الفصل 80
ماني قلق وال نشبة وال أهايط .. الله يآخذ سيرة الهياط يختي تذكرني بناس
وصخة
عبير: سبحان الله كل الناس وصخة ماعداك
رتيل غرقت بضحكتها لتُردف : أستغفر الله الله يتوب علي بس آخر وحدة
بح ِّش فيها وإن شاء الله أني بعدها بتوب، تعرفين بنت صديقة أبوي اللي
إسمه مدري إسم جده معاذ .. اللي تعرفنا عليها أيام الثانوي ..
عبير أتسعت محاجرها : آل تقولين لي أنك متواصلة معها إلى اآلن ..
قديمة مررة
رتيل بحماس الموضوع : معي في الواتس آب ، المهم أرسلت بي سي حق
..
ي .... المهم كتبت المناكير
تُقلد صوت الدلع : البنات الكيوت و اليا
وعالقتها بالحب .. قلت لها طيب اللي ماتحط مناكير ؟ فشلتني الكلبة
وقالت ماهي بنت ماتدخل من الفئة المعنية بالبي سي ! قلت طيب اللي تحط
مناكير شفافة ؟ قالت لي لحوج! قلت طيب اللي تحط مناكير زي لون
شعرك .. الحيوانة عطتني بلوك ..
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههه قسم بالله أنك حقيرة يا رتيل
رتيل بصخب ضحكاتها : قهرتني الكلبة أجل أنا لحجية وهي صابغة
شعرها أصفر .. يا ليته أشقر بعد .. عاد هذا قبل سنين يمكن أنها الحين
صبغته أسود وعقلت
عبير صمتت وشتت أنظارها لتلتفت رتيل للواقف أمامها : خلصتي ح ِّش ؟
رتيل بإبتسامة ونظراتها العفويَة تبتسم معها : باقي أنت ما حشينا فيك
عبدالعزيز : قومي معي من ِت كفو أحد ينتظرك
رتيل تقف : طيب خالص ... أتجهت معه للخارج وبنبرة الفلسفة الغير
مقنعة : تعرف عبدالعزيز وش يروقني ؟ الحظت أنه أكثر شي يروقني لما
تكون سعيد
عبدالعزيز ألتفت عليها : بحاول اصدق
رتيل : هههههههههههههههههه جد أتكلم! أنت أنبسط يا قلبي وأنا اروق
عبدالعزيز تن َّهد : تحبين تتطنزين على عالقتنا كثير! مالحظ هالشي و
ِّي أحد عشان أتهاوش معه
أصال هالفترة واصلة معي وأنتظر الزلة على ا
رتيل : هذا شي يرجع لخلل عقلك لكن ظاهريًا أنت سعيد
عبدالعزيز يعض شفتيه ليحاوط رقبتها بذراعه ويُنزل رأسها ناحية بطنه
رتيل : خالص خالص آسفين .. عورتني تَّوها راجعة لي رقبتي تبي
ِرها بعد
تطيِّ
عبدالعزيز يتركها : أن ِت ما تروقين يا قلبي أن ِت تهايطين
رتيل أتسعت بإبتسامتها : أستغفر الله أستغفر الله .. اليوم بجلس أستغفر
عن كل شخص حشيت فيه ...
ِس ما تح ِّشِين في ظلك
عبدالعزيز : أن ِت كويِّ
ِِّس ما تتهاوش مع
رتيل عقدت حاجب يها : تبالغ مرة .. أنت والله اللي كوي
ِك
ِّ
ظل
عبدالعزيز : بس أنا أقولك وش اللي مروقك هاليومين ؟
رتيل : وشو ؟
عبدالعزيز وهو يسير بجانبها على الرصيف الصاخب : أنك صايرة ما
تتهاوشين معي وتعاندين! عشان كذا أمورنا طيبة
رتيل : إذا أنت ما نرفزتني ما اتهاوش معك
عبدالعزيز بخبث : وال عشان ماتشوفين أثير
ُّض شفتها السفلية بحقد.
رتيل وقفت وهي تع
عبدالعزيز :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههه بترجع الليلة الزم تقومين بواجب السالم
رتيل تُكمل س يرها حتى ال تلفت إنتباه أحد : شفت! ما ترتاح إال إذا
عصبتني وأنا مروقة .. يخي أتركني أنبسط لو يوم
عبدالعزيز : أبشري على هالخشم
رتيل أبتسمت : طيب .. وين بتوديني اليوم ؟
ُمتغزل : لقلبي
عبدالعزيز يواصل خبثه ال
رتيل ضحكت لتُردف : الحول وال قوة اال بالله .. جد عزوز
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههه وصرنا نقول عزوز ؟
رتيل : عفوية ال تجلس تدقق
عبدالعزيز : طيب عندي لك موضوع سري سري سري للغاية .. حتى
بينك وبين نفسك ال تفكرين فيه
رتيل رفعت حاجبها : وشو ؟
عبدالعزيز : يخص أختك عبير
رتيل : إيه وشو .. خوفتني
عبدالعزيز : خلينا نجلس باألول بمكان هادي وأقولك
،
ينظ ُر لساعته بربكة : والله ال يعلقني معك ترى إحنا واعدينه..
أحمد : طيب أنت توترني .. أبلع لسانك وبطبعهم الحين
متعب يقترب للنافذة التي تط ِّل على بوابة المبنى الرئيسية : إن جاء ومالقى
األوراق بيقول أننا مو قد الوعد وعاد والله ال يمسكها علينا سنة قدام
أحمد : متعب إكل تراب .. دبلت كبدي ووترتني معك .. بيجي وبيلقى كل
شي جاهز
متعب : بيمسكني دوام ليلي والله ال يذبحني معه .. انا أعرفه
أحمد يرمي عليه علبة المناديل : يخي أسكت
..... ليُردف بصو ٍت عاِلي : جاء .. جاء
متعب صمت قليالً
أحمد يسحب األوراق من اآللة ليركض للطابق الثاني الذي يحتوي على
ُي اآلخر وهو
مكت ِب سلطان، متعب يسح ُب بقية األوراق التي نساها الغب
يركض خلفه ... دخل أحمد لمكتبه.
متعب الِذي أصطدم بالطاولة وآلمت بطنه، تحامل على ألمه ليركض نحو
سحبَ ِة " أقدامه التي أنزلقت نحو
مكتبه وتجاوز بابه ليعُود للخلف بـ "
الداخل ... وضع األوراق على مكتبه بترتيب.
مِّر زياد ب ُكوب القهوة ليسحبها منه متعب ويضعها على طاولة سلطان.
زياد بسخرية : ممشيك على الصراط !
أحمد : وش تحس فيه ؟
متعب : عشان يشوف القهوة باردة ويعرف أننا مجهزين كل شي من زمان
.. ذكاء يا حبيبي ذكاء ... وخرجا ُمتجهين لمكاتبهم.
أنفتح المصعد ليتجه سلطان ُدون أن ينتبه للربكة التي حصلت قبل قليل،
وقبل أن يدخل مكتبه تراجع عدة خطوات للخلف ونظ ُر لمتعب ، أشار له
من خلف الزجاج أن يأتِيه.
متعب تبعه : سِّم
سلطان ينظ ُر للقهوة التي واضح أنها سبقت شفاهُ أحد : مين داخل مكتبي ؟
متعب : محد بس أنا الصبح حطيت األوراق اللي طلبتها مني
سلطان رفع حاجبه : وهذي القهوة مين له ؟
متعب شعر بالورطة الحقيقية : لي أنا طال ُعمرك! .. نسيتها ... أقترب
وأخذها.
