َي :
يك! ال رجعتي لعقلك إتصلي عل
بخلَ
ُمهرة : يوسف! . . الله يخليك ال توجعني أكثر!!
يوسف : يعني إذا طلقتِك بتنتفح بوج ِهك وماراح تتو َجعين من شي؟
ُمهرة : بيكون تفكيري مرتاح! أنت ما تتصَور وش كثر موجوعة الحين
من أمي ومن هاللي صاير! مقدر أح َمل نفسي أكثر وأطلع بصورة سيئة
قدام أهلك!! ال تقول ال تهتمين ألنه بالنهاية ُهم أهلك ماراح أتح َمل نظراتهم
ي بعدين
ل !!
يوسف : أهلي لو يبون يسيئون ِلك كان ساؤوا ِلك من أول ما جيتي!
وعرفُوا كيف يوجعونِك بالحكي!
ُمهرة تنهَدت بضيق : مقدر
يوسف بح َدة : إال تقدرين !
ُمهرة ببكاء يرتجف صوتها : مقدر . . والله مقدر
يوسف : مستعد أطلع من بيتنا ونعيش بعيد عنهم وما تشوفينهم اال
بالمناسبات
ُمهرة بب َحة حزنها : يضايقني يا يوسف إنك تتنازل عشاني في وقت أشوف
نفسي ما أستاهل كل هذا
يوسف بغضب : ليه تسوين ِكذا؟ أحاول أتم َسك بكل أمل قدامي وأن ِت
تكسرينه !
ُمهرة : حط نف ِسك مكاني! بتقبل؟
يوسف : وش اللي سويتيه بالضبط؟ كل هذا نتايج أفعال أمك! ليه تتحملين
ذنبها؟
ُمهرة : ألنها أمي
يوسف : وألنك زوجتي بعد مضطرة تجبرين نفسك !
ُمهرة ب ُضعف : أنتهينا يا يوسف





يُوسف بلع ريقها بصعُوبة : ِكذا ببساطة!! متأكدة إنه عنِدك قلب؟
َس فيني
ُمهرة بدهشة : ألنك منت حا
ين!
يك في حايل لين تملَ
َس فيك قاعد أقولك بخلَ
يوسف بإنفعال : ألني حا
وبنطلع من بيتنا! . . وش تبين؟ قولي لي بس وش مشكلتِك ؟
ُمهرة : ُمشكلتي أن ت! كيف . .
يُقاطعها بغض ٍب جنوني : مف ُروض تستحين إنك تقولين هالحكي . . . لو
إنَك حاطة لي قيمة كان ما قلتي ِكذا! لو إني أعني لك شي كان وقفتي بوجه
أمك! . . آمنا رضاها من رضا الله لكن ماهو على حساب حياتِك! . . .
ا آخ ًرا منها، زفَر غضبه المضطرب في صدره
أغلقهُ دون أن يسمع تعليقً
ليسمع صو ُت األذان، خرج وهو يردد بمحاولة جادة أن يُهَدأ غضبه : ال
إله اال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
،
قبل ساعا ٍت قليلة، وقف أمامهم : تط َمني بيجيك عبدالعزيز بس ينتهي من
شغله
غادة إلتفتت على رتيل : يشتغل عند أبوك؟
نايف يُجيب عنها : إيه، تأكدي إنك بتكونين بالحفظ والصون
غا َدة تنهَدت بريبَة، لتخرج من الشقَة، بجانبها رتيل وهي تُغلق أزارير
معطفها من الثلوج المتساقطة حتى هذه اللحظة، دون أن تنظر لنايف :
شلون أبوي؟
نايف : بخير الحمدلله
رتيل تمتمت : الحمدلله . . ركبت بالخلف بجان ِب غادة التي تعتليها رجفة
الرهبة مما يح ُدث، عقدت حاجب يها من المشاهد التي تتدف ُق على عين يها،
منظ ُر السيارة السوداء التي تُشبه هذه السيارة و ُحطامها المبعثَر، تنهَدت
بضيق من هذه الذكرى التي تجه ُل تفاصيلها، أغمضت عين يها من الوخز
الذي تح َسه يأ ِت من قطعة ُزجاج تغزو محاجرها، وبالحقيقة لم ي ُكن هناك
َوخ
َي شيء يُسب َب لها ال
أ ز.





