الفصل 52

ُمراد ، بحثت في عيناها عنه
عبرت الطِريق لت ِصل لل
د باقة الورد الباريسية البيضاء
ُّ
من خلفها يم
أخذتها ضي وهي تُعانقه : أشتقت لك,
لم يتعَّود أن يقُول أ لف ٍظ جميل ألنثى بعد وفاة أم عبير و رتيل ِّي
لذلك يص ُمت دائِ ًما أمام ضي.
أبتعد عنها : قولي لي وش أخبارك ؟
ضي تمسح بع ُض الدموع التي ألتصقت بخِدها : ماهي بخير دامك تسفهني
ِّي
ِّي بحرف وطول الوقت أحسب أنك زعالن عل
وال حتى رديت عل
بوسعود يسير معها ليجل ير األيام اللي طافت و ماكنت َسا : أنشغلت كث
أرجع اال متأخر وأنام
ضي : على األقل قولي أنك منت زعالن ! وأنا كل الوقت أف ِّكِر وأعاتب
نفسي وأقول ليتني ماقلت له شي
عبدالرحمن بصم ت يتأمل الما َّرة
ضي بإبتسامة عريضة : ماعلينا المهم وحشتني حييل , وش هالمفآجئة
الحلوة
عبدالرحمن أبتسم ليلتفت عليها : توحشك الجنة




ضي : ماوحشتك ؟
ا و عيناه تهرب مرةً أخرى
عبدالرحمن أخذ نف ًسا عميقً
ضي بضحكة : طيب أدري أنه عيونك تقول وحشتيني حيل
عبدالرحمن أبتسم ليُردف بعد ثواني : متى دوامك بالضبط ؟
ضي : بسحب اليوم مستحيل أداوم
عبدالرحمن : ال ماينفع
ضي : وش اللي ينفع وش اللي ماينفع أنا اليوم كله بقضيه معاك ، جايين
رتيل وعبير ؟
عبدالرحمن : أل
ضي : غريبة ليه ما جِّو ؟
عبدالرحمن : ألن ماهي سفرة شغل وبطِِّول
ضي : أجل ليه جيت ؟
عبدالرحمن : عشانك
ِّي
ضي غير ُمصدقة : جد وال تضحك عل
عبدالرحمن : إيه والله جيت عشانك أسبوع وبرجع
ضي : يابختي والله يابختي ... وين سكنت ؟ بشقتك وال رحت أوتيل ؟
عبدالرحمن : آل أوتيل
ضي بشوق : بجي معك
عبدالرحمن : هههههههههههههههههههه ودوامك ؟
َّطع عشان ألقى لي
ضي : أسحب هاألسبوع أنا من متى أشوفك والله أتق
وقت معك .. كيف عاد لو أسبوع !! مين داعي لي بس
عبدالرحمن و لهفتها تُسعِده بمَدى ال ينتهي : و اللي معك بالشقة
ِي
ِّ
ضي ُدون وعي هي في إغماءة ُحب : تول
,
يُصحيه بما ٍء بارد : أصحى يالله أبوك يبي يكلمك
هَو بغضب : فيه مليون طريقة عشان تصحيني ماني عبد عندك
اآلخر ببرود : أقول ال يكثر و ترى لوحاتك رميتها في الملحق ريحتها




صَّدعت راسي وال أستخدم ألوان فلوماستر *أردف كلمته بسخرية*
تجاهله وهو يتجه للهاتِف ويرد على واِلده : ألو ......... طيب .... أل ....
يبه بس .. ألووو .. الوو .. أغلقه بغضب : أنت وش قايله ؟
:#الله يعلم مين قايله
هَو ي مين : تستهبل معي !! أخلص عل
:#روق ال تطلع الشياطين و تجلس ترسمهم
هو : أنقلع عن وجهي وال تتدخل فيني فاهم !! .. دخل غرفته ُمغلقً . ا الباب
نظر لهاتِفه ، أشتهى أن يس َمع صوتِها ،
َصل عليها وهو يجلس بجانِب إحدى لوحاتِه الخريفية والتي من الفحم
أت .
ُب في سريرها من صو ِت الهاتف
ِهي تتقل ، ر َّدت بصو ٍت ممتلىء بالنوم : َّ
ألو
س َكت لم ين ِطق شيئًا ويب ُدو أنها لم ترى الرقم
عبير والمتأكدة أن ال أحد يت ِصل عليها في وق ٍت مثل هذا سَوى أحٌد يعرفها
, ُربما حتى رتيل , تأفأفت : مين
ي زلزل أعماقها : صباحي عبير
بصو ٍت ر ُجوِل
عبير ف َّزت وهي تن رقمه .. لعنت غبائِها كيف لم تنتبه. ُظر لشاشتِها ,
تسارعت ضربا ِت قلبها , ترتج ف أطرافها برعش ِة ال ُحب.
هَو : مقدرت إذنِي تصوم عن صوتِك
عبير أغلقت هاتِفها ال تُريد أن تسمع حديثه الذي يُربكها.
طار النوم و هي تمس ُح على وجنت يها , تلم ُس حرارتها كيف حرارة وجهها
أرتفعت من صوتِه.
,
تكت ُب له " غادة هربت مع وليد"
.
.




