الفصل 63

تغيَّر!
عبدالعزيز ضحك ب ُسخرية تثقب قلبه ب ُحزن : هههههههههههه إيه وش
بيتغيَّر يعني ؟
ناصر : قبل فترة تقولي أنك ماتطيق حياة هالبنت وفجأة تبيها
عبدالعزيز : طيب كلهم يتغيرون وأنا أقدر أغيرها
ناصر بحنق : تعذب نفسك والله !! .. وبوسعود ما يدري أنك تعرف مين
زوجتك ؟
عبدالعزيز : آل يدري
ناصر : قلت له ؟
عبدالعزيز : قبل كم يوم شافني مع بنته وتكلم
نا ِصر تن َّهد : وهي عرفت ؟
عبدالعزيز : آل للحين ماتدري
ناصر : أستغفر الله .. اللي تسوونه مايجوز .. آل البنت تدري و الحين
بتتزوج عليها وهي ماتدري بعد !! عيب قبل مايكون مايجوز!!
أكتشفت أنه زواجي من رتيل غلط في غلط .. والله
عبدالعزيز : أصالً
ندمان قد شعر راسي.
في جهٍة تبعُد عدةِ خطوات منه ، ش َّدت على قبضة البا ِب و أطرافها
ترتعش ال تتزن ، " زواجي من رتيل " !! عقلها ج ِّف ويبِس ، توقفت عن
التفكير كما توقف قلبها عن النبض بطبيعية أكثر ، كل شيء في جسِدها
يرتعش و يص ُمت للصدمة التي يراها.
ي ، وحتى أثير .. بس على
عبدالعزيز يُكمل : أنا ماأنفع لها وال هي تنفع ل
األقل أثير ممكن أتعايش معها وأتكيف مع أطباعها ! أما بنت عبدالرحمن





هي تحت امر أبوها دايم يعني أنا أتوقع لو تزوجت بنته الكبيرة مستحيل
بينسحب من حياتها ومن قراراتها !! أحس محاصرهم من كل جهة و
يضلون تحت ظله و أطباعهم نفس أطباعه .. يعني مررة تحس منغلقين
على بعض وشخصياتهم تصلح لفترة مؤقتة بعدها تزهق ألنهم يرجعون
ألبوهم و شغله .. مع أنهم مالهم عالقة في شغله اال أني أحس أنهم داخلين
في شغله .... الزبدة أني أنتظر اليوم اللي أترك فيه هالحياة بكل اللي فيها
و أبدأ حياة ثانية من جديد مافيها ال بوسعود وال بنته وال أحد من هالرياض
!!!
َو بلعت ريقها بصعُوبة و الغ َّصات تتراكم في صدِرها ، د ار يل ُف رأسها و
عيناها ال ترى بوضوح ، كل شيء يب ُدو ُمبهًما ضبابيًا يصع ُب على عقلها
التركيز في ُكل هذه الكلما ِت القاسية صاحبة السطوة على قلبها ، آخ ُر من
أتوقع في حياتي أن يرخصني ألحد هو أبي ! آخ ُر من ينسل ُخ من قلبي هو
أبي .. كيف يوافق على عبدالعزيز حتى لو على حساب بنته ؟ ألهذه
الدرجة وصل عبدالعزيز مكانة في قلب أبي تعتليني و ترخصني أي ًضا ؟
كان يقترب مني وهو يعلم تما ًما بأنني حال ٌل عليه و أنا التي أصابنِي األرق
و أكتئب ُت في ُحجرةٍ سوداء حتى صعدني اإلنهيا ُر بسهول ٍة أمام إستسالِمي
و هو في جهٍة كان ينام ُمرتاح البال و الضمير ألنه ال يعصي الله ، يالله
أنا دائِ ًما على الهامش
َ
ُعاقب حتى أتعذب كل هذا العذاب ؟ ِلم
ِّي ذنب أ
بأ
حتى في مصيري يحكُمون عليه ُدون أن يشاوروني .. " على األقل
، ال أفهم أح ًدا وال أفهم حتى كيف أنني إبنته إن كان يقبل
"
يخبروني
بتعذيبي ُدون أن يتحشر ُج به ضمير ؟ ال أفهم أب ًدا ما يح ُدث في حياتنا و
مادام أبي يفعل بي
رخيصة "
أفهم تما ًما كيف أ َّن عزيز صدق في قوله "
هكذا إذن ال لوم على عبدالعزيز و البقية.
تجمعت الدُموع بها و الغض ُب ينحصر في زوايـا عين يها ، ال ُعذر سيقنعني
وال قل ٌب سيغفر ألحٍد مادام ال أحد يلتف ُت إلى قلبي ، و إن أمتلىء ُحبه في
ُعاود ثقتي بمن ُمفترض
قلبي والله لن أسمح بأن يتالع ب بي هكذا و لن أ
، هو أصبح أ ب عبدالعزيز و يُدلله حتى في سبيل
ناديه " يبه "
ُ
علي أن أ
التضحية بإبنته وبقلبها ! ، لم يعُد أبي ولم أ ُعد إبنته.





ِّي تراجعت للخلف وهي ال تعل إتجاٍه تذهب ، كل األفكار تتشابك في ُم ب
أ
بعضها البعض وتُفقدها وع يها ، أصطدمت بالطاولة الصغيرة ليسقط هات ُف
المنزل من عل يها ، تُريد ان تصعد لغُرفتها ولكنها ُمشتتة ، تفق ُد وع يها
بإستسالٍم من أعصابها التالفة ، أنا أختنق.
سقطت على األرض و أرتطم رأسها بقَّوة على حاف ِة الطاولـة العريضة
ُطوليـة ، و ال أنفا ٌس تُسمع
ال . ُمرتبطة بمرآةٍ
خرجت من المطبخ الخاِدمة التي تُغطي رأسها بقطعِة قُما ٍش بيضاء تأخذُ
ُمثلث و بين يد يها كأ ُس عصير األناناس ، سقَط على األرض ليتناثر
شكل ال
رجت شهقة من منظِر ُزجاجه و تبت ُل األرضية ال ُرخامية بالعصير عندما أخ
رتيل ، كانت الدماء تخر ُج من مؤخرةِ رأسها إثر إرتطامها على الطاولة
م على األرض
الحا َّدة ومن ث . ُ
سانِدي صعدت بخطوا ٍت سريعة لألعلى لترى ضي و عبدالرحمن في
الصالة العلوية غارقين في األحاديث ،
عبدالرحمن ُمعطيًا ظهره للباب و ضي التي تُقابله أنتبهت لتصاع ُد أنفا ِس
ُمريبة : خير ؟
الخادمة ، عبدالرحمن ألتفت بعد نظرا ِت زوجته ال
ساندي وفي صدمٍة تجعلها تُردد إسم رتيل فقط.
عبدالرحمن بخطوا ٍت سريعة تسب ُق الريح ، نزل لتتسع محاجره من الدماء
، أنحنى لها وهو يضع أصابعه أسفَل أنفها و تصادُم أنفاسها في أصبعه
جلب له بعض الراحة ، بحدة و ربكة : جيبي عباتها بسرعة
ساندي ركضت لغُرفة رتيل لتُخرج عبا ِءتها و تُسلمها لعبدالرحمن ، حملها
بين ذراع يه وتو َّجه لسيارته.
ضي في ُمنتصف الدرج ُمتجِِّمدة تما ًما و الرجفة تُصيب قلبها من أن
يحص ُل سو ًء بشرتها الصافيـة ولم لرتيل ، بال شعُور أنهمرت دُموعها على
تستوعب بعد دهشتها بما رأت. ليلة . ُ عيد تُعزي فرحها
،
تفكي ُرها ال يهدأ ، األر ُق بدأ يُصيبها من اآلن ، أقتربت ليلةُ زفافها ومن





