الفصل 55

والدتها : أنتِي وش بالتس منكتمة الله يكتم عدوينتس
ُمهرة : أسمعك يمه
والدتها بسؤا ٍل ُمبطن : صار بينتس وبين يوسف شي ؟
ُمهرة تف َّجرت أوردة جسِدها و وجهها ومازال يُوسف يُراقب وجهها الذي





تُحرج اآلن ؟
َ
يقل ُب لل ُحمرة اآلن ، ِمم
والدتها تضحك لتُردف : إيه عفيَّة على السنعة دللي رجلتس بس
ُمهرة كادت أن تضحك من نبرةِ والدتها ولكن كتمت ِضحكتها بين بُكائها
لتتحَّول تلك الضحكة إلبتسامة شقية ترت ِسم عليها
ِّي تناقضات هذه
ُمغلق ، أ
يُوسف ومازال جاِلس على الكنبة أمام التلفاز ال
في مالمحك اآلن ؟ تبكين ثم تُخجلين ثم تبتسمين.
والدتها : قضى صياحتس ؟
ُمهرة ضحكت ضحكة قصيرة لتُردف : إيه
والدتها : أضحكي بس وش لتس بشقا الدنيا الحقة على ال ُكبر وحزنه يا يمه
ُمهرة : تآمريني على شي ؟
والدتها : سالمتتس
ُمهرة : الله يسل ِمك ، بحفظ الرحمن .. وأغلقته لتقع عيناها في عين يُوسف.
يُوسف : شخبارها ؟
ُمهرة : يهمك تعرف أخبارها ؟
يُوسف بهُدوء : إيه يهمني
ُمهرة : بخير
يُوسف بعد أنا طال الهُدوء قطعه مرةً أخرى : طيب جهزي نفسك راح
نطلع
ُمهرة : وين ؟
يُوسف : بتشوفين بنفسك
ُمهرة : ماأبغى
يُوسف بهُدوء أكثر : ممكن ؟
َرده ، صمتت لتتجه للحمام وتُغسل وجه
جاء طلبُه ألط ف من أن ت ها من
ِر البُكاء والكحل الذي يُش ِّكِل هاال ٍت حول عينها
آثا .
يُوسف أتجه للسري ر ليأخذ هاتِفها ، نظر للتاريخ األسَود ذاك ، مع من
" عبدالله " .. من عبدالله ؟ في هذا اليوم لم تتصل إال عليه
ِم ،
كانت تُكل ! ِّ
من خلفه : تطَّمن ولد خاِلي
يُوسف ألتفت عليها وبعتب وا ح : كان ممكن تقولينها لي في ذيك اللحظة ِض





ُمهرة : ليه تعاتبيني وكأن فيه شي بيننا !!
يُوسف : أن ِت تشوفين الزواج ِكذا ؟
ُمهرة : أنت تشوف الزواج ضرب و غصب !!
يوسف : أستفزيتيني
ُمهرة : قهرتني
يُوسف : صبرت عليك كثير وطَّولت بالي أكثر لكن أنتِي اللي جنيتي على
نفسك
ُمهرة : طيب ... جلست على ُكر ِسي التسريحة
فهم مقصدها ، وأردف : قومي ماراح آخذ من وقتِك كثير ، ساعة وراح
ترجعين
ُمهرة : وين بتوديني ؟
يوسف بحدة : ُمهرة !!
ا كما تتأمل نظرته الحادة عليها ،
ُظر لعينه ، لم تتأمل بعينه ُمسبقً
ُمهرة و تن
غرقت في تفا ِصيل عينه حتى شعرت وكأنها تعُد شعُر وجهه.
يُوسف : ألبسي عباتِك وال تتأخرين . . أنتظرك تحت .. وخرج
،
في ليل ٍة ض َّجت بها مسا ِج ُدنا بسكينة القرآن ،
ُه بلسانه جانِبًا حتى يتح َّدث : وين رتيل ؟
دخل وفي فِمه السَواك أمال
نطقت من أما ِمه و تج َّمد بل ُصِعق و أنظا و عقله ي ُدور ُدون ِره تتشتت
خي ٍط يُف ِكر به بإتزان : متــى!!!
.
.





.
.
أنتهى
َّونة " بضحكة يُردف : لما عالباب يا حبيبي منتودع بيكون الضو
لم َحة مل
بعدو شي عم يطلع بوقف طلع فيك و ما بقدر أحكيك وبخاف تودعني و
تفل و ما ترجع "
لمحة رمادية " قال بغضب : اللهم أني صايم ، أسمعيني زين لو ..لم يُكمل
حديثه وهو يراها تستلعن وتعطيه ظهرها ، هذا ماكان ينقصه ، صعب ج ًدا
مهما بلغ قد ُر من أمامه أ َّن أحد ُهم يُعطيه ظهره ، لم يتمالك نفسه وهو
دها من شعرها"
يش ُّ
كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة )( تقبَّل الله مننا صيامنا وقيامنا يارب
،
عساكم من عَّو $: اده يا جميلين
نلتِقي بإذن الكريم - الخميس-
راح نرجع لمواعيدنا القديمة ، كل خميس و أحد إن شاء الله.
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
و ال ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و ُسوريــا , كان الله في عونهم و
و أعوانه عجائِب قُ . اللهم أرنا في بشا درت ك ٍر





*بحفظ الرحمن.
قلتها منذ زمن
عندما تكون اآلثام طريقا للجنه..
بدوت بمقلتاها
قاتال الدين له..
اقتات على الحب
بتلذذ
و أنا أذيقها
وجعه
بصورة تسقطها
دون سقوط
و تخنق
كل آه..
أستل أنفاسها
أنينا أستمتع به..
ال أشعر بالذنب
أبدا ال أشعر
بل





بمتعة ال حدود لها..
تروقني عبراتها
و انكسارات
تأبى الخضوع لي..
إنها سبيل
ال سابق له
أن أشعرك الذنب
و أنا أبتسم..
أجعلك
كتائهة ال تعلم
مالذا..
فأنا أدرك جيدا
أن ثغرك لن يبصق
الحقيقه بل ستظل
ضعفا أفترسك به..
*وردة شقى
،
ُ في زاويـة ال ها يتكأ على الشك ، ماذا حصل مع إبنتِي ؟
بيت ، ُمت ِكأة و عقل
هذا ما يشغُل تفكيرها و يعق ُد بين خيوطه بأ َّن ش ِكها يقين : ياربي بيذبحني
أبوك هو وبنته





ريان و ُمتملل من هذا الموضوع : يمه يعني وش أسوي ؟ قلت بروح لهم
وعيَّا !! تبيني اتصل على سلطان ؟ ِكذا بتحرجينا يمكن بنتك غلطانة بحقه
وأبوي راح يشوفها
والدته بعدم إقتناع : آل الجوهرة مستحيل تغلط بحقه
ريان : ال تثقين فيها كثير !! الحريم ناقصات عقل
والدته بتذُمر : يالله عاد نسمع للمجنون الثاني ! أستح على وجهك ناقصات
هالعقل ربوك ولوالهم ماجيتوا
ريان : ماقصدت اسيء لكم بس أقول أنكم ماتفكرون زين
والدته بسم الله عليك ياللي تفكر زين من إتصال واحد طلقت مرتك
ريان تن َّهد : خل تجي بنت عبدالله و أذكري منى قدامها !!
والدته : أكيد ماراح أذِكرها أنت تسنَّع مع بنت الناس ..... صدق ذكرتني
وش صار على األثاث ؟
ريان يرت ِشف من ُكوب قهوته ويُردف : كل شيء تمام
والدته بعد صمت لثواني : راحوا الثنتين وجلست لحالي
ريان : وأنا ؟
والدته : البنت غير
ريان بإنفعال : وش غير ؟ الرجال أفضل منهم ! ولو يقولون أختار شخص
ِشك أما البنت وش تفيدك
تعيش معاه العمر كله أكيد الواحد يختار ر َّجال يعيِّ
فيه
ِّخك ! بكرا تهين ريم
والدته : أستغفر الله بس أنت متى تِفِّك هالعقد بمِ
عشانها بنت ! يالله ال تحسابنا حتى بعصر الرسول عليه الصالة والسالم
بطلوا هالعادة وأنت للحين بالجاهلية األولى
،
في يِده ال ُكوب يعت ِصر حتى رماهُ وتناثَر ُزجاجه ، أنحنى بظهره قليالً
بيد يه الوا ِسعة ، أنفاسه مازال ت تتصا َعد وكأنه للتِّو ليُمسك رأسه خرج من
حر ب.





