الفصل 26

رتيل : ماهي غريبة وال شيء !! أنت بس اللي تشوفين ِكذا
عبير رفعت حاجبها : هادية لدرجة ُمزعجة يعني صاير شي بدون علمنا
رتيل : طبعا أل ماصار شي . . خلينا نطلع أحسن من هالكالم اللي ماله




فايدة . .ووقفت وأخذت عبايتها المعلقة عند الباب ومن خلفها عبير
رتيل : ماراح نتسِّوق مافيني حيل بس بنتعشى ونطلع
,
تذوب في أحضانه .. رك ض بقوة وأبتسم ببالهة أمام جثتها : يممه ..
ياعين ولدك وروحه ..... تق ِّدم قليالَ لسريرها وجلس عند رأسها .. وبغصة
: هذا أكيد عشان غادة .. تعبتي من البكي عشان غادة صح ؟ .. يمه أنا
أعرفك قلبك رهيِّف م ِي
ايتحمل البعد .. يمه جاوبيني .. آلآلآل ما متِّ
ماتروحين وتخليني ... يممه أسمعيني .... بتخلين غادة لوحدها بعرسها ؟
.. *أمسك كفِّها وهو يغرقه بقبالته* تمزحين معاي صح ؟ أنا متأكد زي
ِّطع
ذيك المرة لما خوفتينا عليك .. يمممممممه .. بصوت مخنوق ويتق
ص ِّرخ* يممممه رِِّدي أنا عبدالعزيز
بالعبرات ... يمممممممممممممه .. *
ة وعانقها للمرة
ِّ
روحك وقلبك يايمممه تكفين التخليني ... *أمسكها جث
األخيرة وهو يشِّم رآئحة الجنة في عنقها ... أطلق آآآآآآآآآآآآآه .. مؤلمة
ُموجعه ,
الممرضين من خلفه يحاولون تهدئته ولكن صرخ بهم ليُسكتهم ويعيش
لحظات السكون و الوداع مع والدته ..
أبتسم : أن ِت وعدتيني بتزوجيني وأن ِت ماتخلفين وعودك يايمه .. والله
ماتخلفينها .. صح ؟
ج ِّن جنونه مع أمه : وين وعدك لي ؟ وينه ؟ مو قلتي لي بزِّو ِجك من
الجنوب ديرتي وأحسن من الرياض ديرة أبوك اللي ماوراها اال الشقا ..
*أبتسم بحزن بضيق بقهر بوداع * ماوديتني الجنوب؟ مارحت لها ؟ طيب
تذكرين .. تذكرين لما قلت لك أني أعشق الرياض ومالي غيرها وقلتي لي
إن تنفست هوا الجنوب ماحصل لغيرها مكان في قلبك .... يمممه التخليني
... أبتعد عن عناقها وهو ممسك كتوفها وماإن ترك كفوفها حتى سقطت
ُمو ت .. حقيقة ..
بقوة على السرير األبيض .... هذا ليس حلم هذا هو ال




تركتيني ياي ِّمه .. تركتوني كلكم .....
وأرتفعت نبضات قلبه وقد بان إرتفاعها بالشاشة التي تعرض حالة قلبه ..
ودمعة تسقط على خ ِّده وهو مغم ض عينيه
مسحها بو سعُود له وهو يعلم أنه يشعر بمن حوله : وحشتنا ياعبدالعزيز ..
وحشتنا بال ِحي ل
دخل الدكتُور وهو ينظر لنبضات قلبه المرتفعه : الواضح ذكريات تداهمه
بو سعُود : ممكن تض ِّره ؟
الدكتور : أل إرتفاع نبض قلبه طبيعي
بو سعود : أشوا , كيف حالته الحين ؟
الدكتور : ممكن يصحى أسرع مما نتوقع , متى مالله أراد
بو سعود : الحمدلله
الدكتور : الزيارات فادته كثير وخلته يستجيب أتمنى تكثفِّون عليه الزيارة
وتذكرونه بشوقكم له
بو سعود : إن شاء الله
الدكتور : خصوصا زوجته
بو سعود بصمت . . صاعقة أتته , رفع عينه بصدمة : زوجته ؟ بس هو
ماهو متزِّوج!
الدكتور : أجل خطيبته
بو سعود : ومين تكون ؟
الدكتور : ماعندي علم والله , اإلستقبال أكيد مسجلين إسمها
بو سعود وقف ويشعر بحرارة في قلبه .. هُناك زِّوار اليعرفهم .. ُهناك
أح ًدا يأتيه اليعلمه .. خرج من الغرفة متو ِج ًها لألستقبال غاض ب : السالم
عليكم
الممرضة : وعليكم السالم , كيف أقدر أخدمك ؟
بو سعود : فيه زائرة لعبدالعزيز العيد وتكون زوجته
الممرضة أبتسمت : إيه تجي الصباح دايم
بو سعود : وش إسمها ؟
من خلفه : السالم عليكم




