الفصل 33

سلطان تن ِّهد وهو يقف : بنفس اليوم أنا كلمت أبوك بنفسي وقلت له يجلس
في البيت وقالي أنه عرس أختك وبلغته بالتهديدات .. والله ياعبدالعزيز
بلغته .. قلنا مافيه غير نع عزيز عشان يجبرهم يجلسون .. بس ِّطل عبدال
أنت بعد صدمتنا ماكنا متخيليين أنك بتتركهم توقعنا أنهم بيضطرون
يروحون معاك
عبدالعزيز يشعُر بصاعقة تحل عليه اآلن
سلطان عاد لمكتبه : كل شي مس ِّجل .. صدقني كنا خايفيين عليكم كلكم يا
عبدالعزيز ... فتح الخزنه ليخرج التسجيالت المتعلقة بوالد عبدالعزيز ....
كل شخص يحمل بجوازه إسم " سعودي " نهتم له ونخاف عليه !! إحنا
وش ه ِّمنا غير أنكم تنعمون باآلمان ..... فيه أشياء كثيرة مانقدر نشرحها
نضطر أننا مانكشفها بس صدقني لسبب واحد أننا مانضركم بشيء .. صح
كنا معارضين تقاعد أبوك بس مستحيل نتعرض له بشيء ...... ال ُجوهي
كان يهدده وكل شي مس ِّجل من تهديدات الجوهي له ... أول ماصار
الحادث تأكدنا أن الجوهي وراه بس بعدين أكتشفنا شي ثاني
عبدالعزيز ينتظره يُكمل
سلطان..... :
,
ُمصح ف لتشعُر بقرب الله ِمنها ....... شيء
مت من صالتِها , وفتحت ال
ِّ
سل
تقرف منه ومن نفسها عندما تؤدي الصالة على أنها عادة ال أكثر ..
ُمجرد الفرض , لكن اآلن تشعُر بشيء بينها
ِّي روحانية فقط ل
آلتشعر بأ
وبين الله , هذا الشيء يُسعدها ج ًدا .. يُدعى : طاعة و صلة بربها ...




ألتفتت للباب الذي ينفتح
عبير : تقبل الله
رتيل تضع المصحف على الطاولة : منا ومنك صالح األعمال
عبير : كيفك ؟
رتيل وهي تنزع الجالل : ماشي الحال
عبير : يعني كويِّسة وال ؟
رتيل تن ِّهدت : تمام
عبير ال تعلم من أين تبدأ
رتيل وتنتظرها تتح ِّدث , أردفت : إذا جاية تفتحين مواضيع قديمة أنا
سكرتها من زمان وال أبغى أحكي فيها .. توجهت لسريرها
عبير جلست على طرف السرير بمقابلها : بس أنا ماسكرتها
رتيل : ُمشكلتك
,
في بي ٍت ر ِّث بأثاثه القديم , ُجدرانه متصِِّدعة .. شبابي ِكه نصف ُزجاجها
ِِّق ج ًدا
ُمه ِّشم , ضي
يوسف : معليش يعني ياليت يتنازل مقامكم لمقامنا وترضين
أم فهد : ال ال مانيب راضيتن أبد إال بـ ذاك التسلب يآخذها
يوسف يمسك أعصابه من هذه الع ُجوز وأردف : عاجبك يعني ترمين بنتك
علينا
سوا بالقهر شوي
ُّ
أم فهد : إيه عاجبنن أنت وش حاشرك ؟ ح
يوسف : إن تزوجها بيطلقها ثاني يوم
ِّون بيتي تعالوا
أم فهد : والله عاد أنا بحايل عاد كانكم تدل
يوسف : تهددينا ؟
أم فهد بسخرية : إذا أنتم تخافون الله منتم مطلقينها من ثاني يوم




يوسف : يالله صبِّر عبادك .. منصور ماراح يتزوجها ألنه يحب مرته وال
هو مآخذ عليها أحد كيف عاد إذا كان األحد معروض عر َض عليه
أم فهد : آلتهينن في بيتي ..
يوسف : كم تبين وتبعدين عننا
أم فهد : قلت الحتسي اللي عندي مانيب عايدته مرتن ثانية
يوسف بغضب : أنا أتزوجها
أم فهد : نبي اللي ذبح ولدي
يوسف : قلت لك مستحيل !! أنا وال ماأليق بمقام معاليها!!
أم فهد بتفكير : والله مهيب شينة الفكرة عشان بنتي بعد ماتضايقها مرته
األوالنية
يوسف : طيِّب أبعدي منصور من السالفة
أم فهد تضع رجل على رجل : وأبعدنا طويل العمر عن السالفة
يوسف بتقرف : كم تبين
أم فهد : والله بنيتي غاليتن ومهرها غالي
يوسف بقلة صبر : أخلصي كم تبين ؟
,
ِهند ي , ألتفتت وصرخ ت بأقوى
ترت ِّب المكتبة العلوية وهي تدندن بال
ماعندها
.
.
البـارت )

