الفصل 71

سلطان : خلها ترجع لعقلها ساعتها ماراح تصير مشاكل بس دامها
بهالتفاهة اللي عايشة فيها فأنا بوقفها عند حدها وال تكسر خاطرك بكم
كلمة .. أعرف قلبك بسرعة يرحمها !! خليها تتعلم من أخطائها ما خ َّربها
غير دلعك
أنسحبت بهُدوء لألعلى قبل أن يُالحظونها ، تكرهُ هذه العنُود بل تشت ُد كر ًها
ا
ناحيتها ، تشعُر بإهتمام سلطان لها ؟ ُرغم كالمه لكن ُربما كان يُحبها سابقً
يتدخ ُل بحياتها إال إذا كانت
َ
يرف ُض ؟ ِلم
، ِلم ُمهمة بالنسبة له أو . . فعال َ
يُحبها! هذا ليس إهتمام بسيط، حتى في غيابها يفتقدها ويسأ ُل عنها ؟
َّف بحبه بجميع األشكال حتى
الجميع يحظى بإهتمامه إال أنا ، الجميع ُمغل
وإن بيَّن بروده أفعاله تفضحه إال أنا !! ويُريدني ؟ يُريد أن يقهرني ،
ُم يستهزأ بعقل والِدي وهو يُ في قرارة نفسه
، يعل
" ببدأ حياة جديدة "
خبره
أنه لن يبدأ معي ولكن هكذا ! ليقهرني ، ليُذيقني من عذابه و من سيا ِط
ُحبي له. سأجهض ُحبك عن قريب وسترى من هي الجوهرة التي
أستصغرتها في كل أفعالك. تبًا لك يا سلطان.
،
ضحك على األوراق ال ن الِذي مِّر عل يها ، و ُمتجعدة أطرافها إثر الزم





بع ُض رسوماته السيئة وأي ًضا بع ُضها الجميل ، وكلماته وعباراته العنفوانية
الباردة ، كان ُمثير لإلهتمام في عمله و أنظا ُر الفتيات ت ُحوم عليه ألنه
ببساطة كان قلي ُل الكالم يجذبُهم فقط بنظراته وبصمته.
رفع عينه : من وين جبتيهم ؟
أثير بإبتسامة : أمي اليوم تنظف البيت وشافتهم
عبدالعزيز : تدرين ! أحسك تغيرتي حيل
أثير : من أي ناحية ؟
عبدالعزيز تن َّهد : مدري قبل كن ِت خجولة الحكي منك مايطلع بسرعة
وكانت رسايلك هي الواضحة غيره فأن ِت حتى ماتحبين تحطين عينك في
عيني
أثير بهُدوء : ألني أحبك
عبدالعزيز ضحك : ماهو سبب
أثير : ما تغيَّرت شخصيتي كذا مع الكل بس كنت معك أرتبك وأتوتَّر ..
تذكر يوم هديل الله يرحمها قالت لك أثير جريئة ولها شخصيتها المستقلة
قمت قلت أثير ماغيرها ! وما صدقت
عبدالعزيز : إيه صح ما صدقت ألني كنت أشوفك غير عن نظرة الناس
لك
أثير ضحكت لتُردف : إيه قلت لك ألني كنت غير معك بس الحين بيننا
عقد زواج فأكيد اللي كنت أرتبك منه تغيَّر
عبدالعزيز بهُدوء : اللي يحب يرتبك قدام اللي يحبه حتى لو بعد


سنة
أثير بضحكة : يعني تشكك في ُحبي ؟ ال ماهو شرط ! يعني قبل في البداية
أكيد بيننا إرتباك بعدين خالص
عبدالعزيز : أنا أشوف شي ثاني ، ال ُحب ما يعرف اإلتزان ال في الحكي
وال في النظرات وال في الخطوات وال حتى في المشية
أثير أبتسمت : يمكن بس أنا نظرتي للحب شي غير
عبدالعزيز بخفُوت : أبوك موجود ؟
أثير : ال تعرف عاد أبوي مع عمي ما يخلون ديرة عشان العالج وكل مرة
نفس الشي





ِس يعني مايقطع أمله
عبدالعزيز : الله يشفيه بس كويِّ
أثير بهُدوء : بس خالص الواحد يرضى !! صار له أكثر من
سنوات
وهو مقعد يعني يرضى باللي كتبه ربي
عبدالعزيز : ليه تتكلمين عن أبوك بهالطريقة ؟
أثير : ألني واقعية !! األطباء قالوا خالص العملية فاشلة ليه يتعب نفسه
ويتعب عمي وراه
عبدالعزيز تن َّهد : طيب أبيك تجين تعيشين وياي
أثير بدهشة : هاااا!!!
عبدالعزيز رفع حاجبه : إيه يعني خالص
أثير : كيف خالص ؟ الزم عرس وأبغى أنبسط أنا مع صديقاتي
عبدالعزيز : أثير ماهو وقت عروس وخرابيط !! خالص تزوجنا ولله
الحمد بالها هاألشياء الثانية
أثير : كيف يعني !! تبيني كذا أجيب أغراضي وأجي عندك .. معليش
عبدالعزيز بس هالشي ينقص من قدري قدام الكل
ِّي زفت
عبدالعزيز : طيب نسوي حفلة بسيطة في أ
أثير : ال ماأبغى في أي زفت !!
ا : حبيبتي يعني هالوقت بالنسبة لي ضيق
عبدالعزيز أخذ نفس عميقً
وحساس وعندي شغل فما أقدر لمناسبات كبيرة .. إن شاء الله ال أستقرت
األمور أبشري في حفلة زي ماتبين
ِرة عن إمتعاضها : طيب
أثير بإمالة لفمها ُمعبِّ
عبدالعزيز : األسبوع الجاي
أثير شهقت : عاد مو لهدرجة !!
عبدالعزيز : شوفي يا إما األسبوع الجاي أو بعد .. يمكن سنة وأكثر وأن ِت
أختاري
أثير بقهر : يعني تجبرني بطريقة غير مباشرة!!
عبدالعزيز : ما أجبرك بس أنا ماني فاضي إال هالويك إند وبعدها ماراح
أقدر
أثير بضيق : طيب بقول ألبوي





عبدالعزيز بسخرية : عاد ال تحسسيني أنه كالمه يمشي عليك
أثير عقدت حاجب يها : تِِّوك تنتقد أني أتكلم عن أبوي بهالطريقة !! يالله
على تناقضك
عبدالعزيز : إيه طبيعي ماني راضي أنك تتكلمين عن أبوك بهالطريقة بس
عشان أقولك أنك ماتتعذرين في أبوك مستقبالً
أثير تن َّهدت وهي تقف : أنا ماشية
عبدالعزيز وقف معها في المقهى الصغير الِذي على زاوية الطريق ، أخذ
معطفه و عينه تنظ ُر لخلف أثير من النافذة المفتُوحة حي ُث رتيل وض يء .
بلتِه على خِدها :
خر ُجوا من المقهى ليقترب عبدالعزيز من أثِير ويطب ُع قُ
أشوفك على خير
ٍق
أثير ُرغم أنها أستغربت إال أنها أبتسمت : إن شاء الله ... وأتجهت بطري
بعيد حي ُث تخر ُج من هذه المنطقة.
ِ لم يضع عينه ن
ِن لها أنه رآها ، َسار وإبتسامة الخبث تُزيِّ
عليها حتى ال يُبيِّ
شفا ِهه ، يَّود لو أنه يلتفت ويرى الغضب في نظراتها ولكن مصلحته
الكبرى تتحقق بأن ال ينظ ُر إليها.
خلفه بعدة خطوات ، تمتمت : قذر حقيير
ضي ضحكت بخفُوت : أقص إيدي إذا ماكان منتبه لك ويبي يستفزك بس
ِن أنها مستغربة
ماشفتي وجه أثير مبيِّ
رتيل : تعلميني فيه !! أصال ما شافني وال حتى ألتفت
ضي : ال تضايقين نفسك! مر َّده بيعرف قدرك
رتيل : ماأبغاه يعرف قدري بس ال يقهرني !! أمس شفته بليل
ضي رفعت حاجبها بإستغراب : نزلتي ؟ ؟
رتيل : كنت أبي أشحن جوالي طفشت وأنتم نايمين قلت أشغَّل النت ..
رحت السوبرماركت وجاني كان يبي يكلمني بس ماخليته
ضي : هههههههههه كفو
رتيل : بس جت الحيَّة ذي وشفت نظراته لها ... ضي والله مبين يحبها !
ضي : رتيل أن ِت تقولين كذا من قهرك بس أنا أحكم من برا واللي واضح
ِ انه مايحبها .. ماشفتي نظراته ل ن شعوره بس أن ِت
ك ذاك اليوم يعني مبيِّ





