الفصل 67
أبتسمت : تصبح على خير
عبدالعزيز: وأن ِت من أهل الخير ...
أثير أقتربت منه وب ُجرأة قبَّلت خِده األيمن : برجع بسيارتي ... وأختفت
من أمامه خالل ثواني قليلة.
ا ليُمسك هاتفه ويتصل بناصر ، أتاه صوته : ألو
عبدالعزيزأخذ نف ًسا عميقً
عبدالعزيز بقهر : تزوجتها
ِّي ناصر بع منك !! يا
د صمت لثواني أردف : تعرف شي ؟ بقوله لك وماعل
ويلك من عذاب الله في هالثنتين
عبدالعزيز سار بعي ًدا عن المطعم وأقدا ِمه تُالمس األرض المبللة : مدري
وش اللي مخليني أتصل عليك .. وأغلقه في وجهه ، غاضب من ُكل شيء
و كل مازادت ساعات إستيقاظه زادت أعصابه توت ًرا ، ال عجب بأن من
ال ينام يُصيبه سوء مزاج ولكن ماذا لو كان هذا الشخ ص بعادته سي ُء
المزاج ! يالله كيف ستكون المصيبة إن صاحبه أرق ؟
ُه يُصيبه غثيان ، أستاء من
رك ب سيارته اللكزس الذي أستأجرها و عقل
تلك اللحظة ، تلك اللحظة التي وق علنًا لزواجه من َّع فيها على ذاك الورق ُم
أثير الحقيقة ، و أخذ عقله بلؤٍم شديد يُقارن بين رتيل و أثير ، تبًا لقلبي
كيف له القُدرة على طرِدك من ذاكرتي اآلن ؟
ُها ، ي ُدور بال هوية تقُوده ، من
ح َّرك سيارته في ُطر ٍق ال يعرفها ، يجهل
المستحيل أن تكرهه ؟ أحل ُف بر ِب الناس أ َّن ليس لها قُدرة على ُكرهي ،
ا لها غيري ، أنا النقطة التي
مهما غدرت بها المسافا ت لن ت ِجد مالذً
ستنتهين بها مهما جاهد ِت أن تقطعين األسط ُر بفا ِص . لة يا رتيل
ا ُمتج ًها لـ ُدوفِيل القرية الرقيقة التي كان يزورها كثي ًرا مع
مسك طريقً
نا ِصر وأي ًضا عادل.
،
ِ عا ُدوا من شاطىء ُدوف أصوات
يل الهادىء ُمتجهين للفندق ، على وقع
أقدامهم أتى صو ُت رؤى : الحين سكرت عيادتك بميُونخ ؟
وليد : آل موقفها لفترة و كل مواعيدي بعد موقفها !!
رؤى بهُدوء تن َّهدت ، ليقطع وليد عليها أفكا ُرها قبل أن تبتدأ : أشتق ِت أليام
ميونخ ؟
رؤى أبتسمت لتلتفت عليه : إيه على األقل كنت أحس أني عايشة بصدق
أكثر من هالضياع
وليد : أصبري وأحتسبي ، لك في الصبر أجر
رؤى : الله يرحمنا برحمته بس
وليد : آمين ... وش رايك بكرا نرجع باريس!
رؤى : ماتفرق معي
وليد : ال إذا ماتبينها ماهو الزم ،
رؤى بهُدوء نظرت للعاشق ين في محط ِة إنتظار الباص ، يقتر ُب من أنثاه
ِر من حوله ، شتت نظراتها و
ِهمها ب ُحب وال يُبالي هذا األشقر بأنظا
ويلت
تج َّمدت في مكانها لتتضبب رؤيتها وتغيب فعليًا عن رؤية من أمامها ،
بالته ، ب ُرودة
َّرن في إذنه و هو يُدخلها في معطِفه وينش ُر قُ
ضحكاتُه تُ
أنفاسه ، ال مالم ٌح تراها سَو األجواء ال يُهدأها إال حرارةِ ى ذراعيه التي
تُحيط بجسِدها ، هذه باريس !! يالله يا رحمن أكفف عني هذا !
ُمناِدي ولكن ُرغ ًما عنها ال تستطيع أن ترى شيئًا سوى
تسم ُع صوت وليد ال
الشوارع الضيقة التي تُخبرها بأنها في باريس و ذرا ٌع ذات أكماٍم سوداء
تُحيط بها ، من هذا الذي يُعانقني بهذه الصورة ؟ . . من المستحيل أن ي ُكن
شخ ًصا غير زوجي ! .. الذي طلقني وقالت عنه أمي أنه مات!
وليد : رؤؤؤى!!
ُظر لوليد بشتات ، ثواني قليلة حتى سقطت على األرض
رؤى رمشت لتن
مغميًا عليها.
،
سمع آخر رسالة صوتية له على هاتفه " مشتاق لهم كثير . . . بحفظ
الرحمن أنتبه على نفسك يا فيصل "
تن َّهد و هو يف ِكر بأ َّن منصور ليس له عالقة تربطه بناصر ، يخجل من أن
يتصل على عبدالرحمن بن خالد ويسأله عن ناصر ، ال ينسى أب ًدا طيشه
أثناء وفاةِ والده ، كيف ي ِصل اآلن لناصر و يُنفذ ما قاله ذاك الر ُج ِل الذي
سرق قلبه !
ُهناك أشياء يجب أن تُقال وبأسرع وقت ، هُناك أشياء كثيرة يجب أن
فاجئهم بزيارة حتى
ُ
تتضح لسلطان بن بدر أي ًضا ! .. أأطل ُب موع ًدا ؟ أم أ
ِّي ؟ لكن هو لم يطلب مني أن أخبر سلطان أو
أجبرهم على اإلستماع إل
حتى عبدالرحمن ! قال لي بالحر ِف الواحد " ناصر هو األهم. "
يارب رحمتك من كل هذا ، رفع عينه لريف التي تلع ُب ب ُكتبِه ، أبتسم :
ريووف
ألتفتت عليه بضحكة وهي تضر ُب األرض بخطواتها الرقيقة : أنىىى
فيصل وقف ُمتج ًها إل يها لينحني ويحملها بين ذراعيه ، نزل بها لألسفَل و
والدته تنظ ُر للتلفاز بتمل . ُل
بنتك بتحِِّوس ل فة ي : الغر
والدته بحالمية : بنتك ! يازينها من كلمة
فيصل ضحك ليُردف : بسم الله عليك يمه وش فيك ؟
والدته : فيصل متى تتزوج ؟
فيصل أنفجر بالضحك : مخك ضارب اليوم .. !!
والدته : آل جد ماودك يمتلي البيت بعيالك !
فيصل : على إيدك ماأقول أل
والدته بفرحة : صدق ؟
ِّي فيصل : بنت !! الزم أشوفها أول
هههههههههههه بس طبعًا ماهو أ
والدته :ومين اللي بيرضى يخليك تشوف بنته وشوفة شرعية !! الناس
الحين بدت تخاف
فيصل : زواج أكشط وأربح ما يمشي معي
والدته : قولي مواصفاتك وأنا أدِِّور لك اللي تسواهم كلهم
فيصل بهُدوء : ماأبي وحدة مايعة وتتدلع و ال أبي وحدة خفيفة وال وحدة
تحسينها هبلة ورومانسية زيادة عن اللزوم ، أبي وحدة ثقيلة وجدية يعتمد
عليها تشاركني بتفكيري ماأبي عقلها صغير ، أبيها تساعدني بشغلي تفكر
وياي ، أبيها ذكية وذكاء حاد بعد
والدته وفعليًا مالم ُحها حزينة : حرام عليك ! من وين أجيب لك هالبنت
فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههه خالص أجل لين ربي
يكتب لك وتشوفينها ذيك الساعة أتزَّوج
،
ِت الحجز لباريس ، بدأت ساعات الخطِر تبدأ و مرحلة
في مكتبه يُثبِّ
الجوهي بإذن الله تنتهي ، كل هذه األفكار تتزاحم بعقله ، فترة عصيبة
ُهم
ست ُكون ، يُف ِكر بأن يترك بناته ُهنا ولكن قلبه اليحتمل ذلك ، حجز ل
أي ًضا و لعبدالعزيز.