)




يانبيله انا حاليا ترى ماني سعيد
ماعرف للعيد يوم
وماعرف لليوم .. . عيد
غايب وروحي جوارك
انقذيني كل ماوزني نقص حبك يزيد
انقذيني صرت اكلم نفسي ونفسي تعيد
كنِّااول في انتظارك
انا وطيور القفص والباب واشجارك وجارك
كلهم راحوا وملوا..
كلهم راحووا وخلوني لحالي .. في انتظارك
انا حاليا وحيد .. انا حاليا معيد .. المزيد والجديد
اال اني اسولف مع االخ انتظارك
عند دارك
على كرسي انتظارك




اجلس انا وانتظارك
في انتظارك..
*سعد علوش
,
ِهند ي , ألتفتت وصرخ ت بأقوى
ترت ِّب المكتبة العلوية وهي تدندن بال
ماعندها
عائشة : بسم الله بسم الله .. ياربي هادا بيت كله مجنون ... نزلت بسرعة
وهي تطرق باب ال ُجوهرة
ال ُجوهرة بتعب حملت نفسها لتفتح الباب وعقدت حاجبيها على منظر
عائشة
عائشة : هادا مجنون ياربي أنا ما يأرف*يعرف* هيَّا موت وال أل ؟
الجوهرة : مين اللي مات ؟
عائشة : سوئاد !! أنا يشوف هَّو وق .. *بكت* أنا مايجلس هنا أنا بيقُول ا ف
حق بابا سلتان
ال ُجوهرة هي باألساس مرعوبة واآلن بعد حديث عائشة سـ يجن جنونها :
بسم الله عليك .... صعدت معها للدور الثالث بخطوات مرتجفة , أشغلت
التلفاز الذي باألعلى على قناة السعودية للقرآن ..
عائشة : هذا حتى هيَّا موت مافي يريِّح أنا
ال ُجوهرة : يمكن أنتي تفكرين فيها بس
عائشة الغير مسلمة : هادا بأدين*بعدين* روح هيَّا يسوي موت أنا




ال ُجوهرة : وش ذا الخرافات .. نظرت لباب غرفة سعاد المفتوح وعينها
على تِلك الصورة
طالت الدقائق وهي تنظر ُدون أن ترمش
عائشة وتسمع أصوات من خوفها : والله هادا بيت فيه شيتان*شيطان*
ال ُجوهرة أكتئبت من هذه الصورة .. نزلت لألسفل وعائشة سبقتها
,
سلطان ويُشغل التسجيال ت ويردف : واحد من جماعات ال ُجوهي ع َّطل
السيارة ألن والده كان من المطلوبين أمنيا



وتم القبض عليه ..
وح ِّب ينتقم بجنون بدون ال يف ِّكر وبعد فترة حاول الجوهي يخبيها لكن فشل
ألنه محسوب عليهم..
بدأت التسجيالت
صو ت والده الـ أشتاقه : الحافظ الله يا بو بدر
سلطان : سلطان واللي يرحم والديك أسمعني
والده : بو بدر جتني تهديدات أقوى بس تبقى تهديدات
سلطان : بس هالمِّرة غير
ِّن يموت بيومه .. لو بنسمع
والده : أنا أق ِّدر إهتمامك وحرصك بس كل
لتهديداتهم كان حبست نفسي من

سنة
سلطان : طيب عيالك أتركهم أنا الحين أخلي السفارة ترسل سيارات لهم
والده : يا بو بدر ماهو صاير اال اللي أكتبه ربي
أنتهى التسجيل
واقف , قوته ست ُخونه ... يشعُر بأن قلبه يُغمى عليه اآلن .. يختنق .. والده
.. صوته ..... يشعُر بأن في صدره حنين له ال يُمكن تجاوزه ,
بو سعود : الجوهي كان هدفه أبوك بس كان عارف أنه خطوته بقتله
بيكون خسران فيها ,
سلطان : كل اللي أبيك تفهمه أننا حاولنا نحمي أهلك بس هذا قضاء وقدر ,
ومازلنا