عشانك مقهورة تقولين عكس هالحكي
رتيل بضيق : شوفي الكلبة ال حجاب وال شي ويجي عندي يحاضر بالدين
واألخالق
ضي : كم وحدة بحجابها وأخالقها صفر ووحدة بدون حجاب وأخالقها
طيبة
رتيل : أنا ماأقصد كذا بس شوفي لبسها حتى !! حيوانة تقهر
ضي : هههههههههههههههههههه تغارين منها
رتيل تن َّهدت : ماأغار بس كلبة
ضي : عاد شوفي الناس أذواق ! ماأشوفها حلوة .. يعني شعرها بس
ِنها و .. بصراحة جسمها حلو
مزيِّ
ِّطع
رتيل بقهر : وش بقى يعني خشتها مهي بحلوة ؟ وبيضا بعد عاد هو يتق
قلبه عند البِيض جعله اللي مانيب قايلة
ضي بضحكة : خليك واثقة من نفسك .. أن ِت أحلى منها وبصفات كثيرة
ماهو وحدة وبس !! عشان ِكذا ال تبينين أنك غايرة منها
ِي أغار من ساندي وال أغار منها
ِّ
رتيل : قلت لك ماأغار !! خلها تول
ضي : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستغفر الله ..
تكفين عاد ال تحشين
رتيل : ترى ساندي حلوة والله .. ماأقصد أتطنز
ضي : علينا ؟
رتيل : أقولك جتنا شغالة مزيونة من ثاني يوم رجعناها تقول عبير تآخذ
أبونا بعدين هههههههههههههههههه عاد يوم ق َّدمنا آخر مرة تفشلنا عند
صاحب المكتب قلنا مانبيها تكون جميلة نخاف والله
يُتبع
،





ُمطل على النهر حي ُث القوارب و ال ُسفن ، تنظ ُر للبحر
على الر ِصيف ال
ورجفته ُكلما مَّر أحد ُهم فوقه ، يُشبهني هذا الماء ، يخشى القُرب ، يخشى
أن يأتِي أحد ُهم ويُلطخه بشيٍء يخافه. مثلي تماما والله ينتظر و يشتاق ،
يسم ُع ولكن يُمارس ردة الفعل الجميع وال أحد يسمعه ، يغُدر ؟ ال يغدر
إتجاه بُكاء هذا العالم الِذي يزيد ملوحته ب ُحزنه وهو ليس بناق ٍص عليه ُكل
هذا الحزن.
ألتفتت على وِليد الصامت وال ينط ُق بحرف ، أطالت النظر به حتى شتتها
بإتجاه هذه المياه الزرقاء التي تعك ُس غيُوم السماء ، كيف ننسى يالله ونح ُن
قنا مواع
َّ
عل يدنا في السماء ؟ كيف ننسى والسما ُء مازالت فوقنا تُذِكرنا دائِ ًما
بخطواتنا أ َّن هُناك من نشتاق إليه ونفتقده.
رؤى : أنا أشتاق لهم يا وليد
مازال صامت الينط ُق بشيء.
رؤى أخفضت نظرها : أعرف أسمائهم بس ماأعرفهم كثير .. أعرف أنه
في وحدة إسمها غادة و أعرف أنه فيه زوج أو طليق إسمه ناصر ..
أعرف أنه فيه شخص إسمه عبدالعزيز .. أعرف والله بس مدري مين!!
وليد : لو تعرفين أسمائهم الكاملة يا رؤى!! لو تعرفينها كان من زمان أن ِت
عندهم
ِي بس أبي
رؤى بحزن : ومين قال أني أبي أعيش عندهم ! هم تخلوا عنِّ
أشوفهم أبي أحضنهم مرة وحدة وبعدها خالص ماأبي منهم شي .. لو
يبوني كان دوروني ! لو يبوني خلهم يلقون لهم عذر ولو سخيف بصدقه
وليد تن َّهد : خلينا نحاول نتذكر ليلة الحادث .. مانبي نتذكر اللي قبل
الحادث
رؤى : كيف ؟
وليد : بقولك أشياء وأن ِت حاولي طيب .. بس بدون ال تضغطين على
نفسك .. أبيك من تلقاء نفسك تقولين ما ِّر عليك هالمنظر .. طيب
رؤى : طيب
وضع ُصورة لعائلة ُمجتمعة في سيارة
"
جالكسي
وليد أخرج هاتفه الـ "
وسعيدة : كان بليل وال النهار ؟





رؤى بصمت يغي ُب عقلها في الالشيء.
وليد يُريها إحدى السيارات خلفها : طلعتي من الشقة ؟ وال من الجامعة ؟
وال من وين بالضبط ؟ قولي أي شي وعادي حتى لو مو متأكدة
رؤى : أتوقع من الشقة أنا و ... بروحي
وليد يرسُم لها في إحدى تطبيقات الرسم ، سيارة أجرة وهي خلفه
رؤى بإندفاع : ألأل ماكان تاكسي
إنتصار وهزيمة لهذه الذاكرة التي
وليد نظر إل يها ولمعت بعينه فرحةُ
سترض ُخ لنا أخي ًرا : طيب ...
رؤى : كان جمبي أمي
وليد بصمت ينظ ُر لها وهي ُمغمضة عينيها . .
رؤى تغر ُق بعمق : أتصلت عليه ، كان يتطمن علينا ... أبوي قدام ..
جمبي ... مدري ...كنا كلنا موجودين ... ونضحك .. كنا مبسوطين والله
ها .. األحدا ُث أرتفعت أنفاسها وضي ُق يحاصرها ، األحدا ُث تُعاد عل ي
ُط بحزنها ، ال تُبقي بها ذرةُ أكسجين تتنفسها
ُمفجعة تختل
ال
وليد : رؤى طالعيني .. خالااص
رؤى تب ِكي بإنهيار تام ، تب ِكي وهو يض ُج في أذنها " الصو ُت المخنوق
المتحشرج يصرخ : تشهُدوا .. أذكروا الشهادة .... أذكرووهااا
................... تمتم : أشهُد أن ال إله اال الله وأشهُد أن محمد رسول الله
"
وليد يحاول أن يجعلها تفت ُح عين يها : رؤؤؤى
ُم ينجب في هذه اللحظات مط ًرا ، صرخات ُمتعالية و
غارقة ببكائها و الغي
صوتُه العذب يُب ِكي أذنها " عاد من هالناحية ماأظن فيه أحد يعشق بناته
كثر ماأعشقكم "
ُمغطاة بحجابها و تتحد ُث
تعالت شهقاتها وهي تضع يدها على أذنها ال
بهذيان : ال يبه ... يبببه تكفى ..... يبببببه ....
ُمبلل باألمطار ، هدأت
هدأت األنفا ُس في السيارة المنقلبة على الشارع ال
لتنظ ُر بضعف لوالدتها التي بجانبها ، مسكت يدها وهي تهمس بصو ًت
َّطع ُمتعب ال حيل ب
ي يتق
ه " يمممه .. يممه .. التتركيني ... يممه ردي عل





