الفصل 68
لتُجلسها حصة : وش فيك !! يمه منك يا سلطان مرعب العالم كلهم
سلطان : وش تسولفين فيه ؟
حصة : ماهو شغلك سوالف حريم
سلطان رفع حاجبه : علينا ؟
حصة بخبث : ليه شاك بنفسك ؟
سلطان : أل طبعًا بس ُمجرد فضول
حصة : الله أكبر كل هذا فضول
سلطان أبتسم : أحلف بالله أنه الموضوع من تخاريف عايشة
حصة رفعت حاجبها بصدمة : وش تبي يعني ؟
سلطان : إيه خليها تخرب تفكيرك
ِّي ! على األقل تونسني ماهو أنت ياللي ترفع صوتك
حصة : بسم الله عل
ِّي
عل
ِل رأسها
سلطان : أفآآ ! هالحين أنا أرفع صوتي عليك ... وأقترب منها ليُقبِّ
: والتزعلين
حصة أبتسمت وهذا ال ُسلطان يُشبع غرورها كإمرأة : أبد مازعلت
سلطان أبتسم وخرج ، حصة : أركضي نادي الجوهرة
عايشة : زين ... وبخطوات سريعة صعدت.
ولكن باغتتها الجوهرة بخروجها ، نزلت معها وهي ُمستغربة من صعود
عائشة فالحظر مازال موجود ! و قوانين سلطان بالمنع مازالت قائمة.
:صباح الخير
حصة : يا صباح الورد والزين
أبتسمت لتُردف ح َّصة : قايمة متأخر واليوم عرس أخوك!
الجوهرة بإرهاق : كل شيء مجهزينه وخالصين وأمي والبنات محد
بيق ِصر
حصة : طيب أختك جت ؟ وش قلتِي لي إسمها ؟
الجوهرة : أفنان إيه أمس لكن في بيت عمي عبدالرحمن
حصة : هم ساكنين عنده ؟
الجوهرة : أل بس بيته فيه جناح كبير ورى مخليه لنا إذا جينا تقريبا
معزول عن البيت
حصة : طيب ماعلينا وش قرر ِت تسوين بشكلك ؟ ترى مافيه وقت
ال ُجوهرة بهُدوء : بخلي شعري زي ماهو و بحط مـ
حصة تُقاطعها : نععم ! هذا عرس أخوك ماهو واحد عادي الزم تكشخين
و تطلعين للناس وترقصين بعد
الجوهرة بإبتسامة وديَّة : على حسب ألني ماأدري إذا بيحطون أغاني وكذا
مقدر أحضر ، أهم شي أبارك لريم وريان ويكفي
حصة بتنهيدة : أجل ترقصين على األناشيد ؟
الجوهرة أنفجرت بضحكتها التي غابت كثي ًرا :
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصال ماأعرف
أرقص وبعدين فيه طق إسالِمي و يرقصون عليه دايم ! والحمدلله بدون
ذنوب خلق الله اللي بتحضر العرس
حصة أبتسمت لضحكتها : طيب ماعلينا أهم شي يشوفونك العالم
ال ُجوهرة : ترى جد ماأحب أتكلف كثير بشكلي
حصة : ماهو على كيفك أنا قايلة للسواق يجهز نفسه بنروح المشغل
ونضبط روحنا
الجوهرة : أصالً ماراح يعجبك العرس ألن المعازيم أغلبهم أهلنا و غير
كذا ماهو من النوع اللي إجتماعيين مرة
حصة : أن ِت وش عرفك بيعجبني أو أل ؟ أنا شيء إسمه عرس يعني
هرمونات التنكس تقوم .. فكيها بس وروحي جيبي عباتِك خلينا نتكشخ
وأتشبب
يُتبع
،
ُمنطرب على اآلخر يُالعب إبن عِلي صديقه و هو يُمسك عقاله و
ال
ضحكاتِه تعتليه ، ال يُمكن شرح وسامة أخوةِ العُروس ، دائِ ًما ما يُجارون
المعرس بطلتِه و بضياءه ، يُوسف وهو يرقص بجانب الصغير الِذي بلغ
ُعمر الـ
سنوات.
من ُصور من خلفه : هههههههههههههههه من العصر أنطربت
يوسف بضحكة : اليوم عيد .. وشهو يا فواز ؟
فواز الصغير الجميل : عيييد
يوسف ويضع عقاله ليجلس : بتدخل مع ريان الصالة ؟
منصور : من جدك ! طبعًا أل
يوسف : ههههههههههههههه يعني ثقل ؟ الله يغفر لي يوم كنت أحب أدخل
مع المعرس عشان أخز الحريم
من ُصور : من يومك فاسد
يُوسف : والله ماشفت وال وحدة ! أستغفر الله هي وحدة ومن بعدها تبت
إلى الله وأنا مغمض
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههه
يُوسف : جايتني طاقة رقص .. مشتهي عرضة ! يازين عرضة الجنُوب
أيام عرس خويلد .. أحلى عرس حضرته بحياتي
من ُصور : صدق وينه مختفي ؟
يُوسف بهمس حتى اليسمع فواز : المدام مسوية له حظر تجول
منصور : من جدك ؟
يوسف بجدية : ماهو طلقها وبعدين ر َّجعها المهم يقول يبي يخليها في
ديرتها عشان تعطيه وجه
منصور أبتسم : الله يجمع ما بينهم
يُوسف : ترى صدق بدخل مع ريان وبرقص مع هيفاء وبتنكس
منصور : أستح على وجهك كم عمرك تدخل على الحريم!
يوسف : والله عرس أختي وبستانس ! أصال قايل لهيفا من يومين إن
دخلت تعالي أرقصي معي عشان ماأتفشل
منصور : أنا صراحة أنقد على اللي يدخلون
يوسف : يوه عاد تندبل كبدي والله من النقود ونظرة الناس ! يخي ف َّكها
بس هو عرس مرة وحدة بالعمر ننبسط فيه !! وشو له التعقيدات ! أنا لوال
الحياء كان قلت لريم قومي أرقصي وفليها
منصور : أصال ريان ماراح يدخل وقول منصور ماقال ..
يوسف : بحلف عليه يدخل ! والله أختي يحق لها تنزف وتنبسط
منصور : بالعكس ترى الناس ماتعطي خير
يوسف : قرينا األذكار والله الحافظ
منصور تن َّهد ليُردف : طيب ق ِِّصر على الصوت أزعجتني
ويُغيضه ُمعليًا الصوت ليُراقص فواز بضحكة عالية ُمردًدا بصو ِت يُوسف
الممتلىء بالضحك : ياهل السامري التوجعوني شيلكم يالربع يثر علي ،
السمعته معا عذب اللحوني هلت العين والدمعه خفيه . . . . عاش فَّواز
ضحك من ُصور ليُردف : وش جِِّوك يخي!!
،
في ساعات المغر ب االولى ، ت الفرض لتبدأ الحسناء التُركية ذات
َّ
صل
اللكنة الشاميـة بوضع لمسات المكياج ، بإبتسامة صافية : يا ريم بالش
هالدِمع سيَّحتي لي الكحلة
ريم وضعت يدها على صدرها الذي ينبض ب ُسرعات مجنُونة متفاوتة :
طيب خالص
*لفوق* كل ماجاء في بالك تب ِكي
َّ : عي لفوء
طيب تطل
ريم رفعت عينها لألعلى : طيب
مضطربة شديد الحرارة و الجو على مالمحها أستوائِي. فتفت هذا الحف ُل
كل خاليا الصبر بها لتنسا ُب حرارة د ُخولها في حياة جديدة على قلبها ،
كيف ست ُكون أول ليلة و كيف ست ُكون حياتها بحضرةِ ريـان و إنسالخ
ي فرعها من تحت والدها ليُصبح ول امر القلب و ي أمرها "
ريـان " بل ول
ال قُدرة عل يها أن تتجاهل كل هذا التفكير ! كيف سي ُكون شكلها ؟ خائفة أن
ممكن أزلق قدامهم بالفُستان
يبهت المكياج أو تخرب تسريحة شعرها ! "
طويل ؟ " كل األشياء والتفاصيل البسيطة تُدغدغ مشاعرها وتوتِّ . ِرها
بهيفاء .