أول لحظ ٍة أخبروها عن ريَّان وقلبها يُقيم عر ٌس صاخ ٌب ال
اآلن بل منذُ
مل ، شعرت بأن قلبها يتسع في ُكل مَّرة تُفكر فيها بـ ريان و تُحبه ُدون
ُّ
ي
حتى أن تراه وتسم ُع صوته ، تمتلىء ُح ٌب أبيض من الر ُجل التي ستختلط
به وتُشاركه حاضره و ُمستقبله ، ُربما ليس ُحبًا ولكن شغفًا وجنُونًا
وإعجابًا وميالً وكل األشياء الجميلة تُقيم في قلبي وتنحني بإتجاِه ضو ٍء
، اليهُمها أمر وسامتِه فهو أخ الجوهرة و أفنان التي
ريَّان "
"
يُدعى
ي عمه فهي واثقة تما ًما بأنه لن ي ُكن سيئًا
تعرفهم جي ًدا و تعر ُف أي ًضا إبنت
بالتأكيد سي ُكن جذابًا بما يكِفي ، األهم أنه سي ُكون زو ٌج
وإن لم ي ُكن جميالً
حنُون و يحتويني. قلبي اليكف عن نسج كنزا ٍت من ال ُحب و الجمال تسق ُط
عليها األزهار و تزه ُر باأللوان. يالله يا ريان ُكل هذا وأنا لم أسمعك و
أراك ، أشعُر أن قلبي سيتوقف إن رأيتك إن كان يتسار ُع في نبضه ب ُمجرد
التفكير بك. أنت خلف كل إبتسامٍة ُمفاجئة تُباغت شفتي.
هيفاء أستلقت على األر ض وأسف ُل رأسها " ُخدادية " األريكة ، بضجر :
ماطفشتي ؟ مافيه شي ينشاف بالتلفزيون وماهو جايني النوم!
ريم بإبتسامة حالمية : بكرا العيد
هيفاء : الحمدلله والشكر !! أنا أكلمك بإيش وأن ِت تكلميني بإيش .. *بخبث
أردفت* تفكرين في صاحب الحظ السعيد هههههههههههههه
دخل يُوسف و بجانبه منصور : صاحيين ماشاء الله
منصور : أنا بروح أنام آلتنسى تصحيني على صالة العيد
يوسف : طيب .. جلس بجانبهم ُمتنهًدا : يوم دخلت سكتوا ! أعوذ بالله من
سوالف الحريم اللي فوق

سنة
هيفاء ضحكت لتُردف : والله ماكنا نسولف بس أقولها طفشت
ريم بنبرة طفولية شغوفة : شفت عبود ؟ يجنن ماشاء الله
يوسف وش يجنن !! أنتظري كم شهر لين تبان مالمحه وعاد أحكم لكم هو
مزيون وال بيطلع شين نفس أبوه
هيفاء : عيونه كوبي من منصور وخشمه خشم منصور بعد .. بس شفايفه
أل
يُوسف تقَّوست شفت يه بتناحة : أمدى !! أقول البزر منخفسة عيونه و ماله





خشم اللهم فتحتين ماتدرين وش محلها من اإلعراب أستغفرالله بس أنا
جاملت منصور قلت مزيون الله اليضره وبغى يآكلني بعد يقولي قول
ماشاء الله .. على وش ياحظي !!
ريم : هههههههههههههههههههه حرام عليك هو ألن وزنه يخِِّوف مررة
نتفة أنتظره يكمل شهرين وبتشوف بس واضح مآخذ من منصور أكثر من
نجال
ا وبإبتسامة : بس والله شعور حلو الله
يُوسف مسح وجهه بكفُوفِه ُمرهقً
يديم فرحته ،
هيفاء : آمين ، صدق ماقلت لنا وش سويت في حايل ؟
ِس ماتملين منها
يُوسف : يهبلون سوالفهم تونِّ
هيفاء : شفت كل أهلها ؟
يوسف : والله مدري يعني شفت خوالها الكبار و عيالهم مدري عاد إذا فيه
أحد ماكان موجود
هيفاء : يازين لهجتهم . . صديقتي أيام الثانوية من حايل
يُوسف بإبتسامة : ال متأثرين مرة بأهل الرياض مدري شكلهم كانوا
ساكنين هنا بس مهرة وأمها ماتقولين من حايل بس عيالهم الشباب عليهم
رزة ماشاء الله .. بخطبك لواحد منهم
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههه على حسب الوسامة
يُوسف : شوفي خششهم عادية بس الله معطيهم خشوم قسم بالله تشوفين
خشمك عندهم وتتفلين بوجهك
ُمهرة بعد خشمها حلو ،
ريم : أصالً
يُوسف : إحنا ماورثنا من بعض اال خشوم عوجا
هيفاء : تكلم عن نفسك حبيبي خشمي وش زينه
يُوسف : يالله ليلة عيد وماأبغى أمصخرك على ذا الخشم النتفة
ريم : طيب متى بترجعها وال خالص ؟
ِف عند اهلها وإذا بغت ترجع تعرف رقمي
يُوسف بهُدوء : بخليها تكيِّ
ريم : من جدك !! أكيد ماراح تتصل عليك وتقولك تعالي .. أصالً ماينفع
.. الزم أنت تتصل





يُوسف : وليه ماينفع!!
ريم : أنت وش يعرفك بالحريم ؟ أي حرمة مكانها مستحيل تفكر هي اللي
تتصل الزم الر َّجال
يوسف بضحكة : خلينا من هالموضوع عندي لكم خبر حلو
هيفاء بحماس : بتسافر وتآخذني ؟
يوسف : حطي في بالك لو سافرت أخاوي لي كلب وال آخذك معي
هيفاء تُجِِّمع كفوفها لتُشير إليه : مااقول اال مالت
يُوسف بتجاهل لها : المهم مهرة حامل
ريم شهقت بفرحة : صدددق !! مبروووووووووووووك
يوسف : الله يبارك فيك
هيفاء فتحت فِمها غير ُمصدقة
يُوسف ب ُسخرية لهيفاء : الله يبارك فيك
يُتبع
،
في ُغرفتهم المعتمة لوال ضو ُء األب ُجورة الصفراء الخافتة ، على السرير
ُمتربعة و ها
في ُحضنها جها ُز اآليباد : ماأرتحت ل
ِل حتى واضح ماهي راعية سوالف
حصة : بالعكس وش زينها البنت تهبِّ
وتطلع حكي منشغلة بنفسها
العنُود : ماتعجبني هالنوعية
حصة : ان ِت وش يعجبك أصالً ؟ نامي الله يرحم لي والديك
العنُود : يمه أجلسي معي شوي بسولف لك
حصة : إذا سوالف تغثني والله النوم أولى
العنُود بضحكة : تعرفين ماجد صح ؟ اللي معاي بالجامعة ؟
حصة : إيه وش فيه ؟
العنُود بإبتسامة شغوفة : راح يجي يخطبني..