ِن متعب ليستنسخ الكلمات منها : وجهك ما
سلطان يجلس ويطيل النظر بعي
يب ِّشِر بالخير
يُريد أن يبكي اآلن من قهره، مهما فعل يشك به سلطان :
متعب وفعالً
علمني وش أسوي! كل شي أسويه تشك فيه
سلطان بج ُمود : بعد أبكي زي الحريم
متعب ويشعُر بأنه تعقَّد تماما من هذا العمل : ما أبكي بس أشرح لك
الحرقة اللي في صدري
سلطان لم يتمالك نفسه من الضحك : حرقة بعد !!
متعب : هذي األوراق وجاهزة .. والحين تجيك القهوة زي ما تحبها ..
أنت بس آمرني
سلطان يضع يده على خده ويتكئ : متعب ماوِِّدك تترقى ؟ تدخل دورة
وتآخذ رتبة جديدة
متعب ببالهة : ال .. أنا كذا مرتاح
سلطان : طيب فارق
متعب : شكًرا ... وخرج
سلطان أبتسم على كثرة أخطائه الفادحة والغبية إال أنه يُسعده حضوره،
ُط عبدالعزيز مع عبدالرحمن في
مسك األوراق ليُراجعها بعد أن عاود نشا
باريس. بدأ العِّد التازلي إلنتهاء الجوهي أو إنتها ُء ! إدراتنا
،
د َخل لتلتقط عين يه جلوسها على السرير وبين أحضانها عبدالله، تُالعبه
بأصابعها وتُغني له بصو ٍت خافت، بإبتسامة : مساء الخير
رفعت عينيها : مساء النور ...
بربكة أردفت : كانت هنا هيفاء وخلته راحت تشوف أمها ...
يوسف : أصال عاِدي مافيها شي .... جلس بجانبها : رحتي الجامعة اليوم
؟
مهرة : إيه قبل شوي رجعت ... هالكورس إن شاء الله أتخرج وأرتاح من
هالهم
... يوسف عبدالله من أحضانها ويُقبِِّل خده : وزين خدوده يا ناس
يأخذُ
ُمهرة أبتسمت : أحترت فيه مو طالع على واحد فيكم .. بس فيه شبه من
عِِّمي
يوسف : طالع على سميَّه ... أنا أدعي الله أنه طنازتي على خلقه ما تطلع
في عيالي
ُمهرة : ههههههههههههههه عقب وش؟ تطنزت وأنا اللي بآكلها
يوسف : انا واثق بجمالهم .. دام أني أبوهم غصبًا عنهم يطلعون حلوين
ُمهرة : إذا ولد انا بسميه وإذا بنت بكيفك .. عالقتي مع أسماء البنات مهي
كويسة
ِس
يوسف بضحكة : أن ِت إسمك كله على بعضه مو كويِّ
ُمهرة رفعت حاجبها : إسمي اللي مو عاجبك معناه..
يُقاطعها : والله داري وش معناه .. بس أنا كذا ما أحب األسماء العنيفة ..
أحب الر َّكة *الرقة* *أردف كلمته األخيرة بضحكة عميقة*
ُمهرة : لو بنت وش بتسميها ؟
يوسف : ريَّانة بال منازع وبخليها لولد ع َّمها عبدالله
ُمهرة : تدري لما كنا صغار كانوا مسميني لولد خالي مساعد .. بس تزوج
يوم كنت في اول سنة جامعة
يوسف : شفته ؟
ُمهرة : إيه كان موجود يوم جيت حايل ... لحظة عندي أخته حاطة
صورته ... أخرجت هاتفها لتفتح بروفايل إبنة خالها على صورة أخيها
يوسف لم يُدرك من قبل أنه يغار بهذه الصورة الشديدة، نظر للصورة بح َّدة
: طيب
ُمهرة بعفوية : بس قهرني! يعني لما تفكر طول مراهقتك بأنك بتكون معه
وتبني أحالمك على هاألساس بس آخر شي كسر قلبي وتزوج وحدة ثانية
يوسف بسخرية : بسم الله على قلبك اللي كسره
ُمهرة : ههههههههههههههههههه جد أتكلم يعني بوقتها ما كنت أشوف من
الرجال أحد غيره..
يوسف بهُدوء يُقاطعها : ُمهرة ممكن تبطلين حكي في الر َّجال اللي تزوج
قدامي
تجمَّدت مالمحها باإلحراج : ما كان قصدي
ا من
يوسف : داري .. وضع عبدلله على السرير ليستلقي بجانبه ُمرهقً
العمل ...
ُمهرة تقترب منه : بكرا موعد الدكتورة .. بتجي معاي .. بيكون الساعة
الصبح
يوسف وهو ُمغمض العين ين : طيب يعني بتداومين وال كيف ؟
ُمهرة : آل ماراح أحضر .. بس أنت بتطلع من دوامك ؟
يوسف : إيه وال يهمك
ُمهرة ألتزمت صمتها وهي تُطيل النظر به، من أنفاسه يتضح أنه لم ينَم
بعد، قطعت الهدوء : طيب إذا ما تبغى تنام أجلس معاي ألنه مو جايني
النوم ومحد في البيت .. طلعت هيفاء مع عمتي ونجال
يوسف مازالت عيناه مغلقة : من آثار الحمل أنك تكونين قلق؟
ُمهرة أبتسمت : أل بس طفشانة
يوسف يفتح عين يه : تعرفين تسوين مساج لرآسي
مهرة : أل
يوسف : حايلية على وش ؟
مهرة : ليه الحايليات الزم يعرفون كل شي
يوسف : إيه مين أسنع حريم بالسعودية ؟ بنات الجنوب وبنات الشمال
ُمهرة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه على كيفك
تق ِِّسم ... بالعكس نجد مسنعات بعد
يوسف : بالنسبة لي أنا أشوفهم التوب
مهرة بخبث : مجِِّرب ؟
يوسف : أن ِت أدخلي معي اإلستراحة وبتشوفين حوار الثقافات اللي يصير
مهرة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههه ما تِِّمل وأنت تتطنز على ربعك
يوسف : تراني أحبهم وأغليهم على كثر طنازتي! تحسبينا زيكم .. نتطنز
من الغيرة والكره
مهرة : يخي ال تعمم .. كل شي حريم وحريم .. فيه الشين وفيه الزين دايم
يوسف : طيب بجلس أقول كل شوي " بعض " و " بعض " .. خالص
أكيد ما أقصد التعميم يعني كل حريم حايل سنعات هذا أن ِت غير عنهم ما
قلت شي
ُمهرة عقدت حاجب يها : طيب نام خالص
يوسف يضحك بصخب ليُردف : أنا الحظت فيك صفة خايسة
ُمهرة تكتفت : إيه وشهي
يوسف : ما تتقبلين األراء ...
ُمهرة : وشنوحك كل ما قلنا لك كلمة قلت ما تتقبلين األراء !
يوسف : هههههههههههههههههههههه إيه طلعي اللهجة
ُمهرة أنتبهت لكلمتها لتُردف بنبرة حائلية بحتة : أنا هاتس طبعي ما
ِي ِمكفرة
يعجبنن الطنازة وكل ما قلت شي تحندر بوه تسنِّ
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههههه يا ولد .. ال ال هذا كالم كبير .. كيف
أرد عليك الحين
ُمهرة بإبتسامة عريضة : والله وش زين اللهجة بس ألني متعودة على
الرياض ما صرت أحكي فيها
،
يُقابله في إحدى المقا ِهي القريبة من شقته ليشرح له بطريقة ال يستوعبها
قلبه العاشق، يُردف بحنق : ومع مين كانت جالسة ؟
وليد يتأم ُل مالمحه الحا َّدة، دائِ ًما ما كنت أملك قناعة أن فئة نا ِصر يمل ُكون
قاسيَة، قاسية حتى على أنفسهم حين تحت ُد بالغضب : كانت جالسة
وسامةٌ
مع وحدة إسمها أمل
ناصر : ومين تطلع ؟
وليد بهدوء : ما أعرف!