ُوا للفندق، أخذت نفَس
مَرت ساعة كاملة بهذا الطريق الطويل حتى وصل
عميق وهي تقشعُر من البَرد، َسار نايف أمامهم ليصعَدا بالدرج، وقف :
هذي الغرفة
أضطربت أنفاسها من اللهفة إلى من فقدتهم األيام الماضية، إلتفتت على
غادة لتهمس : راح أتصل على أبوي عشان يط َم عبدالعزيز . . نا على
تأكدي
غادة تنهَدت بتوتر : طيب
فتح لها نايف الغرفة بالبطاقة الممغنطة ليُسلَمها إليها، أخذتها لتدخل على
جَو سا ِكن واألضواء خافتة، تبعتها غادة وهي تتأمل الوضع الغريب عل يها.
ض َي كانت تُصلي على سجادتِها بينما عبير جاِلسة دون أن تنتبه إلى أحد،
كانت عين يها على الس َماء التي تذر ُف البياض.
أنتبهت لظلَها، إلتفتت لتتج َمد كتج َمد األجواء، نظرت إلى العين ين التي
أشتاقت إل يها.
كان من الموجع والله أن أفترق عن ِك! أن تُباعدنَا المسافات ونح ُن لم
ننف ِصل طيلة حياتنا عن بعض، كان الموجع أي ًضا أن أستذكُر مناوشاتِنا
ُمجادلة،
وغضبنا على بعضنا الذي أصبح بعيني أمًرا تاف ًها وال يستحق ال
أشتقتُك! و خف ُت كثي ًرا أن أفقِدك، خف ُت من أن تسلب ِك الحياة وأنا لم أقُول ل ِك
يو ًما أن ُحب ِك جميل وأن ِك تستحقينه، خف ُت أن ال أرا ِك يا رتيل !
بخطوا ٍت سريعة أتتها رتيل لتعانقها ودمعها ال يتوقَف، أضطربت أنفاسها
وهي تُغطي مالمحها بكت ِف عبير، أشتعل ت عين يها ب ُحمرةٍ البكاء لتُغمض
عين يها وهي تمسح على رأ ِس رتيل وتش َد على جسِدها : أشتقت ِلك
َوجع : الحمدلله إنك بخير! لو صار ِلك شي كان أنهبلت
رتيل ب
عبير بهمس : بسم الله عليك . . بس والله أشتقت ِلك كثييير
رتيل : مو كث !!!!! ِري!! وحشتوني والله وحشتُوني
عبِير قبَلت جبينها لتسقط دمعتُها وتُالصق خ َد رتيل : يا عساني ما أب ِكيك
سلَمت ض َي من صالتِها، لتقف بإبتسامة اللهفة : وأخي ًرا
رتيل إبتعدت عن عبير وهي تمسح دموعها بكفَها، أقتربت لض َي لتُعانقها
بش َدة حنينها : شكلي اليوم ببكي لين أقول بس !!





ضي : عسى هالدموع غير الفرح ما تنزل!
رتيل : آمين يارب . . . إلتفتت على غادة لتعَرف عليهم بإرتباك . . زوجة
أبوي ض َي و أختي عبير . . نظرت لرتيل وض َي . . هذي غادة أخت
عبدالعزيز
ضي و عبير بر َدة فع ٍل طبيعية أتسعت محاجرهم بالصدَمة، رتيل بتوتر :
أمس وصلت و . . بس . . أجلسي غادة خذي راحتِك المكان مكانك
جلست غادة وهي تشتت نظراتها بعي ًدا عنهم، ضي بلعت ريقها : هالفِيك،
. .
رتيل : أبوي ما أتصل فيكم؟ أكيد مع عبدالعزيز؟
ض َي . . : يمكن
،
َس موعك وخذي لك ارة تجل ُس أمامها بغضب : بالله؟ أقول قومي غسلي د
شاور ينشطك بدل هالحداد اللي عايشة فيه وخلينا نروح المستشفى
أثير ببكاء يب َح صوتها وهاال ٍت من السواد تنتشر حول عين يها : تبين
تجلطيني؟ أروح وش أقول؟ أقولهم عيدوا لي الكلمة خلوني أسمعها زين
سارة : الحمدلله والشكر!!! أن ِت دكتورة؟
أثير : ال
سارة بإنفعال : أجل أكلي تراب وأمشي يفهمونا الوضع . . إذا بتجلسين
على حاِلك ِكذا بيجيك الموت ماهو من المرض! من الكآبة اللي عايشة فيها
أثير بضيق : جد سارة ما و َدي أطلع وال أشوف أحد! تكفين خليني براحتِي
سارة : معقولة عبدالعزيز ما شاف التحليل؟
لى أساس لو شافه بيفتحه! آخر إنسان يهتم ه و أثير بسخرية ُمبكية : ع ! ما
َي مسؤولية إتجاه أحد
عنده أ . .
سارة : بس شاطر على رتيل
أثير : وتحسبينه مهتم فيها! حتى هي حالها من حالي!! يحسبنا لعبة !





سارة : وش فيك أن ِت كرهتيه فجأة؟ شكل التحليل لعب بمخك بعد
َي أثير : ما كرهته بس مقهورة منه! أ !
بي أحد يحسسني بإهتمامه شو
َي وتسألني وأنا زوجي ما أتصل يتط َمن
َو متصلة عل
السكرتيرة ت !
سارة : يا مال اللي مانيب قايلة! وأنا وش ؟ صار لي ساعتين عنِدك أحاول
ِك نروح المستشفى! يعني ماني مهتمة فيك؟
في
أثير : مو قصِدي أن ِت !
سارة : طيب أبوك عرف؟ أمك؟
أثير : ما قلت ألحد! قلت لهم بنام كم يوم ِهنا!! . . بالله هذا زواج؟
سارة : أثير واضح أنه عقلك تعب معك! صايرة تدخلين بمواضيع كثيرة
في دقيقة وحدة
أثير أخفضت نظرها ببكا ٍء عميق : ياربي مقهورة . . . كل شي ضَدنا كل
َي أحد يشاركني فيه! أبي
شي يقهرنا! أبيه لي بروحي ما أبي أ ه يهتم فيني
ويق َدرني ويتركها
َس !! ارة بهدوء : يوم وافقتي كنتِي تدرين
أثير : توقعت أنه بيطلقها أنه ما يبيها وخذاها ُمجاملة
سارة : تستهبلين أثير؟ وش مجاملتة! في الزواج فيه شي إسمه مجاملة
أثير : يقهرني بنظراته لها! أحيانًا أصَدق و أقول ما يحبها وال يبيها بس
َم أل ا يراقبها! والله يا أثير عيونه تنطق
تفت عليه ل
سارة : تتوهمين من الغيرة
َما ع َصب عليها ذيك المَرة
َوهم! حتى ل
أثير أمتألت المناديل حولها : ما أت
ما شفتي نظراتهم لبعض! ُهم ما يحكون وأفعالهم بعد ما تبيَن شي لكن
نظراتهم تفضحهم! نظراتهم يختي تقهر!!
سارة بسخرية : من متى تفهمين لغة العيون يا روح أمك؟
أثير : إيه تمصخري! ُعمرك ماراح تفهمين! أنا أشوف نظرته لي وأشوف
نظرته لها!
َسارة : خذي رآي محايدة أنا شفت عبدالعزيز معك بال ُكوفي أول ما جاء
باريس وشفته مع رتيل مرة ثانية لما كنت أتمشى معك بعد! نظرته لها ما
كانت اال نظرة عاديَة، بس شوفي نظراته ِلك! كان باين إنك تعني له شي،