حصة أستعدلت لتجلس على السرير ومحاجرها ُمتسعة :
نععععععععععععععم !!
ُم العنُود تغيرت مالمحها السعيدة للدهشة من ردة ف تفتحة في
عل والدتها ال
نظرها : وش فيك ؟
حصة بحدة : هالموضوع يتس َّكر وال أبي أسمعه مرة ثانية
العنُود بهُدوء : ليه ؟ أنا أشوفه شخص فيه كل الصفات اللي أبيها ليه
أرفضه ؟
حصة : مايصلح لك وبس
العنُود : أقنعيني طيب باألسباب وبس ِكر الموضوع
حصة : هذولي الناس يتزوجونك فترة وبعدها يطلقون .. شفتي أبوه طلق
أمه بعد عشرة ُعمر .. عندهم الطالق سهل وكل شيء يحلونه بفلوسهم ..
وهالفئة من الناس مستحيل أوافق أنك تختلطين معهم
العنُود : بالعكس أنا أشوف أني أأمن مستقبلي وممكن يوفِر لي الحياة بكل
متطلباتها ومنها الفلوس
حصة : يعني أن ِت بتتزوجينه عشان فلوسه ؟ ليه إحنا ناقصين ؟
العنود : بصراحة أيه .. يعني أحب وأحب طيب وبعدين ؟ أتزوج واحد
سيارته من عشر سنوات وبيته متك ِِّسر يالله يصرف على نفسه !! أنا أحب
أتزوج بعقل والحب تاركته للمراهقات ، وعقلي موافق على ماجد
حصة : العنود ال تنرفزيني .. هذا ماجد مايصلح لك وأنتهينا وال سلطان
راح يوافق عليه
سلطان " : وش دخل سلطان فيني ، ماجد
"
العنود بغضب أشتَّد من ذكر
إذا جاء راح يخطبني من أبوي وإذا أبوي وافق ماله حق يتدخل..
حصة : بس أنا ماني موافقة !!
العنود : هذي حياتي يمه أرضيك بكل شي بس حياتي خط أحمر
حصة رفعت حاجبها : يعني رايي ماهو مهم ؟
العنود : أن ِت قلتيها ! رايك ؟ يعني ممكن أتقبله وممكن أرفضه ماهو
قرارك!!
حصة بغضب : إال قراري وهالموضوع منتهي !! زواج من هاللي إسمه





ماجد مافيه ! .. هذا اللي ناقص بعد وأصالً هم ساكنين في دبي
العنُود : إيه طيب ؟ وش فيها دبي ؟
حصة : تبين تعيشين بعيد عني ؟
العنُود : يمه قلت لك هذي حياتي بنهاية األمر أنا راح أبعد إذا مو اليوم
بكرا!
،
تنزع عباءتها و تنفث على نفسها مرا ًرا متعِِّوذة منهم : أعوذ بالله وش
هالناس !! ليتك كنتي موجودة يمه وسمعتيهم .. أقرفوني
والدتها : عساتس ماقلتي لهم أنتس حامل ؟
ُمهرة : بدون ال أقولهم البزر وضحى سألتني
والدتها : هذي بزر !! اال عقرب من تحت لتحت ، الله يزوجها ويفكنا منها
!! تراها حسود أنتبهي
ُمهرة : ليت بنات خالتي مزنة كانوا موجودات حبي لهم والله بدون ال
أحكي يسكتونهم
والدتها : و عسى مرت خالتس مسفر العوباء ماتكلمت ؟
من األصول أنك تنتظرين
*تُقلد صوتها*
ُمهرة : إألا هي اللي مستلمتني
سنة على وفاة فهد!
والدتها : ماعليتس منهن منقهرات
بيَّنت لهم أني ميتة على يوسف
ُمهرة بضحكة : أصالً
والدتها : ورآه ناوية على شي ؟
ُمهرة توتَّرت : أكيد يمه يعني إحنا مانصلح لبعض وبعدين كيف تقبلين
أتزوج واحد أخوه قتل أخوي ؟
والدتها بحدة : أقول أنثبري مافيه طالق وال عاد أسمعتس تجيبين طاريه ال
قدامي وال قدام يوسف وإن سمعت أنتس جايبته قدامه ماتلومين اال نفسك ..
أن ِت الحين حامل والله يثبته لتس ومافيه أحسن من يوسف أبو و زوج لتس
ُمهرة بغضب : يمه ال تخليني أدعي الحين عليه وعلى هاللي في بطني !!





يوسف اليوم وال بكرا راح يطلقني .. ماراح أعيش مع ناس قتلوا أخوي
والدتها : أسكتي لحد يسمعتس ويحسب أنتس متزوجة واحد قاتل !!!
ُمهرة تن َّهدت لتستلقي على السرير القريب من سرير والدتها : يمه الله
يخليك الموضوع بيني وبين يوسف منتهي وأنا مابغيت أخبرك بنفس
الوقت عشان ماأزعلك بس إحنا أتفقنا وأنا جاية الحين ومالي رجعة له
والدتها ضربت صدرها بقوة مد ُهوشة : وشهو ؟ من بكرا تتصلين عليه
وتخلينه يجيتس هذا اللي ناقص بعد تبين تهدمين بيتتس بإيدتس وتشمتين
حريم خوالتس فينا
ُمهرة بحنق : ماراح أتصل وال تخليني أدخل خالي محمد بالسالفة وتعرفين
أنه مايرفض لي طلب
ِص رجلتس قص .. لو وصل العلم عند خوالتس الثانيين
والدتها :والله ال أقِّ
تعرفين وش بيسوون ؟ ماله داعي أقولتس أن ِت عارفة وخابرة
ُمهرة خنقتها عبرتُها وغطت ن ش ودفنت وجهها في وسادتِها
فسها بالفرا
لتنسا ب دُموعها بهُدوء وصمت ، تعر ُف جي ًدا كيف يتكَّون عقل خوالها و
بما يُفكرون وطريقة تفكيرهم ، و حتى إن تطلقت من يُوسف سيجب ُرونها
على الزواج من إحدى أبنائهم. ال حل أستطيع أن أهر ُب منه إال " خالي
ًحا و األكث ُر رحمةً عليها.
محمد " هو وحده األكثر تفتُ
،
ُمعافى ، خ َرج من
المستشفى لوحِدها تُثير المعدة غثيانًا وتُمِرض ال
رائِحةُ
ُمستشفى ، صمتُها يُثير في داخله
ُمنعزلة عن بقية أقسام ال
جهِة الطوارىء ال
أل ف عالمة شك و يعق ُد حاجب يه بتع ُجب ، قا َد السيارة متو ِج ًها للبيت و أذا ُن
فجِر . ال يقترب وقته
، -جاِلسة في األمام بجان ِب والدها التي ت ُكن له غضبًا شدي ًدا ، مازالت
بيضاء
تشعُر ببعض األلم في رأسها بعد أن تم خياطتُه بعدةِ ُغرز وقطعةٌ
تل ُف رأسها ال تشبه أب ًدا تفكيرها السوداوي في هذه اللحظة ، نظرت لساع ِة
سيارتِهم لتندهش من الساعة الثالثة فج ًرا وهي تتذكُر أنها كانت مع ضي





في الساعة العاشرة أو ُربما الحادية عشر.
والدها : رتول حبيبتي
لم تُجيبه ، تشعُر بقهٍر فظيع يجعلها تصمت عنه.
والدها : قولي لي بس وش فيك ؟ ريحيني !! كيف طح ِت ؟ ماهو معقول
على األرض ويخيطون رآسك!!
رتيل بصو ٍت جاهدت ان يخرج متزن : طحت على الطاولة
والدها بضيق : الفترة األخيرة صايرة تداومين بالمستشفى !! أنتبهي الله
يخلي لي شبابك.
رتيل أكتفت بتنهيدة أثارت قلب والدها المهُموم.
،
ا وهو ُمستلقي على السرير لم يأتِه
" أخذ نف ًسا عميقً
"الله أكبر .. الله أكبر
النوم ، أتجه للحمام و توضأ ليرتِدي ثوبه ُدون أن يلبس شماغه ، ترك
ُمعجبة بشعره. وضع هاتفه
شعره القصير ُمبعث ًرا و جذابًا على حِد عينه ال
و سقطت عيناه على سواكه ليأخذه متو ِج ًها لمس ِجد الح ي
" الصامت "
على
الذي يبعُد عدة خطوا ٍت منهم ، دائِ ًما إن دخله يشعُر بأنا ٍس من كوكب آخر
، صامتُون هاِدئون ، نظراتِهم ُمريبة ُمربكة ، قبل أن يتجاوز ُسور المس ِجد
ألتفت و رفع حاجبه ُمستغِربًا من سيارة بوسعود التي مَّرت ، أطال النظر
حتى دخلت السيارة القصر و رآها على جمب ليكش ف عن األنثى التي
رتيل أم عبير .. مهما ت ُكن مالذي يجعلهما
يكسيها سوا ُد الحشمة !! "
يخرجان في مثل هذا الوقت " !!!!!
دخل المسجد و تفكيره مشَّوش ُمنشغل.
،
ُظر لل ُسحب التي تُزاحم السماء والقريبة
وضع رأسه على شبا ِك الطائِرة لين
ج ًدا من عين يه ، ُمرهقة عيناه من النظر لغير غادة ، ُمرهقة ج ًدا هذه