أنتهى ، مافيه قفلة حماسيةp:
ي ج ًدا
أتمنى ينال إعجابك م و يروق لك م , و الحمدلله أ ِّن هذه األعيُ ن تقرأن
ممنونتكم()
نلتقي بإذن الكريم - الثالثاء - *بجزئية بسيطة ج ًدا يعني بارت قصير
وبعدها نوق ف إن شاء الله
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
و ال ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و ُسوريــا , كان الله في عونهم و
اللهم أرنا في بشا . ٍر و أعوانه عجائِب قُدرت ك
*بحفظ الرحمن.
الجزء )

)
على خطوات رغبة
مدمره أتعثر..
تلتهمني خيوط
أحالم داميه..
ترعبني
بخياالت بشر




دفنوا تحت الثرى..
يتساقطون أمامي
و يترنمون باسمي..
بدأت أفقد نفسي
بيدي..
ألوك الحقد
حلوى أتلذذ بها..
مديرا ظهري
لرجاءات
كانت يوما
ما
تنير بصيرتي.
*وردة شقى
,
البارت

نزل يوم السب ت في غير مو ِعده ، فإذا فاته أحد يرجع يقرآه()
ب رسال ٍة
ُم يظللها وهي تسير على الر ِص الغ يف ، أخرجت هاتِفها لتكتُ
ي
نصية لرقٍم يحِمل – بدون إسم – " غادة هربت مع وليد " , تلتها بإبتسامة
، دخلت
"
ِّي
و هي تلع ُن حظها في الداخل " بتشوفون كيف تلعبون عل




ريد صبغ شعِري
ُ
للصال . ُون النسائِي و هي تلف ُظ بالفرنسية : أ
العا ِملة : تكرم لنا عينك
أم رؤى : تحكين عربي ؟
العاملة الشقراء ذات البنطال األسَود و القميص األسَود و على ياقِتها
ِِّون جدران الصالون , بإبتسامة : فلسطينية
الزخرفة التي تل
أم رؤى : يا أهال فيك
العاملة : معك نسرين
أم رؤى : و أنا أمل
العاملة : نعِمل لك شعراتِك ؟
أم رؤى : إيه من فترة طويلة صبغته أبيض بس مانزلت الصبغة
*الحقته*
العاملة بإستغراب : أبيض !! ماتتركي الشيب يجيك لـ ُشو الحئتُو
أمل بضحكة : كان لشغل معيَّن وأضطريت أصبغه
العاملة : طيب ماب َّدك شي تاني ؟
أمل : ال
,
ُمن َّدسة في
في الصالة الداخليَة ، ُمستلِقي على الكنبة ذات لو ن التُوت ال
الزاويَة.
أغم ض عينِه بتع ب ، هي دقائق ما تفصلنا عن الواقِع و الخيال ، هي أحالم
.. هي ُخرافات أتعبنا العقل بتصديقنا لها.
الري ف الفرن ِسي الزا ِهي ، فُنِدق ُمعلقَّة عليه المصابيح الصغيرة إحتفاالً
بمهرجان اللي ُمون ،
يطرق الباب مرةً أخرى : غادة أفتحي والله ماهو قصِدي
وال رٍد يأتيه سَوى بُكائَها ، تس َّرب إليه الضمير الالِذع وهو يهمس لها :
التبكين بالحمام مكان شياطين !! ، طيب أطلعي خلينا نتفاهم
ِّي شي .. خلني بروحي
غادة بصو ٍت باكي : ماأبغى أتكلم معك بأ




نا ِصر تن َّهد : وبعدين يعني ؟ ال تحرقين لي دِِّمي قلت لك ماكان قصِدي
غادة : كلكم زي بعض
نا ِصر صمت لثوانِي والكلمة تحز في خا ِطره كثي ًرا : أنا مثلهم ؟
غادة و ال ت ُرد عليه و بكائِها تكت ُمه و لكن مازا َل يُس َمع أنينه.
نا ِصر بحدة : أفت ِحي ال أكسره على را ِسك
غادة : ماأبغى أفتح
نا ِصر :

ثواني ياغادة لو مافتحتيه بكسره
ُمح َّمرة من البُكاء.
ماهي اال
ثوانِي حتى أنفتح الباب بمالِمحها ال
نا ِصر يمسكها من ذراعها و يسير معها للصال , َة
غادة تسحب يدها وهي تتكتف : قلت لك من األَّول وجودنا هنا غلط
نا ِصر : ماكان قصدي فهمتي على مزاجك
غادة : ماأبغى أفهم رجعني باريس
ناصر ين . ُظر إليها بنظرا ت تلع ُب في قلب غادة العاشق
غادة شتت نظراتها بعي ًدا عنه
نا ِصر بجدية : لو أبِي ألمسك أنتي قدام عيوني

ساعة من سنين !!
وماراح تقدرين تمنعيني
غادة تسق ُط دمعٍة تلو دمعة : ال تكلمني بهالموضوع و كأن بيننا شي
ناصر : ألنك تفكرين باللي تبينه وبس !! ماتحاولين تهتمين بتبريراتي أو
مقاصدي أنتي حتى ماتحسنين الظن فيني
غادة : أنا كذا ؟
نا ِصر : أيه أنتي غادة أجل مين !! كل مرة تفهمين على مزاجك و تزعلين
غادة أرتجفت شفت يها : طيب شكرا يجي منك أكثر
نا ِصر : أستغفر الله بس
غادة : روح أحجز لك غرفة ثانية ماأنام معك بنفس الغرفة
ناصر : تعالي أضربيني بعد !! أصغر عيالك تأمريني
غادة : وتقولي ليه تسيئن الظن ! أنت شايف كيف تحاكيني
ناصر بعصبية : ألني طفشت منك و من حركاتك
غادة بنبرة هاِدئة : طفشت مني ؟





