الفصل 102

الدكتور : هذا األنسب راح يُنقل لجناحه بكرا وممكن تزورونه لكن تفعلَون
جانب الزيارة بأنكم تسولفون وتخلقون جو من الحياة في غرفته و إن ربي
كتب هالشي بيس َهل علينا كثير
عبدالله : شكًرا لك وجزاك الله خير
الدكتور : واجبنا . . تركهم ليلتفت إلى يوسف : الزم أمه وأخته يزورونه
بكرا
َهد : بكرا قبل ال أجي هنا أمَرهم وأجيبهم معي
يوسف تن
،
وقفت بج ُمود لترفع حاجبها بإستفهام : كيف يعني؟
نايف بلع ريقه : أعتذر، لكن حصل هاألمر وخالنا نأجل علمكم فيه لين بو
سعود يجي وبنفسه يآخذكم
عبير تدافعت الغ َصات عند لسانها : والحين؟ ماراح نروح لها؟
نايف : الوضع أصعب من إنا نطلع من الفندق، اتمنى تتفهمين هالشي، و
أختك إن شاء الله ماراح يجيها شي والحراسة مشدَدة عليها . . .
قاطعت كلماته وهي تسي ُر بإتجاه الغرفة و عيناها تغرق بالدمع، فتحت
الباب وب ُمجرد أن تق َدمت خطوة لالمام، جلست على الكرسي وهي تُنحني
ِن غادة و ض َي
رأسها وتب ِكي بش َدةٍ تجع ُل من التخمين السيء حقيقة في عي .
اقتربت منها ضي : وش قالك؟
عبير ببكاء ينحنِي للب َحة خا ِضعًا : يكذبون! أمس يقولي رتيل مافيها شي
والحين يقولي رتيل بالمستشفى!! وعليها حراسة! طيب وإحنا؟
" الذي يسترجع كل
ض َي تجمدت عيناها ناحية عبير من لفظ " المستشفى
فكرة سيئة ويحش ُرها في محاجرها حتى تنتفض برعشة البكاء، برجفة :
حالتها سيئة؟
عبير بغض ٍب يرتج ُف بعين يها الدامعتين : ما قالي شي، ما أستغرب يجي





َي ويقولي حكي ثاني! ياربي ال يصير فيها شي، يارب ال
بعد شو
َوار : وش صار
ضي مسكت رأسها وهي تتجه ناحية النافذة، شعرت بالد
بالضبط لها؟ ال يكون راحت ألبوك!! يارب ارحمنا من التفكير
غادة أخذت نفس عميق بعد أن نشفت دما ُءها بالبُكاء، وضعت يدها تحت
خدها لتغرق بخياالتها ال . ُموح َشة
ـ ليلة الحادث ـ الساعة الثالثة فج ًرا.
يقترب من عين يها، يُشير إليها بالقلم : تسمعيني؟
إلتفت عليه الدكتور بح َدة وهو يلف ُظ بالفرنسية : وجودك هنا ال نفع فيه،
. الغرفة
أرجوك غادر حاالً
الر ُجل األسمر الطو لمشفى
يل أقترب منه بتهديد باإلنجليزية : سننقلها حاالً
ٍن وال أريد إعتراض
ثا
نظرت إليهما بضباب رؤيتها التي ال ترتكز على شيٍء واحد في الدقيقة
الواحدة، سالت دمعٍة أصطدمت بالكمام الذي يمَدها باألكسجين .
مسحت وجهها بكفيَها، إتجهت ناحية الحمام لتُبلل مالمحها بمياٍه باردة،
نظرت إلى إنعكاس صورتها بالمرآة، إلى الش ُحوب الذي يخ َط محاجرها .
ا لم
لم أفقد الذاكرة في تلك الليلة! كيف فقدتها؟ أو ُربما أنا أتخيَل أحداثً
تحصل ولم أستيقظ ليلتها، ولكن أذكر تلك المالمح جي ًدا، كان معي
ورافقني ألياٍم طويلة، ولكن كيف جئ ُت لميونخ؟ كيف رحلت ببساطة دون
أن أسأل؟ كيف أنخدع ُت بأمي؟ من أنا بين هذا الحشد؟ لس ُت رؤى و لس ُت
غادة، ال أملك ما ِضي رؤى و ال أملك حاضر غادة، أين مستقبلي بينهما؟
ضعت! أتُوه بين وجوٍه أعرفها ولكن ال تستدلني على شيء، أشعُر بشعو ٍر
يُشبه الوحدة ولكنِي لس ُت وحيدة، هذا الشعور الذي يجعلني أشعُر بأن
ريد
ُ
روحي ليست معي! وهذا يؤلمني يالله ويُفقدني قوتي لمواصلة الحياة، أ
أن أعرف كيف فقدت حياتي؟
على بُعِد خطوات، أخذت عبير معطفها وخرجت دون أن تلفظ كلمة،
إلتفتت ض َي على وقع الباب وهو يُغلق، نزلت لألسفَل في وق ٍت كانت ُهناك





خطوات تهرول على الطريق المجاور .
قبل ساعتين، نظر إليه بدهشة : وشو؟
َي
عبدالمجيد : إلى اآلن ما نعرف وش صار! بيجينا العلم بعد شو
فارس أقترب منه بغضب : إال تعرف! وش صار لها؟
عبدالمجيد : فارس . .
فارس بصراخ ج َن جنونه بعد أن واجه ضغ ًطا نفسيًا ال يُحتمل : الله يآخذ
فارس . . الله يآخذه
عبدالمجيد بضيق أبتعد عنه وهو يُكمل بهدوء : والله ماني عارف وش
صار، اللي وصلني إنه بنته بالمستشفى وأكيد أنه عليها حراسة، تط َمن
فارس : أنا رايح . . . ش َده عبدالمجيد من ذراعه : وين بتروح؟ فارس أنت
َوقف أبوك
الوحيد اللي بت
فارس بغضب يبتعد: آسف . . . تركه وهو يسير على الطريق أمام عينيه،
عبدالمجيد بغضب ضرب السيارة بقبضة يِده.
:الله يعيني عليك يا فارس!!
نايف : لو سمح ِت
عبير : ماراح أتح َرك لين توديني لرتيل
نايف برجاء دون أن ينظر إليها : الوضع متوتَر مقدر أطلَعك أل َي مكان،
عشان سالمتك الزم تجلسين هنا
عبير بغضب : هذي السالمة اللي وراها طاحت رتيل أنا ما أبيها
نايف بلع ريقه بعد أن ج َف بالرجاء : أنا مأمور مقدر أتصرف من كيفي،
وأبو سعود لو عرف بكون في ورطة ألن . .
تٌقاطعه عبير برجا ٍء أكبر : تقدر تتصرف وتخليني أشوفها لو نص ساعة
بس! وبعدها ماراح أقول ألبوي وال ألحد
نايف مسح على رأسه وهو يش َد على شعره حتى كاد يُقطعه بأصابعه
الحادة : آسف والله ما أقدر
عبير ع َضت شفتها السفلية بغضب ال تقدر على حبسه بداخلها، نظرت إلى