ال يعر ُف كيف يتوقع بما سيح ُدث في باريس بوجود طرف ثالث تُدعى
زوجة عبدالعزيز الثانية ، بكال األحوال لن أرفض طلب رتيل إن أخبرتني
بأنها تُريد الطالق ! لن أترك عبدالعزيز يراها أو حتى يتالعب بها ،
سأجعلها أمام عيني و ليذهب عبدالعزيز وزوجته بالمكان الذي يُحب ،
بالنهاية أخطا ُءنا يجب أن نتحملها مثل ماأنا أتحم ُل جفاف بناتي مع ي ،
يجب أن يتحمل عبدالعزيز ثمار أفعاله الخاطئة إتجاه نفسه قبل كل شيء.
غ ًدا زوا ُج ريَّان و يجب أن يفر ُحون ولكن ال مجال للفرح في هذه الفترة ،
يارب ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء
خرج و بوجهه ضي ، أبتسم لها : تمللتي ؟
ضي ضحكت : ال تحسسني أني متعودة على الناس والوناسة قبل
عبدالرحمن يضع ذراعه على كتف يها : ماطلعوا من غرفهم ؟
ُهم وإن شاء الله يآكلون
ضي : رسلت الفطور ل
عبدالرحمن أكتفى بتنهيدة لتُردف ضي : توقعت رتيل بيليين رآسها
وبتضعف
عبدالرحمن : تدرين !
ضي رفعت عينها له ، ليُكمل عبدالرحمن : رتيل عنيفة حيل إذا عصبت ،
و الله أخاف عليها تأذي نفسها ...
ضي : آل بسم الله عليها إن شاء الله ما يصير إال كل خير ، حجزت
لباريس ؟
إحنا ماراح نطول فيها ممكن نروح روسيا بس
عبدالرحمن : إيه و أصالً
ممكن أخليكم أنتم في باريس .. على حسب الوضع هناك
ضي : الله يعينك يارب
عبدالرحمن بإبتسامة : تدرين لو مسكنا الجوهي كذا بنكون حققنا هدف
عظيم !
ضي بإبتسامة تُشاركه الحماس : إن شاء الله يارب تمسكونه
عبدالرحمن : مايجوز تردفين الدعوة بالمشيئة
ضي بضحكة : يارب يا رحمن تمسكونه من غير شر
ي وش صار مع اللي هددكم في عبير ؟
أردفت : ما قلت ل
عبدالرحمن : خليت مقرن يبحث بالموضوع لكن إلى اآلن مافيه شي !
مشكلتي ماني مستوعب انه عبير ممكن تتمرد وتطيش ! مستحيل هالشي
حتى لو حاولت عقلها بيردعها
ضي : أنا ماأشوف فيها شي يخليني أشك يعني ممكن يكون واحد حقير
يبي يهدد وبس ألن عبير ماشاء الله عاقلة
عبدالرحمن ضحك بسخرية : تهقينه عبدالعزيز ؟
ضي شاركته الضحكة : ترى ماأستغرب منه !! هههههههههههههههههههه
هاإلنسان تحفة ماهو طبيعي ! يمشي كالمه حتى لو بطرق ملتوية
عبدالرحمن : محد يعرف بزواج رتيل إال هو وإحنا ! يعني مين غيره
ممكن يتصل ؟
ضي : بس التنسى أنه يعرف موضوع غادة!
عبدالرحمن صمت لثواني ليُردف : إيه صح !! معقولة عبدالعزيز عرف
وساكت !!! آل ُمستحيل!
أهتز جواله ور ِّد " هال سعد ......... نععععم !! ... كيف هو في دوفيل ؟
.... طيب طيب ... شوف لك طريقة تخلي عبدالعزيز يرجع باريس !
ماهو وقته يعرف بهالموضوع ........ طيب و غادة ؟ ... كويس الحمدلله
خلها بعيونك ال تغيب لحظة عنها ... أنا واثق في وليد بس بعد ماني واثق
باللي حولهم ... أهم شي ! . . . شف لك حل مع عبدالعزيز ..... أنا بتصل
عليه وبخليه يرجع لكن أنت أنتبه تراها قرية وكلها كم شارع !!
،
في ساعا ِت الفجر األخيرة ، جاِلس على األريكة و أمامه بعض األوراق
ا و
يُراجعها ، تسلل نظ ُره إل يها وهي نائمة على السرير ، أخذ نف ًسا عميقً
نحصر بزاوية الجوهرة ، يُريد أن ي ُم أفكاره تبتعُد عن العمل لت ر عرس
ريان بخير و يُخبر عبدالمحسن بأن تُركي بين يد يه ، أكث ُر ما يخشاه أن
يعرف ريان بالموضوع ! ال يُهمه رأيه بقدر ما يُهمه بأنه سيثُور ويفعل
أفعاالً ال يقبلها العقل ، لس ُت أفضل منه بالتأكيد ما زلت مقهور منها ومن
تُركي لكن ولو ! لن أسمح ألحد أن يتدخل ، تُركي يجب أن ينال عقابه!
لو أعرف يالجوهرة ِلم
سنوات مَّرت كيف أستطع ِت َ كل هذا الصمت ؟
الصبر بها ! هذا ماال أستوعبه ، تن َّهد و وضع القلم على الطاولة ليقف و
يقتر ُب إل يها!
اليمين ، وقف يُراقبها ، تُو
اجه كابو ًسا ! هذا ما ناحيةُ
بدأت تتحرك قليالً
ِل له
ُخيِّ .
ثواني قليالً حتى بدأت مساما ُت وجهها تُفرز ال ُحزن على هيئة ما ٍء مالح ،
ُّف المكان ، تتح َّدث ولكن
جلس على طرف السرير بجانبها و الس ُكون يح
صوتُها خافت ال يسم ُع منه شيئًا . . يُريد أن يفهم ما يح ُصل ُربما يفكك
بعض األلغاز بهذيانِها ،
تضطرب بها
ُط بش َّدة و الرجفةُ
ال ُجوهرة تضع يد يها على صدِرها الذي يهب
، هدأت قليالً حتى بدأ صو ٌت خافت يظهر : يممه .. يمـه ،
أراد أن يوقضها ولكن تراجع وهو يسمعها تقُول " أبعـــد .. أبععععد "
سلطان ُرغم دناءة فكرته ولكن أراد أن يستغل هذا الهذيان بفهم ما يح ُدث
لها ، جلس بالقُرب أكثر ، تواجه كابو ًسا أسَود ،
ُمتعرق :
ُوزةِ بيجامتها وإنحناءات ترتسُم على جبينها ال
ش َّدت على بل
يمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. يببــــــــــــــه .. تكفى قولي .. قـولـ ...تكفــ
بدأت كلماتُها تُنطق بنقص وغير مفهومة ولكن سلطان ال يفوته شيء
:ما سويت شي صح ؟ ... تكفىى قول ... مـ .. ما ..... سويت شي ! ال
تكذب الله يخليك
سلطان و عقله يُترجم حديثها ، هي تترجى تُركي ، قالت أنه أغمى عليها
ُم فعليًا ماحدث ! و تسأل تركي ؟ أو ُربما تتحد ُث مع نفسها ! ال
ِّي ال تعل
أ
.. ال هي تتحد ُث مع تركي!