ناصر : وطيب هي وينها الحين ؟
وليد : هربت
ناصر : هربت!!!.. ليُردف بغضب : تستهبل على مخي ؟
وليد : أنت شايفني بموضع إستهبال! أنا أكلمك جد كانت معاها وهربت ...
مالها وجود بعد ما هبَّلت في غادة وخلتها تشك في نفسها وفي قدرتها على
عودة الذاكرة .. كانت تتذكرك وتتذكر ناس كثير بس بطريقة مشوشة لكن
حصل لها الحادث األخير وفقدت كل ذكريات السنوات القريبة وصارت
تتذكر الماضي البعيد .. وهذي حالة من حاالت فقدان الذاكرة الرجعي اللي
ِّي سيطرة عليها وال تحكم عليها الحوادث وتصنيفها .. ألن الحوادث
مالنا أ
اللي تأثر على الرآس تختلف نتايجها من شخص آلخر .. انا ماراح أحبطك
.. لكن صعب ج ًدا أنه غادة ترجع لها ذاكرتها بهالظروف .... تقدر تعيش
معها وتبدأ من جديد ...
ناصر شد على شفتِه : كيف يعني أعيش معها وأبدأ من جديد ؟ مافيه عالج
ثاني
وليد : قلت لك اإلصابات في الرآس تختلف، بالنهاية
بالمية من العالج
يعتمد عليها هي وعلى نفسيتها، لكن أنا أقولك من واقع التجارب .. إذا
فقدت ذاكرتها للمرة الثانية صعب ترجع لها، .. أقولك كدكتُور غادة واقفة
ذاكرتها لزمن معين وهذا الزمن كان فيه ناس تثق فيهم، مستحيل الحين
تتكيف بسهولة وهالصدمات منك راح تضرها أكثر ما تفيدها .. المطلوب
منك أنك تجيب لها ناس كانت تعرفهم قبل
وتثق فيهم عشان
يساعدونها في ذكرياتها .. ألنها ببساطة أنت في موضع غير ثقة بالنسبة
لها ولذاكرتها
نا ِصر يُطيل نظره به ليُردف ببرود : وأنا أقولك خلك بعيد عنها ..
وهالنصايح ماتهمني في شي وسالفة أنه ذاكرتها واقفة عند زمن معين أنا
أر ِِّجع لها ذاكرتها يا شيخ بدون خدماتك ... و خرج ليتصل على والده
ويسأله عن أوراق غادة التي لم يُصارحهه بها، يُدرك بأنه سيكذبه ويش ُك
في عقله، أكتفى بأن يرمز لها بإسمها السابق " رؤى."
في جهٍة أخرى كانت تبحث في شقته بعد أن حبسها به، كانت تنظ ُر
للصور التي تجمعهم وضحكاتهم التي تالمسها بأصابعها، فاض الحنين
بها، ما أقسى الحزن وما أقساه على قلبي، كيف أستر ُد صوتِي الِذي أقرأه
خلف هذه الصور والرسائل، كيف أستر ُد ضحكتي التي تُرسم على هذه
ِن األوراق! كيف أستر ُد ذاتي التي ضاعت، عبدالعزيز
سقط دمعها على عي
الِذي يتوسطهما بالصورة، أشتاق لك يا عزيز، أشتاق لك فوق ما تتصَّور،
ِي في لحظا ِت
أشعر بأن غيابك ُمختلف عنهم، أنت الِذي كنت قريبًا منِّ
ُحزني وإنزعا ِجي، أنت األب في مكوث أبي في الرياض، أنت وح ُدك الِذي
أشعُر بأنه يجمع كل التصنيفات " أب، اخ،صديق، حبيب " أشتقت، أشتقت
. . .
تقرأ على الصورة التي ُكتب على طرفها " فيني بدو ماتوا ضما للمواصيل
ن لها
ُّ
، نزلت دموعها بإنسيابية ليُكمل قلبها على روح عبدالعزيز التي تح
"
: وجيههم من الهب الشوق سمرا
عضت شفتِها تحاول أن تُمسك دمعها الشفاف من ُعمق السقوط، كثي ٌر
م من الحزن، دقائِق قليلة
عليها أن تتح َّمل هذا الكُم من الذكريات، هذا الكُّ
حتى أنفتح الباب لتلتفت عليه.
ينظ ُر ليد يها التي تعانق الصور، أقترب منها : مساء الخير
غادة الرافعة شعرها ككعكة في منتصف مؤخرة رأسها، تسي ُل دموعها
ُدون أن يواسيها الليل الطويل الهابط على رأسها، نظراتها الضعيفة تخنق
نا ِصر، تهزمه بكل ما تمل ُك من رق . َّة
ناصر بهُدو ٍء متزن : إن شاء الله كلها كم يوم وراح نطلع من باريس
ح معها صوتها : لوين ؟
ُّ
غادة بلعت الغصة التي تب
ناصر : إلى اآلن ما قررت بس أكيد مكان قريب ماراح نبعد كثير عن
فرنسا..
غادة أخذت نفس عميق : ممكن أسألك سؤال ؟
ناصر بضيق : ممكن أطلب منك أنك ما عاد تستأذنين لطلباتك وأسئلتك ..
تجرحيني يا غادة! .. تجرحيني كثير ال قمتِي تعاملني كأني غريب عنك
غادة شتت أنظارها للصورة التي بين يد يها : مو قصِدي .. انا .. بس أبغى
أعرف وين عبدالعزيز ؟
ناصر : بهالفترة ماهو هنا .. إن شاء الله في الوقت المناسب راح تشوفينه
غادة : هو بخير ؟
ناصر : إيه بخير الحمدلله
غادة بحزن يشط ُر قلبها، ال أحد يفهم معنى أن أفقد األخ الذي يوازي مقام
ِي ؟
األب : يدري عنِّ
ناصر : غادة .. راح تشوفينه قريب
غادة تسي ُل دمعتها التي لم تقل حرارتها عن كل دموعها التي عاشت في
ركامها طوال السنة الفائتة والنصف الذي يفوت اآلن : مشتاقة له حيييل
ينظ ُر لها وهو يشعُر بالعجر من أنه ال يستطيع أن يعانقها بكامل إرادتها،
ِل كل دمعة
أن يمسح دموعها ُدون أن تنفر منه، ُدون أن تضيق، أن يُقبِّ
تسقط منها ويحكي لها أنها جميلة ج ًدا عندما تبتسم، أن يرى ضحكاتها التي
أعتادها، هذا وجهُ غادة الثاني! ليست غادة المرحة السعيدة التي أعتاد أن
يغرق في حضنها ويعُود كمراهق أمامها، هذه ليست غادة التي أضي ُع في
عين يها وأحكي لها من الكلما ِت شعًرا ونث ًرا ، هذه ليست غادة التي أستمت ُع
ِلها دائِ ًما، هذه ليست
بإغاضتها ألرى ُعقدة الحاجب ين التي أشتهي أن أقبِّ
غادة التي تحاول أن تبتعد ُكلما حاولت أن أقترب لتزيد لوعة قلبي، لتزيد
ِف مالمحها بقبالتِي وتعنيِفي رقيق ما دام يسكنها، هذه
من شغِفي بأن أعنِّ
ليست غادة التي تب ِكي مَّرة وتضح ُك مَّرات، هذه ليست غادة والله ولكن
ُع بعش ِق عين يها وأغر ُق بشفت يها، هي ذاتُها من أحب، هي
َّ
ذاتُها التي أتول
ذاتُها التي تزي ُد عذابِي وتُميتني في كل مَّرة، الذاكرة ُمضحكة للغاية! إن
وددنا تذ ُكر شيٍء بسيط نجد أنفسنا ننسى! وإن حاولنا النسيان نجد أنفسنا
نتذكُر أبسط التفاصيل، ُمضحكة ألنها تستف ُز قلبي! تستف ُز حبي الذي ال
يسكنه أحٌد سواك .
