الفصل 49
طرقت الباب بقوة أكبر وهي تُردف : بابا أبدالرهمان يبي أنتي
بسرئة*بسرعة*
الجوهرة تُغمض عيناها بشدة و كأنها تُجهض السواد الذي حملتهُ لسنوا ت ,
ُمرتفعة تكتم صوتها , هذا القلب مازال
تُجهضه بألَم ال يُطاق , أنفاسها ال
ي
يؤلمها , أشتهت أن تُنادي " يمـه " أشتهت أن تذوب بين أحضانها وتختف
من ُكل شيء , ُحزنها بدأ يتكاثَر من جديد حولها , ليت و لع َّل يأتِي يو ًما
أرى به الفر ُح من حولي يتكاث ر.
عايشة : ماما ؟
الجوهرة وال قُدرة لديها حتى تُجاوب , رفعت رأسها و األمس ال يغيب عن
بالها , تصرفه الوحشي معها لن تنساه أب ًدا , كيف أنه تعَّمد جلدها بطر ِف
الحزام حتى يُق قلها الذي ِّطِ ع الحديد البارز ظهرها .. تو َّجعت من ع
يسترجع ماح َدث وحرارة جسدها لم تب ُرد بع د.
عايشة : ماما جوهرة ؟ بابا فيه ته ت !! *تحت*
هَو باألسفَل ال تكاد تهدأ إتصاالته على هواتف سلطا ن الخاصة والغير
ه ذهب للعم ل
خاصة وحتى مكتبه يتصل به عل . َّ
أتاهُ صوته : هال
بوسعود بعصبية : بدري مررة بدري !!
سلطان وفعال ليس بحالة جيدة حتى يتجادل مع أحد : وش بغيت ؟
بوسعود : أنا في بيتك
سلطان ولم يستوعب , مايحدث له أكبر من إستيعابه ! لن يتح َّمل بأن أح ًدا
آخر يعرف أو يسمع لوم أحد أو يسمع لغض ِب أحد .. يُريد أن يختلي مع
نفسه ويُف ِّك . ِر بإتزان من جدي د
بوسعود قطع هذا التفكير : وينك فيه ؟
ي
سلطان : جا
بوسعود : أنتظرك .. وأغلقه
سلطان الواقف أمام اإلشارة القريبة من قصِره كان سيتجه للمستشفى ولكن
ِره للعودة لقصِره , دخل الح ِّي الـ يض ِّج بالطبقة المخملية الهادئة
غيَّر مسا
حتى أ َّن هدوئها يُقيِّدها بأن ال جيران أو حتى تكوين للصداقات بينه م ,
ُهم الذين يلتقون دائ ًما و عند مس ِجد
الجميع ُمنعز ل عن بع ض ماعدا رجال
الح ِّي . ي ُكون إجتماع ُه م
ر َكن سيارته بالخارج ُدون أن يُدخلها , أخذ مفتاح قصره ولكن أنتبه للباب
الذي يُفتح من قِبَل الحارس الذي أح َّس بصوت سيارتِه , عندما نظر
إلبتسامته أبتسم له بش ُحوب : شلونك ؟
الحارس : نُش ِكر الله
ُمتعب ج ًدا : الحمدلله .. د َخل وعيناه تسقط على سيارة بوسعود ,
سلطان وال
فتح الباب الداخلي وألتفت ليلقى بوسعود.
بوسعود وقف مع مجيئه : وين كنت فيه ؟
سلطان : بالمزرعة
بوسعود : طيب ليه ماترد على إتصاالتي من الصبح وأنا أتصل!
سلطان : ليه وش صاير ؟
بوسعود : قبل كل شي وين عبدالمحسن ؟ ريان دق وقال أنه مارجع الدمام
!! وعايشة تقول طلعت وياه أمس !
سلطان وفهم بأنه لم يعلم بعد : بالمستشفى
بوسعود تو َّسعت محاجره : بالمستشفى!!!!!!!!!!!!!!
سلطان : ال تخاف كل أموره تمام بس نزل ضغطه و يومين بيطلع
بوسعود : طيب ليه ماقلت لي ! و الجوهرة بعد مسكرة جوالها ! أنتوا وش
صاير لكم ؟
سلطان عقَّد حاجبيه بإنزعاج : عبدالرحمن فيني اللي مكفيني واللي يرحم
والديك ال تسألني أكثر
بوسعود :وش فيك بعد ؟
سلطان بسخرية الذعة على نف ِسه : متضايق من الجو الحار
بوسعود رمقه بنظرا ِت مستحقرة وأنصرف ليذهب للمستشفى وقبل أن
ينصرف ألتفت عليه : بأي مستشفى ؟
سلطان : مستشفى الـ*********
نظر للدَرج , أصعد ؟ ال تستحق حتى أن ينظر الشخص إليها , أنحنى
بظهره ليمسح وجهه بكفوفه الجافَّة , رأى أقدام عائشة
رفع عينه لها
عايشة بعفوية : ماما جوهرة مافي يفته*يفتح* باب
سلطان : طيب ؟
عايشة لم تفهمه : بابا أبدالرهمان يجي وأنا يقول حق هوا بس مافيه يجي
سلطان : من اليوم ورايح ال تصعدين فوق وقولي للكل ! وال أشوف وال
وحدة فيكم تصعد بالدرج , أخذي األصنصير وللدور الثالث بس ! أما
الدور الثاني لحد يجيه مفهوم وال ماهو مفهوم
عايشة وأرتعبت فعال ورددت مفهوم أكثر من
مرات من شدة خوفها من
سلطان . . وأنصرفت بخطوات سريعة.
,
رك ُضوا بش َّدة , أستهل ُكوا كل قَّو , ا ُهم بالرك ض
عبير : أوووف مابغت تِِّمر هالساعات
رتيل من شدة تعبها رمت نفسها بحمام السباحة الذي كان من المفترض أن
يكون ذُو ما ٍء بارد ولكن مع حرارة الشمس أصبح ساخن
رتيل وتشتهي البُكاء اآلن : أبي مسااااااااااااااااااااااااااااج
عبير : أنا بدخل آخذ لي شاور وأنام وأنتي قومي المويا حارة
رتيل تُغمض عيناها : حارة وال باردة أهم شي أحس براحة
عبير : طيب قومي عشان مايجي أبوي ويعصب
رتيل : عبدالعزيز مايرجع الحين
عبير : دارية أنه مايرجع الحين بس لو جاء أبوي بيعصب
رتيل : طيب الحين أطلع
عبير ودخل ت للداخل ُمجهَدة تبحث عن الراحة.