بدأت بالحركة يمينًا ويسا ًرا و دُموعها تهطل ، غرزت أصابعها بصدِرها
وكأنها تحمي نفسها
سلطان وضع يده أسفل كف يها حتى ال تجرح صدرها ، بدأت الجوهرة
تغر ُز أظافرها في ك ِِّف سلطان حتى جرحتهُ ، سلطان بصو ٍت هامس :
الجوهرة
الجوهرة : أتركننني
سلطان شد على شفت يه ليسألها على أساس أنه تُركي وهو يعرف تما ًما بأنها
ا : جيتيني ؟
غائبة عن الوعي وستُجيبه صدقً
،
في يوٍم ُمشمس ، نزعت الشاش عن رأسها لتسقط خصالت شعرها
ُظر
الملتوية من األعلى إلى األسفل ، ألتفتت لتُعطي المرآة ظهرها وتن
لمؤخرة رأسها ، ُصعقت تماما وهي ترى ُجزء صغير خاِلي من الشعر
بسبب الغُرز ، لعنت عبدالعزيز بأشِد اللعنات ُمتجاهلة تما ًما قول الرسول
، ُرغم أ َّن خصال ُت شعرها
" ال يدخ ُل الجنة لعا ٌن "
صلى الله عليه وسلم
التي في المقدمة تُغطي هذا ال ُجزء وكثافة شعرها تُساعد إال أن حقدها على
عبدالعزيز يجعلها ترى األشيا ُء من زاوية وا ِحدة .
مازالت تزدا ُد ُكر ًها له ، و أفكارها ُرغ ًما عنها تذهب إل يه ، اآلن أين هو ؟
" الكلبة " لو القتل في شريعتنا حالل ألحرقتُك معها !
ُربما مع
أتجهت لهاتفها وفتحت بروفايلها اللعين في تويتر ، لم تكتب شيئًا منذُ
" طبيعي ج ًدا محتفلة مع الحقير الثاني "
األمس ،
مقهورة ح ُد أنها تَّود أن تُحرقه وتحرق نفسها أي ًضا ، فكرت بتِلك الحركة
اليوم
ُها ولكن أحبط خطتها منذُ
الدنيئة وأن تُجننه فعليًا بتصرفا ٍت يجهل
األَّول ولكن مازال يا عبدالعزيز هُناك ُمتسعًا ، تهنَى مع أثيرك و مع الفتاة
األولى بحسب ما تقُول ولكن أجزم أن من سلب عقلك هي أنا.
سمعت طر ُق الباب وألتفتت عليه ، ندمت على صوتها المرتفع بوجه
والدها فمهما حدث من المفروض أن التصرخ و تدخ ُل في العقُوق ولكن
كرهت نفسها من تصرفات " الذي يُدعى زوجها " آآآه لو في شريعتنا
الزواج بأكثر من رج ٍل حالل ! والله لتزوجت و احرق ُت قلبك.
صينية " الفطور :
تق َّدمت للباب وفتحته بهُدوء ، ضي الممسكة بـ "
تسمحين تفطرين معي ؟
رتيل تركت الباب مفتوح ورجعت لألريكة التي في زاوية ُغرفتها ، ضي
بإبتسامة وضعت الطعام على الطاولة : صباحك جنة
رتيل بهُدوء : صباح النور
ضي : وجهك منِِّور يا عساه دوم يا رب
رتيل ألتزمت الصمت أما ُمها ونظراتُها تتشتت
ضي : رتيل .. أنا فاهمتك والله فاهمتك وعارفة كيف تحسين و أنه محد
مهتم لك وطريقة زواجك كأنهم أرخصوك له
رتيل رفعت عينها لها ، و مازالت ُم . لتزمة الصمت
ضي : أنا كنت أحس كذا لما أبوك يهملني بالشهور ومايسأل عني ، كنت
أحسه مايحبني و ممكن حتى يطلقني بسهولة بدون ال يحس بشوية ذنب
وتأنيب ضمير ، كنت أحسه حيل راخصني ! مايشوفني اال من فترة لفترة
وكأني وال شيء بحياته ، لكن بعدين فهمت أنه ماهو بإرادته ! كان الجو
متوتر في البيت وكان الوضع متأزم بشغله فما كان يقدر يتح َمل أنه يقولكم
أو حتى يضحي فيني ! . . . رتول والله أبوك صاير ماينام زي الناس ،
ينام ساعة ويصحى و حتى نومه متلخبط ، يحس بقهر عليك ومقهور من
أنك ماتكلمينه ويوم جاك مافتحتي له الباب ! .. أنا ماأقولك ال تزعلين ..
من حقك تزعلين و مهما صار مفروض يتركون لك خبر لكن صعب والله
،
رتيل بهُدوء : مافيه شي صعب ! وش كان بي ِِّضرهم لو قالوا لي ؟
ضي :أنا اللي فهمته أنهم كانوا يراقبون عبدالعزيز قدام شخص إسمه رائد
وكان يتكلم وفجأة قالهم أنه عبدالعزيز اللي تدِِّور عنه متزوج من بنت أبو
سعود ، أنصدم أبوك وأنصدم حتى سلطان منه وأنه كيف فاجئهم و ُهو
يقوله ! طبعًا هذا الشخص لما عرف أنه عزيز متزوج أبعد نظره عنه ألن
كان يبيه ضد أبوك لكن لما عرف أنه نسيبه مستحيل يوقف ضده ! فهمتي
علي ؟ لكن ليه عبدالعزيز سَّوى كل هذا ؟ ممكن عشان يحمي نفسه و ما
يزعجه هالشخص أو يأذيه لكن أكيد فيه سبب ثاني ألن عبدالعزيز عمره
ماأهتم براحته وال أهتم حتى كيف يحمي نفسه!
رتيل بتوتر : وش قصِدك ؟
ضي : عبدالعزيز يبيك و مستحيل سَّوى كل هذا اال وهو يبيك حتى أنه فيه
شخص أتصل على أبوك وهدده أنه مايزِِّوج عبدالعزيز اال رتيل ! .. و
ممكن الحين عبدالعزيز معصب وال مدري وش سالفته لكن بالنهاية ماله
اال أنتِي
رتيل : أنتي تدرين أنه تزَّوج من وحدة إسمها أثير
ضي بهُدوء : طيب يطلقها ! اللي شرع الزواج شرع الطالق ! مستحيل
يكمل معها وهو مايحبها ، وأكيد أنه تزوج بس عشان يقهرك .. وأنتي
التنقهرين وتبينين له أنك مقهورة ويحس أنه أنتصر عليك ، بالعكس وال
تخلينه يهز فيك شعرة ! أنتي منتي ضعيفة ، أرجعي زي أول ما كان
يكلمني عنك أبوك و خليك قوية قدامه ! والتخلين حبه يضعفك ، زي ما
تحسينه أهانك بزواجه من أثير حسسيه باإلهانة في برودك ! و اليوم
عرس ريان أنبسطي فيه وبولد عمك .. رتيل أنتي صغيرة حيل أنك
تحملين نفسك هالحزن ! هونيها وبتهون ! يكفي أنه هالشي مكره عيشتك ال
تخلينه بعد يأثر على مزاجك
رتيل و األقتناعُ يغزي عقلها : بس أنا أبي أقهره و أهبل فيه زي ما هبَّل
فيني
ضي بضحكة : هبلي فيه ومن عيوني بساعِدك بدون ال يدري أبوك وحتى
عبير
،
حمد يرك ُض على الدرج : فروووس ووجع ... إذا عندك بالوي أرميها
ترى الحكومة على وصول
فارس ُمستلقي و يكت ُب إحدى قصائِده في عبير : ماعندي شي إال إذا أنت
ِّي منك
عندك ماعل
حمد ب ُسخرية : الله الله يالشا ب الصالح
فارس أرمقه باإلستحقار : مناك بس
ح َمد : تكتب لمين
فارس يطوي الورقة بعي ًدا عن أعيُن حمد الفضولية : ماهو شغلك
ح َمد : هههههههههههههههههههههههههههههههه أرحمني يا نزار قباني
فارس بحدة : شفت هالقلم بطلعه من عينك وال تتحداني
ح َمد والذي يخا ُف كثي ًرا من غضب فارس أردف : ال تنسى بس كم مرة
أنقذتك من أبوك
فارس : تعرف تآكل تراااب وال أعلمك
حمد : طيب ياولد رائد أنا أوريك
فارس : يالله براااا
حمد خرج وهو يرف ُس إحدى لوحاته لتسقط و أخذ فارس ُكوب الحليب
ورماهُ عليه ليتناثر ُزجاجه على الباب الذي دفعه بسرعة حمد و ح َمى نفسه
من ضربته.