ناصر : إيه والحين بتقولين ماتحبني وتبدين المَّوال
غادة : أكرررههههههك
ا ، مَّر واِلده و عندما ألتفت تو َّجه إليه ُمرتعبًا من
أفاق من قيلولتِه شا ِهقً
منظره : بسم الله عليك
نا ِصر ويتنفس سريعًا و صدِره يهبِط بش َّدة
واِلده : وش شفت ؟
ناصر عقَد حاجبيه يستر ِجع الحل . م الذي أجتمع به مع غادة
واِلده : غادة ؟ .. يا ناصر كم مرة الزم أقولك الله يخلي لي شبابك ال
ترهق نفسك ، بعد رمضان راح تِِّمر سنة عليها وأنت للحين منت قاِدر
تستوعب
نا ِصر : خالص يبه روح لشغلك
ِركه
والده : بروح الله يعيني عليك بس .. وخرج تا
نا ِصر يستر ِجع تلك الليلة التي على الري ف ، لم ت ُكن كما رآها أب ًدا ..
مازالت نبضاتِه تخف ق بش َّدة.
ة على البحر ، تتغن ُج بين شفتيها أحادي ٍث و أين ال ُشعراء
َّ
ُمطل
في ال ُشرفة ال
من قصائِد ال ِشفاه ؟
نا ِصر يسحب هاتفها من بين يديها : لمرة وحدة أنشغلي فيني
غادة : طول عمري منشغلة فيك ولك و عشانك
نا ِصر : أتركي الجوال طيب
م أبوي أو أل أخاف يعرف أني هنا
َّ
غادة : أشوف عزوز كل
ِب الوضع معاه .. تطمني بس
نا ِصر : قلت لك عزوز نايم بشقتِي و مرتِّ
غادة أبتسمت : طي ب
نا ِصر : و بعدها ؟
غادة بضحكة : وش بعدها ؟
نا ِصر : مافيه كلمة من هنا وال هنا
غادة أشعلت الف : شايف البحر شو كبير َرح في صدِر نا ِصر بضحكتِها





نا ِصر : ئد البحر بحبك
غادة : هههههههههههههههههههه أنا أحبك ج ًدا و كثير و وايد و كلش
هواية .. و أيش بعد
َوي
ِوي و كتير و ق
نا ِصر بضحكتِه أكمل : برشا و و بزاف و أ
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه ولك عيني أنتا
ِِّ ناصر : اشتريد اصير ـك , تريد
؟ طير , اطير وياك هم اتحط والزمنـ
اتصير نجم بسماي ؟ هم تلمع وشوفنك
غادة : الله الله و من ورانا تحكي عراقي
نا ِصر : هي قصيدة وحدة أزعجنا فيها عزوز على الرايحة والجاية , طاح
بشي وعلق عليه
غادة : يازين اللهجة منك
ناصر ضحك وأردف : اشتريد اصير ؟ سمج بلماي تزوهر واصيدنك
اشتريد اصير ؟ تريد اتموت اموت وياك كبل مااموت اصيح بصوت
احبنك
ِح بالعراقي
غادة صخبت بضحكتها : من ورانا عزوز مطيِّ
ناصر : طيب ماعلينا من عزوز ردي على الكالم
غادة : ماأحفظ شعر عشان أرد عليك .. طيب ماتكفي عيُوني
نا ِصر : عيُونك أحلى من كل ال
كالم أصالً
غادة تِقف لتجِلس بجانِبه على نف ِس الكر ِسي و البرد يعب ُث بأطرافِهم و
الساعة تُوشك على الثالثة فج ًرا
لتضع رأسها على صدِر نا ِصر أدخلها في - جا ِكيته – ه و هي تُغمض
عينِها و ُربما النوم يُريد التسلل اآلن ل ِجفنها ال . ُمتعب
تِلك الليلة و تفاصيلها الصغير أحلم بشيء
َ
ة تعب ُث بي ، لم نختلف أب ًدا ؟ ِلم
مثل هذا !!!
,





تبح ُث بعينِها عن ضي ، تن َّهدت بإستغراب أن تخرج قبلها للعَمل , أخذت
هاتفها لتت ِِّصل عليها
و ال ت ُرد ، أنشغل بالها من أن مكرو ًها حدث لها
في جهٍة أخرى ، و ُكوب القهوة بين ُهم ،
ضي : و محاضرات وقلق بس يعني يشغل الوقت
عبدالرحمن : الحمدلله
ضي : طيب وش صار مع بناتك ؟ أحس صاير شي
عبدالرحمن : أل بس مشغول بالي
ضي : صايرة مشاكل بالشغل ؟
عبدالرحمن : تقريبًا
ضي : طيب أخذ إستراحة من هالشغل وإجازة و حاول هاألسبوع قد
ماتقدر تنساه
عبدالرحمن : خلينا من الشغل قولي لي كيف اللي معك ؟
ضي : تقصد أفنان ؟ آآآآآ *بربكة* أقصد يعني اللي معاي بالشقة ؟
عبدالرحمن بهُدوء : أفنان مين ؟
ضي : أأأ
عبدالرحمن بحدة : أفناااان ميين ؟
ضي : ما أعرف إسم أبوها
ِّي
عبدالرحمن بصوت خافِت غاضب : التكذبين عل
ضي بربكة : بنت أخوك
عبدالرحمن : وليه ماقلتي لي طيَّب ؟ لو رحت السكن عندكم وشافتني !!
عمرك ماراح تآخذين شي يتعلق فيني بجدية يا ضي .. خرج من المطعم
غاض ب من تص ُرفها األحمق
ضي أخذت معطفها وبخطوات سريعة لحقته وبصو ٍت ُمرتجف :
عبدالرحمن
عبدالرحمن يلتفت إليها : ضي كم مرة الزم أفهمك ؟
ضي : ماكان قصدي
عبدالرحمن تن َّهد : أستغفر الله العظيم و أتُوب إليه





ضي : التزعل مني
ُظر إليها و براءة مالِمحها تُس ِكن غضبه
عبدالرحمن ين
ضي : يعني أنا بعد لما عرفت أرتبكت ماعرفت وش أسوي وخفت أقولك
وتتضايق مني
عبدالرحمن : تعِِّو تيجة دي تقولين أي شي حتى لو يضايقني أحسن من أنه ن
كتمانك له تضايقني أكثر
ضي : ماراح أتعَّودها
عبدالرحمن أرمقها بنظرات العتب و أكمل طريقه
ِه األيسر : آسفة
ضي سارت معه وهي تُغلغل أصابع كفَّها األيم ن بكفِّ
عبدالرحمن : طيب .... أشار لسيارة األُجرة حتى تِقف ودخلها معها
ضي أخرجت هاتفها ونظرت إلتصاالت أفنان
عبدالرحمن : مين ؟
ضي : أفنان
عبدالرحمن و أخرج تنهيدة وتَّرت ض ي
ضي أتصلت على أفنان : ألو
أفنان : وينك فيه ؟
ضي : زوجي جاء ورحت أشوفه ، أنا هاألسبوع بكون معاه يعني ماراح
أجي الدوام
أفنان : كان تركتي لي خبر , أشغلتيني الله يشغل أبليس .. طيب حبيبتي
أستمتعي بوقتك
ضي : إن شاء الله
أفنان : مع السالمة .. وأغلقته
ضي : عبدالرحمن
عبدالرحمن و فِكره مشغُول ، ُهناك أشياء كثيرة ترتطم في بعضها البعض
ضي : خالص عاد بتجلس كذا هي كلها أسبوع .. يالله أبتسم على األقل
عشاني
عبدالرحمن : ماني معصب بس قاعد أفكر
ضي : تفكر بأيش ؟ أفنان خالص والله ماراح تدري





