الفصل 61
قلبي ، تذ َّكر بأن ال ر َّدةٌ تجذُ
يُتبع
،
َص قبل
لت
الدقائِق ، أت
ِ
ساعا ت ، السا َعة تُشير للخا ِمسة فج ًرا و بُضع
عليه مرا ًرا وال َرد ، نزلت بخفُوت إلى األسفَل و الظالُم يُسِدل ستاره على
" بيتهم حي ُث الطابِق بأكمله ،
" كراج
ُمطلة على
جلست في الصالة ال
" . . مَّرت ساعة
سيارة واِلدها و ريـان ، أرسلت له رسالة " الزم نتفاهم
و أي ًضا ال ر ِّد ِمنه ، ُمشتتة هل تُخبر واِلدها وهو يتصرف معه ؟ ولكن إن
مي ، بدأ ُت بالدعاء كثي ًرا أن يستُر
ُ
ثير الشك في نف ِس أ
ُ
أيقظته اآلن سأ الله
عليها و يرحمها برحمته التي وسعت ُكل شيء.
بلعت ريقها ورجفَة سكنت أطرافِها عندما أهتز هاتفها بين كف يها ، ر َّدت
وحاولت أن تتزن بصوتِها : سلطان ..
لم يع ِطيها مجاالً واسعًا وبحدة : اطلعي برا
ال ُجوهرة بتحدي : ماراح أطلع ، أدخل للمجلس الزم نتفاهم أول
سلطان ببرود : كلمة وحدة .. أطلعي برا أحسن لك
ال ُجوهرة أخفت ربكتها : ماراح أطلع
سلطان عض شفتِه بغضب : الجوهرة ال تستفزين أعصابي
ال ُجوهرة : اللي بيننا أنتهى ،
سلطان بحدة وبين أسنانه المش ُدودة على بعض : أطلــــعــــــي
الخو ُف يد ُب في نفس الجوهرة : مقدر أبوي نايم
سلطان بصرخة : أنــا زوجك!!
الجوهرة وقفت و هدب يها يرتجفَان : و راح تكون طليقي ماينفع تشوفني و
دام أتفقت مع أبوي ليه تجيني الحين!!
سلطان بهُدو ٍء ُمناقض لغضبه : تحسبيني جاي من شوقي لك ؟ أنا عندي
حساب معك ماخل وأشوفك برا َّص ، وال أبي أسمع منك كلمة ثانية .. ثواني
وال ماراح يحصلك خير
ال ُجوهرة بعد صم ٍت لثواني طويلة وهي تسم ُع ألنفاسه الهائجة : أل .. يا
سلطان
سلطان بغضب كبير : قسم بالله وأنا عندي حلفي ال أخليك معلقة ال أن ِت
مطلقة وال متزوجة ... أطلعي أحسن لك
ال ُجوهرة و ألن ما يربُطها به " هاتف " تجرأت أن تح ِكي له ما ال تستطيع
أن تقُوله أمامه : ما هو على كيفك
سلطان : قد هالحكي ؟
الجوهرة : حل اللي بيني وبينك مع أبوي و
سلطان قاطعها بصرخة زعزعت طمأنينتها : الجــــــــــــــوهـــــــــــــــرة
!!!
ال ُجوهرة برجاء : طيب بالمجلس .. ماراح أركب معاك
سلطان بعد صم ٍت لثواني : طيب .. وأغلقه في وجهها ، نزل من سيارتِه
متو ِج ًها للمجلس المفتُوح و المف ُصول عن البي ِت تقريبًا.
أرتدت ال ُجوهرة عبائتها و طرحتها ُدون نقابها ، فقط غطت مالِمحها
البيضاء من طرف الطرحة ، دخلت المجلس لتلتقي عيناها بعي نه ،
ِره
ُمرتبكة تح َّمر كالقُرمز ، بلعت غصتِها
وقفت في آخر المجلس و أنظا ا ال
لتنطق بهُدوء : آمرني
سلطان و عيناه تختر ق تفا ِصيلها الصغيرة كالسهام ، أكان مو ُت الحلم في
ُطهر ؟ ماذا يعنِي أن
مهِده جريمة ؟ ماذا يعنِي أ َّن ت ُموت األخال ُق في ال
ت ُموت األمانة في الحياة ؟ ماذا يعنِي أن أرى الخيانة بكا ِمل إتزانها أما ِمي ؟
ماذا يعني أن أشهُد على هذه الخيانة!!
ِقة في الطرف اآلخر ، : راح نروح الرياض
وقف ليُربك الحوا ِس الضي
الجوهرة أبتعدت أكثر : أل
سلطان و خطواتِه تتراقص على أعصا ُب الجوهرة و تقترب
الجوهرة و أسه ُل وسيلة أن تهرب اآلن ، مشت ب ُسرعة نحو الباب ول ِكن
ا منها : عندي لك ُمفاجآة
ِرفً
سبقها سلطان وهو يقف أمامها وبسخرية ُمتق
الجوهرة أنفاسها تضيق ، بربكة حروفها : سلـ ..
صرخ :آلتنطقين أسمي .. ماأتشرف فيك
ال ُجوهرة و سقطت ح ُصو ِن أهدابها لتبكي : دام ماتتشرف فيني أتركني
ِرق بحرارةِ أنفاسه : صدقيني ال
دها من يِدها لتقترب منه و تحت
سلطان يش ُّ
أن ِت وال هو راح تتهنُون بعد قرفكم هذا!!
ال ُجوهرة بنبرةٍ موجوعة : فاهم غلط
سلطان بغضب : تدرين وش أكثر شي مضايقني في الموضوع ؟ أنك
تمثلين الطهر و أنك حافظة لكتابه!!
الجوهرة أبتعدت حتى أصطدمت بالتلفاز : ال تقذفني كذا .. حرام عليك
سلطان : أقذفك باللي قاله المعفن عمك !! كل شيء قاله لي
الجوهرة بذبول همست : وصدقته ؟ .. كذاب والله كذاااب
دها من ِزندها ويضع الطرحة على مالمحها الباكية : وال همس
سلطان يش ُّ
!!