عبدالعزيز بصوت مخنوق : مازل ُت إيش ؟
سلطان أنتبه لنفسه : أقصد مازلت أحميك أنت
عبدالعزيز برجاء : كلهم ماتوا ؟
سلطان : دفنتهم بنفسك ياعبدالعزيز
عبدالعزيز كرر سؤاله غير ُمصدق : ماتوا!
سلطان أعاد التسجالت إلى الدرج وهو ينظر إليه وعينيه بعينه
عبدالعزيز بلع غصته : كلهم ؟
بو سعود : مثواهم الجنة يارب
عبدالعزيز عض شفته حتى الي ُخونه صبره : يعني ماتُوا ؟
وكل مرة يشعر ألول مرة يتلقى خبر موتهم , مجنُون يشعُر بأنهم أحياء
أغمض عينيه , في حضنها يصرخ " يمممه ... يممممه ردي ... آل
تتركيني ....... يممممممممممممممممممه " فتح عينيها المح ِّمرة ودموعها
التخرج .. عاد لحالته األولى .. تُكابر دموعه عليه .. التُريِّحه .. تجعله
يكتم هذه المصائب فـ ينفجر ذات ليلة يتقطع بِها قلبه اال فُتات ال يُمكن
جمعه .. أخاف هذه الليلة
تن ِّهد وبنصف إبتسامة شاحبة : أنا أستأذن
سلطان : أنتبه على نفسك
بو سعود : أرجع البيت ال تتعب روحك
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرج من مكتبه ... يسير بإتجاه الباب وعينيه
تتأمل من حوله وكأنه ألول مرة يدخل المبنى , يوجع بالحيل يوجع
هالحني ن.
ُّض
وضع شماغه على كتفه وهو يسير نحو سيارته و أجواء الرياض تهي
في داخله الحنين ألهله .. للوطن .. وال يعني بالوط ُن أر ًض , الوط ن :
. ا ل ُروحك و تستوط ُن في أحشائه
قلب تجدهُ مالذً
,




-باريس–
تتقيأ مع أنها لم تأكل شيئًا يُذكر , دماء تخر ُج من جرح حنجرتها في التقيؤ.
والدتها من خلفها وهي تضع حقيبة اليد على الكنبة : وش فيك ؟
رؤى تتمضمض , أخذت المنشفة ومسحت وجهها : كنت بأنام بس عِّورني
قلبي
والدتها : بسم الله عليك , قلت لك خلينا نروح لدكتور يكشف عليك يمكن
رؤى تقاطعه : عبدالعزيز وينه ؟
والدتها ُصعقت في مكانها
رؤى : وينه ؟
والدتها : الله يرحمه
رؤى : قلبي يقول أنه هنا .. عندي .. حولي .. يمه تكفين أكذبي بكل شي
اال هذا
ِّك
والدتها : ماأكذب هذا الصدق .. خالص يارؤى تعبت منك ومن زنِ
وتكذيبك .. كلهم ماتوا الزم تقتنعين بهالحقيقة .. أبوك أختك وأخوك كلهم
ماتوااا ... ماعندك أهل ماعندك غيري .. أنتهى أنتهى يارؤى العاد
تفتحين هالموضوع .. وتركتها وهي تتجه لغرفتها
رؤى جلست بضع ف , مسك ت الجوال وح ِّركت أصابعها على الشاشة
وصوت يُصدر " contacts " دخلت ووضعت أصبعها على أول إسم
فصدر صوت " mum " نزلت لألسفل " wleed " خرجت لل ُشرفة
وجلست حتى ال تسمعها والدتها وأتصلت عليه.
كان يُرتب شقته التي تعِّمها الفوضى .. أوراق من الجامعة مازالت تختبأ
بين رفوف الكتُب .. ربطة ُعنق على طاولة الطعام .. تمتم : الزم أجيب
أحد ينظف بجلس طول يومي أنظف في هالفوضى .... و ربطة ُعنق
س أنفه بِها ... قبل العملية
أخرى تلتف حول ساقِه .. رفعها وأبتسم وهو يد ُّ
عندما أتى بِها إلى تِلك البُقعة الخضراء و أغمض عينها حتى يشعُر بِها ...
سمع صوت هاتفه , تجاهله أراد أن يختلي مع نفسه و ) نفسه ( ضمير