عبدالرحمن : يالله ياضي أشياء أنتي منتي فاهمة
ضي : زي أيش ؟
عبدالرحمن بقلة صبر : شغل شين غين الم
ضي بإبتسامة , تُباغته بقُبلة على خِده
عبدالرحمن ُرغما عنه – يرِِّوق – ما دامت ضيء تُشاغبه
ضي : أيوا كذا ...
,
على طاولة الطعام ، تضرب بالمالعق على الص ُحون
عبير بتضايق : رتيل أزعجتيني
رتيل : تراها زا*ــة معي وواصلة
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عادت
حليمة لعادتها القديمة .. رجعنا أللفاظ الشوارع
رتيل : يارب التدبل كبدي على هالصبح
عبير : طيب شوي وتضربيني بعد ! خالص آسفين .. وش صاير ؟
رتيل : ِكذا صحيت و أنا معصبة
ُظر لشعرها الغير ملموم و على كتِفها ُمتداخلة خصالتِه وملتوية :
عبير تن
واضح من شعرك
رتيل : ها ها ها ظريفة
عبير : هههههههههههههههههههههههه ال صدق وش فيك ؟
ِهدة
رتيل وهي تحاول ربط شعرها , متن
عبير : خليك من شعرك قولي وش فيك ؟
رتيل بتملل تركت شعرها عندما أستعصى عليها رب ِطه بإحدى خصالتِه :
مو صاير شي أنا كذا نفسية
عبير : ترى ماهو زين تطلع لك حبوب على جبهتك بعدين
رتيل : يالله يا ثقل الدم
عبير : طالعيني





رتيل بعفوية رفعت عينها لها
عبير : كأني أشوف عبدالعزيز هههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : سبحان الله اليقين على بعض بثقالة الدم
عبير : اليقين ؟ ليه صاير بينك وبينه شي
رتيل : طبعًا أل ، مين هو عشان يصير بيننا شي
عبير : مدري عنك ! أخاف تسوينها بعد
رتيل : ال حول وال قوة اال بالله .. التدخلين في مخي عبير ترى صدق
مانيب رايقة !! أبوي متى يرجع بس
دخلت أوزِدي من الباب الداخِلي ، بيِدها سا ق ُدون بتال ِت الزهرة وملفُوفة
بشِر . يط رقيق باللو ن الزهري
أوزدي بـ - تميلح خادمات - ، تغنَّجت وهي تغمُز لرتيلyou for:
ِّي شي
رتيل رفعت حواجبِها لتمايُل أوزدي : خير أنتي تحسسيني صايدة عل
عبير تأخذ الساق الذي ال يحتوي على وردة :
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أشهد أنها رومانسية
سعوديين
رتيل تسحبها من يد عبير : كلب
عبير بجدية : ال تكلمينه وال تفكرين حتى !! ترى من الحين نبهتِك
رتيل : طبعًا أل وش فيك بعد أنتي الثانية
عبير : أذكرك إذا نسيتي .. وتوجهت للمغاسل
َوة وألتفتت لت ِجد أوزدي مبتسمة صرخت عليها :
رتيل عضت شفتها بق
أنقلعي عن وجهي ... تمتمت : ناقصني أن ِت , طيب يالكلب الثاني ...
سمعت صوت سيارته
هذه المرة حتى ضميرها و راِدعها الديني لم يقف أمامها ، : هيييه أنت
عبدالعزيز و يقترب من سيارتِه وألتفت وعيناه تُغطيها النظارة الشمسية :
ماأعرف أحد بهاإلسم
رتيل بسخرية : ظريف الله يسلم خفة دمك
عبدالعزيز أبتسم بإستفزاز : صباح الورد
رتيل : شف أنا مانسيت وش صار أمس وال راح أنسى !! وتحسبني بسكت





, ال يا ُعمري أبوي راح يعرف وهددني بإللي تبي مايهمني
عبدالعزيز ببرود : طيب
رتيل بغيض تُريد أن ترى عيناه لتفهم شعوره أكثر : والتبن اللي جبته
اليوم
عبدالعزيز يرفع نظارته على شعره القصير : آلآل ِكذا تسيئين لنفسك
رتيل تنظر له بإستغراب
عبدالعزيز : الوردة مايعطونها وردة فقلت خالص أعطيك بس ساقها
رتيل و أشتعلت من داخلها
ِضحك : ُمشكلة السيئين في الحياة مايحبون
عبدالعزيز م َسك نفسه من ال
رون واحد معهم
ُّ
يكونون بروحهم الزم يج
رتيل : وش تقصد
عبدالعزيز : ماراح تفهمين
ِك
رتيل : إيه طبعا ماراح أفهم كالم الكالب اللي زيِّ
عبدالعزيز : أل عشان شعرك الحين ضاغط على المخ فيبطىء اإلستيعاب
رتيل قبضت كلتا كفوفها وهي تُغمض عينها ال تُريد أن تغضب
عبدالعزيز يتأملها كيف تمتص غضبها وصخب بضحكته ليُردف : أدخلي
ال تفجرك الشمس .. ماهو ناقصك أبد
رتيل ولم تمسك لسانها : كلب تبن معفن *** **** و بعد خـ ****
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههه الله محيي أصلك
رتيل ورمت عليه ساق الزهرة ,
عبدالعزيز ينحنِي ليأخذها : عاد والله تكلفت بالشريطة
رتيل : سامج
عبدالعزيز أبتسم وهو يدخل سيارتِه و يخ ُرج
ُظر إليه إلى أن أختفى عن عينها : أووووووووووووووووووووف
رتيل تن
.. دخلت للداخل
عبير : ماهو من جِِّدك طلعتي له بهالمنظر!!
رتيل تنظر للبسها : يختي ضايقة فيني ومعصبة مافكرت
عبير : ولو بس فيه حدود مين هو عشان تطلعين له بهالصورة ؟





