الفصل 36

عشان أبي آخذ حقي
ناصر بعصبية هو اآلخر : حقك ماينوخذ كذا
عبدالعزيز : هو واللي وراه مسحوا كرامتي باألرض وتقولي ماينوخذ كذا
ناصر : والله عاد إذا أنت ماعرفت توقف بوجيهم يوم مسحوا بكرامتك
األرض زي ماتقول عاد هذي مشكلتك وش ذنبها هي!!
عبدالعزيز : س ِّكر على الموضوع ماأبغى أتهاوش معك
ناصر : آل ماني مس ِكِّر وأنت كأن عقلك تركته في باريس !! تصرفاتك
األخيرة كلها ساذجة وال فيها ذرة عقل
عبدالعزيز تمتم : تارك العقل لك
ناصر : أرجع عبدالعزيز اللي أعرفه !! وأترك بناته بحالهم
عبدالعزيز ألتزم الصمت ال يريد التجادل معه
ناصر : حقك بتآخذه بدون هالتصرفات الصبيانية!!
عبدالعزيز تن ِّهد وعينيه على الشباك
ناصر : تسمعني عبدالعزيز !! شيلها من بالك
عبدالعزيز بسخرية : تآمرني أمر
ناصر بعصبية : يخي استح على وجهك وين اللي يقول فاقد رجوله من
يكسر قلب ُحر َمة !!! أنت بتكسرها وبتكسر أبوها بعد
عبدالعزيز وقف : ال التخاف عليهم ماتنكسر قلوبهم ! والله وهذا أنا أحلف




قدامك ال أكسر خشم سلطان و بو سعود
ناصر : الحقد أعمى قلبك!
عبدالعزيز بنبرة مقهور : لو أبي كان عرفت كيف أقهر بو سعود ببنته !
بس أتركه لين يجي يومه وساعتها والله آلخذ بنته قدام عيونه وأعلمه كيف
يجبرني والله لـ أخليه ينجبر يوافق على هالزواج
,
رمى المفاتيح على الطاولة , نظر لعايشة : صاير شي ؟
عايشة هزت رأسها بالنفي
سلطان إستدار للصالة األخرى : وين الجوهرة ؟
عايشة : فوق
سلطان صعد لألعلى و فتح باب جناحه , كانت معطية الباب ظهرها
ِّر شديد ومن ثم أستدارت له وهي تتف َّجر
العاري , أرتدت بلوزتها بتوتِ
بال ُحمرة
سلطان : السالم عليكم
بإرتباك وصوت خافت : وعليكم السالم
سلطان ينزع الكبك من كمه ويقترب إليها : فيك شي ؟
,
,
الشيخ : ألف مبروك والله يرزقكم الذرية الصالحة
يوسف يُصافحه : الله يبارك بحياتك .. يعطيك ألف عافية
خرج الشيخ وأوصله منصو ر إلى الباب
العجوز من خلف الباب : أنا ماشيتن بكرا لحايل هذاني حطيت عندك العلم




يوسف تمتم : يازين من يهِفِّك بعقاله
العجوز : وش تقول ؟
لصبح أمِر يوسف : بكرا ا ِّك وآخذها
العجوز : إيه ننتظرك وعروسك تتنظرك
,
الدكتُور يفتح غطاء الشاش من عينيهالثانية فج ًرا بتوقيت باريس –
وليد : ولله حكمة في تدبيره .. مهما كانت النتيجة مافقدنا األمل
رؤى رمشت
وليد وقلبه يعتلي بنبضاته : رؤى ؟
بللتها الدُموع
والدتها : يمه رؤى أكيد خييررة التفقدين األمل
.
.
.
أنتهى - ال تلهيكم عن الصالة–
البارت )

)
فال تسأموني
إذا جاء صوتي كنهر الدموع
فما زلت أنثر في الليل وحد




بقايا الشموع
إذا الح ضوء مضيت إليه
فيجري بعيدا.. ويهرب مني
وأسقط في األرض أغفو قليال
وأرفع رأسي.. وأفتح عيني
فيبدو مع األفق ضوء بعيد
فأجري إليه..
وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..
حزين غنائي
ولكن حلمي عنيد.. عنيد
فما زلت أعرف ماذا أريد
*فاروق جويده.
-الثانية فج ًرا بتوقيت باريس –