دفعها في المرتبـة األمامية بجانبه حتى يح ُكم سيطرته عليها ، ربط الحزام
م أدخله في مكانِه
ده حول ال ُكر ِسي ومن ثُ
عليها بطريق ٍة خاطئة حي ٌث ش ُّ
ليُبعد عنها كل محاولة للمقاومة والحركة ، تح َّرك متو ِج ًها للرياض غير
ُمباليًا بتعبه وإرهاقه ،
ُّي قسوةٍ
ُمقيدة بالحزام ، أ
أخفضت وجهها الشا ِحب والبُكاء يغر ٌق كفوفها ال
هذه يا سلطان ؟ إن ُكنت في شهِر العبادة تفعل هكذا ماذا تركت لبقية
الشهور ؟ في كل يوم أكتشف بك جانبًا سيئًا و أكثر.
،
بضحكٍة صاخبة تُقلدها لتُردف : يازينها بس وأخي ًرا عبود راح يجي
األُم الهاِدئة على سجادتها تد ِعي ب ُكل ِصد ٍق على أنه يُس ِِّهل على نجالء
والدتها ،
ريم بتوتِر : يا حياتي يقولون يمكن عملية ... يارب تس ِِّهل عليها
هيفاء بفرح : وش فيكم خايفين ؟ أنبسطوا بس وأفرحوا .. على قولتهم
العيد أتى با ِكًرا
ريم تن َّهدت : جد رايقة ، الحين صار لها
ساعات ، شكلهم بيولدونها
بليل
هيفاء بعبط : يووه قهر أجل بنام وصحوني ال ولدت
ريم : أنقلعي بس
هيفاء بتجاهل لريم : ليت يوسف موجود أشهد أني بقضيها ضحك وياه
على شكل منصور
والد ُهم دخل : ما ولدت ؟
هيفاء : هههههههههههههههههه يعجبني الجد المتحمس
والدها بإبتسامة : هذا ولد الغالي وحفيدي األول
هيفاء : بدأ التمييز من الحين ، الله يعين عيالي بكرا
ريم : هذا إذا تزوجتي إن شاء الله
هيفاء : بسم الله على قلبك يالزوجة الصالحة!!
،
في ه ُدو ٍء يتأملها وهي واقفة أمام الب َحر والمو ُج يرتبط بقدِمها ، ال تخشى
الموت و ال الغرق ، جِالس على بُعٍد منها بعدةِ أمتار ، لو أ َّن هذا المو ُج
ُ
يبتلعنِي ، لو أنني أر ُجو الله للحظ ِة فرحٍ صبِِّر بها قلبي لسنوا ت ، كيف أ
أختر ُق اليأس بأمل ؟ علم ُت المئا ت من مرضى و ُطالب عن التفاؤل و
األمل و األحالم وعجز ت أن أتمس ك بأم ٍل واحد ، يُحزنني أن أ ُكون في هذه
ِر
ُم بـ غد وأنا عاج ٌز عن إنتظا
م أأمرها كيف تحل
الحالة الوضيعة ومن ثُ
الغد.
يالله يا ُرؤى ، تسرقين التفا ِصيل لتنحا ُز ألجِلك و فقط ، يجب أن أعترف
في هذه اللحظة أنني أحببتُك في وق ٍت كانت الحياة ال تحتا ُج ل ُح ِب طبي ٍب
ضائع ال يعر ُف كيف يُلملم شتاته مع أحٍد إال قلبه ، في وق ٍت ُكن ِت تحتاجين
به إلى الصدق و الفرح.
ك ومازلت ألج ِل لم يِفي قلبي بو ُعوِده بالرحيل ، بقي ُت بجانِب " اإلنسانيـة "
ِرها يُغطينا و
درك تما ًما أن األرض لن تتنازل عن قطعٍة من خما
ُ
وأنا أ
يجمعُنا.
ألتفتت عليه و أبتسمت وبصو ٍت شبه عا ٍل لي ِصل إل يه : تدري وش أحس
فيه ؟
وليد بادلها اإلبتسامة : وشو ؟
رؤى : تفكر كيف هالحياة قاسية عليك
ٍ
وليد ضحك بوجع حقيقي ، أردف : تقرأين أفكاري .. وقف ليقترب ِمنها ،
رؤى : الجو اليوم حلو بس غريبة مافيه أحد هنا
وليد : عندهم داوامات ، .. زهقتي ؟
ُرؤى هزت رأسها بالرفض : أل ... وليد
وليد : سِِّمي
رؤى : ينفع نروح السعودية ؟
وليد رفع حاجبه إستنكا ًرا : ماتقدرين !! كثير أشياء راح تمنعك أبسطها
الجواز
ُرؤى بضيق : كنت أقول يمكن فيه حل
ُط ألحدهُم
وليد وصدِره يشتعل ُحرقة من كالٍم ال يُريد أن يقوله ، أحيانًا نخي
راحةً و نح ُن جر َحى نُعِري أنفُسنـا : أرجعي رؤى اللي تبينها وبعدها
تقدرين تكلمين السفارة و تطلبين منهم وهم راح يبحثون عن أهلك
ُرؤى : مو قلت أنه ماقمت أسولف لك عن أهلي ؟
وليد : األدوية جايبة مفعولها قبل اليتطَّور عندك موضوع إنفصام
بالشخصية لكن بعد إلى اآلن ، بين كل يومين ترجعين لسارا مدري مين ..