فارس تن َّهد : يا ثقل دِمك ،
مسك هاتفه و ر َّد على ال ه دائِ ًما ، : ألو ُمتصل الذي يُفرح
:هال فارس .. بغيت أقولك ترى أبوك راح يروح باريس وخالني أحجز
له
فارس : طيب ؟
:و بوسعود وأهله بعد بيروحون
ِب ال أوصيك
فارس حك ذقنه الخشن في عوارضه : طيِّ
بس هالمرة أبوك ماهو مخطط يأذي أحد فيهم ! ألن أصالً : مسوي فيهم
دق يهم يتعنون ويسحب عليهم مع صالح واللي معه لروسيا َّة يعني يبي يخل
هذا اللي فهمته
فارس : مين صالح ؟
:مدري واحد معاه ! ماعلينا بس هو قال لما عرف أنه تزوج بأنه يمكن
يتالعب بأعصاب بوسعود في زوجته بس والله مدري عن أبوك وإذا أكيد
يخطط كذا أو أل .. تعرفه دايم يصدمني
فارس : طيب ولو خلها في عيونك .. ماأبي يجيها شي
ِب نفسك ! تعرف أنها
أردف الصو ُت اآلخر بهدوء : مدري ليه معذِّ
مستحيل تكون لك .. انت ولد رائد الجوهي وهي بنت عبدالرحمن المتعب
!!
فارس بغضب وهذا الموضوع يستفزه : ماهو شغلك
:طيب خالص ال تعصب علينا ! .. تبي شي ثاني ؟
فارس : أل .. وأغلقه.
ِِّرد عليه ،
أخذ هاتفه الخاص لعبير و أتصل عليها ، بدأ يد ُعو بخفوت أن ت
يُريد فقط أن يسمع صوتُها ويعتذر عن كل الثواني الضائعة ُدونها وكل
ُمعجزة و تزوجها
ُم جي ًدا لو حدثت ال
العمر الذي أنقضى دون عين يها ، يعل
لن تصب ُر على طبا ِعه.
تمتم : يالله يا عبير رِِّدي
أر َسل لها رسالة " فاروق جويدة يُخبرك يا عبير على لسانِي : مازال في
قلبي بقايا .. أمنية أن نلتقي يوماً ويجمعنا الربيع أن تنتهي أحزاننا . . أن
تجمع األقدار يوما " ً شملنا
في جهٍة أخرى بين يد يها يترب ُك هاتفها وال تر ُد عليه ، تحاول أن تقِِّوي
نف ُسها أمامه و امام أهوائها ، ال تُريد أن يعاقبها الله ، ال تُريد أن تدخل في
، من
شيٍء تو َّعد الله به ، ال تُريد أن تلف ُظ عيناها " إن الله شديد العقاب "
ترك شيئًا لله عَّوضه ، تذكر هذا يا قلبي أرجوك وال ت ُرد عليه.
ثواني حتى نظرت لرسالته وقرأتها ، يارب رحمتِك منه أزدا ُد حبًا ،
َ
، ِلم
يا من
َ
أراك من بين الح ُشوِد شخ ًصا يغي ُب معه عقلي وقلبي معًا ! ِلم
َ
ِلم
و
أجهله تس ُرق لي قلبي و تتركني هكذا ! .. مسكت هاتفها لتُجيبه وكتبت "
فاروق جويدة يُخبرك أي ًضا : إذا كن ُت أهرب من ِك .. إلي ِك فقولي برب ِك ..
أين المفر؟ "
مسحت الذي كتبتهُ بسرعة و تركت الهاتف لتتجه للحمام وتتوضأ ، تريد
أن تصلي ركعت ين حتى تمتنع عن المعصية ، يالله ط ِِّهر قلبي من ُحبه و
أغنني بحالِلك عن حرا ِمك .
،
تب ِكي وتضحك و تبتسم و تتوتر وتخاف وتعود لتبكي ومن ثم ترتاح و
تخاف ، كل هذا في وج ِه ريم يظهر ، اليوم يوٌم عظيم و أهم ليل ٍة في العُمر
بعين يها
ِصبَا ، ذاك الفُستان األبيض الذي يتألألُ
ال
، اليوم الذي حلمت به منذُ
ُمرتبكة
، الجميع متوتر وخائِف تلح ُظ بأعينهم أشياء كثيرة ، والدتها ال
بأمو ِر ! الزفاف و الضيافة و كل ما يندر ُج تحتها
حتى يُوسف أنتبهت له وهو يُناقش يُوسف بأمِر الرجال ، تشعُر بأن العالم
بأكمله ُمرتبك بعين يها !
من خلفها ُمصففة الشعر ، تبدأ بخصالتِها لترفعُها لألعلى وتفكيرها يغيب
ريــان "
عن كل من حولها لينحصر بشخص إسمهُ "
،
نام ساع ٍة واحدة وأستيقظ ، يشعُر بضيق األجواء ُهنا في ُدوفيل بعد ماكانت
تتسع له ولضحكاتِه ، بدأ ال ينام أب ًدا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبًا ، باألمس
ِومة وال فائِدة ! سيُدمر نفسه بالحبُوب والنوم يبت ِعد
تناول ثالث ِة حبُو ٍب من
عنه .
يتذكر سوء األشياء التي تح ُدث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيَّ ُل أشيا ٍء
ليست موجودة و سيُجن فعليًا حسب ما يعرف!
ُمزخرفة باألزهار ، دخل للسوبرماركت ،
ُطرقات الضيقة و ال
سار بال
أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائِد ليُسلي نفسه ، شعر بأن أح ًدا
خلفه ، ألتفت و ُسرعان ماأنزل سعد رأسه خلف األرفف ،
خرج ومازال يسير في الطريق األش ُد إزدحا ًما في هذه القرية بسبب
نتشرة فيه ، في جهٍة ُم المحالت ال قابلة ال تفصل عنهما سوى خطوات ُم
كانت رؤى تسير بجان ِب وليد . .
سعد أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها
.
.
.
.
.
أدِري أنه النظام شين وأنه بارتين في يوم واحد لكن والله مق َدر أكثر ألن
الدراسة هالكورس مررة كثيفة ،
أنتهى + نلتقي بإذن الكريم يوم الخميس الجاي()
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى()
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ِ
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ط علينا ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ُمسلمين
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد .
و اللهم أرحم أمواتنا وأموا ِت ال + ": ُمسلمين
+و أي ًضا ال ننسى عظمة اإلستغفار.
ال تشغلكم عن الصالة
*بحفظ الرحمن.
ال . َسالم علي ُكم و رح َمة الله وبركاته
إن شاء الله ت ُكونون بخير وصحة وسعادة()
هذا ما يسمى بعنق
الزجاجه ،،
أن يرتع الهذيان
على قارعة
الحياة..
أن تفقد السيطرة
على روحك..
أن تتشبث
باحدهم
متوعدا اياه
ان أبصر السماء
بغير مآقيك..
أن تمعن
جرح نفسك
بلذة غريبه
أفقدتك
حتى الشعور باأللم..
أن تلعب
بحبلين أحدها
يتفنن بوسم الجرح
و آخر مطلي بالحنان
بارتخاءه
عن جسدك..
أن ترى
كل شيء دون طعم
دون لون
دون رائحه
فقط هكذا
و ترتضيه لك
بابتسامة شاسعه"
ُمبدعة : وردة شقى.
*لل
قبل أن ندخل في البارت ، ُمنزعجة ج ًدا من أنه فيه البعض ما قرآ البارتين
، على العُموم نزلوا بارتين بنفس اليوم وبعضكم طَّوف األول وحس
بلخبطة و ال ُجزء االول مهم ج ًدا.
ال ُجزء
في الصفحة :
والجزء
في الصفحة :
رواية : لمحت في شفت يها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!