يشعُر بأ َّن رتيل أستفزت كل قَّواه ببكائِها ، مق ُهور ، غاضب ، سيء ..
سيء هذا الشعور ، أرهقته و ج ًدا ، كِلماتها سهٌم ينفذ من قلبه وال يرحم ،
َ ضعفت إلى هذا ال
لم يراها بذا ِك ال ُضعف من قبل ؟ ِلم حد ؟
ِهي ماذا يح ُصل بي !! وصلت لمرحلة حتى عقِلي توقف بها عن
ياإل
التفكير.
َّود لو أ ِّن أقتلع بُكائِها ، أن أقتلع عيناها من األساس ، نظراتِها أكرهها ،
أ
أكره تِلك النظرات.
ِرزة وأعصابه تتفتت من شِِّده عليها ، ينت ِظر أن يأتيه أحد
عروق يِده با
يرى سَو ليُفرغ غضبه عليه وال ى ِظله
أغمض عيناه لثواني .. هي اللحظة من تخ ُطفنا ِلما نَّو ُد نسيانه
يسي ُرون بجانِب حماِم السباحة الخاص بالشاليه القريب من شواطىء
فرنسـا.
عبدالعزيز ُمدخل كفوفه بجيُوب البر ُمو َدا و عيناه ُمغطاةٍ بالنظارة الشمسية
البُنيـة
نا ِصر يضع على رأ ِس عبدالعزي بعة من القش و عينِه تُغطيها النظارة
ز قُ
الشمسية السوداء
غادة : أوقفوا جمب بعض بصِِّوركم
نا ِصر وقف بجانب عبدالعزيز و ب ُمشاكسة من عبدالعزيز تأبَّط رأس نا ِصر
ِمن نا ِصر أضحكت عبدالعزيز لتلتِقط غادة ال ُصورة بتلك
، و رفسةٌ
الحركات العفوية
نا ِصر : أنا أوريك .. ويدفعه على حمام السباحة
غادة و تدفع نا ِصر خلفه بضحكة : إال عزوز
ِر ًجا : عاشت بنت سلطان
عبدالعزيز يحذف نظارته خا
وفي ُمنتصف الحو ُض العميق ، عبدالعزيز يدفع وج ِه نا ِصر للغرق و
نا ِصر يُبادله الحركة
غادة : يالله يامزحكم الشين ... تعالوووووووووووووووووووو
عبدالعزيز يهمس بإذن ناصر : دراما ... فهمه نا ِصر ليبدأوا بالتمثيل





وكالعادة يكذبون وال تتعظ غادة و تصدقهم.
أخذ يُغرقه نا ِصر أمام غادة المتوقعة مثل ُمشاكساتهم
غادة : عزوووز أتركه مافيه مزح بهاألمور
عبدالعزيز يرفسه على قدِمه ألنه مازال يتحرك ، نا ِصر وسينف ِجر من
الضحك ولكن حافظ على س ُكونه.
غادة : عبدالعزيز .. *بجدية صرخت عليه* هيييييييييييييه وش سويت ...
ِّي ... ناصصصر .... *بدأت العبرة تتضح
ناصصر . . أدري تكذبون عل
على صوتها*
نا ِصر لم يقاوم حتى خرج على السطح والضحكة تتسع
عبدالعزيز :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ِّي وتبكي
ههههههههههه شف الغباء تقول أدري تكذبون عل ...
غادة بعصبية : سخيفييين !! يعني فيه أحد يمزح كذا ؟ تحبون ترفعون
ضغطي
ناصر ويسبح بإتجاهها
عبدالعزيز بخبث : ال تنسى بس أني موجود
نا ِصر بإبتسامة يمِّد إيده لها : صدق بطلع ؟
غادة : كذاب
ناصر : والله بطلع
غادة مسكت يِده لتسحبه ولكن هو من سحبها لتغرق معهم بالمياه الدافئة
غادة بغضب : وتحلف بعد!!
نا ِصر يخرج من حمام السباحة : وأنا عند حلفي هذا أنا طلعت
عبدالعزيز : قايل لك ماهو وجه ثقة ... سبح بإتجاهها وخر ُجوا معًا
ُملت ِصقة ، شعرت
غادة كانت منحرجة وبشدة من عبدالعزيز إثِر مالبِسها ال
وكأنها تتعرى أمام أخيها ، إال أنها لم ت ُكن ُمحرجة بوجود نا ِصر بل
ِر خلف ظهِره وتستُر نفسها بنا ِصر بدالً من أن تستتِر خلف
حاولت أن تسي
أخيها.
عبدالعزيز يآخذ نظارته وشعُره يتحرك بحيث الهوا ِء يت ِجه : نرجع لغُرفنا





نبِِّدل بعدها نروح نآكل لنا شي
ناصر : طيب أجل أسبقنا
ألتفت عبدالعزيز عليهم : أل ماأتفقنا ِكذا ، أنا أمس كم رسمت لك خط أحمر
؟
نا ِصر بإبتسامة ذات معنى لعبدالعزيز : وأنا كم رسمت لك
عبدالعزيز ويفهم مغزى التهديد هذا : أنا حطيت قوانيني لك.. أمشي غادة
ِي هالمجنون
ِّ
وخليه يول
ر ضحك ألن غادة تمسكت به و ال يظ ِه نا ِص ر منها إال طر ٍف والبقية خلف
نا ِصر ،
عبدالعزيز : يالله يا رب التفجعني !! غادة أمشي
غادة تف َّجرت بال ُحمرة : طيب .. خالص أنا وراك
عبدالعزيز : والله اني تأكدت أنه ال ُشعراء بياعين حكي ، ضحكت عليها
بكلمتين وصدقتك
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههه خالص بنمشي معك يخي
ذليت أمنا !! نخلص من أبوك وتجي انت
عبدالعزيز وهو يسير : تبوني أطربكم
ناصر : مانتح َّمل النشاز
عبدالعزيز : أنا لوال الحرام كان غني ت وعلقت نص مراهقات الكرة
األرضية فيني والنص الثاني يكرهوني لنجاحي
ناصر : لو فيك خير حفظت القرآن دام صوتك حلو
عبدالعزيز أنحرج : يعني مسوي فيها تسكتني ؟
ِس أنك عرفت
ناصر : ههههههههههههههههههه كويِّ
عبدالعزيز بعناد وبصو ٍت عذب ينطق القصيدة الرقيقة : لما عالباب يا
حبيبي منتودع بيكون الضو بعدو شي عم يطلع بوقف طلع فيك و ما بقدر
أحكيك وبخاف تودعني و تفل و ما ترجع
نا ِصر : العاد تحكي لبناني واللي يرحم والديك
عبدالعزيز بعناد يُكمل : بسكر بابي شوفك ماشي عالطريق فكر أنزل
أركض خلفك عالطريق و تشتي عليي ما تشوفك عينيي و أنا أركض