أن ِت من الغيرة تشوفين ِكذا! لو فعالً عبدالعزيز يف َضلها عليك ما صَدقك
أول ما قلتي له وراح لها! هذا يعني إنه واثق فيك بس ماهو واثق فيها،
ألنه لو واثق فيها كان كَذبك وقال شغل حريم وغيرة! بس هو ما يثق فيها
َي ُحب، يمكن نظراته لها ِحقد أن ِت ما تدرين
ودام مايثق فيها أكيد ما بينهم أ
كيف صار زواجهم! ألن لو يبيها ما تزَوج بعدها على طول! هو تزَوجك
ألنه يبيك أن ِت، ألن مستحيل تصيل ُمشكلة بهالسرعة و ُهم أصالً كانوا
َي ؟ عبدالعزيز يبيك أن ِت وحاجته
مملكين وقتها! فاهمة عل عنِدك أن ِت مو
عندها
ُمقنع لعقلها قبل قلبها، نظرت إل يها : أجل ليه
س َكنت أثير بعد كالِم َسارة ال
َي إال مرة وحدة؟
ما رفع السماعة وتط َمن عل
سارة : أن ِت عارفة عبدالعزيز من أيام أهله هو ِكذا طبعه، ثقيل وما يرفع
السماعة على أحد وال يعطي وجه !
أثير : يصير ثقيل بس مو على زوجته
سارة : وش يعَرفك بعقول الرجال! فيهم طبايع غريبة!! . . أمشي بس
للمستشفى . . يالله عشان خاطِري
أثير تنهدت لتقف : طيب . .
،
، تجمَدت عيناها ناحيَة
ُمتابعة "
" ال
تقرأ تغريداتِه ُدون أن تضغط على
حديثه مع أحد األشخاص " بكون في الشرقية هاليومين، عندنا دورة
معتمدة من المركز "
َي؟
رفعت عينها للجوهرة : تدرين مين جا
الجوهرة بلعت ريقها من اإلسم الذي يحض ُر بعقلها، همست : مين؟
أفنان : نواف
الجوهرة نظرت إليها بإستحقار : فاضية! . . أحسب أحد أعرفه





َم أفنان صمتت قليالً حتى أرتفع صوتُها بالدهشة : أوه ماي قاد! ا ا
ليوم ل
رحت أجيب القهوة كانوا حاطين إعالن! تخيلي الدورة تكون بقاعة
إجتماعات المستشفى !
الجوهرة : إيه إحلمي وتخيَلي كثير
أفنان : والله يالجوهرة شفت اإلعالن بس يمكن دورة لألطباء أو ناس
ثانيين . .
الجوهرة : وش يجيبه المستشفى! من ج َدك! وبعدين وإذا جاء! ناوية
تقضينها سوالف معه . . عيب و مايجوز . . وحرام
أفنان بضحكة : تحسبيني بروح أضحك معه وأقوله عطني رقمك! طبعًا
ال، بس ِكذا مجرد فضول قريت إنه بيجي للشرقية وقلت ِلك !
الجوهرة : الحمدلله الله يثبتَك
أفنان تنهَدت : بديت أحس إني صرت عانس! كل الناس تزَوجت وبقيت أنا
الجوهرة : نصيبك بيجيك لو وش ما صار !
أفنان : والله إني كنت حمارة يوم رفضت اللي جوني قبل! كنت أتدلع
وأقول أهم شي دراستي ومقدر اتزوج وأنا أدرس! هذاني تخ َرجت وماعاد
أحد خطبني
الجوهرة إبتسمت : الحين تندمين عليهم!!! بالله سكري هالسيرة تجيب لي
التوتر
أفنان : صاير كل شي يجيب لك التوتر! الله يستر وش بيطلع ولِدك! إذا
أبوه سلطان وأمه الجوهرة
الجوهرة بضيق : عساه يجي بس بصحة وعافية
أفنان : آمين . . يختي خلَي روحك حلوة عشان يطلع ولِدك وش زينه مو
يجينا وهو فيه حالة نفسية !!!
الجوهرة إلتفتت للباب الذي أنفتح، إبتسم والدها : مساء الخير
أفنان : مساء النور . . السَواق جاء؟
والدها : ال ريَان ينتظرك تحت، أنا بجلس عندها
أفنان وقفت : مع السالمة . . وخرجت
والدها جلس بجانبها : شلونك؟