واآلن ال أحد بجانبها فالجميع مشغول بشكِله بداي ٍة من والدتها نهايةً
،
في الجهة األخرى لم ي ُكن األمر مهًما ُرغم أهميته في بداية األمر ، صخب
ُهما والتي أضفت للجو رونق حتى يصخ ُب قلب رتيل
الجو بح ُضو ِر أفنان ل
ِن شفاه عبير
في وقت كانت اإلبتسامة الصفراء تُزيِّ .
رتيل جعلت شعرها ينسا ب بنعُومة ومن ثم مَّوجته تموجات خفيفة بُندقية
ِزي ولم
تركته جانبًا وفُستانها ذُو اللون الليلكي عكس لو ُن جسِدها البرون
ي ُكن جميالً في عي نها ، ماذا لو كان هُنا عبدالعزيز ورآه ؟ ُربما عيناه إن
تغَّزلت بصمت سيترك في قلبها أنشودة لل ُح ِب تُر َّدد . . ُربما ، لو كان ُهنا
و رآني لم أكن سأجعله يتلذذ في النظر ولكن سأكس ُر عينه حين يعرف
أهمية من خ َسر ؟ سيعرف أنني جميلة و رغ ًما عنه وعن أثير.
و األخت األخرى طلتُها ريفيـة بحتة بدايةً من شعُرها المرفوع ومعقُود
بظفيرة و جسٍد أبي ض يُزينـه الفستان ال ُكحِلي ، وأنا التعيسة في ُكل شيء
ِن ظفيرتي بزهرةٍ
طرقته ، التعيسة في ال ُحب و ما يطوف حوله ! من يُزيِّ
ِن قلبي يا . . مج ُهولي ؟ نح ُن الخائبات
أفُوح منه كما يفُوح العبير ! من يُزيِّ
في ال ُحب من يشفي ُحرق ِة ص ُدورنا ؟
أفنان ذات الطلة الحيوية بفُستانها الليلكي بدرج ٍة تُخالف درجة رتيل ،
أبتسمت : وش رايكم نروح الصالة ؟
ُمتضايقة من ضيق فُستانها في منطقة الوسط : لحظة أحس مقدر
رتيل ال
أتحرك ! تيبَّست
أفنان بضحكة طويلة أردفت : تعلمي تتحركين بالفساتين الضيقة
رتيل : الله يرحم من علمك كيف تمشين بالكعب!
أفنان : على فكرة فستانك ماهو ضيق مرة بس أن ِت و ِّدك تلبسين خيشة
رتيل : لو ماني خايفة على برستيجي كان تفلت بوجهك
أفنان : ههههههههههههه طيب أخلصي وخلينا ننزل
رتيل : بشوف ضي أول
أفنان رفعت حاجبها بإستغراب : ضي مين ؟
رتيل : يوه ما قلنا لك ! زوجة أبوي
أفنان شهقت : عمي تزَّوج!!
رتيل تن َّهدت : إيه
أفنان مازالت مصدومة تنظر بفٍم مفتوح.
عبير ب ُسخرية : خليه يسلي عمره على آخره
رتيل ألتفتت على عبير : ممكن تخلين هالليلة تمر على خير !
أفنان صمتت لدقائق طويلة حتى تستوعب وتُردف : كيف تزوج ! يعني
فجأة كذا
عبير بإندفاع : آل طبعا متزوجها مدري من وين وال من متى وال وش
ها وفصلها ! وتَّو أصل ه يقولنا
و على كلمات عبير الجارحة أتت ض ي ،
أفنان و شهقت مرةً أخرى ، غير مستوعبة األمر أب ًدا
ُمتكهربة لتُردف : مساء الخير أفنان
ضي تن َّهدت من هذه االجواء ال
أفنان في لحظات صدمة حقيقية. وكأنها زوجة عمها وليست إبنة أخيه.
رتيل بمحاولة تلطيف الجو : هههههههههههههههههه وش فيك ! اليطيح
ف ِّكِك ب س
ضي أبتسمت : ألني عارفتها من بعثتها في باريس
رتيل بإندهاش : تعرفون بعض!!!
أفنان لثواني طويلة حتى اردفت : أنصدمت والله !! ليه ما قلتي لي ؟
ضي عقدت حاجب يها : بوقتها مقدرت ألن عبدالرحمن ماكان يبغى أحد
يعرف
أفنان بإبتسامة وديَّة : الله يوفقك يارب ويهنيك
ضي : آمين وياااك
أن باتت
، منذُ
عبير مسكت هاتفها لتُفرغ بعض غضبها بـ " الالأحد "
ها كل شيء وال و ُجود إنساني بجانبها بدأت تكتب يومياتها أو
َّ
تُشارك ظل
ُربما ُمذكرا ٍت إنسانة حزينة ُمنكسرة تُغطي كل هذا بردا ٍء التجريح لكل من
حولها والب ُرود.
ُمفكرة وكما يكتُب ذاك المجهول ، تكتُب النثر بالفصحى بعد أن
فتحت ال
أستهوتهُ ِمنه ومن ذوقه األدبي في ُكتبه ، يالله يا أنت كم غيَّرت حتى
أذواقي ، كتبت " في قلبي خد ُش عميق واسع ، ثق ٌب ال يُ ِّسد بسهولة ، ألن
الحياة بائسة تقتُلني في ا فرغ في غيري ، بدأ ُت
ُ
للحظة ستين مَّرة بدأ ُت أ
أسير على مبدأ التجريح في وق ٍت يجرحني هذا العالم بما هو أعمق أال وهو
ِّي من
بالي بأحد ! لم ألتفت ألجد أحد ، أنا والله أخاف عل
ُ
ال ُحب ، لم أ
ِي ، أنا في حاجة للثرثرة ! أحتاج أن أتح َّدث وأسمع
ِّ
الجنُون ومحادثة ظل
صوتي الذي بدأ يتراكم أسفل جلِدي و ين ُشر الهاالت على جسِدي ، كل هذا
يُرادف شخص واحد ، شخص قتلني بصوته الر ُجولي الصاخب و جعلني
أرسُم معه األحالم ألنصدم كما تنصدم نصف نساء هذا الوطن و النصف
اآلخر يقعن في ما بعد الصدمة أال وهو الالحياة. أنا والله الأريد لهذه
العالقة أن تسير كما كانت ، وال أح ُن للحرام ولكن قلبي يحن له و ج ًدا ،
الأريد أن أضعف و نصف أهل النار النساء ، ال أريد أن اكون من أؤلئك
ُحب أن أعصيك يالله وال أتلذذ بعصياني لك. ولكن
النسوة والله أني الأ
أشتاق له ، أشتاق كثي ًرا في وقت ال أجد من يُشاركني سوى ال ِظالل.
صبِّ . . ِرني يالله عنه وعوضني بما هو خيـ
لم تُكمل إثر رسال ٍة جديدة قطعت عليها منه " أخافُك ، وكيف ال أخا ُف منك
و أن ِت بيِدك البُعد ! وأنا رج ٌل يخاف الغياب ! يخاف أن تتركينه بعد أن
رأى ب ِك الحياة "
لمعت في عينها الدمعة لتُقاطعها رتيل بعد أن نزلت ضي و أفنان لألسفل.
رتيل رفعت حاجبها : وش فيك ؟
عبير ببرود : وال شي
رتيل و تكاد تحلف بأن بها شيئًا ال تُريد ان تخبر به أحد : ليه تبكين ؟
عبير بج ُمود اكثر : مين قال أبكي ؟
رتيل هزت كتف يها : حسيت أنك تبكين
عبير : وفري إحساسك لنفسك
رتيل تن َّهدت : الشرهة علي ماهو عليك
،
بعد أن أكتملت زينت ُهن في إحدى مشاغل الرياض أت ين ليرتدين فساتين ُهن ،
المالك تتضع بين مالمح الجوهرة في فُستانها ال ُسكِري. ومازالت
و طلةُ
تخا ُف الضيق في كل شيء فأتى فُستانها مرسو ًما حتى بدأ باإلتساع حين
المس خصرها ، ع ِّل هذا اإلتساع يأتيها في قبرها حين تُحشر به و هي
التي سترت نفسها في ال ُدنيـا.