ِّي بعد
رتيل : ياربي ياعبير الله يرحم لي والديك ال تشتغلين عل
عبير : وش قلتي له ؟
رتيل بكلمات سريعة غاضبة : كلب معفن حقارة الكون كلها تجتمع فيه
عبير : ليه ؟
رتيل : هو يبغى يقهر أبوي فيني الله يقهر عدوينه .. يختي كلب بس ليه
أحبه
عبير ضحكت على كلمتها : والله عاد أسألي نفسك
رتيل : الزم أكرهه والله الزم
,
في مجِلسه ، الصم ت يُدار بينهم
عبدالمحسن تن َّهد : بوبدر
سلطان رفع عينه له
عبدالمحسن : من جيت وأنت ساكت ، أبي أتفاهم معك بهُدوء
سلطان : قلت لك من قبل الجوهرة مالها طلعة من هنا
عبدالمحسن : بس هذي بنتي وماراح أرضى تكون هنا وأنت بداخلك
ماتبيها
سلطان بصمت يُشتت أنظاره
عبدالمحسن : ماراح تجبرها تعيش عنِدك !! و بناتي ماينغصبون على شي
يا سلطان
سلطان تن َّهد بضيق : و هذي زوجتي
عبدالمحسن : زوجتك !! تضحك على مين بالضبط ؟
سلطان : تبيني أطلقها ؟
عبدالمحسن : إيه
سلطان : طيب أبشر بس ماهو الحين
عبدالمحسن : وليه ماهو الحين
سلطان : و أنا ماتعَّودت أحد يجبرني على شي





عبدالمحسن : يا سلطان مانبي مشاكل وفضايح يكفي إلى هنا .. أنا طالبك
سلطان و هذا الطلب يُحرجه
عبدالمحسن : طلقها وكل شخص يشوف حاله ، التضحك علي وعلى
نفسك , مستحيل ترضى تعيش معاها
سلطان و قلبه يشتعل بمرارة
عبدالمحسن : خلها ترجع معي الشرقية اليوم
سلطان بصمت
عبدالمحسن : ال تردني
سلطان : أبشر
عبدالمحسن : تبشر بالجنة
سلطان : أ ِِّجل الطالق لبعدين ، وماراح يصير اال اللي يرضيك
عبدالمحسن : طيب .. خل أحد من الخدم يناديها
ِرج ، ورغبته قادتُه لألعلى .. مشى بخطوا ٍت ثقيلة حتى
سلطان وتوجه للخا
وقف عند بابِها ، فتحه ُدون أن يطِرقه
نظر إليها وهي ُمستلقية على السرير , عيناها ُمح َّمرة و خصال ُت شعرها
حولها ، تل ف شعرها حول إصبعها وغارقة في التف ِكير.
ب في قلبها
ُّ
أنتبهت و كتمت أنفاسها وهي تراه ، الخو ف و الرهبة تد
سلطان : جهزي نفسك
ُظر إليه بخوف مما يجِري اآلن
الجوهرة تن
سلطان : أبوك ينتظرك تحت
ال ُجوهرة وعيناها ُمعلقة بعينِه ، تب ِكي بش َّدة وكأنها تتو َّسل إليه بالغُفران.
ُظر لعينها ُدون أن
سلطان واقِف ، ثابت ، ُمتزن ، مك ُسور ، مقهور ، ين
يرمش
ال ُجوهرة بلعت ريقها و الرج فة تُسيطر على شفتيها ، مالِمحها تترجاه
ال يُدار بين ُهم شيء ، عيُونهم تتح َّدث.
قدم
ها ، أن أراك ، أقترب ِم – أحبك – ُكل هذه ال ُدنيـا ألجِلك أ نك ، أن ألف ُظ ٌ
ولو للمرة األولى في حياتِي وت ُكون لك ، أن ت يا صا ِح ب ال ُحب األَّول ..
ِريدك و ل ِكن أن َت نبذتنِي من قوا ِميسك ، لم يُشِِّرفك يو ًما أن ترتبِط
ُكنت أ