الباب ال ُزجاجي الذي يكشف الشارع المقابل للفندق، أتى صوتُه الضيَق :
لو سمح ِت أرجعي للغرفة
عبير ب ُخطى غاضبة إتجهت إلى المصاعد، وقفت تنتظر المصعد حتى
َف معصمها، بلعت ريقها
شعرت بجسٍد يُالصقها من الخلف ويِده تل
بصعُوبة دون أن تلفظ حرف واحد وهي تقشعَر من الخوف، أول دعوةٍ
أرادت أن تُستجاب، أن يراها نايف ويُساعدها دون أن تناديه وتلفت
األنظار.
ا
ِرقً
َه أتى صوتُه حا ل بها قلبها :
لكل صو ٍت يض َج بداخلها ولكل دعَوة أبت
تعالي . . . . سحبها نحو الممر الخاص بالعاملين في الفندق، إلتفتت لتراه
ويهب . َط الخوف من عين يها، تنهَدت براحة وهي تُشتت نظراتها
فارس بعد أن أصبح يُقابلها ويفصلهما بعض السنتيمترات، بسؤا ٍل يُدرك
إجابته ولكن أراد أن يسمع صوتها : كيفك؟
ٍن تطم ُح إليه
نظرت إلى عين يه ال . ُمبعثرة لكل إتزا
م تموت
كيف تكون اإلجابة على سؤا ٍل يُخلخل قلبي بملوح ِة الدمع؟ ل
األسئلة بداخلنا ولكن أضعفتنا األجوبَة التي ال نلقى لها نبرة تُحييها، مَر
وق ٌت ليس بالطويل عليك! ولكن أشعُر بأن ُعمًرا مضى وأنني كبر ُت فجأة!
فوضوية هذا ال ُحزن تجعلني أشعُر بأن أيامي معدودة وأن ُعمري أنتهى،
هل نح ُن نموت يا فارس؟ ال شيء يُصادق على أيامنا، وكل ساعة تمَرنا
تشط ُرنا، ال الفر ُح يجيء بنا وال الحياة ترتكبُنا، إن الموت وح ُده هو من
يُصادفنا! وهذا الموت تخض ُع ي ويأبى جسِدي، هل نح ُن نموت؟ أم له روح
أن ال ُحب كان أقسى من أن نواجهه.
سقطت دمعَة و مضت معها اإلجابة، أقترب فارس ليسحبها إل يه ُرغ ًما
عنها، عانقها وش َد على جسدها بعناقه.
ُمكابرة وهي تحبس
أعر ُف اإلجابة جي ًدا، ولكن أشتقت لنبرة صوتِك ال
الو َجع في أوتارها .
ُرغ ًما عني
يا عبير، أنا مهما صابتني الر َدةُ عن عين يك خضع ُت إلي ِك مرةً
تام، ُرغ ًما عني تتجددين في داخِلي ُكلما حاولت أن أجفف
ٍ
أخرى بخشوع
جذُور ِك وأخنقها، ُرغ ًما عني، أقُول سأترك ال ُحب وأعود إلي ِك، ُرغ ًما عني!





ا ال تعرفينه وأظ ُن أنني سأنساك به ولكنني أزر ُع
أ ِك به حتى ًصافح طريقً
َي هدايته
تشبَعت أر ِضي بظالِلك، يا إنشراح ُعمري، ر َد الله عل .
تجمَدت يد يها الذابلتين دون أن ترفعها وتُبادله العناق، أغمضت عين يها على
ٍن طويلة لتُعانقه بش َدة وهي
كتفه لتُبلله معطفه بدمعها، رفعت يِدها بعد ثوا
. ُط تقف على أطراف أصابعه وت ِصل إلى مستوى وله
أحتا ُجك! هذه الكلمة هي حالي في هذه اللحظة يا فارس، لس ُت بخير أب ًدا! و
ٍق ال يستذكُرك به
ني لطري
صد ُرك ـ بكاء ـ يستف ُز عيني حتى تب ِكيك، من يدلَ
قلبي؟ من يُعَرفني على سما ٍء ال ترف ُع رأسك إليها؟ من ذا الذي يُقاومك؟ و
كل رجف ٍة أبقت أثرها على قلبي أصل عيناك، من ذا الذي يقدر على ُها
ُمقاومة الحشد الذي تجيء به في كل مَرة، ال تأ ِت لوحدك، يسي ُر من خلفك
ُح ٍب يتم َكن من جسِدي ويَضعفه، أنا أحتا ُجك! وأشعُر بأن قيمتي تهتَز كلما
باعدت بإهتمامك عنَي، قيمتي التي أعرفها ويستنطقها قلبِك، هذه الرعشة
التي تغمس جسِدي بك، أتقص ُد بها عناق؟ إن ظننتها عناق فأنَي أظنها ـ
رعشة أحبك ـ التي ينطقها جسِدي بصورةٍ تبعثرها خاليا الح َس المنتشرة
َي
ف .
ليُالصق جبينه جبينها، أدخل يديَه من تحت حجابها وهو
فارس أبعدها قليالً
يُخلخل َشعرها الناعم بهم ٍس : أحاول أمثَل قُدرتي بأني أتجاوزك، لكن كل
َما قالوا لي إنك
َما يستذكرك، بغى يوقف قلبي ل
َوحد فيني قلبي ل
مَرة يت
بالمستشفى لين رحت وتأكدت بنفسي
أغمضت عيناها بحشرجة الغ َصات المح َمرة في محاجرها، تسق ُط الدمعة
تلو الدمعة و يتبعها الضياع برجفة رمشها .
فارس قبَل جفنها : ما عاش حز ٍن ا ينخلق. في عينك، ما عاش و يا عساه م
أخفضت رأسها وهي تع َض على شفتِها السفلية حتى ال يخرج أنينها،
و ُرغما عن محاوالتها البائسة ب َكت بصو ٍت مسموع، بحركٍة من تدبير قلبها
الذي يُقمع عقلها في هذه اللحظة، المس رأسها وسط صدره وهي تنهار
ببكاءها أكثر وأكثر، وضعت كفيَها على معطفه، ش َدت عليه وكأنها تُريد
أن تغطي نفسها بمعطِفه وتن َسى أنه ـ فارس ـ الذي تح َدث مع مئة فتاةٍ قبلها
والذي س َكر على أصواتهن، تُريد أن تنسى أنه إبن رائد و أن الذي أمامها





هو ـ فارس الذي تُحبه وفقط ـ.
بلة بسيطة، هذه القُبلة كانت
بلته على رأسها، لم تكن قُ
فارس بضيق طبع قُ
حديث قصير مضمونه " أنا معك."
ريد أن أنهار أكثر، ساعدني حتى أتح َمل قسوةُ هذا ال ُحزن و
ُ
يارب! ال أ
ريد فقط
ُ
َوة ُمفرطة، أ
ريد ق
ُ
هيبة كلماته التي تقتلني ببطء، هذه المَرة ال أ
ريد قلبه يالله الذي يجيئني
ُ
ضعفًا يقتل أحاسيس الخوف/البُكاء في داخلي، أ
ُمخض ًرا واألر ُض خ َر ذي كان اب، ق
لبه الذي يُدثرني و ال ُدنيَا ُعراة، هو ال
يختر ُع من أجلي ـ شيئًا ـ من العدم، وأنا التي ُكنت أرى ـ العدم ـ كلما
تضاءلت فرصة عيناه في لقاءي .
فارس : عبير . . أبعدها ليرفع رأسها إليه وينظر لعين يها الغارقة، نزلت
أصابعه ليمسح بكفَه بُكاءها .
عبير بنبرةٍ تتحشرج بإختناقها : شفت رتيل؟
َما
فارس : سألت في البداية عن حالتها وقالوا لي إنه حالها تمام وبعدها ل
حاولت أستأذن عشان أدخل عرفت إنها رتيل
عبير بضيق تمتمت : يارب بس
فارس : تط َمني! لو صاير شي كانوا قالوا لي
عبير : أبي أشوفها! تقدر توديني لها؟
فارس : الطابق اللي هي فيه موزعين عليه رجال أمن كثير
عبير ببكاء تتو َسله : بموت يا فارس لو صار فيها شي
فارس بح َدة طَوق وجهها بكفيَه، أراد أن يُخمد إنهيارها: مو صاير لها
شي، ال تفاولين على نفسك وعليها
َي، ال شفت أبوي وال عرفت شي عنه وال شفتها،
عبير : بس بشوفها شو
تكفى حط نفسك بمكاني! بختنق والله من كل هذا
فارس : أبُوك مافيه اال كل خير ومعه سلطان الحين و عبدالعزيز بعد
وناصر وكلهم بخير
عبير بلهفة : شفتهم؟
فارس : ما شفتهم بس واصلتني أخبارهم
عبير : أبوي بخير؟