بو سعود ألتفت : وعليكم السالم
أتت الممرضة التي كانت تستقبل رتيل دائما وهي تنظر لوجوه سلطان وبو
سعود .. تعرفهم جي ًدا , دائما ماتكون صورهم في الصفحات األولى في
الجرائِد بتصريحات القبض على العصابات والحفاظ على األمن ..
عبدالرحمن بن خالد و سلطان بن بدر .. وهذا يكون زوج بنته *قاصدةً
عبدالعزيز* . . همست للممرضة االخرى : وش يبي ؟
الممرضة : يسأل عن اللي تجي دايم لعبدالعزيز العيد
الممرضة
:بنته ؟
الممرضة
:ماأدري
الممرضة
: خالص أن ِت أخذي هالملفات لقسم األشعة وأنا بشوفه
الممرضة
: طيِّ ب
سلطان : كيف زِّوار ؟
بو سعود : ياخوفي ع َّمار مرسل له أحد
سلطان ويسأل الممرضة : نبي كل زوار عبدالعزيز من أول يوم
الممرضة : طبعًا .. لكن ماكان فيه أحد يزوره ُمس َّجل ألنه يدخل تحت بند
األهل ومايحتاج توقيع حتى تشوفونه
بو سعود بقلة صبر : أبي إسم زوجته
الممرضة في داخلها *كيف يسأل عن بنته ؟ *
بو سعود : اللي قبلك قالت أنها تجي الصباح
الممرضة : إيه صحيح تجي دايم
بو سعود : وأكيد عندكم إسمها ؟
سلطان : الحين الزيارات قبل الساعة

ممنوعة كيف كانت تدخل عليه
؟
الممرضة تج ِّمدت في مكانها ليست لها مقدرة بالتحديث أمام هؤالء
المدققين بشدة واألذكياء
بو سعود : تقولين تجي الصباح يعني الساعة كم بالضبط
الممرضة تعِِّرض نفسها للعقوبة ألنها خالفت قوانين هذا الدور والمرضى
الذي يعانون من الغيبوبة :
او

تجلس نص ساعة تقريبا وتطلع




سلطان : وكيف سمحتوا لها تدخل والزيارة ممنوعة حتى على المقربين
منعتونا وبشدة ؟
الممرضة : بالحقيقة هي قالت أنها زوجته وأنها الزم تشوفه وترجتنا كثير
فقلنا لها تشوفه لوقت قصير
سلطان : وكل واحد يترجاكم تدخلونه ؟
الممرضة بدأت ترتبك
سلطان : إحنا نِِّمر في أزمة أمن بلد وبهالحالة أنتم تعطلون شغلنا !! كيف
تدخل وحتى مافيه إثبات أنها زوجته !!!!! وإن ترجتكم وبكت .. القوانين
تبقى قوانين !!! الدنيا مهي فوضى
الممرضة : أنا أعتذر لكن
بو سعود يقاطعها : الحين نبي إسمها
الممرضة والحروف ترتجف منها... :
,
وصل – دخلوا الفلة ومالمحهم ال تُنبأ بالخير- ُوا الريا ض
قبِّل جبين والدته : الله يسلمك ويخليك
أم منصور : وش فيك وجهك مخطوف ؟
منصور : وال شيء بس تعبان
أم منصور : سالمتك ياعيني فيك شي ؟
أبو منصور بنبرة جافة : مافيه اال العافية
دخل م وهيفاء مع يوس ف وهم راجعين من إحدى الموالت ُوا ري
لنا أوووف السوق معك ينعااااف .. وألتفتت
هيفاء : العاد تودينا وتذِّ
ورأتهم . . أبتسمت إلى أن بانت صفة أسنانها العليا : وحشتوني ... قبِّلت
والدها وجبينه ومن ثم منصور .. وكذلك ريم ويوس ف
ريم : شلونك يبه ؟