وتكلميني على أساس أني أخوك
ُرؤى تنظ ُر للبحر و عيناها ترجف : تح َّملني
وليد أدخل كف يه بجيُوبِه ، ألتزم الصم ت ال يُريد التعقيب و يجرح نف ِسه أكثر
أنيقة للوداع
" هذا يعني أن وقتًا ُمعينًا و سأختا ُر طريقة . ً
" تح َّملني
،
أتاهُ طيف واِلدته الشقراء ، ُمتأكد لو أنني شكو ُت لها ألغرقتني نُص ًحا
وفائِدة ، مشى بجانِب المياه و قدماه العاريـة تُغرقها المياه تارةً وتارةً
من
الرم ُل يتخلخل به ، عينـاه أح َّمرت و مثل ما قال الشاع ُر مح َّمد "
يوصف الدمعه اللي مابعد طاحت؟ "
ِقــة : يالله أمشي
ألتفت على رؤى بإبتسامة ضيِّ
،
أخذ ت لها حما ًما دافِئًا ، أرتدت مالبِسها على ع َجل وهي تُلملم شعرها
حلوى ال ُدونات " بصو ٍت مازال ُم ال تعب : يُوسف .. ُمبلل على هيئ ِة
"
يــوسف .... أووف .. يوووووووووووووسف
وكأنهُ جثـة ال يتح َرك ، أتجهت للحمام لتُغرق كفوفها بالمياه و بدأ ت بتبليل
وجهه : يالله أصحى تأخرنا
يُوسف بإمتعاض : فيه وسيلة ألطف تصحين فيها األوادم ؟
ُمهرة بإبتسامة : لألسف أل
يُوسف تأفأف ُمتعب يحتاج أن ينام أسبُو ًعا ، فتح هاتفه لينظ ُر للساعة ولفت
نظِره ُمحادثةً من هيفاء ، فتحها و أعرا ُس من األيقونات لم يفهمها عدا
األخيرة " أرجع ال يطوفك الدراما اللي في البيت ... بتصير عم يا
الكلمةُ
شيخ"
يُوسف أتسعت إبتسامته و الفرحة تُعانق عيناه ، أتصل ب ُسرعة على هيفاء
لترد هي األخرى بثواني قليلة : الزم هدية بالطريق على هالبشارة
يُوسف : ولدت وال للحين ؟
هيفاء : على كالم أخوك الصبح إلى اآلن ماولدت
يُوسف بفرحة ضحك : ههههههههههههه الله
هيفاء وتُشاركه " الهبال " : ههههههههههههههههههههههه وأول حفيد
بالعايلة
يُوسف يحك جبينه : راح أرجع بعد المغرب بس أكيد بوصل الفجر هذا إذا
ماوصلت الصبح
هيفاء : أجل بيطوفك
يُوسف بخبث : تكفين أوصفي لي شكل منصور
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طلع
خَّواف
يُوسف : ههههههههههههههههههههههههههه قههر كان مفروض أشهد
هالخوف عشان أذل عمره فيه
هيفاء : أرجججع بسرعة اللي هنا كآبة كأننا بعزا
يُوسف : بو ِِّصل ُمهرة و برجع على طول
هيفاء : طيب بإنتظارك
يوسف : يالله أقلبي وجهك .. وأغلقه ضا ِح ًكا ،
ُمهرة وفهمت أ َّن نجالء أنجبت ل ازالت تكرهها ُهم حفي ًدا ، لم تهتم كثي ًرا فم
وتكره كل فرٍد في عائل ِة يُوسف ، أردفت بهُدوء : أستعجل عشان ماأتأخر
وال أنت تتأخر
،
في ضحكٍة فاتـنة غاب بها من غاب يبقى القمُر حا ِض ًرا و لن يض ُره نو ُم
الن ُجوم ، داعبت أنفه بأصب ِعها : يا زعالن ح ِّن شوي علينا
نا ِصر غار ُق في الكتابة وبنبرةٍ هادئة : أبعدي عني خليني أكتب
غادة : ماأبغى لين تقولي أنا راضي وعادي عندي
نا ِصر ألتفت عليها : ماني راضي وال ُهو عادي
غادة تسحب القلم بين أصبعيه وبإبتسامة شقيَّـة : وش تبي أكثر من أني
أعتذرت لسمِِّوك ؟
ُخرى : شفتي الباب .. لو سمح ِت خلي
نا ِصر سحب القلم منها مرةً أ ني أكمل
شغلي
غادة وتُمثل الضيق : تطردني ؟
ناصر : لألسف
غادة ضحكت لتُردف : أنا أقرأ قلبك و قلبك يبيني
نا ِصر ُرغ ًما عنه إبتسم ، دائِ ًما ما تُفسد غضبه بكلماتِها الدافئة : بس إلى
ِّي أساس تركبين معاه
اآلن متضايق من الموضوع ! على أ
غادة : والله أنه الكعب أنكسر ومقدرت أمشي وبعدين الطريق طويل وهو
ِّي مساعدته وكانت موجودة أخته يعني ماأختليت فيه وال شيء
عرض عل
.. يعني ُمجرد زميل مابيني وبينه اال السالم
ناصر : منظرك مقرف وأن ِت تنزلين من سيارته
غادة بغضب : أنتقي ألفاظك
نا ِصر تن َّهد و أكمل كتابـة : غادة لك ُحريتك وخصوصيتك بس في خطوط
حمراء وعادات ماتتجاوزينها لو أيش !!
غادة : يعني تبيني أمشي لين البيت وكعبي مكسور ممكن أطيح في أي
لحظة وساعتها بتمص َّخر قدام العالم والناس
نا ِصر : أكسري الكعب الثاني وتن َّحل
غادة : تستهزأ ؟
نا ِصر : بالله أتركيني ماني ناقص وجع راس
غادة وقفت : طيب .. زي ماتحب طال ُعمرك !! بس عشان بكرا لو قابلت
إساءاتِك بإساءة نفسها ماتقولي ليه كل هالحقد وتشيلين بخاطرك ؟
ناصر ببرود : سكري الباب وراك
غادة تن َّهدت بغضب ودفعت ُكوب الماء من على الطاولة بهُدوء ليتناثر
الماء على أوراقه التي تعب عليها : مع السالمة ..
ناصر بعصبية : غـــــــــــــــــــــــــــــــــــادة
غادة أخذت حجابها لترتديه ولكن يٌد من حديد ش َّدت ذرا ِعها بقوةٍ آلمتها :
وش هالحركة إن شاء الله ؟
غادة رفعت حاجبها : أترك إيدي .. توجعني
َوى ذراعها خلف ظهِرها وهو يهم ُس في إذنها : هالحركة ماتنعاد
نا ِصر ل
معي .. ويالله أكتبي كل اللي كتبته والله ماتطلعين اال لما تعيدين كل
هاألرواق
غادة سحبت ذراعها وهي ت ِحكه بألم : يالله يا ناصر توجعني
ناصر بإبتسامة خبث : عشان ثاني مرة تحسبين حساب هالحركات
ا جدي ًدا وتتأفأف كثي ًرا ، ندمت على فعلتِها
غادة جلست و هي تُمسك أوراقً
ولكن لم تتوقع منه أن يُجبرها أن تكتب كل هذه األوراق ، جلس بجانِبها
يتأم ُل خ ِطها و يُحلله كيفما يُريد ، أ َخذ مع عبدالعزيز دورة في علم تحليل
ُختِب ُروا آخر أسبوع بالخطوط ،
الخ ُطوط ولكن خر ُجوا " بالفشل " عندما أ
تذ َّكر كيف اإلحراج أغرق مالمحهم و ُهم يقدمون اإلختبار بفش ٍل فادح
" أبحثُوا عن شيء آخر بعي ًدا عن التحليل
جعل ال " ُمحاضر يقول لهم
ناصر : اكتبي بخط حلو وش هالخط المعَّوق
غادة بعصبية : هذا خطي بعد
ِّي .. أخلصي أكتبي
ناصر : أنا أعرف خطك ال تضحكين عل
غادة همست : أشتغل عندك
ناصر : نعععم!!