العينان إن نظر ت لألشياء و من يُضيئها غائ ٌب تحت التُراب ، ما بيننا اآلن
مسافا ٌت شاسعة ُمؤذيـة ُمؤرقة. مابيننا حياةٌ طويلة يا غادة.
ماذا تَّود أن تشرب ؟
ُمبتسمة برقة "
تن َّهد أمام ال " ُمضيفة ال
" .. أنزل ُكرسيه ليُجاهد نفسه أن ينام و يبتعد عن
" شكرا ال شيء
ناصر
خياال ِت غادة.
جلس بجانِبه في الدرج ِة األولى ر ُجل ثالثيني ذو بشرةٍ شقراء.
نا ِصر أستعدل في ُكرس يه فالنوم فعليًا لن يأتي ، أردف : مرحبا
ُضايقك
الر ُجل بإنكليزي ٍة رقيقة : أهالً .. رأيتك نائ ًما ولم أشأ أن أ
ناصر : كنت أحاول ولم أستطع لألسف
:يجب أن تُفرغ ذهنك و سيأتيك النوم
ناصر : منذُ ساعت ين و أنا أحاول النوم وال عق ٌل ينعس
:العقل يستجي ُب ألوامرنا إن رغبنا فعليًا بذلك
ناصر بإبتسامة دافئة : يب ُدو أنني أعصي عقلي
:تعرف شيئًا ؟ في كل مرةٍ ينشغ ُل عقلي في شي ٌء مضى ويُتعبني ، أقرأ
كتا ٌب ُمِمل إلى أن أنام ، كل األشياء الرمادية لها جان ٌب ُمضيء و حتى
لسيئة لها جانب جيِّ . ِ ال ُكتب ا د
ناصر : و الموت ؟ له جانب ُمضيء!
:الذكريات الجميلة هي من تُضيئنا .. أيُوجد أفضل من الذكريات ؟ وإن
كانت ُموجعة هي من تُريح القلب في الغياب.
ناصر : الذكريا ت مو ٌت بطيء ننزلق به
:من فقدت ؟
ناصر : زوجتي
بضيق : منذُ متى ؟
ناصر : منذُ عام ، في ليلة زفافنا
:أووه !! أعتذر لذلك
ناصر أبتسم بو َجع : ال بأس ، سنعتاد.
:يجب أن تُفكر بأ َّن ُحبها هو من تحيَا اآلن ألجله ُرغم موتها ، لذلك ُكن
ممتنًا دائِ ًما أنك أحببتها





ناصر و كأ َّن الوج ُع يتش َكل به أو ُربما حاجته للحديث تجعله يحزن أو ُربما
ألنه عيد و قلبه ُمتعب من أنه عيٌد ال يضُم غادة : لم أسخط يو ًما من ُحبها
وهي من كانت خلف كل إبتساماتي و ضحكاتي.
،
أزاحت السماء عن ِخمارها لتتو َّه ُج شمسها و ال ُسحب تتراك ُض لِدفئها ،
أضاءت ُدوفيل و اليو ُم ُمراد ٌف للفرحة ، أتَى العي ُد ُمد ِه ًشا يتشك ُل على هيئة
ضحكة تُبهج قلوب األطفال والكبار.
أفاقت ُمب ِكًرا لتُح ِضر الفطور ، ال تشعُر بأنه يو ًما ُمختلف عن بقية األيام ،
ٍم وال أب أقبل جباههم و
ُ
العي ُد يأتِي كيوٍم عادي ، ألن ال أحد بجانبي ، ال أ
بارك له ألشعُر ببهج ِة العيد. و
ُ
ُعايده و أ
، ال أحد أ
ألف ُظ " عيدكم مبارك "
ج بالعرب حتى ألم ُح العيد في مالمحهم و
كل هذا لس ُت ُرغم في منطق ٍة تض ُّ
أسعَد.
ُمكتئب الجرس ، خرجت من المطبخ التحضيري
قاطع تشابُك تفكيرها ال
وهي تل ُف حجابها على عجل ، فتحت الباب لتتسع إبتسامتها و ال ترى
سوى جسِدها ومالِمحه تُغطيها بالونـة كبيرة على شك ِل قطعٍة نقدية من فئة



ريال – بانت بها ُصورة الملك عبدالعزيز رحمه الله –
وليد بإبتسامة : عيدك مبارك
رؤى : من العايدين والفايزين ... أبتعدت حتى يدخل ، .. الله جايب
فطاير
وليد يضع الضفائر الفرنسية من العجين عل الطاولة ويجلس ُمبتس ًما :
طيب تعالي بوريك عيديتك
رؤى ضحكت لتُردف : مين قدي اليوم
وليد بإبتسامة : تِِّوك ماشفتي شي
رؤى : وين بتوديني بعد ؟
وليد : بنروح منطقة ثانية بعدين أحكي لك عنها راح تحسين بالعيد وجماله
رؤى أبتسمت وهي تجلس وأمامها علبة من الكرتون متو ِسط الحجم ُطولي





ذو لو ٍن زهري باهت و فوقه شريطة بيضاء ، فتحتها بخجل و الفرحة
تغمُر عيناها ، أتسعت إبتسامتها عندما رأت غال ُف الكتاب " أبرا ُج المملكة
، أبعدته لترى علبةُ صغيرة ذات اللون
"
ُمصممة بطريقة الكوالج
التركوازي من ماركِة تيفاني ، فتحتها لترى عق ًدا كامالً من األلماس :
مررة كثير يا وليد
وليد : كل شيء يرخص لك
رؤى بحرج كبير : آلآل جد مررة كثير تراني ماأعرف أعبر
وليد ضحك ليُردف : الكتاب راح تكتبين فيه كل شيء يضايقك بوقتها
وبعدها تقطعين الورقة وبالزبالة وبينتهي هاللي مضايقك
رؤى بإبتسامة عميقة و عيناها تُرفرف بالدمع : جد مشكوور
وليد : طيب فيه شي ثاني
رؤى أنتبهت للـ " ريال " ، ضحكت : كلفت على نفسك
وليد : جبنا لك ريحة السعودية
فتحت الريال الملتوي حول نفسه ، ُكتِب عليه " أعيادك سعيدة "
رؤى تزاحمت بها السعادة حتى بكت ، وليد يمُد لها المناديل البيضاء :
ماأتفقنا كذا ؟ وبعدين الخبز راح يبرد وما فطرنا!
رؤى وقفت وعيناها ممتنة لو ُجود وليد بجانبها :
دقايق بس و يكون
جاهز الفطور.....
،
ِصل جفَّت دُموعها ، وحدتها في هذا العيد أجبرتها على تن ِحي
بعد بُكاء متوا
ُم العيد و الفرح ولم تجد من
سعادتها لتب ِكي ، الغُربة ُمزعجة إن أتت أيا
يُشاركها هذا العيد ، تمنَّت لو أنها بالشرقية اآلن وترى والدتها و والدها و
تُهنئهم بالعيد. ُرغم أنها سمعت أصواتِهم و باركت لهم بالعيد إال أنها
ُمتلهفة لمالِمحهم و ُمشتاقة ج ًدا.
ان رحلت ضي وهي تُحاول أن تقنع سمية بأني تأتي لها وتُشاركها
منذُ
الشقة وبعد أيام من محاوال ِت أفنان أتت قبل يومين وسكنت معها.