وراك أمدلك أيديي
غادة صخبت بض ِحكتها :
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
م تلتهمين
فتح عينه وهو ين ِظر لل ُزجاج المتناثِر ، ياااه يا غادة هذه األيا
عقلي بِك ، . . أشتاقُك.
،
ُمتأ ِخر تقريبًا ، في زاوي ٍة بعي ًدا عن
فِي المطعم الهادىء بمثل هذا الوق ت ال
األعيُن الفضولية و األضوا ِء الخافتة تُسيطر على األجواء ، الصم ت
يلت ِحف ُهم ، يُوسف يبحث عن المدخل للمو ُضوع ، تن َّهد بطريقة أثارت الريبة
في نف ِس ُمهرة.
ِر : أبغى أكلمك عن .. حياتنا
أردف وهو يحك جبينه بتوتِّ
ُمهرة وبمثل تنهيدتِه أكملت عنه : منت راضي عنها ؟
يُوسف : أكيد ماني راضي ، ماأطلب منك ُمعجزة لكن اهلي بدوا يسألوني
عنك وينتبهون على صِِّدك .. جامليهم لو شوي ، على األقل نص ساعة
باليوم أنزلي فيها وماهو شرط تحضرين الغداء وال العشاء .. بس جامليهم
!! ماهي صعبة مرة
ُمهرة وضعت كفوفها على أسف ِل بطنها متَّو ِجعة وغثيان يُداهمها ، تجاهلت
هذا األلم : طيب
يُوسف : خلينا نبدأ من جديد ، بحاول أنسى كل اللي صار وأن ِت بعد
ُمهرة : أنسى وشو ؟
يُوسف : أن ِت فاهمة قصدي
ُمهرة بقهر : آل ماني فاهمة !!
يُوسف بحدة عين يه : ُمهَر !! ة
ُمهرة ضعفت لتتساقَط دُموعها ، كل شيء بهذه الحياة ال يكَمل مِعي ، أراد
ِي ُرو ِحي
لم يكِفه بأ َّن أخيه خطف منِّ
و أبِ أن يُشِر ي و ا ِخي و وطنِي بنِي ذُالً





.. لم يكِفه أب ًدا حتى أراد أن يتمل . َّك جسِد ي بأهوائِه
يُوسف : بكرا رمضان خلي النفوس تصفى
ُمهرة بنبرةٍ موجوعة : مين الزم يعتذر ؟ أنا وال أنت !! بسهولة تقول
أنسي !! تبيني أمشي مثل ماتبي ومثل مايبي مزاجك متى ماتبي نبدأ صفحة
جديدة ومتى ماتبي تنهي حياتك معي .. وأنا الزم بكال الحالتين ماأناقشك
يُوسف : ماأبغى أناقشك في اللي صار من قبل ، أن ِت تذكري أفعالك
ِّي .. كم مرة تغاضيت عن كالِمك ؟ لو غيري كان ذبحك
التحطين اللوم عل
لكن قلت اصبر و اسوي نفسي ما اسمع لكن خالص ماعاد فيني أصبر
أكثر .. أنا أبي أرتاح ماني مضطر أعيش بهالضبابية
ُمهرة : وأنا بعد أبي أرتاح
وبكلمٍة
يُوسف : طيب وأنا قاعد أقولك الحل .. ننسى ونبدأ من جديد .. *
أردفها ونظراته مشتتة بعي ًدا عنها* نبدأ كـزوجين.
ِرع بنبضه ، تشعُر وكأ َّن روحها تِقف
ُمهرة رفعت عينها و قلبها يتسا
ب ُحنجرتها بحديثه هذا.
يُوسف يضع عينه بعينِها : أنا وش ممكن أسوي أكثر من كذا ؟ بالنهاية أنا
ر َّجال ولي متطلباتي ومثل ما لك حقوق لي حقوق .. أبد ماني مجبور
أسمع منك كالم ي ِِّسم البدن و أسكت !!!! ماعاد عندي صبر أكثر إما نعيش
زي العالم والخلق وال كل واحد يشوف طريقه
ُمهرة هذه ال قب "
ِن بحديثه ُمختلف ، ل
ِّطِ
ُمب
" الطالق " ال
مَّرة كان وق ُع
َس حالالً
ولي
"
حرام
ُمطلقة " يُشعرها باألسى على نف ِسها وكأ َّن الطالق "
ُمجتمع لها .. صعب
ُشِرع مثل ما ُشِرع الزواج و ليس بعي ٍب لكن نظرة ال
ج ًدا أن تتقبَّل وهي بهذه البيئة ولكن كرامتها تُهان أي ًضا .. األولى أن
تك ِسب كرامتَها و إن كان سيُكلفها الكثير : طيب كل واحد له حياته
يُوسف يشرب من كأ ِس الماء ال ُزجاجي ليُردف ببرود عكس مابداخله :
مثل ماتبين .. بحاول ألقى لي يوم أوديك فيه حايل
ٌمهرة : ماأبي أرجع حايل
يُوسف بنظرةِ شك من أن ي ُكون فهمها خطأ
ِّي عالقة فيني
ُمهرة :
أق ِصد يعني طلقني ومالك أ





يُوسف بغضب : كيف مالي عالقة وين بتروحين يعني ؟ مالك أحد هنا!!
ُمهرة : دراستي بعد رمضان راح تبدأ
ُد صوته : وش دخلني بدراستِك !! اليكون تبين تجلسين
يُوسف ومازال يحتَّ
بروحك هنا .. آل يا حبيبتي غلطانة هالنظام مايمشي معي
ُمهرة بحدة وهي تغرز أصابعها ببطنها : بتكون مطلقني وش دخلك فيني
بعدها ؟ مالك حق تتدخل بحياتي بعد الطالق
يُوسف : تروحين ألمك و هناك بكيفك إن شاء الله تروحين المريخ
ُمهرة : أل
يُوسف : عشان خوالك ؟ . . ماله داعي تتحججين بدراستك
ُمهرة بعد ثوانِي طويلة : أنت وش تبي مني
يُوسف يُؤشر على الطاولة بأصبعيه : إما زوجة أو مطلقة .. وغيره
ماعنِدي
ُمهرة : وأنا أخترت ومالك دخل فيني بعدها
يُوسف بحدة : اليكون تبين تجلسين في بيتكم وبروحك !! وال ...
قاطعته : أحفظ لسانك ماني بنت من الشارع عشان تحكي كذا
يُوسف : حافظه قبل ال أشوف وجهك .. فهميني كيف تعيشين هنا بدون
ر َّجال ؟
ِر ُعمري
ُمهرة : أنا أق َدر أدبِّ
يُوسف : يا صغر عقلك بس
ُمهرة رمقته بنظرات حاقِدة
يُوسف : ال تنرفزيني أكثر .. الليلة بنهي هالمصخرة اللي عايش فيها !!
ُمهرة بصو ِت ُمرتجف حاولت أن تُظ ِهره بإتزان : خالاص ودني حايل
ٌم يُ بين أهدابه يكاد يفي ُض
وسف لم تر ُمش عيناه وهو ينظ ُر إليها ، جحي
بحممه على ُمهرة
ُمهرة : أنا ماني رخيصة لك وال لغيرك ، مكان أنهنت فيه ماأرجع له ..
وأنت ماق َّصرت
يُوسف بعتب : من أول يوم قلت لك أنِي ُمستحيل أعايرك بشيء لكن أن ِت
اللي عايرتي نفسك وأن ِت اللي أجبرتيني .. أن ِت بنفسك أخترتي أكون





قدامك بهالصورة ألن لو كن ِت محترمة هالزواج ولو شويَّة ماكان غصبتك
على شيء ماتبينه
،
أغلقت أزارير قميصها و من فوقه معطفها الِذي ي ِصل لفوق ُركبتِها قليالً ،
أخذت حقيبتها الكُروس و بين كفوفها ملف ين بلو ِن ج الفحم ، قبل أن تخر
"
سحبت ورقة لتكتب عل يها " أنا رايحة ) َكــان ( و مفتا ِحي عند الحارس
أغلقت باب الشقة جي ًدا و أتجهت لمحطة الِقطار ، سا َعة بالتمام حتى
وصلت للمحطة ، جلست في مقا ِعد اإلنتظار وأخرجت هاتفها ، أتصلت
على واِلدتها وال ُمجيب .. تن َّهدت وهي تضعه في جيب حقيبتها ،
ُمغادرين ، التأمل هوايـة تستسيغُها دائِ ًما ،
رفعت عينها لتتأمل بمالمح ال
تذ َّكرت كيف كانت هي ورتيل عندما يجتمعان يِقفن بأعلى ) السطح ( حتى
ُم مراهقتهم كانت " شنيعة و
يُراقبن الما َّرة في ساعات الفجِر األولى ، أيا
" العرابج
ج ًدا " ألنهَم ة" ا ببساطة تق َّمصن أدوار
ُمتجه إلى مدينة
سمعت الصو ُت اإللكترونِي الِذي يُنبه عن و ُصول القطار ال
ُمتحرك لتذهب إلى مسا ُر
كان ، أخذت حقيبتها الصغيرة و صعدت السلم ال
القطار.
دخلت القطار وكان ُمزدحم نو ًعا ما ، ُمصمم على جهتي ن وبينهما ممر
للحركة ، وكل جهة تح ِوي مقعدين ُمقابل مقعدين وبينهم طاولة.
ُمريبة تتجه إليها بسبب حجابها ، جلست
لم ترى أي مقعِد فارغ و األنظار ال
ٍز عا ٍل بما يقرأ ،
ٌمقابل شخص ُمغطى وجهه بالكتاب و واضح أنه في تركي
أختارتهُ ألنه وحي ًدا ليس بجانبه أحد وال ب ُمقابله أي ًضا.