برجاء كبير : بس شوي أنتظري
الجوهرة : تأخرت مررة مقدر أنتظر وبعدين امي بروحها و . .
حصة بحيلة تُقاطعها : مانبي السواق يودينا في هالليل وإحنا متعطرات
مايجوز
الجوهرة : انا ماتعطرت ، عطري في الشنطة
حصة وتبحث عن حيل ٍة أخرى : طيب أنا تعطرت !!
الجوهرة بعينيها البريئت ين عقدت ُهما لتلفظ : هذا عرس أخوي مفروض انا
أول الحاضرين .. يعني ننتظر مين ؟
حصة : سلطان
الجوهرة بصدمة : أل .. أقصد يعني هو راح وخلص
حصة : أل للحين ماراح هو قالي بِِّمر البيت
الجوهرة بنف ٍس ضيق : الله يخليك حصة يعني أن ِت عارفة وش صاير
ماأبغى..
لم تُكمل من إبتسامة حصة ذات المعنى و ظ ِل سلطان ينعكس ، ألتفتت
للخلف لتراه.
حصة بضحكة أردفت : بروح أجيب عبايتي ... لتنسحب ُمتجهة لغُرفتها.
شعرت بأن األكسجين في حضوره يختفي ، أن اإلختناق يقتر ُب منها
ُطوف عليها و من أقدامها حتى رأسها
بخطوا ٍت عريضة ، و أعيُنه ت
ي فُستانها وكأنها تُريد
َسارت عي ُن سلطان ببطء ، وضعت يدها على جانب
أن تغطي شيئًا من وهِم خيالها.
الجوهرة بلعت ريقها لتنتحي وتأخذ عباءتها الموضوعة على " الكنب " ،
لبستها بإستعجال حتى تُبعد أنظار سلطان. حصة بعد أن أستغرقت ثواني
ُم في داخلها من برود سلطان الذي لم يلفظ كلمة ، أتت
طويلة جعلتها تشت
ل . ُهما : يالله نمشي
سلطان أخرج تنهيدة أحرجت الجوهرة و أح َّمرت بها خجالً ال ليُردف : ي
،
يأخذُ
ُمكتملة زينتها وكيف أل ؟ وهي أنجب ت جميالً
دخل ت الرقيقة نجالء و ال
ِل
منها الكثير ، األمها ت الالتِي تنب ُت من تحت أقدامهن الجنان يب ُدون كجما
السماء حين نستشهُد بالجمال : ماشاء الله تبارك الرحمن ، الله اليضرك و
يهنيك
ريم والتي لم تلب ُس فستانها بعد : يمممه نجول أحس قلبي بيوقف
نجالء : بسم عليك .. صليتي ؟
ريم : إيه
نجالء : أهم شيء الحمدلله ، ريالكس وأنبسطي هذي ليلة للعمر
ُط بش َّدة : أخاف أبكي في الزفة
ريم وضعت يدها على صدرها الذي يهب
ويخرب شكلي
أسنانها البيضاء : طالعي ف
نجالء بإبتسامة بانت بها صفة وق إذا جتك ُ
الصيحة وتعوذي من الشيطان !! يختي أبتسمي وخففي هالربكة والوسوسة
دخلت هيفاء : مالبستي للحين !! يالله ألبسي عشان منصور ويوسف
بيجون يصورون معك ألن ريان ماراح يدخل القاعة
ريم بخوف : يممممه تكفون أحس بنهبل
هيفاء : هههههههههههههههههههههههه يختي تحركي وألبسي وبعدها
أنهبلي على كيفك
نجالء بضحكة : التخربين شكلك بس وأبتسمي عيشي الفرحة التفكرين
بشيء ثاني يخص العرس أهم شي أن ِت ، وكل أمور العرس تمام وأم ريان
مهي مقصرة بشيء و خالتي معها بالقاعة ويقولون كل شيء تمام
ريم أغمضت عين يها وكتمارين اليوغا مددت يداها : خالص خالص
خالص أنا هادية
هيفاء : ههههههههههههه أنا بنزل أتنكس مع يوسف قبل ال نروح القاعة
نجالء : جاء منصور ؟
هيفاء : أيه وراح أبوي
نجالء : يالله ريوم ألبسي وناديني إذا احتجتي شي أنا هنا
تر ُكوا ريم في ربكٍة عظيمة تُشبه عظمة هذا اليوم األبيض. ، أرتدت
فُستانها األبيض الذي كان فر ٌع من أحالم الصبا بل هو الفر ُع الرئيسي
الذي تفرعت منه األحالم الورديـة ، الليلة سأجتم ُع مع ر ُجل ال أعرفه
ُحبك و إن ُكنت ال أعر ُف
ولكن يكفي أن يجتم ُع إسمي بإسمه و أنا والله أ
ُحبك يا من سرقت فكِري و نومي لليا ٍل طويلة حتى هذ
اال إسمك ، أ ه الليلة.
ا يُجِِّمل
ريـان " القل ب أني أس ُمو ب ُح ٍب أبيض خالص فـ زدنِي إلي ك عشقً
يا "
ُحبك بأسبا ٍب كثيرة
الصبيـة التي بين ذرا ِع يك ، زدني عشقً . ا و أجعلني أ
دقائِق طويلة مَّرت حتى طلت عليها نجالء و ضبَّطت الطرحة البيضاء
يِدها ا
ُ
التي تعتلي شعرها ، أعطتها مسكة لملمومة بالورد الزهري.
هيفاء أتت بكاميرتها و وضعتها على خاصية الفيديو : نجول تغطي عشان
يوسف
نجالء : طيب .. وأتجهت لجناحها لتأخذ عباءتها
هيفاء : أمشي ننزل عشان الصالة مرتبة للتصوير
ريم بربكة كبيرة و أطرافُها ترتجف ..نزلت ب ُمساعدة هيفاء . . .
م .
هيفاء بضحكة بدأت تزغرد لتعلن و ُصول ري
بـ ريم
بأسفل الدرج يُوسف و من ُصور وإبتساماتهم تُضيء بل تشتعل فرحةً
ِن يُوسف و الفرحة تغزوها. و عين من ُصور تُثرثر
، لمعت الدمعة بعي
بالكثير من معانِي الحياة ال . ُمتشكلة بفرحة
ريم ما إن رأت اللمعة في عين يوسف حتى سقطت دمعتها
هيفاء : ألألأل ريم الله يخليك التبكين
يوسف بنبرة بدوية : بنت عبدالله ماتب ِكي !!
هيفاء بإبتسامة تضع الكاميرا بإتجاه يوسف : يالله يوسف قول شيء
يوسف بضحكات ُمتكاثرة : تراني حافظها من زمان عشان أقولها ...
ياعروس الكون يا ضي العيون ..يا مال ٍك ينثر عطور الزهور .. ياعرس
الكون يا نَف المزون .. يا أميرة فاقت الحسن بظهور .. و ... والباقي
نسيت ههههههههههه *أردف األبيات بصوته وكأنه شاع ُر زمانه وكيف أل
وصو ُت يوسف زاد القصيدة جماالً*
لمعت دُموع هيفاء هي األخرى بكلما ِت يوسف لتُردف : هذا وأنت حافظها
من زمان!!!
منصور بصو ٍت يُرتِّل ال ُدعاء : اللهم أحفظها بما تحفظ به عباِدك الصالحين ِ
و وفقها و أسعدها بأضعاف من يُحبها
ريم و الدمعة تُرفرف ، رفعت نظرها لألعلى وهي تنز ُل للعتبـ ِة األخيرة.