ِل لكل
رتيل خرجت من هذا الحوض ومالبسها ُملتصقة بجسدها حتى يُخيِّ
من رآها أنها ال ترتدي شيئًا.
ذهبت للمغسلة القريبة منها والموضوعة من أجل الحديقة المنزلية ,
مسحت كفوفها من الماء و قدميها حتى ال تو ِِّسخ البي ت.
هو اآلخر يد ُخل ومستغرب بشدة عدم وجود سيارة بوسعود أي ًضا وال
سيارة سائِقه , ُهناك شيء يح ُد ث , أكاد أجزم بأنهم يخططون لشيء ,
تأفأف من الطين المتبلل الذي باغت أقدامه.
رتيل تج َّمدت في مكانها , ألتصقت بالجدار حتى ال يراها والمرآة تعكس
مالمح عبدالعزي ز.
عبدالعزيز بحلطمة : أستغفر الله بس .. دخل بيته وهو ينزع جزمته في
القرب من البا ب , بدأ بفتح أزارير قميصه العسكِر ي وعيناه على ال ُشباك
ينظر للالشيء . . حتى أصبح ينظر إليها وهي تسير بخطوات سريعة
ي
للباب الخلِف .
عبدالعزيز وعيناه مازالت تُراقبها وال تكاد تر ُم ش .. أقترب من ال ُشباك ولم
ينتبه للطاولة حتى كاد يسقُط عليها , تأَّوه ُمب ِعًدا النظر وجسده عن ال ُشباك :
آآححح .. عض شفته من ألم ضربة الطاولة في ركبتِه ,
وتمتم : حوبتها ماراحت بعيد.
,
ُظر ألر ٍض طا ِهرة ستُرفرف عيناه بها من اجل غادة وبتمتمة : الحمدلله
ين
الر ُجل الذي من المركز : راضي عنه ؟
ناصر : إيه ومكانه حلو
الر ُجل : طبعًا زي ماأتفقنا بنترك هالمساحة مواقف سيارات والباقي
المسجد
ناصر : أبد ما عندي أي إنتقاد على طريقة التصميم
اآلخر : الله يكتب لك فيه األجر ويعطيك على قد نيتك
ناصر : آمين جزاك الله ِخير .. أنصرف الر ُجل تار ًكا ناصر بهذه األرض
البيضاء
َّى ركعتين عليها ,
وضع هاتفه اآليفون على األرض ليُشير إلى القبلة , صل
ِق تح َّدث بسجوده لله عن غادة , تح َّدث عن ُحزنه لله , الله يعر ُف
عمي
جي ًدا كم من ال ُحب لك يا طاهرة.
م و هو جاِل ًسا على التُربة الحا َّرة
سل . َّ
َرح تحت سقف
ريد هذا الصالح ينتهي بف
ُ
ُكنت صاِل ًحا ج ًدا ل ُحبِك , كنت أ
َو يجمعُنا , لم يجمعنا هذا السق ف ؟ لكن قتلنا ؟ قتلني كيف أنَّهُ و َّسع
ُحبنا
بي قائمة أحالمي , في أول حلٍم كتبته كان أن ِت , وثاني حلم أن يجمعنا الله
وثالث حلم ان يرزقنا الله بأطفا ٍل يشب ُهون والدت ُه م و . . . كل أحالمي التي
د األيام
ُّ
كتبتها في قلبي كانت ألجلك و معك وفيك .. وفي ليل ٍة كنت اع
ي و
الجلها قتلني هذا السق ف الذي رفعتهُ بفع ِل ُحبي لك , بعثَر أمنيات
أحالمي , لم أضع ف بحياتي ك ُضعفي أمامك اآلن , أنا أشعُر بأ َّن ُحبنا
يسمعنا اآلن , أنا أشعُر بأن قلبك هُنا .. أتركي هذا العالم يبصقنِي بالجنون
, لم يُنصف ُمجتمعنا الشرقي ال ُحب يو ًما فـ كيف يُنصف الجنون اآلن ؟
عيناه تتأمل إتساع المكان وكيف يضيق به بذكرى " غادة " , أخا ُف يوم ال
ظ َّل إال ظله أخاف أن يقف بيننا الجنةُ والنا ر , أخشى عليك و على نفسي
.. هذه ال ُدنيا رديئة ج ًدا لذلك لم ي ُكن ُطهرك ليجتمع مِع ي , لكن الجنَّة هي
البقاء.
ي من قَّوة أن أفعل
وعٌد لن اتخلى عنه , وعٌد ألجلك ..سأحاول بكل ما ب
األج ُر لي حتى أفوز برضاه و نيةُ ألجلك حتى يجمعني
الخير بـ نيت ي ن , نيِّةُ
الله ب ك.
,
تدفن رأسها بالمخدة وهي تب ِكي بشدة , تتألم وال أحد ينص ُت لها , قلبها
يتآكل , شي ٌء من الحنين يأكله , يلتهم ماتبق . َّى به
مسكت رأسها تُريد أن ينتهي األلم , تضغط عليه من الجانب ين , ألتفت
للباب الذي يُفتَ ح.
وبصو ٍت ُمثقل بال ُحز ن : يممه
والدتها : وش فيك جالسة هنا ؟ قومي خلينا نطلع وتغيرين جو
رؤى و تش ُك بوجودها اآلن أمامها , تنظر إليها بضياع
والدتها رفعت حاجبها : رؤى وش فيك ؟
رؤى بهمس : يُمــه
والدتها : إيه أمك ! رؤى حبيبتي وش صاير لك ؟
ِن صدمتها بوجودها
ُرؤى وال تص ُدق صوتها , مازالت نظراتها تُبيِّ
والدتها ود َّب بها الخوف , أقتربت منها : رؤى حبيبتي طالعيني
رؤى وعينيها على الباب
والدتها : رؤى طالعيني
رؤى رمشت و دمعةٌ هاربة تلصق بخِدها
والدتها تضع كفوفها على رأس رؤى : فيك شيء ؟
رؤى أغمضت عينيها : مين أنا ؟
والدتها : شكلك مانمتي من أمس و جالسة تهذين
رؤى مازالت ُمغمضة عينها وفي حوار الذات التي تجهله : مانمت
والدتها : رؤى
رؤى : مين أناا
والدتها : بسم الله عليك .. قومي رؤى ال تعورين قلبي عليك
رؤى تفتح عينيها على والدتها : يمممه
والدتها بقلة صبر : إيه أمك .. يالله يارؤى وش صاير لك ؟
رؤى : أشتقت لك
ِج َمت
ُ
والدتها و ل
رؤى ببكاء : وينك ؟ جلست كثير أنتظرك
نت بأن رؤى ليست في كامل وع يها
أم رؤى مازالت مص ُدو َمة و تيق . َّ
ًما : ليه تركتيني ؟ ناديتك كثير ومارديتي .. يمه
َّطع أل
رؤى وتتق
أم رؤى وقد علمت بأن الالوعي يُسيطر عليها : أنا هنا معاك ياروح أمك
رؤى أغمضت عينيها وهي تقترب من حضن والدتها , وضعت رأسها
على صدِر والدتها وتب ِكي بو َجع : أشتقت لك كثييي ر
يُتبع
ِش باألوراق ويفتح بمواقِع الن ت , ع ِّل خب ُر عن طالب يسقُط إسمها
يُفتِّ
سهًو ن واِلدها , أشياء كثيرة يبحث عنها بال هويَّة , يحتاج إسم ا أو خب ٌر ع
فقط كي تتصل هذه األشياء في بعضها ويعر ف من صاحبها ؟ يحتاج فقط
أن يعرف من هي رؤى ؟
التع ب من تسليطها لضو ِء شاشة الال ب تو ب
ِ
تن َّهد و أعيُنه بدأت بمِِّد ذراع .