سميـة تخرج من المطبخ ب ُكو ِب الحليب : خلصتي من البكي ؟ يختي
أنبسطي بس ناقصين هم وحزن !!
أفنان بحزن : هذا اول عيد أكون بعيدة عنهم
ُسمية المعتادة على الغربة : تتعودين ، المهم وش تبينا نسوي اليوم ؟
أفنان : وش نسوي بعد ؟ بننثبر هنا!
ُسمية : يا كآبتك يا أفنان ، ال ياحبيبتي ترى باريس بتنفجر من العرب
وكلهم يحتلفون بالعيد ، خلنا نروح نتمشى وننبسط ونعيش جو العيد
أفنان أنتبهت للظرف األبيض الذي ينزلق من تحت الباب : شوفي وش
جاء
"
ُسمية تركت الكوب على الطاولة و اخذت الظرف ، لتقرأ على ظهره
ُسميـة و أفنان " : شكلها دعوة لنا
أفنان توجهت لها لتقرأ معها ، فتحتها ُسمية وكانت فعالً دعوة لح ُضور
حفلة العيد.
سمية : زين جانا العيد لعندنا
أفنان : آل وشو ؟ مستحيل أروح ! يعني أكيد حفلة مختلطة وأنا صراحة
أخاف وماأحب
سمية : وش فيك ؟ يعني حفلة العيد أكيد الشباب اللي معانا مسوينها ..
ومين قال بتختلطين معهم !! عادي إحنا بنجلس بروحنا وننبسط
أفنان : آل يمه سمية أخاف من هالحفالت وممكن فيها سكر وشرب ومدري
وشو
ِّي منك راح تروحين وأن ِت ساكتة
سمية : ماعل
،
ر َجع بعد ان أتجه بنجالء إلى بي ِت أهلها حتى تقضي األربعين يو ًما ُهناك ،
هذا العيد ُمختلف ج ًدا. هذا العيد أتى معه طفله.
م على والدته التي لم يراها صبا ًحا : عيدك مبارك يالغالية
َّ
سل
والدته : من العايدين والفايزين.





ا : بآخذ نفس قبل ال يجون الرياجيل
جلس ُمرهقً
والدته : ومين قال محد جاء ؟ روح المجلس ممتلي
ِهًدا : الله يعين .. توجه
منصور بتعب وقف ُمتن للمجلس الذي أمتلىء
ُمباركين بالعيد و البهجة ترتسُم بمالِمحهم. جلس
بالجيران و األصدقاء ال
بجانب يُوسف ليهمس : وراك جالس ؟ قم قهويهم
يوسف بمثل همسه : توني جالس وبعدين تبي تعلمني أصول المرجلة الله
يرحم من كب القهوة على بوسعود
منصور : ياذا السالفة اللي بموت وال أنت ناسيها!!
،
العيد هو يو ُم السبت و ال شيء آخر ، ي ُمر بجفا ٍف على قلبه مثل ُكل سنة ،
أبعد عيناه عن السقف ليتفآجأ بوجوِد والده نائِ ًما على األريكة الطويلة ، بلع
ريقه وهو يسي ُر بخفوت نحو الحمام. أست َّحم لدقائِق طويلة وهو يشعُر بأن
رائِحة ال ُشرب تفوح منه بقوة كما يفُوح العُود العتيق من أبيه. أرتدى ثوبه
و بدأ بهُدوء يخشى ان يصد ُر صوتًا فيفيق والده وهو اليعلم ماذا حدث
باألمس ، أزاح لوحاته جانبًا ومالبسه المتسخة المرمية على األرض ،
خرج ليرى ح َمد جال ًسا و واضع رج ٌل على األخرى أمام التلفاز ،
فارس : أبي بخور أي شي بع ِطر غرفتي
ح َمد بهُدوء : ماتدري وش صار أمس ؟
فارس : وشو ؟
حمد : أبوك جاء هنا وشافك سكران
فارس بغضب : أسكت هو نايم عندي
ح َمد بربكة أستعدل في جلسته ليُبعد رأسه قليالً ويراه نائِ ًما ، شهق : نايم
عندك !!!!
فارس بلع ريقه رهبة و جلس على الطاولة : وش صار أمس ؟
حمد بخبث : وش لي ؟
فارس : آلتجنني تكلم وش صار ؟ ماكنت شارب مثلي!





حمد : آل ياحبيبي أنا ماأشرب أنا آخذ رشفة رشفتين أسكر شوي بس عقلي
موجود
فارس : اليكثر وقل وش صار ؟
حمد : شافك يا حبيبي وأنت تقول عبير حبيبتي .. هههههههههههههههههه
وبحالمي ٍة يُكمل : عبير ُمستقبلي وحياتي
فارس : كذااااب
حمد : هههههههههههههههههههههههههههههههه ال ماكنت تهذي بس قليت
أدبك قدامه وقمت تسبه وعطاك كم ضربة وبعدها نمت
فارس ولم ينتبه لنفسه أو يراها بالمرآة ، توجه للمرآة الموجودة بالصالة
لين ِظر لعينه المتو ِرمة بال ُزرقة و شفتِه ال ُسفلية يتخث ُر بها الدم : الله ال
يعطيك عافية يا حمد
حمد بضحكة خافتة : شف عاد وش بيقولك ال صحى !! .. أنا بروح أجيب
البخور ال يذبحنا مع هالريحة ...
فارس بدأ يُق ِطع بأظافره القصيرة ويُفكر بحيل ٍة يهرب بها من أسئلة والده
التي يتوقعها ، جلس و با ِب ح يكشف له عن جسِد والده ، لن ُغرفته المفتو
يُصدقني بالتأكيد مهما أعطيته من األعذار ، يالله دمر ُت نفسي اآلن لن
يسمح لي بتاتًا بالسفر.
الحظ حركِة أقدامه والده ، وقف ونزل لألسفل حتى يتدرب ُربما يحن عليه
أو حتى يشفق ، أخذ سالحه و أهتز هاتفه في جيبه ، رد بملل :ألو
والدته : هال يمه .. عيدك مبارك
فارس دون تركيز : وأن ِت بخير
ُموضي : قلت لك عيدك مبارك
فارس بتذُمر : طيب يايمه كلها وحدة .. من العايدين والفايزين
ُموضي بضيق : كذا تكلمني ؟
فارس تن َّهد : ألن توني صاحي ومالي خلق ألحد
موضي : وأنا صرت أحد ؟
فارس : يالله يايمه تجلسين تدققين على كل كلمة وكل حرف وكل زفت ..
خالص





ُموضي : طيب حقك علي أزعجنا مزاجك السامي
فارس : شخبار أريج ؟
ُموضي : أبد مشتاقة لك ماراح تجينا ؟
فارس : وأبوي مخليني أتنفس عشان أجيكم ! تعرفين هو مانعني عنك
ُموضي : بس أنا أمك وهذي أختك الصغيرة
فارس بسخرية : دام أبوها ماهو رائد الجوهي إذا هي ماهي أختي
موضي : وش هالحكي إن شاء الله ؟ وبعدين عمك يسأل عنك!
فارس : ماهو عمي إسمه زوجك!!
ُموضي تنهدت : أستغفر الله العلي العظيم .. يعني ماراح تجي ؟
فارس : أل
ُموضي : ياقسوتك مثل أبوك .. وأغلقته.
فارس أبتسم عندما تذ َكر عبير ، أخذ هاتفه اآلخر الذي اليحتوي إالها ،
أرسل إليها رسالة " كل عام و أعيا ُدك جميلة كـ أن ِت "
صوتُه الر ُجولي الضخم قاطعه : فاااااااااارس
بلهاء تُسيطر على شفت يه : هال .. تق َّدم إليه وقبَّل
فارس ألتفت وإبتسامةٌ
جبينه .. عيدك مبارك يبه
رائد : من العايدين والفايزين ... ماشاء الله صاحي بدري وتتدرب
فارس شعر ب ُسخرية والده لذلك ألتزم الصمت.
رائد : مو قلت لك تبعد عن الشرب !! قلت لك وال أل ؟
فارس بتوتر : وأبعدت يعني بس أمس وال أنا منقطع فترة طويلة
رائد : تكذب على مين ؟ أنا ماعاد أصدقك أصالً ألنك منت ر َّجال وكلمته
وحدة
فارس عقد حاجب يه بغضب من وصف والده : ر َّجال وماني محتاج شهادة
في رجولتي
رائد : ولسانك طايل ؟
فارس : يبه يعني تجلس تهيني وأسكت
رائد : لو أكسر راسك تسكت بعد!!
فارس تن َّهد : طيب