بو منصور : الحمدلله بخير
يوسف : وش فيكم كأنكم بعزاء صاير شيء ؟
منصور وقف وأبتسم مجاملة : أنا تعبان وبروح أنام .. تصبحون على
خير .... وخر ج
أم منصور : أسألك بالله وش فيه ؟
بو منصور : يابنت الحالل قلت لك مافيه شيء .. وخر ج تاركهم
أم منصور : قلبي يقول فيه شي
يوسف عقد حواجبه : يمكن بالشغل صار شي !! وال صدق يمكن تعبان
ني ذل عشان ودانا
ِّ
ريم : ولدك هذا ذل
أم منصور : عاد شريتوا شي
ِّع عيوب الكون كلها في
ريم : وهو خالنا نشتري كل مادخلنا محل طل
المحل وفساتينه خالني أكره الشي قبل الأشتريه
عات والله , ذولي فساتين البسطات
يوسف : مدل وتخ ِّب عليهم ِّ
هيفاء : بسطات بعينك يا ُروح أبوك
بجهة أخرى
أمام المرآة واقفة وترفع شعرها على شكل ذيل حصا ن وفكرها مشَّو ش
بأشياء كثيرة , وحدتها ُدون منصور جعلتها تُفكر بأشياء كثيرة أهمها أنها
التتخيل الحياة ُدون منصور*
لجناح الخاص ب ُه م نظرت إلنعكاس المرآة له وهو يفتح باب ا
ألتفتت وهي تتجه إليه بخطوات سريعة وهو اآلخر يفتح ذراعيه لها
عانقته بشدة وهو يرفعها قليال عن مستوى األرض
نجالء : اشتقت لك يا ُرو ِح ي
منصور يبتسم وهو يقبِّل رقبتها الذي دفن وجهه بِها
نجالء ببكاء العاشق المشتاق : حياتي مالها معنى ب ُدونك
منصور أبتعد عنها قليال وهو يمسح دموعها
نجالء : المهم شلونك .. وجهك ليه تعبان كذا ؟




منصور : بخير مافيني اال العافية إن ِت بشريني عنك ؟
نجالء : دام شفتك أنا بألف خير
منصور أبتسم وهو يالمس بكفوفه بطنها : وكيف البطل ؟
نجالء : مشتاق ألبوه
,
أبو ريَّان : إيه وش تآمر عليه ؟
ِي
ريِّان : يبه ال تستخف بحكيِّ
أبو ريِّان : طيب قولي وش تبي
ريَّان : الزواج بعد سنة
أبو ريان : غيره ؟
ريِّان : خلهم على بيِّنه أنها ماراح تشتغل!!
أبو ريان مطِّول باله : إيوا وغيره
ريِّان : بس هذا أهم شي عندي
أبو ريان : أنهبلت وين عايش أنت به !! ماتبيها تشتغل!
ريِّان : كذا مزاج زوجتي ماأبيها تشتغل
أبو ريان : مستحيل نشرط عليهم شرط زي كذا وبعدين هي الحين عاطلة
وماتوظفت لكن إن جت الشرقية وطلبت تتوظف بتتوظف!!
ريِّان : هي زوجتي وال زوجتك يبه!!
بو ريان : بس هالشي مستحيل , طبيعي بيرفضون
ريان : وهذي الساعة المباركة
بو ريان : يعني أنت تبيهم يرفضون ؟
ريان بصمت
بو ريان : يخي أنت إلى متى كذا !! متى تعقل وتفكر بعقل !! أصابعك
ماهم سَوا
ريان بحدة : إال سوآآ
بو ريان : مجنون !! مدري متى تف ِّكر بعقالنية ؟ الجوهرة كانت تمزح




ومنى مالها ذنب ! التفكر فيهم بهالصورة واللي يرحم والديك ؟ يعني
خواتك كذا ؟ أمك كذا ؟ ماهو منطق هذا
ريِّان بغضب : منى خانتني ال تقول مالها ذنب
بو ريان : ياريان واللي يرحم قلبك وش خانتك ؟ هي خافت تقولك عنه بس
ماخانتك معه ؟ ف ِّكر شوي
ريِّان وقف وثارت شياطينه : التدافع عن هالحقيرة ال والله ماتط ِّب هالبيت
ريم
بو ريان : طيب أهدى .. خالص منى خانتك وقضينا , وريم سِّوت لك شي
؟ ماينفع تقولها التشتغلين ؟
,
لن يتردد في هذه اللحظة وإن أخذها بتسِِّرع لكن لن يسمح بأن يضيع ُحبِّه
.. يجب أن يدافع عنه إحتراما لهذا القلب الذي ينبض ..... كان سيطرق
باب الشقة ولكن أنفتح بفعل والده رؤى التي تُخرج حقائبهم إستعدادا
للذهاب إلى المطا ر
أم رؤى : خير ؟
وليد : أبي أكلم رؤى
أم رؤى : أل
وليد : ضروري
أم رؤى : مافيه شي ضروري بينك وبين بنتي
رؤى سمعت صوته وأتجهت قليال لمصدر الصو ت
أم رؤى : رؤى أدخلي داخل أنا أعرف كيف أتصرف معه
رؤى : يممه
أم رؤى بحدة : رؤى أسمعي الكالم .. وأردفت لوليد .. إيه يادكتور إحنا
مشغولين ومانبغى نضيِّع وقتنا
وليد وأنظاره على رؤى فقط متجاهال والدتها