رؤى " , رنين الهات ف يُزعجه ولكن تناساه
"
خ ُجول يعُود تقديره على
وهو يرفر ف مع ذكراها ......... هذه األنثى غيَّر ت بِي مفاهي . م
ِّي .. أنا من تركته كيف أتصل عليه ؟ ..
تن ِّهدت , بالطبع ال يُريد أن يرد عل
بللت خدها ِذكرى وليد , ُربما نساني اآلن مثل ماتقُول أمي , تو ِّجع قلبِها
من مسألة أن وِليد نسا َها , كانت ترى في نبرة صوته ُحب ... يالله.
وضع ربطة عنقه في درجه الـ بجانب راسه , رفع هاتفه ورأى إسمها ....
لم يُصدق رمش كثي ًرا حتى يُصدق بأن رؤى أتصلت عليه , أبتسم ببالهة
ب عظيم أحبها.
ُّ
فـ نفسه تتوق و الله تتوق لصوتها و أنا ور
أتصل عليها .. ثواني وأنفاسها تدغدغ مسامعه
ال كلمات .. أنفاس ُهم في حوار خاص اآلن
ال ح ُروف تجرأ أن تُقاطع حديث األرواح .. هل جربت من قبل حديث بين
قلبين ؟ شيء من ُخرافة العشق تتش َّكل بالحقيقة
ا له
حنين له , شوق يفي ُض بعينيها .. دُموع تسقط شوقً
أشتق ت لصبا ح يترنَّم بِك , يبدأ بِك , ينتهي بِك , و ماوس ُط العُمر إال لكلو لي مقدرة في إقتالع ُحزنِك .. لو لي
تح ِّدثت بصوت أشتاقته كثي ًرا : أشتقتأشتقت لـ عينك وهي تصارع الدمعة على حافة أهدابك.
وليد جلس على طرف سريره : فقدتك
رؤى : ما عرفت أنساك
وليد : ما فكرت حتى أحاول أنساك
رؤى ببكاء أردفت : أصِّدق قلبي ؟
وليد : ما ُعمره كذب
رؤى : و فيك ؟
وليد : أحبه كثير
رؤى بصوت مرتجف من البُكاء : وأنا أكثر
وليد : عيني ال ضا ق بها النظ ر أح ِّب ال ُشوف من زاوية قل




رؤى : و أنا عين ُحبِِّك تكفيني وال أبي غيرها نظر
,
بجانبه , صمت .. يالله يؤلم صمت األموات هذا .. حوار آخر يح ُصل بين
الذكريات ، ظهره ُمنحني وكفوفه على رأسه وعينيه ُمح َّمرة .. ال يبكي
ُظر ل ُدخان الذكرى و نار
لكن يتو ِّجع .. أما اآلخر أنظاره على السقف ين
الحنين كيف تحرق كل من حوله.
ناصر وهذا الس ُكون يُحدث ضجيج في قلبه : كنت خايف أنهم يكونون
ورى الحادث الحين تطِّمنت
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ما تغيِّر شي
ناصر بصمت ينظر لعينيه .. عينا غادة أمامه
عبدالعزيز : تدري أني أغبطك
ناصر : بإيش ؟
عبدالعزيز : تصبِّر جوع قلبك لها فيني .. وأنا من يصبِّرني ؟
ناصر أبتسم بإنكسار , ونزلت دمعة حرقت خده بألم
عبدالعزيز و تسق ُط هو اآلخر دموعه
ناصر شتت أنظاره عن رفيق ُروحه .. سينهار بالبُكاء لو وضع عينه في
عينيه وهو يب ِكي
عبدالعزيز بصوت مخنُوق بالبُكاء : وأغبطك بعد كنت تصِّور كل لحظة
ثلك .. ليتني صِّو ليتني كنت م رت فرحنا وحزننا وأروي هالقلب ... ليتني
ناصر أنحنى بظهره وغطى وجهه بكفوفه ودموعه بللت أصابعه
عبدالعزيز : تعبت تعبت من الكتمان من الكبت هذا . . وِِّدي أخ ِّدر
هالذاكرة . .أذبحها أنحرها .. أنسى , مشتهي أنسى ... كيف أنسى ؟ ..
عرفت قيمة جدي وجدتي لو أنهم عايشيين كان عوضوني شوي ... كان
رميت نفسي على حضنها .. كان صرخت وقلت هذا حضن أمي ..... لو