الدكتُور يفتح غطاء الشاش من عينيها
وليد : ولله حكمة في تدبيره .. مهما كانت النتيجة مافقدنا األمل
رؤى رمشت
وليد وقلبه يعتلي بنبضاته : رؤى ؟
بللتها الدُموع
والدتها : يمه رؤى أكيد خييررة التفقدين األمل
رؤى وهي تنظر لمالمحهم .. أبتسمت والبكاء يكسيها .. حلم أم وق ٌع من
جنُون ؟ .. هذه الحياة زهرية أم عيني باتت ترى ؟ يالله يالله .. قلبِي
يتراقص يبحث عن الجنُون .. آلآل يبحث عن أعلى درجات الجنُون
ليرتديه .. هذه الدنيا تضحك أنا أرى ثغرها من بعيد .. أرى كيف عينيها
مبللة بالفرح وهي تراني .. ال أرى السواد .. ال أراه والله ال أراه .. أنا
أشوف
وليد بإبتسامة تنبض بال ُحب : الحمدلله على سالمتك
رؤى وتنظر لمصدر الصوت .. أطالت النظر .. هذا وليد ... تخيلته
بمالمح سمراء بدوية ورموشه كثيفة وعيناه سوداء .. عيناه رمادية بمالمح
نصفها شرقية والنصف اآلخر تميل لوالدته بالطبع .. يااه يالضياع في
عيناه ... ما أجمله من ضياع ... ضحكت ووجهها يغتسل بطهر دموعها :
أنا أشوف
والدتها : ياربي لك الحمد والشكر .. يالله لك الحمد والشكر كما ينبغي
لجالل وجهك وعظيم سلطانك
الدكتور ويشير بأصبعيه : كم ؟
رؤى : إثنين
الدكتور : وهذه ؟ أشار بخمسة أصابعه
رؤى بفرح كبير : خمسة
الدكتور : ُمبارك نجاحها
رؤى و سحبت الحجاب من الطاولة وسجدت على األرض الباردة ...
بللتها بدموعها وهي تش ُكر الله وتحمده.




أكاد أقسم أنني أسعد إنسانة بهذا الكون في هذه اللحظة .. يالله ما أكرمك
يالله ماأرحمك .. أنا أرى .. حلم بات حقيقة .. كنت أحلم برؤية بياض
والله رأيتها أريد أن أقسم للعالم أنني أرى.
والدتِي .. رأيتها .. " بجنون "
,
سلطان : مدري عنك
ال ُجوهرة : مضايقك شي ؟
سلطان : أل .. وبعدين خففي من جلساتك مع عايشة
الجوهرة : أطفش لوحدي وماألقى غيرها
سلطان من دون أن ينظر إليها : عندك تلفزيون و عندك جَّوال و أخذي
الالب من مكتبي وأدخلي على اللي تبين
الجوهرة : ليه تحكي معي كذا ؟
سلطان رفع عينه عليها : كيف تبيني أحكي معك ؟
الجوهرة ألتزمت الصم ت
سلطان : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .. أستلقى على السرير ويب ُدو
ته على صالة الفجر
األرق سيهاجمه الليلة .. أخذ هاتفه ووق . َّ
الجوهرة مازالت واقفة وتنظر إليه
سلطان يشعُر بنظراتها وقرر تجاهلها
الجوهرة : إن شاء الله على أمرك من بكرا ماراح أجلس معها
م فكرة تجاهلها , أكتفى بإبتسامة
سلطان وهذه األنثى تُجيد العبث به وتح ِطِّ
وهو يحاول النو م
ِهي اإلرتماء
الجوهرة مازالت واقفة , طفلة تخدشها كلمة وتُضعفها .. تشت
في ُحضنه وتُخبره عما حدث لها .. قلبها بات يضيق عليها يو ًما عن يو م
يُريد اإلنفجار و البُوح وإفراغ ألم السنين المحشِِّو في ثنايا قلبها .. ماذا إن
لم يُصدقني ؟
سلطان ألتفت عليها ورفع حاجبه وفي نظراته إستفهامات كثيرة
الجوهرة بلعت ريقها وعينيها تغرق في عينيه : بسألك سؤال