رائد : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .... أمك كلمتك ؟
فارس : إيه وقالت لي أجيها بس رفضت مثل ماتبي
رائد أمال فمه ليُردف : روح لها ال تبكي عليك بعد
فارس ضحك : آل ماني رايح كل شي وال زعلك
رائد بضحكة يُشاركه وكأنهم أصدقاء أكثر من أب وإبنه : ال ُروح عشان
ماتجلس تسوي مناحة عليك ، تعرف أبوك حنون
فارس : هههههههههههههههههههههه متى تبيني أروح ؟
رائد : العصر .. بس طبعا مو بروحك خذ حمد وياك
ي
فارس بضجر : أجل مانيب رايح إذا حمد بيجي ويا
رائد : فارس ماراح أخليك بروحك !! ماهو من زود ثقتي فيك
فارس : إيه ليه ماتثق ؟
رائد : أمس بعيوني شفتك سكران وتبيني أثق فيك !! خلك ر َّجال وأبعد عن
هالخرابيط
فارس تن َّهد ، : طيب خالص خلني أمشي بموكب والحرس وراي بعد
رائد : تتمصخر !! مشكلتي هالفترة شغلي هادي ومتفرغ لك فال تخليني
أتصرف معك بتصرفات ماتعجبك
يُتبع
،
ِق عودتهم من المطار ، بجانبه صديقه الحميمي و الفاقِ ُد أي ًضا مثل
في طري
فقده ، : أبوك في البيت ؟
ناصر : أل رايح الشرقية عيدنا هناك ..
عبدالعزيز : أحسن مالي خلق أرجع البيت وال أشوف أحد مخنوق منهم
كلهم ، بجلس عندك اليوم
ناصر : بكرا بليل تسافر و تبعد عن هاألجواء اللي خانقتك
عبدالعزيز ب ُسخرية : بكون عريس للمرة الثانية





ناصر ضحك ليُردف : أنت جايب لنفسك عوار القلب !! المشكلة وال
عرس فيهم بيكون بمسمى فعلي عرس .. زواج ملكة وبس حتى حفلة
تحس فيها بالزواج مافيه !!
عبدالعزيز : أثير أكيد بتسوي لنفسها وأنا بس أوقع العقد بآخذ نفسي
وأنحاش من باريس اروح أي منطقة ثانية أجلس األيام اللي بتبقى وأرجع
ناصر بتقزز من الكلمة : أوقع العقد !! يخي حسستني صفقة بشغلك
وأنتهت .. مدري متى تحس بمسؤولية الزواج
ِق علي بمحاضراتك
عبدالعزيز : تكفى ناصر ترى اليوم عيد فال تضيِّ
ناصر أبتسم : ماراح أحاضر عليك ، بس وش رايك في عيد الرياض ؟
عبدالعزيز : كئيب ماعدا صالة العيد هي اللي حسيت بنشوة فرح وعيد
وغيره والله زي أي يوم ثاني
،
البيت بإمتياز ، حضرت الف ُطور لهم و من ُصنعها أي ًضا ،
تشغ ُل دور ربةُ
تشعُر بفرح عظيم وهي في منزله اآلن و تتصرف كزوجة طبيعية و هذا
ُمتكاثر في السعادة ، ُرغم أنه بائس
العي ُد وقعه مختلف وج ًدا على قلبها ال
على إبنتيه و ُمختلف عليهما بأنه أتى حزينًا.
ضي : طيب أكلمها ؟
عبدالرحمن العائِد من مجلسه الذي أمتلىء في الصباح الباكر بالم عيدين ،
جلس ولم ينام ليلة األمس جي ًدا : ال تضغطين عليها بس حاولي تفهمين
منها .. رتيل ممكن تآخذ وتعطي وياك وأنا بروح أشوف عبير
صعدا لألعلى و تغيرت إتجاهاتهم ، دخل عبدالرحمن بهُدوء لغرف ِة عبير
ُمتجمدة من درجة التكييف العاليـة ،
ال
عبدالرحمن بإبتسامة : وش دعوى ما تعايدين أبوك ؟
عبير الجالسة على األريكة و ُمنشغلة في هاتفها و ُمحادثات الواتس آب ،
ِل خِده وجبينه : عيدك مبارك
رفعت عينها لتقف ببرود و تقبِّ
ا : ليه ما نزلتِي تحت ؟
عبدالرحمن أخذ نف ًسا عميقً





عبير : تعبانة ومالي خلق
عبدالرحمن : تعبانة !!!
عبير جلست وبهُدوء : أظن ضي تكفيك
ِن غرفتها : مين راسمك
عبدالرحمن جلس ب ُمقابلها لينتبه للوحات التي تُزيِّ
؟
عبير بلعت ريقها لترتبك حروفها : وحدة من البنات
عبدالرحمن : وماعندها إسم هالبنت ... أقترب من إحدى اللوحات.
عبير بخوف وقفت خلفه : منيرة .. إيه إسمها منيرة أعرفها أيام الجامعة
كانت ترسم وقلت لها ترسمني
ُمتخمة بالزهر الذبالن ، أصطدم في
عبدالرحمن ، ألتفت على الزاوية ال
عقله من هددهم بأن ال يز ِو أردف : من مين ُجوا عبير لعبدالعزيز !! ،
جايتك كل هاألشياء ؟
عبير : أنا شاريتها أحب أشتري ورد ..
عبدالرحمن يُقلب الزهر بين يديه دون بطاق ٍة يقرأها أو شي ٌء يُؤكد شكوكه
، رفع حاجبه إل يها :كل هالورد شاريته!!
عبير بصو ٍت جاهدت أن يتزن : إيه وش فيها ؟ آليكون حرام بعد
عبدالرحمن : آل ماهو حرام طيب دام شاريته أهتمي فيه كله ذبالن ، طيب
أرميه وأشتري غيره !! وال فيه شي يخليك تحتفظين فيه
عبير : وش قصدك يبه ؟ أكيد مافيه شي .. تبي ترميه أخذه وأرميه ..
*بإنفعال كبير* الزم تطلعني على غلط حتى لو شي خاص بيني وبين
نفسي تقرر عني بعد
عبدالرحمن بهُدوء : صوتك ال يعلى
عبير بضعف تام تج َّمعت دُموعها ، ُربما العيد الذي يهطل عليهم بال ُحزن
َّر ذلك على نفس يتِها .. أشياء كثيرة تتراكم
او ُربما ألنها ال تشعُر بالعيد وأث
في ص ُدورنا و تنف ِجر في وق ٍت ُمؤجل : إن شاء الله
عبدالرحمن : الحين ليه تبكين ؟ كان مجرد سؤال...
تعليل والدها لبُكائِها جعلهُ ينساب بعد أن أختنق ، أردفت : أنا متضايقة و
ِّي بسؤالك ،
انت زدت عل