مرةً أ سماء وا ِح ًدا تلو اآلخر , وال ُخرى يدخ ل لبعثا ٍت لباري س , يقرأ األ
ينذ ُكر إسمها.
سرحت ذاكرته بعي ًدا , أم رؤى تلفُظ بلسانها " غـ. .. رؤى ؟ "
يكاد ينهار عقله من كمية التناقُضات التي يعيش عليها , أحيانًا أرى
ُج أما ِمي حتى أنجذ ُب نحوها فأصدقها ألن لم ي ُكن من حوِلي
التناقُضا ت تتغنَّ
صادقً . ا حينها
ُخرى بإسٍم يبدأ بحرف الغي ن .. غيداء سالم .. غيداء
يقرأ األسماء مرةً أ
مسفر .. غيداء عبداإلله .. غال خالد .. أين أن ِت يا رؤى منهم ؟
مسك رأسه يحاول التفكير بإتزان , عينه على االوراق التي أتت بها أم
رؤى في أ . َّول يو م رأى بها رؤى
رؤى بنت مقرن بن ثامر السليمان , كتب إسم " مقرن بن ثامر السليمان "
في ُمحِِّرك البح ث.
لم يرى خب ًرا له , يحاول الربط اآلن .. مقرن منذ متى متزوج ؟
رؤى ُعمرها اآلن
هذا يعني أ َّن مقرن متزوج على األغلب منذ
سنَة إذا قلنا أنه الحمل أتى بعد زواجه بعدة شهور و
شهور أخرى ..
نظر لألوراق مرةً أخرى " ُعمر والدتها :
"
وليد فتَّح عيناه بعدم تصديق , وبنبرةٍ يُصبِّ .. ِر بها حاله : لحظة لحظة
هذا يعني أنه ُعمر والدتها عند والدتها
سنَة .. لسنا في الجاهلية حتى
أصدق هذه الخرافات كيف تزَّوجت بهذا السن ؟
يحاول أن يُجِِّمع قِّو ط مرةً أخرى , هذه ليست والدتها ؟ اه حتى يُف ِّكِر ويرب
كيف تتجرأ بأن تنسب نفسها لرؤى ! اآلن فهمت سبب هذه التصرفا ت.
أغلق حا ُسوبه وهو يت ِصل على رؤى : يالله يارؤى رِِّدي
في جهٍة أخرى رؤى في إغماءة على صدِر والدتها.
ُظر هذه األم لشاشة الهات ف التي تُضيء , أبتعدت قليال ووضعت رأس
تن
رؤى على السرير وأتجهت لهاتفها لتقرأ " وليد"
تن َّهد ت وأغلقت الهاتف و أخرجت منه الشريحة.
مغلق " , ضرب بقدِمه األرض غاضبًا كل
وليد يُعيد اإلتصال ليأتيه "
شيء يُشعره بأن هذه المرأة ال تُريد الخير لرؤى.
مدد إجازته حتى هذا اليوم فقط من أجل رؤى , واآلن يُحبط من أج ِل تلك
المرأة.
لن تأ ُخذ رؤى منِّ . ِي بأكاذيبها
,
ُظهر األخيرة
ساعات ال
جالس بقربه عند رأسه , قرأ عليه القليل مما يحفظ من القرآن , يد ُعو له
أخرى وهو بمثل
بقلبه ولم يس َكن قلبه لثانية من ترديد ال ُدعاء , مَّرت ساعةٌ
مو ِضعه.
ألتفت للباب الذي يُفتح و نظر لسلطا ن.
سلطان بهمس : ماصحى ؟
ي
بوسعود هز رأسه بالنف
مع هذا الهمس بدأ يفتح عيناه التي ينتش ُر أسفلها من السواِد هاال ت
بوسعود وعينه ال ترمش من على أخيه
عبدالمحس ن وحنجرتِه تفتقر للماء ويتو َّج ُع مع بلعه للري ق
بوسعود فهم أنه يحتاج لماء , أخذ الكأس ومأله لربعه حتى اليشربه دفعٍة
وا ِحدة , أشربه الماء ُدون إندفا ع.
ما إن ألتفت عبدالمحسن ونظر لسلطان وكأنه يسمع لكلمات الجوهرة التي
ُخرى
تطعنه مرةً أ
سلطان و عينه تحكي و عين عبدالمحسن تُجيب.