الجوهرة : بخير الحمدلله . . . متى بيطلعوني؟
والدها : بكرا الصبح . . وضع يِده على يدها المتصلة بالمغذي : وش
صار ِلك ؟ ال تقولين لي عشان سلطان ألن ما أصدق إنك تنهارين عشان
طالق!! أنا أعرف أنه الله عطاني بنت ما ينافسها أحد بصبرها!
الجوهرة تنهَدت : جاء
والدها : مين؟
الجوهرة بإهتزاز نبرتها : تُركي
والدها بدهشة : تُركي!!! بأمريكا
يبه شفته بعيني في المطبخ وكلَ الجوهرة إلتفتت عليه بضيق : مني
ٍق أكبر من أنها بدأت تتوهمه : بسم الله عليك يا
والدها عقد حاجب يه بضي
يبه، هو بأمريكا وش يجيبه! مستحيل يجي حتى!!
الجوهرة سقطت دمعتها بتو َسل : والله شفته يبه . . والله العظيم شفته
والدها وقف ليجلس على السرير بجانب جسِدها وضع يِده على جبينها :
يمكن عشان ما نمتي كويَس صـ
تُقاطعه ببكاء : والله يبه . . والله شفته حتى أسأل ريم! تقول إنها ش َمت
عطره
والدها : كيف تعرف عطره؟
الجوهرة : تقول عطر غريب! ماهو ِلك وال لريَان! أكيد انه له
والدها : الجوهرة . . وأنا أبوك أسمعيني . . الزم ترتاحين وال تشغلين
تفكيرك بأشياء توتَرك !
الجوهرة إرتجفت شفت يها لتضع أسنانها فوق شفتِها السفلية : محد يصدقني!
بس والله شفته . . والله والله
والدها أشتعل قلبه ب ُحزن عين يها : خالص ال تقطعين قلبي عليك! عاِدي
َوهم إني شف
َوهم مافيها شي! أنا أيام أت
كلنا أحيانًا نت ت أحد وبالحقيقة مافيه
أحد
الجوهرة : بس يبه أنا كلمته، أعتذر لي بعد
والدها سحبها إليه ليُعانقها وهو يقبَل َشعرها المبعثَر : ما يقدر يطلع من
المصحة اال بإذني! مستحيل . . مستحيل يكون رجع وأنا ماعندي خبر





َو
ال ُجوهرة بجنُو ِن هم كان ش َكيت لكن بكاءها إنهارت : اال شفته! . . . لو أت
أنا شفته وكلَمني! . . والله شفته
والدها بخفُوت : أششش! ال تصرخين وتتعبين!!
ال ُجوهرة بال إتزان و تفق ُد وع يها بين الكلما ِت تدريجيًا : شفته! والله العظيم
َرب . . . والله شفته
َرب لي هالمَرة ما ق
شفته، بس ما ق
والدها يش َد عليها بعناقه : اللهم رب الناس إذهب البأس وأش ِف أنت الشافي
ال شفا ُء إال شفاؤك شفا ٌء ال يغادر سق ًما
الجوهرة ببكاء يتصاع ُد أنينه بللت ثوب واِلدها بدمعها : قالي آسف . . قالي
ما أبغى أض َرك
والدها : بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أ ِجد وأحاذر
َم ال ُجوهرة بنبرةٍ تنخفض تما ًما : ا
ليه ما تصدقوني! شفته كان بالمطبخ ل
نزلت! خالني أرجع بقوة على ظهري . . بعدين ركضت . . حتى صرخت
لك يبه . . ناديتِك بس ما جيت! كنت أبيك تشوفه . . .
والدها : بسم الله الرحمن الرحيم قل الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد
ًوا أحد
ولم يكن له كف
َي الجوهرة : تعب
ت يا يبه! . . وش ما سَويت ما تزين حياتي، ما فرحت بأ
شي مع سلطان ألنه دايم كان بيننا! مقدر ينساه سلطان وال قدرت أنا! كنت
تقولي دايم كثر ما تك ِسرك الحياة كثر ما يقوى داخِلك . . بس يبه أنا ما
قويت
َهد بضيق ويُضعفه بكاءها وهذيانها : قل أعوذ برب الف
والدها تن لق من شر
ما خلق ومن شر غاس ٍق إذا وقب ومن شر النفاثا ِت في العقد ومن شر
حاسٍد إذا حسد
ِويت! ر َجعني ِلك، أحفظني بصدِرك ما أبي أحد
الجوهرة بإنكسار : ما ق
ثاني
َراءة من كلماتِها له في وق ٍت يشعُر بأنه لم
توقَف عبدالمحسن عن الق
َص يحفظها ولم يحميها من أخيه، تكس ُره هذ ر
ه الكلمات وتُذ َكره بأنه ق
بحمايتها، قبَل رأسها ليُطيل بقبلتِه،
الجوهرة : تخيَل يبه حتى سلطان يكلَمني ويسألني عن حالي بس ِكذا! أداء