أتاها يوسف و ُرغم أنها أبتعدت حتى ال يُقبل رأسها ويكتفي بقُبلة خ َّدها
بل ٍة عميقة : ألف مبروووك
ولكن يوسف أرغمها و قبَّل رأسها قُ
ِن ريم : مبروووك
منصور هو اآلخر قبَّل رأسها و الدُموع تتراكم في عي
يالغالية
ريم بصو ٍت متحشرج : الله يبارك فيكم
يوسف بإبتسامة ومازالت الفرحة تلم ُع في عيناه : ورينا إبتسامتك نبي
نصِِّور
يُوسف مع
ريم أبتسمت لتضحك من نظرات يوسف ، هيفاء صَّورت أوالً
م مع من ُصور ، لتضع الكاميرا على الترايبود وتضع المؤقت لها
ريم ومن ثُ
ثواني. . ووقفُوا جميعًا لصورةٍ جماعية للذكرى ، للذكرى البيضاء
ِق في ضحكِة زفا ِف ريم
ِّ
التي تُحل .
،
كانت أعيُنه تبحث عنه ، خابت كل توقعاته عندما رآه لم يح ُضر أو ربما لم
م ي يح ُضر ؟ حتى عبدالعزيز لم
ل
َ
د ُعوه ! ال أنا ُمتأكد أن ُهم د ُعوه ولكن ِلم
ٍن يضخ
يحضر ! يالله ليتك يا ناصر ُهنا ! ماذا بيدي أفعل حتى أراك بمكا
بمن تعرفه ! تن َّهد بعُمق وإبتسامته ترتسم على مالِمحه البدويـة الخافتة.
أنقبض قلبه في لحظات عندما دخل واِلد ناصر ، عيناه ال ترمش حتى
وقف دون أن يشعر عندما رأى ناصر. بلع ريقه و اإلضطراب يُسيطر
عليه. أقتربُوا من ريـان الذي يتوس ُط القاعة وعلى جانبِه والده و عِمه
م أقربا ٌءه من بعيد حتى يصل إلى سلطان الجابر و
عبدالرحمن ومن ثُ
فيصل القايد.
َّ بدأوا بالسالم من جهة ريان حتى اليمين م عليه
، ناصر أبتسم لفيصل و سل
. . جلس بجانبه في وق ٍت جلس والد ناصر بجانب عبدالرحمن.
شعر بأنه ليس له قدرة على الحديث و بجانبه ناصر.
في جهٍة ُمقاربة كان ريَّان متوتر ، ومهما حصل فهذه الليلة ُمربكة لكل
ر ِجل و قاتلة لكل أنثى ، السكسوكة السوداء كالليل الغامق زادتهُ فتـنة
وكيف الي ُكن فتنة وهو من سالل ٍة تضُم أختيه و أي ًضا بنا ِت عِمه و فوق
ثوبه األبيض بش ُت أسود زاد اللي ُل سعادة.
،
أن غادرت عائلته ، ينتبه حتى
حالتُه النفسيـة سيئة بل هي االش ُد سو ًء منذُ
لنمل ٍة إن مَّرت ، بدأ إنتباههُ يُركز بالتفاصيل الصغيرة التي تسر ُق منه النوم
، على فراشه في شقته بباريس بعد أن عاد من ُدوفيل الكئيبة. ترك ُغرفته
ليتجه لغُرفة والد يه ، تمدد على سرير ُهما و كالطفل تكَّور حول نفسه و
عيناه تتأم ُل التسريحة التي مازالت تح ِوي عطورا ِت والده و والدته.
ز ِّم على شفت يه كي اليبكي ُرغم انه اليخجل أن يبكي في وحدته ، لكن
اليُريد أن يب ِكي و ينهار ببكائِه و يدخ ُل في دوامة سوداء لن يخرج منها
ِوالً فيها النوم ، أرجوك يالله ال ت ُمر الليلة
بسهولة ، أغمض عيناه ُمحا
الرابعة دون نوم ! أر ُجوك يالله ال ت ُمر . . والله أني أحتا ُج ان أنام ، أحتاج
أن أنام . . تمتم بأحادي ٍث روحية حتى همس : أبي أنام .. أخذ المخدة
وألصقها في وجهه ، ُمتعب ج ًدا ألنه ال يستطيع النوم و الالنوم يُجهده و
يؤثر على وظائفه ، حتى تركيزه يضعف بش َّدة حتى أنه الع ِصر أراد أن
يصن ُع . له ُكوب قهوة وأرتجفت يداه وسقط الكوب على األرض
بالحيل وال قوة ترك المخدة و تأمل السقف و أحاديثهم الفائتة تصخب بها
مي وبين ذراع ي والدي
ُ
ُضيِّع وقت في ِح جر أ
مسامعه ، لو يعُود الزمن لن أ
َ
َ عندما يرحل األحبه نُفكر بالدقائق الضائعة من ُعمرنا دونهم ؟ ِلم
، ِلم
م نُجالس والد ينا قبل أن يرحلوا
ل
َ
، ِلم و
" ليت "
عندما يرحلون نُتمتم
ُوه
تتضبب رؤيتنا من بعدهم ! ليت والله ليت يا أبي تعُود و أخبرك عما فعل
ُحبها "
مي تأتين فأنا أفتق ُد السؤال ، أبس ُط األشياء التي أ
ُ
ِك يا أ
بإبنك ! ليتُ
وجهك مخطوف ، سالمتك يا حبيبي وش فيك ؟ ، حبيبي فيك شي ، عزوز
والقائم
قلبي مس ِّخ ة تطول أفتقد هذه الكلمات ِ ن ؟ ، حالك ماهو عاجبني . . "
، ال أحد يسأل عني ليسمعني الجميع يُردد سؤاله بإعتيادية ميتة " كيف
."
ُك " هذه الكلمة من شأنها أن تشطرني نصف ين حين أقول " بخير
حال
الله لوقعت
والله انا لس ُت بخير وال أعر ُف للخير طريق و أنا لوال رحمةُ
اآلن من فجيعِة خيبتي.
،
أرسل ت رسالة إل يها تُهنئها بزواجها لتجلس على سريرها في حيرة من
َ عاملها يوسف هكذا ؟ ُرغم انها شعرت بتح ُسن عالقتهما ؟ أنا
أمرها ، ِلم
الغبية التي فضفض ُت له عن ما يُشعرني بوحدتي ، أنا الغبية التي سهر ُت
معه و مع صوتِه طوال الليل ألشرح له ُحزني وأل ِمي و بع ُض وجع هذا
الحمل ، أنا الغبية والله و هذا هو لم يُخيب الظن به ! خذلني كما خذلتني
أمي. و اآلن أنا حامل ؟ حتى الحمل الذي يجب أن أفرح به . . تعست ، و
أنا أشعُر بالرخص حتى وإن قالت أمي عكس ذلك ، حتى وإن قالت بغير
ال ُحزن يترص ُد لي في كل مرةٍ أبتس
َ
ذلك ! أنا لس ُت أفهم ِلم م فيها.
دخلت والدتها : وش بالتس قاعدة ؟
ُمهرة بحزن : وش تبيني أسوي ؟
والدتها : تكلمي معي زين !! جاتس جنون الحمل
ي ، يمه يعني تعرفين أني متضايقة فأتركيني شوي
ُمهرة : بسم الله عل
ي
التضغطين عل
والدتها : ورآآه ! اليكون ما يرد عليتس!
ُمهرة أنفجرت بالبكاء : خالاااص يمه ! التسأليني وتوجعيني أكثر
والدتها بإستغراب : يممه ُمهرة هذا وأن ِت العاقلة تبتسين*تبكين* ؟ الحين
بجيب لتس شاهي تدفين فيه نفستس وتريحين أعصابتس .. خرجت
أبنتها
ِ
وتركت الشتات ينفج ُر بدمع .
المست بطنها الذي بدأ يب ُرز ، مسحت دُموعها تكره أن تضعف ولكن هذا
الذي يتكَّو ُر في بطنها يُرهقها ويُحِِّملها ماالطاقة فيه.