ساعات ال أعرف كيف ستُق ِضى بهذا القطار و أجوائه السيئة ُرغم
إتساعه و تخيلت بأنها ستجلس لوحِدها ولكن ُصِدمت بالواقِع.
ِر
من أما ِمها فرك عين يه لينزل الكتاب قليالً وتلمحه ، بشرتُه مائِلة للس َما
تُذكرنِي بشبابنا و عيناه ُمظلمة كالليل ، ُمثبت نظارته الشمسية على
قليالً
ِري و فوقه
سكارف " بخامة برب
شعره القصير ، حول رقبته يلت ُّف "





جاكيت أسود و يظهُر معصمه بساع ٍة ذو جلٍد أسود يب ُدو أنه من األثرياء
يركب " قطار ؟ " الطيارة أسهل وبساعة ونصف
َ
ولكن إن كان ثريًا ِلم
سي ِصل .. غريب!!
" أستغفر الله
لم تُكمل تفكيرها وتأ ُملها بالشخص الغريب حتى سمعته يتمتم
العظيم و أتوب إليه "
فتحت فِمها بصدمة و بعفوية بمثل الوقت غير ُمصِدقة ، تمنَّت لو ان
األرض تبتلعها اآلن شعرت بالخجل و بال ُخِزي من انها تجلس بقُرب أحد
الخليجيين تفهم نظرتهم للفتاة و تعرف كيفية تفكيرهم ؟
لو انها جلست بجانب أحد الفرنسيات ستتح َّمل ُمضايقتها بالنظرات ولكن
تح َّمل أب ًدا أن تجلس بقُ . لن ت رب رج ٍل خليجي
أغلق الكتاب ونظر إليها ومالِمحه مازالت باردة
َّون
أستوعبت أفنان حتى شتت نظراتها بعي ًدا و مالِمحها البيضاء تتل
بال ُحمرة.
:السالم عليكم
أفنان بصو ٍت خافت : وعليكم السالم
بعد صم ٍت لثواني أردف : متضايقة ؟
أفنان بربكة : هاا ؟ آآآ .. أل يعني أل
ِن صفة أسنانِه اللؤلؤية : ألن الطريق طويل الزم تكونين مرتاحة
أبتسم لتُبيِّ
َ جلست ُهنا ،
أفنان ولعنت نفسها بداخلها مرا ًرا وهي تشت
ُ م نفسها ِلم
ُحادثه ؟
ِهي كيف سأ
ساعات كيف ستقضيها ، يا إل
:نواف
أفنان بفهاوة : هااا ؟
:إسمي نواف
أفنان حكت جبينها بتوتر : والنعم ..
نواف : جاية هنا دراسة ؟
ِّي دورة
أفنان بربكة : عل
نواف رفع حاجبه بعدم فهم
أفنان : أقصد عندي يعني دورة شغل و ِكذا





نواف : بالتوفيق
أفنان وهي تُخفض نظرها و كل ماأتى ببالها لو ريـان يعرف بما يحصل
اآلن أكاد أجزم أنَّه سيُقطعنِي قطع أمامه
نواف : من الرياض ؟
أفنان : أل الشرقية
ُخرى و ال شيء يُذكر
دار الصمت مرةً أ . .
قطعه و ُصول المرأة األربعينية ذات ِهندام ُمرتب وبيِدها جها ٌز رماِدي يأخذُ
ُمستطيل
شكل ال
أخرج نواف تذكرته لتقطعها من هذا الجهاز
أفنان بربكة تبحث عن تذِكرتها بحقيبتها ، من التوتر عيناها تسقط مئَة مرة
على التذكرة ولكن ال تأخذها ، مَّرت ثواني طويلة وتكاد تتعَّرق من
ربكتها.
مَّدتها إليها
بإبتسامة بادلتها األربعينة : رحلة موفقة.
نواف أخذ كتابه ُمجدًدا ولكن هذه المرة تركه على الطاولة و يقرأه وهو
منحنِي بظهره
أفنان أنتبهت لهاتفها ر َّدت على والدتها : يا هال
والدتها : هالبك ، شلونك يمه ؟
أفنان : بخير الحمدلله أن ِت شلونك ؟
والدتها : بخير الله يسلمك ، كنت نايمة يوم أتصلتي
أفنان : كنت بطمنك الحين بروح ل َكان بنجلس كم يوم بعدين نرجع لباريس
والدتها : ومين معك ؟
أفنان بتوتُر : آآآ .. ضي .. صديقتي ضي معي
والدتها : إيه زين ال تروحين بروحك أنتِي بديرة كفار يخطفونك بسهولة
ُمشرفين ماهُم مقصرين
أفنان أبتسمت : آل وال يهمك فيه رقابة علينا و ال
والدتها : الحمدلله ،
أفنان : شلون أبوي أتصلت عليه أمس وجواله مغلق
والدتها : والله مدري عنه هو واختك وراهم علم





أفنان : وشو ؟
،
في صباحٍ روحانِي ، يرتع ُش البي ت بصو ِت القارئ ياسر الدوسري ، في
المطبخ تل ِّف ريم السمبوسة وبجانبها هيفاء و ُمقابلهم نجالء تل ُّف ورق
العن ب
بإبتسامة عذبة : هذا أول رمضان مع منصور
هيفاء : يجيب الله مطر بس
نجالء : أحسه هالمرة غير ب ِجد
هيفاء بطنازة : وش رايكم تحتفلون ؟
نجالء : أن ِت وش يفهمك ؟ ماتعرفين قيمة البدايات ، يعني أول رمضان
أول عيد أول كلمة أول..
قاطعتها هيفاء : التجيبين العيد بس
ي
نجالء ضحكت لتُردف : ربي يحفظه ويخليه ل
:آميين ،
ريم : صدق نجول متى والدتِك ؟
نجالء : نهاية رمضان بس يارب بعد العيد
سمعُوا أصوا ٍت تتعالى ، أنتاب ُهم الخوف .. و جبين ُهم يتعر ُج بخطو ِطه
ال . ُمستغربة ، خر ُجوا لمنتصف الصالة
من ُصور : إذا أنت منت كفو وقاِدر ليه تتزوجها ؟
يوسف ببرود : أنا كفو وقادر لكن هي طلبت وأنا ماأجبر أحد ، بكيفها
تنقلع لحايل وال أل ِّي زفت !! مالي دخل فيها وال أحد له دخل
منصور : مراهق أنت !! الطالق عندك لعبة ،
واِلده ُمقاطعًا : أنا ماأرضاها على بناتي يتطلقون بهالصورة ! تبيني
أرضاها على بنت الناس ؟
يوسف تن َّهد : هذي حياتي .. *نطق الكلمات ببطىء شديد* حياة مين ؟
ي !! ولحد يتدخل فيها ماني بزر تحركوني
حيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــات





مثل ماتبون!
واِلده : آل بزر دام بتتصرف بهالطيش أكيد بزر
يُوسف : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
والدت ُهم : اللهم أننا صايميين بس ، تعوذ من الشيطان اليضحك عليك
أبليس
يوسف : أبد الشياطين ماهي ُحولي اليوم !! قراري مآخذه بتفكير وبعقل
والده : حشا والله منت مطلقها وهي مالها أهل
يوسف ب ُسخرية ممزوجة بغضب : واللي بحايل حاشية سمَّوها ؟
ِّي
والده بحدة : أحفظ لسانك وال ترفعه عل
يوسف جلس وهو يتن َّهد : لو سمحتُوا أطلعوا من السالفة!!
والدته : طيب ف ِكر ، ص ِّل والله حرام اللي قاعد تسويه ِ إستخارة .. حرام
بنفسك
يوسف : مالله أراد يتم هالزواج ! يعني وش أسوي ؟ أكيد خيرة ومهي
نهاية الدنيا ، تروح تشوف حياتها وأنا أشوف حياتي
والدته: إال نهاية الدنيا أنا عندي الطالق نهاية الدنيا ، بكرا ربي يعاقبنا في
خواتك
يوسف : وش يعاقبني ! يمه الطالق حالل وش فيكم أستخفيتوا كأني
أكفرت
منصور : يوم طقيت الصدر وقلت بتزوجها كان الزم تف ِكر ماهو تتزوج
إستهبال يومين وبعدين تقول بطلقها !! أنا كان ممكن أتزوجها وال هبالك
هذا!!
بعي ًدا عن ُهم ، توجهت أنظار ُهم لنجالء الواقفة بين ُهم ، شعَرت بغثيا ن وهي
تسم ُع من ُصور يقول ِمثل هذا الكالم ، أرتعش قلبها بغض ب و ألم ..
أنسحبت من بينهم صا ِعدةً لألعلى والقهُر يفيض.
،
أسفَل فُرا َشها ، كحلها ُمسا ٌل كغجرية بعين يها هذه ، جسِدها ُمرهق تشعُر





بأن ال قُدرة لها على الوقوف ، ُمتعبة وبشدة .. حد أنَّها ُمتضايقة من
الشمس ال لكن ال طاقة لها تجعلها تتجه لنافِذتها وتُغلق الستائِر. ُمتطفلة و
هذا أول رمضان تبدأهُ بهذه الصورة ، كان يجب أن تستشعر بروحانيته من
أو ِل لحظة وثانية ، ُرغم كل تصرفاتِي إال أ َّن رمضان شهٌر إن حاولت
التمر ُد عن روحانيته وقف عقلي أمامي وأي ًضا والِدي ليُذِكرني بقراءة
آن و األج ُر العظيم الذي يح ِِّف الثالثين يو ًم . القر ا
ُمتناقص
لم تأ ُكل شيء من أمس ، سوء التغذية بدآ يظ ُهر على وزنها ال
بإستمرار ، أغمضت عين يها لتفتحها ودمعا ٌت تهِرب لتلت ِصق على خدها ،
َما سمحت لها و ر َّدت
لم تُف ِكر بصفعة عبير التي لو كانت بظرو ٍف ُمختلفة ل
بإندفاعها الدائِم ولكن كان شعُورها واقِ ٌف و قلبها غير ُمتزن و جسِدها
بأكمِله ُمضطرب ، تزَّوج!!
ٍر تام ، قاسي ج ًدا يا عِزيز ، لو أنَّك تحف ُظ أمر زوا ِجك بعي ًدا
ب َك ت بإنهيا
َما خسرت شيء ولكن ق ِصدت أن تُهينني أن تجرحني وأن تُحزني ..
عني ل
ي وفقط
تُريد أن تُحزنِ .
من هذه أثير ؟ تذ َّكرت الفيديُو اللذي رأته في باريس عندَما كانت تبح ُث
بتطفُل عن شيء يُبعد مللها في تلك األيام ، تذ َّكرت وهي تراه مع عبير و
" طبعا أنت محجوز ألثير وغصبًا عنك بعد
أخت يه و كلماتِهم
ههههههههههههههههههههههه ، التي تُشبه عينا عبدالعزيز ر َّدت عليها :
مين قال أثير ؟ الياحبيبتي"
يب ُدو أنه كان على عالقة معها منذ حياتِهم ، كل هذه الفترة كان يحبها ، و
ُربما كان يُكِلمها ويتحدث معها بالساعات و ... يشتاقُها .. و ... " تب ِكي من
تفكيرها ، غير قاِدرة على تجاوز ُحبه "
يُتبع
،

وضع السالح في مكانِه على خصره وهو يُخرج نظارتِه الشمسية ، ألتفت





على عمته : صباح الخير
عمته : صباح الورد يا ورد
سلطان ضحك ليُردف : غازليني بس عاد ماهو بنعومة
حصة بإبتسامة واسعة : وأنت ورد فيه أحسن من الورد ؟
سلطان أبتسم : مايرضيني هالغزل
حصة : نفس أبوك ال الكلمة الحلوة تعجبكم وال الكلمة الشينة
سلطان : مين قال ؟ أن ِت كل اللي تقولينه حلو
حصة : والله ياسلطان تعرف تتغزل
سلطان : هههههههههههههههههههههههه ماجربتيني
حصة : والله الزواج غيَّرك
سلطان تغيرت مالِمحه للبرود مرةً أخرى
حصة : إيه ذكرتني أبي رقم الجوهرة
سلطان : وش تبين فيها
حصة : ِكذا ، أبي أكلمها
سلطان : ماعندها جوال
حصة أبتسمت : وش هالتصريفة الغبية!!
سلطان رفع حاجبه : ألني عارف تفكيرك ، أطلعي منها يرحم لي والديك
حصة : والله مانيب قايلة شي بس بتطمن وأسمع صوتها
قاطعُهم د ُخول العنود
سلطان رفع حاجبه : من وين جاية ؟
العنُود و تُليِّ تُبطىئه بدلع : رحت الصالون ِن صوتها و
سلطان : صالون الحين ؟
العنُود : مالك دخل .. يمه شوفيه
سلطان يحاول أن يُحافظ على هدوئه : حصة بنتك ذي عقليها ال والله..
ِّي بعد !! أسمعني زين يا روح أمك مالك
العنود تقاطعه بعصبية : تحلف عل
حق تحاسبني بتصرفاتي منت أبوي وال أخوي
سلطان ويشعُر بأ َّن الكون ينخسف به من أ َّن " إمرأة " ترفع صوتِه عليه ،
ألتفت عليها





وقفت حصة أمامه : ماعليك منها خالص أمسحها بوجهي .. *ألتفتت على
العنُود وبعينِها تترجاها أن تعتذر*
العنود : مالي دخل يمه شوفي لك صرفة مع ولد أخوك هذا!!
حصة : أقول أبلعي لسانك
سلطان وللتو ينتبه بأ َّن ال وجود للنقاب ، : وكاشفة بعد ؟
العنُود بدلع : إيه مالك دخل لو أطلع ببكيني
سلطان نظر لعمتِه ثم أردف : اللهم أني صايم ، أسمعيني زين لو..
العنُود بإستلعان أعطته ظهرها لتتجه لغرفتها
سلطان و غض ٌب يُثار في صدِر تِه ويسكت .. ه ، لم يست ِطع أن يُقِِّدر عم
ش َّدها من شعِرها بقوة و كان سيضِربها لوال أ َّن
حصة سحبت يَد سلطان ِمن شعر إبنتها ُمترجية
سلطان بعصبية : لو أشوفك طالعة أقص رقبتك .. أنا أعلمك كيف تعطيني
ظهرك ... خرج و تركُهم
العنود بكت ولم تُبقى شتيمة لم تقُ ده لها لتُردف : يعجبك يمه ؟ أنا يمد إي
ِّي .. مالي دخل ماأجلس في بيت هالمجنون
عل
حصة : وأن ِت ليه تراددينه ؟ وبعدين كيف تعطينه ظهرك وهو يكلمك ،
تدرين أنه هو عصبي آل تسببين لنا مشاكل معه
العنود بعناد ودُموعها الناعمة تعانق بشرتها البيضاء : ماأبغى ، أعيش عند
أبوي أكرم لي مية مرة منه
حصة : وتخليني ؟
العنود : أجل أخليه يتحكم فيني !!
حصة : أن ِت أشتري راحتك وال تحتكين معه وال تطلعين بلبسك الضيق !!
ألبسي شي واسع وطرحة تغطي شعرك مايصير بعد يشوفك على الطالعة
والنازلة كأنك وحدة من محارمه
العنود : عشتِّو !! بجلس أتغطى في البيت اللي بجلس فيه ومفروض أني
آخذ راحتي
حصة : عيب وقبل اليكون عيب مايجوز ، لو أنك محترمة حدودك معه ما
كان مِّد إيده عليك