بس يصبِّح على جدي ويسألني عن حالي كان قلت للحين أبوي عايش
ويهتم فيني .......... محد يا ناصر عندي .... مححد .... أحس قلبي
بيتقطع لو أصبر أكثر ... أحس بالموت يقترب مني .. أخاف الموت
وأخاف الحياة ..... وش الحل ؟ الحياة تجبرني أذنب ؟ أخاف الحياة
تخليني أتمادى بذنوبي و اخاف الموت يكتم على صدِري وأنا ممتلي ذنوب
... هو فيه منطقة بين الجنة والنار؟
ناصر رفع رأسه وعينه تفيض بالدُموع : أل
عبدالعزيز بكى ومثل حالته كأنه للتو يُخبرونه , ضغط بكفوفه رأسه : ليه
بس ؟ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بس آآآآآآآه
ناصر وشعر بـ ح ُموضة الليمون حين تُعصر على الجرح الغائر .. فقط
عندما سمع الـ آآه منه.
عبدالعزيز : وِدي بهم و أبيهم .. طيِّب وِِّدي بي ؟ عبدالعزيز ذاك اللي كان
يعيش عشان يومه وبس .. خذوه حتى هو خذوووه
ُموت
ناصر : ال ُحب شاب و خاف المرض و ال
عبدالعزيز : ما شاب في صدِري ُحبهم .. هذا الشيب من الحز ن
ناصر : وكل مرة أحس وكأني شفتها أمس
عبدالعزيز : أحس أنهم أحياااء حولي
ناصر أخذ شهي ق وكتم زفيره ليخفض رأسه و يب ِكي
عبدالعزيز تقدم له وجلس عند ركبتيه : تحس أنهم أحياء وال بس أنا
المجنون ؟
ناصر ويتألم بشدة : مجنووون مجنووون يا روح ناصر
ِّي ناصر و كان في وضع إنهيار تام
عبدالعزيز وضع رأسه على ركبت .
,
مسك هاتفه و رأى رسالة " ممكن تجيني " رفع عينه لبو سعود المنشغل :
بو سعود




اق : سِّم بو سعود ولم يرفع عينه على األور
سلطان : بسألك الجوهرة وعالقتها مع تركي يعني بينهم مشاكل
بو سعود ألتفت عليه : أل , بالعكس تركي قريب منها كثير ومن البنات
الجوهرة أقرب له
سلطان : يعني مابينهم مشاكل ؟
بو سعود : أل مستحيل لو زعلوا تلقاه من بكرا مراضيها
سلطان وينظر للساعة التي قاربت الثالثة فج ًرا : طيب .. أنا رايح البيت
...
بو سعود : بحفظ الرحم ن
" .. وش
ممكن تجيني
ُغز الجوهرة , "
سلطان خرج وهو يحاول ف ِّك ل
صاير ؟ خاف عليها , هذه الرسالة منذ ساعات طويلة ولم ينتبه لها ....
رأى السائق نائِم , طرق على شباكه : روح لبيتك , ثاني مرة ال جت
الساعة

وماطلعت أنا أرجع بسيارتي
السائق : زي ماتبي طال ُعمرك .. وح ِّرك
سلطان ركب سيارته وتوجه لقصره
,
لم يأتِها النو م , تقلبت كثي ًرا .. يقتحم عقلها اآلن بـ قامته , تأفأفت كثي ًرا ..
أتجهت ل ُشباكها ... يب ُدو أ ِّن عبدالعزيز نائم , تُحاسب خطواتها وبشدة ..
أجلس قليال بالحديقة لن يشعُر بي أحد .. رفعت شعرها وأبتسمت أمام
المرآة من وصف عبير لشعرها , ضحكت و أبتعدت عن فكرة النزول
فترة طويلة لم تغي ِّر منه ,
للحديقة وأخذت اإلستشوار السيراميك , منذُ
أعتادت على الكيرلي , مرت دقائق طويلة ج ًدا و تلتها ساعة .. إلى أن
ض الخ َص تبقت بع ل
ألتفتت على بابها الـ ينفتح
بو سعود : وش مصحيك ؟