ِّي و تقُول
مد يِدك إل
بمن هو شاذٌ عن شرقيتِك ال – سامحتك ُمتغطرسة ، لو ت ُّ
– لو تتنا َزل قليال عن كبريائِك.
ألتفت ليُعطيها ظهره ، خرج من الغُرفة واِقفًا عند الدرج
أرتفع بُكائها ب ُمجرد خروجه وهي تضع كفوفها على شفتيها لتصِّد شهقاتها
،
ِه على مقبض
يسمع لبُكائها عاقِد الحاجب ين ، وقف ُدون إتزان وهو يسنِد كفِّ
الدرج.
ال ُجوهرة وبشدة بُكائها نزف أنفها ، تمنَّت لو عانقها ، لو فقط يُزيل بعض
التعب عنها ، لم تتمنى أن يحمل عنها أح ًدا مشقة ولكن أرادته هَو أن يقُول
– أنا معاك – تمنَّت أن تسمعها و تسقُط كل هذا الضي ق ِمن قلبها.
أتجهت للدوالب ، لم ترغب بأن تأ ِخذ معها شيء وهذا ال يعني أنها تثق
بالعودة ُهنا ولكن تُريد أن تتركها له وال تحتِفظ بشيئًا للذكرى ، أرتدت
عبايتها ووضع ت بعض الضروريات في حقيبة اليَد ، وقفت أمام المرآة
لتم َسح دُموعها ورفعت رأسها للسقف حتى يتوقف نزي ُف أنفها ، مازالت
آثار ضربه و جروحه على مالِمحها ، تجاهلتها ال تُريد العودة للبُكاء.
ن َزل ليت ِجه لعبدالمحسن ،
عبدالمحسن رفع عينه المتلهفة للجوهرة ، وتساءل : وينها
سلطان : جاية .. أخذ كأس الماء وأفرغه بفِمه
ًء كنت زوج بنتي أو أل , قدرك
عبدالمحسن : قدرك يا سلطان عارفه وسوا
في قلبي مايتغيَّر و هذا األحسن لكم أنتم اإلثنين
سلطان ين إليه بضياع حقيقي ُظر
عبدالمحسن وبصوت المقهور : و بنفسي أنا بآخذ حقها إن كانت مظلومة و
إن كانت غير كذا ماراح تفلت من عقابها
سلطان و ال يرد بحرف و عيناه هي من تحكي
عبدالمحسن رفع عينه لح ُضورها و مرتِدية نقابها ، ال تُريد أن يراها
واِلدها بوج ٍه مك ُسور.
سلطان ألتفت عليها و شتت نظراته عنها
ِل رأسها
عبدالمحسن وقف و بحنيَّة أخذها لحضنه و هو يُقبِّ





ال ُجوهرة و هذا ماتحتاجه لتحفَر أصابعها بصِدره و تب ِكي كاألطفال
عبدالمحسن بصو ٍت خافت : ياروح أبوك
ال ُجوهرة و بدأ يخ ُرج أنينها
ُمغلقة التي تع ُكس
سلطان و ين بسوادها منظر عناق ُظر لشاشة البالزما ال
ُمرت ِسم على
عبدالمحسن بإبنته ، يكاد ينف ِجر في داخله عكس البرود ال
ظاهره
عبدالمحسن : خلينا نمشي
بهمس أجابته : بس دقيقة
عبدالمحسن فهم مقصدها : أنتظرك برا .. وخ َرج
ٍن تائه
وقفت وصدرها يهبِط بشدة ، نبضاتها تتعالى و قلبها يصرخ كـ جني
في رحِم عقيم ، بصو ٍت مبحوح يكاد ال يُسمع : سلطان
صامت ال يُرد و عيناه على النافِذة اآلن.
الجوهرة ببكاء : ظلمتني كثير
سلطان ألتفت عليها وهو جاِلس وبصو ٍت اليقل عن بحتِها ، هذه بحة القهر
وهي تُجاهد أن تخرج : الله معك
الجوهرة ودُموعها تتناثر : بس ؟
ُخرى تتلصص على عينيها
سلطان و عيناه مرةً أ
ال ُجوهرة برجفة فكوكها : تذكر لما قلت لي أحسني الظن فيني .. أحسنته
ِي ، بأول لحظة
كثير لين شفت خيبتي معك ، بأول موقف تخليت عنِّ
أحتجتك فيها درت ظهرك عنِّي ، ليه تسيء ظنك فيني ؟ ليه ماصدقت
دموعي وبكاي ؟ ليه ماحسيت فيني لما كنت أبكي مفزوعة من أحالمي ؟
ليه ماقلت أنه فيه أشياء كثيرة منعتها تقول !! ليه طعنتني كذا ! أنا لو ما ..
. . . *أرتعشت من كلمتها كيف تلفُظها* أنا لو ماأشوفك زوجي ما قلت !
ماتكلمت ! لو أني راضية ما شفتني أتعذب ، الله يصدقنِي يا سلطان يوم
بتني ! الله يعرفني و يعرف نيتي
كذ .. ويعرف مين ظلم الثاني .. ماأبي َّ
منك شي ، بس ال تطعن في شرفي أكثر .. التطعنه يا بو بدر وأنت اللي
ماترضى على حاللك بالغصيبة . . . وخرجت
ة القهوة و
َّ
سلطان مازال في مكانِه ، أمال الطاولة التي أمامه لتسقط دل





َّط الفناجي ن ، تناثرت على األ َرض ، لو يرى شخ ًصا أمامه عه بغضبه ،
لق
َرى كيف ُروحه
في موضوعها هذا لم يغض ِّب كشدة غضبه هذه و هو ي
تشتعل و ال تُبقي خلي ٍة في رأسه يُف ِّك . ِر بها
,
ص َحت مف ُزوعة ، تن . َظر لجانب يها وكأنه حقيقة
بصو ٍت مبحوح : ناااااصر
لم ت ِجد ر ًدا ، لم تسمع أح ًدا ، توجهت للحمام وهي تُبلل وجهها بالماء البارد
بعد أن أرتفعت حرارة جسِدها بما حدث لها في المنام ، فتحت باب ُغرفتها
لت ِجد وِليد أمام شاشة – الالب توب – و غارق بالعمل.
رؤى : عبدالعزيز
وِليد ألتفت عليها وبإبتسامة : صباح الخير
ُظر إليه بتشتت : وين ناصر ؟
رؤى تن
وِليد ترك ما بيده ليقف أمامها : ناصر!!
رؤى : وينه ؟
وليد : مسافر
ِّي وينه
رؤى ودُموعها تتناثَر على خدها : ال تضحك عل
ُظر لضياع عين يها
وِليد بتشتت هو اآلخر ، ين
رؤى برجاء : أبي أكلمه أبي أسمع صوته
وِليد : رؤى
رؤى تصرخ : أنا ماني رؤؤؤؤى ال عاد تقولي رؤؤى
وليد : طيب سارا . . .
رؤى : مانييي سارا بعد
وليد : طيب أجلسي وأهِدي بتفاهم معك
ِّي .. أبي ناااصر جيب لي نااصر
رؤى : أنتوا ليه تكذبون عل
وليد تمتم : حسبي الله ونعم الوكيل