غادة : يخيي أكلم نفسي
ناصر أبتسم : عدلي *قلد صوتها* يخيي
غادة بعناد : كيفي
ناصر يُقبل رأسها وشعُرها يُداعب أنفه : كملي بس
غادة أبتسمت : ال تقولي كل هاألوراق ألن مافيني حيل
ناصر : بس هالورقة
ِن يا
غادة ضحكت لتُردف : دارية أنك ماراح تخليني أكتبهم كلهم ... حنيِّ
ألبي
ناصر : هههههههههههههههههههه هذي المشكلة مقدر أتعبك
غادة بإبتسامة وا ِسـعة و الخج ُل يطويها : بعد ُعمري والله
نا ِصر سحب القلم منها : خالص .. الحين أبوك يبدأ تحقيقاته معي لو
تأخرتِي
غادة : طيب تصبح على خير و فرح و .. ُحب
ناصر : و أن ِت من أهل الخير و الفرح و ال ُحب و كل األشياء الحلوة
غادة أبتسمت وهي تِقف عند المرآة وتل ِّف حجابها جي ًدا ، جلست على
ُمعلق خلف الباب .. أقترب منه
الطاولة لترتِدي حذائِها ، أخذت جاكيتها ال
ُحبك
ُمبللة التي فس َدت " أشهُد أنني أ
وأخذت القلم لتكت ب له على الورقة ال
يب المنزويـة في صدِر ب ُكل إنتصارا ِت هذه الحياةُ مِعي و بك ِل ي و المكاتِ
في ال ُدنيـا
ُحبك يا نا ِصر ألنني لم ألقى جنةٌ
بِك ُل ال ُحب و أناشي ُد العُشاق ، أ
بعد أمي إالك ،
/
/
"
ِه بين كف يه ورقة
ي خالفاتِنـا بضحكٍة ٌ جافـة ُمبللة منذُ
سنين كانت ُهنـا ننُ
بلة ، ُكنـا أجمل كثي ًرا ، ثانِي سنـ
ضيِّ ة بعد ملكتنا ، مر ُت السنين و ِقـة و قُ
ا في سنتِك األخيرة دراسيًا ، و في ليلة زفافنا : لم يُتَّوج
ُم ُمعانقً
أتى الحل
ُحبنـا.
م تكتبتِي للِذكرى .. للبُعد .. للمو ت ، أثقلتي
ل
َ
ليتك كتبتِي أسطٌر كثيرة ، ِلم
ها وأشعُر أن ِك
ُ
ذاكرتِي كان يجب أن تكتبِي أشيا ًء كثيرة حتى أقرأ معي ،
كتب ُت ل ِك مرةً في الفُصحى و من بعِدها بدأ ِت تتحدثين بالرسائِل بها ، ُكن ِت
ُحبها ، ُكن ِت جميلةٌ ج ًدا ِعندما
تُحبين كل شيء يرتبط بي وكل طريق ٍة أ
قلدك ، ُكنــا أحياء و
ُ
تحاولين تقليدي و ُكنت أب ُدو وسي ًما عندما أحاول أن أ
ُم يحيـا من أجلنا
العال .
ٍن وا ِحد ؟ بذا ِكرة كاملة ثقيلة
كيف أعي ُش بنص ِف قلب ؟ بنص ِف جسد ؟ بعي
تحتف ُظ بك ؟
ٍن بعيد : أشتاقُك
يا نصِفي اآلخر ، يا أنـا في مكا .
ِصل البحث في شقتِه ، صو ُرهم تتساقط على كف يه في
أدخل الورقة وهو يوا
كل لحظ ٍة و اللهفة تقتُل عيناه.
ُخرى ُمت ِسخة ببقع القه
ينظ ُر لورق ٍة أ وة ، قرأ " أحببتك رجال لكل النساء ،
للدورة الدموية ألجيال من العشاق وسعدت بك فاشتعلت حبا – حتى
سميتي تتغزل فيك :$ ، ترى ماقريت الكتاب كله تعرفني أ ِِّمل من القراءة
وجه
ي شي منك *
بس هذا إقتباس منه عشان تعرف أني أحاول أقرأ أ
ُمبتسم" *
سقطت دمعتِه على سطِرها الالذع لقلبه اآلن ، كان أو ُل كتا ٍب أهداها إياه لـ
غادة الس َّمان أراد أن يقرأ ال ُحب في أصابعها التي تكتُب ، كل شيء بك يا
ُمستديرة التي تُغطينها بطالِء
ُك ال
ُحبه ، تفاصيلك الرقيقة ، حتى أنا ِمل
غادة أ
األظافِر األسَو إذا أرتفع د و حركاتِك البسيطة أنتبهُ لها كـ حاجبِك اليمين
غضبًا و عقدة حاجب يك البسيطة بالخجل و شفت يك التي تُختزل مساحتِها إذا
أبتسمتي بضيق ، بُكائِك إن أختنق في عينِك وأنزل ِت بع ُض خصالتِك على
وجهك حتى ال أراها ، شعُر ِك الذي ال ترفعينه على هيئة كعكة بائِسة إال
ُمنسِدل على
وأن ِت حزينة و ِعندما ترب ِطين نِصفه إن تأخر ِت ، و شعُرك ال
كتف يك حين تفرحين و ذي ُل الحصان حين تُخططين لشيٍء ما أو تدرسين ..
سنوا ِت فاتنة ُم أتري ن كيف أحف
سنوات يا غادة ،
بهجة ُظ تفاصيلك ؟
َّونة جميلة رقيقة عميقة أنيقة .. و كنا على وشك الخامسة ولكن
ُمدهشة مل
رحل ِت.