بوسعود الغير فا ِهم بأحاديث العيُون : الحمدلله على سالمتك طهور إن شاء
الله
سلطان : ماتشوف شر
بوسعُود نظر لهاتفه الذي يض ِّج : دقايق بس .. وخر ج
سلطان أقترب وجلس بجانبه
ُمتعب : وين الجوهرة ؟
عبدالمحسن ببحة صوتِه ال
سلطان بصمت لم يُجيبه
طع كلماته : ضـ .. ضربـ.... لم يستطع أن
ُّ
عبدالمحسن وصوته يتقطع بتق
يُكمل ألن صوته يضي ُق أكثر
سلطان فهمه تماما ومازال صامت يكتفي بالنظر إليه
عبدالمحسن : سلطان
سلطان يُقاطعه : التتتكلم وتتعب صوتك , أرتاح
عبدالمحسن : ماأبي إال أنك تطلقها
سلطان ور َجع لصمتِه
دخل بوسعود بإبتسامة : هذا ريان .. جلس ليُردف : وش منِّه تعبت ؟
عبدالمحسن هذه المرة هو من ألتزم الصم ت
سلطان ويبتسم : مايدري أنه كبر والسفر بالسيارة ماعاد ينفع له
بوسعود : ماترجع الدمام اال بطياره ال تتعب نفسك أكثر بعد
عبدالمحسن : عطني الجوال
بوسعود : تبي تطمنهم ؟ التشيل هم انا كلمتهم
عبدالمحسن : أبي تركي
بوسعود ويضغط على زر اإلتصال بتُر ِكي , أتاه الهاتف مغلق : مغلق
طع صوتِه
ُّ
عبدالمحسن أكتفى بتنهيدة كادت تُعيده إلغماءةٍ أخرى , بتق
ال . ُمتعب وقلبه األكثر ألما بما حد ث
سلطان وق ف ويب ُدو ان البراكين لم تهدأ بعد : أنا أستأذن
بوسعود : خذني معك فيه شغل كثير الزم نحكي فيه .. تآمرني على شي
عبدالمحسن هز رأسه بالرفض
ِل جبين أخيه بتقدير َو محبَّة : ماتشوف شر .. وخ َر بوسعود أنح ج
نى ليُقبِّ
ُمتبِعًا سلطان
بوسعود : ماراح تقولي وش صاير لك ؟ منت على بعضك أبد
و ُهما يخر َجان من المصعَد متوجهين للخروج من المستشفى
بوسعود مع صمت سلطان بدأ يد ِّب في داخله القلق : يخص الشغل ؟
الجوهرة ؟ مين بالضبط!
ِح نفسك وتطمن
سلطان بصوتِه الحاد : ريِّ
ِب زي ماتبي .. تَرى أخترت من اللي راح يروحون للجزائِر
بوسعود : طيِّ
سلطان : أنا بكون مشرف هناك
بوسعود توقف في مكانه مصعوق : نععععععععععم!!
سلطان ألتفت عليه : وش فيك ؟ أنا وِِّدي أدِِّرب
بوسعود :
شهور ! كيف تترك الشغل فيه أشياء أهم
سلطان : وفيه مسؤولين يقدرون يمسكون الشغل وأنت منهم ! ماراح
ي ِِّضركم
بوسعود بشك : أنت تبي تب ِعِّد وبس ؟
سلطان : باقي لها فترة تونا بدري عليها بس تتم ساعتها بنكون مخلصين
أغلب أشغالنا
بوسعود : بس كمبدأ أنت مسؤول عن أشياء أهم ماينفع تروح تدِِّرب طالب
فيه اللي أحسن منك يدربون أما أنت أل
سلطان رفع حاجبه : بتمنعني يعني ؟
بوسعود بحدة أكثر : عندي صالحيات تخليني أقدر أمنعك وماراح تقدر
تعترض
د به بفعل بوسعود
َّ
سلطان بصم ت ينظر إليه و اآلن بدأ غضب آخر يتول
بوسعود : سلطان أنت عارف وش قاعد يصير ؟ الجوهي للحين مسبب لنا
أزمة وخطره بدا يزداد ماينفع تروح كذا
سلطان : طيب عبدالعزيز بيروح بعد ؟ وش تفرق إذا هو أصال أساس
عالقتنا بالجوهي
بوسعود : عبدالعزيز غير ! إحنا من أول ماجاء وإحنا متفقين أننا نرسله
للتدريب وخططنا لهالشي من زمان
سلطان : طيب وأنا أبي أدربه
بوسعود بعد صمت لثواني ليستنتج : مستحيل ياسلطان تدربه إذا إثنينتكم
ماتتقبلون بعض كيف تدربَّه ؟ تبي تزيد حقده أكثر!
سلطان بغضب : ومين قال بزيد حقده !! يخي حرام أدِِّرب!
بوسعود : أنا ماني فاهم تصرفاتك
سلطان : وأنا قلت لك أبي أكون من المشرفين هناك كذا بروح إستجمام
وش رايك يعني ؟
بوسعود إبتسم من سخرية سلطان : طيب إستجمام أختار وقت مناسب
سلطان : ال أنا أبي مع الفترة اللي بيروح فيها عبدالعزيز !! إذا فيه قانون
يمنعني قولي أخاف أنا جاهل بالقوانين بعد
بوسعود : أنت معصب من مين بالضبط
سلطان بعصبية كبيرة تجعل كل الداخلين للمستشفى يلتفتون إليه : يخي
ماني معصب من أحد أنا كذا طقَّت بمزاجي بروح
بوسعود : طيب أدخل السيارة نتفاهم ال وصلنا .. وركب السيارة وهو من
مرور."
قاد ألنه يعرف سلطان في وقت عصبيته ُربما ينسى شي إسمه "
,
ُرغم التعب لم يأتيها النو م , تن بلل يُبلل ُظر لسقف غرفتها وشعرها الم
ريد ان أضعف بإشتياقي له ,
ُ
سريرها .. أشتاقت له .. يالله يا قلبي الأ
َرح عند قراءتها له , تُعيد قراءة رسائِله
مسكت هاتفها لتسترجع نشوة الف
وكأنها للمرة األولى , عيناها ال تك ُّف عن إلتهام األحر ف , حفظت كل
كلمة و كل فتحه و كسرة و أي ًضا سكو ن , تبتسم بسخرية على حالها كيف
أنَّه و َصل لدرج ٍة أن تتعلق كـ تعلقها اآلن به , باغتها بـ رسالة ظهرت فجأة
بشاشتها لتضغط على عرضها " أشتاقُك "
وكأنها كانت بحاجة لسبب حتى تب ِكي , بحاجة لكلمة ترب ُت على كتِفها
وتقُول لها : صب ًرا .. بحاجة أن تُناقِض نفسها كما يُناقض ُمجتمعنا نفسهُ
بال ُح ب , نح ُن بحاجة ُم . ل ِِّحة بأن نناقض أنفسنا
كتبت له " عاطفتِي ُمشبعة بغيرك"
ِمنه " بغيرك ؟ يعني بغير قلبي فأكيد
لم تستغرق كثي ًرا حتى أتته رسالةً
تقصدين عيني"
ُمتناقِضة يقَع , " كيف عينك و
َو قلبها على أشكاِله ال
فتحت عينيها بدهشة ,
انا ما شفتها ؟"
أجابها وكأنه ينتظرها و ُمج ِِّهز الرد " قلبك يعرفها"
"أحاول ألفظها بإعتدال , أنـا م ا أ ب ي ك"
أجابها " أحاول أن أقولها ُدون أن ينقطع نفسي بش َّدة وقعُك على قلبي , أنا أ
ح ب ك "
َرد , يُسكتها دائِ ًما بطريقة
وعينا عبير شال ُل من الدمع , أصابعها تخشى ال
ِوم هذا ال ُحب
ُمستفزة لعقلها الذي يُقا .