أم رؤى بعصبية : أنا أكلمك!!
وليد : رؤى
أم رؤى : كالمك معي ماهو مع رؤى
رؤى مالمحها ُمتعبة ُمرهقة من البكاء في األيام الماضية : يمه خلينا شو ي
بس شوي
أم رؤى : طيِّب زي ماتبين يارؤى عشان تقتنعين بنفسك باللي قلته لك لكن
و ِّجهت كالمها لوليد* أنتبه تضايقها بشيء !! . . ودخلت للداخل لكي
*
تُنهي أشغالها األخرى
وليد : ماينفع نتكلم هنا خلينا ننزل تحت ماراح نبعد كثير
رؤى أستجابت ألمره دون أن تنطق .. نزلت معه لألسفَل وعلى الطريق
الهادىء في هذا الليل .. جل ُسوا بإحدى كرا ِسيه
وليد بصم ت اليعرف بأي كلمٍة يبدأ
رؤى : مقدر أتأخر على أ ِمي
وليد بلع ريقه : أنا آسف فهمتك غلط
رؤى : بأيش ؟
وليد : اقصد يعني .. أنه أنا لما قلت لك فاهم كل شيء وأمك قالت لي
رؤى تقاطعه : أنا ماأبغى أحكي بهالموضوع . .وقفت. . شكرا على كل
شي سويته لي أنت فعال ساعدتني أني أعرف قيمة نفسي وأني ماأصلح
للحب أبد
وليد وقف بمقابلها : فاهمة غلط والله غلط اللي في بالك
رؤى التُريد أن تب ِكي أمامه وهي تختنق بدموعها
وليد : أنا..
رؤى تقاطعه مرة أخرى : ماأبغى أسمع .. أحترم رغبتي !! وال حتى
رغبتي مالها إحترام عندك
وليد : طيب يارؤى زي ماتحبين
رؤى مازالت تصارع دموعها بأن التسقط
وليد : ألني عابر زيي زي غيري مالي مكان في حياتك
رؤى : ماني مصدر شفقة لك وال لغيرك




وليد بغضب صرخ عليها : أفهمي أنا مستحيل أشفق عليك
رؤى أبتعدت خطوتين للخلف عندما صرخ عليها ودموعها هُنا سقط ت
بسهولة
وليد بنبرة يحاول يهدئها : ماابي أخسرك . . خسرت كثير بحياتي التكونين
وحدة من ُه م
رؤى أخفضت رأسها وهي تب ِك ي بشدة
وليد : التروحين
رؤى بنبرة باكية : أنا غنية بالخذالن من ناس مفروض أنهم يحبوني زي
ماأنا أحبهم وكان آخرهم أن ت ..
وليد : واللي يسلم قلبك التتركيني
رؤى : طرت في حبِّك كثيير بس برودك قهرني ذبحني
وليد : ماكان برود !! صدقيني كن َت حاس فيك
رؤى : أنت جالس تكفَّر ذنبك فيني
أبتعدت عنه وهي تتجه لعمارت ُهم التي تحفظ كل الطرق المؤدية لها
تركت وليد واقِفًا , وهو أي ًضا يُصارع خيبته اآلن!!
الخيبة من يداويها ؟ , ال ُحب من يداويه ؟ ُحبِّ ! ِي لك ال يُجه ض و ال يُولد
وقفت بخاطرها تتجه إليه وترتمي في حضنه
وليد أمام وقوفه هناك أمل أن ترجع لكن خاب هذا األمل الصغير وهي
تدخل العمارة
هي دُموعها تسيل بإنهمار .. تركته .. و ِّدعته .. لن تسمع صوته مرةً
ُ
يبدأ
ُخرى ! لن تشعُر به .. لن تشِّم رائحة عطره التي تعَّودت على صباحٍ
أ
بِها ولن تُطر ب بضحكاته ! فاهمتك َصح .. تحس بتأنيب الضمير لكن
ماتحبني زي ماأنا أحبك .. الله كريم .. كل أملي في باريس تنسيني إياك
ي دائما تعصيني بالنسيا ن و تُنسيني من اليهِّمنِي تذ ُكره و
ولو أنه ذاكرتِ
ي بكل ماأريد نسيانه
تُذكرنِ .
,




