الفصل 53

راسي ماعاد أنام زي الناس من الريحة
هو : أبعد
اآلخر : قلبي أرتجف من صوتك
وضع اللوحات جانِبًا ليلكمه على عينه : عسى أرتجفت الحين
اآلخر : يا ولد اللذينا .. ويُمسكه من ياقتِه ليتخانقَا على الدرج ، بدأت
الدماء تنزف من مالِمحهم من شدة ضربهم لبعض ، وكأن أحقا ًدا تُجرى
بينهم.
أبتعد عنه وهو يمسح شفتيه النازفة :أنا أعرف كيف أوقفك عند حِِّدك
مسوي لي فيها !! اليوم أبوك بيوصله علم بنت عبدالرحمن وساعتها شف
لك صرفة
هو : قوله و أنا مانيب متردد أني أقوله عن فضيحتك بعد
:*تهددني ؟
هو : أنقلع عن وجهي بس .. أخذ لوحاته ولكن دفعه من الخلف ليسِقط على
اللوحا ت ، المجهول الكئيب لم يتردد لحظة بأن يكسر لوحاته على رأس
من يُهدده





,
ُظ دخل بيته راميًا مفاتيحه جانبًا ، ر للظالم الذي يحِفِّه . . يكاد يختنق من
ين
الوح َش ِة ،
نظر لهاتِفه وأجاب : هال بهالصوت
:هال بالقاطع
سلطان بضحكة أردف : والله أنشغلت يا عمري يالله أالقي وقت أحك فيه
راسي
ِِّحك ، قولي وش أخبارك ؟
:الله يحفظك ويري
سلطان : بخير الحمدلله أنتي وش مسوية ؟
:إن شاء الله قبل رمضان أنا عندكم
سلطان : هذي الساعة المباركة
:ومنها أشوف الجوهرة
سلطان توتَّر : ال هي ببداية رمضان بتكون عند أهلها
:حامل ؟
سلطان : مين ؟
:بعد مين ؟ قصدي الجوهرة يعني رايحة ألهلها كذا
سلطان : ال مافيه شي زي كذا
:علينا ؟ ترى عمتك ماتحسد
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه صدق مافيه شي
عمته : مشتاقة لسوالفك ! تكلم قولي وش صار وش ماصار وال تقولي أنك
بتنام
ُمظلمة : لعيونك نسهر
سلطان بتعب جلس بالصالة ال
عمته : العنُود خلصت الماستر
سلطان ببرود : مبروك
عمته بجدية : سلطان مانبي مشاكل ال جت





سلطان : وأنا وش دخلني فيها خلي بنتك تلتهي بحالها وتكفيني ش َّرها
عمته بعتب : هي يجي منها شر ؟
سلطان : طيب متى بترجعون ؟
عمته : الوصول بتوقيتكم
ونص بليل بكرا
سلطان : توصلون بالسالمة
عمته : الله يسلمك ، طيب سولف لي عن حياتك مع الجوهرة ؟
سلطان : تلفين وتدورين عليها
عمته : ولدي وبتطمن عليه
سلطان : أنتي على المشتهى مرة ولدك و مرة أخوك ومرة زوجك
عمته : هههههههههههههههههههههههههههه ألنك كامل والكامل الله
ِّي بهالكلمتين
سلطان : إيه أضحكي عل
عمته : يالله قولي بيذبحني الفضول
سلطان : وش تبين تعرفين ؟ مافيه شي !! عايش والحمدلله
عمته : بس للمعلومية مابقى شي وتدخل سن اليأس
سلطان أنفجر ِضح ًكا و ُربما هذه الضحكة غابت فترة طويلة لير ُدف : سن
اليأس لكم
ِِّرحنا نبي بيبي يحمل إسمك
عمته : يالله عاد ف
سلطان : الله كريم
عمته : بسألك
سلطان : سِِّمي
عمته : غرفة سعاد للحين موجود ؟
سلطان تن َّهد : سكري على الموضوع
عمته : بتأكد بس
سلطان : حصة الله يخليك سكري لنا على الموضوع
عمته : عمتك حصة ماهو حصة حاف
سلطان بسخرية : أبشري يا عمتي
عمته : تتطنز وماتشوف نفسك , اللي بعمرك عيالهم بالجامعة
سلطان : خافي الله من الكذب !! متزوجين وأعمارهم

سنين!





عمته : نفس أبوك الله يرحمه ماتزوج اال بعد ماطلعت روحنا وجلس

سنوات يقول أنا جالس أكِِّون نفسي عشان أصير أبو
سلطان بضحكة : وأنا كذا
عمته : الحمدلله والشكر يصير عمرك

وللحين تكِِّون نفسك !!
,
رتيل تُحادثه : آل وال شي
واِلدها : المهم أنتبهوا على نفسكم ومافيه طلعة
رتيل : أبد منقبرين في البيت
واِلدها : هههههههههههههههههههههههه حلو
:عبدالرحمـ .. لم تُكمل وهي ترى الهاتِف
رتيل : أفآآ يالغالي من ورانا هههههههههههههههههههههههههههههههه
ِح مين بالضبط ؟
مطيِّ
واِلدها ويحاول يمتص غضبه من صوتِه : وش اللي من وراكم ؟
رتيل : مين هذي ؟ هههههههههههههههههه
واِلدها : محد
رتيل : يبه ماأكذب إذني سمعتها وهي تقولك عبدالرحمن .. مين قِِّدك انا
قربت أصال أنسى إسمك
واِلدها : آهآآ تقصدين هذي اللي تشتغل بالفندق حافظة إسمي
رتيل بسخرية : وسعودية بعد ؟ ماشاء الله التوظيف هناك توب
واِلدها : تتطنزين!!
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه محشوم أفآآ عليك
، بس قولي ماراح أقول ألحد
والدها بغضب : تستهبلين أن ِت !! أقولك عن مين
ِع الزبدة منك
رتيل : خالص خالص ماعاد بعرف , بس الله الله ال تضيِّ
*الزبدة = البنت*