رؤى جلست على ركبتيها و ببكاء : وين نا ِصر !! قولي بس وينه
وِليد يجلس على األرض بجانبها ليُجاريها : بدق عليه وأخليه يجي
ٍ مج ُهول ، شخ ُص تراه و شخ ُص
ضيا ٌع يُشتتها و إغماءة تُسِقطها بقاع
تسمعه و شخ ٌص تُحاِدثه و ال شخ ٍص قاِدرة على عناقه.
,
تلت ِح ف فرا ِشها و تُغ ِطي جسِدها باكمله , ال تُريد النوم ولكن تُريد الخال ُص
منه.
يُوسف : ُمهرة
ال ت ُرد عليه
يُوسف : قومي معاي ننزل تحت
ُمهرة بحدة : ماأبغي
يُوسف : تعوذي من الشيطان و قومي
ُمهرة : قلت ماأبغى
يُوسف : التورطيني معك من أمس ماكليتي !
ُمهرة بصوت خافت : مهتم حيل
يوسف وسمعها ليقترب ِمنها ويسحب الفراش
ُمهرة بعصبية : ماتفهم أقولك ماأبغى آآكل شي
يُوسف يمسكها من ذراعها : إن شاء الله بتآكلين
ُم مسني
هرة تسحب يدها ِمنه وبنبرة غاضبة : ال تل
ُمرتفع عليه :
يُوسف و ال ِحلم ينزل عليه لدرجة أن يصبِر على صوتها ال
غيري مالبسك وأنزلي معاي
ُمهرة : يعني بتجبرني آآكل بعد ؟
يُوسف بحدة : إيه اجبرك
ُمهرة : متعِِّود على الغصب
يُوسف وفهم قصدها جي ًدا ،
ُمهرة و شعر ت ردف : ماني
بألٍم أسفل بطنِها ، عقدت مالِمحها بالوجع لتُ
محتاجة حرص منك على أكلي , أنا أعرف مصلحتي
يُوسف تن َّهد : ال حول وال قوة اال بالله





ُمهرة أسندت ظهرها على السرير وهي تضع كفوفها على بطنِها ، كتمت
ِن وجعها
نفسها حتى ال تُبيِّ
ِزل لألسفَل ،
يُوسف خر َج لين
والدته : وين مهرة ؟
يوسف : ماهي مشتهية .. وأنا بعد بروح أجلس عند أبوي
والدته : أكل لك شي بسيط على االقل
يُوسف : يمه تكفين والله نفسي من َّسده .. قبَّل رأسها و توجه للمجلس
هيفاء : متهاوشين وقولوا هيفاء ماقالت
والدته : بال لقافة
ريم بحالمية : يعني ريان يناديني على الغداء أجلس أكابر وأقول ماني
مشتهية
والدته : نععم!!
ريم بلعت ريقها : آل بس أقول
,
ٍن لتهدأ
الثاِلثة عص ًرا ، الرياض الصاخبة التي اليسق . ُط بِها جف
يرك ُض بجانبه ، هذه الساعة الثانية و هم يج ُرون على األر ِض الغير
مستوية
ِضح ج ًدا
ال يُدار بينهم حديث ، يجزم بأ َّن سلطان ُمتف ِِّجرة أعصابه و هذا وا
اآلخر ال يُف ِكر بشيء ، ال شيء ي ُهمه ، عندما تتكاث ُر خيباتِك تفقد الشعُور ،
تُصبح سهالً ج ًدا بأن تبتل ِعك الال ُمباالة.
ُظر لسلطان الذي يُكمل
وق ف عندما أنتهى الوق ت للجري اليومي ، وعيناه تن
ُخرى
الجِري مرةً أ .
يُري نح ُن عندما نفقد
َ
د الهرب ، يحاول أن يشغل نفسه الشك في هذا ، لم
خياراتِنا بالحياة نهُرب ؟ حتى أقوى شخ ُص بِنا و أشجعهم يهرب ! ليس
الهر ب بمفهوِم . البُعد عن ُكل من حوله ولكن الهَرب بالتفكير





مر ب ُمشكل
ُّ
عبدالعزيز و أنفاسه ال ة ؟ ُمتعبة ترتِفع و مازال يتأمل سلطان ، ي
َ ال أعرفها ؟ ُربما شأن عائلي ، تن َّهد و هو يل ِّف
إن كانت تخص العمل ِلم
َّق البُرج األعلى
خصِره بالحزام العريض حتى يربط الحبال بِه و يتسل
بين ُهم.
هَو اآلخر وق ف ، توجه لساحة الرِمي ، شغَّل اآللة التي ترمي الدوائِر
البالستيكية في األعلى و هو يصِِّوب عليها ليُصيبها قبل أن تسِقط على
األرض.
يزفر غضبه بإجهاد نف ِسه ،
يُتبع
بعد أن سأم من تكرار إتصاله عليه وال يرد أرسل له – عزوز بس تفضى
كلمني –
ين ِظر لألر ِض البيضاء التي ستح ِوي المس ِجد ، واقِف ُهنا منذ ساعات ، و
كأ َّن اللقاء سيح ِصل اآلن
و ِّد لو يُسافر لباريس حتى يٌقبِِّل قبرها ، أبتسم تلك اإلبتسامة .. تِلك التي
ترت ِسم على الصالحين اللذين يوِِّد ُعون الحياة ،
في دا ِخله أحاديث تُن َسج ، أحاديث ميتَة تخشى الحياة أن تلفُظها
ُحببك ألسبا ٍب ُمعتادة بين الجميع ،
ُحببك شخ ًصا عاديًا ، لم أ
غادة ؟ لم أ
أحببتُك ُمختلفة ُمتفرده , لم حبك من طيش ، لم أقع في ُحبك أنا مشي ُت إليه
ُ
أ
بكامل إتزانِي ألنضج بِك ، و بعد هذا ؟ لم ي ُكن فراقِك أي ًضا عاديًا ؟ والله
ِّي أن أقول ودا ًعا ،
لم يكن سهالً عل
أب ًدا ، أفني ُت الحياة أنت ِظر تلك اللحظة التي ترتِدين بها الفستان
لم ي ُكن سهالً
األبيض ، لحظة د ٌخولك لحياتِي ، ُكنت أ ِِّعد الدقائق والثواني لذلك اليوم ،
ِل
قبِّ
ُ
كنت أريد أن يشهد الجميع على ُحبي ، ُكنت أريد أن أحت ِضنك و أ
فستانِك ، ُكنت أريد أن أعيش تلك اللحظة بكامل تفاصيلها ، قض ي ُت أيام
ُحبك يا من ُخلقَت
ُخبرك ؟ أ
ف ِّكِر ماذا أقُولك لك في ليلة زفافنا ، ماذا أ
ُ
ي أ
ل
ِصل سَوى
ُمعتاد ، فكر ت ولم أ
أو ماذا ؟ أل َّن – ُحبنـا يس ُمو عن الحِديث ال
ِل عيناك و أهم ُس لها
قبِّ
ِر أن أ – ك ُ
كفي ٌف ُدونِك أرشديني و صٌم بكٌم لغي