.. " كانت بجانبها أنثى أخرى ولكن لم تستطع أن تلتف ُت عل يها ، فال قوة
لجسِدها الِذي يُزينه ثو ٌب أبي ُض عري ض يُعيق حركتها"
فتحت عينها على وليد بضياع كبير : زواجي !!! كانت ليلة زواجي والله
.. صدقني !! والله هذا زوجي ماهو طليقي .. كذابة هذيك ال تصدقها !!
تكفىىى قول أنك مصدقني أنا أعرفهم والله أعرفهم ... أنا ماني مجنونة ..
ماني فاقدة الذاكرة .. هذولي أهلي ... والله أهلي .... تكفففى رجعني لهم
.. تكفىى
وليد وقف بضيق شديد : خالص خالص .. أمشي خلينا نرجع ترتاحين
رؤى بشتات تب ِكي : أمي والله أمي .. مين ير ِِّجع لي أمي .. أمي ماماتت ؟
ماماتت .. كانت تشوفني .. والله العظيم كانت تشوفني ..... أنا أعرفهاا
أمي وهذاك أبوي اللي شفته .. أنا شفت أبوي ... صرخت به .. ليه
تطالعني كذا !! ليه ماتصدقني .. أنا شفت أبوي
وليد بهُدوء : مصدقك .. عارف والله عارف بس خلينا نرجع
رؤى : ماأبغى أروح أنا بنتظر ناصر
وليد : ناصر راح يجيك بالفندق
رؤى بضيق : هو وعدني يجيني هنا .. أبعد عني ماأبغاك أنت ماتصدقني
وليد : رؤى خلينا نرجع وبعدها أحكي لك عن ناصر
رؤى بإنكسار : ليه سَّوى فيني كذا ؟ ليه ما يحبني ؟ ليه محد يبيني ؟
وليد مد يِده التي تُغطيها القفازات بسبب برودة األجواء : يالله يا رؤى
رؤى : قالنا تشهُدوا .. بس أنا ما مت .. أنا هنا ليه ما يصدقوني ..
وليد أدرك أنها تتخيَّ ُل أحداث أخرى ال حقيقة لها ، عاد للجلوس بجانبها :
الحين مطر أدعي الدعاء مستجاب
،
ة لم يتخيَّ ُل يو ًما بأن تسِِّو ُد
َّ
بخطوا ٍت غاضبة يدخ ُل ليرى أخيه بصورةٍ رث
المعصية وجهه هكذا ! نظر له بشفقة بحزن بغضب بقهر بضيق ، بأشيا ٍء
كثيرة أنتحرت في قلب عبدالمحسن قبل أن يراه ، أنتحرت كل األشياء





الحلوة التي تجمعه بأخيه وهو يطعنُه في ظهره ، تعرف كان جيد أن
تطعني بظهري وال تُريني غدرك وج ًها أقابله ، كان جيد أن ال أراك
ي
ِد أب ًدا أن ت ُكون أنت أخي وتفع ُل ب
ُموت بجلط ِة قهري ، لكن ليس بجيِّ
وأ
َ عصيت الله قبل كل شيء ؟ أترى معصية الله
فعلتها ؟ ِلم
َ
كل هذا ، ِلم
سهلة ؟ أ ذو إنتقام ، كيف َسه ٌل عليك أن تتجاوز ح ُدودك ؟ بينُنا ر ٌب شديٌد
تساهلت معصيته وأنت تعر ُف من هو الله ؟ يااه ما أقساك على نف ِسك وما
أقساك على أخيك الِذي أعتبرك كأبنه ، عاملتُك كإبن ولم أعاملك كأخ أب ًدا !
أرتفع نظ ُر تُركي إل يه ، نظرةُ األموات هذه تشط ُر عبدالمحسن أنصافً .ا
عبدالمحسن ُدون أن يقترب منه وبنبرة تُبكي الحجر من لو ِمها : ِليه سويت
معاي كذا ؟
تُركي ببكاء الرجال القاتل ل ُك ِل أحٍد يسم ُع هذا الضجيج : أحبها
عبدالمحسن عقد حاجب يه بغضب : تحبها ؟
تُركي بإندفاع : والله أني أحبها
عبدالمحسن أقترب بخطواته ليصفعه بقوة أسقطته على األرض : ما
ُعمري مِِّديت أيدي عليك بس هالمَّرة يا تركي ما عاد بقى لك شي في
حياتي ، من اللحظة اللي خنتني فيها وأنا ماأعرف إال أخو واحد وهو
عبدالرحمن
تُركي يتكو ُر حول نفسه على األرض ال سبيل غير هذا ليُدافع عن نفسه
وبهذيان : أحبها .. أحبهاا والله أني أحبها ماأكذب
عبدالمحسن بصراخ : يوم أنك تحبها ليه ما حميتها ؟ ليه تتحرش فيها
وتغتصبها !! هذي بنتي تعرف وش يعني بنتي !!!
تُركي : مقدرت أمسك نفسي عنها .. أقولك والله أحبها
عبدالمحسن بغضب شديد سحبه من ياقته الممزقة ليضربه بكل ماأتاه الله
من قوة بعد أن جلس لسنوات عديدة لم يمُد يده ال على رج ٍل وال أنثى ،
أخرج كل غضبه به. لم يستطع أن يمسك نفسه ُدون أن يفرغ حزنه على
حاله وقهره على حال الجوهرة.
ُم سوى من قلبه العاشق للجوهرة : ما يهمني لو
كان تُركي مجنُونًا ال يتأل
تضربوني .. أنا أبيهااا حراام عليكم .. أنا أحبها





دفعه على األرض : ماني مسؤول عنك ولو يذبحك سلطان ماهمني ... أتق
صون منك ..... وخرج ليُقابل سلطان
الله في نفسك وتُوب قبل ال يقت ُّ
وبغضب : سِّو فيه اللي تبي ماني أخوه وال أعرفه!......
فاق من تلك األحداث ، ينظ ُر بضياع لزوجته : سِِّمي
أم ريان : أنت هاليومين ما غير تفكر ومشغول بالك .. أقولك عرفت وينه
فيه تركي ؟ حلمت فيه وخفت ال يكون صاير فيه شي
عبدالمحسن : وش حلمه ؟
أم ريان بضيق : كان يناديني من حفرة أو كان واقف عند حفرة والله
ياعبدالمحسن مدري كيف بالضبط لكن يب ِكي ويناديني ..خفت عليه
عبدالمحسن تن َّهد : مسافر ويا ربعه بيطِِّول ... يرجع بالسالمة
أم ريان : طيب خله يكلمني ألني أتصل على جواله ما يرد
عبدالمحسن بضيق وقف : إن شاء الله .. أنا رايح المسجد ...
،
ِّطِ ع السلطة في الصالة وبجانبها
في ه ُدو ِء هذا البيت بقل ِة ساكنيه ، تُق
َّطع بشك ٍل دائري ، تبتسم
ُمق
تُساعدها ريف ببراءه وهي تأك ُل من الخيار ال
لها : خلصتي الخيار علينا ؟
ريف تضحك بشغف : احبهاا
ِل خدها
والدتها : يا عساه عااافية على بنيتي حبيبتي .. تُقبِّ
ِلها : يسلم لي إياها بنت الجميلة
دخل لتقفز له ريف ، رفعها ليُقبِّ
ضحكت والدته : شلونك اليوم ؟
ِل رأسها : بخير الحمدلله أن ِت بشريني عنك ؟
أنحنى ليُقبِّ
والدته : بخير ،
فيصل : وليه تقولينها كذا ؟
والدته : وش أسوي من الطفش ؟ ماني القية شي أسويه .. أفكر أبدأ
بمشروع خفيف يشغلني بس حتى مخي موقف
فيصل : أعزمي صديقاتك عندك ورجعي أيام العزايم بينكم ومنها تسلين