واِلدها مسك ض ِحكته ليقُول بصو ٍت حاد : رتيييل أعقلي
رتيل : هههههههههههههههههههههههههه وش عليك مجدد الشباب بباريس
والدها : كذبتي وصدقتي كذبتك
رتيل : الله أعلم عاد مين صدق كذبته
والدها : تكلمي معاي زين
رتيل : طيب أرسلي بالواتس آب صورة المنظر اللي قدامك
والدها : يعني مسوية تحجرين!!
رتيل : ههههههههههههههههههههه بس أبغى أشوف
والدها : أستغفر الله العلي العظيم
رتيل : الحق الزبدة ال تذوب هههههههههههههههههههه ... خالص بسكت
والدها : تكرمينا والله
رتيل : وش دعوى ؟ زعلت علينا !! المهم يبه التطَّول ماينفع رمضان يبدأ
بدونك
والدها : إن شاء الله
رتيل : تآمر على شي
والدها : سالمتك
رتيل : الله يسل ِمك ، مع السالمة يا عبدالرحمن *أردفت كلمتها األخيرة
وهي تقلد الصوت التي سمعته*
والدها ضحك و أغلقه
ِر : ماكنت أدري أنك تكلمهم
ضي بتوتِّ
عبدالرحمن : هالمرة ع َّدت
ضي : كنت بقولك العشاء جاهز
عبدالرحمن وقف : ماجلست يومين عنِدك وبغيت أنفضح عند بنتي وبنت
أخوي
ُظر إليه وهو يسير
ضي تضايقت من كلمتِه و كأنها عالة عليه ، وقفت تن
بإتجاه طاولة الطعام الدائرية
عبدالرحمن ألتفت عليها : وش فيك واقفة ؟
ضي جلست ب ُمقابله و الضيق يرتسم بين مالِمحها





شعَر بوقع جملته عليها : ماكان قصِدي
ضي بإبتسامة تقاوم دموعها وهي تخفض رأسها : ال عادي ..
عبدالرحمن : ضي طالعيني
ضي ب ُمجرد أن تالقت عينها بعينه , نزلت دُموعها
عبدالرحمن وق ف ُمت ِجها إليها وهو يم َسح دموعها : آسف
ضي بعت ب : صاير تتثاقل تجيني والحين حتى لما جيتني صرت تهاوشني
على أتفه سبب
عبدالرحمن وألنه يدرك خطأه ، سكت
ضي ببكاء : ماأبي منك شي كبير كل اللي أبيه إهتمام لو شو ِّي
ِّي
عبدالرحمن يسحبها لصدِره ويُقبَّل رأسها : حقك عل
ِّي شي
تتعلق به كـ ِطفلة : بدونك أضيع والله أضيع و أنت صاير مايهمك أ
يتعلق فيني
عبدالرحمن : ماهو مسألة مايهمني بس مضغوط من الشغل و المشاكل
ماني قادر حتى أتحكم بعصبيتي
ضي : سِّو !! اللي تبيه بس ال تكون جاف معي ِكذا
عبدالرحمن : إن شاء الله ، . . أبعدها عن ِحضنه وأبتسم لها . . ماأبي
أشوفك تبكين مرة ثانية
,
ا وكأنه أعاد إليها
ُظر إليها بشوق ، أخذت شهيقً
الكعبة ، أمام عيناها ، تن
َر بعض ح المنسي في قلبها ، كبَّرت لتُصِلي ركعتان ُشكر قبل أن
من الف
ا ، بكت بش َدة
يُؤذن الفجر ، في أو ِل سجدةٍ لها ، أطالتها ُدون أن تن ِط َق حرفً
لت في
ألن تشعُر بأن الله وحده من سيرمم كس َرها و متأكدة من ذلك ، رتَّ
سجدتِها بخفُوت اليسمعُها أحٍد سَوى الله ، تُريد أن تختِلي مع نف ِسها و أن
َوقُعُوداً
هَ قِيَاماً
َّ
ِذي َن يَذ ُكُرو َن الل
َّ
تبُوح ما بها ُدون تضييق أو تقييد ، قالت " ال
َت ه َذا
َما َخلَق
ر ِض َربَّنَا
َوا ِت َواألَ
ِق ال َّسما

َويَتَفَ َّكُرو َن فِي َخل
َو َعلَى ُجنُوبِ ِه م
َب النَّ
ِقنَا َعذَا
ا ُس ب َحانَ َك فَ
َو َم بَا ِطالً
خ َز يتَهُ
َ
َر فَقَ د أ
َك َمن تُ د ِخ ِل النَّا
ِنَّ
َربَّنَآ إ
ِر ,
ا





ُك م
ِ
ن َءا ِمنُوا بِ َربِّ
َ
ِن أ
َما
ِإلي
يُنَاِدي ِل
َسِم عنَا ُمنَاِدياً
ِنَّنَا
َربَّنَآ إ
ٍر ,
َصا
ن
َ
َّظاِل ِمي َن ِم ن أ
ِلل
َس
ِ ر َعنَّا
َو َكفِّ
نُوبَنَا
نَا ذُ
َربَّنَا فَا غِف ر لَ
َمنَّا
َربَّنَا و َء فَاَ اتِنَا
ِر ,
َرا
ب
َم َع األَ
نَا
َوفَّ
َوتَ
ِئاَتِنَا
يِّ
ِميعَا َد