ِ سعادته اآلن ، لن أحسد سعادته يو ًما ولكن كان أبس ُط
يب ُدو أنه في أو ِّج
حقوقي أن يُشاركني تلك الفرحة. " ههه !" يا أنا كيف أشاركه الفرحة وهو
ي ع ُروس تُحب أن تحتفل ،
سلب فرحتِي األُ أجهض م ، فرحتي الحقيقة كأ
أحالمي الورديـة كيف من بعِدها أن أفرح معه ؟ تبًا لك يا يُوسف ومن
خلِفك أخيك أي ًضا.
،
أشغَل القرآن بصو ِت الشيخ السديس لتض ُج غرفتها بصوتِه و تنتش ُر
السكينة والروحانيـة بين زواياها ، وليد بصو ٍت خافت : أنا بروح والجوال
ي .
جمبك بس تحتاجيني بشيء أتصلي عل . طيب ؟
رؤى ببحة : طيب
وليد : بحفظ الرحمن . . وخرج من ُغرفتها ويقفلها بالكرت الثاني الِذي
معه وب ُمقابل غرفتها الفندقية دخل غرفته.
مكة " .
رؤى تتأم ُل السقف بسكينة و الصو ُت يثلج مسامعها ، أشتاقت لـ "
. كيف أشتا ُق وأنا لم أزورها ؟
سكتت قليالً وش يدريني أني مازرتها ؟ لتُردف بهمس :
بدأ ُت المعلومات تتشاب ُك في عقلها و تتجعُد اللحظات بين حقيقة و خيال.
لتها بتأكيد أنني لم أزورها ! . . حاولت
أ ُزرت مكة أم أل ؟ ولكن نطقتها ، قُ
أن تتذكر أشياء كثيرة ولكن ضغطها الكبير على ذاكرتها جعلها تيأس
وتص ُمت لتعود لعِّد النقوش في السقف. يالله كيف أتذكر ؟ كيف أقولها ؟ .
. ُهناك ناصر ! ُهناك أحٌد يدعى ناصر أحبه ولكن أين هو ؟ أمات في
حادث أم مات فجأة أم مات بمرض ؟ . . أم أنه موجود ؟ هل يُعقل أن
ِت
ِت ! سأقول أنك ميِّ
تركني ؟ سأصدق أنك ميِّ
َ
ي ُكون حيًا ؟ إن كان حيًا ِلم
ي ؟ ال تصدمني أر ُجوك
ولكن ال ت ُكن حيًا و تصدمنِي بخيبتِي في تر ِكك ل
فما عاد بي أعصا ُب تحتمل.
تركتني ؟
َ
و إن كان لي أخ ت ؟ متزوجة الهية او ُربما مازالت عازبة ! ِلم
تركوني ؟
َ
ِلم
إذا لم ت ُكن تلك أمي و خدعتني ! كيف سمحتُوا لها بأن تقتحم عالمي ! كيف
سمحتُوا لها وأنتُم عائلتي ؟ يالله يالخيبة الكبيرة منكم ! أهان عليكم حياةً
ي ، يئست جذورها وأنحنت بذبول. أنا ذابلة بائسة حزينة ضئيلة ،
تتجس ُد ب
أحتا ُج من يُضيئني ! أحتا ُج لعائلة حقيقية.
،
ُمرتبكة يعني أ َّن متوسط ضربات القل ب بها وصل إلى الصفر إالِّ شيئًا
ضئيل ، الليلة في آخ ُرها ، صخبت وضجت بفرحة الح ُضور ، كانت
األعيُن صامتة في زفتِها ، كانت شديدة الصمت وأكثر في ذهولها ، شي ٌء
كان ُمخبأ في بيت عبدالله وبان اآلن.
"
ُمز ِهرة تنت ِشر و أي ًضا الصفراء الخبيثة. في
اإلبتسامات البيضاء ال
كوشتها " تصَّور كل من تُحب من عائلتها إلى صديقاتها . . أبصرت
ا بزفافها ، كل األشياء
لمحبة و ُهم يرق ُصون من أجلها و ينطربُون فرحةً
الجميلة التي تَّوجت هذا الحفل تركت في قلبها بُكاء عميق ، بكاء سعيد.
ي
همست في أذنها : ريان جا . .
كلمت ين كانت كفيلة بأن تتعم ُق بربكتها وإرتجاف أطرافها لتشتع ُل ُحمرة
الصباح.
عينها و يبه ُت لونها ، لم تأ ُكل شيء منذُ
هيفاء بخوف : ريمم بسم الله عليك .. أهِدي
أتت والدتها : بسم الله عليك يمممه
هيفاء : بيغمى عليها ... بروح أجيب موياا
عبير أقتربت منهم : وش فيها ؟
هيفاء وأتت بمندي ٍل ُمبلل : شكل ضغطها نزل
عبير : طيب عطيني هالمنديل النخرب مكياجها ،
بدأت عبير تُبلل كفِّها بالمنديل لتُقرب ببرودة أطراف أصابعها لمالمح ريم
. . ثواني قليلة حتى بدأت بالتركيز وهي لم يُغمى عليها بعد ولكن عيناها
التي بدأت بالنظر لألعلى أخافت هيفاء و والدتها.
عبير : خلها تآكل شي قبل اليجي ريان
ريم : آل مو مشتهية
عبير : آلزم تآكلين التطيحين من طولك الحين . . ألتفتت على رتيل
الغارقة بأحادي ٍث مع الجوهرة : رتول جيبي أي شي من البوفيه تآكله ريم
رتيل بهُدوء دون أن تناقش تو َّجهت إلى البوفيـه ، في جهٍة أخرى كانت
وا باإلختيار بمثل ما يريدون وكأن ُهن
ُ
األعيُن تراقب الفتيات اليانعات ، بدأ
ضمنوا الموافقة في الجيب.
بصو ٌت مبحوح : إيه هذي يمه إسمها عبير .. بنت عبدالرحمن آل متعب
واللي جمبها الجوهرة مرت سلطان بن بدر!
أجابتها والدتها : عبدالرحمن مايزَّوج بناته
هي اآلخرى : يعني بيخليهن في رقبته طول عمره ! شفتي يمه ذيك اللي
البسة أسود .. تصير زوجته الجديدة
والدتها : تزَّوج!
إيه يمه ! الرياجيل مايصبرون شوفيه تزَّو : ج وحدة بمقام بناته .. بس
يقولون أنها كبيرة طبت الثالثين
أتت األخت األخرى : والله أخت العروس قايمة في العرس
األم : أي وحدة فيهن ! ضيِّعت
:اللي البسة تُفاحي
األم : إيه سنعات بنات ريَّانة
ما إن نظرت لرتيل اآلتية من البوفيه حتى تمتمت : وهذي بنت عبدالرحمن
الثانية ! شاينة مررة
األخت اآلخرى : بالعكس اال زايد حالها وال أن ِت غايرة
نفثت أختها على نفسها : على وش أغار يا حظي ! تدرين أنها مفحطة
بالجامعة ! اللي أصغر منها تخرجوا
، بإندفاع الصبية التي تصغرها : يمه تكفين خلينا نخطبها لحاتم والله
تصلح له
األم : والله البنت زوينة
هي : إال مزيونة ونص
األم : بشاور أخوك ونخطبها
: *ثنينتهم ماأنخطبوا إلى اآلن ! وماعندهم عيال عم على ماأظن يعني إن
شاء الله الموافقة في الجيب.
،
بخطوا ت خافتة نادته : عزوووز .. حبيبي
ظ ِّن أنه يتخيَّل وهو ينظ ُر للتسريحة ُمجدًدا ، صو ُت أثير يُناديه ! هذا وهٌم
ي غادة
جديد كوهِم عين .