فارس : إيه والله العظيم مافيه شي، أهِدي! . . . ال تبكين
عبير أبتعدت بُضع خطوات عنه وهي تمسح دمعُها بأطرا ِف أصابعها،
فارس بأنفاس متهيَجة مضطربة : أنا نفسي مو عارف وش راح يصير
بكرا وال اليوم حتى! بس عارف شي واحد، إني مقدر أترك أبوي وال
أبوك يقدر يبعِدك عنه عقب اللي صار، والله ما ُعمري خضعت ألحد وال
َي ُعمري حاولت أتر َجى أحد لكن شي عشانِك، عبير!
مستعد أسَوي أ
أختار إني أموت معاك وال أموت وأنا أشوفك لغيري، مقدر والله مقدر
ي،
أتقبَل فكرة إنك مو ل
تحشرج صوتِه بشفافية الكلمات و ُحزنها، أكَمل : كل شي ضَدي! ويوم
توقعت إني راح أقدر أهرب منك زدت بجنوني، فيني رغبة بتمل ِكك رهيبة
وأدري إنك ماراح ترضين! ألنك ببساطة أقوى مني، وقادرة بسهولة
توقفين مع الكل ضَدي، وقادرة تبعدين قلبك عن اإلختيار لكن أنا مقدر!
ألني ما ج َر . . . بت ال ُحب قبلك ويوم جاني ما ج َربته! أنا مرضت فيه
عبير أخفضت رأسها ويد يها تتشابك فيما بينها، وكل دمعٍة تسق ُط منها كانت
تح َط على كفَها، لس ُت أقوى يا فارس أن أسمع منك هذه الكلمات ولس ُت
ُخضعه
ا حاولت أن أ
قادرة على الوقوف ضَدك، وكل ما كنت أقوله سابقً
ِر عيناك و ما بعُدها
لسيطرتي ولكن فشلت! فشلت والمالذُ، الحياة والدا
م وت و ما قبلها ِظ ٌل أنتظر ميالد جسده .
فارس أنتظر كلمة أخيرة، أراد أن يسمع منها لو " أنا معك "، ياللخيبة! ال
تفعلي بي كل هذا بدفعٍة واحدة وأنا ر ُج ٍل ال أقدر على هذا الو َجع .
يُبعده ع َدة خطوا ٍت للخلف : ما كنت راح
ٍ
أخذ نفس عميق ليُردف بوداع
ألقى عقاب في حياتي أقسى من صمتك! ندمت على ذنوبي اللي قبلك وإلى
اآلن ندمان، وأظن الح َد في الدنيَا على عيُونِك كان حزني عليها وياليتها
تكفَر أفكارك السيئة عني.
عبير رفعت عين يها لألعلى حتى تُخمد نا ُر الملح المندفعة في محاجرها،
بب َحة : أر ُجوك ال تكَمل
فارس بغض ٍب ينفج ُر بوجهها وعروق رقبته تتض َح مع كل ش َدة تعلو كلماتِه
مرك مَر : هي مَر ة، ليه تبخلين على نفسك وتذبحيني؟!!!! ة بالعُمر! و ُع





َما أفكر بحياتك بعِدي! أنا ما يهمني
أقولك تعبان، أحس روحي بتطلع ل
تكونين مبسوطة مع غيري أو ال، ماراح أقولك دام أحبك أتمنى لك السعادة
مع غيري! أنا ماني مثالي لهدرجة وال أتقبَل هالشي بسهولة
بصو ٍت ـ أن ل وهو ينظ ُر لعين يها : أنا السيء في كل شيء لكن َهد حيله ـ أكم
أنا اللي أحبك فوق كل شيء! . . بتحنَين؟ لكن ماراح تلقيني و ب َحن لكن
بلقاك! بلقاك في ُموتي اللي ما تنازلتي عشاني للحظة وقلتِي أبيك يا فارس،
محتاجتك يا فارس، أحبك يا فارس اللي ما سمعتها منك!! ما تنازلتي يا
عبير! انا اللي أتنازل في كل مَرة وأنا اللي أخضع لصمتك وب ُروِدك اللي
تحرقيني فيه! والحين أقولك ما أدري وش بيصير اليوم أو بكَرا وما
تنازلتي عشان ِكلمة! علميني هالقساوة كلها من وين جايبتها؟ أبوك وهو
أبوك ما قسى مثل قس وتِك !!
ُمنهارة بش َدة، كررت
عبير أعطتهُ ظهرها وهي تُغطي مالمحها الباكية وال
بصو ٍت مبحوح يكاد ال يُسمع : يارب أرجوك، يارب . . أر ُجوك . . .
ساعدني، يارب ساعدني
فارس بح َدة كلماته المجروحة بصوتِه : فمان الله . . مثل ما تبين
عبير ببكاء تمتمت وهي تضع يدها على قلبها الذي يرتجف بح َدة، يارب
أجعلني أنطقها قبل أن يذهب، يارب أجعلني أنطقها، يارب ساعدني.
ٍن طويلة على أمل أن تلتفت ولكن لم تفعلها، أبتعد أكثر
فارس وقف لثوا
مقتربًا من الباب إلى أن أتى صوتها المبحوح الضيَق بكلماته : آسفة
فارس تجمَدت ُخطاه دون أن يلتفت عليها، ويِده على مقبض الباب .
تام : ما أعرف
ٍ
عبير بضياع أشرح شعوري بالضبط! وال أقدر أتصرف
بنا ًء على هالشعور، إذا كان فيه أحد سيء في عالقتنا فهو أنا، وال أنا
ج َربت ال ُحب عشان أعرف كيف المفروض أتصرف فيه! ولو غيرك كان
َي،
خسرته من ز َمان ألني مقدرت أبادله هالشعور صح، بس أنت معا
َما أعرف إنه فيه شخص ينتظ
أحس بحياتي ل رني ويحبني، وباليومين اللي
فاتوا فقدت هالشعور! قيمتي وحياتي كلها مرتبطة فيك، و قلبي معاك و
ر َب اللي خلق فيني هال ُروح، إن الروح ِلك تِشتاق! وماني قاسية لكن
ماتعَودت أشرح اللي في داخلي، ما تعَودت أقول ألحد إني ماني بخير،





. إنه خيري في عيُونك
ولو تدري أصالً
فارس إلتفت بكامل جسِده، ليُقابلها على بُعِد مساف ٍة طويلة، نظرت إليه
بقشعريرة جسِدها وأنفاسها المتصاعدة المضطربة، أكملت ببكا ٍء تُجزم
عيناه أنه لن يرى أح ًدا يب ِكي بهذه الصورة الواضحة القاسية ُرغم رقَة
دمعها، لن يرى أح ًدا يب ِكي كعين يها التي تُبكي قلبه مع كل دمعة تجري
: ما تعَودت والله يا فارس! قريت ال ِشعر كثير
َ
مجرى األكسجين في الدم
وتعلمت اكتب اللي في داخِلي لكن ما ُعمري تجرأت أقوله وأنطقه، ما
ُعمري حاولت أني أقول الكالم بإسترسال مثل ما أكتبه، ألني فاشلة بأني
أتكلم عن قلبي، وهالشي هو اللي يخلي الناس تظن فيني إني باردة وما
أح َس! لكن والله أنَي ما كابرت على ُحبك بإرادتِي، أنا اللي ما أعرف كيف
أح َب !
أقترب منها فارس دون أن يلفظ كلمٍة واحدة ومع كل خطوةٍ يتقدم إليها
كانت تُشتت نظراتها بعي ًدا عنه، إلى أن المس حذاءه حذا ِءها، رفعت عينها
بنظرةٍ تشر ُح هذا ال ُحب الذي ال تعرفه .
ٍق ُموجع بعد أن شرحت بتع ٍب وصعوبة مالذي في
أرتفع صد ُرها بشهي
" في
" زفي ُر عبير
داخِلها له، وضع يِده بجان ِب رقبتها وأكسجينه أصبح
َربها أكثر حتى المس
هذه اللحظة، ويِده األخرى صعدت ناحية خ َدها، ق
تام بعد ان أغمض عين يه
ٍ
أنفُه أنفها، أغمضت عين يها بخضوع .
بلة. لم
ٍن مفتوحة، ولكن نشعُر بها بـ / قُ
نح ُن ال نقوى على رؤيـة الحياة بعي
أ ُكن ممن يمن َح قلبهُ ويُق َدمه ألحٍد كان من كان، ولكن ِك اخذتِي قلبي عمًدا و
أبقيتِي مسكنهُ في صدِرك، ولو ضللتِني يو ًما و أضعتني، ألختر ُت ال ُسكنى
لة بِك، يا تسبيح
ُمتمثَ
مرةً اخرى من شفا ِهك، يا ِغنى الحياة و رفاهيتِها ال
َمجد ال ُحب إن
ُحبك " األولى واألخيرة، ويا
الله ليالً ونها ًرا علي ِك، يا " أ
إلتفتت لهُ عينا ِك بدمعة .
أبعَدت مالمحها عنه دون أن تُبعد جسدها، المس خ َده خ َدها حتى ال تقع
عيناها بعين يه. كان صو ُت أنفاسها المضطربة بخجلها ت ِصل إل يه .
فارس لم يكن هادئ األعصاب أي ًضا، أضطرب بقُبلتها وكأنها قضمت على
قلبه بشفت يها .