يُتبع
،
خر َجت من المصعد و هي تبتس م بهُدوء بعد أن أستلمت تهزيئًا غير ُمباشر
من ُمشرف الدورة األمريكي بأ َّن اإلبتسامة يجب أن ال تختِفي من مالِمح
أحد ُكم ، جلست على مكتبِها بنشا ٍط وحيويــة ، أنتبهت لصن ُدو ٍق نحيل
بيضاء ُكتب
مثلي يعتليه ورقةُ
ُممتلىء بالحلوى ال فيها " ُمغرية لصائِمةٌ
Sorry Fna , oliever "
أبتسمت بحميمية الهديـة الجميلة ، يالله على هذا اإلحترام * داعب تفكيرها
"
وقالت : ولو ا َّن الشيطان سيغويني في الوقوع ب ُحب شا ٌب مثل أوليفر
أتجهت وبيدها الصن ُدوق المكَّون من الكرتُون المقَّوى لمكتبِه المنزوي :
أسعد الر ُب صباحك
أوليفر أبتسم : وصباحك أي ًضا . . أخذ ُت در ًسا في كيفية التعامل مع
ُمسلمات
ال
بادلتُه اإلبتسامة : أخجلتني ولكن ُشكًرا كثي ًرا .. كثي ًرا
ًوا كثي ًرا
أوليفر ضحك بخفُوت ليُردف : وعف
ِن أوليفر ،
أفنان ألتفتت لل ِظل الِذي أنعكس بعي
أوليفر : أعتذر ُت من إبنة بالِدك الجميلة
نواف رفع حاجبه : ُدون مغازلة
أوليفر : ُمجرد إطرا ٌء بسيط
نواف أبتسم : صباح الخير أفنان
أفنان بحرج : صباح النور .. صح كنت بقولك عن شيء
نواف : تفضلي
أفنان : بٌكرا بيكون آخر يوم في كان صح ؟ ألني حجزت على باريس
بكرا المغرب بس ُسمية قالت أنه فيه أسبوع ثاني
نواف : آل عاِدي ماهي ُمشكلة ، األسبوع الجاي بيكون تطبيق وإضافات
ماهو مهم مررة
أفنان : طيب ُشكًرا
نواف : العفُو .. ماراح تعزمينا ؟
أفنان أبتسمت : صايميين نتركها لين تغرب الدنيا
نواف : الله يتقبَّل منا ومنك صالح األعمال .. وذهب.
أوليفر : ألن تذوقيه ؟
أفنان : حتى يحل المغيب ألني صائمة
أوليفر : أووه ُعذرا ،
أفنان : مرةً أخرى ُشكًرا
،
ح َذف سالحه على الطاوِلة الخشبـية ، ش َّدها من ذراعه ليُدخلها الغُرفـة
ِضحكة من
ِهك عرضها ، من سرق ال
ُمظلمة ، وقفت أمام قاتِلها ، ُمنت
ال
شفاها وخبأها في جيبه ، من أختطف من عينيها الفرحة ، من أقتبس من
ِم آهآته ، من تركنِي ُمغلفة بال ُحزن ، من جعلنِي أعي ُش سنوات ُعمِري
ُظل
ال
ضائِعة ضعيفة ، من أوقفنِي في ُمنتصف الحياة ليُتفنن في ُطر ِق موتي ،
ُم في قلبي ، يالله يا تُركي .. يا عِمي .. يا
من أجهض أحالِمي و ك َسر الحل
من ُكنت في حياتِي فرحة .. يالله ما أقب َح اللحظة التي تجمعُني بك في ً
العشِر . األواخر ، أكر ُهك بكامل وعي و إتزان
ِل سلطان له في ليلة األمس ، رفع عينه
تُر ِكي الذي بات مشو ًها من أفعا
الضعيفة للجوهرة ، ألتقت عينا ِهم و أحادي ٍث غير مفهومة تُدار حسب ما
يُخيِّ نهم : عيد كالمك اللي أمس .. ِل له سلطان ، وقف في المنتصف بي
وبدون لف وال دوران
ال ُجوهرة و يد يها ترت ِجفان ، أبتعدت قليال وهي تهُز رأسها بالرفض ، تب ِكي
التي قتلت بها روحها تُعاد ، تجاهل سلطان بكل قسَوة بُكائها
بش َّدة و الليلةُ
و أنينها وهو يدفع ُكرسي تُركي ليسقط على األرض وبغضب :
تكلللللللللللللم
تُركي بهمس ُمتعب : الجوهرة !!
وضعت كف يها على إذنها وهي تسقط على ركبتِها : أل .. أل ... أل خالااص
... تكفىىى خالاااص
سلطان : تكلللم
ٍن تب ِكي دماء جفَّت على جفنِه : الجوهرة
تُركي تجاهل سلطان وبعي
طالعيني ... طالعييني
و شالًال ال ُجوهرة تُغمض عين يها بش َّدة من البُكاء يرتفع على خِدها
وبصرخ ٍة حا َّدة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
سلطان لم يلتفت إل يها ، ال يُريد أن يراها ، عقد حاجب يه من صرختِها التي
أخترقت قلبه قبل مسا ِمعه ، ال يُريد أن يرى شيئًا و ال أن يشف ُق عليها
حتى.
تُركي ببكا ٍء عميق : طالعييني .. أحبببك ... أحببببك قولي له أنك تحبيني
* قولي له حرام عليك
... قولي له ... قولي له .. *بصراخ طف ٍل يتألم
ال ُجوهرة واألر ُض الباردة تخد ُشها ، مازالت ُمغمضة عين يها وكف يها على
ذنها وتهُز رأسها بالرفض : يارب .. يارب
ُ
أ ...
بإنهيار تام : ياللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــه رحمتك
ٌم يخترق صدِرها ، لم أعد صبيـ ٍة تتغن ُج من كلمة زواج ، لم أ ُعد بأنثى
أل
كاملة لر ُج ٍل يُريد الحياة ، لم أ ُعد شيئًا يستح ُق الذكر بسببك ، دَّمرت
َّونة
ُمراهقتِي و شبابِي ، دَّمرت األنثى التي بداخلي ، دَّمرت الحكايـا المل
في قلبي ، دَّمرت ُكل شيء ، أيعيد أسفك الحياة التي أنتهت ؟ أيُعيد
ُمك ما نثرتهُ من كرامتي ؟ أيُعيد ندُمك شيئًا يا تُركي ، والله ال أحتمل
إحترا
ت ِِّصر
َ
َ ؟ فقط قُل لي ِلم
ُكل هذا ، والله ال أستحق أن تُلطخني بسواِدك ، ِلم
ِِّصر على ذلك
َم تُ
على أ َّن ما بيننا شي ٌء شاهق ال يُمكن ألحد أن يعتليه ؟ ِل
وانت تعلم أنك فاسٌد أفسدتنِي بتصر ٍف حقير ؟ أنت تعلم جي ًدا أن ما تفعلهُ
يُغضب الله و يقهرني .. ومازلت تفعله.