ُظر لها بنظرة الشك هل هي
سمع الباب الذي ينفتح ، وقف و فتح الباب لين
ُهنا حقيقة أم كذب ؟
أثير : اليكون كنت نايم ؟
عبدالعزيز : أثييير
أثير بإبتسامة : إيه
عبدالعزيز تن َّهد وجلس بالصالة وهو غير واعي لما يح ُدث ، رفع عينه
ومازالت واقفة : أستغفر الله العظيم وأتوب إل يه
أثير بيِدها كي ٌس بني من الورق : جبت لك معي العشاء وقلت نتعشى بس
شكل ماهو جِِّوك نتعشى لبناني اليوم
عبدالعزيز بلع ريقه : تعالي
أثير بضحكة أتته لتُردف : وش صاير لك اليوم
عبدالعزيز المس يدها ليتأكد من وجودها ، يال ُسخرية الحياة به ! ويالجنونه
الذي أصابه.
ترك يدها ليُردف : ماني مشتهي شي
أثير جلست على الطاولة ب ُمقابله ، مثل جلسة رتيل أو ُربما هو يتشابه عليه
منظ ُرها ،
أثير بحنيَّة : مانمت اليوم ؟
عبدالعزيز و بهلوسة حقيقية : إال نمت
أثير تأكدت أنه يوسوس ، وضعت يدها على جبينه لتُالمس جرحه : هذا
من وين ؟
عبدالعزيز عقد حاجب يه : التكثرين أسئلة
أثير أبتسمت بضيق : إن شاء الله
عبدالعزيز تمدد على الكنبه ويد يه تُعانق بعضها البعض بين فُخذيه ،
جلست أثير عند رأسه لتجعله ينام في ُحضنها ، خلخلت يدها في شعرها :
ِح تفكيرك عشان تنام
ريِّ
عبدالعزيز رفع عيناه لها ، منذُ زم ٍن . . بعيد لم ينام في ُحض ِن أنثى
أثير بإبتسامة : وش فيك تطالعني كذا!
عبدالعزيز ببحة : وال شيء
أثير بهُدوء : خطيبتك الثانية متى ترجع لها ؟
عبدالعزيز : قصدك رتيل ؟ ماهي خطيبتي قلت لك زوجتي
أثير بحدة : طيب غلطت وال مايصير بعد أغلط
عبدالعزيز بهُدوء صمت
أثير بعد ثواني طويلة : حبيبي مو قصِدي بس يعني قلت أنك ماسويت
عرس وال شي فعشان كذا تلخبطت
عبدالعزيز وال ير ُد عل يها
أثير : طيب متى بترجع لها رتيل ؟
عبدالعزيز : هي بتجي هنا ويا أبوها
أثير : يا سالم ! بتجلس في باريس
عبدالعزيز : إيه
أثير تن َّهدت : الله يصبرني يعني بقابلها
عبدالعزيز بالوعي : بتحبينها
أثير رفعت حاجبها : يا شيخ !!
عبدالعزيز ضحك بصخب و ج ِّن جنُون ماتبقى له من أعصاب : صدقيني
بتعجبك
أثير أبتسمت : لو أني ماأعرفك كان قلت شارب
عبدالعزيز وهو يمُد يده ليُجمعها على شك ِل دائرة : مانقدر نعيش ! مانقدر
أثير وهي تلع ُب في شعره : عزوز بديت تهلوس ، أششش ونام
عبدالعزيز عاقد حاجب يه بضيق : ماأبي أأذيها بس هي تجبرني ! هي
تجبرني
أثير : وإن شاء الله وش أذيتها فيه ؟ تحمد ربها
عبدالعزيز أبتسم بتناقض مشاعره في هذه اللحظات : جميلة حييييل
أثير حقدت من وصفه و شرحه لجمالها في مثل هذه اللحظة :
عبدالعزيييييييييييز !! إذا تبي تسمعني وش كثر هي حلوة احتفظ بهالشي
لنفسك
عبدالعزيز رفع عينه عليها وهي منحنية وشعُرها يُداعب رقبته : أقصد
أن ِت
ِّي بعد ؟
أثير ضحكت : ألعب عل
عبدالعزيز أستعدل في جلستـه ليُقابلها وبإبتسامة : تشكين في كالمي ؟
أثير بضحكة صاخبة : مجنوون والله أنك مجنون ! أنا بروح وأنت نام
ِح أعصابك .. عشان بكرا من الصبح بكون عندك
وريِّ
وقفت ليسحبها عبدالعزيز و يُلصق جبينه في جبينها و يد يه تحاو ُط رأسها
ط بأنفا ِس
و تُخلخل شعرها ، أضطربت أنفا ُس أثير لإلرتباك و هي تختل
ِلها . . ثواني طويلة عميقة مرت بتالصق ُهما
عبدالعزيز ، أقترب أكثر ليُقبِّ
حتى أبتعد عبدالعزيز بنفُور وريبـة. أخذ المنديل ليمسح بقايا أحمُر الشفاه
خرجت من الشقة ُدون أن تنطق حرفً . الذي في فِمه. أبتعدت أثير و ا
ِفها أو ينف ُر منها ، لم
لم يستوعب بعد أن من أمامه هي أثير وليس رتيل ليُعنِّ
بلة والأكثر. يتذكُر تلك الليلة التي أقترب بها
تُحرك قبلتها به شيئًا ! كانت قُ
من رتيل ، تحف ُر هذه الليلة بعقله بل تش ُطره أي ًضا.
الينسى طعُمها أب ًدا ، أسكرتُه و ترنَّح من بعِدها لفترة طويلة وهو يتذكُر
بلته لها وإن أتت عنيفة ُرغ ًما عنها إال أنه أستمتع بها كما لم يستمتع من
قُ
قبل. و لس ُت أقل من نزار حين قال " يا طيب قبلتك األولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته
غرقت بالماء حنجرتي.. ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في
فمي الملهوب .. أم رئتي؟ "
تأفأف : أنا ليه أفكر فيها الحين !!
بلل شفت يه بلسانِه ُمتنهًدا ، أريد أن أنام لساعة واحدة فقط ، ساعة وا ِحدة.
،
ألتفت عل يه وبصو ٍت واضح : عندي لك أمانة وبو ِِّصلها
نا ِصر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟
.
.
أنتهى.
ال . َسالم علي ُكم و رح َمة الله وبركاته
إن شاء الله ت ُكونون بخير وصحة وسعادة()
هل لألموات رائحه؟
أنا أشتم رائحة
غانية
مقلتاها
كمقلتاي..
أسمع
أصواتا
تجيد
خنقي..
فقفصي
الصدرى
بات
الفضاء
يضيق به..
أشعر بوهن
يطأ أقدامه علي
و يسحق
الحياة من حولي..
ال شيء أبصر
ال شيء..
سوى ضباب
يغشى بصري
و عاشقة
أقسمت على
وجعي..
ُمبدعة : وردة شقى.
*لل
رواية : لمحت في شفت يها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
، بقلم : ِطي ش!
ال ُجزء )
)
ُم أنتهى ال ُجزء األ تراقص ، و طرقت الثواني األخيرة و اللحظة
بي ُض ال
ُمنحنية الخائفة ، الجميالت
ُمرتبكة ، البدايـة الخافتة المذعورة ، األشياء ال
ال
م الباكية
ِلة بها األُ
ُمرتِّ
" الله " ال
ُمتمايالت و الِذكر الِذي تلفظهُ الشفاه و
ال
ا على ليلة زفا ٍف ك
فر ًحا ، يالله يالله يالله ثالث هذه يا أختِي ، يا ع ُروسنا. ً
وقفت هيفَاء جانبًا ل ِكي ال تضعف بدُمو ِعها ، ليلة كهذه كفيلة بأن تضح ُك
بها األعي ُن حد البُكاء ، ليلة كهذه ترق ُص بها السماء طربًا وتصفُو للقلب
الذي يهفُو إل يها ، السماء صافيـة و ريم : قمر
ُمز
تِها للخ ُروج من القاعة ال
ِل هذه الليلة ، رتيل َّ
م َشت ريم بزف خرفـة بجما
ِم للتأمل ، هذه اللحظات وجهٌ آخر للذكرى و
ُمبتسمة و الصم ُت يخيِّ
ال
ٍن للتأمالت فقط
وطر ٌف ثا .