عبير بلعت ريقها بصعُوبة لتبتعد خطوت ين للخلف وهي تضع يدها على
َرق ب ُحمرة خجلها وربكتها، أخفضت رأسها ولم تتجرأ وال
رقبتها التي تحت
لثانية أن تنظر إل يه.
يالله! على ر ُج ٍل ي ها به، على رج ٍل يتش َك ُل بصخب
ُ
نف ُض القوانِين ويستبدل
رتب الكلمات
ُ
رجا ٍل ُكثر، هذا الر ُجل يالله ليس عاديًا، وال أعر ُف كيف أ
كصفَ ٍة تنتمي إليه، كل الصفا ِت تسق ُط بحضرته وكل األسماء ال تلي ُق
ُحبه إن سألني عن هواه؟ كيف ال أ ُحبه و في
بتلقيبه، هذا الر ُجل كيف ال أ
عين يه أسأ ُل نفسي أهذا ُح ٌب أم سحر يجذبني؟
فارس قلَص المسافة التي أرتكبتها ليقترب مرةً اخرى ولكن هذه المَرة يد يه
لم تقترب إل يها : مضطر أروح لكن بنتظرك دايم
حاولت أن ترفع عيناها ولكن في كل مرةٍ تتسل ُق بنظراتها مالمحه تقف
عند شفت يه وال تقدر على تجاوزها والنظ ُر إلى عين يه مرةً اخرى، لم تكن
. بلةً عاديَة، هذه القُبلة أستحلَت كلماتي
قُ
فارس بلل شفت يه بلسانِه : حتى لو بعد سنين، بكون جمبك وبنتظرك . . . .
بلهفَة عشقه كان باطن كفَه اليُمنى يُالمس ظاهر كفَها اليسرى ُدون أن
يخلخل أصابعه بها، رجفة أصابعها كانت تمتَد إل يه و ُحمرة كفَه كانت
أصابعه تلسعُها .
إبتسمت بلمعة العشق الذي يُضيء عين يها وهي تنظ ُر لكفَه كيف تختر ُق
اعماقها.
فارس : بحفظ الرحمن
عبير سحبت شفتِها العليا بلسانها حتى تُقاوم ربكتها، رفعت عينها كنظرةٍ
ٍر يُقيمه بسلط ٍة على قلبه
خجلى وأخيرة، نظرت إل يه بحوا ا المح َمر به .
ٍة أول مَرة، وال ُحمرة التي
فارس إبتسم على خجلها الذي يُالح ِظه بدقَ
تتش َرب مالمحها أال تعلم بأنها تسلب عقله؟ كان يلي ُق بها في هذه الثانية أن
يقول لها كما قال ـ محمد أبو هديب ـ " سبحان من بث الحياة في وجهها،
ورٌد و زاد من الحياء تو َر " ًدا
فارس بعفويَة زادت غليان الدماء في مالمحها : يخي أن ِت جميلة والله
ضحكت وهي تُشتت نظراته بعي ًدا عنها، ضحكت كضحكٍة قصيرة مضت





ُمدةٍ طويلة لم تتغنَ ُج بها، بصو ٍت خافت : خالص. .
ٌي أس َمر ال يقد ُر أصحاب البشرة
فارس يتلذذ بخجلها المصنَف كخج ٍل عرب
َو ِن ب
الشقراء على التل ه، هذا الخجل مل ٌك لنسا ٍء الشرق عبر التاريخ بأكمله
وبال تع َصب : وش اللي خالص؟ مني مالي خالص أبد !!
عبير برب َكة كانت تنظ ُر ألصابعها وهي تقتر ُب لحظ ٍة ألصابعه ولحظ ٍة
أخرى تبتعد وبنبرةٍ ال تسير بوتيرة وا ِحدة/ وال تتزن : ما أحب أنحرج ِكذا،
يوني أرق، طيب أنت الحين عيونِك ُم ل صيبة تحرجني َما قلت لي مَرة إنه ع
فيها .
فارس : أنتظرت كثير عشان أسمع منك هالكالم، أنتظرت

شهر، من
أول مَرة شفتِك فيها
عبير وعيناها تتج َمد على صدِره بعد أن أرهقها الصعود لعين يه ـ الولعانة ـ
:

شهر؟! وأنا أحس إنك تعرفني من سنين.
فارس أقترب حتى يُقبل جبينها، أطال بقُبلته حتى لفظ : يحفظك ربِي و
يخليك
ُطق : ويحفظك
عبير بلعت ريقها مرا ًرا بصعوبة حتى تن
فارس شعر بأن العالم بأكمله يخض ُع له ب ُمجرد أن تسللت دعوةٌ قصيرة من
بين شفا ِهها، أبتعد للخلف حتى يخ ُرج وعيناه مازالت تحفَها، إلى أن اختفى
تما ًما بنظرةٍ أخيرة من أمامها .
عبير وضعت أطرا ِف أصابعها على شفت يها وهي تأخذ نف ٌس عميق، لم
ـ منه تُجدد األمل في قلبها على عائلتها وعل يه،
بلةً
تتوقع وال للحظة أن ـ قُ
لفَت حجابها جي ًدا أن بعثره بقُربه، أغلقت أزارير معطفها ُرغم أنه ال حاجة
إلغالقه ولكن شعرت وكأن قلبها يقف ُز من مكانه، ب ُمجرد أن خرجت
أحدهم، ركبته بخطوا ٍت سريعة قبل أن
ِ
وجدت المصعد أمامها فُتح لخروج
يراها نايف ويفت ُح معها تحقي ٌق مطَول.
،يُتبع
إبتسمت بعدم إستيعاب : وش قاعد تقول ذي؟