فتحت باب الشقة : مجنون وش تسوي هنا ؟
ناصر : عرفت أنه محد فيه فألبسي بسرعة وخلينا نطلع
غادة : أبوي قايل لو تعتبين باب الشقة بأجيب آخرتك
ناصر : طيب مايدري وأصال عنده إجتماع الساعة
وبيطلع منه تقريبا

وماعلى يوصل هنا وكذا تقريبا بيجي
أو
حتى وأن ِت الساعة
مرتزة
في الشقة
غادة تف ِّكِر : عزوز يدري ؟
ناصر : إيه . . أل يعني بصراحة قلت له بطلع ويا غادة قال ضف وجهك
غادة : ههههههههههههههههه يعني أل
ناصر : أنا غبي وماأفهم كان مفروض ينطق كلمة أل عشان أفهم
غادة : آل ماينفع أخاف يجي أبوي وال أمي حتى
ناصر : ساعة بس ؟ يكفي بيِِّمر أسبوعين وأنا ماطلعت وياك من هالسجن
اللي حطك فيه أبوك .. يعني أوكي أنا أحترم أبوك وأقدره وأحبه وعلى
عيني وعلى راسي بس زوجتي وش حارق ر ِّزه قسم بالله قهرني
غادة بصمت
ناصر : أبوك صدقيني مو راجع اال الساعة
أنا شايف جدول إجتماعاته
اليوم
غادة مازالت صامتة
ناصر : ساعة بالكثير وبترجعين .. والله وحشتيني
:أنا أقول غادة ماتعرف األصول كان وجبِّتك ماوقفتك عند الباب
ناصر ألتفت كان بو عبدالعزيز واق ف
ِّون بألوان الطي ف
ضاع كل الكالم ووجهه يتل
بو عبدالعزيز : ماشاء الله عندك حس إستخباراتي شايف جدولي وعارف
كل أموري ومتى أجي ومتى أرجع .. المراقبة عندك تو ب!
ناصر من الربكة قبِّل رأسه : والله العظيم عبدالعزيز هو اللي قالي عن
جدولك
بو عبدالعزيز : إيه وش تبي ؟




كنت أبي شي بس مريت من طريقكم وقلت أجي أسل !! ِّ ناصر : ما م بس
بو عبدالعزيز : طيب الله يسلمك وسالمك وصل
غادة ضحكت ال إراديا
ناصر أعطاها نظرات تهديد
بو عبدالعزيز : تبي شي ثاني ؟
ناصر : أل بس يعني ع ِّمي ودي أحكي معك بموضوع
بو عبدالعزيز : أسمعك
ناصر بتوتِّ للي يصير يعني هي زوجتي مايصير تمنعني ِر : يعني ماينفع ا
عنها أسبوعين ماأشوفها وال شي
بو عبدالعزيز يحك طرف شفته كناية عن " بف ِّجر فيك الحين " : طيب وش
و ِّدك فيه ؟ أنت تآمرني يالغالي
ناصر : محشوم محدن يآمر عليك لكن
بو عبدالعزيز يقاطعه : لكن إيش ؟
ناصر : يعني هي زوجتي على سنة الله ورسوله
بو عبدالعزيز : روح تزِّوج وحدة هناك من الرياض وشوف أبوها بيخليك
تطلع وتدخل معها وال أل
ناصر من الربكة قال : طيب أنت متفتح يعني عادي عندك
بو عبدالعزيز يقترب منه : ال ماهو عادي أخلي بناتي يدوجون قبل
الزواج
عبدالعزيز يبتسم إبتسامة عريضة وهو يصعد الدرج ويرآهم وبخبث : أنا
أشوف العمارة منِّورة
ناصر بعيونه يترجى عبدالعزيز : عبدالعزيز هو اللي وافق ويعني أخوها
الكبير وأستأذنت منه
عبدالعزيز رفع حاجبه ويسوي نفسه مصدوم : أناا ؟
ناصر وبعيونه كأنه يقوله " تكفى "
بو عبدالعزيز : طيب ياناصر من اليوم ورايح عبدالعزيز التستأذن منه ..
أستأذن مني أنا وجوابي دايم بيكون أل !! مفهوم هالكالم
ناصر بقهر : طيب أنا العرس ابيه األسبوع الجاي