ال ُجزء )
)
نام ساع ٍة واحدة وأستيقظ ، يشعُر بضيق األجواء ُهنا في ُدوفيل بعد ماكانت
تتسع له ولضحكاتِه ، بدأ ال ينام أب ًدا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبًا ، باألمس
ِومة وال فائِدة ! سيُدمر نفسه بالحبُوب والنوم يبت ِعد
تناول ثالث ِة حبُو ٍب من
ٍن هزيلة تش ُد الكسر على ظهِر عبدالعزيز
عنه ويهرب بسيقا .
يتذكر سوء األشياء التي تح ُدث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيَّ ُل أشيا ٍء
ليست موجودة و سيُجن فعليًا حسب ما يعرف!
ُمزخرفة باألزهار ، دخل للسوبرماركت ،
ُطرقات الضيقة و ال
سار بال
أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائِد ليُسلي نفسه ، شعر بأن أح ًدا
خلفه ، ألتفت و ُسرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الرفُوف ،
خرج ومازال يسير في الطريق األش ُد إزدحا ًما في هذه القرية بسبب
ُمنتشرة فيه ، في جهٍة ُمقابلة ال تفصل عنهما سوى
المحالت الصغيرة ال
ُها يغي ب لألمس الذي فيه
خطوات كانت رؤى تسير بجان ِب وليد . . عقل
سقطت على األرض بعد أن رأت ذلك العاش ُق كيف يُعبر ب ُحبِه ! تتذكُر أحٌد
كان بمثل ذاك العاشق ! ياللسخرية!! كيف أصبحنا ننتذكر و ننسى في وق ٍت
وا ِحد ! يالله كيف صرنا بهذه ال ُصورة السوداء ، أنِي أشتاق و الأحد يفهم.
في اللحظة التي فتح ُت بها عيني على وليد الِذي يقرأ بع ُض اآليات القرآنية
" َربَّنَ
ي يو ًما بصو ٍت تخشع له هذه األشجار
، من قال ل وبَنَا بَ عَد
ُ
ل
ِز غ قُ
ا ال تُ
، من قالها بصو ٍت
َو َّها ُب "
ن َت ال
َ
َك أ
ِنَّ
إ
ُد ن َك َر ح َمةً
نَا ِم ن لَ
َو َه ب لَ
َه َد يتَنَا
ِذ
إ
لها على مسامِعي و أبكانِي ؟ والله أني
بكت معهُ مساما ِت وجهي ، من رتَّ
أتذكُر صوته و نبرته و أحاديثه ، والله أني أعرفُه من خامِة صوته !! و أنا
آسفة ج ًدا لصوتِك إن لم أعر ف مالِمحه.
-
ُوب ، تجه ُش في بكائها ويضعها على صدِره يضع
كان يو ًما غائمة به القل
ي ِه َش ي ٌء
خفَى َعلَ
هَ ال يَ
َّ
َّن الل
ِ
ُو من ُسورة آل ُعمران " إ
كفُه أعلى رأسها و يتل
َص
ِذي يُ
َّ
لَهَ ر ِض َوال فِي ال َّس َما ِء ُهَو ال
ِ فِي األَ
َف يَ َشا ُء ال إ
ر َحاِم َك ي
ِِّو ُر ُك م فِي األَ
" ختمها بقُبلة على رأسها ليقُول بصو ٍت ب ِّح فيه ال ُحب
ُم
َح ِكي
عَ ِزي ُز ال
ِال ُهَو ال
إ
ا و أنا أبت ِغي بأضعافِها و أنت
وجعًا : يا ر ب يا ر ب يا ر ب ناديتُك ثالثً
الِذي وسعت رحمتُك كل شيء ، أبتغي يالله بأن تجمعنِي بها على خير و
تُسعدنا ب ُحبك و ُحب مالئكتك ، يالله أني أحببتها فيك ُحبًا عظي ًما فال تُفرق
بيننا و أنا الِذي ال أعر ُف الحياة اال بها . . يالله إن
قاطعته ببكائها : يكفي يا ناصر
تجاهلها ليُكمل : يالله أنك تعلم ب ُحبها بأضعافها أزح ه َّمها و ي ِِّسر أمرها ،
يالله أنك تعلم أ ِّن حزنها اليخصها وحدها بل قبائ ٌل في قلبي من بعدها
تضيق عليها ، يالله أني أحببتها فال تحرمنِي منها بالدا " ِرين
-
قاطع سرحانُها وضبابي ِة رؤيتها وليد بصوتِه الحاني : رؤى
رؤى بهمس : ناصر ! ... ألتفتت على وليد لتُخبره و العي ُن تغرق بدمِعها ،
ِل أكتش قلبه أجمع ، أردفت بنبرةٍ مبحوحة : نااااصر
فت إسم من تعشقُه بقبائ
ِّي أمس ! مثله والله يا وليد
!! أعرف إسمه كان يقرآ علي مثل ما قريت عل
وليد بتشتت رهيب ألتزم الصم ت
ِرها الريح الخفيفة على ُدوفيل : وليد معاي ! أنا أعرفه
رؤى والدُموع تُطيِّ
! زوجي إال أنا متأكدة .. هو زوجي بس ...
وليد بهُدوء : كرري إستغفارك يا رؤى و معه الفرج
رؤى تهز رأسها بنفي : أبيه .. أبي أشوفه .. تكفى يا وليد
وليد : لو أعرف مكان أحد يعرفك ماترددت لحظة ورحت له ! وش قالت
أمك أقصد امل !! مات ؟
رؤى وكأنها تتقب ُل الخبر ألول مرة ، كأنها تنفجع به ، كأنها تعيش الضياع
بدورةٍ جديدة ت ُدور عليها ، أخفظت نظرها و صد ُرها يضيق بش َّدة. رفعت
عينها للطريق المواجه لها
سعد في جهٍة أخرى أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها ..... ركض
بجانِب عبدالعزيز ليسحب الكيس من يِده و يُشتت إنتباهه
عبدالعزيز بغضب : الله يلـ .... صمت و أحادي ُث اللعان تأتي في باِله ،
ِب حتى لسانه و لسان أخوته ، كيف غضبه
ا يُهذِّ
تذ َّكر كيف أن واِلده سابقً
يتج َّمع بعُقدة حاجب يه عند لف ِظ شيء نهى عنه الرسول عليه الصالة والسالم
ها الروحانيـة ، تذ َّكر األلم و
ُّ
، تذ َّكر جي ًدا كيف أنه كان مزروع في بيئة تحف
، يتذكُر جي ًدا كيف غ ِضب على هديل ذات مرة ليُخبرها "
" ُعقدة حاجب يه "
ال يدخل الجنة لعانًا مين الحمار اللي يرمي نفسه بالنار بسهولة !! لنفسك
عليك حق ال تأذينها بالمعصية وبالكالم المنهي عنه يا هديل ! والتعصبيني
ُمحببة
من . . . . . إلى آخره من أحادي ِث والده الغاضبة الخافتة الهادئة ال
لقلبه.
فتح أزارير قميصه األولى و األر ُض بإتساعها تضيق ، أقترب من سلة
القُمامة ليُر ِِّجع كل ما في بطنِه ، شعر بأ َّن ُحنجرته تب ِكي معه وتنجرح ،
تضببت رؤيته بش َّدة وهو اليعرف كيف يتزن ، أستند على ع ُمود اإلنارة
ال مة و أنظا ُر البعض تتقزز واألخرى تتجاهل و ينطبق ُمعلقة به سلة القُما
حال " ُها من نفسها فقط
عليها "
على بُعد
خطوة تما ًما بقدٍم ُمثقلة ، كان ظهُر وليد يُقابل ظهر
عبدالعزيز المنحني و الوج ُع ينهش صدِر .ه
رؤى و دوا ٌر يُغيب الوضوح أمامها ، عيناها تقف على ذاك الجسد الهزيل
المنحني ، واقفة عيناها ُرغم شتاتِها ! مسكت يد وليد حتى ال تسقط و
بثوانِي قليلة حتى ق َّدم وليد ُكِمه و مسك ي َدها ، ُرغم انها لمسة يد ولكن
يعر ُف جي ًدا غريزة إبن آدم و يعرف جي ًدا بأن ُهناك شيطان يفصلهم لم يشأ
َوم كل إندفاعاته و جعل
أن يبدأ الفتنة الخافتة من لمسة يد ، قا ها تلم ُس يِده
التي تُغطيها ُك . ِِّمه
وليد : بسم الله عليك ، خلينا نرجع ترتاحين!