َك الَ تُ خِل ُف ال
ِنَّ
َمِة إ
ِقيَا

ال
َ
َو َع دتَّنَا َعلَى ُر ُسِل َك َوالَ تُ خِزنَا يَ وم
" ا
َم
اللهم أجعلنِي من ُهم ، اللهم يارب .. ياربي يا حبيبي أجعلنِي من ُهم.
,
عبير تمس ُح رسائِله و كأنها تُريد معاقبة نفسها حتى تُجبر ذاكرتها على
النسيان ، تن َّهدت و هي تحذف آخر رسالة له ، تشعُر بالضيق من خلو
حياتِها منه ولكن ضميرها ُمرتاح و ينام ُدون أن يخشى عقاب الله أو
عقاب والدها.
دخلت رتيل : نايمة ؟
عبير : أن ِت وش شايفة ؟
رتيل : سِِّوي لي شعري
عبير : والله رايقة!
رتيل : تكفين
عبير : رتيل بكرا الحين بنام
رتيل تُل ِِّحن الكلمات : طفش ملل زهق
عبير : وش تبين تسوينه ؟
رتيل : بالسراميك
عبير : عز الله جلسنا لين الصبح
رتيل: وش دعوى عاد ال تبالغين!
عبير : طيب جيبيه من غرفتك
رتيل : وتمد كفوفها : جايبته
عبير رمت هاتِفها ووقف خلف رتيل الجالسة أمام التسريحة : كأن صبغتك
بدت تنزل ؟
رتيل : آل للحين بني بس من الضوء عاكس
عبير : ماألومه يعكس األسطح الخشنة





رتيل : الكانت حاجتك عند الكلب قوله ياسيدي فعشان كذا أنا ساكتة عن
السماجة
عبير ضحكت و بدأت تُق ِِّسم خ َصل رتيل لتبدأ بتنعيمه.
,
ب ت كثي ًرا على الفراش ، ويِدها ال تُفارق بطنها ، تكَّورت حول نف ِسها فال
َّ
تقل
طاقة لها أن تتحمل األلم أكثر.
نزع الكبك من ُكِِّمه و مازال يُراقب إلتواءاتِها ، شعر بتأنيب ضمير لما
فعله ، ولكن سرعان ماقال في نفسه " تستاهل " , أقترب منها وهو يفتح
أزارير ثوبه : مهرة
لم ترد عليه وهي تضغط على أسنانها حتى ال تُصدر الـ - آآه–
يُوسف بتملل : وش فيك ؟
وال رد أي ًضا , دفنت وجهها في المخدة
ليجلس بجانبها : رِِّدي علي ! وش صاير
يوسف ويتنازل عن كبريائه قليالً
لك
ُمهرة بصوت مخنوق : وال شي
يُوسف : وش اللي وال شي !!! أنتي شايفة نف ِسك ، قومي أوديك المستشفى
ُمهرة بصوت متقطع : أل
ِه على رأسها ولكن ُمهرة أبتعدت عن يِده
يُوسف وضع كفِّ
يُوسف بعصبية وصبره نفذ : أستغفر الله ..
ُمهرة وتحاملت على وجعها لتلتفت إليه : ماأبي منك شي
يُوسف : شوفي نفسك بالمراية كيف صايرة !! بكرا تموتين عندي وأتورط
فيك
ُمهرة بقهر : أيه طبعا زي ماتورط أخوك بجثة أخوي
ِه على الطاولة لترتجف ُمهرة من مكانها ،
يُوسف بغضب ضرب كفِّ
وبصراخ : آل تجننيني بهالموضوع ! مية مرة أفهمك ومية مررة مخك
مقفل !! أصغر عيالك أنا تجلسين تحكين على الجاية والطالعة بهالموضوع





! أحترمي نفسك ال والله أخليك تلحقين أخوك
ُظر لغضبه كيف هطل عليها ، لتر ِّن في إذنها
ُمهرة صمتت قليالً وهي تن
كلمته األخيرة ، لم يُقِِّدر حتى ُحرمة الموت!!
يُوسف أبتعد وهي يلع ُن شيطانه : حسبي الله ونعم الوكيل بس
ُمهرة لم تتردد بالبُكاء للحظة أمامه ، بكت من مات
وج ِعها ومن وجع كل
يُوسف للتِّو
ُمغلقة ، يب ُدو نائِ ُمون ، أتجه لبيتِه و فتح
دخل و هو ين ِظر ألضواء الق ِصر ال
ٌط مربوط بالمقبض من ِجهة و من جهة
البا ب و عندما فتحه تح َّرك خي
َّق
أخرى مربوط من أعلى الباب حي – صحن – ٌث ُمعل
أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليس ط عليه
قُ
مد في مكانه مص ُدوم ، كح من التراب الذي دخل فِمه ، أبتعد
ًّ
عبدالعزيز تج
والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل مالبِسه وبتقرف : طيب يارتيل
أنا أوريك
تق َّدم قليالً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية
أبتعد عن الخيط ليصِدم بخي ٍط آخر أسقط عليه مياهٌ باللون األزرق ليتبلل
بعد حفل ٍة من التُراب
بغضب أبتعد عن المكان و األرضية تمتأل بالتُراب واللون األزرق
نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا "
بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن
,





.
.
أنتهى ،
ي أتمنى ينال إعجابك م و يروق لك م , و الحمدلله أ ِّن هذه األعيُ ج ًدا ن
تقرأن
ممنونتكم()
نلتِقي بإذن الكريم - ثاني أيام العيد -
أستغل () ُوا األيام الجايـة بما يرضي الله و الله يكتبنا من عتقائَــه
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
و ال ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و ُسوريــا , كان الله في عونهم و
هم أرنا في بشا . ٍر و أعوانه عجائِب قُ الل درت ك
*بحفظ الرحمن.
رواية : لمح ُت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
, بقلم : طيش!
))
((







+ )

( الجزء
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك األولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي





ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
*نزار قباني.
ُمغلقة ، يب ُدو نائِ ُمون ، أتجه لبيتِه و فتح
دخل و هو ين ِظر ألضواء الق ِصر ال
ٌط البا ب و عندما فتحه تح َّر مربوط بالمقبض من ِجهة و من جهة
ك خي
َّق
أخرى مربوط من أعلى الباب حي – صحن– ٌث ُمعل
أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليسقُط عليه
مد في مكانه مص ُدوم ، كح من التراب الذي دخل فِمه ، أبتعد
ًّ
عبدالعزيز تج
والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل مالبِسه وبتقرف : طيب يارتيل
أنا أوريك
تق َّدم قليالً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية
أبتعد عن الخيط ليصِدم بخي ٍط آخر أسقط عليه مياهٌ باللون األزرق ليتبلل
بعد حفل ٍة من التُراب
بغضب أبتعد عن المكان و األرضية تمتأل بالتُراب واللون األزرق
نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا"
بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن
نزع قميصه ال – بالقرف – ليرميه على سريره ، تأفأف على غباءه ُمبلل