ِر رمميني بقُبلَة و
حدثيني وأسمعيني ، ُمكابِر أسقطي غروري ، كسي
أحبيني .
ُكنت أحفظ ما أقُول ل ِك لكن ما ل فظه هو كيف أقول – أجرنا و أجرك م أح
– لمن يُعزيني بِك في حف ِل زفافنا!
ِره.
* ,سقطت دُموعه وهو يتذ َكر تِلك الليلة ، تحشرج قلبِه بأفكا
ِي
َّى ركعت ين ممنِّ
ن َزل من السيارة ، عبر الطريق لألر ِض الخاوية و صل
نفسه بأن أجر صالتِه يُر َسل لها.
,
سلطان بضحكة وهو يجلس بجانبها : وأنتي تفكرين تهربين مني ؟
ال ُجوهرة بحرج توترت و ريحة العُود تخترق أنفها
سلطان ينظر لشيٍء خلف ال ُجوهرة : خربت نومي والله
ال ُجوهرة ألتفتت ولكن هذه إحدى حيَل سلطان حتى يُقابل وجهه وجهها ,
بلة عميقة
باغتها بـ قُ
أغمضت عينها تُريد أن تحيَا ال ُحلم ولو لمرة وكفوفها مرتخية على صدره
ُمحال نسيانه .. ر ُجِلي
بلة , أول شعُور , أول عناق .. هذا من ال
, أول قُ
األول في قلبي ال يُنسى منه شيء | حتى أبسط األشيا ِء و أصغرها.
أغمض عينه ألنثى وحيدة فريدة .. الحروف تتساقط من شفتيه وتعبر
شفتيها بس ُكون , تلتح م شفتيه بشفتيها , قُبلة ذات معنى عميق بداخله و
داخلها.
أخبر ُهم أنني أراك الوط ن و شيء تالشى قد عاد يُدعى : أمان .. أخبر ُهم
أنني أخاف ُحبِّك .. أخبرهم أنه قلبِي يريدك لكن الحياة ال تُريديني معك و
ال ُحب ال أناسبه ولكنني أراك بِه.
أفاق ت مع صو ِت واِلدها : رايحين مكة
ا ُم ! أخرجت زفيره رتاحة : صدق
عبدالمحسن : إيه





الجوهرة : الحمدلله انك هنا
عبدالمحسن أبتسم لها بش ُحوب وهو يكِمل طريقه ُمبت ِعًدا عن الرياض بعد
أن مَّزق تذِكرة سفره للدمام.
,
نجالء ب ُكره : أحسن بعد
ريم : آل حرام مسكينة شكلها تعبانة صار لها يومين ماتنزل تحت
ة مسكينة ، هذي األشكال من تحت لتحت ال تغِِّر نجالء : مرر ك
هيفاء : آليسمعك يوسف بس
نجالء : هذا الصدق ليه تزعلون منه ؟
ريم : والله ظالمتها ! يعني هي عليها حركات وكذا بس عاد ماهي حقودة
أو ممكن تضرنا
نجالء : تحسبينها مبسوطة وهي جالسة هنا وتحسب منصور قاتلها ! إال
كذابة تنافق تلقينها راعية سحور بعد
هيفاء : يالله نجال وش هالحكي ، مفلمة مررة وش سحره
نجالء : أنتم والله المساكين تنخدعون بسرعة ! بكرا تروحين الدمام
وبسرعة يخربون بينك وبين ريان ! التصيرين طيبة بزيادة
ريم بربكة : ومين بيخرب بينا ؟ هو ولدهم الوحيد
نجالء : أنا قلت لك وكيفي
دخل من ُصور على كلمتها األخيرة : مساء الخير
:مساء النور
منصور جلس بجانب نجالء : اليكون قطعت عليكم ؟
هيفاء ُدون أن تلقي باال بما تقول : ماقطعت علينا اال جيت بوقتك ، مرتك
قامت تخرف
ِّي
نجالء أشارت لها بعينها أن تسكت : بسم الله عل
هيفاء أنتبهت وسكتت





من ُصور : وش عنه تسولفون
هيفاء وقفت بتهرب :انا صاعدة غرفتي .. وخرجت
ريم لحقتها : أنا بعد
من ُصور بشك ألتفت على نجالء
نجالء : وش فيك تطالعني كذا ! كنا نسولف عن ريان زوج ريم
منصور : بس ؟
نجالء : إيه بس .. يعني عن مين بنسولف بعد
منصور : مدري أسألي حالك
,
ُملحق الخار ِجي ، وصعد بهم ، وقف أمامه : يا
يأخذ لوحاته المرميَة في ال
شقا قلبك يا ولد موضي .. أنت وش فيك ماتفهم ! يخي ريحتهم ص َّكت


إعدادات القراءة


لون الخلفية