واجب ال أكثر! أنفصلت عنه يبه . . . تطلقنا . . كسروني كل الر َجال اللي
أعرفهم! كسرني ريَان بش َكه و كسرني سلطان بأفعاله وكسرني تُركي !
باقي أنت يبه! ال تكسرني وتذبحني أكثر
عبدالمحسن همس بترديد : أنا معك . . معك يا روحي
ال ُجوهرة بصيغة الجمع تتح َدث عن سلطان : بس ُهم يدرون إني كنت
أحبهم وأبيهم! كانوا أقرب لي من روحي! بس راحوا! . . راحوا اللي كنت
أحسبهم ما يروحون
عبدالمحسن : خالص أششششش !
الجوهرة تسق ُط الدمعة تلو الدمعة والرجفة تتبعُها رجفة أخرى: الله معي
بهدوء : صح الله مِعك وش حاجتِك بالناس؟
"وش حاجتي ؟ " هو من كان عن العالمين بأكملهم وكان بعينِي كل
ٍن أستهِدي بها وكان هَو المالذُ ، بعد أن
ناِدي بزحاِم الو َجع عن عي
ُ
الناس، أ
ي فقدت بكلماتِه و طمأنينة صوتِه،
قُدرتي على الحياة بعد تُركي! ر َدها ل
ولكن ُسرعان ما سلبَها منِي، سلب السكينة التي تبثَها عين يه، سلبها وتركنِي
َرد نف ِسي وال فُرصة لذلك،
ريد أن أست
ُ
ُمعلَقة أتكئ على الالو ُجود، ضائعة! أ
كسرنِي ب ُحطام الحياة التي كانت تُرمم نفسها بداخلي، ك َسرني وهذه المَرة
ر َمم نفسي بنفسي
ُ
ال أدري إن كنت أستطيع أن أ .
:ما أتخيله! هو والله هو
عبدالمحسن ب ُمجاراة لحديثها : ه و يا الجوهرة . . . خالص ه و!!
،
َي عبدالرحمن، أستعَدل بجلستِه وهو ينظ ُر للمكان
فتح عينِيه لين ِظر إلى عين
الذي يُحيطه بجدارنه المزخرفة بشرقي ٍة بحتة، سقطت أنظاره لرائد الجالس
بهُدوء يُراقب الوضع.
عبدالرحمن : عبدالعزيز
َهـد وهو يمسح على وجهه بعد أن شعَر بثق ِل رأسه بالصداع ،
عبدالعزيز تن





عبدالرحمن يُح َرك شفت يه دون أن ينطق شيئًا، نظر إليه عبدالعزيز وهو
الذي تدَرب على هذه الخاصيَة، تعلقت عيناه بشفت يه، في جهٍة أخرى ينظ ُر َ
بإستغراب لصمتِهم : شاركونا الحديث
عبدالرح َمن الِذي يُعطي رائِد ظهره بينما يُقابله وجه عبدالعزيز، ع َض
عبدالرحمن شفتِه السفليَة ليُردف بحركٍة بطيئة لشفت يه، عبدالعزيز وضع
يِده على فخِذ عبدالرحمن ليُح َرك أصابعه بكتابَ ٍة يفهمها جي ًدا.
وقف عبدالرحمن ليلتفت إلى رائد : وش نشار ِكك فيه؟
رائد رفع حاجبه بسخرية : يعجبني التحفَظ !!
وقف عبدالعزيز وهو ينفض مالبِسه، نظر إلى رائِد بإشمئزاز : هال هال
تك، ما أنتهى حسابنا في المرة اللي فاتت
بحبيبنا تو ما تبارك المكان بطلَ
عبدالرحمن : أظن حسابك صار معي
رائد : وش عِليه! الزم بعد نسَوي الواجب!
عبدالعزيز بتعَب يتضح من نبرتِه : لو تبي الواجب خ َل رجالك على
جنب !
َي فع ٍل متهَور
عبدالرحمن يضع ذراعه أمام عبدالعزيز ليوقفه من أ !
َي وتموت من التعب واليوم
رائد بإبتسامة ساخرة : ماشاء الله! أمس شو
فيك حيل تح ِكي!
عبدالعزيز تمتم : غبي!!! . . أدخل يِده في جيو ِب بنطاله وهو يُعطيه
ظهره، عبدالرحمن : وين نا ِصر؟
رائد بضحكة صاخبة : ما أمشي بال ُجملة! يجي سلطان ويطلع نا ِصر
عبدالعزيز إلتفت بغضب : ماراح أتح َرك بدون نا ِصر
رائد : والله أنتم ُمصيبة! هذا ونا ِصر العب من وراك و . .
َي
يُقاطعه عبدالعزيز بصراخ ُمشي ًرا إليه بالسبابة : أنتبه لكالِمك معا !!!
عبدالرحمن بغضب يش َد على يِد عبدالعزيز ها ِم ًسا : ِعـــز!!!
رائِد بإبتسامة باردة : إيه خ َل أبو زوجتك يأدبِك ويعلَمك كيف تصرخ
َي
عل !!
عبدالعزيز يشتع ُل بقهره وهو يحاول أن يكتم بداخله قبل أن يُقيم قياما ٍت في
هذه الغُرفة الشاسعة.