رتيل : ماجاني نوم قلت أستشور شعري
بو سعود أبتسم : تستشورينه ؟ الحين ؟
رتيل : وش أسوي طفشت
بو سعود : ههههههههههههههههههههه من زمان ماشفتك كذا
رتيل وهي تنظر للمرآة : إيه حتى أنا حسيت من زمان ماخليت شعري
ناعم
بو سعود : تشبهين أمك كثير بشعرك
رتيل أبتسمت
بو سعود : طيب ال تسهرين كثير وصحيني الساعة
ألن شكلي إن نمت
ماني صاحي اال على صالة الظهر
رتيل : آل تشغل بالك بصحيك إن شاء الله
بو سعود : تصبحين على خير
رتيل : وأنت من أهل الخير والسعادة ... أنتهت من آخر خصلها
شعرها ذو لون الشوكالته على بشرتها البرونزية ينساب بهُدوء اآلن
بجنُون الفضاوة , أخذت الكحل األسود و رسم ت على الطريقة الفرنسية
ِّي لون .... المخملي
كحلها .. أخذت الماسكرا و أتى دور ال ُروج , آآآآ أ
العنابي معه يش ِّع لون بشرتها بالِفتنة , ضحكت وهي تتمتم : باقي فستان.
تركت نفسها على البيجاما وتمنِّت لو عبير صاحية وتشاركها جنُونها اآلن
ثم فتحته وعينيها تتجه للوحات وصورها , لم تنتبه
... طرقت الباب , قليالً
لهم من قبل
عبير خرجت من الحمام وهي تنشف شعرها بالمنشفة : رتيل
رتيل أستدارت نحوها : طفشت وقلت بشوفك إذا صاحية .. وش هالصور
؟
عبير أرتبكت : في محل فاتحينه من فترة لبنات سعوديات يرسمون
ويسوون أشياء زي كذا عاد طلبت منهم
رتيل : آها .. طيب بتنامين ؟
عبير أبتسمت : وش مسوية بنفسك ؟
رتيل : مليت مررة قلت ألعب بشكلي شوي ..




عبير : هههههههههههههههههههههه بس حلو لون الروج
رتيل بضحكة : فتنة
عبير : بقوة هههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : إذا إحنا مارحنا الحفلة , الحفلة هي اللي تجينا
عبير سارت معها لغرفتها : ناقصك تلبسين فستان وتكملين
رتيل : فكرت فيها والله بس قلت ال تجيني جنون األنس وتتلبِّسني
تفننت في
عبير رفعت شعرها المبلل : تحمست أمكيج نفسي ... وفعالً
وضع المكياج
رتيل : يارب كام أبوي تشتغل .. نزلت لألسفل وهي تبحث في الدروج
عن كاميرة والدها , وجد ت حقيبة الكاميرا , صعدت لألعلى وضعت
الحقيبة على السرير وهي تخرجها : أشوى بطاريتها تشتغل بعد .. شغِّلت
وضع الفيديو .. يالله عبير لفِّي
عبير وتضع الماسكرا ألتفتت عليها :
ههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : هذه إحدى أيام الفضاوة
,
فتح الستائر حتى تخترق الشمس قصره .. صعد لألعلى بخطوات خافتة
حتى ال يُخيفها .. فتح باب جناحه بهُدوء
لم تنام بعد , تنتظره .. ألتفتت وهي ال ترى سوى جسد : سلطان ؟
سلطان أشغل أنوار الجناح : إيه
الجوهرة قامت من سريرها وركضت نحوه لتختبىء بِه
سلطان رفعها قليال عن مستوى األرض حتى تصل إليه وهو يعانقها
ويشعُر بأنها ستد ُخل في صدره
الجوهرة تُغطي وجهها بكتفه وتب ِك ي ..... هل الشعُور يصل ؟ العناق ي ِصل
بِه شيء يُقال له : ُحب.
س أنفه بمس ٍك بين خصال ِت شعرها , ُعمق ما تشعُر به يصل إليه ولكن
يد ُّ