سلطان : وشو ؟
ر .. نفسها بدأ يضيق من الخوف : آآ . .
ُّ
ال ُجوهرة وتتشابك أصابعها بتوت
مين سعاد ؟
ًوا ؟؟
سلطان أستعدل بجلسته : عف
ال ُجوهرة ويتالعب بِها الخوف وبحروف مرتجفة : مين سعاد ؟
سلطان : وش يهِِّمك بهالموضوع ؟
الجوهرة ضعيفة ج ًدا حتى وإن حاولت تبي صابعها تسللت ِِّن قوتها , رجفة أ
ألهدابِها وبـ رمشة وا ِحدة أنهمر دمعُها : زوجي ومن حقي أعرف مين
هذي!
سلطان وبجوا ب ألجمها : زوجك !! أثبتي لي
الجوهرة وتشعُر بإغماءة حوا ِسها , ال يحق لها السؤال .. آل يحق لها شيء
مادامت ال تُعطيه حقوقه .. في لحظة الضعُف تفكيرنا ال يُصيب .. في
ل ودنا قلوبنا للنار .. للعذاب .. أقتربت منه .. سئمت هذا
حظات ُضعفنا تقُ
العذاب .. الله يعر ف قلبِي جي ًدا إذن لن أخاف لو أكتشف هو بنفسه . . يالله
يالجوهرة روحي له وإن حكى فيك وقال رخيصة و حقيرة قُولي له عِِّمي
.. أقدر أقوله .. أنا أقدر .....أنا أقدر .. أقتربت أكثر حتى أستقرت أقدامها
بجانبه .. وبعينين ضائِعه أغمضتها وهي تُلصقها بخِِّده وتُقبله و تهمس
بصوت يكاد ي ُموت : وأنا ماأعصيك يا بو بدر ...... أمسكت كفوفه
ومازالت ُمغمضة عينيها : حاللك .. كِل . ِّي حاللك
سلطان وتغرق تفاصيله بشعرها األسود , يُعانقها حتى كادت تدخل في
جسده , وبصو ت يبعثر جزيئا ت أكسجينها بعي ًدا عن شفتيها حتى أختنقت :
وماأرضى على حاللي بالغصيبة
تناثرت دُموعها بشدة .. أبتعدت وضاع ت بين أعينيهم األحاديث ..
الجوهرة والذنب يتسلل إليها ويُشعرها بالعذاب إتجاه سلطان .. ال شيء
يستحقه هو ولكن أنا أي ًضا ال أستحق هذا وال أستحق العذاب
يمسح دموعها بباطن كفِّه : تفكرين بإيش ؟
ِّي ؟
ال ُجوهرة : أف ِكِّر قد إيش ممكن تصبر عل
سلطان أبتسم , هذه اإلبتسامة تب ُدو غريبة على الجوهرة .. هذه اإلبتسامة




شا ِحبة ج ًدا
الجوهرة : جد أتكلم
سلطان أسند ظهره على السرير وعينيه على السقف : أنتي متأملة بأيش ؟
الجوهرة ال تعرف بأي إجابة تليق على هذا السؤال : مو كثير
سلطان ضحك وأردف : أحسني الظن
,
صباح يوم جديد – الرياض–
ة , تنهد والنعاس بدا يتسلل إليه .. لم ينام ليلة
َّ
يوسف على الكنبة الرث
األمس جي ًدا
دخلت أم فهد وجلست : وشلونك ؟
يوسف : بخير .. وين بنتك ؟
أم فهد : بتجيك وراه مطيور ؟
يوسف بطنازة : أبد مشتاق لها
أم فهد : وش تقول
يوسف : أسمعيني انا دايخ وأبغى أرجع أنام بتطِِّول بنتك أمِِّرك بليل
أم فهد : أنتظر لين يجي ولد أخوي ثمن خذ مرتك وروح
يوسف تأفأف : طيب مافيه شاي وال قهوة راضين حتى بحليب
فهد : تَّو أم ني مفضية البيت عشان أبيعه ومابه غاز وال شي
يوسف بعد صمت لدقائق : بنتك كم عمرها ؟
أم فهد :