،
لم تعتاد بعد على أجوا ِء الشرقيَة الر ِطبة والتي بدأت بالميل للبرودة قليالً،
ِوي، ولوال و ُجوِد أفنان كان من الممكن أن
لم تعتاد على جِّو البيت الخا
أتي
ِّي تنهار من وحدتِها، منذُ
نا هنا وأنا ال أراه إال أوقا ٍت قليلة، يستغ ُل أ
محاولة لإلبتعاد، ال أراه إال عندما ينام وأحيانًا أنام قبله وال أراه، وال أراه
إال عندما أستيقط وأحيانًا يستيقظ قبلي وال أراه وما بينهما أنا ضائعة ال
ِّي أن أتح َمل كل هذا، كل ه
ِر أقدامه، كثي ٌر عل
أعر ُف أين مستق ذا الهجر
"
ا صال ًحا لحياتنا أو
والصِّد وانا في أو ِل حياتي معه، إما أن يختار طريقً
، حتى ملكةُ هيفاء لم أستطع أن أحضرها، كان يعاقبني
بالها هالحياة "
على أخطا ٍء بسيطة، على صوتِي الذي يعتلي لحظة من في ِض قهري، أنا ال
أفهمك يا ريَّان وال أريد أن أفهمك مطلقً .ا
رفعت عين يها على دخوله، صَّدت لتُكمل قراءة الكتاب الذي لم يستهويها
يو ًما، و دائِ ًما في لحظا ِت وحدتنا و ُعزلتنا نبرع في ممارسة أكث ُر األشياء
ُّل وأنام، ال شيء مفيد يمكنني
سو ًء وأكث ُر األشياء كر ًها للقلب، أقرأ حتى أم
فعله غير هذا، ألني ببساطة ال أريد التفكير بك،
َ
ال أريد أن أف ِكر ِلم
يتصرف بهذه الصورة ؟ ظنوني السيئة بك تتجدد في كل لحظة وأنا ال
أحبذ مناقشتها مع عقلي.
يسح ُب الكتاب بتأني بين يد يها ليجلس أمامها، ترف ُع عينها له : تآمر على
شي ؟
ريَّان : ليه جالسة لوحدك ؟
ريم ببرود تتض ُح به حدةِ ال ُحزن في نبرتها : كذا .. مزاج
ريَّان : طيب أنزلي معي ..
ريم : أبغى أجلس بروحي
ريَّان رفع حاجبه : ليه ؟
ريم : أمر يخصني
ريَّان بهُدوء : وأنا أبغى أعرف وش األمر اللي يخصك ؟
ريم بحدة تكررها وكأنها تبدأ الحرب على ريَّان : أمر يخصني
د على شفت يها : يعني ؟
ريَّان يش ُّ
ريم : أمر يخصني
ريَّان بغضب : ريـــــــــــــــــــم! ال تطلعين جنوني عليك
ِّي ...
ريم تنظ ُر إل يه بعصبية لتقف : تطلع جنونك! آل أنا أبغاك تطلعها عل
أنا أصال ماأعرف كيف متحملتك إلى اآلن ... أنا منتظرة بس المصيبة
اللي بتحجج فيها عشان أفتَّك منك
ريَّان يقف وبنبرةٍ حادة : أنتبهي لحدودك معي ال قسم بالله..
ِّي! ماني أصغر عيالك تقسم
تُقاطعه بنبرةٍ تعتلي للصراخ : ال تحلف عل
وتحلف ... أحترمتك بما فيه الكفاية لكن أنت منت كفو إحترام! أنت حتى
ظلك تشك فيه...
يُقاطعها بصفعة على خِدها الناعم،أخفضت رأسها لينساب شعرها على
ُم بعينه مثلما
جانب يه، لم تستوعب بعد أنه ضربها ومِّد يده عليها، هذا اإلجرا
مون الضرب كمبدأٍ دائِم، المبادىء
ُّ
كانت تراه في أعين اخوتها اللذين يُحر
التي تربت عليها جميعها تالشت أمام ريَّان، ال تعر ُف كم من الطاقة تلزمها
حتى تتح َّمل وقع إهاناته المتكررة سوا عاله. ًء بلسانه أو بأف
ريَّان : وغصبًا عنك بتحترميني ... خرج ليتركها في فوضى حواسها
التعيسة.
لم تعد تشعُر بأقدامها، لم تعد تشعر بمقدرتها على الوقوف لتجلس على
األرض، سقطت دموعها التي تسي ُر ببطء، هذه الحياة في كل يوم تقتلني،
في كل يوم تُميتني بتأنِي ال يستحقه قلبي أب ًدا.
،
تسك ُب له القهوة وهي تنظ ُر له بإستمتاع حقيقي بالحياة التي تبتسُم لها، بأن
إبنها يتزوج وتفر ُح به وتنتظ ُر الحلم الِذي يتحقق في رؤيَ ِة احفادها : متى
يجي العيد بس ؟ عاد عيد األضحى كل سنة أحسه يجي عاِدي مو زي
الفطر بس هالسنة غير دام بيحصل فيه شرف زواجك
َص أبتسم في ل ليُرضي غرور والدته : طبعًا هالسنة كلها غير
والدته : ما قلت لي وش صار بالشوفة ؟ كل مرة تتهرب
فيصل : هههههههههههههههههههههه ألن يا يمه ما أبغى أحرجك صراحة
وصفك شرق والبنت غرب
والدته عقدت حاجب يها : أفآآ!
فيصل : إيه والله .. ما صدقتي اال بشي واحد وهو شعرها ما عدا ذلك مع
إحترامي لك يا يمه لكن عيونك تشوف شي ما اشوفه
والدته : إال والله أنها تجنن و
يقاطعها : داري أنها تجنن لكن ماهي بنفس أوصافك .. أوال ماهي بيضا ..
سمرا
والدته تشهق : إال والله أنها بيضا وبياضها ماهو بياض عادي
فيصل تتسع محاجره : يمه ال تحلفين! أنا شايفها
والدته : أقول ال تخبلني البنت شايفتها وبيضا ماشاء الله تبارك الرحمن ..
بيضاها مثل أختك ريف وأكثر
فيصل يشعُر بأنه سيُ َّجن من والدته : يمه ال يكون وصفتي لي بنت غيرها
و وروني بنت ثانية.. هم عندهم غير هيفا ؟
والدته : إيه ريم و تزوجت والحين ما عندهم غير هيفا
فيصل بضيق : آل يمه والله غلطانة ... أستغفر الله كيف ! صدقيني يمه
يمكن مخربطة بأختها أو بوحدة ثانية
والدته : إال هيفا نفسها أنا شايفتها بيضا وش ملحها
فيصل بتشويش : ماني مستوعب! أتصلي على أمها وأسحبي الحكي منها
،
في تلك الجهة التي تستمت ُع بها هيفاء بعد أن ُهلكت بالتسوق : شي مو
طبيعي والله .. خل يأجل العرس يعني صعبة أحقق كل هذا بوقت قياسي
يوسف : طيب ماهو الزم كل شي جديد ..
والدته بإندفاع : وش تبيه يقول عننا ! ما عطيناها مهرها ؟
يوسف : خالص خالص .. خله تحلله قرش قرش
هيفاء بضجر : باقي لي أشياء كثيرة ما سويتها .. ال ما ينفع والله خل
يأجله .. ما أتحمل يصير الزواج بالعيد!