رؤى وضعت ي َدها األخرى على صدِرها وهي تشعُر بأن األكسجين يختِفي
ُها يتكاث ُف للسماء دون
من هذه األرض ، بل ليست هي باألرض اآلن وعقل
ِوجهة ، يتكاثف وهي التعرف ماذا ي ُدور بعقلها ، يتك
اثف ويصعد بـ "
ِرقة أولعت ش ُجون اآلخر المنحني على نفسه ،
، سقطت دمعة حا
"
الشيء
تخيَّل أن وج ُع التقيؤ بال طعام يُب ِكي ر ُجل ؟ تخيَّل كيف يبكيه ؟ ليس السبب
يتركز بالتقيؤ بل السبب يرتكز باأللم ، أح َّمرت عينا عبدالعزيز وهي تُنبأ
َم مددت يِدك
م تعتقها ، ِل
َم ل
عن دمعٍة تُرفرف ، دمعة يا عبدالعزيز ِل
لتمسحها قبل السقُوط ، قبل السقوط يا أنا.
رؤى بهمس : أختنق
َسها : أخِذي نفس عميق وأهدي ال توترين
وليد و على عتبة الرصيف أجل
حالك
رؤى و صد ُرها يهبط بشدة : أحس بموت
وليد : بسم الله عليك .. خالص أشششش التحكين بشيء .. أهدي .. أهدي
رؤى أجهشت ببكائها و الضي ُق يلتهمها ، في جهٍة أخرى أخرج منديالً من
جي ِب بنطاله ومسح فِمه و يسي ُر بجهٍة ُمعاكسة للصبية الجالسة على
الطريق ، بجهٍة ُمعاكسة وقلبه يصرخ بالعودة ، بجهٍة ُمعاكسة و الطري ُق
اليُريد لهَم . ا اللقاء
ك ُسورة ، وقف بخطوا ٍت ُم ألتفت ، و كل إلتفاتة هي عودة م رتبكة اليرى
ي ؟
بها شيئًا سوى ضبا ٌب يعتلي ُدوفيل ، ماذا يح ُصل ل
ُظر إلى ذاك الر ُجل ذو األعين
تراجع بخطواتِه للخلف وهو مازال ين
َرى كيف مِّد كِفه ليوقفها ، . .. . . . .
ُمحجبـة ، ي
الرماديـة أمام الفتاة ال
:
:
ثانيـة تف ُصل عن موت خاليا اإلحساس في قل ِب عبدالعزيز !
ُط بوقوفه وال يتزن ، لحظة يا " هييه " .. لحظة! ..
أرتَّج دما ُغه وهو يتخب
يالله ما بال صوتِي اليخ ُرج ؟ كيف نسي ُت صوتي ؟ كيف نسي ُت أن أتحدث
" ...... يالله .. يالله التذهبين .. أر ُجو ِك ال تُغادرين
، يا " هييييييه أرجع
ِق ، أرجو ِك أ لثوانِي فقط ثوانِي لم أرا ِك بإتزان ، لم أرا ِك جي ًدا ، هذه
ب
ي ،
العينان أنا .. هذه العينان التي لمحتُها أنا ، أرجو ك يا أنت أرجعها ل
ُء
ي ور ُب الحياة أني أفتق ُدك يا غادة. يا شبي ُه ِك حسبي على أعدا
هذه عينا
" أختفت ُرؤى ي ! كيف قُوِلي ! أرجو ِك ال تذهب
فتنتِك كيف خرج ِت ل ين ،
من الطريق وهي تسي ُر بعكس سير أخيها الواقف و بجانبها وليد ، أختفت
من أمامه وهو مازال يهِذي بداخله "
نظر لمن حوله و بع ُض األعين تتعجب من حاله وترمُز له بالجنُون ،
ٍن على
سقطت يداه بخط ين متوازيَ ين ، سقطت و الحياةُ تشتمه بأشِد لعا
" تلعنينني
حياتي
نفسه ، هذ يا "
َ
ا اللعان الِذي يأتيه على هيئة األطياف ، ِلم
من ِك " ؟ ليتك يا ذاك الر ُجل ُكنت ناصر حتى أحل ُف بر ِب الكون أنها "
م
، رجع ليصدم بشخص نظر له بنظرةٍ حانية تشفق عليه ومن ثُ
غادة "
ُم من يفتقدها ظهره ، أعط
ذهب. أعطى الطري ُق الذي سارت عليه أقدا ى
الحياة ظهره و َس . ار بإتجاه الفندق الذي بالزاوية
ِن أكثر من مَّرة
صعد لشقته بالدرج و هو اليرى بتركيز ويصطدُم بال ُجدرا
، دخل بخطوات سريعة للغُرفة ُمتج ًها للحمام وهو يتمضمض و يُغسل
مالِمحه بما ٍء دافىء ، قلبُه ينبض بش َّدة ، قلبُه ينبض بأعجوبة و كأنه يُريد
يُخبره عن الثواني ال . ُم أن تبقيـة بحياتِه
سقط على ركبت يه وبجنُون ضرب رأسه على حاف ِة المغسلة ، ال يستوعب
أل ! ُم رأسه ، ال يستوعب أب ًدا كمية هذا األلم وهذا األرق
صرخ و هو يلوم صوته الذي لم يخرج قبل ثواني : غــــــــــــاااادة
سحب نفسه لخا ى األرض و ظهره على ال ِجدار ِرج الحمام وهو يجلس عل
البُنِي ، اليتنفس بإنتظام و األطيا ُف تطوف حوله ، يارب لم تعد قوتِي
تحتِمل كل هذا ؟ يا " يبــه " إبنِك لم يعد الر ُجل الذي تُحب ، الر ُجل الذي
ٍن أن ترى ! ليتك
ال تهُزه الظروف. أنهار و الله أني أنها ُر بما اليحتمل لعي
تربت على كتِفي لتُبدد عتمتي ببع ِض الضوء ، أحتا ُج ُهنا ، ليتك فقط ك يا
والدي.
قبل عاٍم ، كان في تلك المستشفى التي تتوس ُط باريس ، دخل وهو يُريد أن
يكذب ما سمعه بالهاتف ، أراد بش َّدة أن ي ُكن كل هذا حلم. رأى هديل كيف
مه بعد أن ماتت ، أكث ُر من ذلك ألم ؟ كيف أتح َّم
ُ
ت ُموت و رأى أ ل أن أرى
األموات في ثوانيهم األخيرة ؟
أنتبه لذاك العريض األشقر يسأله ليتأكُدون من الجثث المتبقية.كان قلبُه
ضعيف ج ًدا بأن يرى أبيه و غادة محروقين.
بخطوا ٍت ميتة باكية أتجه لتلك الغرفة التِي تُجفف الدمع ببرودتها ، دخل و
الغطاء األبيض حول جسد ين ، أغمض عينه اليستطيع أن يرى أكثر !
رفعوا الغطاء األَّول وشعُر غادة األسود ينسا ب بخفَّة.
أخفض نظره و شهقاته تعتلي ُدون دموع ، وضع كفَّه على شفت يه غير
قاِدر أن يرى أكثر ، هي نظرة وا ِحدة قتلت كل خالياه.
الر ُجل األشقر يربت على كتفه : أهذه شقيقتك ؟
عبدالعزيز هز رأسه باإليجاب وقلبُه يتفتت ، يالله يا غادة ، يا عروس
أخيك ! أرجوكم طمئنوا قلبي ألفظتوا الشهادة جميعًا أم أل ؟ والله ال أتحمل
كل هذا. يا هذه الخاتمة كيف تُخفف الحرقة في صدري ؟ حادث ؟ ليته
ي الموت ! ليته شي ٌء آخر إال أن أنفجع بكل هذا
مرض يُمِِّهد ل !