ووراها جامعة
يوسف : ماخلصت ؟
أم فهد : أل تدرس مدري وش إسمه ذاك .. وش إسمه ذولي حقين
الوراعين
يوسف : رياض أطفال
أم فهد : الوكاد هو




يوسف : رياض أطفال وبنتك ماتجي قسم بالله !! الزم الشخصية تناسب
هالتخصص !! ذي من أول يوم ضربتني ياجعل رجلها الكسر هي ويدها
أم فهد : آل تدعي على بنيتي قدامي وأنت بعدين وش حارق رزك ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههه
إم فهد : سكنهم مساكنهم يضحك بروحه ؟
يوسف : آل بس تخيلت بنتك تكون مدرسة بالروضة
أم فهد : آليكثر هرجك ووين الفلوس ؟
يوسف : ياليلك يايوسف .. حِّولت لحساب بنتك
أم فهد : وأنا وش أبي ببنتي !! أنا لي حق
يوسف رفع حاجبه : خفي علينا يا مهندس الصفقة .. تبين عمولة!
أم فهد : عمولة مدري وش ذي !! المهم لي حقي
يوسف أنفجر من الضحك : قسم بالله ذا الدنيا تغيَّرت إحنا يالله نجيب
للعروس مهر بعد نجيب ألمها
ِّي
أم فهد : أخلص عل
يوسف يخرج من جيبه دفتر الشيكات
ِّي بـ ذا الورق أبي دراهم بعيوني أشوفها
أم فهد : آل تلعب عل
يوسف تن ِّهد .. أخرج من محفظته كل ما يحمله وقيمته



ريال :
ماعندي غير ذي
أم فهد : إيه ماعليه
دخل شا ب يبدو لم يتعدى العشرين من ُعمِره , : السالم عليكم
:وعليكم السالم
أم فهد : ذا زوج مهرة
الشاب : تشرفنا
يوسف أكتفى بإبتسامة ُمجاملة
أم فهد بصوت عالي : مهررررة تعالي عند رجلتس أنا رايحة .. وأخذت
حقيبتها المتوسطة الحجم مع بعض األكياس التي حملها الشاب وخرجوا
يوسف : من جدها ذي ... !!طال إنتظاره .. وقف .. أناديها وال أسحب ؟
أبتسم على تفكيره بالسحبة .... ُمهرة يخي حتى اإلسم يكرهك في عمرك




... بس الكلبة مزيونة .. قطع تفكيره حضورها
يوسف وال يرى شيئًا منها من السواد : يقولون حالل تفصخين النقاب قدام
زوجك
ُمهرة : مو شغلك
م وأردف .. يابنت .. يحاول
يوسف : طيب يابنت الـ... مسك نفسه من الشت
يتذ ِّكر إسم والدها .. يابنت أم فهد
ُمهرة : وين بتوديني ؟
يوسف : أنتي وين تبين ؟
مهرة : أكلمك جد
يوسف : وأنا جاد وأنا أقولك وين تبين ؟
مهرة : ماراح أسكن مع أهلك
يوسف : وأنا قلت بتسكنين معهم !! بتجلسين بغرفتي طال عمرك
مهرة بسخرية : مررة ظريف
يوسف يقترب وهي تتراجع بخطوات إلى الخلف : ماني مسوي لك شي
أستغفر الله
ُمهرة : زي أخوك
يوسف وبنبرة حادة أقتلبت عنده الموازين : آلتجيبين سيرة أخوي على
لسانك
ُمهرة : ماهو أنت اللي تأمرني وتنهاني على كيفك
ِّع بك غاز قولي آمين .. وتوجه نحو
يوسف : طيب أنثبري هنا عسى يوِل
الباب
ُمهرة ألتزمت الصم ت وهي تراه ي ِّهم بالخروج .. يفعلها بالطبع سيفعلها
ويتركني هُنا
ُوس لوحدها في البيت
يوسف ينتظرها تتو َّسل إليه لكن وكأنها رضت بالجل
.. وفي نفسه " خلها تن ق وش يهمك أنت ؟ فر ًضا دخل عليه أحد .." .. َّط
خر ج ووقف أمام الباب في حرب الضمير .. أستغرب قوتها بأن ال تخاف
الجلوس وحدها في ح ِّي . ِمثل هذا
عاد وفتح الباب وهو يتحلطم في داخله .. ألتفت على المجلس ورآها ..