نفسك وتغيرين جِّو
والدته بلكاعة : وهم بيجلسون معي طول اليوم ؟
فيصل فهم قصدها : ههههههههههههههههههههههه ترى أنا ما قلت أل ..
ركزي قلت لك دوري لي الزينة ومن عيوني بخطبها
والدته بإبتسامة : قلت لك بنت بو منصور كاملة والكامل الله
فيصل : يمه أن ِت عندك كل بنات الرياض كامالت والكامل الله
والدته : آل هذي غير أنا متأكدة .. هيفاء كانت شايلة عرس أختها وقايمة
في الناس
فيصل بهُدوء : طيب شوفي لنا وحدة من بعيد
والدته : قلت لك ماهو عاجبني اال هيفاء
فيصل تن َّهد : طيب
والدته بفرح تركت السكين : وشو ؟ أخطبها لك ؟
فيصل غرق بضحكته ليُردف : لحظة أفكر يعني بستخير وأرد لك خبر
والدته : قم يالله صل إستخارة الحين وأكيد بترتاح للخطوبة
فيصل : يمه أتركيني أمخمخ عليها أشوفها تناسبني ماتناسبني
والدته : ال حول وال قوة اال بالله .. وش تمخمخ عليها ؟ طيب خلني
أوصفها لك
فيصل ضحك : طيب
والدته : طولها كذا يوصل لكتفك يمكن أو شوي أعلى ، بيضاء شعرها
طويل وناعم ماشاء الله ..
فيصل بعبط : مافيها شي مميز
والدته : إال خشمها تبارك الرحمن وعيونها حورية ماهي إنسان
فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههه إيوا بعد
والدته : أحكي جد البنت مزيونة .. لحظة تعرف أخوها يوسف ! هي فيها
شبه منه كثير
فيصل : شكلك ملخبطة يمه .. اللي يزورنا منصور ماهو يوسف
والدته : آل أنا أعرفه يوسف الصغير يشبه لها كثير .. كذا مرة شفته





فيصل : طيب انا ماأحس أني متحمس لها يعني
قاطعته : إال أنا أتوقع .. يعني بتحبها أعرف ذوقك وبتعجبك ألنها ناعمة
وماتحب المكياج وماهي راعية آكل
فيصل : وش يعرفك بهاألشياء ؟
والدته : حاستي السادسة ماتغلط
فيصل بإبتسامة : طيب بف ِكر وأشوف
والدته : طيب يمكن أبو منصور مايرفض أنك تشوفها يعني نظرة شرعية
فيصل : آل مستحيل أطلب منه
والدته : طيب ماعلينا أخطبها لك خلني أفرح فيك
فيصل بإبتسامة :أصلي وأرد لك خبر
والدته بفرحة عميقة تألألت بها عيناها : الله يكتبها لك يارب
،
في طريقه سي ًرا تحت نسما ُت البرد التي تُحيطه ، ُمثبت جواله في إذنه :
والحين كيف حاله ؟
نا ِصر : الحمدلله أحسن
عبدالعزيز : الله ال يفجعنا فيه
ناصر بتنهيدة : آمين .. أنت وش مسوي ؟
عبدالعزيز : هذاني رايح لهم اليوم بقابل ال ُجوهي
ناصر : أنتبه لنفسك
عبدالعزيز : إن شاء الله ، طمني على عمي إذا صار شي جديد
ناصر : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن
عبدالعزيز : فمان الله .. وأغلقه ليُدخل في جيب بنطاله.
في جهٍة أخرى من هذا العالم ، يقف بتثاقُل ينظ ُر للما َّرة و رائحة
ُمستشفى تخنقه ، تُشبه رائحة األموات الذين لم يستطع أن يراهم ، النظرة
ال
األخيرة التي و َّد لو أنها تتحقق ، كان حلمه أن يراها بفُستانها األبيض !
ولم يراها بهذا الفُستان ، ليته أ َّصر عليها عندما حاولت أن تمنعه ، كانت





، بالضبط كانت ُمفاجعة !! لم أتخيَّل يو ًما أن ت ُكون
تُجيبه دائِ ًما " ُمفاجئة "
ُحبنا هكذا ! لم ينتهي ال ُحب ولكن أنتهى اللقاء ، الوصل ، الرسائل ،
نهايةُ
الهدايا ، المواعيد . . كل شيء أنتهى لم يبقى لنا سَوى الذكرى ، لم يبقى
لنا أنا وقلبي سَوى تذ ُكرك يا غادة. وما أمل ُك من الوص ِل سَوى : ال ُدعاء ،
ينظ ُر لبياض ال ُجدران ويغر ُق بضحكاتها الال ُمنتهية.
بضحكٍة ضوضائية تحت سقف األشجار التي تُظللهم : باقي لي كثييير
ناصر : يا كرهي عاد ماهو الزم كل شي تشترينه خلي بعضه بعدين بعد
الزواج !! ألن الحين أبوك صاير يتحجج فيك
غادة بإبتسامة : الحين مو ق َّربنا الموعد عشانك والله أبوي قال خالص
التاريخ ثابت و ناصر يصبر بنتنا ماتجيه بهالسهولة
ناصر بإندفاع : وش بهالسهولة !! طلعتوا عيني !! أنا يوم الملكة على
شروط أبوك بغيت أترجاه من كثر ماهو يشك في ثقته فيني ! وفوق هذا
بعد ما ملكنا وخالص ما تعدينا حدود الله قام وقال مافيه طلعات !! ويوم
وافق وح ِّن علينا لصق بوجهنا عبدالعزيز .. بالله مين اللي متعذب غيري
؟ وتقولين بتجيني بسهولة!!
غادة : هههههههههههههههههههه يعني أنت تعرف أبوي يقول مايحب
األشياء الملكعة وحركات النص كم
ناصر: ذي حركات نص كم !! آآخ بس زوجتي ومناشبيني فيها
،
ُوس عند النافذة و ُمراقبة الما َّرة
خرجت من الفُندق بعد أن تمللت من الجل
ُدون أن تتحرك شفت يها بكلمة تُبلل بها هذا الجفاف الِذي يُحبط بها ، أخذت
هاتفها وأتصلت على رتيل : وينكم فيه ؟
رتِيل : نتسوق بالمحالت اللي بالشارع الثاني .. أمشي سيدا واول لفة على
يمينك أخذيها وإذا وصلتي هناك كلميني وأجيك
عبير : طيب .. مع السالمة .. وأغلقته لتسير بهُدوء متزن على الرصيف
ا وهي تبتعد بخطوا ٍت عريضة
ُمبلل ببقع الماء العاكسة ، أخذت نف ًسا عميقً
ال





عن الفُندق.
خلفُها يسير ، ُمشتاق .. ُمشتاق .. ُمشتاق والله ، أحلى أيام ُعمري أكا ُد
أقسم بر ِب هذا ال ُحب أن اليوم هو يوم إستثنائِي ، هو يوم مختلف ، هو
ي ، يكفيني
ي ، ب ُمجرد أن أراك حتى وإن لم تنظِري إل
ُعمر جديد يُكتب ل
" بجنُون يُحِِّدث نفسه
من هذه الحياة أن أراك تسيرين أمامي ، أن ِت أمامي
،"
شعرت بشيء خلفها أربكها وألتفتت . . .
،
ُطرق المكتظة ، في الرسائِل العميقة و مالِمح ال ُحب
فِي زحام الشوارع و ال
المرسومة على تلك الوجوه ، في كل شيء يضُم أسطنبُول يتفر ُع ال ُحب
وخيُو ِط الحياة العُثمانية و أ ُصول ما مضى ، في الصبايا الجميالت و
رق ُص الشرق في وس ِط نهرها.
ألتفتت عليه وبتوتر : منصور
ريَّان يرمي عليها سهام الال ُمباالة : طيب
ريم مَّدت هاتفها : حتى شوف
ريَّان رفع عينه عليها بح َّدة : وأنا قلت شي !! خالص سكري على
الموضوع
ريم بهُدوء يمزجه اإلرتباك : ليه عصبت ؟
ريَّان : ماني معصب .. وال تكثرين أسئلة على راسي ماني رايق
ريم أخذت نف ًسا عميقً كأنها تمن ُع نفسها من الغرق في بُكائها ، نظرت ا و
لطريق المشاة الِذي أما ُمها ُدون أن تلفظ كلمة.
عضت شفتها ال ُسفلى حتى التب ِكي ولكن غرقت محاجرها ، بصو ٍت
ُمرتجف : أبغى أرجع الشقة
،