َّطخ ببعض الترا ب و اللون األزرق ، تحمم و
حين رأى الفراش األبيض ُمل
أستغرق في تحممه ستُون دقيقة ، يب ُدو أن مقلب رتيل بِه تخلخل جسِده و
ج ًدا.
,
في الصباح البا ِكر – الساعة السادسة صبا ًحا –
أقفلت آخر حقائِبها ،
تن َّهدت : يالله يمه خلصتي ؟
خرجت والدتها وهي تل ُّف حجابها : إيه
العنُود : شيكت على الغاز و األفياش كل شي تمام
حصة : الحمدلله وأخي ًرا تعلمتي
العنود : ألني دارية مخزون التهزيء الفائض عندك
حصة : تكلمي مع أمك زين
ِل خدها : هههههههههههههههههههههههه أفآآ يا حصوص اليكون
العنُود تُقبِّ
زعلتي علينا
حصة : حصوص بعينك قولي يمه
العنُود وهي تخ ُرج : إن طارت طيارتنا بسجد سجود شكر
حصة بغضب : ماعمري شفت ناس تكرره أهلها زيِّك
العنود : الله واألهل ! حسستيني بنات عم وال خال !! كلها سلطان ترى
مدري على وش متلهفة للرياض
حصة : وسلطان ماهو أهل ! إال كل أهلي بعد عيني هو
العنُود تعقد حاجب يها وهي تُقلد نبرة والدتها : يالله ال تشقينا بس
حصة : شوفي عاد من الحين أقولك ، مالك دخل فيه وال هو له دخل فيك
العنود مدت شفتها ال ُسفلى : وأنا أصال متى كان لي دخل فيه ! هو اللي
حاشر نفسه فيني ويمه ال تعصبيني وتقولين بنجلس عنده عشان ماأنهبل
حصة : إيه بنجلس عنده ليه ماهو عاجبك
العنود : ال يمه ماآخذ راحتي وهو موجود ! وال بروح ألبوي





حصة : تهدديني بعد يابنت أبوك .. أقول قدامي بس اليجيك كف يخليك
تمشين زين
العنود سحبت شنطتها وهي تتحلطم : يعني ضاقت الدنيا الزم عند سلطان
! أووووف بس
ِّي
حصة : ياقليلة األدب ال تتأفأفين عل
العنود : ماأتفأفأف عليك أتأفأف على التصرف نفسه
ُوا المصعد ليتوج ُهوا للمطار.
حصة : بدون فلسفة و كملي طريقك . . دخل
,
تقف أمام المرأة ُمعجبة بنفسها ، أبتسمت : ودي أتزوج نفسي
عبير : هههههههههههههههههههههههه الحين تروحين تصورين نفسك
وتطبعين الصورة وتعلقينها بغرفتك كل ماأحبطتي تأملي فيها
رتِيل وشعُرها ينسا ب كالحرير على كتِفها و يعِكس على بشرتها البرونزيَة
" : لحظة لحظة قبل التصوير الزم شوية إضافات
" فتنةً
عبير : بروح أجيب الكام .. وخرجت متوجهة لغرفة واِلدها.
رتِيل تضع الكحل على الطريقة الفرنسية ، و لو ُن التوت يغزو شفتيها ،
َّون باإلعجاب بنفسها : عبوووور ا وه
ش َّدت على ِرمشها بالماسكَر ي تتل
يالله .... مَّرت ثواني طويلة ولم تأتِي ، بإبتسامةة أتجهت لها.
َّت من با ِب ُغرفة واِلدها : أن ِت وينك ؟
طل
ُظر بِش ِّك
عبير بين يد يها أوراق أو شبه أوراق ، تِقف عيناها مد ُهوشة ، تن
، تن . ُظر بعين الخيانة
رتيل : وش فيك ؟
دمعة تسِقط لتُبلل منتصف الورقة ، ٌ
رتيل بخوف سحبت مابين يديها وهي تقرأ أشياء المفهومة , أردفت : وش
ذا ؟
عبير : بعثة مدري دراسة ! بس شوفي اإلسم





رتيل تقرأ بصو ٍت مسموع : ضي مشعل .. ؟ طيب وش يعني!
عبير بعصبية : أقري تحت وش مكتوب ؟
رتيل وهي تقرأ في داخلها " الحالة اإلجتماعية : متزوجة / عبدالرحمن بن
خالد آل متعب "
عبير ببكاء و غضب : كيف يتزوجها ! بأي حق أصال !! ليه يكذب علينا
!! كذاااااااااااااااااب خاين كلهم ِكذا !! الله يآخذها معه
ا
رتيل وصا ِمتة ال تنطق حرفً
عبير خرجت وهي تدفع رتيل جانِبًا بقوة و تغلق باب غرفتها بإحكام لتب ِكي
ُدون قيود
َ كان
رتيل و تتذ َّكر الصو ُت األنثوي الذي سمعتِه , ألنها لم تَّود أن تف ِكر ِلم
ذاك الصو ُت هناك تركتهُ ولم تُلِقي له باالً حتى هذه اللحظة ، ليس سيئًا أن
يتزوج بالنهاية هو أبِي الذي من حقه السعادة ولكن سيء ج ًدا أن النعلم.
,
ِّظ فتح عينه ِف الصالة
ُمز ِعجة ، كانت الخاِدمة تُن
على صو ُت المكنسة ال
َّب ظهِره من نومه
ذنِه ، تصل
ُ
ُمجاورة ولكن يكاد الصو ُت يغرز إب ًرا في أ
ال
على األريكة ، نظر لساعته تُشير إلى التاسعة و النصف صبا ًحا , وقف و
قدماه ُمتنِِّملة .. صعد لألعلى ليتحمم و يخر ُج لعمله .
هي نِصف ساعة حتى وقف سلطان بصدِره العاري أمام المرآة ليُغلق
ِرضه الخفيفة و
أزارير قميصه العسكِري ، س َرح و نظرهُ يت ِجه صو َب عوا
– السكسوكة – ، و كأ َّن أمِر جماله يُهمه لدرجة أن يتأمل به.
ال ُجوهرة تسر ُق فِكره ، يحاول أن ينشغل بعي ًدا عنها ، يحاول أن ال يغضب
بذكراها.
دأت مالِمحه اللينَّة تشتَّ د و يرسُم ب الغضب طريقه بينها
تن َّهد و هو ي ِّدخل السالح في حزامه ، نزل لألسفَّل ليأ ُمر عائشة : اليوم
ماما حصة بتجي ! حضري غرفتين
عائشة : فوق وال تهت *تحت*