ال أر ُجو أح ًدا ب ُدنيــاه ، أر ُجو من خلقني ، من أحكم تدبيري ، من رزقني
حف . ُظ كتابه ، أر ُجو الله أن يرحمني
تُركي وشهقاتِه تعتلي و الخو ُف هذه المَّرة من الجوهرة : تكفين طالعيني ..
تكفييين .. قولي لهم .. قولييي لهم الله يخليك ... قولي لهم أنك تحبيني ..
أن ِت تحبيني أنت تبيني .. قوليها
ٌم آخر يتجدد في نف ِسها ، صرخاتُها تُف ِجر قلبها ، صرخاتها
ال ُجوهرة و أل
يلة مازال ت تسم ُع التي ماتت في تلك الل صداها ، ب ُحرقة وهي مازالت على
هيئتها السابقة : ال تظلمنــــــــــــــــــــي
ُمقيد من كل ناحيـة ، أجلسهُ على ال ُكرسي وبغض ٍب حاد
سلطان ش ِّد تُركي ال
ِي .. تكلم وش صار في
: حكايات ال ُحب والغزل أنت وهالحقيرة بعيد عنِّ
ذيك الليلة!!
ٍر ال ُجوهرة تخف ُض حقيقي ، قلبُها ال يتح َّمل هذا البُكاء وهذه
رأسها بإنكسا
الغصا ت ال ... ُمتراكمة : آل .. الله يخليك أل
تُركي ب ُضعف : جلستي عشان مين ؟ كلهم راحوا الرياض إال أن ِت ! كن ِت
تبيني وألنك تحبيني
ال ُجوهرة و البُكا ِء يتساقط على األر ِض الجافـة : أل .. أل .. حرام عليك ..
يا تركي حررااام .. ماني كذا ماني كذا .. والله ماني كذا
رددت حلفها بجنون : والله ماني كذا ... والله العظيم ماني كذا ..... أقسم
برب البيت ماني كذا ... ياربي حرام والله حرام اللي تسوونه فيني ...
والله حرااااام
تُركي ويب ِكي لبُكائِها ُمتعذبًا : أحببك .. أن ِت ماتقدرين تعيشين مع أحد
ي ..
ي .. قولي أنك ل
غيري .. أن ِت لي .. صدقيني ل
* أنهار ببكائِه
قوووووووووووووووووووووووووولي ... قووووووولي
هو اآلخر وقلبهُ يتق * َّطع ُحزنـا على الجوهرة
سلطان مسك ذقن تُركي بكف يه وأعتصره بقوة : تعيش معاك ؟ تبيها تعيش
معاك ... بجهنم إن شاء الله يا كريم
ٍن ُمتلهفة :
َوى بعي
تُركي ال يأبه في آالِم سلطان الجسدية ، وجعهُ النفسي أق
قولي له يالجوهرة
ببكا ٍء الدماء
ُ
ذنيها بإنكسار و أنفُها يبدأ
ُ
ال ُجوهرة بإختناق و يداها تسق ُط من أ
ا كِدماء أنِفها التي تُشاركها الوحدة
ً
، لم تلقى صديقً و البُكاء و الخوف ا وفيـ
: مرة وحدة .. بس مررة وحدة ... قول الصدق ... قوووله حراام .. اللي
تسويه في نفسك وفيني حراااام
تُركي بصراخ جنُوني : ان ِت تكذبين .. ليه تكذبييييييييييييييييين !!
ال ُجوهرة رفعت عينها للمرةٍ الثانية بعد د ُخولها لتنظ ُر له وبصو ٍت خاف ت
يمر ُض ويموت : ماأكذب ، أنت اللي جيتني أنت اللي قهرتني .. أنت اللي
ق َّربت مني في صالتنا القديمة .. أنت اللي خليتني أصرخ و أنا أقولك
حراام اللي تسويه .. أنت ماهو أنا
آخر و بُكائِه ينز ُف من عينه : أن ِت زوجتي
ٍ
تُركي ب ُضع ٍف من نوع
ي..
وحبيبتي وأختي وأمي وكل شيء .. أنا أبيك تكونين ل
سلطان بغضب صفعه ليسقط على األرض ، ضغط على زٍر يُحِرر قطعةُ
ُمسطحة طويلة من المعَدن شبيهة بآلة الشواء ، الجوهرة صرخت : أل ...
أل
سلطان توقف قليالً وهو يلتفت عليها وبصو ٍت جنُوني : خايفة عليه ؟
الجوهرة بخو ِف تراجعت للخل ف ليرتطم رأسها بحاف ِة شي ٌء صلب ، عيناها
تب ِكي و أنفُها يب ِكي و قلبُها أي ًضا ال يك ُف عن أنينه ، هزت رأسها بالرفض
و الربكة.
سلطان دفع تُركي على الجدار ليصطدم رأسه هو اآلخر ، أقترب من
ُمتال ِصقة بالنار
ُمنك ِسرة ، ش َّدها من شعرها ليُغرق كف يها ال
الجوهرة ال
الذائِبــة ،
ال ُجوهرة صرخت من جو ِف قلبها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
آآآآه
ُم
ُمحترقــة بين فُخذيها و األل
تركها لتسقط على األرض وهي تضُم كف يها ال
ُمختنق و بُكائِها
ينتش ُر بأنحا ِء جسدها ، كررت الوج ُع كثي ًرا على صوتِها ال
ال يص ُمت : آآآآه ... يُـــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــه...
سلطان ولم يشِفي غليله بعد ، مسك تُر ِكي من ياق ِة ثوبه ودفعه على الجدار
مرا ًرا ليلفُظ الجحيم : والله بسماه ال أخليك تب ِكي على موتك
ر َجع للجوهرة وش َّدها من ذرا ِعها ، خرج معها لتدخل معه المبنى المتو ِسط
حج ًما في مزرعتِه ، أدخلها إحدى الغُرف في الطابق الثاني و دفعها على
األرض : ماأنتهى حسابك للحين ، ألخليك تحترقين ب ُحبه صح !!