رائِد : يعني وش تبون أكثر؟ بعطيكم سليمان وتفاخروا فيه وقولوا والله
َوتكم ونجاحكم!
مسكنا وا ِحد ما يقدر عليه أحد! بتسكتَون كل اللي حولكم بق
. . أمركم غريب جايب لكم النجاح لين عندكم!!
عبدالرحمن برجاء ينظ ُر لعبدالعزيز : يالله عبدالعزيز روح . . كلهم هناك
ينتظرونك
عبدالعزيز : ماراح أتح َرك بدون نا ِصر!!
رائد : سهرتنا اليوم صبَاحية! كل ما تأخرتوا كل ما زاد اللي خبر ُكم!!!
تعرفوني ما أمزح بهاألشياء
عبدالرحمن بح َدة : عزيز!!! روح
عبدالعزيز سعَل بب َحة أضطربت بداخله : قلت ال
عبدالرحمن بغضب يُعطي رائد ظهره ليُقابل عبدالعزيز : ُروح . . همس .
. رتيل واختك بروحهم!! وما أضمن ِلك رائد أبد
عبدالعزيز بضيق يضع يِده على جبينه : وناصر؟
عبدالرحمن: يحفظه الله وبعدها بعيوني بح َطه
عبدالعزيز : وأنت؟
عبدالرحمن : ماِلك عالقة فيني! أهم شي تروح الحين و
يُقاطعه عبدالعزيز : ماراح اسمح باللي قاعد يصير!!!
عبدالرحمن يُح َرك شفت يه بحدي ٍث صامت، عبدالعزيز أبعد نظره عنه :
ماراح أتح َرك
عبدالرحمن : أنت تعبَان! شوف حالتِك!! روح يا عبدالعزيز . . روح واللي
يرحم لي والِديك
عبدالعزيز ينظ ُر إلستخفاف رائِد بهم من الخلف وهو يضع رجل فوق
رجل ونظراتِه الال ُمبالية تزداد : ُمستحيل
عبدالرحمن : بكرا بيكون موجود سلطان! . . تط َمن! الزم أحد مع البنات
َي؟
عبدالعزيز بهمس : خليتوني أواجه الموت أكثر من مَرة! بتوقف على ذ
عبدالرحمن بضيق : هالمَر ! ة غير
عبدالعزيز : ألنكم مو ضامنين أ شي صح؟ وأنا ماراح أسمح بهالشي َي
عبدالرحمن : مو قلت راح تنتقم من كل شخص أوجعك! هذا إحنا ق َدا ِمك!





َمر في أسوأ مرحلة في حياتنا
ن
عبدالعزيز بتشتت/بضياع : مسألة إني عنِدك الحين هذا ما يعني إني
سامحتِكم! ال تنتظر مني عفو!! لكن هالموضوع يخصني ومن حقي أبقى
َهد : أر ُجوك
عبدالرحمن تن
عبدالعزيز بخفُوت : كم مَر !!! ة قِلت أرجوك علَمني! وال جاوبتني
عبدالرحمن : ال توجعني يا عزيز أكثر من ِكذا !!
عبدالعزيز : هالمَر !!! ة ال! ماراح أرضخ أل َي شي يتعلق فيكم
عبدالرحمن برجاء يتو َسله ألو ِل مرةٍ بهذه الهيئة : عبدالعزيز، روح
عبدالعزيز عقد حاجب يه بح َدته : آسف
رائد وقف : أظن يا أبو سعود ِعز ينتظر سلطان! يعني مثل ما تعرف أنه
سلطان يتح َمل جزء كبير من اللي صار بحبينا ِعز
عبدالرحمن أدرك أن رائد يُريد َشحن عبدالعزيز بكلماتِه، لفظ : وأظن أنه
األمر ما يعنيك أب ًدا! ياليت تهتم باللي بيننا وبينك بدون ال تتدخل بشي ثاني
عبدالعزيز ينظ ُر لعبدالرحمن : ما تهَموني! يهمني ناصر حاليًا
رائِد : ياخسارة! ِكذا بننتظر لين يوصل سلطان عشان تروح مع نا ِصر
َهد ليجلس ُدون مباالة : وأنا بنتظر سلطان بعد
عبدالعزيز تن . . . .
،
.
الرياض / الساعة الثانية عشر ليالً
ِزه بجيبه وهو يحاول أن ال ينسى شيئًا، نظر لعبدالله : ِكذا
وضع جوا
أمورنا تمام
عبدالله بتوتر : أنتبه لنف ِسك، وأنتبه لهم
سل َطان بضيق ألن األفكار السيئة بدأت تأتِيه من اآلن، سق ٌف يجمعه مع
رائِد ال يدِري ماذا يحص ُل تحته : إن شاء الله . . أستودعني الله





ٍق أشد : أستودعتِك الله الذي ال تضيع ودائعه . . .
عبدالله بضي
خرج سلطان ليُجيب على هاتفه : هال . . . . إيه تمام كثَف الحراسة ما
أبغى أحد يفارق بيتي! وعمتي بس تطلع مكان تكونون معها مفهوم؟ . . . .
َواك الله . . . أغلقه ليركب سيارته متج ًها إلى المطار، أنش
إيه . . . ق غل
عقله بالتفكير طوال الطريق.
ي عو َدة ُهنا! هذه المَرة يا نح ُن يا رائد، ال مجال
ال أدِري إن كان ل
للوسطيَة في الموضوع، إما نفرح ونهزمهُ ب َشِر أعماله أو يهزمنَا وال يُبقي
لنَا ما يستحق الحياة، هذه المَر ! ة النهايـة
،
كت َب على أو ِل صفحة بي َضاء بخ ٍط يُربكه الرحيل " إلى من أحسنَت على
ريد تخليد الحياة
ُ
الو ُجوِد من عبِيرها، كتب ُت ل ِك ما ودد ُت ان أعيشه مع ِك، أ
التي أفترضتهُ ولم تقبلي بها، ع َسى أن تقبِلي بجفا ٍف صابهُ الس يل وأنجرف
"
إلي ِك . . . . فارس
إلتفت عليه : خلَصت؟
فارس وضع الكتاب في جيب الكرسي الخاص بالسيارة، نظر للمكان الذي
ي؟
يقطن به واِلده : بتجي معا
ًء :
راح ننتظر لين تطلع الشمس!! . . . بقُولك شي وأقبل فيه يا فارس سوا
كان ضِدك أو معك
فا !! ِرس إلتفت عليه ليلفظ برجفة شفت يه : بالنهايَة مافيه حل و َسط
ِرس ببيا ٍض يخر ُج من بين شفت يه : قبلت! قبلت بتَر ِكي ل
فا عبير! وما
رضيت بالوسط أبد
:أق ِصد باللي يخص أبوك
يا
ِرس بغضب ركل السيارة بقدِمه : أنتهت حياتي أصالً
فا . . .