يُلصق على صدِره أداةُ التسجيل الصغيرة ، أرتدى ساعته الفُضيـة التي من
نوع خاص ، فهي ال تنتمي إال لماركة " المتفجرات البسيطة ". أغلق
أزارير قميصه بعد أن صبغُوا له عوارض أغلظ حتى يُشبه المتوفي الِذي
لم يكشفه رائد بعد. ويُعطيه عمًرا أبعد من ُعمره. .
أدخل هاتفه اآلخر في جيبه وهو يرتِدي المعطف ويل ُف حول عنقه الـ "
سكارف " الِذي يخفف من وطأة البرد عليه.
نظر لشكله نظرة أخيرة في المرآة : ِكذا تمام ؟
عبدالرحمن : إيه .. طيب لحظة خلنا نجرب السماعات .... أتجه نحو
الغرفة األخرى التي تنتش ُر بها الشاشات : عز ؟؟
عبدالعزيز : يوصل صوتك واضح
عبدالرحمن خرج من الغرفة متج ًها إليه : همتك يا بطل
عبدالعزيز بإبتسامة يمسح على وجهه ال يُخفي ربكته أب ًدا : إن شاء الله ...
عبدالرحمن : حاطين حراسة وممكن يكشفون السالح عشان كذا بس تحس
الموضوع فيه إ َّن على طول تطلع ، بالشارع الثاني راح تكون فيه سيارة
تنتظرك ، و بأشد األوقات إذا مافيه أمل أضغط على هالمكان.. أشار له بـ
زر بجانب ساعة يِده ، ترى هاألغراض اللي عنِدك غالية حيل وميزانية
عشان كذا ال تخربها من أول إستعمال
ضحك عبدالعزيز ليُردف : ماني مخربها ال تخاف
عبدالرحمن بإبتسامة : طيب يالله أطلع من الباب الثاني عشان إذا كانت
العمارة مراقبة ..
،
على مكتبه ينظ ُر لعدةِ أوراق : فتح القضية من جديد ؟
:هذا اللي وصلني أنه سلطان يعيد فتح ملف التهريب حق




رائِد بتنهيدة وصب ُره لن يطول أب ًدا هذه المرة : أنا أعرف كيف أسكته
دخل عليهم ومالمح الدهشة تُنيره : قصرك بالرياض كله كاميرات مراقبة
وقف بصدَمة . . .





:راجعنا كاميرات المراقبة حقت الباب الخلفي وشفنا. . .





لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
الكاتبة : ِطي ش!
))
((
أضنيتـنـي بالهـجـر.. مــا أظلـمـك
فارحم عسى الرحمن أن يرحمك
مـوالي .. حكمتـك فـي مهجـتـي
فارفـق بهـا يفديـك مــن حكـمـك!
مــا كــان أحـلـى قـبـالت الـهـوى
ان كنـت ال تذكـر.. فاسـأل فـمـك
تـمــر بـــي كـأنـنـي لــــم أكــــن
قـلـبـك أو صـــدرك أو مـعـصـمـك
لو مِّر سيف بيننا.. لـم نكـن نعلـم
هــل أجــرى دمــي أم دمـــك ؟!
سـل الدجـى كـم راقنـي نجـمـه
ل ِّمـا حكـى .. مبسـمـه مبسـمـك
يــا بــدر .. ان واصلتـنـي بالـجـفـا
وم ِّت في شرخ الصبـا .. مغرمـك





قـ ِّل للدجـى مــات شهـيـد الـوفـا
فـانـثـر عـلــى أكـفـانـه أنـجـمــك
*بشارة الخوري
رواية : لمحت في شفت يها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!





ال ُجزء )

)
يركض بين الساللم الشاهقة التي تستنز ُف جسده ، عقله يغي ُب لألمر الِذي
أكتشفه اليوم بإتصاالته مع حرس قصِر رائِد ال ُجوهي ، د َخل والدهشة
تُسيطر على مالمحه السمراء الصبيَّة : قصرك بالرياض كله كاميرات
ُمراقبة!
يقُوله فأكث ُر مكان مؤمن هذا القصر
َ
وقف بصدَمة ينظ ُر إليه غير ُمصدق ِلم
بكثرةِ الحرس والكاميرات ال . ُمنتشرة على أطرافه وفي داخله
يُكمل وأنفاسه من التعب تتصاعد : راجعنا كاميرات المراقبة حقت الباب
الخلفي وشفنا واحد ماهو من الحرس لكن ماهو واضح شكله بيرسلون لي
الصور وأنت تشوفه يمكن تعرفه
رائِد بغضب : وصلت أنهم يتعُدون على البيت !! طيب طيب هم يبون
يرجعون عهد سلطان العيد وأنا بر َّجعه لهم
ينظر له الشخص اآلخر : الحين صالح بيجي خلنا معه وبعدين نشوف للي
صار صرفة ... خالص زياد روح شوف شغلك
زياد بلع ريقه بتوتر : فيه شي ثاني ؟
رائد رفع حاجبه الحاد : وش بعد ؟
زياد : مكتبك مراقب
رائد ضرب بكفِّ !! ِه على الطاولة : نعععععم
زياد : الصبح أكتشفوا كاميرات ورى الزرع اللي بمكتبك لكن الشباب
الحين يحاولون يشوفون عمر بطاريتها عشان يعرفون من متى وهي
موجودة وبنراقب كاميرات الممر وبنعرف مين دخل عليك الفترة اللي
أنحطت فيها الكاميرات
رائد بح َّدة : قاعدين يلعبون بالنار معاي بس والله ألوريهم
زياد خ َرج بهُدوء ال يتح َمل أن يجلس في مكان يُسيطر عليه غضب هذا
الرائد.
:إذا كذا يعني هم يعرفون بمخططنا!!





رائد بغضب و القهر يفي ُض به : أكيييد ! الزم نتصرف هالصفقة ممكن
تخليني أفلس وأنا مستحيل أخسرها
وقف الشخ ُص ذو البشرة الحنطية : أنا بشوف الموضوع ، بتصرف لك
وأنت شوف لقاءك مع صالح وحاول تقنعه بالتغيير ... وخرج.
ُه الكبير وحياته أي ًضا ،
رائد تصادمت أفكاره بكل حقد ، هذه الصفقة مستقبل
من حياته بأكملها ويستقر ُهنا موِد ًعا تلك
منها سيُنهي كلمة " السعودية "
الحياة و لن يستطيع أحد أن يُلصق به تهمة وا ِحدة وهو يمل ُك الجنسية
سنوات تم تزوريها بأنه عاشها في باريس ليُس ِِّه الفرنسية ،
ل عليه
الح ُصول للجنسية التي تتطلب من األجنبي أنه يقضي
سنوات في فرنسا
وإثبا ُت سكنه ُهنا وهذا الفض ُل يعود لشركائه الفرنسيين الِذين ساه ُموا بشك ٍل
كبير بهذه الجنسية ولكن أشتر ُطوا ح ُصول الصفقة ودفع رأس المال الذي
ِف رائِد الكثير بتبا ُدل المواد الممنوعة وأي ًضا المحرمة شر ًعا
ِّ
يُكل .
في جهٍة أخرى يسي ُر بين الح ُشود حتى يُضيِّ من ِع الذين يراقبون عبدالرح
ِّي محل
آل متعب ، عبر السماعة " إلى اآلن يا عز هم وراك ، أدخل أ
يمينك "
عبدالعزيز بهُدوء دخل المحل الكبير ليسير بخطوات سريعة وهو الِذي
يسيطر عليه التوتر بسبب عدم حمله للسالح ، نظر إليهم من المرآة التي
عند المحاسب ، أقترب من إحدى الرفوف وبخفُوت جعل المرآة المعلقة
لتكشف أقدامهم ، وقف كثي ًرا حتى شعُروا بأنه
قليالً
على األرض مائِلةً
خرج ، أتجها الرجل ين ذو القامة الطويلة للممر اآلخر الخاص بالمشروبات
الغازية ، أقترب عبدالعزيز من الر ِف اآلخر وهو ينزع المعطف األسود
ويضعه على ذراعه ويخر ُج ببلوزته الرماديـة ،
عبر السماعة : كفوو
عبدالعزيز دخل عبر الممرات الضيقة حتى ال ينتب ُهوا له ، أخرج هاتفه
ليفتح تطبيق الخرائط ، يعُد الخطوات وثقلها حتى أدرك بأن خطوتين
ِنًا عدم ُمالحظته
آخر خلفه ، أكمل سيره ُمبيِّ
زادت ، هذا يعني بأن رجالً
ليدخل ممًرا آخر ، نظر إلى ال ُزجاج العاكس ليالحظ أقدامه ، أقترب
للجدار وهو يدرك الخطر الِذي به ألن حتى ال كاميرةً تكش ُف المكان وتُبين