أردفت : يا شينه ريان كان دخل
الجوهرة : مايحب هاألشياء
رتيل بضحكة أردفت : أنا قلبي بدآ يرجف كيف ريم ؟
الجوهرة بحماس : حلوة أجواء العرس
موافقة " لم
رتيل تغيَّرت مالمحها ، حتى إرتجافة القلب حين تقُول "
ما أقساك عل ." ِّي وأنا بنتك
تُجربها ! يالله "
ال ُجوهرة ألتفتت عليها بإستغراب : رتُول ؟
رتيل :نسيت ال أقولك أني تـ .. تزوجت
الجوهرة وقفت صامتة ثابتة جامدة مصدومة.
رتيل أرتجفت أهدابُها لتُردف بغير مباالة : كل شيء حصل بدون علمي
الجوهرة بهمس : كيف بدون علمك ؟
رتيل : هذا بالضبط اللي ماأعرفه والجواب عند عمك
ال ُجوهرة بعد صم ٍت طال وهي تُفكر بما يح ُدث اآلن مع رتيل ، أردفت :
من جدك رتيل ؟
رتيل أبتسمت بو َجع : إيه والله ! هاألمور فيها مزح ؟
الجوهرة : طيب كيف !! يعني .. ماني مستوعبة !!
رتيل ب ُسخرية : طبعًا أبوي مأل ِّف له دين ثاني
الجوهرة بحدة : رتييل !! وش هالحكي ؟
رتيل هزت كتف يها بال ُمباالة : ديني يقول رضا الزوجين !
ال ُجوهرة تن َّهدت : على مين غصبك ؟
رتِيل بقهر : عبدالعزيز اللي ساكن معنا !!!
الجوهرة وصم ُت الدهشة يُسيطر عليها.
رتيل : من عذرك يوم تنصدمين!
الجوهرة : مصدومة من عمي ! ُعمره ماكان متحجر بهاألشياء ! كيف
يغصبك وهو كان يرفض اللي يجونكم و إن وافق على واحد ورفضتوه
كان يرفضه !!
ُظر لعبير الجالسة على بُعد مسافات و يتضح أنها غائبة
رتيل وهي تن
ٍن بعقله بعيد : أبوي تغيَّر من جاء عبدالعزيز ! كل شيء صار
ا لمكا
عبدالعزيز ! معتبره ولده وأنه الكل بالكل و إحنا وال شيء
ال ُجوهرة بضيق : طيب ماقالك ليه ؟
رتيل : إال ! بس وش عذره ؟ مافيه عذر يبرر هالشي ! ولو أبي كان
عرفت كيف أزعل على أبوي و حتى على ضي بس خالص مليت !! راح
ُعمري كله محكومة بقيود ال فادتني وال شيء ! وبجي الحين أغص في
فرحتي عشانهم !! ماه ُموني لكن فرحي بيكون لي وبكون أنانية فيه
وماراح أترك ألحد مجال يفرح مني ! وش أستفدت من طيبة قلبي ؟
ماأستفدت شي! وإن جاء مثالً عبدالعزيز يطلب مني أني أكون زوجته
بطريقة طبيعية ؟ وإن جاء يطلب مني مثال أنه يكون مبسوط في حياته
معاي ؟ بروح له وأقول يالله خلنا ننبسط ونترك اللي فات !! مستحيل مادام
أبوي أرخصني أنا ماأرخص روحي ! وفرحي يبقى فرحي وحزني يبقى
معلق في رقبتهم !
ال ُجوهرة و الضيق يُضعف قلبها أكثر ، ُمصارحة رتيل لها جعلتها تذبل
أكثر ، أردفت : من متى كن ِت سلبية كذا ؟
رتيل بإبتسامة لم تعتادها الجوهرة : كيف تبيني أكون ؟ بالعكس ماني
سلبية ! قلت لك بكون مبسوطة وبعيش حياتي زي ماأنا أبي وأن جاء يوم
وحزنت بخلي كل اللي حولي يحزن معي !! فرحي يخصني وحزني
يخصهم وهذي ضريبة اللي سووه فيني
ال ُجوهرة هزت رأسها بالنفي غير مستوعبة لتُردف : وش تفكرين فيه
بالضبط ؟ هذا أبوك !! ماهو شخص عادي!
رتيل : وأنا قلت لك بشتكي عليه ؟ بس أنا من يرد لي كرامتي منه ؟
تحسين بقهري يالجوهرة وال ماتحسين ! أقولك زوجوني وأنا مدري !!
ومن شخص ... أستغفر الله بس
الجوهرة : من شخص ؟ هالشخص يكون عبدالعزيز ولد سلطان العيد اللي
الكل يشهد بأخالقه ونسبه
رتيل عضت شفت يها حتى الترج ف بدمعها.
ال ُجوهرة تُراقب القاعة التي تفر ُغ بمقاعدها متجهين للجهِة األخرى
المخصصة للعشاء.
أردفت : الواحد الزم يتكيَّف مع الظروف اللي تجيه مايكون بهالصورة
السوداوية!
رتيل : أن ِت في ليلة زواجك وش كن ِت تسوين ؟ كن ِت أكثر مني سوداوية!!
الجوهرة بإندفاع : كانت ظروفي غير
رتيل : وش الظروف الغير ؟ الجوهرة حسي فيني أقولك مقهووورة !!
الحين هو مقضيها مع الحقيرة الثانية ! طيب أنا ويني منهم كلهم
الجوهرة : هو وينه ؟
رتيل تن َّهدت : متزوج وحدة ثانية إسمها أثير جعل مافيه أثير
الجوهرة أتسعت محاجرها بصدمة ، صمتت بشكل ُمهيب لما يح ُصل في
إبنة عِِّمها. كارثة تلو كارثة وهي آخ ُر من يعلم!
رتيل و تمثي ُل البرود صعب ج ًدا على ُروحها المتو ِِّجعة : ماهمني كيفه !
ي بس بيجي يوم والكل بس لحظتها
راح يندم على اللي قاعدين يسوونه معا
وال واحد فيهم راح أسامحه !!
الجوهرة همست : متزووج!!!
رتيل بتنهيدة حارقة : بكيفه ! و تدرين حتى ماراح أطلب الطالق ! بخلي
أبوي بنفسه هو اللي يطلقني بدون ال يشاورني ! أبيهم يعرفون وش
خسروا!!
ُمح َّمرة عيناها قطع علي ُه الجوهرة عقدت حاجب ي ما
ها بألم و ح ُضور أفنان ال
: وش فيكم جالسين بالزاوية كذا !!
،
أنت يا ريِّـان مح ُظوظ ، ظفرت بليل ٍة كهذه تستحق أن تس ُجد لها ُشكًرا في
كل لحظة تتذكر بها أن بجانبِك أنثى تحتويك ، نح ُن فُقراء الحظ و يتامى
ُم ال ُحب نتفر ُج دائما لنرى العُ وا
شاق كيف ت ُكن نهاياتهم لنقُل " الحمدلله سل
ح ِظي الِذي بقي ُت لسنوات أهتف به ،
من خيبـة هذه األرض التي تُفرقنا "
. َشعَرها و ترحل. ومعها ر َحل ح ِظي
خبأته يو ًما في جديلتها لتأخذُ
َي لنحزن عليه ؟ يا ُعمِري كفاك من تلك السنين رثا ًء ،
يا ُعمِري ماذا بق
كفاك ما ر َحل و أبتسم ألج ِل أن نُصاحب بعض ، أحتا ُج ان أصِِّدق هذه
ُصادق ظِلي ، رحل ِت يا غادة
الحياة لتُحبنِي أكثر ، احتاج وبشك ٍل الذع أن أ
ِم
ِميني كيف لظ ٍل يأخذُ مكان ِك ؟ وأن ِت التي ُكنت على الدوا
ِّ
و نسي ِت أن تُعل
ِي األبيض الِذي يُشاركني كل شيء حتى سخافا ِت هذه ال ُد
ظل نيا ، لحظة! لم ِّ
ت ُكن سخافات ! كل شيء مع ِك تج َّمل وأزدهر حتى األشياء البسيطة باتت
عظيمة. أن ِت من غيَّرت عينا ِك صيغة الحياة في قلبي ! أخبريني كيف لي
أن أعيش ُدونك ؟
وقف ُمتج ًها للخارج بعد أن ادى واجبه كصديق للعائلة ، شعر بيٍد تُالمس
كتفه ، ألتفت ُمستغربًا.