عبدالرحمن : وليه متضايقة ؟ عشان ضي ؟
عبير أبعدت أنظارها بإتجاه ال ُشباك و لم تَّود أن تناقشه في موضوع ضي.
عبدالرحمن : إلى متى يعني ؟ بنهاية المطاف راح تتقبلينها يا عبير بس
ممكن تتقبلينها بدون ال تضايقين أبوك وممكن تتقبلينها وأن ِت مضايقة أبوك
عبير : ماتهمني أصالً عشان أتقبلها أو ماأتقبلها
عبدالرحمن : أجل ليه متضايقة ؟
ِّي يوم عادي
عبير و كلماتُها جل ٌد لقل ِب والدها : ألن العيد صار مثله مثل أ
و طبعًا السبب يرجع لك أن ت
عبدالرحمن : أنا ؟
عبير ألتزمت الصم ت و ضيقها يتشك ُل بين مالِمحها ،
عبدالرحمن شد على شفت يه ليُردف : وش قاعد يصير لك ؟ ما كنتِي كذا !!
هذي التصرفات ماتطلع منك ... ممكن أصدق أنها تطلع من رتيل لكن
ماأصدق أنها تطلع منك !! أبي أفهم وش قاعد يصير في بنتي ؟
عبير : ألني مليت من أني أكتم وأنت وال ه ِِّمك يبه
عبدالرحمن : أن ِت لو تطلبين عيوني ترخص عشانك وتقولين لي ماأهتم لك
!!
عبير والبُكاء يُبلل خامِة صوتها : محتاجة أتنفس ! أختنقت من هالجو كله
عبدالرحمن تن َّهد : طيب قلتي لي تبين تشتغلين ؟ دَّورت لك شغل مالقيت
شي يناسبك
عبير : ماهو مالقيت شي يناسبني !! مالقيت شي يناسب قوانينك اللي
مدري من وين جايبها
عبدالرحمن بحدة : عبير تكلمي معاي زين!!
عبير بهُدوء ُمزعج : مافكرت بعد ُعمر طويل كيف بتكون حياتنا بدونك ؟
في جهٍة ُمقابلة ، د َخلت ضي ُغرفة رتيل ال ر و كشفت ُمعتمة ، فتحت الستائِ
الشم ُس عن أشعتِها ، جلست على طرف السرير بجانبها و رتيل عيناها
ٍن واحد
على السقف ذات عقل مشغول و فارغ في آ .
ضي بإبتسامة : أبوك يقول عمك عبدالمحسن بيجي و قالي أنه عرس بنته
بعد آيام .. مايصير نشوف كل هالحزن فيك





" زوجته لها و قلبُها يسمع حدي
رتيل صامتة تسم ُع ِث عبدالعزيز األخير ،
" يالله ما أبشعها الكلمة و ماأوق ُح سالمها على قلبي.
ُمجعَّد بإلتواءاتِه : رتُول ، ألبسي
ضي تضع كفَّها على شعرها البُندقِي ال
وجهزي نفسك وخلينا ننزل ننبسط ، ماهو اليق عليك الحزن
تشعُر كأنها أبتلعت لسانها وال صو ٌت يجرؤ أن يخرج ، لم تستوعب بعد
أن والدها يُرخصها ؟ صع ٌب على قلبها أن تستوعب ما يح ُدث في حياتها
اآلن.
ضي : طيب قولي لي ، ماهو زين تكتمين .. وأوعدك مايوصل شي ألبوك
إذا أن ِت ماتبين تقولين له ... أعتبريني صديقتك .. أختك .. أي شي
أخرى ، أحيانًا ت ِجد
ألتفتت إل يها وعيناها قصة في بع ِض اإلناث أعيُن تُثرثر ٌ
بإستمرار ، أعيُن ال تصم ت وال تهدأ ، تشعُر بها في الضياع هذه هي رتِيل
و حا ُل عيناها ، بصو ٍت غائ ٌب عن وع يه لذا أتت الكلما ُت ُمرتجفة : تعبانة
و برجع أنام الحين
ضي : تنامين ؟ طيب أشربي لك قهوة تصحصحين فيها ساعتين بالكثير
وأرجعي نامي وأصحيك بليل
د َخل عبدالرحمن ُمنزعج ج ًدا من عبير بل حزي ٌن عليها وال يعر ُف حالً
أختها عليه ، ولكن خابت
ِ
آخر ، يَّود لو أن رتيل اآلن تخفف وطأةُ وجع
آماله عندما رآها على السرير ، أنحنى عليها ليقبل عينها اليُمنى كما
أعتادت أن تُقبله أحيانًا ، أبتسم : عسى أعيادك كلها فرح
رتيل تنظ ُر لوالدها بنظرا ٍت غارقة حزينة عاتبة ، همست : آمين.
ي بس شكلها عنيدة مثلك
ضي : كنت أقولها تنزل معا
ِّي ، أغلى ثنتين في
عبدالرحمن بإبتسامته الصافية : أنا اليوم مغضوب عل
حياتي متضايقات
رتيل و ُجملته أتت كملحٍ على جرحٍ غائر ، أختنقت بدُموعها إلى أن بكت.
عبدالرحمن يمس ُح دموعها على خِدها الشاحب : وش فيها روحي متضايقة
؟
رتيل أرتمت على صدِره وهي تتمس ُك بثوبه وتُبلله ببكا ِءها ليضيق صوتُها
. . .





،
ِصبـا ، تتثاقل أحاديثهم
ُمتغنجات في ال
ُمزدحم بإناث العائِلة ال
في مجلس ُهم ال
التي ترمى على بعض و كلماتِهم المق ُصودة إلغاضة بعض ، ال يهدأن و
ُكلما س َكنت أحاديثهن أفاق حدي . ٌث آخر يُهين األخرى بطريق ٍة غير ُمباشرة
ُمهرة فتحت هاتِفها لترى رسالَة من يُوسف " بكون أحسن منك وبقولك
عيدك مبارك يا زوجتي الحبيبة و الغالية و الشيء الكويِّ " ِس
إمرأةِ خالها لها
من العـ .. " لم تُكمل من كلمةُ
ضحكت بخفُوت لتكتب له "
: أحترمي المجلس وشو له ماسكة تليفونك!
ُمهرة رفعت حاجبها : كيف أحترمه ؟
زوجة خالها : والله عاد إذا أمك ماعلمتك أنا ماني مكفولة أعلمك
ي إذا ماأحترمت سواليفك اللي
ُمهرة أبتسمت بإغاضة : طيب حقك عل
ماين َّمل منها
غالية : وش قصدك ؟ يعني سواليفنا ماهي من مقامك
ُمهرة و مزا ُجها بالسماء ، ضحكت لتُردف : ال أبد مين قال ، بس تعرفين
ماتعَّودت على هالسواليف
غالية : بسم الله على قلبك ياللي مقطوع سِِّرك في لندن
ُمهرة : آل في الرياض يا قلبي
رةِ حدي ِث ُم . أعتلت ُشحنات المكان السالبـة في حض هرة
خالتها مزنة : حبيبتي ُمهرة كيف الزواج والرياض ؟
ُمحببة لقلبها : أبد تجنن و الله رزقني الزوج
ُمهرة أبتسمت لخالتها ال
ي بشي وش أبي أكثر
الصالح والفاهم و العاقل وماهو مق ِِّصر عل !
مزنة : وأن ِت يا قلبي تستاهلين من يشيلك على راسه
ُمهرة : يابعد ُعمري والله
وضحى تن َّهدت : عيدنا صاير كئيب
ُمهرة : عاد تصدقين هذا أحلى عيد مر في حياتي أحس له طعم ثاني
وضحى أمالت فمها و نظرها بعي ًدا عن ُمهرها وهي تشتعل حق ًدا.





مزنة : هذا جوالك الجديد ؟
ُمهرة وسؤا ٌل أتى على طبق من ذهب لتُجيب : من يوسف
مزنة : الله يخليه لك يارب
ُمهرة بإبتسامة : آمين
غالية : والله الحين الحريم ماعاد في وجههم حياء كأنهم واقفات عند الباب
ويطلبون من يتزوجهم
ُمهرة وقصدت أن تجرح غالية وال تعرف بأنها تجرح نفسها أكثر : صادقة
والله بس عاد الحريم يختلفون يعني فيه بنت معززة مكرمة يجيها من
يشتريها لين بيتها وفيه بنت أل
دخلت والدة ُمهرة بعد أن كانت ُمنشغلة في المطبخ : الله يديم مجلسكم ..
وجلس ت بجانب إبنتها.
ُمهتز إثر رسالة جديدة ، فتحتها كانت من البنك " تم إيداع
نظرت لهاتفها ال
و تلتها رسالة من يُوسف " عيديتك من شقا



.