والدته : إال يمديك .. بس أن ِت ال تقلقين نفسك ... وخرجت
يوسف: أسمعي مني أشتري بعد العرس .. خليه يدفع لك بعد
هيفاء أبتسمت : ال يا حبيبي الزم كل شي كل شي جديد ... كأني توني
مولودة
يوسف يُظهر مالمح التقرف : عندك تشبيهات مدري وش تبي! أنا قلت لك
رايي كر ِجل وفيصل شخصيته حافظها حفظ .. أستغفر الله بس نسيت هو
نظام التدقيق في اللبس .. وأناقة وماأعرف أيش
هيفاء تضرب صدرها بخفَّة : وتبيني ماألبس أشياء جديدة عنده عشان بكرا
ِّي يقول بنت عبدال
يعلق عل له البسة..
يُقاطعها : اصال الرياجيل مع بعض مستحيل يحكون في لبس زوجاتهم!
بس يعني ممكن يجيك كمخة يحكي
هيفاء : زي ربعك مثالً
يوسف : لكل قاعدة شواذ .. ربعي ما يحكون عن حريمهم بس يحكون من
باب حل المشاكل والفائدة
يُتبع
،
أخذ نف ًسا عميقً والده الذي يواصل سلطته عليه وكأنه ا، ال يعرف ماذا يفعل ب
إبن العاشرة وليس التاسعة والعش ُرون، يُردف : طبعًا ال يا يبه .. يكذبون
عليك وتصدقهم !
رائِد : وهذي الحسابات وشهي؟ قلت لي بتترك الشرب؟ لكن طلعت كلمتك
ماهي كلمة رجال
فارس بإندفاع : تركته .. والله تركته ..
رائد : تَّوه قبل كم يوم شارب قدامي وتقول تركته
فارس : بهالفترة أحلف لك بالله أني ما شربت شي .. والحين أروح
للمستشفى أسوي تحليل يثبت أني ما شربت شي في اليومين اللي فاتت
رائد : أنا أبغى مصلحتك! بالنسبة لي يهون أنك تسوي كل شي قذر في
ِِّر الحياة إال أنك تشر ب! الشرب بالذات ماأبيه يق ب صوبك
فارس بسخرية : يعني بتفرق مررة ؟
رائد : بالنسبة لي تفرق وتفرق كثير .. ألنك لو ادمنته مستحيل تبعد عنه
وأنا ماأبغاك تدمن أشياء ماتقدر تتشافى منها
فارس بضيق : طيب .. أوامر ثانية ؟
رائد : على مين أتصلت أمس ؟
أرتعشت شفت يها بالتوتر : على مين ؟
رائد : أنا أسألك
فارس : ما فهمت .. امس كنت هنا
رائد : أنت تقابل أحد بدون علمي!
فارس بتوتر عميق يُحاول أن يخفيه بنبرته المتزنة : طبعًا ال .. أصال
طول الليل كنت عندك
ِك أني أقصد الليل
رائد بنظرة الشك : وش عرفِّ
فارس أخذ نفس عميق : أنت قلت تِّو
رائد : آل ما قلت
فارس بضيق : إال يبه قلت
رائد بعصبية : تكذب ؟ والله العظيم أنك تكذب ... لم يترك له مجال للدفاع
عن نفسه ليصرخ به : مين عبدالعزيز ؟
،
في شقتِه تندف ُع كلماتها الغاضبة : أنت بس تبغى تهينني .. تدِِّور أكثر شي
يضايقني وتقوم تسويه
عبدالعزيز بهُدوء : الحين الشقة تضايقك؟ أن ِت سألتيني وأنا جاوبتك..
ال تعر ُف كيف للشقة أن تستف ُز غيرتها، كيف لهذه األلوان التي تظهُر بها
لمسات أثير أن تُغيضها، كيف لكل هذا أن يُحزنها وهو جماد !
رتيل بإنفعال : طيب يالله خلنا نطلع ألني أختنقت هنا
عبدالعزيز بإستفزاز : أختنق ِت ؟ هذا بكرا بيصير بيتك!
رتيل بحماس تندف ُع بكلماتها الحادة الغاضبة : آل والله! لو أيش ما جلست
فيه دقيقة عقبها! يالله رحمتك على عباِدك .. على فكرة كل مرة تثبت لي
أنك بحاجة لدكتور نفسي! تقول خلينا نسوي هدنة وأوعدك ما أقول شي
يضايقك وبعدها بدقيقة تقهرني! منت صاحي .. والله أنا لو أيش ما اسوي
.. لو أترجاك ما تتغيَّر تبقى عبدالعزيز اللي يتلذذ في تعذيب غيره ..
تتفت ُح أزارير قميصها من فرط إندفاعها وحماسها بالغضب، ليجلس
عبدالعزيز على األريكة ويغر ُق بضحكاته الصاخبة : كم مرة قلت يا قلبي
ال تعصبين عشان نفسك؟ شف ِت كيف ؟ الضرر وصل لمالبسك
َّون باإلحراج، أو ُل مَّرة ال تلبس شيئًا تحت
رتيل تُعطيه ظهرها وهي تتل
القميص سَوى مالبسها الداخلية، أعتادت أن تلبس شيئًا دائِ ًما ولكن ح ُظها
يُثبت لها في كل مَّرة أنه من سيء إلى أسوأ، تُغلق األزارير بتوتر كبير.
عبدالعزيز يقف بعد أنا أطالت وقوفها : يالله خلينا نطلع
رتيل ُدون أن تنظر إليه تسحب معطفها وترتديه، يلتفت بضحكة ُمستفزة :
يعني الحين مستحية ؟
رتيل : ممكن تآكل تراب ؟
عبدالعزيز :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههه بس لونه رهيب أهنيك
رتيل شعرت بالحرارة تفي ُض بجسِدها، وقفت في منتصف الدرج وهي
تنظ ُر إل يه بقهر/بحرج
عبدالعزيز يُكمل سيره لألسفل وهو يدندن : األصفر جميل .. جميل ...
جميل
رتيل وبأكملها يتحول لونها لألح َمر، تُقلد صوته : معفن .. معفن ... معفن
عبدالعزيز يُغيضها أكثر بعد أن خرجا : يا ويل حالي من األصفر .. ق ع َّط
قليبي معاه
رتيل بجدية : عبدالعزيز لو سمحت .. خالص.....
عبدالعزيز ألتفت عليها : عنِدك حب لألصفر مدري من وين تذكرين
الفستان اللي شفتيه بباريس معاي أول ما تعرفت على شخصيتك الفظيعة
ِّي
رتيل : إيه أتذكر يوم خليتك تتخرفن وتخاف عل
عبدالعزيز أنقلبت مالمحه : إيوا بالضبط لما خليتك تطيحين على األرض
وتشربين مو مويتها
رتيل : ههههههههههههههههههه تحاول تستفزني بس صعبة عليك
عبدالعزيز بإبتسامة يستفزها فعالً : بس طبعًا اليوم تغيَّرت نظرتي لألصفر
رتيل تح َّمُر وهي تحاول أن تتخلص من إحراجها، تضرب كتفه بغضب
لتسير أمامه، يتبعها بضحكاته : طيب أنا وش ذنبي؟ مين فتح القميص أنا
وال أن ِت ؟
رتيل بغضب : ممكن تنسى الموضوع! اعتبر نفسك ما شفته ..
عبدالعزيز : طيب بوعِدك اني أنسى كل شيء لكن األصفر مستحيل ..