العنُود : ماتفرق طول عمره يشوفني
حصة : آل تعاندين
العنود وهي تتجه لغُرفتها : أنتم تبون يصير فيني مثل ما صار بالهبلة
سعاد!!
،
َحد ُمرتاح ُرغم أ َّن الجو م ب ُمشا ِحنا ت أطرا ف عديدة ،
مَّرت األيا آل أ
الروحانِي يُسا ِعد على السكينة و الهُدوء ، ال ُحزن ينه ُش بأطرافِها و
الكبريا ُء يقتِل قل . َب األخرى ، النساء الحزينا ت خلف ُهن رجال ُمتغطر ُسون
ٍن يُغرز ببطنها
لم تُحاِدثه إال بأسلو ٍب جا ف ُمنذ ذاك اليو م ، تشعُر بسكي
ال تذكرت كل ِمته. ُمنتِفخ كلما
منصور : انا بنام باإلستراحة اليوم ال تنتظريني على السحور
نجالء : رجعنا لألستراحة وأيامها
منصور تن َّهد : إيه
نجالء : يالله صبرك
منصور : ان ِت وش صاير لك ؟
َّع
نجالء : أبد أتدل
ِعي على راحتك يا عيوني
ِّ
منصور ضحك ليُردف : تدل
نجالء : أحر ماعندي أبرد ماعنِدك
منصور : تراني ماني فاهم وش تقصدين بس إذا كان موضوع راسمه لك
هبالك ماأبي أسمعه
ِي وتلحق
نجالء : يعني أنا هبلة ؟ إيه ماهو أنت قاِدر بسهولة تتنازل عنِّ
ورى زوجة أخوك
من ُصور وتغيَّرت مالمحه للح َّدة : نعم ؟؟
نجالء بقهر : أشوف حتى يوسف وهو زوجها يوم تكلم عنها رحت دافعت
!!!
منصور : أستغفر الله بس .. أقول أعقلي وال تفتحين على نفسك باب





مايتس َّكر
نجالء وتستنتِج ما يُحزنها : ذبحت أخوها عشانها ؟ أكيد !! أكييد واضحة
أنه لك يد في هالعايلة .. تعَّزها وال ماتدافع عنها ِكذا اال بسبب
أصالً
منصور بغضب يعل جالء قسم بالله لو تجيبين هالسيرة على ُو صوته : ن
ِّي ليوم الدين
لسانك تحرمين عل
نجالء وبك ت من حلفه : لهدرجة أنا رخيصة عنِدك ؟
ِرج : إيه
منصور بعصبية وهو خا ...
،
ال حدي . ٌث بينهم وال تجتمعان حتى على الف ُطور
صباح الغد سيشهد ح ُضور واِلدها الخائِن بنظرها ، كانت جافة ب ُمكالماته
السابقة وحاولت أن تُشعِره بغضبها و ُكرهها لكِذبه وهو يعلل أسبابه
بإنشغاله بالعمل.
ِزل طرحتها بعد أن أتت للتو من صالة
جلست على األريَكة وهي تُن
ُحادثها ، مهما كان تبقى هي ال ُصغرى و التوبيخ ليس
التراويح ، يجب أن أ
حالً ، هي تحتاج لح ٍل أكثر من حاجتها لل ُصراخ والغضب ، ولكن في تلك
َي ، صعدت
ِّي من ُكل الجوان ب و أكملتها ه
الليلة كان الغضب ُمسي ِطر عل
لألعلى لتفتح باب ُغرفتها بهُدوء.
تسللت على أطرا ِف أصابعها حتى وصلت لسريرها وجلست على طرفِه :
وضعت يِدها على يِد رتيل و ُصعقت من برودتِها ُرغم
رتيل ... رتول .. *
أ َّن التكييف ليس بهذه البرودة*
ا عليها : رتُول حياتي ... أخذت الماء الذي
بدأت نبضاتُها تتخبَّط خوفً
بجانبِها وبللت كفوفها ومسحت وجهها .. رتييييل ..
ركضت وعلى طرف الدرج صرخت : أوزديييي
أتتها ُمسرعة األخرىYES:
عبير : قولي للسواق يج ِِّهز السيارة بسرعة ونادي ساندي .. أتجهت لغُرفة
رتيل وهي تُخرج عباءةً لها وتُلبِسها وكأنها ِجثة ال تتح َّرك وال يُطمئِنها





سَوى نبضاتُها المستشعرة من ُعنِقها.
لها ونقا ب
أتجهت لغُرفتها هي األخرى وسحبت طرحةً
ساندي وقفت ُمتفاجئة من منظر رتيل الهزيل ومالِمحها الشاحبة و ماحَول
عين يها ُمح َّمر ، حتى هي لم تتعَّود أن ترى رتيل بهذه الصورة.
تساعدت هي وسانِدي بحم ِل هذا الجسِد الضعي ف ، ودقائِق بسيطة حتى
ُمرسيدس السوداء من قصِر أبو سعود
خرجت ال
السيارة كان دا ِخالً عبدالعزيز بعد ما أنتهت الصالة وفي فِمه
ِ
وعلى خ ُروج
السواك ، ن دي َظر ألوزِدي ناداها : أوز
ألتفتت عليه
عبدالعزيز يُحرك السواك بلسانِه يمينًا ليتح َّدث بوضوح بعد أن غابت عن
عينه هذه األيام : وين رتيل ؟
minutes ago she went to the
: تضيق محهاِومال ديِأوز
hospital
عبدالعزيز تج َّمد في مكانِه ، آخر ماتوقع سماعه UP S'WHAT:
WITH HER ?
أوزدي هزت كتف يها بعَدم معرفة
عبدالعزيز يُخرج هاتفه وهو يت ِجه نحو سيارته ، يت ِصل على السائِق وطال
اإلنتظار ولم ي ُرد.
بدأ الغضب يرتسم طريقه بين مالمحه الحادة ، قا َد سيارته لخارج الح ي ،
ال بُد أن ُهم بأقرب مستشفى ،
ُمهتَّز وكان السائِق : ألو .
في آخِر .. وينك ؟ .... طيب إشارة رفع هاتفه ال
مع السالمة .. وأغلقه ،
بدأت خيوط عقله تتشابك فيما بينها ، ماذا ح َصل لها ؟
ُمستشفى القريب ، ر َكن سيارتِه بطريقة
هي دقائِق طويلة حتى و َصل لل
ُمستشفى ليسأل : رتيل عبدالرحمن آل متعب .. تَّوها
غير نظامية و دخل ال
جت
رد الموظ ف اإلدا د : أكيد بالطوارىء من هالجهة * وأشار له* ِري بإجها
ُمشار إليها وتراجع عندما رأى عبير ، عرفها ُرغم أنها
أتجه للجهِة ال