ريال في حسابك "
ُعمري كله ي ست
عني يمديك ترجعينها بطريقة ثانية خصو ًصا أني فل " َّ
أبتسمت لتوكزها والدتها : وش بالتس تضحكين كنتس مجنونة ؟
ُمهرة همست : يوسف حط في حسابي


ألف يقول عيدية
والدتها : قومي أتصلي عليه برا واليسمعونتس هالمهبَّل
غالية تهاب والدة ُمهرة ألنها ترد الواحدة بع ِشر ، لذلك صمتت.
وضحى الغير ُمبالية : الله يرحم أيام نوكيا
ُمهرة عضت شفتها بهُدوء و َّدت لو تقتلها ، والدتها : أعوذ بالله من عيون
بعض الناس .. وش تبين أن ِت قبل كم يوم أن ِت في المهاد
وضحى غضبت من تصغير والدة ُمهرة لها : اللي على راسه بطحا
ِّي يحسس عليها .. أنا قلت على طول
ُمهرة ؟ هجمتي عل
والدتها : أقول مهرة التطولين على زوجتس ..
ُمهرة و أضطرت أن تقف وتتوجه للصالة األخرى ، مَّرت دقائِق وهي
عند إسمه ، أخي ًرا أتصلت عل يه ، أتاها صوتُه الضاحك : يا صباح الخير
ُمهرة لم ترد لثواني طويلة ثم أردفت : صباح النور
يوسف : عيدك مباارك .. طيب على األقل كان كملتي الجملة وش هالبخل





اللي عليك
ُمهرة لم تفهم عليه : من العايدين والفايزين !! .. بس مافهمت
يُوسف : راسلة نص المسج
ُمهرة : يمكن أرسلته بدون ال أدري
يُوسف : طيب .. شخبارك ؟
ُمهرة : بخير الحمدلله أنت شلونك ؟
يُوسف : تمام ، مرتاحة ؟
ُمهرة بلعت ريقها لتُردف : الحمدلله ..
بعد صم ٍت بينهم طال تحاورت به أنفاسهم ، أردفت ُمهرة : مشكور على
العيدية ولو أنها كثيرة
ِك على شي
ِّ
يوسف بضحكة : قلت الزم أذل
ُمهرة ضحكت لتُردف : يعني ماهي لله ؟
يُوسف :

%نيتي شينة في الموضوع
ُمهرة أبتسمت وبعفوية : بخليها لولدي
يُوسف عيناه كشفت عن لهفتها ليُردف : لولدك ؟
،
ر َجع ُمهلك بعد سلسلة من زياراتِه و ُمعايدته لألقارب واألصدقاء ، وضع
رأسه في ُحض ِن عمته : ودي أنام سنة كاملة
حصة بضحكة : أطلب منك طلب ؟
سلطان بهُدوء : على حسب الطلب
حصة : أصعد فوق بس شوف الجوهرة اليوم
سلطان ضحك ضحكة صاخبة ليُردف : ليه طيب ؟
ي وماقصرت البنت بس
حصة : بيجي أبوها الحين وقبل شوي نزلت ل
روح شوفها
سلطان : إيه ليه أشوفها..
ِل
حصة أبتسمت بشغف : شكلها صاير يهبِّ





سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه النزلت
ألبوها شفتها
حصة : سلطان تكفى والله حرام تضيع الفرصة
سلطان : وش فرصته بعد ؟ صار لي شهور أشوفها بتفرق يعني ؟
حصة : إيه بتفرق .. يالله حبيبي روح
سلطان : ال تزنين على راسـ ... لم يُكمل من ح ُضور الجوهرة أمامه . . .
.
.
.
.
بدت إستظراف ، أوالً هذا أكثر بارت أنتهى + بناتي حبيباتي <- $:
حسيت بمتعة وأنا أكتبه مع أني قسمته وكذا.
ماعلينا بقولكم شي والله أني تعبت وأنا أقوله :) " حمد ماهو أخو فارس ،
حمد واحد من رجال الجوهي + ناصر ماهو أخو وليد ، لكن مجرد تشابه
أسماء يخدمني وفقط"
نلتِقي بإذن الكريم - األحد-
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى()
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ِط علينا
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ُمس
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد ال
عد لمين.





+و أي ًضا ال ننسى عظمة اإلستغفار.
*بحفظ الرحمن.
رواية : لمح ُت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
, بقلم : طيش!
الجزء )

)
غريب أمرك
يا من لقبت زيفا بزوجي
تعبث بجراحي
تتفنن باستلذاذ وجعي
تخوض في وحل
انكساري..
تبحث عن
عذر لوهني
و أنت استحرمت
مغفرتي..
أما كفاك
بصمة حجر
وسمت بها كفاي ؟!





أما كفاك
طعنات عاثت
بها روحي ؟!
يالله
أي بشر
أنت ؟!
///
نحن إناث
سقطنا في بئر
حب ال قاع له..
أنا كسرت
و أحسست
بسنين تبعثر
أعوامي اليتيمه..
أحببته
و أخطأت
و دفعت الثمن
منه
و حتى من والدي
شاركه
في جرحي
و كان ثمنا غاليا
جد غال..





قدمني
بطبق من ألماس
و ذاك تفنن
بدهس
مشاعر مجنونه
عربدت في
صدري
و أطارت صوابي
فبت أسقط
رويدا
رويدا
من مقلتي
و منه
و حتى من أبي..
لكم قهري
وعبرات جاش
بها وجعي‘‘
*المبدعة : وردة شقى.





-قبل بُضع ساعا ت -
ِّي الضحى و بقي ت واقفة أفكا ُرها ُمتشابكة في بعضها البعض ،
ت ركعت
َّ
صل
تُخطط بأن تُحبط كل غيمة
َ
تُفكر بأن ال تحضر حفل زفاف أخيها و لكن ِلم
َ دائِ ًما ال أت ُرك الغيم ي ُمر على قلبي بسالم ، ِلم
َرح تُريد أن تُبللها ! ِلم
ف
أجعله يتكَدس ويخنقني ؟
مهما حدث من حقي أن أحيا حياة كريمة تُخاطبني بالسعادة فقط. كل تلك
األشياء التي تُحزني ست ِجد طريقها يو ًما للفرح و سأبقى أراقبها. أنتهى
مارسه إذالال
ُ
مارس حقي بالفرح كما أ
ُ
وق ُت الترقب و المراقبة يجب أن أ
بال ُحزن. يجب أن أعيش.
مثل ما أوصانِي ر ُب الخالئق في كتابه ، يجب أن أصبُر و أن ال أدع
ال ُحزن يُضعفنِي ، لو كانت إحدى الصحابيات رضوان الله عليهن في
حياتنا اآلن ؟ لو كانت تواجه صعوبة مثل ما أواجه أنا ؟ هل ستنزوي في
دا !! ِرها و تب ِكي تنت ِظ ُر الفرج من أحِد الخلق
يالله يا أنا ، ال أعرف من أين أبدأ او من أين أنت ِصف ، أذ ُكر جي ًدا ما قالتهُ
ِوي و صوتُها المتحشرج في تلك األيام
ي أستاذة الدين في الثالث ثان
ل .
ُه " ن ، أردفَت
ُمرهقات إثر آخر سنَـ ٍة ل
أمام الطالبَـا ِت الواعيـات َو ال
بصو ٍت تحفُه الطمأنينة : عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى
: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ، إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم
احتسبه ، إال الجنة .... مدركين رحمة الله في عباده ؟ .. إذا مات أخوك
ِّي شخص غالي في حياتِك و صبرتِي وأستغفرتي الله
و


إعدادات القراءة


لون الخلفية