سارة بدهشة : أن ِت اتصلتي؟
أثير : ال، أصالً شفت الظرف على الطاولة وأخذتها وبعدها رحت لبيتنا
وما كلمت أحد، والظرف ما كان مفتوح! انا أول من فتحته
َس !! ارة عقدت حاجب يها : يمكن غلط منهم
الدكتورة بإنجليزية : نح ُن أرسلناه وسألتني عن رموز التحليل وأخبرنا ِك به
والتحليل كانت كل معلوماته طبيعية وانا متأكدة من هذا يا عزيزتي
َس ألثير : تتوقعين رتيل؟ ارة إلتفتت
أثير أخذت نفس عميق : كيف تقدر تغيَره والورقة مطبوعة طباعة ماهو
بخط اليد عشان تقدر تغيَره!!
سارة : أن ِت وش ع َرفك! هذي حيَة تقدر تغيَر بلد مو تغيَر تحليل!! روحي
بيطلقها قدامك
َ
لعبدلعزيز وأفضحيها ولو عنده دم
أثير وقفت بغضب : أنا أو َر ، دام بنت اللي كلمتهم مافيه غيرها! هي يها
اللي تبي تقهرني وتذبحني، الله يآخذها الله يآخذها وال يبقَي فيها عظم
سالم! . . أخذت شنطتها لتخرج ب ُخطى غاضبة.
سارة إبتسمت للدكتورة : شكًرا . . ولحقت أثير . . أثييير
أثير أجهشت عين يها بالبكاء لتصرخ بوجهها : حقيرة! خلتني أشك في نفسي
وصحتي عشان أيش؟ عشان عبدالعزيز يف َضلني عليها! مجنونة مهي
صاحية . . بس والله ال أوريها، والله ال أذبحها بإيدي حتى لو كلفني
هالشي خسارة عبدالعزيز، أنا أوريها
سارة : اهدي وتعَوذي من الشيطان، هي اللي بتكسب لو خسرتي
عبدالعزيز، عيَني من الله خير وخليها تنفضح بهدوء قدامه وساعتها هو
اللي بيقرر وعلى قراره أن ِت تصرفي بس ال تتصرفين بتصرف يخلَي
الحق معها وهي ما تستاهل!!
أثير مسحت دموعها بكفيَها : ومسوية نفسها بريئة ق َدام عبدالعزيز، والله
عرفت من قامت تهدَدني وتخَوفني بتهديداتها أنه وراها شي! وهذا هو
َي شي بدون ال تهتم ألحد حتى
صدقت توقعاتي! هالبنت مجنونة تسَوي أ
لعبدالعزيز بس أنا رايحة لعبدالعزيز وربَك ال أطلع فيها عيوب الكون كلها
وبتشوف





ِن نطقت : مثل ما تبلَت عليك بالمرض، تبلَي عليها
سارة بعد صم ٍت لثوا
فليحتال
ومن له حيلة ! ً
أثير تنهَدت : ماراح أندم على أ ي بسويه في حقَها، راح أوريها كيف َي ش
َي، وراح أو َري عز بنفسي، راح أخليه يختارني قدام عيونها
تتبلى عل
وبتشوف
،
أتى سليمان ُمقيَد اليد ين ليقف بينهما على بُعِد مساف ٍة طويلة، او ُل من نظر
ُمستفزة من
م تبعتها ضحكةً
إليها وألهبهُ بنظراتِه كان ـ سلطان ـ ، ومن ثُ
رائد الذي لفظ بسخرية : طبعًا سليمان حبيبي بظرف يوم واحد وبجلسة
وحدة قالي كل اللي يعرفه عنكم وعنَي حتى تتصَورون! وقالي وش صار
بعد الحادث ووش ما صار وكذبتوا فيه، قولهم سليمان وش قلت لي، أنا
قلت لهم بعض المعلومات اللي أخذتها منك لكن ال ضرر من اإلعادة
فاإلعادة إفادة . .
سلطان بسخرية : متوقَع إننا ننصدم إنه هالكلب علَمك؟ مفروض اللي
ينصدم هو أن ت! شخص بغمضة عين نقدر نمسكه ونعدمه قدام عيونك قدر
يخدعنا ألكثر من سنَة، وأنت ياللي صار لك سنين تحاول وتحاول مقدرت
َما خدعتنا طلع ملعوب عليك!! ال تفتخر كثير فيه!
تخدعنا بشي! ول هو لو
عنده ذرة رجولة وشجاعة طلع قدامنا وما خاف من إسمه لكن يدري إنه
ماعنده القوة إنه يواجهنا !
َف
سليمان بإستفزاز ُرغم الضرب الذي تعَرض له : لكن عندي القوة إني أل
عليكم كلكم وأضرب روسكم ببعض
سلطان بغضب لم يستح َمل أن يسمع صوته، أقترب منه ليدفعه ناحية
الجدار دون أن يتدخل أحد، جلس رائد يتأمل بإبتسامة ما يفعله سلطان
َوة ويجرحه بذا ِت
بسليمان، و َضع سلطان بباطن كفَه مفتاحٍ صغير ليلكمه بق
القوة من ح َدة طرف المفتاح، أعاد لكمتِه مرةً اخرى على خ َده وهو ال يقدر
على الدفاع عن نفسه .





سلطان ش َده من ياقتِه المبهذلة : حاول قد ما تقدر ما تحط لسانِك على
لساني! عشان ما أقطعه لك
رائد ينظ ُر للدماء الذي بدأت تغزو مالمح سليمان من ضر ِب سلطان له :
ما تتع َطل يا بو بدر!
َرف : اللهم عافِنا مما أبتالكم
إلتفت عليه سلطان بتق
رائد بهُدوء أستف َز عبدالعزيز : عنِدك خبر بعد أنه أختك ما فقدت الذاكرة
عقب الحادث مباشرة؟ . . ـ بضحكة أردف ـ بعرف وش اللي صار بعد
الحادث؟ ال أبوك مات بعد الحادث وال أختك فقدت الذاكرة بعد الحادث!
وش هالناس الوصخة اللي حتى شوفة اهلك حرمتك منها !
عبدالعزيز نظر إليه بج ُمود دون أن يرد عليه بكلمة، أكمل رائد : أريَحك
ِكذا ببساطة اللي مات بعد الحادث أمك وأختك الصغيرة عدا ذلك هذا من
المسرحية اللي كانت من إخراج اللي جمبك، أنا ما أقول من تأليفهم ألن
المساكين حلفُوا وقالوا إحنا ماندري، لكن ما يقدرون يحلفون إنه جاهم
الخبر من قبل فترة طويلة.
سلطان بسخرية يستهزأ به : وأنت كنت المنتج! تدفع فلوسك وال تدري
على أيش أنصرفت، دفعت رجاِلك على الحادث وتحسب أنه حادث ع َدى
وأنتهى وبعدها تكتشف إنه رجاِلك ما تصرفوا حسب علمك، تصرفوا
حسب الكلب اللي قدامك! والكلب تصَور إنه كومبارس! لكن قدر يلعب
على ُمنتج كبير! . . بح َدة أردف . . يا خسارة هالشارب عليك بس!!
ُوها لمستشفى ثاني وهي في حالة
رائد ببرود ال يخضع إلستفزازه : نقل
ُمضاعفات بنقلها دخلت غيبوبة شهر كامل يالله
َما تعرضت ل
حرجة، ول
َما صحت صارت المسرحية الحلوة اللي كانت
صحت من بعدها، ول
بإشراف مقرن، جابوا لها وحدة الله أعلم من تكون وقالوا لها أسمعي يا . .
. رؤى! هذي أمك وإحنا راجعين لميونخ عند أهلك . . مين أهلي؟ أهل
أبوك ما يبونِك لكن أهل أمك يبونِك، وهناك عاد جاهم ولد عبدالله القايد
وتص َرف مثل ما يشتهي عشان يلعب بأختك بعد مثل ما يبي! كلَم صديقه
اللي كان دكتورها النفسي، وش كان إسمه؟ . . . إسمه وليد! أووه قبل ال
نكَمل القصة الممتعة الزم نذكر إنه وليد كان يعتبر زوج حرم سلطان