جالسة بس ُكون وشعرها األسود ينساب خلف ظهرها ....... توقف في
مكانه يتأملها كـ فُرصة سـ تضيع إن لم يستغلها.
شعرت به وألتفتت : مو قلت تبغى تروح ؟
يوسف : أخلصي علي ماراح أخليك هنا بروحك
بسخرية : ماشاء الله شهم
يوسف : بعض من شهامتك
ُمهرة : ها ها ها ماتض ِِّحك
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههه والله عاد كيفي أسِِّمج أقول
اللي أبي إن شاء الله أضحك مع نفسي كيفي ماهو من شؤونك
ُمهرة : ماراح أسكن مع أهلك
يوسف : يا ماما ماراح تختلطين فيهم
ُمهرة بغضب : ماني بزر عندك .. أنتقي مفرداتك
يوسف بعناد : سامعة ياروحي كل شي إيزي
ُمهرة وأح َّمر وجهها من الغضب
يوسف بإستفزاز صريح لها : يالله ياحبي مانبي نتأخر
ُمهرة تكتفت وهي تعض شفتيها وتنظر لجهة أخرى
يوسف كتم ضحكته ووقف أمامها : مطَّولة ؟
ُمهرة وبحدة ضاغطة على أسنانها : أنقلع من قدامي
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ُمهرة تنرفزت : ماأدري أنا قايلة نكتة عشان حضرتك تضحك
يوسف : المصيبة العظمى أنه وجهك مايوحي كل هالعنف
ُمهرة : أبعد عيونك عني!!
صر ويفصلها من أعلى إلى أسفل
ُّ
يوسف وي
ُمهرة : وقح .. ألتفتت لتأخذ نقابها وطرحتها
" على نظراته لجسدها
مغازلجي
يُوسف لوهلة تشعُر بأنه "
ُمهرة : خيير ؟
يوسف أبتسم بخبث : أنتظرك بالسيارة .. وأتجه نحو الباب
ُمهرة : حقيير معفففن




يوسف ويسمع كلماتها وهو خارج , بصوت عالي : تعِّورني الكلمة مرررة
,
فترة ..
بت ذراعيها الممدودة منذُ
ِّ
تب ِك ي بشدة , ُمحاطة بالسواد .. تصل
َّطع من
واقف هو أمامها ببالهة ال يستطيع أن يقترب منها .. قلبه يتق
منظِرها .. يحاول مد ذراعه قليالً ويب ُدو ستنك ِس ر يداه قبل أن ت ِصل إليها ,
بدأت كـ قطعة ُخبز تتفتت أمامه , يحاول أن يُجمع شتاتها و .. ال يُفيد أب ًدا.
أختفت .. تالشت .. طيِّرتها الري ح .. عندما حان اللقاء رحلت .. كيف ؟
كيف ؟
ا .. أنفاسه ُمضطربة ومت
فاق مخنوقً سارعة .. شرب من كأس الماء ا ُمتعِرقً
: غادة !!
مسح وجهه بكفوفه الباردة .. يشعُر بحرارة بنار بشيء يحترق في وسط
صدره .. تتعذب في قبرها ؟ آلآل يارب أل .. تج َّمعت الدُموع في عينيه ..
لم يراها في أحالِمه تب ِكي و ضائعة تائِهة .. هذه المرة األولى .. يحاول
يتذ َكر ُربما دي ن لم تؤديه .. من المستحيل أن عليها دين ولم تقُل لي ..
توجه للحمام وتفكيره مشَّوش , ينساب الماء على جسده ويُدخله في دوامات
من الضيا ع
غادة ببكاء : أتركني بروحي
ناصر ملتزم الصمت أمامها
غادة : قلت أتركني
ناصر مازال صام ت
غادة تنظر إليه وأنفها محمر من البُكاء : آل تطالعني كذا
ناصر أبتسم : طيب . . شتت أنظاره بعي ًدا عنها
غادة رجعت للبُكاء : هزأني قدامهم كلهم