،
وضع السالح خلف رقبتِه : أظن ما يخفى عليك وش ممكن أسَوي! نا َدها
لو سمحت قبل ال أستخدم أسلوب ماهو لطيف أب ًدا
ناي مشى معه وهو يُخبئ السالح بعيد ِف أنشغل عقله بالتخطيط : طيب . .
عن أنظار الموظفين بالفندق، صعد الدرج حتى و َصل لغرفتهم، همس من
َي وحدة ويف َضل زوجة بو سعود
خلفه : ناد لي أ !!
ِف طرق الباب، وقفت رتيل على أطرا ِف أصابعها حتى تنظ ُر من العين
ناي
السحريَة، إلتفتت عليهم : هذا نايف . .
لفَت حجابها بصورة سريعة لتفتح الباب، نايف : ممكن تجين شوي معي
رتيل بخوف نظرت إليهم لتُردف : ليه ؟
الذي بجانب نايف نطق بصو ٍت خافت ال يد َل على نواياه : خالص مو
الِزم! ناِدي أختك أو . .
تُقاطعه رتيل : بس أبغى أعرف!
:ناِدي لنا زوجة عبدالعزيز
رتيل : أنا زوجته . . فيه شي؟
نايف بإرتباك : معليش أزعجناكم بس . .
رتيل بتهَور : ال خالص عاِدي . . . أغلقت الباب لتتق َدم إليهم وهي تطمئن
بوجوِد نايف، نزلت معهم ُدون أن تعلم ماذا يحدث تحدي ًدا، و ُدون أن تفكر
بمنظر الرجل الغريب عليها وهي التي تحف . ُظ موظفين والدها تما ًما
خر ُجوا للشارع، إلتفتت رتيل بإستغراب : وين بنروح؟ أبوي ِهنا؟
بس نوصل لنهاية الطريق عشان يكون فيه إشارة للجَو : ال
ٍق منعزل تما ًما وال يح ِوي
رتيل تنهدت براحة لتسير معهم حتى أتجها لطري
َوة دفعه ليسحب قدِمه ويُسقطه، اآلخر بإنفعال صَوب بإتجاه
أح ًدا، نايف بق
رتيل التي ألتفتت وأطلق النَار عل يها.
نايف تجمَدت قبضة يِده التي كانت ُمتجهة إليه لتُلكمه، إلتف َت لرتيل بصدَمة
أتسعت معها محاجره . . .





.
.
أنتهى نلتقي على خير إن شاء الله.
ي
اللهم أحفظ بالِدنا وبالد المسلمين ، و يارب أجعل كل س ِطر كتبته يشهُد ل
ٍن تقرأ يشه
وال عل ُد لها وقتُها بكل خ ير وال عليها يا رب َي ويجع ُل كل عي
()
بحفظ الرحمن*
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن شاء الله إنكم طيبين وسعيديين$ :
أنا حاليًا شعوري غير مفهوم ومقدر أكتبه، و َدي بهالنهاية وما و َدي بها،
لكن كل اللي أبي أقوله الحمدلله إننا وصلنا لهاليُوم و أنهيناها على خير
ولله الفضل والمنَة، الحمدلله على كل شخص وهبني من وقته وقرأني،
الحمدلله على كل شخص دعمني من البدايـة، جد لو أبي أشكركم ماراح
َمل الحكي منكم، سعيدة كثير فيكم و يمكن هذي المرة األخيرة اللي بقول
ي
فيها ـ يا بختي ـ فيكم. و يا جمال ُكم !
أتمنى فعالً إن الروايـة تكون ذات أثر جميل على قلوبكم وتكون رواية





جميلة من بدايتها إلى نهايتها، ما أطمح أب ًدا إني أرضي الكل لكن يكفيني
اللي قرأني وتابعني دايم، وبالنهايـة يمكن البعض ما يعجبه نهاية إحدى
األبطال ويمكن البعض يعجبه، لكن تأكدوا إنه أفكاري لكل ب َطل ما
تغيَرت، وألنكم تقبلتوا أفكاري من البدايـة أنا واثقة إنها النهاية راح تكون
مقبولة منطقيًا وممكن الذوق يختلف من شخص آلخر لكن إن شاء الله
تعجب األغلبية ويسعدوني بتعليقاتهم، أتمنى كل شخص تابعني يترك لو
تعليق بسيط أحتفظ فيه بين هالصفحات وأقرأه، ألن كل تعليق لو س ِطر
واحد والله أقرأ بلهفة وحماس كبير .
بالنهايـة ، اللهم أجعل إيجابيات هذه الروايـة تغفر سلبياتها و أجعل وقتي
ي وأجعل وقت كل من قرأني يشهُد له بالفائدة والخير
عل يها ُمبارك يشهُد ل .
+أنبهكم إنه النهاية هي عن
أجزاء لذلك أتمنى و أتمنى وأتمنى وأنا
عارفتكم ما راح تر َدون طلبي إنه محد يقرأها دفعة وحدة، ألن ماراح
تركزون أوالً وألن طبيعي أكثر من