ما يفعله اآلن لبوسعود ، سحب الع َصا الخشبية الملقية على األرض ليلتفت
وب ُسرعة ضربها على رأسه لتتضبب رؤية هذا الرجل ، ضربه مرةً أخرى
أن
على بطنه ليسقط. أخرج الر ُجل من جيبه ُزجاجة تُشبه العطر محاوالً
ير ُشها على عبدالعزيز ، فهم ما هي وبتعار ٍك ضرب عبدالعزيز على بطنه
العصا ويضربها على
أن يأخذُ
ليسقط وبيِده ال ُزجاجه ، وقف الر ُجل محاوالً
عبدالعزيز ولكن ُسرعان ماأبتعد عز عن المكان زحفًا ليضرب بقدِمه باطن
ركبة الرجل ويسقط مرةً أخرى ، سحب ال ُزجاجة ور َّشها عليه ليُغمى
عليه. عبدالعزيز وضع ال ُزجاج الصغيرة في جيبه وهو ينف ُض مالبسه :
هذا إحنا إستفدنا
ِعهم وبس
عبدالرحمن عبر السماعة : بالش ضرب ضيِّ
عبدالعزيز : آخذ سالحه ؟
عبدالرحمن : أل
عبدالعزيز : مراقبيني أخاف يطلع لي واحد ثاني
عبدالرحمن : قلت أل ماينفع هالمَّرة
تن َّهد ليُكمل سيره وهو يرتدي معطفه مرةً أخرى ويشد على السكارف حتى
يُغطي ذقنه الخشن.
في داخله " اللهم أني أستودعتك نفسي يا من ال تضيع عنده الودائع "
خرج للشارع الرئيسي ، و أر ُض باريس تض ُج بخطوا ِت الما َّرة ، أفكارهُ
تض ُج أي ًضا ، إ ريد التفكير ، ال
ُ
ذا لم أسلَم من هذا ماذا سيح ُدث ؟ يالله! ال أ
ريد والله أن أعرف كيف سي ُكون مرور موتِي على الجميع عاديًا ! أصالً
ُ
أ
ًما ستنها ُر في بكائها وال أمل ُك أبًا سينحني
من ُهم الجميع ؟ ال أملك أ
إنكسا ًرا و ال أمل ُك شقيقات سيبكين برثائِي ! ال أمل ُك أح ًدا سيتذكرنِي غير
ناصر.
أ ُعوذ بالله من هذه األفكار السوداوية ، تقُول عنه حاتم !! من ي ُكون هذا
م تغار
ل
َ
ِّي إسم أو فعال هُناك من ينتظرها ، ِلم
أي ًضا ؟ تُريد أن تستفزني بأ
من أثير ؟ ألهذه الدرجة تكرهني! أستفزتني بحاتم ولم أستطيع أن أستفزها
ِكالنا يظ
بأثير. ِلم ريد أن َ
ُ
ُم معه إسٌم ليتالعب به حسب مصلحته ، ال أ
ل
ريد أن تُرغميني بأن أفضلها عليك
ُ
أجرح أثير بكلمة ولكن يا رتيل ال أ





وأجعلك فعليًا تنتظرين حاتم. نح ُن الشرقيين ال نفهم شيئًا أكثر من فهمنا
"
للكرامة ، هذه الكرامة يا رتيل خ ٌط أحمر إن تجاوزتيه اليهُم ال ُحب و
طوايفه."
َحِرج ؟ أنا
ِق ؟ في هذا الوقت ال
أفكر بك اآلن ؟ في هذا الوقت الضيِّ
َ
ِلم
ِّي
أفرغ حاجتِي إل يك لكن ال أشعُر بأن يو ًما سيأتِي سن ُكون به زوج ين مثل أ
مرحلة " في
زوج ين وأنا أدرك ذلك ولن يأتِي يو ًما تكونين به أكث ُر من "
حياتي ، أنا أشعُر بهذا مهما حاولت أن أكِذِّب نفسي به كثي ًرا. لكن أن ِت
تعرفين بأنهُ لم ي ُكن ُحبك عاب ًرا وأنني لم أ ُكن نزوة يا رتيل. أنا أثق بقلبك
كثي ًرا وستعرفين هذه القيمة قريبًا.
ُمهاجرين ، أقترب من الباب
ُمشردين ال
ٍق ضيق يُشبه طرق ال
دخل في طري
الخلفي ، دخل وهو ينتبه للكاميرات التي على ُطول ال م الخشبي ، صعد
َّ
سل
ليستقبله : تف َّضل من هنا
لرائد : السالم عليكم
ِم مصافحةً
ِّ
عبدالعزيز بهُدوء د َخل ليسل
رائد : وعليكم السالم
،
عقد حاجب يه بقلق بعد ان أستلم هذا الخبر السيء ، أن يعرف رائِد بمراقبتنا
له فهذه ُمصيبة ، جب أن نضع ُطرق رائِد في لوي الذراع واضحة ج ًدا ، ي
ح ًدا.
:أنا أهلي أصال مايطلعون كثير وإن طلعوا بالحفظ والصون لكن بوسعود
الحين الزم ينتبه
أحمد : بسهولة راح يقدر يهدد في أهله ألنهم الحين بباريس
سلطان أخرج هاتفه ليت ِصل على رقم عبدالرحمن الفرنسي ، دقائِق قليلة
حتى أجاب مقرن : هال بوبدر
سلطان : هالبك ، وين عبدالرحمن ؟
مقرن : يراقب عبدالعزيز راح للجوهي
سلطان : إيه صح ... طيب أهله وينهم ؟