المحترم! قالت لك زوجتك عنه وال ؟ ترى يقولون كانت فيه قصة ممتعة
أكثر بينهم! عاد الله أعلم وش نوع المتعة في القصة
ٍن
َي رائد، وقلبُه يحترق ببركا
نظر سلطان بنظرا ٍت مصَوبة بحدة ناحية عين
ٍء في كامل جسِده، مر َر ينتش ُر كوبا لسانِه على أسنانه العليَا وهو يحاول أن
ال يتصرف بغضب ويندم بوجوِد ـ عبدالعزيز و ناصر و عبدالرحمن ـ.
رائد الذي أكمل فضائحه على ح َد تصنيفه : عاد هذا وليد كان متشفق على
ًوا غادة! قال ج َت اللي أبيها، هو ما ك
َما جته رؤى أو عف
لسان عربي! ول ان
يعالجها هو كان يطلَع جنونه النفسي عليها! عاد تعرفون تصرفات بعض
األطباء النفسيين والعياذ بالله . . أحيانًا الدكتور نفسه يحتاج دكتور يعالجه،
الله أعلم بعد وش كان يمارس بعيادته مع أختك! وطبعًا كل هذا يا
عبدالعزيز يا حبيبي كانوا يدرون فيه اإلثنين اللي واقفين جمبك وأزيدك
من الشعر بيت اللي كان يو َصلها للعيادة هو سعد نفسه اللي يشتغل عند
أبوك قبل واللي يشتغل حاليًا عند سلطان و عبدالرحمن، اكَمل وال تكملون
عنَي؟
بسخرية أخذ كوب الماء ليشرب منه ويرفع عينه إليهم : ال هذي القصة
الزم ناصر يسمعها بعد! وش رايكم يسمعها معنا؟ ويشوف زوجته كيف
كانت؟ . . . . و َجه عينه للرجل الواقف أمام الباب . . جيب ناصر بسرعة
. . . خلنا نخلَي ناصر يسمع بعد
عبدالعزيز ثارت غيرته على أخته وهو يحاول أن يكتم هذا البركان وهذه
َوق
المآساة في قلبه، ش َد على شفت يه بأسنانه حتى نزفت بتقطيعه لها، تذ
طعم دماءه وهو يُريد أن يخمد هذا الغضب، مسك الكوب الزجاجي
الفارغ، حاول أن يُفرغ غضبه وهو يُمس ِكه حتى أنكسر بيِده وتج َرحت كفَه
بالدماء، إلتفتت األنظار إليه، عبدالرحمن لم يكن قاد ًرا على الشرح أو حتى
على قو ٍل يُخفف وطأة هذه المآسآة على قلبه .
هل يشعُر أحد بطعم الذ َل في دماءي؟ هل تثُور ثائِرته كالبركان مثلي؟ أم
َي الرجال
أنه أمًرا عاديًا قبلوا به في البدايَة فمن الطبيعي أن يقبلوه اآلن؟ أ
َي عق ٍل يقب ُل بهذا؟ " يُبه " تعال! أنظر إلى من جعلت ُهم أصدقا ِءك
أمامي؟ أ
كيف يتصرفون ويعبثون بأسمك معي! تعال أنظر إلى قل ِب إبنك الذي يُتأتئ





الفرح وال يجيئه، تعال! أشرح لهم أن إبنك ال قُدرة له على مواجهة الحياة
َن عزيز إبني ُحزنه قا ٍس ال يرحم صدِره
َ
ُدونك! قُل لهم يا أبي! قُل لهم أ
فكيف يرح ُم من حوله؟ قُل لهم إبني يب ِكي دما ُءه إذا ُجرحت عيناه بمن
يُحبهم، قُل لهم ال تجوز على الميَت سوى الرحمة، وأنا م َت من ح َدة ما
أسمع.
رمى بقايا ال ُزجاج من يِده ليلفظ بحشرجة الغضب إلى عبدالرحمن : ندمان
على اللحظة اللي قلت لك فيها يُبه! ندمان على اللحظة اللي صَدقتكم فيها!
ندمان على اللحظة اللي م َت فيها وأنا أتوقع إني أعيش! ندمان على كل
وقت ضيَعته معاكم! ندمان حتى على كل فكرة كنت أوصلها وأقول
مستحيل! ما يض َرني شخص كان أبوي يصبَح عليه بعيونه! ما يض َرني
شخص أجتمع مع أبوي تحت سقف واحد! لكن ض َريتوني! ما حطيتوا
َي قيمة، صح مين غادة؟ أبد مو الزم
َي إعتبار، وال حطيتوا لبنته أ
ألبوي أ
ألنها ماهي من لحمكم ودَم نهتم فيها، مو الزم نعل كم! عادي َم إنها عايشة،
َي أصال؟ أخت عبدالعزيز؟ ومين عبدالعزيز؟ زوجة ناصر؟
ج ًدا مين ه
ومين ناصر أصالً ؟
دخل نا ِصر على كلماتِه ليقف وعينِه عليه.
أكمل : ضقت منكم أكثر من مَرة وكل مَرة أستحي أدعي عليكم، أستحي
وأقول ربع أبوك وناسه كيف تدعي عليهم يا عبدالعزيز؟ لكن هالمَرة ألن
أبوي كان يقول عنكم ين َشد فيهم الظهر بقول الله يكسر ظهٍر تخدعون فيه
الناس، والله ال يس َهل لكم طريق! . . نظر إليهم بح َدة صاخبة . . الله ال
يبــــارك لكم في أيامكم الجايَة وعساكم تذوقون نص اللي ذقته في أهلكم
وبناتكم . .
بت أقدامه من ُدعاءه الغاضب، نظر إل يه : ماهو أنت اللي
عبدالرحمن تصلَ
بتصَدق كل كلمة تنقال وأنت تدري مين يقولها! كيف تثق بحك يه؟
رائد بنبرةٍ مستهزأة يُمثُل العطف بصوته : تؤ تؤ تؤ . . عيب يا بوسعود
تكَذبني وقدامك سليمان بنفسه شرح لي كل شي وهو اللي أستعمل فيصل
عشان يضغط على مقرن! ما يصير!!
سلطان وضع أصبع يه في عينِه ليضغط عليهما بش َدة حتى يُعيد إليه





التركيز.
َي ناصر، طافتك القصة اللي تهَمك بس هذا ما يمنع إننا
أردف رائد : ح
نعيدها ِلك . . . كنا نسولف على زوجتك وحبيبتك، نرجع نشرحها وال
تشرح له يا بو بدر؟
َهد وهو ينظ ُر
سلطان تن للسالح الذي يتو َسط مكتب رائد ويجل ُس هو خلفه.
رائد بضحكة : ويعج ُز سلطان بن بدر عن التعليق، وال يهَمك يا أبوي أنا
أشرح لك، غادة أو نقول رؤى تماشيًا مع الفيلم اللي صار من إخراج
َما نقولها
الجماعة اللي جمبك، ما فقدت ذاكرتها بعد الحادث، لكن ل
للمستشفى الثاني عشان يخفونها وطبعًا ألني ما أحب أكذب بقول إنه
ماكانوا يدرون لكن مقرن كان يدري وعاد الله أعلم إذا مقرن قالهم وهم
َما نقولها صارت لها مضاعفات
ينكرون أو صدق ما قالهم، المهم إنه ل
تعرف كانت بحالة حرجة ج ًدا وهم أص َروا على نقلها! دخلت بغيبوبة لشهر
َمك وسَوو لها مسح شامل َما صحت جابوا
ول لها وحدة وقالوا لها تراها أ
لكم كلكم، وتدخل فيصل ولد عبدالله القايد وتراه من ربع اللي جمبك،
وودوها لميونخ وعرفَوها هناك على دكتورها النفسي اللي إسمه وليد، هذا
وليد الله يسلمك ما أحط في ذمتي لكن الله أعلم وش كان يسوي بالعيادة
مع زوجتك وهم يجلسون يوميًا، ُرغم أنه المعروف إنه األطباء النفسيين
اللي مايكونون بمصحة مفروض ما يقابلون مرضاهم يوميًا، لكن هو كان
صبحه وليله معاها! وكان لها معاملة خاصة بعد وتطلع معه وتروح معه
واللي يو َصلها كان سعد! اللي يشتغل مع المخرجين الكبار سلطان بن بدر
و عبدالرحمن آل متعب . . . كانت كلماته شديدة السخرية . . . كل شي
كان بإشرافهم وبمعرفتهم بمين وليد! حتى وليد نفسه كان الزوج السابق
لحرم سلطان، يعني كان يدري مين وليد ويعرف وش سَوى! عاد أنا ما
أدخل بالذمم وأقول وش كانت نيته إتجاه زوجته بس لو أحد بمكان سلطان
ما كان سمح لطليق زوجته السابقة وهو ما بعد دخل عليها يعني ُمجرد
ملكة، يكون دكتور لبنت أعز أصدقائه، مفروض يخاف ويقول ما اسمح
ًوا هو ما يعالج هو كان يمارس العشق
لدكتور له سوابق يعالج . . أو عف
وأفالم األبيض واألسود مع غادة