كيف لشخ ٍص أن ي ُحب شخ ُص مجهول ؟ ال يعر ُف عنه شيء سَوى صوته
ا في هذه الحياة
؟ ُربما أصواتِنا هي األش ُد صدقً
ُخرى
سأتجاهله . حاولي يا أنا أن تتجاهليه مرةً أ .
,
يب ُدو مشو ًشا يحاول أن يفتح الموضوع ُدون أن يجرح يُوسف بشيء , يعلم
أ َّن يوسف صا ِحب غيرة شديدة و أنني لو لفظت إسمها سيغضب وج ًدا ,
كيف أقول له.
منصور : يوسف
ا
يُوسف ألتفت عليه ُدون أن ينطق حرفً
منصور : بس بسألك كيف أمورك ؟
يُوسف وفهم مايقصد : تمام
منصور : مرتاح ؟
يُوسف : ليه تسألني ؟
منصور : بس بتطمن عليك
يوسف أبتسم : وش فيها الماما ؟
منصور ضحك ليُردف : صدق بتطمن
يوسف : طيب تطمن مرتاح ولله الحمد
من ُصور : وش صار على سفرتك ؟
يوسف : هذا أنا أنتظر إذا ماجت قبل رمضان بضطر أكنسلها
والد ُهم الذي في الزاوية األخرى من المجلس , كان منشغل بالجريدة ,
طواها ووضعها على الطاولة : صب لي قهوة
يُوسف وألنه األصغر وق ف ومَّد الفنجان لوالده : سم
والده : سِّم .. الله عدوك
يوسف وجلس بجانبه ولحقه منصور ليجلس بالقرب من والده
من ُصور : يبه ماكلمت المحامي ؟
والده : كلمته وقالي مانقدر دام تقفلت القضية
يوسف الغير فاهم : وش صاير ؟
والده : نبي نشوف مين قتَل أخو زوجتك بس قالي أنه مكتوب بالقضية أنه
منصور معترف و أنتهت بالعفو
منصور : بس أنا ماأعترفت وال قلت شي بس هالمحامي الغبي تص َّرف
من كيفه
يُوسف بجديَّة : ليه تفتح هالمواضيع ؟ يخي فكنا يرحم الله والديك
منصور : بس أنا أبي أعرف مين اللي قتله ؟
يوسف : يخي وش تبي تدخل نفسك بمشاكل ثانية ! خالص أنتهت القضية
وقضينا
منصور : بس فيه ناس ماهم مصدقين مايصير نظلمهم
يُوسف وفهم مقصده جي ًدا وبحدة : وش قصدك ؟
ِس
منصور : أنت فاهم قصدي كويِّ
يوسف : ال أنا غبي وعقلي صغير وماأفهم باأللغاز هذي
من ُصور ويعرف بأنه يُريد أن ينطق إسمها ولكن مستحيل أن يفعلها ,
وبنبرة هادئة : وأنا عارف أنك فاهم
بومنصور : تذابحوا قدامي هذا اللي ناقص بعد !
يُوسف تن َّهد وألتزم الصم ت
بومنصور : خلوا العالم عايشة ومرتاحة التجلسون تنبشون بالقديم
مه أنا وش دخلني
َّ
يُوسف : عل
منصور : ألني عارف أنك منت مرتاح
يوسف بسخرية على منصور : على فكرة بالتحليل النفسي أنت زيروو
منصور أبتسم : واضح من العصبية أنك مرتاح
ِد
ِّ
يوسف : ال إن شاء الله بكرا بجي وأجلس عندك وألطم وأبكي وأقول *يُقل
ِّي ياخوي قلبي بيتقطع ماذاق طعم الراحة
والله ألحق عل
صوت والدته*
بومنصور وأنفجر ضح ًكا : هههههههههههههههههههههههههههههههههه
صدرك شمالي الله اليضرك
يوسف بإبتسامة لوالده وألجل أن يُزيل الشك من صدِر منصور : على أهل
زوجتي
ِب إذنه أب ًدا حين سمع كالم ُمهرة و رِِّد فعل يوسف
من ُصور ولن يُكذ . ِّ
,
صد ُرها اليهدأ من إرتفاعه وهبوطه , بها من القهر الكثير , تَّود لو تنف ِجر
على يوسف بكل الكلمات البذيئة التي تحفظها والتي ال تحفظها كـ أن تقرأ
عليه كل شيء سيء في الحياة و تنسبه له , عقلها ض ِجر من كثرة التفكير
ِ شِِّر قلبها
, في أو ِل محاول ٍة فعلتها بأن تخد ُع قلبه سقط ت بـ .
ِح شيئًا من
ها تُري
َّ
أخذت نف ًسا عميقً حقِدها , تكرهه و تكره أخيه و ا عل
زوجته و تكره شقيقاته و تكرههم جميعًا بال إستثناء.
,
ِّطِ ع من ضربه .. نزعته
بعد محاوال ٍت بائسة وقف ت , لبسها بأكمله ُمتق
ِرهة لما حد ث
ورمته جانبًا وهي عاقدةُ الحاجبين كا .
لبست أول مالمستهُ يداها في الدوال ب , بيجاما قُطنية بأكماٍم طويلة , ُرغم
الحر هي تشعُر ببرودة أطرافها أو ُربما الوحدة تُشعرها بالبر د.
رفعت شعرها وتركت خصلة لتربُط بها بقية خصالتها على شكل ذيل
ِم ظهرها .. أتجهت للحمام
حصا ن , ومع كل خطوةٍ تخطوها تشعُر بأل
ُمجرمين
وغ َّسلت وجهها نظرت إليه .. ليست هي أب ًدا , مال ُمحها تُشبه ال
ُمتعذبين , أسف ُل شفتِها جرح و جر ٌح آخر على جبينها , وجهها ممتلىء
ال
بالج ُروح الحمراء و األخرى البنفسجية , ومالم ٌح بيضاء ُمصفَّرة ..