ناصر : مين ؟
غادة : الدكتور الحقير
ناصر : طيب ليه ؟
غادة : البحث اللي سويته عندك !
ناصر : ايه وش فيه ؟
ِّي قالي أنه أصال هذا ماهو بحث جامعي حتى
غادة : ماعجبه رماه عل
طالب الثانوي يسوون أحسن منه
ناصر : وهذا اللي مزعلك ؟
غادة : ناصر ال تقهرني تعبانة عليه وفيه مليون بحث معفن زي وجهه
الغثيث ماقالهم شي بس عشاني عربية هالعنصري الـ ****
ناصر يجلس بجانبها : آشششش وش هاأللفاظ!!
غادة : كيفي أقول **** وال أقول إن شاء الله ******* بعد كيفي
ناصر رفع حاجبه بحدة : غاااااادة
غادة تكتفت وتحَّول بكائِها إلى غضب : مانمت عشان هالبحث وآخر شي
يفشلني كذا قدامهم
ناصر ويشر ب من كأس الماء ملتزم الصم ت
غادة تخرج هاتفها : حتى عبدالعزيز ماي ِّرد أوووووووووووف أووووف
ِّي اليوم
كل شي تسلط عل
ناصر تن َّهد : يعني نهاية هالدنيا هالبحث ؟ خالص أنا بكرا أجي وأكلمه أنا
وعبدالعزيز .. خالص عاد
غادة بنبرة طفولية : التهاوشني
ناصر : ياروحي ما أهاوشك بس ماينفع كذا ! تبكين و ماتبقين كلمة من
الشارع ماتقولينها .. يعني لو ماأعرفك قلت وش ذا التربية ؟ ماأرضى
ياغادة وال راح أرضى هاأللفاظ تقولينها
غادة تسحب ُكوب الماء من أمامه لتشربه بدفعة وا ِحدة
ناصر : ريالكس
غادة عادت للبكاء : طيب ليه يقولي كذا ؟
ناصر : أنا أكلم رئيس قسمه مو على كيفه بعد !! ال تخافين حقك ماراح




يضيع
ِِّصق جزمتي في جبهته الكلب
غادة : بس يخلص الترم على خير بجي وبل
الـ..
َمها : وش قلنا ؟
ناصر يُقاطعها بوضع باطن كفَّه على ف
والماء يختلط في دُموعه الماِلحة ج ًدا على جروح قلبه العميقة .. خرج من
الحمام وهو يل المنشفة على خصره .. أنتبه لوالده الواقف أمامه ِّف
والده : صباح الخير
ناصر : صباح النُور
والده : شلونك ؟
ناصر : تمام
والده : عيونك تقول منت تمام!!
ناصر وهل ج ِّربت اإلبتسامة في حضرة الدموع .. كيف أن هذه اإلبتسامة
قاسية ج ًدا وماِلحة وتعص ر حموضتها على قلبه لتُحرقه أكثر .. فقط
بإبتسامة تأتي في عز دموعه : بخير يبه
والده بادله اإلبتسامة : أنتظرك تحت من زمان ما فطرت معك ...
,
بو سعُود يفتح ستاير الغرفة المظِلمة لتخترق الشم س وتستق ر بين جنبات
الغرفة : يالله أصحى ورانا شغل
عبدالعزيز بصوت ممتلىء بالنوم : عطني إجازة اليوم
بو سعود : تتدلل بعد ؟ مافيه يالله قوم
عبدالعزيز ويدفن رأسه بالمخدة : مانمت اال الفجر
بو سعود : ومحد قالك نام الفجر
عبدالعزيز تن َّهد : طيب الساعة