مقرن بإستغراب من السؤال : موجودين ؟
سلطان : اليوم عرف عن كاميرات المراقبة اللي في مكتبه ألن غطوها
بورقة كاتبين فيها إما لنا او لكم .. وبعدها بنص ساعة عطلوا كل
الكاميرات .. وأكيد وصل العلم للجوهي عشان كذا أنتبه للبنات
مقرن بقلق : من وين طلعنا بعد هالموضوع!!
سلطان : عبدالعزيز وصل وال للحين ؟
مقرن : إيه قبل شوي دخل عنده
،
تشعُر بالخطوات ، برائحة العود التي تختر ُق مسامات جلدها ، أربكها من
خلفُها وهي أدركت بأ ُصوله الشرقية ، ألتفتت.
تالقت نظراتهم ليسير ببطء ُدون أن يتعَّداها ، أمعن النظر إل يها ثم أظهر
عدم إهتمامه.
خجلت من نظراتها وأكملت سيرها بخطوات سريعة ومازال خلفها ، تاهت
ي كانت غريبة. صد ُرها يهبط
بعينه ، يالله أشعُر بأنه يعرفني! نظرتُه ل
بش َّدة وينخفض وهي تشعُر بأنها رأته قبل هذه المَّرة ، ثواني طويلة
ومازالت تشعُر بأنه خلفها حتى تذكرت.
تلك الليلة التي ذهبت بها مع رتيل إلى السوق ونظرت إل يه بغرابة لتُخبر
رتيل عنها ومن ثم اختفى ، ال من المستحيل ؟ معقول ي ُكون هو صاحب
الرسائل ، الهدايا المل ِذي زلزل كيانها. بلعت َّونة ، الصو ُت الر ُجولي ال
ريقها لتلتفت مرةً أخرى و َّدت لو تسمع صوته وتتأكد ، وقفت ليتعداها ُدون
أن ينظ ُر إل يها ، تمنت لو توقفه تسأله ولكن خش يت أن الي ُكون هَو وت ُكون
في موقف ُمحرج.
ُربما هو أو ال ؟ لكن إن كان هَو كيف سيظهر أمامي بهالسهولة ؟ كيف
سيتخلى عن ُجبنه الِذي طال لسنة وأكثر ! من المستحيل أن يخرج بهذه
البساطة! أخرجت هاتفها لترس ُل له ولكن بخيبة نظرت إلى اإلكس األحمر
الِذي يعتلي الرسالة ، نظرت له للمرة األخيرة قبل أن يدخل بالطريق





ا ألسمع صوته ! كيف أتى باريس ؟ و مشى
اآلخر ، ليتني نطقت له حرفً
خلفي ؟ هذا األسمر الشاهق سلب عقلي ! إن كان هو صاحب الصوت فهو
سلب قلبي أي ًضا. يالله لو أنني أعر ُف على األقل إسمك.
،
في جناح ُهم الذي ش َهد كل الحاالت السماوية من إضطراب إلى جفاف إلى
ُحب وغيم. كل األشياء التي تحص ُل بيننا كانت هُنا ومنها " أحبك " التي
تبادلناها لذلك أنا ممتنة ، ممتنة لصو ِت عين يك و لضحكة عين يك ولكل
و جلجلت أعماقنا بها. ُرغم المشاكل
عين يك كلها والله التي قالت " أحبك "
جعل من السما ِء تُمطرنا بال توقف.
" عبدالله "
ولكن ح ُضور
بتنهيدة عميقة تنظ ُر إلبنها : أنا ما قلت شي
من ُصور بهُدوء : ال واضح من تقصدين
نجالء : طيب منصور خالص ماأبغى أتكلم بهالموضوع واللي يسلمك
من ُصور عقد حاجب يه : ما ترتاحين اذا ما جبتي لي النكد
نجالء ألتفتت إل يه وبغضب : يعني ماهو من حقي أقولك ابي بيت لحالنا !!
ِّي
يعني أنا ماني مآخذة راحتي في هالبيت كل مانزلت الزم طرحتي عل
عشان يوسف!!
منصور : كل هالفترة ساكتة وال تكلمتي الحين جيتي تتكلمين عشان مهرة
ماهو عشان يوسف
نجالء : ليه تحب تطلعني سطحية بتفكيري وأني أسوي كل هذا عشان
وحدة نفس مهرة !! ال طبعا ماهو عشانها أنا فعال ماني مرتاحة
من ُصور ببرود : وأنا آسف طلعة من هنا أل ألني ماراح أرتاح بجلستي
بعيد عن أمي وأبوي
نجالء بسخرية : بالنهاية الزم تعيش بعيد عنهم !! منت بزر ماتقدر تعيش
بدونهم
منصور بحدة : أنا ما قلت مقدر!! قلت ماراح أرتاح نفسك !
نجالء تن َّهدت : خالص س ِّكِر على الموضوع





منصور : فكري ولو مَّرة فيني وفي عبدالله ، التكونين أنانية بتفكيرك
وماتفكرين اال براحتك !!
نجالء : أنا أنانية ؟ طيب قلت لك أبي أرتاح وين األنانية في الموضوع !!
ِّي
خالص حقك عل ..
منصور : أستغفر الله العظيم وأتوب إل يه ....
،
ُمضطرب كانت الجلسة حميمية بين يُوسف و هيفاء ،
أسف ُل الجناح ال
ي ال
مسكت الفنجان لتضر ُب به بملعقة الشا صغيرة : أنا كان مستقبلي
الغنائي كبير
يُوسف : وأن ِت الصادقة طقاقة ..
هيفاء بضحكة تُمِِّرن صوتها : آحم آحم يالله أطلب مني أغنية
ِك بهالفنجان ويخليك تقرين
يُوسف يُدندن كالمه : آل يجي أبوي الحين ويهفِّ
الفاتحة
هيفاء : يا شينك تحبيط بتحبيط !! .. قلت لك كلمت ريوم تقول أسطنبول
خايسة
يوسف : أفآآ وراه عاد
ِرني
هيفاء : مدري والله وأنا متشفقة على تركيا محدن معبِّ
يوسف بجدية : وش رايك نروح ؟
هيفاء : من جدك ؟
يوسف : والله ماعندي مانع مافيها فيزا وال قلق ، نحجز ونطير
هيفاء بضحكة : أحلف
يوسف : قسم بالله
هيفاء : دايم يقولون لي ليه تحبين يوسف ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههه بس أنتظري ريم ترجع
ونروح أحنا بعدين يقول ريان الحقينا
هيفاء : طيب أقنع أبوي ماظنتي يوافق





ِّي ،
يوسف : ماعليك خليه اإلقناع عل
هيفاء : طيب ومهرة ؟
يوسف : ماأظن تقدر حامل !! نروح أسبوع ونرجع
دخلت ُمهرة بح ُضور إسمها : السالم عليكم
:وعليكم السالم
جلست بجانب يُوسف ، هيفاء : مُهور متى موعدك الجاي ؟
ُمهرة :
الشهر
هيفاء ألتفتت ليوسف : طيب أنا أعرف كثير يسافرون وهم ح َّمال
يوسف يفت ُح فمه ليعلمها النطق بلكاعة : أوال إسمهم حوامل !! حــــوامل
..وش إسمهم ؟ حوآآآآآآآآآمل ... تخصص لغة عربية وفاشلة بعد عييب
هيفاء : ههههههههههههههههه كيفي أنا أنطقها ح َّمال حوامل وش دخلك
مسوي لي فيها خلنا ساكتين الأنشر غسيل الثانوي
ُمهرة : نبي نسافر تركيا شوفي الدكتورة إذا مافيه
يوسف بإبتسامة يلتفت ل
مشاكل بنروح
ُمهرة بهُدوء : طيب
هيفاء نظرت لوالدتها وهي تضع عباءتها على الطاولة : اليوم ريَّانة
مختفية
والدتها : ريانة بعينتس تأدبي
هيفاء بضحكة : وين رحتي ؟
والدتها : ألم فيصل القايد
هيفاء : يوووه وش ذا الغبار اللي طلع !!
يوسف : منصور ما قطع فيهم دايم عندهم
والدتها بإبتسامة واسعة : تعالي هيفاء معي أبيك بموضوع
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الله الله
يالمواضيع الخاصة
هيفاء : ذا الكلمة أخاف منها تخليني أتذكر كل الماضي الوصخ
والدتها بحدة : قومي يالله
يوسف بخبث : والله الغبار شكله عامل عمايله