،
ِضي : وإذا يعني ؟
ثبَّت الهاتِف على كتِفه و هو يلبس الكبك الفُ
نا ِصر : ألنك تكذب على نفسك بهالحكي ، أنا سامعك بإذني وعارف وش
تفكر فيه !! قلت أنه حياة الفري ماتعجبك والبنت بنظرك ماتتغيَّر
ِرها
عبدالعزيز : أنا أغيِّ
ناصر بعصبية : طيب ليه أثير ؟!! عز ال تستهبل على مخي .. البنت
ماتصلح لك وال تناسبك
عبدالعزيز تن َّهد : عاد هذا اللي بيصير
ناصر : وأنت متزوج بنت عبدالرحمن ؟
عبدالعزيز أبتسم : الشرع محلل
ناصر بغضب : محلل
بأحكام وشروط ماهو كل ماطق في راسك زواج
قلت بتزوج
عبدالعزيز بهُدوء : أنا بعرف ليه دايم تدافع عن الناس اللي ضدي ؟
ناصر : ألنك غلط .. أفهم أنه اللي تسويه أكبر غلط
عبدالعزيز : وش دخلني في بنته ؟ كيفه هو وياها يتفاهمون ! أما أنا بعيش
حياتي مثل ماأبي
ناصر : ومثل ماتبي ؟ مع أثير!
عبدالعزيز : إيه
ناصر : أقطع إيدي إن أرتحت لحظة وياها ، أنا أعرفك مستحيل تتح َّمل
تصرفات أثير !!!
عبدالعزيز تن َّهد وهو يُمسك الهاتف : مشكلتي داري أني ماراح ألقى منك
ِب الخاطر ومع ذلك أقولك
شي يطيِّ
ناصر ضحك ليُردف : ألنك أنهبلت .... الحين بفترة قصيرة بتتزوج ثنتين
وطبعًا محد يعرف .. يالله على حقد بعض البشر .. ماأعرف كيف لك قلب
تتسلى بمشاعر الثنتين .. أثير نعرف أنها تحبك والله أعلم عن بنت
عبدالرحمن
عبدالعزيز بهُدوء : الغاية تبرر الوسيلة
ناصر : ووش غايتك إن شاء الله ، اللي مخلية وسيلتك دنيئة ؟
عبدالعزيز : أعيش .. يخي من حقي أعيش ، كيفي أتزوج وحدة ثنتين ، إن
ِّع نفسي
شاء الله
.. بدِل
ناصر : هههههههههههههههههههه تدلع نفسك !! يارب ارحمنا
عبدالعزيز بإبتسامة : قلت لك أني قررت أرجع للشغل وببدأ صفحة جديدة
وياهم
ناصر : إيه الله يثبتك
مت بوسعود عن أثير قبل ال تصير
َّ
عبدالعزيز : بس مقهور !! ليتني عل
هالمصالحة عشان ساعتها بيضطر يقول لرتيل...
ناصر تجاهل إسمها وبهُدوء : يا خبثك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههه تخيَّل منظرهم وهو يقولها
والله زَّوجتك بدون ال تدرين .. يخي شعور ماش بين بنت وأبوها
ناصر : عزوز أصحى وش هالحقارة اللي نازلة عليك فجأة
ِمها ... كل
ِّ
عبدالعزيز : وش دخلني أنا ضربته على إيده وقلت له ال تعل
شيء برضاهم أنا طالع منها
ناصر : أستغفر الله بس هذا وإحنا بالعشر وتسوي كذا
عبدالعزيز بحدة : وش سويت ؟ مسوي شي يغضب الله ؟ ما تعديت
حدودي وال شيء ..
ناصر : الحكي معك ضايع .. مع السالمة .. وأغلقه ،
عبدالعزيز تن َّهد لو كان مح ِل ناصر كان بالتأكيد سيهزأه على أفعاله مثل ما
يحصل اآلن من ناصر و لكن كل األشياء تتغيَّر لن نبقى على حالنا.
أخذ سالحه وخرج ، توجه لسيارته وقبلها رأى " رتيل " تتوجه لسيارة
السائِق الفُورد السوداء ، تراجعت رتيل للخلف قليالً ولكن تجاهلته
وأستمرت
عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
رتيل بهُدوء : ماهو شغلك
عبدالعزيز وال يرى سَوى عين يها الدا ِكنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
رتيل : أل ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي!!
عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
ًوا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
رتيل : عف
بصو ٍت عا ٍل غاضب وحاد أخترق مسامعهم :
عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز
.
أنتهى
نلتِقي بإذن الكريم - األحد-
منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى()
التحرمونِي من صدق دعواتك م و جنَّة حضورك م.
ب
ُّ
ُمستضعفين في ُكل مكان أن يرحمهم ر
و ال ننسى أخواننا المسلمين ال
ِط علينا
ِّ
العباد و يرف ُع عنهم ُظلمهم و أن يُب ِشرنـا بنصر ُهم ، اللهم ال تسل
ِوك وعدونـا و أحفظ بالِدنا وبالد
ُمسلمين.
عد ال
+و أي ًضا ال ننسى عظمة اإلستغفار.
الجزء )
)
َز ل أمشي
َ
م أ
ل
َّي المساِل ك
وقد ضاقَ ت بِعَ . يـنَ
دجـى داجٍ
ال ُّ
ِر حاِل ك
َوَو جـهُ الفَ جـ
!
َمهاِل ك
وال
َمماِل ك
تَتَبـ ِّدى لي بأبوا ِب ال :
"أن َت هاِل ك
أن َت هاِل . " ك
َز ل أمشي َر أنِّي
َ
غي لم أ
تبكـي،
و ُجرحـي ِضح َكـةٌ
ودمعـي
ِ ضا ِحـ ك
ِمـ ن بُكا ِء ال ُجـ رح !
*أحمد مطر.
عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
رتيل بهُدوء : ماهو شغلك
عبدالعزيز وال يرى سَوى عين يها الدا ِكنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
رتيل : أل ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي!!
عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
ًوا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
رتيل : عف
بصو ٍت عا ٍل غاضب وحاد أخترق مسامعهم :
عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز
رتِيل د َّب الخو ُف بها مثل ما يُرعب الفيضان األسماك الصغيرة ، أبتعدت
للخلف قليالً وهي تخا ُف أن يفهم والدها األمُر خطأ ، أو ُربما يفهم الخطأ
بحِد ذاته.