هههههههههههههههههههههه
رتيل : حيوان
عبدالعزيز رفع حاجبه : مين الحيوان ؟
رتيل : يالله! يالله .. خالص أنا حيوانة .. ممكن توصلني وتتركني بعدها
عبدالعزيز بجدية : طيب بموضوع عبير
تلتفت إليه وهي تسترج ُع ما قاله له تحتاج أليام حتى تستوعب ، يُردف :
وهالكالم طبعًا بيني وبينك ، أتفقنا ؟
رتيل بتشتت : أتفقنا .. بس يعني؟ كيف بتقول ألبوي ؟
عبدالعزيز : إن شاء الله مسألة يومين وراح يقتنع أبوك
رتيل بضيق: طيب وعبير؟
عبدالعزيز : كل شي في مصلحتها .. مستحيل يض َّرها، وأنا أعتبرها مثل
أختي مستحيل أقبل بأنه أحد يض ِّرها .. تطمني
رتيل تنهَّدت : طيب ... طيب بحاول أتكلم مع عبير إذا كانت معارضة
عبدالعزيز : ما أتوقع تعارض .. يعني إذا عرفت أنه دكتور وإلى آخره من
هالهبال بتوافق
رتيل بو َجع : وال وحدة فينا تزوجت زي العالم والناس! ليه قاعد يصير
معنا كذا ؟ أحيانا أقول وش الشي العظيم اللي سَّواه أبوي عشان يتعاقب
فينا إحنا الثنتين
عبدالعزيز ويشعُر بالضمير الالذع : طيب هي أنرمت عليه! زواجها
عاِدي .... وممكن لو تزوجت بطريقة تقليدية ما كان راح تكون سعيدة
وممكن هالزواج يكون خيرة لها
رتيل بسخرية : زي زواجي منك مثالً!
عبدالعزيز : أنكري أني ماني خيرة لك ؟
رتيل أخذت نفس عميق : ترى عندي أشياء تخليني أقول أنك منت خيرة
ي فخلنا ساكتي
ل ن ومحترمين نفسنا
عبدالعزيز بإبتسامة لم تُطيل وعيناه تسقط على الرسالة التي أضاءت هاتفه
من بو سعود . . . . . . .
،
ينظ ُر للشاشة التي تُخبره بكل ح َّدة أن األشياء تسق ُط من سيطرته، تُخبره
" خطأ " يا لذاعةُ هذا
بأن طوال هذه األشهر كانت أعماله قائمة على
ِ الخطأ ق كهذا ! يا قساوة هذا الخطأ على قلبه
في وق ٍت حرج وفي عم ٍل ضيِّ
ِّي خيبة هذه تكس ُر قلب
ُّي خيبة هذه التي تكسرني! أ
ُه. أ
كمسؤو ٍل يتحمل
ِق في العمل، بلع ريقه الجاف ليُردف بهُدوء يُخبر عن خيبته
ِّ
رج ٍل ُعل
الشديد : بلغهم إجتماع طارىء الساعة
الصبح بكرا
أحمد : إن شاء الله .. شيء ثاني طال ُعمرك ؟
سلطان : ال
خرج ليتركه بقمِة حزنه، بقمِة غضبه، بقمِة قهره، هذا فوق طاقته، كيف
يتح َّمل كل هذا ؟ كيف يستطيع أن يحكُم سيطرته على نظاٍم بات يخر ُج
الجميع عنه، لم يعد يعرف من يخون ومن يَصدق ؟
ِّي شيء أمامه، هذه الخدعة ال
ضرب الطاولة بقدِمه، يُريد أن يك ِِّسر أ
يتحملها ، هذا الخطأ ال يعر ُف كيف يعترف به، سنة وأكثر وهو يعم ُل على
معلومة خاطئة! يالله كيف ؟
نظر لهاتفه الذي أهت ِّز برسالة ، قرأها مرا ًرا بعين يها ولثواني طويلة ُرغم
أنها قصيرة، بحرو ٍف إنجليزية بسيطة، أعادها مرةً أخرى بعين يه " كانت
هزيمتك امٌر مؤقت، لكن لم أتوقع يوم أن تصل إلى هذا العمق "
يقرأ ما بين السطور ويستكش ُف ما هو العمق الذي لم يتوقعه، أخذ هاتفه
ليتصل على الجوهرة بإستعجال وهو يخرج من عمله الخاوي في الساعات
المتأخرة من الليل، لم تُجيبه ليتصل على الحرس الذي تم تعيينهم
:آمرني طال عمرك
سلطان : فيه شي صاير ؟
:آل كل أمورنا تمام
سلطان : أنتبه أكثر وأنا جايك
:إن شاء الله
سلطان يُغلقه بعد أن تحشرج به الحزن إلى آخر حد، وصو ُت سلطان العيد
ر على قلبه بكلماتِه التي دائِ ًما ما كانت تُخفف
ُّ
يحضر بقَّوة في ذاكرته، يم
وطأة غضبه.
َّ "س ت ثقة الموظفين فيني؟ تعرف كم خطأ
لطان العيد : تعرف كم مَّرة قل
حصل تحت إدراتي! كثير لكن كانت في أشياء تشفع لي، لكن أحيانا
األخطاء تكون بسيطة لكن أنت بموضع مفروض أنك ما تخطأ ، أنت الزم
ما تخطأ أبد، ألن أخطائك ممكن ترِِّوح لك حياتك .. فاهم عل " ِّي؟
يكت ُب رسالة لعبدالرحمن وهو يقود سيارته بعد أن أطال بإتصاله معه قبل
ساعة تقريبًا " طلبت منهم إجتماع بكرا .. عبدالرحمن أنت الزم ترجع "
ينظ ُر للح ِّي البعيد عن وس ُط الرياض الصاخب، أخذ نفس عميق وهو ينظ ُر
ِس الليلة
للحرس أمام بيته، نزل : أبغاك تفتح عينك كويِّ
:هذا واجبي طال ُعمرك
سلطان يربت على كتفه وهو الذي يحتا ُج من يربت على كتِفه : يعطيك
العافية .. .. لم يتقدم سوى خطوتين في إتجاه البيت وتجمَّدت أقدامه،
أستنفر الحرس الذي يحاصرون قصره، حتى بدأوا في تغطيَة المكان .
شعَر ن يسمعه بألم الرصاصة التي أخترقته، صوتُها الالذع الذي أعتاد أ
في التدريبات كان مختلف ج ًدا ألنهُ شعَر بضربات قلبه التي تندفع بقَّوة،
سقط على ركبت يه وهو يشعُر بالهزيمة الحقيقية .
ُطوا جسد سلطان، يُبلغ عبر الجهاز الالسلكي : مجهول
البعيد عن الذي أحا
الهويَة .. على بعد
متر تقريبًا ... أغلقوا الطريق العام . . . . .
.
.
أنتهى نلتقي اإلثنين إن الله أراد، وج ًدا ج ًدا ج ًدا أعتذر على التأخير اللي
والله خارج عن إرادتي وتدرون وش كثر أحاول أني أقِِّدر ُمتابعتكم بكل
شي يطلع في إيدي ، عشان كذا ُعذ ًرا مرة ثانية()
.
.
إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم()$:
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ِط علينا
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ُمسلمين
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد .
أستغفر الله العظيم وأتُوب إل يه
ال تشغلكم عن الصالة
*بحفظ الرحمن.
*بحفظ الرحمن.
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن شاء الله تكونون بخير وصحة وسعادة()
المدخل لـ حبيب األلب :$ ، نزار قباني.
وعدتك أن ال أعود ..وعدت...
وعدتك أن ال أموت إشتياقا ...ومت..
وعدت مرارا ..وقررت أن أستقيل ... مرارا..
وال أذكر أني إستقلت..
وعدت بأشياء أكبر مني ...فماذا غدا ستقول الجرائد عني..
أكيد .. ستكتب أني جننت ..أكيد ... ستكتب أني إنتحرت...
وعدتك أن ال أكون ضعيفا ..وكنت...
وعدتك أن ال أقول بعينيك شعرا ..وقلت..
وعدت ...بأن ال ... وأن ال ..وأن ال...