أجي
بو سعود : مافيه يالله يا عزيز




مر شديد وهو ينظر لذراعه
عبدالعزيز نهض وبتذُّ
بو سعود : أنتظرك بالحديقة
عبدالعزيز : طيِّب ... صعب ج ًدا التعامل بذراع وا ِحدة كيف من فقد
ذراعيه ؟ تصَّدع رأسه من هذه الفكرة وهو يحمد الله
بجهة أخرى
على طاولة الطعام/
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه المهم أني هايطت عليها لين قلت
بس
عبير : والله حرام
رتيل : طفشت وش أسوي وبعدين إيميلي من زمان مادخلته وفجأة ألقى
إضافات قلت خلني أستهبل شوي وألغي هاإليميل الكئيب كل بنات الجامعة
الـ *أشارت بمالمحها بالتقرف * فيه
عبير : وش يعني الـ *قلدت حركة مالمحها*
رتيل : يعني مايروقون لي .. تمسك جوالها .. بخلي جوجو تجينا ونردح
عبير : ههههههههههههه نردح !! ماتسمع أغاني
رتيل : نجيب لها طق إسالمي
عبير : ال تتطنزين
رتيل : ههههههههههههههههههههههه والله ماأتطنزت صدق نحط طق
إسالمي ياكثر مقاطعه في اليوتيوب
عبير وهي تشرب من العصير : أستغفر الله بس
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تخيلت شي بايخ
عبير : عارفة وشو ههههههههههههه !! والله ربي بيسخط عليك أسكتي
وفكينا
رتيل وهي تكتب للجوهرة في الواتس آب " اليوم تجينا مافيه أل وال شيء
!! جاية يعني جاية الله اليعوق بشر "
عبير : والله أشتقت لتركي




رتيل : بيجون بكرا مدري بعده
عبير : والله حتى عمي عبدالمحسن مشتاقة له
,
نز ل بخطوات سريعة بلبسه العسكري وهو يضع جواله في جيبه و نظارته
الشمسية على عينيه
الجوهرة : ماراح تفطر ؟
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة ومن النادر في حياة سلطان أن تج ِِّهز هي الفطور : طيب

دقايق بس
سلطان أستدار عليها وأنزل نظارته : طيب . . جل س ورفع عينه عليها :
أنتي محضرته ؟
الجوهرة أبتسمت : إيه
سلطان : تسلمين
الجوهرة : بالعافية
سلطان أكل بإستعجال وماهي اال
دقائق وأنتهى : الحمدلله ... توجه
للمغا ِسل , ثواني ويأتيها من الخلف ليُقبِّل خدها بهُدوء : تسلم هاإليدين ..
وخر ج
الجوهرة وتشعُر بحرارة في وجهها .. وضعت كفوفها على خدها لتُهدأ من
ِِّرد وجهها الضائِع مع
ها تُب
ِّ
حرارتها و حركت كفوفها بمقابل خِِّدها عل
سلطان.
عائشة وهي تحمل الص ُحون , أبتسمت بنظرا ت وكأنها تعرف خبايا قلب
الجوهرة
الجوهرة بإحراج كبير : وش عندك بعد ؟
عائشة بضحكة : مافي يقول شي بس هلو هلو *حلو*
الجوهرة وهي تصعد لألعلى : مهي صاحية صدق




,
دخ ل البي ت , وكان في المجلس ريم وهيفاء
رفعُوا أعينهم بإندها ش.
يوسف بإستلعان في ُمهرة : أعرفكم زوجتي الغالية
هيفاء حاولت كتم ضحكتها لكن أطلقتها بهُدوء :
هههههههههههههههههههههه أهلين
ريم ضربت كتف هيفاء وهي تُشير لها بأن تصم ت : أهلين فيك
ُمهرة وبدأت باإلشتعال فعالً
يوسف : وين أمي ؟
كانت خلفهم
ُمهرة من باب التقدير أنحنت لتقبل رأسها
أم منصور بنبرة هادئة : يا مرحبا فيك
يوسف : طيب تعالي معاي
أم منصور : جهزت لكم الجناح في الدور الثالث
يوسف : ليه ؟ أنا بجلس بغرفتي
أم منصور أشارت له بعينيها أن ُمهرة معه
يوسف أبتسم : آلتسوين لي بعيونك حركات مافيه
أم منصور أنحرجت ودخلت للصالة بجانب بناتها
صعد بِها لغرفته ,
ُمهرة بحدة : ماأتحمل أنا كذا
يوسف تجاهلها وهو ينزع الكبك من كَّمه
ُمهرة : أنا أكلمك
يوسف : وأنا ماأشوف غير النوم .. أنثبري هنا ال صحيت عاد أفكر أرد
عليك وآل أل
ِِّس وحط هالكالم حلق في إذنك
ُمهرة : أسمعني كوي
يوسف بإستهتار في حديثها : ماألبس حلق