بو عبدالعزيز يبتسم كإبتسامة عبدالعزيز : لألسف أل العرس زي ماأتفقنا
ماراح يتغير الموعد
ناصر : طيب تآمر على شي عمي ؟
بو عبدالعزيز وكاتم ضحكته : سالمة روحك ياعيني
ناصر : الله يسلمك . . ونزل بخطوات غاضبة مقهوره
ا
أفاق من غيوبة غادة .. وأنفاسه تتصا َعد همس بجنون : اللهم زد قلبي تعلقً
بِها وال تزيِّن أنثى حوا ٍء غيرها بعيني.
َى
أنته
مقتطفات من البارت الجاي:
"وش بينه وبين الجوهرة !! . . . وضع الملف على الطاولة وأنظاره عليه
"
"ولدك هو القاتل"
صدقيني هَو " قاِدر مع مرتبة الشرف على تجاوز ُحبِّه لك لوال فتنة عينيك
"
"يحتضنها من الخل ف ليدفن وجهه بِرقبتها ويحرقها بأنفاسه , تحاول
"
مقاومته تحاول صِّده لكن صوتها اليخرج
"أنحنى لها ليقبِّلها ودمعة هاربة منه تسقط على جبينها"
"بإستهبال مد الصح ن ليكون فاصل بينهم : مشاهد فوق

سنة مانبي"




البـارت )

)
كل ما دعاني الشوق للقلب األول
القى مكان القلب في الصدر تنهيد
وطيوف ذكرى في الحنايا تجول
تجمع صور وأوراق من باقي العيد
مدري سبقني الوقت واال تحول
أخلف ربيعي وادهرن المواعيد
*بدر بن عبدالمحسن
في مبنى عمل ه ليالً,
بو سعود : فيه مليون بنت بهاإلسم !! المشكلة ماأخذوا إسمها الكامل
سلطان يبحث بالسجالت : هيفاء أحمد ؟ هاإلسم شائع مررة!!
بو سعود : تهقى غادة بإسم مستعار جته ؟
سلطان : آل مستحيل !! وبعدين سعد للحين يراقبها وهي بميونخ وبيمشون
باريس بعد!!
بو سعُود : وش بيسوون بباريس ؟
ون من
ُّ
سلطان : بيعيشون هناك !! بس التهتم أنا قايل لسعد إن حاولوا يقرب
المنطقة اللي كان عايش فيها عبدالعزيز يبلغون أمها أنها تبعد وال بيهددها
بس أكيد ماراح يسوون لها شي أنا أصال مهتم بموضوعها كثير
بو سعود : وأمها التلعب بذيلها من ورانا ؟
سلطان : ال تشيل ه َّم مستحيل تسوي أي شي وتق ِّرب من عبدالعزيز
بو سعُود : ف ِّكرت أبلغ ناصر ويروح لها وكذا نتطمن على غادة أكثر بس
خفت اليقول لعبدالعزيز يبقى رفيقه




سلطان : ال ليه نبلغه ؟ هو صدق راحمه من كثر ماهو يحبِّها ويحسبها
ميتة لكن كل شي بوقته حلو .. بيجي وقت وبيعرف وبيكون جمبها ..
وسعد حاط باله عليها وأصال هي مشغولة الحين مع دكتورها
بو سعود : وليد ؟
سلطان : إيه , سعد يقول عالقتهم متخطية أمور العيادة
بو سعود : آل يلعب عليها بس ؟
سلطان : ال وليد مايسوي شي زي كذا !! راعي دين ويخاف ربَّه
بو سعود : والله عقب الجوهرة كل شي طبيعي
سلطان رفع عينه وكأن صاعقة حل !! ِّت عليه : الجوهرة
بو سعود أنتبه لكالمه وشتم في داخله زلة لسانه
سلطان : وش بينه وبين الجوهرة !! . . . وضع الملف على الطاولة
وأنظاره على بو سعود
بو سعود : التهتم كلمة وطلعت
ِّي بهالكلمتين
سلطان : عبدالرحمن ماني خبل تضحك عل !!
بو سعود : كان خاطبها
سلطان : طيِّب وش صار بعدها ؟
بو سعود : جت لبو ريان وقالت ماتبيه وأنتهى كل شي وأنا قلت يمكن
شافت على وليد شيء بس هذا الموضوع
سلطان ويف ِِّسر تصرفاتها اآلن تحت كلمة " وليد " . ... وقف : أنا بطلع
وبكرا نكِّمل ونشوف نهاية هالهيفاء!!
خرج وهو عازم على أن يعرف اليوم موضوع وليد من الجوهرة نفسها!!
,
في مركز الشرطة,
بو منصور : كيف يعني ؟
الضابط : شوف يابو منصور وأنا هالشي نفسي ماني مصدقه لكن األدلة
كلها تبيِّن أنه ولدك هو القاتل