وحين إكتشفت غبائي ...ضحكت...
وعدتك أن ال أبالي ...بشعرك حين يمر أمامي...
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف ...صرخت..
وعدتك أن أتجاهل عينيك ...مهما دعاني الحنين..
وحين رأيتهما تمطران نجوما ...شهقت..
وعدتك أن ال أوجه ..أية رسالة حب إليك..
ولكنني رغم أنفي ... كتبت...
وعدتك أن ال أكون بأي مكان ...تكونين فيه..
وحين عرفت بأنك مدعوة للعشاء ..ذهبت..
وعدتك أن ال أحبك ...كيف ؟... وأين ؟...
وفي أي يوم وعدت ؟؟؟...
لقد كنت أكذب ..من شدة الصدق...
والحمدلله أني كذبت...
رَواية : لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!
ال ُجزء )
)
شعَر بألم الرصاصة التي أخترقته، صوتُها الالذع الذي أعتاد أن يسمعه
في التدريبات كان مختلف ج ًدا وهو يشعَر بضربات قلبه التي تندفع بقَّوة،
لى ركبت يه وهو يشعُر بالهزيمة الحقيقية، شعَر أندفعت حتى سقط ع بالغ َّصة
التي تُضبب عل يه رؤيته سوى من األقدام السوداء التي توافدت عليه، لو
َما أهتممت بما يحصل اآلن؟ لو األلم في قلبي
كان األلم يخصني لوحِدي ل
فقط وليس في قلب الرياض ل َكان األمُر عاديًا! لم يفرق كثي ًرا عن الحزن
الذي عاش معي طوال السنوات الفائتة، ولكن! كعادةِ ُحزني يجيء قاسيًا
َّطعت أفكاره عندما أصطدمت جبهتهُ على األرض
أكث ُر مما أتوقع . . تق
ليُغلق عين يه بسال م.
خر َجت من الحمام وهي تل ُف المنشفة حول جسدها الغ ِّض، بعد أن أطالت
في إستحمامها وصو ُت الماء الذي غرقت بالتفكير به جعل سمعها يغيب
عن كل شيء حولها، أتجهت نحو سريرها لتُمسك هاتفها، تنظ ُر للمكالمة
الفائتة منه، رفعت حاجبها بإستغراب، غريب أن يتصل عليها في هذا
الوقت وهو وقت عودتها من العمل! لم تستغرق بتفكيرها الكثير وهي
تسم ُع صخب األقدام في األسفل، أقتربت من النافذة لتعُود بعد أن تذكرت
بأنها تط ُّل على الشارع، بخطوات سريعة أتجهت إلغالق أنوار الغرفَة
ط عين يها عليه وهو ملقى على األرض
لتقترب من النافذة مرةً أخرى وتسق
وحوله بع ُض الرجال التي ال تعرفهم وصو ُت اإلسعاف الذي أخترق قلبها
قبل أن يخترق سمعُها الرقيق، قبضت يدها على الجدار وهي تجاهد على
ِتني يالله فال حول لي
اإلتزان، على الوقوف وعدم الذوبان في حزنها، ثبِّ
وال قَّوة، ثبتنِي يالله وإنا إليك راجعُون، ال يُفيد أن أوا ِسي قلبي في
ِّي
مصائِبه، ال يُفيد أب ًدا والدمعة تنصهُر في عيني وتسقط، واآلن بال أ
ُحبك التي أعلم
ِ
حواجز، بدوافع ها والتي ال أعلمها، باألسباب الخادعة التي
تحجج ُت بها ألُصادق عليها، باألسباب الصادقة التي كذب ُت بها، بـ " أحبك
" التي لم أنطقها يو ًما لعين يك، أعتر ُف بأهميتك في حياتِي وفي حياة ح َّصة،
في هذه اللحظة ال رج ٍل بجانبنَا، ال رج ٌل نرك ُض إليه حتى يُطمئنَّا عليك، ال
رجل يا سلطان، ُركن هذا البيت وأساسه كيف تغيب؟ كيف تُلقى على
ا ثابتًا قويًا اليهِّزك شيء، حتى
األرض هكذا؟ وأنا عرفتُك شام ًخا شاهقً
ز أر ِضي وتُزلزلني، بقدر الحزن الذي سببته
ُّ
الكلمات ُمنك تأ ِت شا ِمخة ته
ِِّر منك، أنت نصيبي مهما
في قلبِي أنت قدِري وال مجال للمف حاولت
ِي يو ًما قسمتي منك، أنت كل األشياء
إنكاره، وأنت قسمتِي وإن منعت منِّ
ِّي أن أتقبل تالشي هذه األشياء برمش ِة
في حياتي، وليس من السهل عل
عين!، يا ُحزني الذي ال يُريد اإلنسالخ مني أب ًدا! يا ُحزني الذي يواصل
ي ؟
ي، ما كفا ك إعوجا ُج الضلع ب
التغلغل ب
تراجعت وعقلها مشَّوش، أتجهت نحو الدوالب لترتِدي مالبسها وعقلها
ِزل طر ِف ُكَّمها وتشعُر بأن حرق باطن
غائب عنده، نزلت لألسفل وهي تُن
يدها كان باألمس من الحموضة التي تسِري به في لحظ ِة خوفها عل يه،
أنتبهت للصالة التي تُضيء بأنوارها، رأت ح َصة تغرق في إتصاالتها،
ِو ال ُحب في قلبها
وقفت أمامها وصدرها يرتف ُع بعل
ِِّرد! مدري
ح َصة رفعت عينها التي تجه ُل ما يحد ُث تحدي ًدا : سلطان ماي
َرا .. سمعتي اإلسعاف ؟
وش صاير ب
الجوهرة ش َّدت على شفتِها حتى ال تفل ُت الشهقات منها، تدافعت دموعها
على خدها لتقف ح َصة بخوف : وش صاير؟ ... تكلمي
ال ُجوهرة بإختناق : هو سلطان اللي برا ...
تجمَّدت مالمحها من أن مكرو ًها أصابه، ال تعلم ماذا سيحص ُل بحياتها لو
ِم عل يها لسنوا ٍت طويلة، لن أتحمل
غاب عنها، ال تتح َم ُل الحداد الذي سيغيِّ
أن يغيب دقيقة، فكي ف بأن يسق :شفتيه ؟ ُط بمكروٍه، بلعت غصتها
ِ ال ُجوهرة هزت رأسها ب ر
اإليجاب وهي تُجاهد أن التنهار ببكائها وتُصبِّ
ِم
ِّ
ِم .. سل
نفسها بتعويذاتها الداخلية " يارب سل ." ِّ
ح َصة تُمسك هاتفها وهي األكث ُر إتزانًا وصب ًرا، تتصل على من يحرس
َّح جس ُدك
القصر ولم يستطع أن يحرس قلب إبنها وإبن عين يها، مهما تسل
بالحمايَة المعدنيَة لن تستطيع أن تمنع قد ُر الله، مهما فعلت وفعلت لن ت ِجد
قوة تق ُف بوج ِه القدر، لن تجد أب ًدا ألن الله وحدهُ المتصرف القاِدر القدير ال
يُشاركهه أح ًدا.
،
، وقف ُمتجمًدا في مكانه
"تعال بسرعة يا عز، فيه أشياء جالسة تفلت منَّا "
وهو يعلم تما ًما أن األمر يخص رائِد، ُربما عرف بلقاءه مع فارس، أو
ُربما لم يعرف بعد! ولكن أدرك الخطر ب ُمقابلتي له، بالطبع يُراقب إبنه! يا
َك م ستتوافد
ِهي لَ
ِي هذه؟ ماذا لو عرف أني صالح ذاته؟ إل
الله كيف فلتت منِّ
ِي بسهولة سيجيء إنتقامه مدويَّا ولكن من
علينا الكوارث، لن يغ ُّض عنِّ
تسبب في موت " الحياة " بعيني لن يفل ت أي ًضا بهذه السهولة، تما ًما مثل ما
ستفعل رائِد سأفعل قبلك لتعرف أ َّن تفكيرك في تلك اللحظات بإضرار
عائلتي كان ُمكلفًا ج ًدا.