ُطهر من عينها أشعُر بِه
يجهل السبب .. ال ُحزن الذي يفتفت قلبها ويس ُكب ال
والله أشعر يالجوهرة.
هذا األمان أريد أن أختِفي به .. أعتكف في يسار صدره وأختبىء وال
أخرج ألحٍد سواه
سلطان همس : ماتبين تقولين شي ؟
ال ُجوهرة أبتعدت عن حضنه وكفوف سلطان تتشابك مع كفوف الجوهرة :
خفت
سلطان : بسم الله على قلبك من الخوف ... وسار بها وجلس على الكنبة.
نزع جزمته ورفع عينه عليها : مافضيت أمسك جوالي ويوم مسكته شفت
المسج
ال ُجوهرة : آسفة أزعجتك بشغلك بس
سلطان ويفتح أول أزارير لبسه العسكري الذي أرتداه بآخر دوامه مع بو
وا : ال إزعاج وال شي .. بس إيش ؟
ُّ
سعود وتدرب
ال ُجوهرة وفكها ال ُسفلي يرتجف ويترطم بف ِّكها ا ر
لعلوي بتوتِّ
سلطان أبتسم وهو يرفع حواجبه : بس وشو ؟
ال ُجوهرة : ما أعرف أهرب منك .. كل ماحاولت أبعد عنك أرجع أالقيني
فيك
سلطان بضحكة وهو يجلس بجانبها : وأنتي تفكرين تهربين مني ؟
و ريحة العُود تخترق أنفها
ال ُجوهرة بحرج توترت " بغت تكحلها عمتها "
سلطان ينظر لشيٍء خلف ال ُجوهرة : خربت نومي والله
ال ُجوهرة ألتفتت ولكن هذه إحدى حيَل سلطان حتى يُقابل وجهه وجهها ,
بلة عميقة
باغتها بـ قُ
أغمضت عينها تُريد أن تحيَا ال ُحلم ولو لمرة وكفوفها مرتخية على صدره
ُمحال نسيانه .. ر ُج
ِلي بلة , أول شعُور , أول عناق .. هذا من ال
, أول قُ
األول في قلبي ال يُنسى منه شيء | حتى أبسط األشيا ِء و أصغرها.
أغمض عينه ألنثى وحيدة فريدة .. الحروف تتساقط من شفتيه وتعبر
بلة ذات معنى عميق بداخله و
شفتيها بس ُكون , تلتح م شفتيه بشفتيها , قُ
داخلها .. قُولي لهم ما عاد يستهويني الحدي ُث باللسان .. قولي ل م أنا ُه




الباِذخة ال أتح َّد ُث سَوى بالقُبل الشهيِّة.
أخبر ُهم أنني أراك الوط ن و شيء تالشى قد عاد يُدعى : أمان .. أخبر ُهم
أنني أخاف ُحبِّك .. أخبرهم أنه قلبِي يريدك لكن الحياة ال تُريديني معك و
ال ُحب ال أناسبه ولكنني أراك بِه.
فتح عينه وهو يبتعد وذراعه مازالت تُحاصرها , يتأملها وإبتسامة تعتليه ,
مازالت مغمضة عينيها
هي بللت شفتيها ومن ثم فتحت عينيها وهي تتجه مباشرةً لعين سلطان ,
أرتبكت بشدة و بيا ُضها يتحَّول لل ُحمرة , أبعدت كفوفها عن صدره وهي
تبحث عن فُرصة الهرب من عينيه. , وقفت ببالهة : تمسي على خير . .
. . وأتجهت لسريرها وهي تغطي وجهها بأكمله
سلطان وهو يتجه ليآخذ شاور بعد التدريب الشاق الذي تدِّربه : وأنتي من
أهل الخير
,
ُمنتفخ , أبتسمت وبعينيها تلمع
بجانب الشباك جالسة وكفوفها على بطنها ال
الدمعه : تحس فيني يايمه .. يارب يخلي لي عبود وتقر عيني بشوفته .....
وتقر عين أبوك بشوفتك .... شعرت برفسه .. ضحكت بفرح .... وعين
أبوي أنت ... وفديت قليبك ..... متى أشوفك بس ؟ .. رأت يوسف الداخل
ومعه والده .. شعرت بـ وخز في يسارها من منظر الغضب المتش ِّكل على
مالمحهم .... نظرت لساعتها * التاسعة صبا ًحا * ُربما تلقوا خبر سيء ...
أرسلت بالواتس آب لـ ريم " ريوم إذا صاحية بليز أنزلي تحت شوفي
عمي "
أتاها الرد " دايخة بنام .. ليه وش عندك ؟"
نجالء " مدري أحس فيهم شي روحي شوفيهم وطمنيني"
" طيب هذا أنا نازلة"
ر ِّدت ريم