فيصل بتوتر : عندي لك أمانة و بو ِِّصلها.
ناصر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟
فيصل : ماينفع أقولها لك هنا ! لكن ضروري بأقرب وقت
ناصر : أبشر .. أخرج هاتفه .. عطني رقمك
فيصل نطق له رقمه ليُردف : أنتظر منك إتصال . . بحفظ الرحمن . . .
وترك ناصر في حيرة من أمره ، ماذا يُريد ؟
،
في ساعات الفج ر األولى ، رمت عباءتها بتثاقُل لتنحني وتنزع حذائها
العاِلي وتصعد لغُرفتها ُدون أن تنطق بحر ٍف واحد ، أغلقت رتيل الباب
َ
عل يها و شعرت بأ َّن قليالً من العزاء شاركته ال ُجوهرة ، لم تعرف ِلم
أخبرتها ب ُكل هذا ولكن شعُورها باإلفالس أمامها جعلت كلماتها تنطق.
على بُعِد مسافات فاصلة دخلت عبير ُغرفتها الداكنة على قلبها الِذي بدأ
يضيق بكل شيء ، ليس سببًا ! والله ليس ُهناك سبب يجعلني أو يُجبرني
أن أذهب للحرام بإرادتي ، وإن تعاظمت الظروف وعلقت األر ُض في
ي ! ال أحد يجعلني ُمت
حنجرتي حد أ ِّن الشيء يُسعف الغصات ال راكمة ب
ُم يُريدك
أذه ُب إل يك يا مج ُهولي ولكن قلبي ! قلبي حتى في رخاء هذا العال
كيف وإن ُعصفنا بما نكره ؟ أتراني أناقض نفسي ؟ حين أقُول لن أعصي
الله و أنا أقف بكل حوا ِِّسي أمامك ، أمام قلبك .
َ جعلتني
َ كل هذا ؟ ِلم
ي كل هذا ؟ ِلم
فعلت ب
َ
ِلم ون !!
أقع بالعشق و هذا الجنُ
ًما ؟ و إن أتيت يو ًما بصيغة بيضاء تتشك ُل كالحالل ؟ أين أجد
ُكنت حرا
َ
ِلم
التوفيق بك ؟ أين أجد البياض ؟ أين أجد بعمق الجحيم هذا جنة ؟ كل شيء
ضدنا ! كل شيء يا حبيبي ضدنا ألننا ُكنا ضد الحالل. لو لم تُخدرني
بصوتِك ! لو لم تجعلني كالعمياء أراك .
ُكنت قويَّـة بما يكِفي ولكن ب ُحبك أصبح ُت ه َّشة وهذا ُحب الرجاء به !
ال ُحب الذي اليقويك هو ُمجرد محاوالت فاشلة للحياة.
شتت أنظارها لل ُجدران التي تفتقد لوحاته ، حتى مالمِحي رأيتها ! يالله
كيف تسربت من تحت أبوا ِب عالمي التي أغلقتها و أغلقها والِدي من
بعِدي. يالله عليك! أتي ت بشك ٍل الذع لقل ٍب ه ِّش.
،
بهُدوء أنيق نزعت عقدها ، لتُردف : حسيتها مصدومة بس يعني ماخذتها
ي
بشكل شخصي كثير ! بالعكس حتى باركت ل
ِس
ُمستلقي على السرير : كويِّ
عبدالرحمن ال
ضي ألتفتت عل يه : زعالنة على عبير حيل ! ماني قادرة أفهمها بس اليوم
طاحت عيوني عليها كثير !!! يالله ماتتخيل قد أيش واضح أنها حزينة ،
حتى قلت لرتيل تروح لها بس مهي قادرة تتعامل مع رتيل ، مدري يمكن
ماتبي تقول شي ألحد أصغر منها ! يعني أحس شخصيتها ماتتوافق كثير
مع اللي يصغرونها بالعمر ، وش رايك بكرا تطلع معها مكان وتخليها
تفضفض لك
عبدالرحمن ألتزم الصمت ، ال جوا ب يشفي ُحزنه على حال بناته و حال
إبنته ال ُكبرى
ضي جلست على طرف السرير ب ُمقابله : أكيد ماراح تخليها كذا ؟ أنا
بصراحة مقدرت أتكلم معاها بشيء ! البنت تكرهني بشكل فظيع حتى
اليوم لما صبِّحت عليها سفهتني ، أنا فاهمتها يمكن ماتبي أحد يشاركها في
أبوها ! والله حتى ماني شايلة في قلبي يعني ماأقولك ماني متضايقة إال
متضايقة ومقهورة لما سفهتني بس بعد من حقها ! .. يعني قبل ال نسافر
خلها تفضفض لك وتقولك يمكن ترتاح ، أحيانا أقول ماهو معقولة عشان
هالموضوع ألن حتى تعاملها مع رتيل حاد وجاف !
عبدالرحمن تن َّهد : كيف تعاملها مع رتيل ؟
ضي : يعني مدري كيف أشرح لك بس ماهو تعامل أخوي .. يعني بعيدين
عن بعض كثير
عبدالرحمن بضيق : ألن رتيل مصارحة عبير بعواطفها وعبير رمت
عليها حكي من هاألشياء اللي صارحتها فيها !! فعشان كذا متضايقين من
بعض
ضي أبتسمت : وأنت مصدق هالشي ! طبعًا ال ياروحي .. رتيل
ي
ماصارحتها بأي شيء وهي بنفسها قالت ل
عبدالرحمن : وش قالت لك ؟
ضي بلعت ريقها : يعني عن عالقتها مع عبير وأنها هالفترة متوترة و ..
بس
عبدالرحمن بحدة : ضي تكلمي
ضي : وش أتكلم ! قلت لك اللي أعرفه ،
عبدالرحمن تأفأف : طيب
،
ُمنتشرين في هذا البيت ، أجبرهم على
دخل بصورة ُمفاجئة للحرس ال
إلتزام الهُدوء ليصعد لألعلى و يُفاجئهم بح ُضوره.
فارس المعطي لباب ُغرفته ظهره ، صامت هادىء في وق ٍت كان يُثرثر
بها حمد على رأسه : أنا أكلم جدار ؟ يخي تكلم أنطق حسسني أني بشر
جمبك
فارس بهُدوء : أطلع برا
حمد بخبث : تفكر بمين ؟
من خلفه : حمممد
، وقف فارس تار ًكا
ألتفتوا جميعُهم لهذا الصو ت الذي تحفظه قلوبهم مهابةً
ِم عليه ومن خلفه
ِّ
كراسة الرسم البيضاء على الطاولة ، أتجه له حمد ليُسل
كان فارس ، قبَّل رأسه : شلونك يبه ؟
رائد : بخير !! .. وش عندكم ؟
حمد : وال شيء جالسين نسولف
رائد رفع حاجبه : بأيش ؟
حمد بلع ريقه : يكلمني عن الرسم وكذا
رائد : آييه ، .. أقترب من كراسته ليأخذها فتح أول ورقة والشيء سوى
رسومات ُمتداخلة اليفهم بها شيئًا ، تركها ليتصفح الكراسة و . . آخر
صفحة عيناها ُمسيطرة.
ألتفت : هذي مين ؟
فارس بعد ثواني صمت أردف : خيالي
رائد بشك : خيالك!!
فارس : إيه
رائد بعدم تصديق : آيييه .. طيب أنا جاي بنفسي عشان أخبرك .. بتروح
معاي
فارس : وين ؟
رائد : أقصد بتسافر يعني!!