سلطان : تحت .. .. أتجه للباب ليلتفت . . و جهزي العشاء بعد
,
هم ، بالفُنِدق المنز ِوي بجانِب الح َر أجوا ِء روحانية م ، جاِلسا ن بعد
ُّ
تحف
صالة الض َحى.
بصو ٍت ممتلىء بالحنيَّة : عسى أرتحتي ؟
ال ُجوهرة : الحمدلله
عبدالمحسن : بكرا بنمشي بس ماودي نرجع الشرقية بهالوضع
ُمرتبكة وهي تُخفض رأسها ليت ِجه شعرها
ال ُجوهرة تداخلت أصابعها ال
بإنسيابية نحو ِحضنها ويكشف عن ُعنِقها
ُظر بدهشة للجروح التي تعتلي رقبتها : هذا من مين ؟
عبدالمحسن ين
الجوهرة رفعت عينها
عبدالمحسن ، يتجم ُع الد م بوجهِه غضبًا : ضربك ؟
الجوهرة : يبه الله يخليك ال تسألني عن شي
عبدالمحسن بحدة : كيف ماأسألك و رقبتك كلها جروح والله أعلم بالخافي
!
الجوهرة بصو ٍت خافت : كلهم راح يسوون معي نفس الشي
عبدالمحسن : قصدك ريان ؟
ال ُجوهرة وال تتجرأ أن تضع عينها بعين واِلدها : ريان لو عرف ماراح
يرحمني
عبدالمحسن : وال أنا راح أرحمه لو مِّد إيده عليك
الجوهرة ونِصف إبتسامة إمتنان لواِلدها ، أردفت : الله يخليك لي
عبدالمحسن : كلمت سلطان . . الطالق أنسب لكم إثنينتكم
ال ُجوهرة و ر ُموشها ترت ِج ف بحدي ِث واِلدها
ِل إبنته : كيف راح تقدرون تعيشون ؟ يابوك
عبدالمحسن بضيق على حا
الشرف يكسر الظهر و الله يكسره
ال ُجوهرة بكل ِمه تسقُط دمعتها لتستِقر ب ُحضنِها





عبدالمحسن ب ُحرقة : و تُركي !! يا ُكبرها عند ربي .. يا ُكبرها ، أخو ي
من لحمي ودمي يسوي فيني كذا ! ينهيك وينهيني ! لو ماكان سلطان الله
أعلم كيف بتكون فضيحتنا ؟
ال ُجوهرة تغر ق ببكائها وشعُرها يتَّو . لى عم ُل المناديل
عبدالمحسن و يت ُركها تب ِكي ليتح َّدث بكل مايفيض به و القهَر يرت ِسم بين
مالِمحه : ليه ماقلتي لي من زمان ! ليه صبرتي كل هالسنين ! كيف
صبرتي . . أبي أعرف كيف قدرتي تنامين !! . . . . الجوهرة
رفعت عينها و وجهها يصر ُخ بالبكاء
عبدالمحسن ب ُحرقة أ ٍب على إبنته ، أيحتمل ُك ِل هذا ؟ ُمجِرد التصِِّور كيف
ِه أ ٍب يُق ي كيف يحتمل ؟ كيف يتخيَّل َهر و يُغَد
ر وإبنته أما ِمه مك ُسورة ، ياإل
أ َّن إبنته بهذه الصورة : ليه صار ِكذا ؟
َهر : كان بمكانة ريان
ال ُجوهرة بصو ٍت يئن يخترقهُ البُكاء و الق
عبدالمحسن عقد حاجبيه و عينه تح َّمُر قهًرا : هذا ولِدي ماهو أخوي بس
الجوهرة بدأت شهقاتها تتعالى ، هذه السكرا ُت التي كأنها تُوشك بعدها على
المو ت .. أتحتمل هي األخرى أن ترى المو َت يخجل من أن يقب ُض عليها ،
مر بجانبها ليُعِذبها ُدون أن يُن
ِ هي هذا العذاب ويرحمها : ضايقني يبه !!
ُّ
ي
سنين ماتركني فيها مرتاحة ! خالني أعيش النقص .. كنت أشوف كل
صديقاتي متزوجات وعندهم عيال وأنا أل ؟ كنت أضيق من نفسي ! ألني
مقدرت . . وقفت حياتي بعد اللي صار ! تخليت عن كل أحالمي ألن مالي
ُمستقبل . . . . أحتجت أصرخ .. أحتجت أتكلم بس بلعت صوتي ! نسيت
كيف كان صوتي من
سنين !! . . نسيتتته .. * بكلمتِها هذه أخفضت
رأسها وهي تشه ُق ببكائِها*
ِهي
دقائِق من البُكاء و صوت شهقا ٍت ال ينت
ال ُجوهرة و للتِّو تعلم ت الكالم : لما جاني وليد ! قلت دكتور نفسي ومتفتح
يمكن يقبلني ! حسيت أني وال شيء ! حسيت بشعور يساويني بالحشرات
!! أنقهرت من نفسي لما فكرت بوليد بهالصورة ، بس تركي رفض
أجبرني أقولك ماأبيه و أنا كلي كنت أبيه ... هدم حياتي ! و لما شفت
سلطان خفت ! أعرف مين هو ؟ و أشوفه بالجرايد كثير ! خفت من