ناصر من دهشتِه لم يستطع أن يتف ة، نظر إليهم واح ًدا تلو َوه بكلمٍة واحد
ِن رفيق ُعمره، أراد أن يتأكد من عين يه التي
الواحد حتى سقطت عيناهُ بعي
ال تُخطئ أب ًدا، نظر للدماء التي تسي ُل من كفَه وأدرك أن ما يقوله حقيقة.
ضحك بجنُون غير ُمصَدق، نظر للرجل الذي جلبه ولموضع سالحه،
اقترب منه بطريق ٍة ال يش َك بها أحد، بظر ٍف ثانية وأقل سحب السالح
ليوجهه ناحية سلطان .
رائد أشار لرجِله أن ال يقترب منه، وهو يستمتع بالفتنة ال . ُمقامة بينهم
ناصر : سألتني وقلت تغفر لشخص غلط وأثَر بحياتك؟ وقلت لك ال
ي
مستحيل أسامح شخص ض َرني! وما كنت أعرف سبب سؤالك المفاجئ ل
لكن الحين عرفت، عرفت إنك تالعبت بحياتي ومن حقي الحين أتالعب
َرد حرتي وبيكفيني هالشي . . غيَبت
بحياتِك!! ماعندي شي أخسره، بب
زوجتي برضاك أكثر من سنَة وأنا بغيَبك عن الدنيا ب ُكبرها متعَمد وقاصد !
. . . .
سلطان نظر لفوهة السالح المصَوبة بإتجاهه، أتى صوت عبدالرحمن
المقترب من ناصر : ماهو برضاه! أقسم بالله ماهو برضاه يا ناصر، كلنا
كنَا نشوف هالشي بصالحكم، لو كان بإيدنا والله ما تصرفنا ِكذا، يمكن أنت
َي القيوم إننا لو كانت
ما تشوف هذي مبررات كافية لكن أقسم لك بالح
األمور بإيدنا بعد الحادث ما خبينا عنكم شي، وكنَا ماراح نخطط أننا نخبي
عنكم حياة أحد فيهم! لكن كانت األمور برا سيطرتنا، عرفنا عن الحادث
َي شخص في هالدنيا وعرفنا عن موتها بعد، لين جانا الخبر بعد فترة
مثل أ
وأكتشفنا حياتها وبعدها و َكلنا مقرن يهتم فيها، ما كنا نبي شي واحد
يض َرها، لكن الطرف اللي خالنا نمنع نفسنا من إننا نقولكم هو سليمان اللي
كنا متوقعينه شخص ثاني! خفنا على حياتكم لو أجتمعتوا! كان الزم نبقى
على خطتهم لين نتم َكن منهم ونفرض قراراتنا عليهم، ألن وال قرار بعد
الحادث كانت أسبابه من ظروفنا إحنا، كل األسباب كانت بسببهم، . . .
تعَوذ من الشيطان ون َزل السالح
عبدالعزيز : ناصر
كل األعين توجهت لشفاِه عبدالعزيز ولما سينطقه، بهدوء أردف : ال





تخليها في خاطِرك !
نظر إليه سلطان بصدَمة ليس بعدها صدمة، تبعتها صدَمة عبدالرحمن و
حتى رائد كانت الصدمة واضحة بنظراته.
ناصر تأكد من وجود الرصاص وأصبعه يالمس الزناد.
سليمان ألنه أدرك ال أحد سيقترب منه نطق : مثل موتة مقرن بتكون
موتتِك يا سلطان! لكن اللي ذبح مقرن من رجالي واللي بيذبحك ماهو
َوك
عد !!
َي ناصر، طال الصمت بنظراتهما وسبابة
سلطان تجاهل كلماته وعيناه بعين
نا ِصر ت ِصل للزناد بيُسٍر وسهولة.
رائد أراد أن يضغط على ناصر ويستفزه حتى يُطلق عليه ب ُسرعة :
وبعدها أيش صار؟ وليد حاول يتق َدم بزواجه عليها ويتجاهلون إنها مازالت
على ذمتك وبينكم عقد زواج مصَدق، وطبعًا رضا غادة على هالزواج كان
تابع من أمل اللي بدأت تشككه وتثير جنونها، طبعًا أمل في البداية اللي هي
أمها كانت تتبع أوامر مقرن ألن مقرن تابع لفيصل وفيصل تابع لسلطان
َما
َي عن الطريق ل
وعبدالرحمن واللي خابرهم! لكن بعدها أنحرفت شو
على قولتهم رجع فيصل لعقله وترك سليمان، وخلَى سليمان يتدخل
بموضوع غادة بعد ما رفع إيده منها عقب الحادث، ودفعوا ألمل عشان
تجننها وتكَرهها بعُمرها! ويا حرام المسكينة وش كثر عانت و أنهبلت
بعد!! لدرجة قالت خالص بتزَوج وليد وكانت قريبة بزواجها من وليد بعد،
وأكيد هالزواج أو خلنا نقول عرض الزواج ماجاء ببساطة، أكيد فيه أشياء
كانت تصير بالعيادة بين
جدران مالهم ثالث !!
عبدالعزيز بغ َضب خدع رائد بعين يه ليأخذ علبة ُزجاجية ويرميها عليه حتى
أتت على كت ِف رائد، ب ُخطى طويلة سريعة ش َد على رقبة رائد وهو يحاول
ُمشين على لسانِه
أن يخنقه بيد يه ال . ُمبللة بالدماء، من ِذكر أخته ال
جاء رجل رائد من خلفه ليسحبه ويدفعه على المكتب ويجر ُح جبين
عبدالعزيز بهذه الضربة، وقف رائد وبح َدة وصلت أقصاها أخذ قطعة من
َو بقايا ة حتى يجرح خ َده
الزجاج وثبَتها بين أصبع يه ليصفع عبدالعزيز بق .
عبدالعزيز دفع الرجل الذي حاول إيقافه وهو يرفسه حتى وقع على





األرض، تق َدم ناحية رائد ولكنه وقف عندما إتجه السالح نحوه .
رائد بح َدة نظراته : إللي يلمسني يلمس نار بجحيمها! وشكلك بتلحق أبوك
ناصر إلتفت ليو َجه السالح ناحية رائد ولكن يد سلطان من خلفه سحبته
َوة، بدأوا رجال رائد بالتدخل جميعهم وهُم يُحاصرونهم باألسلحة
بق
َي
َي سلطان أ
المو َجهة إليهم، أمام تهديد رائد بعبدالعزيز لم يكن بين يد
حيلة، رمى السالح في ك َف . الرجل الذي أمامه
رائد : ماهو أنا اللي بذبحك! ُهم بنفسهم راح يذبحونِك، . . . عاد لكرس يه
َول نكمل الفيلم لين نوصل لهذا المشهد عشان يكون الكل
وبسخرية . . أ
على بيَنة
عبدالعزيز رفع عينِه للسقف وهو يحاول أن يمتَص غضبه متجاهالً جروح
وجهه : بيجي وقت راح أعرف كيف أنتقم منكم!! ووقتها مافيه شي بير َدني
عبدالرحمن أعطا ُهم ظهره وهو يرفس بقدمه األريكة، كل شيء يقع من
بين أيدهم حتى الثقة من ناصر و عبدالعزيز سقطت وال يُمكنها العودة
بسهولة.
ناصر حاول أن يتقدم إلى عبدالعزيز ولكن فوهة السالح ألتصقت برأسه.
رائد : خلونا حلوين مانبي إشتباكات بينكم لين ننهي من سرد القصة
والمسرحية مدري الفيلم كامل . . ماشاء الله أحترت وش أسميها! قصة
وال فيلم وال أيش بالضبط! إن جينا للتمثيل أبدعتوا وإن جينا للحوار بعد
أبدعتوا وإن جينا لإلخراج رايتكم بيضا ما خليتوا بذرة شك في قلوب
ناصر وعبدالعزيز . . . وصلنا لعند وليد وغادة، عشان ما نظلم حقهم
وقتها عرف سلطان وبوسعود أنه اللي مع غادة ماهي أمها الحقيقة، ألن
أمها ماتت بالحادث، وهذا الشي من تدبير مقرن! عاد الله أعلم إذا مقرن
يتصرف بكل هذا من فيصل بس! يعني ما نشكك بمقرن كثير لكن كان
يقدر يقول عن أمها دام قدر يقول عن غادة لهم! لكن المصيبة تدخل
شخص ثاني! هذا الشخص أشتغل وياكم وحافظكم اللي هو عبدالمجيد،
تقاعد بعد سلطان العيد بفترة وهو اللي أبعد فيصل عن خطأه اللي ارتكبه
بحقك يا ناصر أنت وعبدالعزيز و ذبح غادة بعيونكم و ع َرفها على وليد
ووصلها لكل هذا، يوم أبعد فيصل تدخل عبدالمجيد بأمور مقرن وضغط