ُمهرة : أسمعني أيه صح أمي عرضتني عليك عشان أخوك يطلع وعلى
فكرة هالكلمة ماتهيني ألن أمي فكرت أنه ماعندنا ر َّجال فمن األفضل أنها
تحمي بنتها وماق َّصرت لكن غلطت في اإلختيار و أنك تهيني أنت ما أسمح
لك وال راح أسمح لك .. بيني وبينك مليون جدار ماتقدر تتعداه أما مسألة
أني أجلس معك في بيت ناس ماأحترمهم ال ماهو على كيفك للحين بيت
أمي موجود وال أنباع وأقدر أرجع له
يوسف ويتأملها بسخرية شديدة : إيه كملي
مهرة بعينيها القوة تلمع وهي تشير له بأصبع السبابة : وشيء ثاني معي ال
تمزح وال تحاول تستظرف دِِّمك ألني ماأبلعك وأنت ساكت كيف عاد
وأنت تن ِكِّت
يوسف وقف : طيب الحين دوري أرد صح ؟ أوال أنا ماجبت سالفة أنك
ِّي أو على منصور وال
أنعرضتي عل أهنتك فيها ثانيا جدرانك ذي أهدمها
الحين لو تبين .. آلتحاولين تعانديني عشان ماأكسر عنادك و ثالثا غصبا
عليك وعلى اللي خلفوك تحترمينهم ماهو طيب منك رابعًا شايفة الباب
كيف يوسعك ويوسع طوايفك تقدرين تروحين بيت أمك وتعشعشين هناك
أما خام ًسا والله عاد أنا راعي مزاج ولو تبين أمصخرك الحين مصخرتك
بس أنا أحاول أكون لطيف معك مع أنك منتي كفو وساد ًسا مين قال أني
ِِّس يا ماما ما أشتغل عندك ..
ميت عند حضرة جنابك !! أنتقي ألفاظك كوي
أحمدي ربك وجه وقفا أنك بس تحملين إسم زوجتي
ُمهرة أبتسمت بسخرية وألول مرة تبتسم أمامه : أف ِك أي شي عصيت ِّر ب
ربي عشان يعاقبني فيك
ُمنزهة العفيفة
يوسف بسخرية : خفي علينا يا إمام الحرم يال
ُمهرة بنرفزة : عفيفة غصبًا عنك
يوسف : آل آسفين عسى ماتو ِِّجعك الكلمة
ُمهرة : مين أنت أصال ؟ آل تحاول تعطي نفسك أكبر من حجمك !! على
فكرة أنا أنتظر الطالق أكثر منك
ِّ يوسف ق بصبِِّح
وهو ينسدح على السرير : عاد لعانة كذا ماني مطِل
بوجهك البشوش وبم ِِّسي عليه




وبدأت تبطأ الجملة حتى تستفزه* زي
ُمهرة : ماهو برضاك أصال .. *
ماأنغصبت تتزوجني بتنغصب بدون رضاك بتطلقني
أن ال يغضب : ماأنغصبت
يوسف رفع عينه عليها وعض شفته محاوالً
كان موجود منصور وموافق برضاي أنا اللي وافقت وهذا و أمك باعتك
بفلوس التنسين هالشي وأنتي اللي بتجبريني أهينك ماهو أنا!!
ُمهرة : ربتني وكبرتني وصرفت علي ال أبو يصرف وال شيء .. حالل
عليها لو تذبحني !! ماأشيل بخاطري عليها لو تبيعني بعد ! حاول تالقي
كلمة تهين أكثر من هذي ألنها ماتحرك فيني شعرة
,
في إحدى الجمعيات الخيرية.
ناصر : مسجد ؟


إعدادات القراءة


لون الخلفية