عبدالعزيز بإبتسامة باردة : مساء الخير
عبدالرحمن بنظرا ٍت عاتبة غاضبة ، وقف أمامهم : خير ؟ وش عندك هنا
؟
عبدالعزيز و عيناه تُ ن ، بصو ٍت هادىء : كنت أدِِّور عليك ِرسل تهديٌد ُمبط
، بروح احجز لباريس كم يوم .. بشوف زوجتي
عبدالرحمن ومالِمحه تستكين بالب ُرود أو ُربما الغضب الغير مف ُهوم ،
بالتعذيب
رتِيل و َّدت لو أنها تُفرغ كل أسلحة واِلدها في رأسه اآلن ، يستلذُ
َم يخجل ؟
حتى أمام والدها لم يخجل ، أم أن والدي من األساس يعرف ِل
ليتك يا عزيز تفهم عظمة ال ُحب قبل أن ينهار هذا ال . ُملك في قلبي ، ليتك
عبدالعزيز بإبتسامة صافية : زوجتي أثير ...
عبدالرحمن بهُدوء : رتيل أدخلي داخل
رتيل أستجابت ألمره ُدون أن تناقشه ، دخلت بخطوات بطيئة حادة غاضبة
مقهورة ، " زوجتي أثير ! الله يآخذك ويآخذ أثير وراك و يحرقكم إن شاء
الله " ... جلست على األري َكة الوثيرة ، فتحت هاتفها وأقدامها ال تهدأ من
الوكز على أرضيَة ال ُرخام.
أصابعها تدخ ُل
َ
ال تعرف مع من تتح َّدث وتُفرغ غضبها ، و ال تعر ُف ِلم
على تطبيق " تويتر " ، دخلت صفحة أثير المحفوظة عندها و بمالِمحٍ
باردة تقرأ تغريداتها " اليوم أحلى يوم في حياتي ، الحمدلله "
تمتمت : أحلى يوم طبعًا راح يجيك عسى الطيارة تـ .. لم تُكمل وهي
تستغفر .. " كلب " !
، " -هِذي رسمة قديمة يمكن قبل سنتين كنا في زيارة لمتحف بيكاسو و
ٍر
عزوز تحركت أحاسيسه ورسمها * ُصورة ُمرفقة تحوي رس َمة لجماهي
غير وا " ، ِضحة مالِمح ُهم على ُمدرجا ٍت ذهبيـة و أمامُهم مضما ر للخيُول
بحنق : يازين من يهفِّ ... ِك فيها يالسامجة
"
أغلقت التطبيق و أبحث عنها ؟ " في حريقة هي وياه
َ
غضبها أزداد ، ِلم
ِي
ِّ
وش قلنا يا رتيل ؟ مالك دخل فيه خليه يول
، ح َّدثت نفسها بهبَل الغيرة "
هو و هاألثير اللي ميت فيها .. شينة معفنة وهو أعفن منها بعد"
عبدالرحمن بغضب : وش تبي توصله ؟
عبدالعزيز بإستغباء : وال شيء ، أنا صدق بتزَّوج .. يعني لألسف على
بنتك
عبدالرحمن بلع ريقه و الحدة ترسُم مالِمحه : تبي تعاندني ؟
عبدالعزيز بهُدوء : ماأعاندك ! بس أبي أعيش حياتي و بنتك ماراح
تعطيني هالحياة
عبدالرحمن : ومين أثير إن شاء الله ؟
عبدالعزيز بإبتسامة باردة : زوجتي اللي بتعطيني هالحياة
عبدالرحمن بحدة لم يتزن بها : طيب .. أنت تبي تخسرنا و صدقني إن
ي شكل من األشكال ! وأنا إلى اآلن أقابل
خسرتنا ماراح نوقف وياك بأ
إساءاتك باإلحسان لكن راح يجي يوم و بتلقى هاإلحسان منتهي وماراح
أقدر أقابلك اال بإساءاتك يا عز
عبدالعزيز : إذا خسارتي لكم بتكون في كسب نفسي فأنا أر ِِّحب بهالخسارة
عبدالرحمن بغضب كبير : رتيل خط أحمر .. قسم بالعلي العظيم لو أشوفك
مقرب لها مرة ثانية ال يصير لك شي يخليك تندم على حياتك كلها !! و أتق
ياعبدالعزيز شر الحليم إذا غضب . . . ود َخل للداخل.
عبدالعزيز عا َد لبيته و بغضب جنُوني ش َّد على قبض ِة يده ليضربها على
يُفكر أو
َ
الجدار و يجر ُح نف ِسه ، تألم من الضربة ، جلس لم يعد يعرف بِم
كيف ؟
أول ما أتَى كان ال ُكل سعيد و لكن أنا ؟ اآلن الكل ُمضطرب حزين ! و أنا
مازلت أي ًضا ب ُحزني ، لم أستطع كسب نفسي بعد سنة كاملة و لم أخسرها
أي ًضا ! مازلت ُم ق ! يالله يا رحمن أكان يجب أن ت ُضمني الرياض اآلن
َّ
عل
وهي ال تمل ُك وشا ًحا تُدفىء بها أطرافي ؟ الرياض عقيمة لن تُنجب لي
فر ًحا ولن أست ِطع أن أخلق لي فر ًحا سرمديًا ، بين ُهم أنا أعي ُش الرماديـة.
،
في أجوا ٍء مجنُونَة ُمحر َمة ، وقف على عتب ِة الحج ُر القا ِسي ، م َسك سال ِحه
و بضحكة تُشبه واِلده : يا حزين
ح َمد بإبتسامة : أنا وش أقولك ؟ فيفتي فيفتي مايصير كذا
ِي
ُمشفقة : هم مايقدرون يتخلون عنِّ
فارس بمالِمحٍ
ح َمد : قولهم من أبوك وعلى ضمانتي ينحاشون
فارس بوقف ٍة ُمضطربة : أنا ولد سيادة المحترم رائد الجوهي و ُشكًرا
حمد بضحكِة تُشاركه الجنون ، يُقلد صو ٌت أنثوي ناعم : يا حرام أنت ولد
بابا رائد !! ما يسير حبيبي كذا
فارس : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي يا حياتي
!!
رائد " يُرعب الشاشة ، حمد : أششششششششششش
"
رن الهاتِف و إسُم
هذا أبوك
فارس : قوله مانيب فاضي عندي حفلة اليوم
ح َمد بتحشي ش فعلي : لحظة شِِّمني أخاف يكشفنا من الريحة
فارس ويقرب منه : ألأل ماهي واضحة الريحة
حمد يرد بصو ٍت متزن : ألو