,
على طاولة الطعا , م
بو سعود : أنهبلتوا ؟
رتيل : ههههههههههههههههههه
بو سعود يشرب من كأس العصير : أنا تأخرت .. أنتبهوا ال تسوون شي
أخاف من هدوئكم
عبير وهي تدهن قطعة التوست بالجبن : تطِّمن
بو سعود أعطاهم نظرة تحذير وخرج .. توجه لعبدالعزيز قبل أن يخرج
ُمقابل عبدالعزيز على الكنبة
دخل ونظر لناصر المستلقي على الكنبة و بال
األخرى , التكييف المركزي بارد ج ًدا , أخذ فراش عبدالعزيز من سريره
وغ ِّطى ناصر .. وبحث بالدوالب عن فراش آخر ولم يجد .. أغلق الستائر
حتى اليخترق الضوء ..... عاد للقصر وكانت رتيل تطبِّل على الطاولة
وتدندن : ودعتك الله يانظر عيني بأمانة اللي ماغفت عينه ماوِِّدي تترك
يدك يديني .. فرقا الحبايب يابعدي شينة
عبير : خلك معي وال تخليني دنياي بعدك ماهي بزينة فيني ياخلي
مايكفيني الله يصبِّر قلبي ويعينه
رتيل : عاشوا .. ههههههههههههههههههههههههههه
عبير وضعت التوست في الصحن وتطبِّل على الطاولة : حاولت أسافر
يالغضي وياك لكن شسوي عيِّت ظروفي القلب يصرخ مايبي فرقاك ولهفة
حنيني تصرخ بجوفي
رتيل : والله ماأسوى أنا بلياك أسمع كالمي وصدق حلوفي أنت وعدت
بترجع وألقاك والحر دايم ال وعد يوفي
بو سعود تركهم وواضح عليهم أن النفسيات بدأت تتحسن , أخذ فراش من
أول غرفة ورجع لعبدالعزيز وغطاه وأغلق الباب عليهم .. وتوجه لعمله




بجهة أخر َى
مِّرت الخادمة أمامهم
رتيل : تعالي أرقصي
ساندي : آل
رتيل : هههههههههههههههه صدقت .. أنا تهيِّضت نفسي على الرق ص
....
عبير : لو بإتصال أرجوك طمني وخبرني وشهي آخر علومك .. أوصف
لي أوضاعك وعلمني شلون تقضي بالسفر يومك
رتيل وهي بدأت ترقص وهي جالسة : d :وال برسالة شوق راسلني
واكتبلي افراحك مع همومك
عبير وهي تضحك أردفت : وإذا نويت ترد خبرني أبحتفل ياخلي بقدومك
. . ألفحي بشعرك حللي اإلستشوار
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه ... وقامت من الطاولة وبنصف
الصالة بدأت بالرقص
عبير تصفق لها : الموت في بعدك يناجني والعمر بعدك يكره سنينه ..
لجل المشاعر خلك بعيني وأنسى السفر العادت سنينه
رتيل : هههههههههههههه غيري خالص هذي ماترق ........ ِّص
عبير : ذيك اللي تحبها أفنان وشهي ؟ أزعجتنا فيها
رتيل : إيه إيه لحظة بتذكر
عبير وتعود ألكلها : أستغفر الله الزم إحترام للنعمة
رتيل : طيب أكلي أخلصي ماصار فطور
عبير : هههههههههههههههههههههههه خالص الحمدلله .. .سااااااندي ..
تعالي شيلي
رتيل : ياربي نسيتها
عبير وتقوم معها وتتجه للتلفاز وتضع على إحدى القنوات : ج ِّت بوقتها
سوا "
ترقص بقوة .. وبوسط الصالة مع رتيل " تنك ُّ
,




ريم : وش صار ؟
أبو منصور : الحمدلله كل شي تمام إلى اآلن , ينتظرون إعترافات يزيد
وبيتم النطق في الحكم إن شاء الله من صالحنا
يوسف و ُمتعب , أستلقى على الكنبة
ريم : نام فوق
يوسف بإستظراف : آل خليني عايش الدراما ويعنني حزين
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههه يخي رايق حتى تتطنز
يوسف ويقصد بـ الذبة والده : وش نسوي بعد على األقل ماظلمنا أحد
بو منصور : يعني ماترمي كالم علي يامال اللي مانيب قايل
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حقك علينا
ريم : شفتوا منصور ؟ كيف حاله ؟
يوسف : الحمدلله بخير يعني تعبان أكيد بس الحمدلله
ريم : والله حتى نجال الله يكون بعونها
يوسف بسخرية الذعة على نفسه : يبه الحين زواجي بنسويه وين ؟
هيفاء دخلت على جملته وضحكت : وين ناوي تسويه ؟
يوسف : مدري أفكر بأي قصر أسويه ؟


إعدادات القراءة


لون الخلفية