هيفاء تُشير لعين يها : يممه يممه .. وخرجت مع والدتها
ُمهرة : كليتي شي ؟
بعد صمت لثواني ألتفت ل
ُمهرة : كم مرة تسألني ؟
يوسف بإبتسامة : كذا أتطمن
ُمهرة : كليت
يوسف : عافية
ُمهرة : الله يعافيك .. وش سالفة تركيا ؟
ِر جو قبل ال تبدأ
يوسف : هيوف تقول متشفقة عليها وقلت نروح نغيِّ
دراستك
ُمهرة بصم ٍت خافت طويل أردفت : زعالن ؟
يوسف وهو يضع الدلة على الطاولة بعد أن سكب له : على ؟
ُمهرة بتوتر : الرسايل!!
يُوسف بهُدوء : نسيت الموضوع .. قلت لك من زمان شي يضايقني
ماألتفت له مهما بلغ أهميته
ُمهرة : حتى لو انا ؟
يُوسف ألتفت عليها : أن ِت وشو ؟
ي
ُمهرة : لو أنا اللي مضايقتك ماراح تلتفت ل !!
يُوسف بهُدوء ينظر إل يها ، طال صمته في حين كانت عينه الثرثارة
ُمستقرة في محاجرها.
ُمهرة أخذت نفس عميق ُمشتتة نظراتها : مدري ليه أسأل وأنا عارفة
الجواب
يوسف يضع الفنجان على الطاولة : لكل قاعدة إستثناء
ُمهرة بربكة شعورها أبتسمت وهي تنظر للفنجان ، تالشت إبتسامتها
سريعًا وكأنها شعرت بالذنب ، تشعُر بالذنب دائِ ًما ليست هذه المَّرة التي
تستخ ُف بإبتسامتها إن كانت لفرٍد من هذه العائلة.
،





غطت وجهها بالفراش ، حتى أنفجرت ببكائها الصامت الِذي غرق
ا
الصو ُت به. لم تلف دخلت ، غيَّرت مالبسها بخفُو ٍت حتى ُظ حرفً
وا ِح ًدا منذُ
أنسحبت للجانب اآلخر من السرير. تشعُر بلوع ِة األم على فقد إبنها وأكثر،
تشعُر بخيبة ُمشتتة التتزن بها األمور وال عقلها يستوعب ما يحد ُث معها
َم
حتى يُفكر ، كثي ٌر عليها هذا ! عذرتهُ في أول األيام ولكن اآلن ؟ اآلن ِل
كل هذا !! توقع ُت أشياء وردية و ُصدمت بما رأيت. يب ُدو حتى األشياء
الزهرية الجميلة تتشم ُت بي اآلن، تمن يت لو يقُول شيئًا أن يُبرر تصرفه
على األقل ! لو حتى يبتسم ويقُول أعذريني. سأقب ُل ما يقُوله وأبادله
ِّي م
اإلبتسامة ُدون أن ألتفت لبكاء قلبي. لو فقط يشفق عل ن هذه الكارثة
ِّي شيء
التي تشطرني نصف ين ويقول أ ِّن ما أمُر به ُمزحة. نكتة ثقيلة ! أ
لكن ال تقُول يا ريَّان أ َّن هذه شخصيتك! بر ِب هذه السماء ال تقولها بأفعالك
ِّي والله. ال أستح ُق
وتجعل أحالِمي مكسورة واقفة عند عتبة بابك! كثي ٌر عل
أن أب ِكي في بداية أيامنا هذه! أيامنا التي يجب أن نتغن ُج بها طوال هذا
ُه يا ريِّـان ولكن يب ُدو أنك لن تُشاركني حتى
العُمر الذي سيجمعنا. طوال
ربعه.
ِّي
على بُعد خطوات كان يُريد أن يتحدث ، أن يقُول شيئًا ، أن يُخبرها أ
شيء كي ال تنام باكية ، كان يُريد أن يوقف بكائها ُرغم أ َّن ال صوت لها
ا ، ج ُموده ال يساعده أب ًدا على التقدم
ولكن يشعُر بغرقها. أخذ نف ًسا عميقً
خطوة لألمام. أخذ محفظته وهاتفه وخرج.
ب ُمجرد ما سمعت الباب خرج صوتُها وصو ُت شهقاتها ، تركني ! لم يحاول
ِّي كلمة! بقدر ُحبي البريء لك في البداية الذي لم ي ُكن ُحبًا من
وال بأ
األساس إنما شغف ورغبة بالنظر للسقف الِذي يجمعُنا ، للحياة الوردية
التي حلم ُت بها ، بقدر هذا ال ُحب الذي رغب ُت بأن ألقاه أنا أقف كارهة لك
وأثق بإحساسي هذا كثي ًرا. أنا أكرهك.
،





بربكة أندفعت : ألأل .. ماأبغى يمه
والدتها التي جلست آخ ُر النساء التي عاش ُروها في مرحل ٍة من ُعمرها بعد
َصل بموضوع هيفاء : وش اللي ماتبينه ؟ الر َّجال
أن خرجن لتُفاجئها أم في
كامل والكامل الله
هيفاء بتوتر : ال يمه تكفين آخر عمري أتزوج واحد يشتغل شغل أبوي
والقلق ذا انا ماأحبه ودايم قلوبهم قاسية ويخوفون
والدتها : فيصل تارك الشغل من عقب ماتوفى أبوه الله يرحمه الحين عنده
تجارته ور َّجال مقتدر وناضج وولد أصل وناس
هيفاء بتشتيت أنظارها : يمه خالص أنا رافضة ماأبي واحد كان يشتغل
بهالشغل
والدتها : ترى الرياجيل هاأليام نشتريهم !! أحمدي ربك
هيفاء بإنفعال : وأنا ناقصني شي عشان ماألقى غيره !!
والدتها : ماهو نقص فيك بس فيصل والنعم فيه وأنا أبيه لك
هيفاء بتوتر : طيب طيب أفكر
والدتها : فكري زين قبل اليوصل العلم عند الرجال ألن إن وصل ألبوك
ترى بيحلف أنه ما ير َّده
هيفاء بإبتسامة : أبوي مايجبرني على شي ماأبيه
والدتها تقف : ما خربتس إال الدلع
ب ُمجرد خروج والدتها ، فتحت الفيس بوك ، بحثت عن إسمه ولم تلقاه
لتتمتم : ماتوا اللي يدخلون الفيس!!
دخلت لتويتر وهي تبح ُث عن إسمه وتدعي في داخلها أن ت ِجده ، مَّرة
واضح دامه
"
ومرتين ولم ت ِجد أي نتائج بالبحث ليأخذها التفكير الداخلي
ما يدخل تويتر يعني ثوب قديم ! " دخلت لحساب أخيها يوسف بحثت في
ُمتابعين ، أنتفض قلبها عندما رأت إسمه مكتُوب بإختصار
قائمة ال
algaid_F"@فيصل عبدالله" بشغف فتحت ال ُصورة ، تأملتهُ كثي ًرا وهي
تُطيل النظر به ، غرقت ولم تشعُر بشيء وهي تتأم ُل بشرتُه القمحية
ِرضه الخفيفة التي
وعيناه الداكنة ، أنفُه وحاجب يه وكل شيء به حتى عوا
تطغى عليها السكوكة السوداء المرسومة، كان وسي ًما بعينِها. لكن تخا ُف





أفراد هذا السلك كثي ًرا. تخا ُف قوتهم سلطتهم جرأتهم غضبهم حتى ُحبهم.
تن َّهدت لتخرج ولكن دخلت لتغريداته ، لم تفهم شيئًا ، شعرت بالغباء الكبير
وهي تقرأ " شركة المدينة تربح
.
مليار ريال في
أشهر , بنمو

%
, وتوزع


مليون عن الربع الثالث ، نتايج مميزة هالسنة "
تغريدته األخرى " واسك تعلن النتائج : بلغ صافي الربح الربع الثالث


.
مليار ريال، مقابل

.
مليار ريال للربع المماثل من العام السابق
وذلك بانخفاض قدره

، " .%تمتمت في داخلها " يععع رياضيات
وأرقاام "
أغلقت صفحته بأكملها ، شعرت بالغباء أمام ما يقُول ، إهتماماته إقتصادية
بحتة و أي ًضا ال تمي ُل لهذه اإلهتمامات. تن َّهدت وهي تعزم بأن تصِلي
إستخارة.
،
ِر المكان ؟ بس إحنا أتفقنا
بهُدوء ينظر إ


إعدادات القراءة


لون الخلفية