ُمتغطيَة من أسفِلها حتى أعالها.
وقف بعي ًدا حتى ال تُالحظه ويب ُدو أنها تنت ِظر خار ًجا ورتيل بالداخل ،
ثوانِي قليلة حتى ش ِهد ح ُضور مقرن بجانب عبير ، تراجع أكثر للخلف
حتى ال ينتب ُهوا له.
مقرن : بشرنا
ِضح : معاها إنهيار عصبي راح تتنَّوم كم يوم
الدكتُور بإرهاق وا
مقرن : نقدر نشوفها الحين ؟
الدكتور : تقدرون بكرا إن شاء الله
مقرن : يعطيك العافية .. ألتفت على عبير .. وش صاير ؟
عبير لم تُجيبه بشيء وقلبها مازال يتصاعد بنبضاتِه وكأ َّن روحها ستخ ُرج
ُها في مرحلة من الغضب على ذاتها و القهر
، فِكرة أن تخ َسر شقيقتها تجعل
و تأنيب الضمير وأشيا ٌء سيئة كثيرة ، هي على إستعداد تام بأن تتنازل
ِّي شيء ُمقابل أن ت ُكون بخير
وتعتِذر لها ، تُريد ان تفعل أ .
مقرن : عبير أكلمك !! .. وش صاير ؟ أكيد في مصيبة صارت خلتها
تنهار
عبير ب ُصوت مرتجف : مدري
مقرن : ماأبغى أبوك يعرف ، قولي لي منتي خسرانة شي
عبير : تهاوشت معها وبس
مقرن : وبس ؟ الحين رتيل تبكي وال يجيها إنهيار عشان خناق بسيط ؟
ِّي هالحكي
ماهو عل
عبير ألتزمت الصم ت
مقرن : طيب أمشي خلينا نروح ونجيها بكرا وقفتنا مالها داعي
عبير : مقدر أنام عندها ؟
مقرن : أل .. بكرا من الصبح بنكون عندها .. إذا أتصل أبوك ال تجيبين
هالطاري هو ال جا يعرف من نفسه
عبير : إن شاء الله
ب ُمجرد إختفائِهم من أمامه ، أتجه بخطوا ٍت واثِقة لغُرف ِة رتيل ، دخل
والس ُكون يتو َّس ُدها .. سحب ال ُكرسي البالستيكي ليجلس بجانبها.





عيناها ذابلة و بشرتُها السمَراء تشت ِكي الش ُحوب ، شفت يها وكأ َّن أحٌد سحب
اللو ُن الزا ِهي ِمنها ولم يُبقي سَوى البياض ، شعرها البندقِي ُمغطى بقُبعٍة
بالستيكية و ثيا ُب المستشفى المنقوشة باللون األزرق ناعمة و خفيفة ج ًدا ،
و يِدها اليُسرى يخترقُها أنبُو ِب ال . ُمغذي
ِها
ُوسه ، خلخل أصابع كفِّ
ِ جل
ِله بهُدوء وعاد لموضع
أنحنى على جبينها ليُقبِّ
الباردة بكف يه ، لحظات صامتة و عينه ال تر ُمش ِمنها ، مَّرت ساعة
بدقائِقها الطويلة ولم يتحرك من مكانِه ، بإختالف الظروف يعُود الموقف
لي ُدور عليه ، وكلماتها حين همست بها" المحزن بكل هذا أني ........
أحببك .. وتعبك فضحني كثير" ....
ط بتعرجات ألٍم وعيناها مازالت نائِمة
ُّ
بدأت بتحريك رأ ِسها وجبينها يخ
الجفن ، فتحت عينِها بإنزعاج من الضوء
لتُغمضها مرةً أ بجانبها وال حتَى ُخرى دون أن تشعُر بالكائِن الذي يجل ُس
بيده التي تُعانق كفَّها.
ِن
فتحتها و بيا ُض محاجرها ُمكت ِسي باالحمر ، ألتفتت لتقع عينها بعي
ا وال حتى مالِمحه الباردة تُو ِحي
عبدالعزيز ، كان هادىء ال ينطق حرفً
بشيٍء
ِها منه ، نطق عبدالعزيز بعد
ُمنهارة بأن تسح ُب كفِّ
لم تُسعفها طاقتها ال
صم ٍت طال : رتيل
ُمعاكسة لعبدالعزيز ،
رتيل لم ترد عليه وهي تلتفت للجهة ال
عبدالعزيز ترك كفَّها وهو ينظ ُر إل يها بنظرا ٍت . ُمقابلة بالصِّد من رتيل
رتيل بص ٍوت مبحوح ومتعب : أتركني
عبدالعزيز ُملتزم الصمت و كأنه اليسمعها ، يُراقب محاوالتها البائسة بأن
التب ِكي!
رتيل مسحت دمعتها قبل أن تسقط على خدها ، تشعر باإلختناق ، تُريد أن
تضربه .. أن تُقطعه .. أن توبخه .. أن تفعل شيئًا يشفي ما بصدِرها عليه
يُداهمها أو ليس بصداع بل
ٍ
، تنظ ُر لبياض ال ُجدران من حوِلها و ُصداع
قلبُها يتو َّجع و يختنق كثي ًرا.
عبدالعزيز : ليه سويتي في نفسك كذا ؟





ُحبك ؟ أسألنِي حتى أكره نف ِسي أكثر
أ
َ
ِزد بأوجا ِعي أكثر ، أسألنِي أي ًضا ِلم
َّت عن ُكل قوة كانت تكتسيها
، يا ربي دخيلك .. تسقاطت دُموعها .. تخل
فيما مضى ، هي تضعف و تكرهُ ضعفها ، ال ُحب مهما قَّوى بنا جوانب
ُخرى نراها بوضوح كل لحظة
فهو يضعفنا بجوان ٍب أ و ثانية ، غزآ
صدِرها األل . م ، أحاول أن أتشافى منك يا عزيز
عبدالعزيز عقد حاجب يه ليُردف : رتيل
رتيل أتى صوتُها ُمتق ِطعًا : أتـ .. ررررر ... أتركـــنـ .. ـي.
عبدالعزيز ويمس ُك كفَّها من جديد ليفرض نفسه عليها
رتيل حاولت سحب يدها ولم تست ِطع فأستسلمت له ، فالوضع اآلن يجعلها
في حالة ضعف كبيرة
عبدالعزيز بصو ٍت خافت وكأ ِّن أح ًدا يُشاركهم الغرفة : سالمتك من كل
شر
رتيل رفعت يدها األخرى لتضغط على عين يها حتى ال تب ِكي أكثر ، تكره
نفسها إذا ضعفت امام أحد ، ليت واِلدها اآلن معها تضع رأسها على
صدِر يء ، ترتمي بحضنه و تب ِكي دون أن ه وتب ِكي دون أن يسألها ش
تخشى أن يرى دموعها ، مَّرت سنوا ِت ُعمرها وال يشهُد دموعها سوى
وسادتِها ولكن اآلن تحتاج أن تب ِكي أمام كائِن ح ِّي و إن نظر إليها بشماتة
على األقَل تخر ُج الغصة التي في قلبها.
بدأ يُحرك أصابعه بباط ِن كفِّ . ُك ٍل منَّـا مو ُجوع ، ِها ، لس ُت أقل ِمنك سو ًء .
ا فأنا أتوج ُع من
ُك ٍل منَّا يُعانِي جرح من غيره ، لس ُت أقل ِمنك يا رتيل ضيقً
نف ِسي أكثر من وجع غيري على نف ِسي .. أكثر منهم و . . . . و ال شيء
سوى أنني في كل مرة أزيد إقباالً على الموت.
رتيل بدأ صو ُت بكائِها يخ ُرج و يلتهم مسا ِمع عبدالعزيز و تلف ُظ : أطللللع ..
أطلللع من حياتي ماأبغى أشووفك ... وش بقى بتسويييه ؟ .. يكفييي
خالااااص ماعاد لي حيل أتح َّمل أكثر .. أطلللللللللللع
ِها أكثر ، يُريد أن
عبدالعزيز ُمتجاهل كلماتها و يضغط بأصابعه على كفِّ
يوصل إليها شيئًا لكن غير قاِدر على شرحه إال بلغة األصابع و هي ال
تف ُهم عيناه أب ًدا.