شخصيته .. خفت كثير حتى من صوته .. مالي حياة مالي بداية ... طيب
وين نهايتي ؟ معلقة ماأعرف وين أبدأ !
وبصو ٍت موجوع أكملت : حبيته ألنه زوجي غصبًا عنِّ يا يبه حسيت ِي
بطعم أمان ماشفته
سنوات ،
سنوات وأنا أحس كأني مرمية في حر ب
و حصار !! يالله يايبه لو تعرف كيف لما أصحى عند سلطان كنت واثقة
أني ماراح أشوفه ، كنت واثقة أنه سلطان بيحميني
رفع عينه إلبنته وهي تح ِكي بجرحٍ عميق ، تمنَّى ان يبكي ؟ يا وجعه وهو
العُمِر بهذا يتمنَّى أن يب ِكي و يشه ُق ببكائِه لسبب وا ِحد أن ال يجعل إبنته
نعومة أناملهم ال يبكون فـ بعد هذا العُمر
تتغَّر ُب بدُمو ِعها ، هُنا الرجال منذُ
لم يعِِّود ُهم
ٍ
إن تمنُوا البكاء حتى يخ ُّف الحمل عليهم يُواج ُهون ِجدار ُمجتمع
على البُكاء كما عَّودهُم على الضحك.
ال ُجوهرة و الدُم ينزف من أنِفها ، تركته يُل ِطخها : شفت شي نسيته ..
وبكيت ألني عارفة أنه راح يطلقني وأنه مايبي وحدة ماهي بنت ! . . يبه
تعرف وش تمنيت ؟
واِلدها يعي ُش جل ًدا لذاتِه كيف غفل عنها كل هذه السنين ! ُرغم أني كنت
قريبًا ج ًدا ِمنها ، ُكنت أريد أن تُفضفض لي بكل ما يُحزنها ، كنت بجانبها
دائِ ًما لكن جهلت أن أقرأ عينها . . بقي ُت أميَّا ال يفقه بالقراءة شيء حين
طرق ال ُحزن باب أبنتِي.
ال ُجوهرة : تمنيت أعرف أن ِطقها له ، كسرني الصمت ! كسرني كثير حتى
نسيت كل الكلمات الحلوة ، كنت أبي أعيش معاه زي كل المتزوجين ..
كنت أبي أمارس حقي بالحياة !! كنت أبي بس هالحياة ماتبيني .. فقدت كل
شيء ! فقدت كل شيء .. رددتها و اوجعت واِلدها بها
أردفت : و خسرت سلطان ... أهانِي كثير بكالمه وأوجعني .. محد
صدقني إال أن ت .. محد يبيني إال أنت .. وأكتشفت محد يحبني عشاني
الجوهرة الكل يحب الشخصية اللي تخبيت فيها طول هالسنين ! . . وأول
من تخلى عني هو .. أول من مديت إيدي له وخذلني هو سلطان . . .
ماألومه بس وش ذنبي ؟. . . مايحق لي أعيش ؟ مايحق لي أفرح ؟ أنا
صرت حتى الضحك أشتاقه





واِلدها بصو ٍت مخنوق : يحق لك ! ويحق للي سلب حياتِك أنه يتعاقب
ُط ِهر األنبياء حتى ال تحِقد ، هي بالنهاية
الجوهرة بحقِد كبير ، ليست ب
َرح
َمح شخ ًصا أنتهك ُعذرية الف
إنسانة مهما بلغت طيبتها لن تست ِطيع أن تُسا
و أف َشل ُحبها الذي شعرت به للمرةِ االولى إتجاه شخ ٍص يُدعى سلطان :
أبي حقي منه ، الله ينتقم لي منه !!!! الله ينتقم لي منه وال يترك في قلبه
راحة...
واِلدها و هذه الكلمات كأنها حديٌد تحت الشم ِس يغلي في دماغه ، أخيه
يُدعى عليه بهذه الصورة البشعة.
،
بصو ٍت ُمرتبك يُكمل : وفجأة لقيتها طالعة من الصالون بشكل غير ، غادة
ماهي موجودة معاها و وليد منقطع ماأشوفه
مقرن : مجنون أنت ! كيف تركتهم!
سعد : والله أني مراقبهم بس مدري وين أختفوا
مقرن : الله يو ِِّرط العدو زي ماورطتني ! سعد أسمعني غادة الزم تعرف
مكانها
في ِمثل هذه اللحظة يد ُخل عبدالعزيز مبنى العمل بلب ٍس عسكِري يزي ُده
ِرض خفيفة ، وفي خصره سال ٌح أسَود ُم
هيبة ، بشعٍر قصير و عوا هيب
بعته العسكرية في حزامه من
وفي جيبه نظارته الشمسية المطويَة و قُ
الخلف و بخطوا ٍت قليلة يد ُخل سلطان خلفه.
عبدالعزيز ألتفت عليه : صباح الخير
سلطان : صباح النور . . و َسار مِعه بإتجاه مكتبه و يُسرة و يُمنى يِقف
الموظفين و يلقون التحيَة عليهم.
مقرن : غادة مايصير تجلس مع وليد دقيقة وحدة ! أقلب باريس عليهم !!
مفهوم ؟