ُم الر ُجل رفع الغطا ح َّمرة
ء عن الجسد األخر و ألصق ظهره ليرفع عينه ال
ِضح سوى
الباكية و يرى واِلده المختفية مالِمحه بأكملها وال شيء وا
ُشعيرات رأسه التي يحفظ الشي ب بها ،
سأله بوجع على حاله : أهذا والدك ؟
عبدالعزيز بصوت شارف على اإلنتهاء والموت : فقط ثانية
الر ُجل : تف َّضل
ُمغطى بالبياض ، أنحني وقبَّل جبينه
عبدالعزيز أقترب من جسد والده ال
المحروق وأطال بقُبلته حتى سقط على األرض بال حو ٍل وال قوة.
ر َجع للواقع ال . . ُمر ، للحياة التي التُريد أن تفرحه أب ًدا
، أجابُه اآلخر بصو ٍت
"
" نا ِصر
أخرج هاتفه و أتصل على آخ ُر رقم
ناعس : ألو
عبدالعزيز بصو ٍت مبحوح جرحه التقيؤ ، ال ي ُرد عليه.
ي
نا ِصر ف ِّز من سريره عندما رأى اإلسم : ألو عبدالعزيز !! .. عزوز معا
عبدالعزيز بصو ٍت يُشارف على اإلنهيار : شفتها !! .. شفتها والله ... بس
راحت .. تخيل شفتها وماناديتها ! ماناديتها ، مقدرت أناديها !
ناصر : بسم الله عليك .. تعَّوذ من الشيطان
عبدالعزيز بجرح كبير صرخ به : أقولك شفتهاااااااا حرااام عليك .. حس
فيني ...
نا ِصر بوجع صمت
عبدالعزيز و دُموعه ال تخرج ولكن صوته يكِفي للبُكاء ، يا عزة النفس
َ ال تنهارين مثلي وتسقطين ؟ حتى الدُموع تُ
التي تتكَّو ُر بدمعتي ِلم كابر !
ب ُضعف : مقدرت أشوفها زين ، شفت عيونها ... عيونها يا ناصر ..
عيونها اللي هي عيوني !! أغلط في كل شيء اال اللي تشبهني بعيونها !!
إال هي
نا ِصر وفهم تماما ما يقصد ليتمتم : غادة!
عبدالعزيز و ال ُصداع يفتك ُجمجمته و دٌم يتقا ِطر من ُمقدمة رأسه إثر
ضربته لنفسه : أنا الحقير اللي تعذرت بدوامي ! ليتني رحت وياهم ليتني
شفتهم بآخر لحظاتهم ... ياربي ليتني شفتتهم بس لو شفتهم شوي .. شويَّة
يا ناصر ماهو أكثر
نا ِصر لم يحتمل إنهيار عبدالعزيز لينطق بحدة : عبدالعزيز خالاااااااص
عبدالعزيز بصو ٍت يتذبذب يتجه إلى الخفوت : ليتني ..
نا ِصر أختنق قلبه : عبدالعزيز أدعي لهم ، زورهم !! اليوم زورهم والحين
بعد
عبدالعزيز بهُدوء – هذا ه ُدوء الذين يس َخ ُرون من الحياة ويسق ُطون
بضحكتها أمواتًا - ، أردف : طيب
نا ِصر اليتحمل صو ُت البحة من عبدالعزيز لذا نطق : أتصل علي بس
ترجع وتهدآ ، بحفظ الرحمن . .
عبدالرحمن مدد أصابعه ليسقط الهاتف و قلبُه يتوقف عن التفكير و عقله
ريد يالله أن أنام ، ياربي رحمتِك التي وسعت
ُ
في إغماءة. أريد أن أنام ، أ
كل شيء أرزقني الصبر.
وقف بتثاقُل إلى المغسلة ، توضأ و الدما ُء من رأسه تتقاطر بقطرا ٍت
صغيرة و بسيطة ، تجاهلها تما ًما وهو يُكمل وضوءه.
لم يبتعد كثي ًرا على ال ُرخام البارد سجد ، لم يستطع أن يقف على أقدا ِمه
لركعت ين أو حتى لر ِكعة ، لم يستطع و الحز ُن ينهش به.
س َجد و أنفُه يستقيم و ينعكس بال ُرخام ، دمعٍة في خلوتِه مع ربه سقطت
ليُتمتم بهم ٍس قاتل : أرحمني يالله إن صار حالي بمثل ما صار ألهلي.
،
ِقة ، يُريد أن يسألها أن يشِفي ما تثاقل
يُراقب تحركات شفت يها البطيئة الضيِّ
على صدِره ، ولو سمعت يا قلبي ماذا يُفيد ؟ أنت تعلم جي ًدا أنني لس ُت
بقاِدر على العي ش مع فتاةٍ لم تُكِِّمل أنوثتها بر ُجولتِي ! أنا مهما حاولت لس ُت
ذلك ، الي ُه م . بقاِدر على يا سلطان . . ال شيء يهم يا قلبي
همس : جيتيني ؟
صمت د ِّب في الغُرفـة وكأ ِّن األشياء من حولهم تُريد ان تشهد أي ًضا ،
ثواني طويلة و العر ُق يبللها بتع ٍب.
أنفا ُسها ترتفع و أصابعها المغروزة في ك ِِّف سلطان ترت ِخي ، لم ت ُرد و
سحب سلطان يِده من على صدِر النوم العميق يتضح عليها ! ها وهو يُغلق
ِل كدمتُها
أزارير بلوزتها التي فتحتها أثناء إيذاءها لنفسها ، أقترب وهو يُقبِّ
القريبة من أذنها ، قبَّلها بهُدوء وأنفاسه الحا َّرة تُداعب أذنها.
ُوم نف ِسه ، عقد حاجب يه بغضب على ذاته التي أصبحت
أبتعد بنفُور وهو يل
تُسيِّ متى ُكنت أسير بأهوائِي وأنا التي أكس ُر القلب إن أراد ِر
ه بأهوائه ، منذُ
الذُل يو ًما ! قب ٌح على ُدنيا إن قادتني بقلبي.
،.
ُمتبادلة بين رتيل
بخطوا ٍت هادئة طرقت الباب ودخلت ، أنتبهت للضحكة ال
و ضي ، عقدت حاجب يها عندما رأت ض ي ،
ضي ال فتت عليها : صباح الخير ُمرتبكة في ح ُضور عبير ألت
لم ترد عليها لتوجه أنظارها لرتيل : بس تخلصين تعالي أبي أحكيك في
موضوع
رتيل رفعت عينها وبهُدوء : قولي
عبير بحدة أتت بصيغة األمر : تعالي غرفتي .. وخرج ت.
رتيل شربت من ُكوب العصير لتُردف : بروح أشوفها ! ... وتركت ض ي
بغُرفتها ، أكتفت هي األخرى بتنهيدة تعلم جي ًدا ان الدخول لعالم عبير
ُمرهق وصعب ، صعب ج ًدا أن تتقبلها ! ألجلك يا عبدالرحمن سأحاول
ِري
نعومة أظاف
ولكن سينفذ صبري بكل تأكيد و أنا التي تعلم ُت الصبر منذُ
حتى رأيتُك ، صبر ُت ألجل البهجة التي ستدخل قلبي يو ًما ، رأي ُت بك
ُط النافذة التي ل بها على الحياة و خذلتني في البداية ككل البدايات
سأ
ُمدهشة التي تقتلني بدهشتها حد الخيبة ، تقتلني وج ًدا. و لكن عوضتني
ال
كما لم يعوضني أحٌد من قبلك و ألجل هذا التعويض البسيط الذي يتشك ُل
دائِ ًما على هيئة ِعناق : أنا أعيش ، أحيا ، أبتسم ، أضحك ، أفرح .. أنت
حياتِي بأكملها.