بو منصور ُصعق وج ًدا : قاتل ؟
الضابط وأنتبه لصدمة بو منصور : أنت وش تحسب ؟
بو منصور : القضية قضية مخدرات زي مافهمت !! وأنه ضبطتوا
المخدرات والمواد الممنوعة في شاحنة ُمسجلة بإسم ولِد ي وأنه السائق
أعترف أنه منصور يعطيه كل شهر مبلغ مقابل هالتهريب وبيع الممنوعات
!!!!!!
الضابط أبتسم : ال الله يطِّول لنا بعُمرك هذي قضية غير , على ولدك
قضيتيي ن ومرتبطه ببعض , وأعتذر منك وجيتك على عيني وعلى راسي
بس الزم يقبض عليه وإحنا كنا ننتظر التحقيقات األولية مع السائق تنتهي
ويتم القبض على منصور
بو منصور : وقضية القتل كيف صارت ؟
ُّشوا الشاحنة لقُوا أدوات حادة وعليها آثار دَّم وخالية من
بو منصور : لما فت
البصمات لكن السائق أعترف أنه منصور صاحبها وقتل فهد المحمد في
غرب الرياض في ليلة قبضهم على الشاحنة , وحسب التحقيقات قال
السائق أنه فهد ته َّجم على من ُصور وهم طالعين من بي ت السائق نفسه لما
تِل فهد بأداة ُجِلب ت من سيارة
أتفق مع من ُصور على التهري ب وبعراكُهم قُ
من ُصور وطعن فيها المقتول رحمة الله عليه أكثر من طعنة في صدره
وكذلك في بطنه وحسب تقرير المستشفى أي ًضا أتفق كالمهم مع كالم
السائق غير كذا السائق قال أنه سيارة منصور شاهد ألن الجثة أرتمت
عليها وكانت عليها آثار الدماء وبكذا االدلة تشير إلى أن منصور هو
القاتل
بو منصور يكاد يُ َّجن ال يُصدق هذا الكالم .. عادت ذاكرته,
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههه ماشاء الله كريم مررة
منصور : ماني رايق لك , الر ِّجال طلب السيارة كم يوم وبيرجعها لي وش
صار يعني ؟
يوسف : كم يوم !! أقص إيدي إذا ر ِّجعها لك ههههههههههههههههه أجل
بيسافر فيها تقول ؟ *أردفها بسخرية




بو منصور : ومن يكون ؟
منصور : واحد من شباب اإلستراحة ماتعرفه
يوسف : مين ؟
منصور : ماعمرك شفته
رجع للضابط
الضابط : كان وِِّدي أخدمك يابو منصور لكن مثل ما أنت شايف كل األدلة
ضد ولد ك !! وإن تنازلوا أهل القتيل ! بتكون عنده قضية المخدرات!
بو منصور : أبي أشوف السائق
الضابط : ماراح نرِِّدك .. أبلغ الشرطي أن يأتِي به..
دقائق وهو في حضرة المكان
نظر إليه بو منصور بنظرات غضب . . حقد! . .
الضابط : أترككم لحالكم .. وخر ج
بو منصور : أبي اسمع السالفة منك
أرتبك يزيد : زي ماقالها لك الضابط
بو منصور : مرِّو

سنة وبسهولة أقدر أعرف الكاذب ا علي أشكالك
منهم والصادق .. وإن كنت صاد ق صدقني ماراح أوقف مع الظالم ولو
كان ولدي
,
دخل ت ُغرفتها ُمتعبة تُريد النو م وال غيره .. لفت نظرها شيئًا في يمينها ..
ألتفتت وتعلقت أنظارها ِب لوح ٍة ُرسم ت لمالمحها , كانت لوحة أحادية
ٍن كثيرة أهمها ال ُح ب ,
أبي ًضا بأسود , ال ألوان ولكن عينيها تتألأل بألوا
تقدمت قليال ولم ت ُك ن رسمة فقط بل الكلمات تمألها * رسم وجهها بكلمات
* أبتسمت وهي تقرأ الكلمات
هذا إحدى فنون الرسم يس َمى التايبوغرافي
التي تُزيِّ , ِن وجهها