صفحة كتبتها بالوورد تقرأونها
بنفس واحد بتملَون وتحاولون تتجاوزون بعض األحداث المهمة عشان
األبطال اللي تحبونهم، فعشان ِكذا أقرأوها برواق وعطوا الرواية حقها
بالقراءة، وال تظلموني بوقتكم الضيَق : $ يعني على األقل بين كل بارت
وبارت أخذوا بريك ساعة.
إهداء :
للشخص الذي كان يمَدني بضحكتِه /فكرةٌ و إلهام، و لكل الذين مازالوا
يؤمنُون بما أكتُب.
النهايـة | ال ُجزء

.





..إنطقها ، و ان شاخ الصدى
قها ب سكوتك
عل ! ِّ
....تغسل مسافات العتَم
وك ِّف ال ِّرماد اللي كتَم : أصواتنا
هو ك ِّل ش ِّيٍ فاتنا
...حتى البكي ؟
م الصمت الحكي الصار صمتك فرض
ِّ
قم عل :
يا صوتك المحبو س|
.........عن ك ِّل مافي األرض!





ذ بلت به أوراق الكالم
....وتساقطت حزن وخريف
لين امتلى صدرك حفيف
....ريح و ورق أصفر!
يااا صوتك األخضر
من ك ِّسر غصونه ؟
..........وين الحمام ؟
ياما نبَتت مع صوتك لحونه
.....ماله سواه اصحاب





و مالي سوى صوتك
قمرى سهر .. وأحباب
ياصوتك المرتاب
..غاااب
ع مر، وترك لي أمنيه
تمطر مواعيد ال ِغنا
..و ابقى أنا:
أبقى فـ ! ِ ُصوتك أغنية
*العنود عبدالله.
نايف تجمَدت قبضة يِده التي كانت ُمتجهة إليه لتُلكمه، إلتف َت لرتيل بصدَمة
أتسعت معها محاجره، دفعهُ الر ُجل اآلخر بساقِه ليسقط نايف على األر ِض





المتج َمدة بالجليد، دار ِعرا ًكا على بُعِد ُخطى من جسِدها الملقى على
الطريق .
وضعت ي َدها أسفل صدَرها لترى ُحمرة الدماء تُبلل كفَها، سالت دمعة
رقيقة من عينها اليسرى وال صو ٌت يخرج منها.
ريد فقط أن
ُ
أر ُجوك يالله! ال تترك الموت يستعذ ُب جسِدي و ُروحي، كنت أ
ولم
ٌم تعريفهُ " أن أحيَا "
أحيَا لكنني عش ُت على ُشرفة حلٍم ضيَق! حل
ُحب كما يلزم، كنت المثال الوافِي للفتاة السيئة
ُم كما ينبغي ولم أ
يتحقق الحل
التي تمَردت على القوانين ولم تستطع أن تتمَرد بالعشق، أنت الذي بلغت
منَي شغفًا وصبًا أين قلبي؟ أأعجب َك أنني أفترق عنك بهذه الصورة؟ أكان
الرحيل أمًرا حسنًا بعين يك؟ أنا أفق ُد الشعور واإلدراك كما أفق ُد دماءي التي
رغب برؤية والِدي! " يُبه "
ُ
ترتِديني ُرغ ًما عني، وال أفهُم شيئًا غير أننَي أ
َي أم أنني أتوه ُمك؟ بر َدت
أشتاقُك في لو ٍن ضيَق كهذا، هل عيناك تط َل عل
أطرافِي هل تشعُر بها؟ كما ُكنت تشعر بي دائِ ًما وتُغطيني يداك! أرتجف
َرني! أظنُها "
كما أن البر ُد يتلبَ ُس جسِدي! ولكن ُهناك حرارةً داخلية تدث
صالتِك " يا أبي، صالتِك التي تعني ُدعا ًء مختوم بـ / إنها حبيبتي وإبنتي
يالله أحفظها.
َي نايف الذي ركلهُ بين
دفع بقدِمه السالح الملقى على األرض ليُبعده عن يد
َهت حياتِه، ركض
أن
ساق يه ليسقط على ظهره، أخذ السالح ليُطلق رصاصةً
ُرغم ساقه الملتوية بالضرب، أقترب من رتيل التي أغمضت عين يها بسالَم.
نايف أخرج هاتِفه ليتصل على اإلسعاف،بعد ثوانِي قليلة وضع يِده بربكة
َود أن يتأكد من تنفُسها، لم يشعُر
على رقبتها وهو يرفع حجابها، كان ي
بشيء! أضطرب قلبه لينزع معطِفه ويضعه فوق جسِدها الخافت، وقف
وهو يمسح على وجهه بتعب نف ِسي قبل أن يكون جس َدي، هو الذي و َعد
عبدالرحمن بحف ِظه لعائلته لم يستطع أن يحمي إبنته، يشعُر بغ َصة الخيبَة
التي ستجيء لعبدالرحمن.
مَرت الدقائق وكل دقيقة كان جس ُدها يبكي بدماءه، وصلت اإلسعاف
لتحملها متجهة ألقرب مستشفى، و ثوانِي


إعدادات القراءة


لون الخلفية