فُتِح البا ب بهُدوء
ِم لي على األهل . . أغلقه
ِّ
ِع مجرى الموضوع : وسل
مقرن بإبتسامة يُضيِّ
قبل أن يسمع رِِّده.
سلطان : مين ؟
مقرن : سعد
سلطان : سعد ؟ خير صاير شي
مقرن أشار له بعينه و كالُم ا ُمتقن العيون ُهن
سلطان : مافيه غريب وبعدين عبدالعزيز مانخبي عنه شي
عبدالعزيز جلس ب ُمقابله يعلم أنه – يطقطق – عليه بهذه الكلمات ،
مقرن : أبد بس يقول وا ِحد ألمانِي دخل بيته بباريس و نهبه ومالقى غير
أمه و باين عليها ماهي متأثرة ! تخيَّل مع أنه فيها أشياء ثمينة راحت
سلطان ويفهم تما ًما ألغاز مقرن وأن األلماني يُقصد به وليد ، و نهب
باريس يعني غادة لكن كيف : كيف نهبوا بيته ماهو حاطين عليه مراقبة ؟
مقرن : هنا المصيبة تعطلت الكاميرات في الوقت اللي أنسرق فيه
سلطان : طيب وأهله فيهم شي ؟
مقرن : قلت لك أمه شكلهم مخرعينها أو مسوين لها شي ! يقول من
الصدمة حتى راحت صالون وصبغت شعرها وتبي تتشبب وتركت
الحجاب الله اليغضب علينا
عبدالعزيز ضائِع بينهم ، يشعُر بأن ُهناك شي ٌء مفقود بمحو ِرهم
سلطان : و أخته ؟
مقرن : طارت الطيور بأرزاقها
ِن مقرن : ال حول وال قوة اال بالله
سلطان وفهمها من عي
مقرن : مدري وش أسوي قلت له يطلع لي هاأللماني من تحت األرض !!
تعرف فيه أوراق مهمة وأشياء تخصه ومتضايق عليها
سلطان : طيب شف وضعُهم ماأبغى يتضرر أحد من عايلته
مقرن : تطمن من هالناحية . . عن إذنكم .. وخر َج تاركُهم
عبدالعزيز رفع حاجبه بإستغراب : حتى حواراتكم صايرة تثير الشك
سلطان : أنت اللي تبي تشك بأي طريقة .. وقف





عبدالعزيز تن َّهد
ِق شعرك ال يطول أكثر
ِّ
سلطان : وحل
عبدالعزيز وقف ليسير خلفه ُمتجهين لساحة التدريب : قصير بس أنت
ِّي الزلة
تدِِّور عل
سلطان ألتفت عليه وبح َّدة فمزاجه هذه األيام ال يحتمل : أسمي سلطان
ماهو أنت !! تأدب
عبدالعزيز : تعال أضربني بعد
سلطان وحج ٌر مربع ثقيل رماهُ على عبدالعزيز ليرتطم بصدِره ، مسكه
بين كفوفه وصدره يتو َّجع من الضربة ولكن أظهر بروده.
سلطان جلس على ُكرسي يُقابله ُكرسي فارغ آ ِخر تحت شم ٍس حارقة :
أجلس
عبدالعزيز يُنزل الح َجر على األرض و يجِلس
سلطان : بعلمك طريقة تساعدك لأليام السوداء
عبدالعزيز بسخرية : أيامي كلها سوداء حدد
سلطان : الحمير بروحهم اللي يحددون
عبدالعزيز رفع حاجبه بغضب من كلمتِه : هالمرة أنت اللي تأ َّدب
سلطان : الزم تتو َّعد على هالكلمات ! ألنك ماراح تسمع حبيبي وعزوزي
وقلبي وحياتي
عبدالعزيز شتت نظراته بعي ًدا عن ُسلطان ، ُممت ِعض من حديثه
سلطان : أبوك الله يرحمه لما كان يدَّربني قالي أحنا نتلفظ عليك بألفاظ
شينة ماهو تقليل إحترام لكن أنت ر ُجل قدوة والزم تسوي على أعصابك
كنترول
عبدالعزيز تمتم : الله يرحمه ويغفر له
سلطان بإبتسامة على ِذكرى سلطان العيد : كان يناديني يا حمار تعال هنا
و ياكلب و كل األشياء الشنيعة اللي تخطر على بالك حتى مَّرة تأخرت
ِي يقول
َّق شعِري وبالموس جرحني و لما يعصب منِّ
على الصالة وحل
راسك كبير على الفاضي وكنت أعصب منه كثير الله يرحمه وكل اللي
كانوا في دفعتي نادوهم بهاأللفاظ ! وماهو معناته أنه مافيه إحترام ! أل . .





كانوا يخلونا نتعَّود عليها عشان إذا سمعناها بالشارع من أحد مانتهَّور ألننا
محنا مواطنيين عاديين ، إحنا عندنا أسلحة ممكن واحد يستفزنا ونفرغه
عليه ! كان الزم نضبط أنفسنا ، وألننا بمجتمع أكثر شي يستفزه هذي
َو الكل رة كانوا
مات كانوا يدربوننا على أساسها بس لما رحت تُركيا بد
يستفزونا بالضعيف ويشبهونا بالحريم وبالشواذ جنسيًا ألن عندهم هناك
هذي الكلمات اللي تستفز الشعب زي ماأحنا نعظم كلمة حمار وكلب والى
آخره من هالكلمات وتستفزنا !! وطبعًا فيه ناس كثير من دفعتي ماعجبهم
الوضع وعلى طول أنسحبوا ماعرفوا يتعودون
عبدالعزيز وعيناه تغرق في عين سلطان وهي تح ِكي ،
سلطان يُكمل : أنت منت قادر تضبط نفسك ، أدنى شي يستفزك ! وأنت
منت عادي يا عز ، أنت بإيدك سالح مرخص يعني منت مواطن حالك
ِّي شخص ثاني ، مانشره على أحد ال ع َّصب وتنرفز
حال أ من كلمة لكن
نشره على شخص مسؤوليته األمن ، فيه دورة بتجي بس مطولين عليها
بتكون بالجزائر إن شاء الله وراح تكون فيها ، بعدها بتترقَّى وبتنضم
رسميًا هنا
عبدالعزيز وعيناه ُمندهشة
سلطان : أول مرة بتكون صعبة عليك بعدين راح تتعَّود وأنت ق َّدها وقدود
، شهر تدريبات شاقة و بعدين شهر بتكون في الصحراء وبدون أدوات
إتصال وال أكل ! وبتعتمد على نفسك وتدِِّور على أكلك و النوم بيكون
ساعة في اليوم ، بس بالبداية كذا بعدين راح يجي أسبوع بتكون وجبة
وحدة في اليوم و يوم اإلثنين بس للنوم ألنه نص األسبوع وطول األسبوع
أنت صاحي ، التفهم هذا إنه تعذيب ، دايم الناس تشوف أنه التدريبات
تعذيب ! بس بالعكس ، بكرا ال صارت حرب الله اليقوله وآسروك !
بيعطونك أكل ؟ طبعًا أل الزم تخلي عنده مقدرة وقوة أنك تتح َّمل الجوع
ألطول فترة ممكنة و إن صارت حرب أنت مفروض عينك ماتنام ألن
ماتدري العُدو متى يباغتنا ! فالزم تسي ِطر على ُمعدل ساعات نومك ، لو
قارنت نفسك بعد التدريب مع شخص عادي راح تكون قدرة اإلحتمال
عندك أقوى منه بكثير ، وألنك ر ُجل وطن .. ماوِِّدك تفتخر بنفسك وتقول