ج بالحياة على جسِدها أو يحم ُل على
ضربها سلطان ولم يُبقي لها شيئًا يض ُّ
االق ِل . لونًا طبيعيًا
أغمضت عينيها لتتسلل دمعٍة على خِدها , مسحتها ب ُسرعة وخرجت ,
نظرت للحزام الساقط على األرض بالقُرب من جهة الحمام , لم تمنع
نفسها من البكاء .. بكت وهي تراه كيف أ َّن تلك القطعة الحديدية البارزة
َّطعت جس َدها , من يداوي جروحي اآلن ؟ كل من قال له
بنهاية الحزام ق
ثَ . القلب داويني .. جرحني أك ر من سابقه
جلست والغُرفة تكتسيها الفوضى , كل شيٍء في غير محله , كان سلطان
جنونيًا في ليلة األمس .. ح َّطم كل شيء أمامه أفرغ كل مافي داخله و حتى
بعد هذا لم يهدأ أب ًدا.
تذكرت هاتفها , فتحت الدرج الذي بجانبها وأخرجته , أنهالت عليها
اإلتصاالت الفائتة , تجاهلتها تماما ولكن لم تستطع تجاهل رسال ٍة رأتها "
دِِّوري على غيري عشان تحطين عليه ذنبك , شوفي مع مين مضيعة
نفسك"
ِت , ير ُسل لها هذه الرسالة مع
كاد يقف قلبها , لم تُصِِّدق أب ًدا ضميره الميِّ
علمه تماما بأنه هو من ضيَّعها ؟
ِّي إال ألجل أن
بكت بإنهيار هو لم يرسل إل يراها سلطان و ينخِدع به ,
مسحتها ب ُرع ب و قلبها يئِّ
سنوات يسعى ألن ِن , لن يتراجع ُمجدًدا ,
ي والله ُكلما حاولت أ ِّن أصف ُح عنك و
ا ب
يُمِِّددها بأهوائِه .. يا تُر ِكي رفقً
أتجاوز عن ذنبِك كلما حاولت أن أتذكُر حسنَة أنك عِِّمي و كنت أخي
بالما ِضي جئت و نثر ت كل ل
هذا من عقلي , يا تُر ِكي لمرةٍ وا ِحدة فقط قُ
ِي ألني إبنة أخيك لس ُت بعاشقة
أنك تُحبنِي بأفعالك لمرةٍ وا ِحدة دافِع عنِّ
تهواها ! أنا لس ُت بضائِعة ألتشب ُث بحبك .. والله لس ُت ضائِعة.
,
يك ِّح من فُرط تدخينه , وهو يتح َّدث بصو ٍت مبحوح من حراٍم يُد ِّخِ نه : عاد
صالح قال كذا
اآلخر : والله ورجعت نفوذ صالح دامه قدر يعرف عن زواج عبدالعزيز
العيد
رائد : هذا هو ماتغيَّر ال بغى المعلومة قدر يجيبها
اآلخر : أنا ثقتي فيه كبيرة
رائد : وأنا أكثر حتى أف ِّكِر عقب روسيا نستغل عالقتنا فيه و نقنعه يساهم
في موسكو وكذا بتقوى إمدادتنا
اآلخر : بس ال تفتح له هالموضوع قبل التتم صفقتنا معه , خلها تتم و
النار تهدأ ونبدأ نتو َّسع ب ُشركائنا
ولدكا طرحت
ُ
ُظر ألوراق من يتعامل معُهم : الحين أ
رائد الجوهي وين
أسهمها لو نساهم فيها
%و نترك صالح يساهم بـ
%كذا السيادة
َر بتكون لنا ونقدر نستغل إسمها في ا و بكذا ماراح
الدعاية و العروض ب
يقدر ال سلطان وال اللي أكبر منه يوقفنا ألن بنستعين في باريس اللي
بتحمينا على أنَّنا مواطنين
ضحك بخبث من طريقة تفكير رائِد وهو يتو َّسع بإبتسامته : كيف جبتها ؟
رائد بإبتسامة : و ُعمري ماجبتها يا حمد
حمد : بس يبيلها مخمخة شوي
رائد :ال مخمخة وال غيرها , *وضع علبة السجائر الفاخرة على الطاولة ,
حر َّكها يمينا* هنا إحنا مواطنين فرنسيين ومن حق السلطات الفرنسية
تحمينا *أخذ علبة الرصاصة ووضعها يسا ًرا* هنا ربعنا *قا ِص ًدا ال ُسلطات
و
ُ
و هنا صالح وأ لدكا اللي
األمنية التي ينحِدر منها سلطان وبوسعود*
وضع قارورة المياة في المنتصف ُمشي ًرا إليها*
بتعتبر شركتنا *
حمد : إيه لكن لو طالبوا بأننا مواطنين سعوديين و تحركت السفارة هناك
رائِد : مين اللي عليه مشاكل و قضايا ؟
حمد : رائِد الجوهي
رائِد : وأنا الفرنسي وش إسمي ؟
حمد أنفجر ِضح ًكا : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
يعني ب ِّح
رائد :بالضبط الجوهي ب ِّح .. و هجمة مرتَّدة لسلطان
ههههههههههههههههههههه
ِق من الداهية اللي بتسويها
ِّ
حمد : مخي معل
رائد ويستنشق من دخانه وينفثه : كلها فترة وبعدها الكل بيقوم على سلطان
و على عبدالرحمن ال متعب أنهم ماقدروا يسوون شي قدامي
ُو بستين نيلة
ِل
حمد : أشرف لهم يتقاعدون وال حيتنيِّ
رائد : وأنت مصدق بيجلسون على كراسيهم !
في جهٍة أخرى أحمد يحاول يُصلح العطل الذي يواجه أجهزة المراقبة
أمامه
مين اللي
"
و
من حق السلطات الفرنسية تحمينا "
متعب ولم يسمع سَوى "
عليه مشاكل و قضايا"
ر : قاعد يصير شي مهم
ُّ
متعب بتوت
أحمد و يف ُصل أحد األسالك ليُوصله بسل ٍك يخص أحد األحياء المراقبة :
حتى هذا مايشتغل البال ماهو عند الجوهي بس
متعب وبالشاشة الحساسة يضغط بأصابعه عليها حتى يُدخل الرقم السِري :
مخترق
أحمد بصدمة : نعععم!!!!!!!!
متعب : برامج الحماية متدمرة !
َصل أسالك كثيرة حتى يتوق ف عمل الكاميرات
َو ف
أحمد : لحظة ..
ِ عة في منطقة الرياض
المراقبة المتو ِّز .
متعب ويخرج من هذه الغُرفة ليُبلغ قسم الصيانة و عندما رأى بوسعود و
ره و أختفى من امامهم بسرعة ليُبلغ القوات األمنية
ُّ
سلطان داخلين زاد توت
ُم أ راقبة األوضاع حتى يصلح
ن تخرج وت ِِّحل مكان الكاميرات المتعطلة ل
هذا العطل.