عليه وهذا الشي ما قبله حبيبي سليمان وخَاله يذبح مقرن، الصفة المشتركة
بيني وبين سليمان إننا نذبح من يغدرنا! وهذا الشي ينطبق على كل من
واجهناه بحياتنا الله يسلمكم، راح مقرن وبقيتوا أنتم تدورون وتحوسون
وتقولون مين ذبح مقرن ومين تد َخل بشغلنا ومين زرع زياد بيننا ومين
تعَرض لمنصور ولد عبدالله قبل سنَة، ومين ومين؟ وكل اإلجابات هي
سليمان! اللي ساعدني بدون ال يحس ويدري، حتى فهد اللي جا متأخر قدر
يلعب في مخكم! . . بسخرية . . طبعًا قلتوا وش ذا الصدفة إسمه فهد بعد؟
ال يكون هو اللي أنذبح؟ وأكيد أنلعب على مخكم كالعادة! . . لكن خابت
توقعاتكم لما عرفتوا أنه هذا الفهد تابع لسليمان وماله عالقة باللي صار
قبل سنة، المهم ماعلينا لو بعَدد الحاالت اللي أنضحك فيها عليكم بتعب! . .
َي الذكاء
إال ما قلتوا لي ما سألتوا نفسكم مين طلَع الجثث وح َضرها؟ ح
اللي في سليمان اللي تتهمونه بضعفه لكن مقدرتوا توصلون لذكاءه عشان
َما أكتشفوا حياة سلطان وغادة، قالوا هذا
تكشفونه! بعد الحادث مباشرةً ل
ُوا للجثث اللي في ثالجة الموتى!
الشي ما حسبنا حسابه، وعلى طول دخل
وبسهولة طلعوا شهادة وفاة للجميع وبسهولة لما أكتشفوا أنه مافيه جثة
يقدرون يحطونها بدال سلطان العيد لكن لقوا جثة بدل غادة، جابوا سلطان
العيد بنفسه وشالوا األجهزة منه وحطوه قدامك يا عبدالعزيز! تذكر لما
َي، وبعدها مباشرةً بكم يوم توفَى!
جيته؟ شفته بعيونك وكان يعتبر ح
وأندفن بداله شخص ثاني! وصليت على شخص ثاني بعد!! هذا كل اللي
صار بعد الحادث مباشرةً، وكان من تخطيط سليمان اللي أستعمل فيصل
ومقرن و كان بمعرفة واضحة من عبدالمجيد اللي يعرف الحادثة من
بدايتها إلى نهايتها لكن خبَى حتى على أصدقاءه! وحاول يتصرف من كيفه
لكن ما نجح بأنه يوقَف شي واحد ُرغم إنه عنده كل األدلة بإدانتنا لكن
مستحيل يملك الجرأة بأنه يضربنا ألن يدري وش راح يجيه !
سلطان بإبتسامة مستفزة : صحيح! عبدالمجيد ما يملك الشجاعة بأنه
يضربكم بأدلته! برافو والله، تفتخر وأنت تسرد القصة بتفاصيلها ُرغم إنك
مخدوع فيها مثل ما إحنا مخدوعين
رائد بإبتسامة تُشبه إبتسامة سلطان : هذا أنا خذيت حقي والدليل سليمان





قدامي ومربوط وبينذبح بعد! لكن أنتم وش خذيتوا؟ خذيتوا خيانة من مقرن
وعبدالمجيد و خذيتوا غضب من ناصر و عبدالعزيز و جازيتوا كل اللي
حولكم بالغدر! ما دافعتوا عن مقرن وال فهمتوه وما دافعتوا عن عبدالعزيز
وال أحد!! أنا صادق وَال؟
عبدالرحمن بإتزان : خلصت حك يك؟ وصلت للي تبيه وال باقي شي ما بعد
قلته؟
رائد بضحكة : ال أبد كل التفاصيل ذكرتها ولله الحمد . . بس خلنا بعد
َي ونسأله كانه يدري عن صالح العيد؟ ولد
نزيد من إدراك عبدالعزيز شو
عم أبوه؟
عبدالرحمن بغضب : رائــــد
رائد بسخرية : ضربنا الوتر الحساس شكلنا! . . يا شقاك يا عبدالعزيز
حتى أبوك ما قالك حقيقة أهله!! وش هالدنيا اللي تلعب بالبني آدم بس!
َرآ منه تصَور وال حتى
أردف بتنهيدة : صالح العيد كان شريكي وأبوك تب
ساعده عشان كذا لجأ لي لكن بعد أبوك أعماه حقده وذبح ولد عمه بنفسه
عبدالرحمن : مين ذبح صالح؟ ما كأنه مات متس َمم وبإيدك بعد؟
َربت منه، اللي ذبحه ولد عمه ما يحب أحد ينافسه،
رائد بإنكار : أب ًدا وال ق
َما جاء وقت يختار فيه
ُمشكلة سلطان العيد كان أناني في كل حياته ول
أختار سلطان بن بدر عليكم كلكم ألنه كان يصَدر أنانيته لسلطان، وما ح َب
احد يآخذ هالمنصب منكم عشان ِكذا ع َصب بو منصور وق َدم على
التقاعد !
سلطان بسخرية من قهره الذي يُصاب به : تكذب الكذبة وتصَدقها!!
رائد بإبتسامة : قولنا كيف ترشحت لهالمنصب وفيه اللي أولى منك؟ مو
كان بواسطة قوية من سلطان العيد اللي تقاعد وهو مسلَمك زمام األمور
بكبرها ومتجاهل الكل!!
عبدالرحمن : ترشيح سلطان جاء بموافقتنا كلنا لعلمك وال تحاول تزرع
الفتنة بيننا ألنك تبطي!
َي موافقة هذي اللي خلتكم تتهاوشون قدام الموظفين وصارت
رائد : أ
مشكلة بينكم وبين سلطان العيد؟ مو كانت عشان سلطان وأنه ما يستحق





َوه صغير وغير مؤهل؟
هالمنصب وأنه ت
سلطان بهدوء مستفز : إيه صح عليك! بس ألن اللي في مخك درج، ما
تفهم وش سبب الهوشة صح فعشان ِكذا تقول دام مافهمتها الزم أخترع لها
سبب بمزاجي! محد تقبَل وجودي بالبداية بهالمنصب لكن ماهو عشانهم
ضَدي! ُهم ضَد خبرتي القصيرة، لكن بالنهاية وقفوا معي وبو منصور ما
ي إل
تقاعد بعد تسليمي للمنصب، أشتغل معا ى أن أختار طريق التجارة
وتقاعد بعدها، وصالح العيد أنا بنفسي تسلَمت ملفه وكان متسمم! ألن
عرفت أنه راح ينقلب عليك ويروح لولد ع َمه ألنه بالنهاية الدم واحد
َما جاك صالح العيد كان سلطان الله يرحمه يحاول بكل
والعرق ي َحن! ول
جهده إنه يوقفه ع


إعدادات القراءة


لون الخلفية