أحمي ديني وديرتي ؟ ورجال األمن يا عبدالعزيز عيب عيب يكونون
ُضعفاء !! وال ُضعف هنا أقصد فيه النوم و األكل و لهو هالدنيا !!
عبدالعزيز : فاهم عليك
سلطان : ممكن تتعَّرض لعقوبات كثيرة من أتفه غلط ، إذا تأخرت ثانية
عن الصالة أنت ممكن تجلس طول اليوم واقف تحت الشمس !! ماأبالغ لو
قلت تجلس ساعات ونهار بطوله ، أهم شي الصالة وفيه محاضرات دينية
ُمدربين بيصيرون ألطف معاكم
دايم بالمنتصف و على آخر الشهور ال
وقريبيين
عبدالعزيز : كم مدتها بالضبط ؟
سلطان : بوسعود منسقها لكن آخر ماأتفقنا عليه هي
ش ُهور لكن بعدها
الزم شهرين في الطاي ف و إن شاء الله إن ت َّمت راح تستلم هالرتبة *أشار
لكتفه*
ُط
عبدالعزيز وعينه تتأم ُل كتف السلطان و ال ُرتب ِة التي عليه وبدأ يخي
األحالِم من جديد ،
،
تطر ُق الباب : عبور أفتحي يختي ماأبي أنام وان ِت متضايقة ، أكيد أبوي
يبي يقولنا ! يمكن أحنا فاهمين غلط
وال يأتيها رد ،
مع صمتها أردفت*
رتيل : أنا شعري حتى لما يتعَّدل مايكمل حظه .. *
أدري سامجة بس أبي أضحكك ، يالله أفتحي الباب وال بتصل على أبوي
وبقوله وش شفنا ووش صار بعد
عبير تفتح الباب وعيناها ُمح َّمرة ، خيبة كبيرة تُصاب بها من واِلدها
رتيل : من جِدك تبكين ! والله لو أنه زوجك ومتزوج عليك . . جلست
على السرير . . ماله داعي كل هالبكي!
عبير : هو خبَّى علينا ألنه يعرف أنه غلطان
رتيل : طيب ليه غلطان ! بالنهاية يعني أبوي ونحبه لكن ر َّجال الزم





يتزوج ِكذا وال ِكذا الزم ُحرمة في البيت بعد مانغيب إحنا !
عبير تُشيح نظرها بعي ًدا عن رتيل وهي تب ِكي بصم ت
رتيل : بكر إن تزوجنا مين يبقى عند أبوي ! يعني التفكرين بأنانية
عبير : وش أنانية ومين هذي بعد ! طيب كان قال لنا نختار له وحدة
نعرفها وواثقين فيها ماهو بالخش والد ِّس
رتيل : يالله .. *تأفأفت* نظام قديم مرة حقين سندريال وزوجة األبو
شريرة . . أضحكي بس يقال قابضة على أبوي في شقة دعارة ! تراه
زواج وبالحالل يعني خذي األمور ببساطة
عبير : احر ماعندي أبرد ماعندك ، طول عمرك عقلك محدود وتفكرين
بتفكير مراهقة مايهمك اال نفسك!!
ُظر لعبير كيف أندفعت بالتعليق
رتيل وأختفت اإلبتسامة من وجهها وهي تن
عليها
عبير بغضب : رتيل أصحي !! وش عادي أنه يتزوج بهالطريقة أصالً
أنتي لك عقل عشان تصحين وتفكرين زي الناس
رتيل بصم ت – مصعُوقة– ُمتجِِّمدة
عبير تأفأفت : وتقولين أخذي األمور ببساطة !! وش هالبرود اللي عنِدك !
ِب علينا بعد وتقولين لي أهدي
أقولك أبوي متزوج وماندري مين هي ومكذِّ
رتيل بهُدوء : يعني وش أسوي ؟
عبير بصراخ : وأنا وش يدريني وش تسوين !! واللي يرحم والديك
ِب الخاطر وال أبلعي لسانك ،
ياتقولين شي يطيِّ
رتيل بلعت ريقها ، لم تستوعب بعد أ َّن هذه الكلمات تخرج من عبير
عبير بعصبية : آل تطالعيني كذا !!
رتيل : ألني ماني فاهمتك
عبير : ماهو ألني ماني واضحة بس عقلك وقف عند نقطة معينة !!
رتيل : أن ِت قاعدة تحطين حرتك فيني وبس ؟
عبير : رتيل بالله أسكتي ماني ناقصتك
رتيل بغضب : ال ماتقولين كالم ِكذا وبعدين تقولين أسكتي
عبير : وش تبيني أقولك !! إيه أنا قاصدة هالحكي ! ، أنتي تعرفين زين





أنك فاشلة بالحياة وبكل شي ! ُعمرك سويتي شي صح بحياتك ! عمرك
فكرتي صح ! دايم تطلعين من مصيبة وتدخلين بمصيبة ثانية ، عندك شي
عادي زواج أبوي ألنك متعودة على المصايب !! أن ِت منتي قادرة حتى
تفكرين زي الخلق والناس !! أن ِت لو تموتين محد بيذكرك بشي ألن مالك
وجود أصالً ، فشلتي أبوي كثير بأفعالك و الحين جاية تعلميني كيف أفكر


إعدادات القراءة


لون الخلفية