ِك بعض الشفرات حتى يخترق من يخترقهم
ُمتفنن بهذه األمور يفِّ
أحمد ال
اآلن , ُرغم الحماية المعلوماتية العمالقة ولكن ُهناك أختراق وواضح ج ًدا
أنه الشبكة التجسيسة ُمتمِِّرسـة.
متعب : بلغت قسم أمن المعلومات
أحمد : ماني قادر أدخل على الملفات الرئيسية
متعب وزاد توتره وقلقه أكثر
ِل ملفات
بعد صمت لثواني , أحمد لفظ جحيم مايحدث : قاعدة تنقِّ
أحمد ترك مابيده , ليس ُهناك حل أب ًدا سَوى تد ُخل من ُسلطة تكبره
متعب واآلخر جلس مكان أحمد ويحاول بمثل ماحاول من سبقه
أحمد يطرق الباب ثالثا ويد ُخل على سلطان
سلطان و بوسعود التفتوا عليه و اإلستغراب يعتلي ُهم من طريقة د ُخوله
أحمد و " على بالطة " : فيه شبكة تجسسية أخترقتنا
وهذا آخر مايُريد سماعه , وقف ليتجه و معه بوسعُود.
د َخل وين كاميرات المراقبة ُمعطلة. ُظر للشاشة المتوقفة التي تُخبره بأن
بوسعود : بلغتوا الصيانة ؟
ِل ملفات
متعب : إيه طال عمرك بس قاعدة تنقِّ
سلطان ين
ُ % ظر للخط الذي يُشير لنقل المعلومات و و َصل لـ
جلس مكان متعب وهو اآلخر يحاول فك بعض األلغاز حتى ترجع
السيطرة ل . ُهم
بـوسعود : أنشأ مستخِدم جديد و أدخل عن طريقنا
أحمد و تذ َّكر هذا األمر : إيه صح .. جلس بجانب سلطان وهو يُبادر
بتسجيل حساب يدخل عن طريق حسابات ُه م
ِق قدمه
ُظر ألسِفله وكان ُهناك سل ٌك متصل , قطعه عن طري
سلطان وين
وهو يلتفت لمتعب : أرحم عقلي شوي
متعب رفع حاجب يه بباله ٍة ُمضحكة
سلطان : أر ِسل قوات لـ
قاطعه متعب : أرسلنا
ِل األزرار المرتبطة بالشاشة المسؤولة عن الكاميرا
سلطان يُشغِّ
الموضوعة عند الجوهي , لم تشتغل بع د.
ج صوتها عن طريق الالسل ِكي : ح ِّي الو َداد مقطوعة
إح َدى القَّوات يض ُّ
أسالك كاميراته
سلطان و بوسعود نفس التفكير بوق ِت وا ِحد , تفكير بمن يسكنون بيُوتهم.
بوسعود يُمسك هاتفه ويضغط على زر اإلتصال : مقرن روح لبيتي
بسرعة
سلطان في حر ب الذعة تُقام داخله .. خرج لمكتبه وهو يرف ُع سماعة األمن
الخاص لير ُسل ح َّراس شخصيين لمنزِله.
,
أصوا ُت الشرطة ُمز ِعجة ج ًدا , وضع سالحه على خصره و غطاه
ُظ بقميصه , أغلق أزا ر ماذا يجري في هذا المساء ؟
ريره و خرج لين
ُّ ُدون رأس الطريق : السالم عليكم
توجه لمن يتسي
أحد رجال األمن : وعليكم السالم
عبدالعزيز : خير ؟
ر ُجل األمن : إجراءات روتينية
عبدالعزيز وش ِّك بهذا القول : معاك عبدالعزيز سلطان العيد
ر ُجل االمن : والنعم والله
عبدالعزيز وعرف أنه إسمه لم يُجدي نفعًا , أشار له لقصِر عبدالرحمن ال
متعب : طيب وساكن هنا!
ر ُجل االمن وفهم مقصده : صايرة أعطال
عبدالعزيز : تخص ؟
ر ُجل األمن بهمس : المراقبة
عبدالعزيز وفهم جي ًدا , عاد ليركب سيارته ُدون أن يجلب هاتفه و أشياء
أنهُ مهما كرهت عمالً سيتلبَّسك ال ُحزن أن ف َّك أخرى , توجه للعَمل و رت
بأنه لوطنُك و أنَّك تكرهه فتشعُر بإستحقا . ٍر لنفسك
في جهٍة أخرى مازالت األعطال متوا
ِ %صلة و نقل الملفات ي ِصل لـ
سلطان في جهٍة يحاول الد ُخول لملفاتِهم بشبكة وهمية و أحمد في جهٍة
يحاول إختراق الشبكة التي تتجسس علي ُهم.
متعب : كل شي تحت السيطرة و ُمراقبين الطرق ككل لكن حي الوداد
القوات مشغلة األصوات.
بـوسعود يمسح جبينه : سلطان مافيه غير حل واحد
سلطان رفع عينه له
بوسعود : ندِِّمر الملفات قبل ال توصلهم
كيف نُدِِّمر ملفات محشَّوة بمواِد قد تُساعدنا مستقبالً ؟ قد نقبض على
ُمجرمين منها ؟ كيف نُدِِّمرها بسهولة , هذا أمر شبه مستحيل وقد يُعرضنا
للمسائلة.
سلطان ينظر للشاشة الصغيرة التي تخبرهم بأن النِقل و َصل
%
أردف : باقي .. إن شاء الله يمدينا
ٍق يحاول فك شفرا ٍت معقدة لحماية جها ُز أمن
وفي جهٍة ثاِلثة من المبنى فري
يخ ُص الرياض و ُربما ُدون مبالغة أنه يخ ُص دولة بأكملها.
,
َّت من شبا ِكها الأحد تلم ُحه , غري ب أمر
أنزعجت من األصوا ت , طل
الشرطة في هذه األثناء.
باغت عقلها فكرة ُمجرمين في الح ِّي اآلن , لم تزفر ماح َصل لها بعد حتى
َصل بواِلدها فخوفه
تتقبَّل شيئًا آخر , مسكت هاتفها لتت ا هذه المرة كبير , لم
ي ُرد.
رتيل خرجت من ُغرفتها متو ِِّجهة لغرفة عبي ر , دخلت ورأتها مستلقية
على سريرها و يب ُدو نائِمة.
رتيل : عبييير
عبير فتحت عينها لها وهي التي لم تنام و لكن كانت تحاول : هال
رتيل أستغربت إحمرار عين عبير
عبير أنتبهت و مسحت دموعها : قريت قصة وتأثرت
رتيل : أدق على أبوي مايرد
عبير ولمحت الخوف في عين رتيل : تلقينها إجراءاتهم الدورية
رتيل : طيب ليه مشغلين هاألصوات المعفنة
عبير : مدري بس أكيد..