ي " للسقوط في مقبرت ك ميتًا ب ُحبِك دائِما وأب ًدا ياسيدتي أن ِت
عيناك تش ِّدنِ
َء عينيِّك هو
الحياةُ بِك موتًا وأفت ِخ ُر بمو ٍت كا ن بين أهدابِك مقبرتُه و ما
سمعك لقلبِ ي صدقيني هَو ُسقياه وزه ُره , أرهِفي قاِدر مع مرتبة الشرف
على تجاوز ُحبِّه لك لوال فتنة عينيك , عيناك يا سيدتِي تُفسدني و تُفسد
ِي لتترنِّم خجالً
قصائِد ي التِي كلما حاول ُت أن أكتب عنك هربت الح ُروف منِّ
بجماِلك"
أبتسم ت ب ُحب . . بفر ح .. هذا المجنُون ازدا ُد بِه تعلقً بًا , أنحنت للوردة ا و ُح
الوحيدة التي بجانب اللوحة , هذه المرة أرسل وردة زهرية وا ِح َدة ؟
أتجهت لطاولتها لتسحب جوالها من الشاحن , األكيد أنه أرسل شيئًا ... لم
يخيب ظنِّها , أرسل * حتى األزها ر تخجل من عينيك*
,
يلسعها بحرارةٍ من قُربه ال الخل ف ليدفن وجهه ُمح ِّرم لها , يحتضنها من
بِرقبتها ويحرقها بأنفاسه , تحاول مقاومته تحاول صِّده لكن صوتها
اليخرج .. تصرخ ولكن ال صو ُت لها .. تسمع ألحاديث والدتها وأفنان
ِج م اآلن .. ال أحد يسمعني
ُ
باألسفل لكن التستطيع أن تُنادي ُه م .. صوتُها ل
سوى الله ...... يهمس بكلمات ال ُحب وهو غار ٌق بِها .. يديها وفجأة
أصبحت رخوة غير قادرة حتى على دفعه قليال .. جسدها النحيل يرتخي
ويلين بين ذراعيه ُدون أي مقاومٍة منها .. تب ِكي وليت لبُكائِها صو ت
فتح با ب الغُرفَة ورآها نائمة .. كيف ينتظر للصباح ؟ تن ِّهد وهو يتأمل
تقلباتها كالعادة يب ُدو أنه وليد اليتركها تهنأ بنو ِمها , جلس على طرف
ِري د
َما يُ
السرير يُريد أن يسمع لحدي ٍث يوصله ِل .
,




-صبا ًحا-
في العيادة ,
الدكتورة : ال صحته زي الفُل
نجالء والفرحة تعانقها وهي تنظر للصورة المبدئية للجني ن , منصور
أنتظرها بالخارج أرتبك من أن يرى الجني ن هذا ماكان في نظر نجالء أو
ربما هناك شيء آخر تجهله
الدكتورة : بنادي جوزك ؟
نجالء : إيوا إذا ماعليك أمر
خرجت الدكتورة لتنادي منصور
منصور تن ِّهد ودخل وعينيه سقطت على الجنين الذي يتحرك في أحشائها
ودقات قلبه تخترق سمعه اآلن . . دقائق صمت طويلة وعين منصور
الترمش من على الشاشة , يالله بحلم وال بحقيقة .. ولدي ؟ بعد شهور
مفروض هو اللي يكون بأحضاني !! كل شي ضدي .. *أبتسم وهو غائب
عن ال ُدنيا ب ِطفله األول* ياعين أبوك وأهله .... لو بيدي أغمض عيني
وأفتحها وألقاك قدا ِم ي وأض ِّمك لين أح ِّسك بداخل ضلوعي .. وِِّدي بأشياء
كثيرة بس أهمها مالي رغبة تبدأ صباح العيد مع ج ِّدك وتروح للمقبرة
وتزور قبر أبو جدك و أ ِّمه و عِِّمي و أنا ؟ ماأبي أكون منهم , لمعت عينه
بالدموع المختنقة بها
نجالء أبتسم ت : تف ِّكر بأيش ؟
أنحنى منصور لها ليقبِّلها ودمعة هاربة منه تسقط على جبينها
,




عبدالعزيز بملل : ال حول وال قوة اال بالله العلي العظيم
غادة : أشغلنا وقتك يا بيل غيتس!!


إعدادات القراءة


لون الخلفية