بش ُحو ِب مالمحها رفعت حاجبها : وش تبغين ؟ وبعدين ليه تسفهين ضي
كذا !!
عبير : أنا مستغربة أصال كيف لك طاقة تحكين عقب اللي صار أمس!
رتيل بسخرية : ماجربتي تبكين زيي ! وال أذكرك بالكف اللي كليته منك
!! تذكري بس أنه كان برضا الشرع وأن ِت اللي فهمتيه غلط زي ماأنا
فهمته
عبير بقهر : نعععم !! وش يعني برضا الشرع ؟ وأن ِت حيوان عشان
يختارون لك الزوج ويقررون عنك!!
رتيل : عاد الشكوى لله قولي هالحكي ألبوك
عبير : على فكرة اإلثم على أبوك وعلى الكلب الثاني ! ألن من شروط
الزواج رضا الزوجين ودام مارضيتي فعلقي ذنبك برقبتهم
رتيل تأفأفت لتُردف : معلقة ذنبي وخالصة ! بس أن ِت وش يهمك ؟ أيه
صح تذكرت من زود خوفك علي *أردفت كلمتها األخيرة بسخرية*
عبير بإرهاق فعلي صمتت
رتِيل و براكينها تثُور مجددا : قهروني بس والله ماأخليه يتهنى فيني لحظة
!
عبير رفعت عينها لها لرتيل التي تستن ُد على الباب : وكيف تقهرينهم ؟
التضحكين على نفسك كثير وال تنسين كم مرة توعدتي وضعفتي
رتيل ب ُكرٍه لما تنطقه شفاِه أختها : ما ضعفت بس بالنهاية هو رجال أنا
حتى ماأوصل كتفه !!
عبير : تدرين سكري على الموضوع ألني بمزاج مايتحمل مثل
هالمواضيع
رتيل بعصبية كبيرة : بتشوفين كيف أقهرهم !! و بتعرفين أني قول وفعل!
عبير ب ُسخرية : إيه دارية أنك قول وفعل ماله داعي تقولين لي
رتيل بحقد : مرة وحدة شفتيني فيها وبتذليني عليها العُمر كله ! أن ِت أصالً
ماشفتي كل شي ، شفتي اللي يعجبك بس !
عبير بهُدوء : أكيد شفت اللي بعجبني
رتيل أح َّمر وجهها خجالً من ذاك الموقف المقزز لذاكرتها ، ُرغم انه
بلـة ِمنه و أول دفٍء تذوقته شفت يها و أو ُل معصيـة من الشفاه ،
يحمل أول قُ
أو ُل األشياء ُرغم أنها بعض من مقبرةُ الحياة التي ُوضعت بها.
أردفت بحدة : تدرين عاد !! كيفي إيه يختي كيفي أسوي اللي أبيه ! الحين
بس بتطمن أنه الله راضي و عساني أصير أحقر إنسانة بهالكون !!
وبفتخر بعد .. وش بتسوين لي ؟ بتحاضرين علي وبتعطيني من
محاضرات التربية اللي حفظتيها وال من هالكتب السخيفة اللي تقرينها !!
ال تحسبيني غبية وأنه أي أحد يقدر يستغفلني..
ُمربك وكأنها تعر ُف بما يح ُصل ٍن
رفعت عبير بعي غاضبة آلخ ُر حديثها ال
لها ،
رتيل تُكمل : إن كان أستغلني مرة أنا قادرة أستغله وبتشوفين يا عبير كيف
أوقفه عند حده ولو على حساب هالقلب * أشارت لصدرها * وبذكرك كيف
لو يذبحوني مانطقت له أحبك اللي أن ِت ذالتني فيها ! بتشوفين يا عبير
خرجت من غرفتها لتصدم بأبيها الواقف والذي يستم ُع آلخر حديثها ،
بخطوات سريعة ركضت عبير لباب ُغرفتها وأغلقته جي ًدا لتنزل على
ُمرتبكة تنتثر
ٍ
ال ُرخام و تضع ظهرها على الباب و دموع .
ُّي بذاءةٍ
قل ُب رتيل الينتظم و هي تخافُه ، تخاف أنه سمع كلماتِها ! ، أ
نطقت بها أمام واِلدها.
أرتبكت وهي تُشتت نظراتها ُمتجمدة في مكانها لينطق والدها : شافتك وين
؟
رتيل ُمتحججة بزعلها : ماأظن يهمك .. وحاولت أن ت ُمر بجواره لتدخل
غرفتها ولكن يد والدها قطعتها لتضيق على معصمها : من متى أكلمك
وتروحين قبل ال أخلص كالمي ؟
خرجت ضي من ُغرفة رتيل لترى األجواء المشحونة ، أقتربت من
عبدالرحمن في وق ٍت نطق هو : مهما صار ما تقللين أدبك معي
رتيل بصو ٍت خافت : إن شاء الله
ترك معصمها ليلفظ : وين شافتك ؟
رتيل أصطدمت ف ُكو ِكها بربكة لتجد بأن ال رد يح ُضرها وال حتى كذبـة
ُمحرمة تنقذها.
عبدالرحمن بغضب كبير : معاه ؟
رتيل بإندفاع : أل
عبدالرحمن رفع حاجبه : أجل ؟
رتيل وأنظاره التسقط إال على األبواب التي تُحيط بها ، بقهٍر كبير نطقت :
أني صارحت لها بشيء
ُم يشطره نصف ين ، أنا المخطئ في ُكل هذا و أنا
عبدالرحمن و هذا األل
ُكون عبدالعزيز ! توقعته أن لك سي
الذي أتحم ُل الذنب ، كنت أقُول خي ُر أخٍ
ِن األخوة وأنا الِذي عرفته منذُ صغره ، ُكنت أريده أن ي ُكون
ين ِظر لك بعي
ِك به ، ليت مقرن
أول مرةٍ أتى وعاقبتُ
ي و خاب ماأريد ، خاب منذُ
إبنًا ل
أوقفني ، ليت أحدهُم أمرني حتى لو غضبت ، ليتني أوقفت المهزلة التي
تها ، لم أظ ُن بك يا عزيز ظنًا سيء و ليتني ظنن ُت بداي
تصير في بيتي منذُ
كما أشك في هذا العالم بأكمله ، ليتني شكك ُت بِك.
ا و هي تضطر ُب بأنفاسها ،
رتيل أخذت نف ًسا عميقً
عبدالرحمن تركها لينزل لألسفَل و ضي تُراقب سيره الغاضب ، ألتفتت
على رتيل لتدخل هي األخرة بمثل خطوا ِت والدها الغاضب وتُغلق الباب
بقوة.
،
في ُظلمٍة تهبط إلى األرض و الساعات تتأخر و تبدأ بالفجر ، أقترب
بخطوا ٍت خفيفة يُراقب تحركاتها بفستانها الذي يراه بـ " الالشيء وكأنها
عارية " ُرغم أنه لم يضيق بها أب ًدا ولكن عيناه ترى مااليراه هذا العالم.
م ُس ُم أبتسمت عندما رأته و أشرقت الش ب ِكًرا من بين شفت يها ، : تُركي ؟
تركي بإبتسامته الدافئة جلس بجانبها ، تح َّدثت معه و هو في إغماءةٍ
لتهدأ وهي تتحد ُث بأمو ٍر كثيرة
اليستوعب ماتقُوله ، تطفُو ضحكاتها قليالً
و عينَا تُركي تُشير لشيٍء آخر ، إبتسامته لم ت ُكن ذات معنى طي ٍب أبد
رفعت حاجبها بإستغراب : تُركيي !! وش فيك جالسة أسولف معـ ؟
ألتهم ُعنقها لتدفعه و تسقط على األرض ، سقط من خلفها و عيناه تح ِكي
عش ٌق ين ُمو بشك ٍل ُمقزز ُمح َّرم ، يالله التسقط علينا هذا السقف ، إنا نخا ُف
غض