قاطعتها رتيل : وأبوي مايرد بعد ! .. تُعيد اإلتصال بوالدها وأي ًضا ال رد.
عبير : وش فيك صايرة خوافة مررة ؟ بعدين حيَّنا مراقب ماهو صاير
شي إن شاء الله
رتيل : بكرا يقتلوني بعدين أقولك ليه خوافة
عبير : يقتلونك !! و بعدها تقولين لي ! والله من الحشيش اللي تآخذينه
ِِّصف
ِر ما أعرف أ
رتيل أبتسمت بين كومِة قلقها : يختي تدريني لما أتوتِّ
الكالم
عبير : وتدريني هههههههههههههههههههههههههههههههه كملي بدليات
بعد
رتيل بتأفأف : يختي أحر ماعندي ابرد ماعندك
يُتبع
ُظر لبياض ال ُجدران من حوله , س ُكون و ه ُدوء يجبره بالغوص في
ين
تفكيره.
كيف يُصِدق الجوهرة ؟ و يكذب أخيه ؟ كيف تقول منذُ
؟ كيف كل
هذه السنين لم أالحظ ؟ لم أنتبه لتصرفاتها و لتصرفات تُركي معها ؟ لم
أناقشها في أسباب رفضها للكثير مما تق ِّدموا إليها , في رفضها إكمال
طموحها في الماجستير وغيره , كيف لم أنتبه لكل هذا ؟ من الجنُون كل
مر و الجوهرة صا ِمتة ؟ لم صمتت ؟ و تُركي ؟ كيف تُركي
هذه السنوا ت ت ُّ
ُصِِّدق بأ َّن تُ
؟ ال أ ركي يفعل بي غد ًرا هذا األمر.
ِس ؟
دخل الدكتُور ُمبتس ًما : إن شاء الله كويِّ
عبدالمحسن : الحمدلله
الدكتُور يأخذ من الطاولة ملِفه ليقرأ فحوصات اليوم : آل األمور متحسنة
مَّرة بفضل الله بس يبيلك تشد حيلك وتبعد نفسك عن الضغوطات و
ِ المشاكل و لو تسمع نصيحتي وتسافر ر جو
كم يوم لمدينة قريبة تغيِّ
وترتاح نفسيتك
عبدالمحسن : إن شاء الله ماتق ِّصر
الدكتور : وأدويتك تنتظم عليها عشان ماتصير لك مضاعفات
عبدالمحسن : ومتى الخروج ؟
الدكتور : على هالفحوصات أقدر أقولك بكرا إن شاء الله بس الزم نتأكد
قبلها بفحوصات أدق
عبدالمحسن : مشكور
الدكتور : العفو واجبنا يا بوريَان .. وخر ج تار ِكه
مر و الجَّوال على
أخذ هاتفه , أتص َّل على رقم الجوهرة .. دقائِق طويلة ت ُّ
أذنه.
ُظر لوضع الغُرفة بعد أحداث األمس ,
في جهٍة كانت ال ُجوهرة بالشعُور تن
شعرت بإهتزاز الهاتف , رفعت غير مصِِّدقة باإلسم , والدها ؟ نعم واِلدها
يت ِصل . . بأنفاس ُمتعالية ُمرتبكة وصلت لعبدالمحسن
ا سَوى ربكِة أنفاسها : الجوهرة
عبدالمحسن ولم يسمع ِمنها حرفً
ق من عين يها , وصل صو ُت
ُّ
الجوهرة أنحنت برأسها ودُموعها تتس َّرب بتدف
بكائِها لقلب األ ب المتق . ِّطِ ع
م أترانِي أب ِكي ُضعفًا أم إنكسا ًرا أ
َو دُموعي ال تنا
م ُحزنًا . . أم جحي ًما ؟
ترميني ُمنذ أمس و لم ت ِّمل
يا لي ت قوِلي يخفف عنك يا أبي , ياليتنِي ألفُظها ُدون قيود .. ياليتك تُصِِّدق
الحدي َث و تحس ُن بي الظ ِّن
عبدالمحسن بكسِر الرجال : ُروحي
ال ُجوهرة بكلمتِه هذه شعرت بأن ُروحها تصعُد لعنقها , شعرت بأن البُكاء
اآلن يقف عثرة في ُحنجرتها.
و َّدت لو أنِّها ترتمي إليه ُدون أن تنسلخ أب ًدا , لو انها لم تكبُر و بقيت طفلتِه
الرقيقة , لو أ َّن أشيا ًء كثيرة تعُود لما كَّدر ُت صفو حياتِك يا أبي.
و في داخلها , ي ِصله كل شيء حت
ي ِص ى لهُ أنينها , ي ِصلهُ ال ُحزن المحشُّ
أحادي ُث قلبها إال صوتُها.
ال ُجوهرة بصو ٍت مجروح بالب َّحة : ما عصـ ..ـيتك
عبدالمحسن و الشي ُب تغلغل في شعِره و مع ذلك تج َّمعت بع ُض الدموع في
محاجره وأبت النزول.
ال ُجوهرة و كلما ٌت ُمتقطعة بالبكاء : والله والله كل شي ي ُهون .. سِّو كل
اللي تبيه فيني بس التضيِّ على حياتي بدونك ِق
عبدالمحسن أخذتهُ التنهيدة أللٍم لن يُدرك حجمه أح ًدا , لن يُدرك إال من
ج َّرب لسعَة الغدر و القهر.
ال ُجوهرة بنبرةٍ وجعُها تس َّرب بين شرايينها وهي تُناديه : يُــبــــــــه
عبدالمحسن و قهُر الر َجال والله ال يرحم
ي ال ُجوهرة : ال تخليني .. والله و و
ر ِّب خلق بي هالروح أنه ماهو برضا
أني مافكرت لثانية أكون بهالطريق , والله يبه
عبدالمحسن بصم ت عقله يفرض عليه هذا الصم ت , ي ُموت معنويًا وهو
يسمع هذا الحدي . ث
ِق عجب أنه مازال يتنفس : ما ُعمرك جيت بعكس
الجوهرة بصو ٍت ضيِّ
دعواتي وال الحين يبه بتجي
وهذه ال ُجملة كـ وج ٌع ُمزِمن طرق قلب عبدالمحسن
ال ُجوهرة و بين هذا اإلنهيار تلفُظ : أمس كنت أردد يارب كما سخرت