ِها ، أنتبهت له و إحساسها يشرح لها ماذا
كتب لها بأصابعه على باطن كفِّ
يكتُب ،
توقف أصبعه عن الحركة ُمعلنًا إنتهاء الكلمات ، زادت ببكائِها وهي
ريد لهذا
ُ
تحاول كتم شهقاتِها وضعت كفَّها االخرى على فِمها الشاح ب ، أ
ي ُم . األلم أن وت
عبدالعزيز أبتعد وهو يتجه إلى الباب وقبل أن يفتحه ألتفت إل يها ونظراته
ُمرت ِكزة بعين يها الذابلة : الظروف ماتجي على الكيف يا رتيل ... وخرج
،
الثانية فج ًرا بتوقيت باريس ،
أنشغل ببعض األوراق وهو يلملمها على ع َجل.
أغلقت حقيبته و ألتفتت عليه و عيناها تفي ُض بال ُحمرة ، أسبوع أعتادت أن
تصحى على ُصورتِه ، أسبوع مَّر كـ يو م : عبدالرحمن
ِزه ورفع عينه لها
أخذ هاتِفه وجوا
ضي بنبرةٍ ُمرتجفة : آل تطَّول
أبتسم وهو ي َّمد ذراعه لها لترتِمي عليه و تب ِكي على صدِره ، بللت قميصه
بدُموعها ، تشعُر بإختناق و كل هذا الكون ال يُفيدها بشيء مادام نب ُضها
يغيب.
عبدالرحمن : وش قلنا ؟ إن شاء الله بس ألقى فرصة راح أجيك
ضي بصو ٍت مخنوق : وهالفرصة ماتجي اال بالسنة مرة
عبدالرحمن : أل ، بتجي كثير إن شاء الله .. مسك وجهها برق ِة كفوفه ..
أهتمي لنفسك وأنتبهي لصحتك وأكلك و للشغل ، التكثرين طلعات و ال
ِّي احد ، حاولي تكونين رسمية مع
تطلعين بليل و ال تآخذين وتعطين مع أ
الكل ألن ممكن يكونون يعرفوني
ضي : طيب
عبدالرحمن : وإن حصل شيء أتصلي على الرقم اللي عطيتك إياه يعني
في حال مارديت عليك





ضي أبتسمت : إن شاء الله خالص تطَّمن
عبدالرحمن يطبع قُ على جبينها : مع السالمة .. وأخذ حقيبته و جاكيته بلة
على ذراعه
عبدالرحمن وكأنه تذكر شيئًا ، ألتفت عليها : صح مفتاح الشقة يعني ال
صار شي بينك وبين أفنان تقدرين تجين هنا وفيه حراسة على العمارة
وبكون متطمن عليك اكثر
ضي : أصالً شكلهم بيفصلوني من هالشغل ألني ماأداوم وال أس ِِّجل
حضور
عبدالرحمن : كلها كم أسبوع ويخلص !! وبعدها نشوف وين نستقر ؟
ضي ضحكت
عبدالرحمن رفع حاجبه : وشو ؟
ِي بكالمك
ضي : نستقر !! يعني ماقلت تستقرين ، بالعادة تفصل نفسك عنِّ
ِك
عبدالرحمن أبتسم : عمري مافصلت نفسي عنِّ
ضي بخجل : يا عسى دايم كذا
،
الس َهر تظهر عل ي . ُهما و الصو م آثار ُدون سحور يُر ِهق
مقرن : طيب ؟
عبير : وش طيب !! يعني أنت راضي يتزوج
مقرن : عبير أبوك ماهو بزر وبعدين وش فيها ال تزَّوج ؟ بكرا ان ِت
بتتزوجين ورتيل بتتزوج مايصير بعد بتحكرين على أبوك وبتقولين له أل
ماتتزوج!!
عبير : طول هالفترة مخبي علينا الله يعلم من متى متزوجها !! يمكن من
سنين وإحنا نايمين بالعسل وال ندري وش صاير هذا إذا ماكان عندنا
أخوان بعد
مقرن : آل تطمني ماصار لهم فترة
عبير شهقت : يعني أنت تعرف !!!





مقرن : ال تحسسيني أنها مصيبة ، إيه أعرف وداري
عبير بإنفعال : وليه مخبين عنَّا ؟
مقرن : ألن أبوك مايبي وعنده أسبابه الخاصة
عبير : أسبابه الخاصة مثل أنه يبي يكون مراهق وهو بهالعمر
مقرن بحدة : عبــــــــــــــــــــــيـــــــــــــر !!! هذا أبوك تكلمي عنه
بإحترام
عبير : هو ماأحترمنا ليه إحنا نحترمه !! أجل فيه أحد يتزوج عقب هالعمر
مقرن : وليه الزواج محدد بعمر معيَّن
عبير : بس هو أبو وعنده بنات وش يبي يتزوج
مقرن : أنا عارف أنك منتي أنانية ليه تفكرين بهالصورة ؟
عبير تن َّهدت
ِس وماله داعي
مقرن : هالكالم ماأبغى أسمعه ال وصل أبوك ، فكري كويِّ
تعلمينه أنك عرفتي
عبير بسخرية : إيه عشان أستمتع بكذبه وهو يقول والله كان عندي شغل
وهو مقضيها معها
مقرن : عبير وش قلنا ؟ عيييب هذا وأن ِت الكبيرة يطلع منك هالحكي
عبير : ألني مقهورة وش هالمصخرة إحنا آخر من يعلم وإحنا مفروض
أول من يعلم بموضوع زي كذا
مقرن بحزم : أنتهينا .. خالص تزوج وأنتهى الموضوع ، ترى أبوك فيه
اللي مكفيه ال تزيدينها عليه
عبير : وش اللي فيه ؟ ماهو كافي عايشين حياة السجون ، إحنا اللي فينا
اللي مكفينا ومحد داري عنَّا
مقرن : أستغفر الله .. أن ِت وش فيك اليوم ؟
عبير : زي ماهو عايش حياته إحنا نبغى نعيشها
مقرن : وأبوك مقصر عليك بشي ؟
عبير : ماله حق يرفض كل اللي يجون يخطبونا!!
مقرن : هذا اللي مضايقك ؟
عبير : آل ماهو بس هذا ، لكن أنا أبغى أطلع من الحياة اللي في هالبيت





ِّي واحد تقدم لك
مقرن : أبوك يدِِّور مصلحتك ومصلحتك ماجت في أ
عبير : أنا أعرف مصلحتي أكثر منه
مقرن بهُدوء : ليه تعرفين أحد من اللي تقدموا لك ؟
ًوا ؟
عبير ُصِدمت بالسؤال : عف
مقرن : ُمجرد سؤال
عبير : طبعًا أل وش يعرفني في ناس ما قد سمعت أسمائهم
مقرن : من خواتهم من أي أحد
عبير بربكة : أل
مقرن وأراد ان يختبرها : غريبة
عبير : غريبة بأيش أنا تكلمت بس َكـ مثال عن أنه أبوي متحكم فينا و هو
ِي
مع غيرنا متهنِّ
مقرن : أنا مو قصدي كذا
ُظر لهاتفها الذي يُعلن عن وصول رسالة ، بدأت فكوكها باإلرتطام
عبير تن
ببعضها البعض من الربكة ، أغلقت هاتفها وسط شك مقرن
أردف : مين ؟
عبير : محد
مقرن : عبير
عبير بلعت ريقها : قلت محد يعني أكيد وحدة من البنات تبارك بالشهر
مقرن تن َّهد وهو يقف : أنا رايح الحين و مثل ماقلت لك التزعجين أبوك
وهو تَّوه جاي من السفر وتعبان
يُتبع

،
َسان وبين ُهم طاولة مثقوبة بطلقا ِت
ِرقة ، جال
في ساحة التدريب الحا





الرصاص.
سلطان : يا نهارنا اللي ماهو معِِّدي
عبدالعزيز : والله منتبه لك بس أنت سريع ، خفف شوي وبعرف
*
سلطان : شف لو ماعرفتها بعلقك هناك *أشار للبُرج العالي
عبدالعزيز أبتسم : طيب
سلطان يُحرك شفتيه بحدي ٍث دون صوت ليُردف : وش قلت ؟
عبدالعزيز ضحك من شدة " الوهقة " : أول كلمة تعال بس الثانية مافهمتها
سلطان : قلت يا حمار ر ِّك ي ماراح تفهمها ِز بس طبيع
عبدالعزيز : ماني عارف وش فايدة هالتدريب الخاي


إعدادات القراءة


لون الخلفية