ألتفتت عليه : وش فيك وقفت ؟
عبدالعزيز يسير بجانبها : خلينا نستعجل .. مسك معصمها ليس َران
بخطوات سريعة للشارع اآلخر.
بشك ترفع حاجبها : وش صاير لك أوجعت أيدي ..
عبدالعزيز : مو صاير شي بس أبغى أوصل بسرعة
رتيل عقدت حاجب يها : أبوي فيه شي ؟
ِم الما َّرة بعد أن أضاءت
َرا التقاطع المخ َّضب بأقدا
عبدالعزيز : آل .... عب
المشي باللون األخضر الِذي يُشع على جنبات الطريق الممتلىء
عالمةُ
بالدكاكين الصغيرة، وصال للفندق الذي كان قريبًا ولم يستغرق منهما سَوى
بُضع دقائق، على ع َجل دخل وهو يُخبرها : أصعدي فوق .... تق َّدم ناحيتهُ
وهو جال ٌس على ال ُكرسي الجلد ينتظره : وش صاير ؟
عبدالرحمن بجديَّ ِة القهر في صوته : تلخبط الوضع بين رائد وبين شخص
ثاني ..
عبدالعزيز بعدم فهم : إيه .. يعني ؟
عبدالرحمن : عبدالعزيز ر ِّكِز معي .. أبغاك تفكر بعقل ماهو بعاطفة ..
أتفقنا ؟
عبدالعزيز بلع ريقه من هذه المقدمة التي تُوحي لشيٍء عظيم، تعلقت عيناه
ي عبدالرحمن بترقب
بشفت .
عبدالرحمن : رائِد الجوهي هدد والدك الله يرحمه وبالحادث .. صح
عبدالعزيز : إيه
عبدالرحمن : كان مجرد تهديد
ِن عبدالرحمن، بنبرةِ الخيبَة : يعني؟
جمدت عين يه في عي
عبدالرحمن : ماهو هو ورى الحادث .. لكن يتعامل مع طرف ثالث زي ما
فهمنا قبل .. المشكلة أنه الطرف الثالث اللي محنا قادرين نعرفه .. يعرفنا
ِّطل األشغال اللي بينك وبين رائد
ويعرف خططنا .. وهو اللي قاعد يع ِ
وآخر شي سبِّب الحادث اللي مع رتيل ونفس الحادث سَّواه في أهلك ....
لكن أنا وسلطان تأكدنا من بعض األشياء ونتوقع بنسبة
بالمية أنه في
رون أبوك وفي نفس الوقت تدخل
ليلة الحادث أرسل رائد رجاله ليض ُّ
الطرف الثالث .. وهنا حصلت الخيانة من رجال رائد وعشان كذا هو
مازال يجهل حياة ...
س َكت بعد أن شعر بأنه يسترسل ويكش ُف أشياء ال يج ب كشفها.
عبدالعزيز : يجهل حياة مين ؟
عبدالرحمن بإتزان : يجهل حياتك .. الحين كل هذا ممكن نتفاهم فيه بعدين
..... بنضطر نغيِّ ل رائد يعرفونك وإلى اآلن ساكتين ِر خطتنا ألن رجا
تهديد غير مباشر لنا وإحنا ماراح نرضخ لتهديداتهم فعشان كذا من الحين
راح نتصرف ..... ألن كل أشغالنا اللي من الرياض أنبنت على معلومات
غلط وسلطان قاعد يحاول يتصرف لكن بما أننا هنا راح نحاول نتصرف
بطريقة ثانية قبل ال يطيح الفاس بالرآس وتكون ردة فعل رائد عنيفة
وذكرى الحادث لها صو ٌت ُمؤذي يتحشرج في القل ب ويشطرهُ مرا ًرا حتى
فتها كل هذه األيام، اآلن هو يواجه الكارثة ألنه الجنِدي
َّ
يعل ُق بثقُوبه التي خل
المكشوف في هذه اللعبة، هو وحده من سي ُكون محل الخطر ألنه يتح َّمل
خطأهم الفادح بالمعلومات، كان أبي قريب مني في الرياض، كان يأتِيني
، ليتك معي فقط ألخبرك عن
بالحلم فقط ليقُول " ال تغلط يا عبدالعزيز "
األخطاء التي أبتلي ُت بها منذُ رحيلك، ليتك ُكنت معي لتعرف ماذا يفع ُل
ي عقل أفكر به بإتزان، أنا أخطأت، أخطأت
إبنك في غيابك؟ لم يُترك ل
مَّرة في الحلم وعاتبني مثل
"
ي
" تعال ل
ولكن ُمشتاق أن أسمع صوتك،
وسأخبرك
" تعال "
وأخبرنِي عن فداحة ما أفعله،
" تعال "
األيام األولى،
أنني غرق ُت في وعثاء الحياة ولم يعِّد في قلبي شيٍء سوى أن أسمع صوتك
م
ل
َ
ِي ! ِلم
أبتعدتهم عنِّ
َ
َ هجرتوني هذه الفترة؟ ِلم
مرةً أخرى، ِلم أعد أسمعكم،
من فينَا يموت ؟ " أظن أنني بدأت بالس ير البطيء
"
أتحس ُس أصواتكم،
د على ذرا ِعي.
نحو الموت وال أحد يرب ُت على كتفي أو يش ُّ
يقط ُع سلسلة الحنين الِذي تترسب في عقله : عبدالعزيز أنا عارف كيف
تفكر! لكن إن شاء الله أننا راح نسيطر على الموضوع .. صارت لنا
أصعب من المصايب ولله الحمد والمنة قدرنا نعِِّديها وإن شاء الله راح
نعِِّدي هالشي .. راح نفكر بطريقة تنهي اللي بينك وبين رائد وتختفي عنه
.... إال إذا صار شي يخص الطرف الثالث .. بنضطر نكِِّمل لكن بنحاول
نكشف مين جالس يتالعب فينا بأقرب فرصة وبنفهم وش قاعد يصير
ِّي ؟
عشان نتصرف من هالمنطق .. فاهم عل
عبدالعزيز تن َّهد بعُمق الخيبة التي يشعُر بها : طيب ....
،
بغض ٍب صرخ به ليرتع ُش غشاء إذنه : مين عبدالعزيـــز ؟
فارس ببرود : تعرفت عليه أول ما جيت هنا
رائِد يقف ب ُمقابله وهو يُشير له بالسبابة : ال تحاول تلعب معي يا فارس
ألن والله ما راح أرحمك
فارس بهُدوء الثقة : قلت لك تعرفت عليه .. صدقتني أهالً وسهالً ما
صدقتني..
لم يُكمل من اللكمة التي أتت بجان ِب شفتِه، تراجع ع َّدةِ خطوات للخلف من
ِر اللكمة وهو يمسح الدماء التي تآلف معها بتكرار ضربا ِت والده له،
أث
بغضب أنفجر عليه : كثرة الشك تقتلني .. جاوبتك جواب ر َجال إذا أنت ما
تصدق فهذا شي راجع لك .. وش تبيني أسوي لك عشان تصدق !! وإسمه
ماهو عبدالعزيز .. رجاِلك نقلوا لك المعلومة غلط ... إسمه أحمد
ِقة التي تجيء به نبرتِه بكذ ٍب صادق
يستغل المواقف المرتبكة الضيِّ
يستطيع به أن يخدع والده، أر