الفصل 45

منِِّوم قامت من كوابيسها




مقرن : أبعدهم عن هالجو ! يعني لو يروحون الشرقية عند عمهم دام
ماتقدر تسافر
بوسعود : مقدر أحسهم يراقبوني من كل جهة
مقرن : بس جلستها في البيت هالفترة أبد ماهي بصالحها يعني بعد هي
بنت أكيد منفجعة من اللي صار
بوسعود : عز قالي أنه محد كلمها منهم ! و الكالب يوم حققت معهم بعد
قالوا نفس حكي عبدالعزيز
مقرن : يمكن مرعوبة وبس
بوسعود : ليتني خذيتها معي , أهم شي أنه عبير بعد ماهي بحالتها وال كان
صدق انهبلت
مقرن : روح لمزرعتك هاليومين
بوسعود : معطيها واحد من معارف سلطان
مقرن : إيه صح تذكرت , طيب إن سافر الجوهي وعز لروسيا وال باريس
بتآخذهم معك
بوسعود : أكيد مستحيل أخليهم هنا
مَّرت ساعة حتى أتى سلطان
سلطان :آسف تأخرت راحت علي نومه ومسكتني الزحمة .. جلس بمقابل
بوسعود ...
بوسعود : كلمت سعد
سلطان : وش قال ؟
بوسعود : غادة ماهي بخير
سلطان : كيف يعني ؟
بوسعود : يقول بس تبكي ويحس فيه مشاكل بينها وبين أمها
سلطان : ال مستحيل
بوسعود : هذا اللي قلته مستحيل أمها تحاول تبعد غادة عنها بالمشاكل
سلطان تن َّهد : طيب وش يبكيها ؟
بوسعود : قلت له يشوف الوضع ويعرف لي السبب
سلطان : بتكون في باريس ال رحنا ؟




بوسعود : هذا الواضح بس تصرفت
سلطان : كيف ؟
بوسعود : بخليها ترجع ميونخ عشان تبيع صالونها
سلطان أبتسم : وانت مصدق راح ترضى ! أمها عنيدة وراسها يابس
بوسعود : إال أكيد محتاجين فلوس
سلطان : مو حَّولت لهم ؟
بوسعود : إيه حَّولت على حساب غادة عشان ال سمح الله لو أحتاجوا لكن
بعد مايلزمهم هالصالون .. بس يثبت التاريخ راح نخليهم يروحون ميونخ
سلطان : تدري سألت ناصر
بوسعود رفع حاجبه بإستغراب : وش قلت له ؟
سلطان : ماقلت له شيء بس كذا لمحت له
بوسعود : الحين تحرص علي أني ماأقول كلمة وأنت تلمح
سلطان أبتسم : بس مجرد سؤال وأصال شكله مافهم قلت له لو فيه إجتماع
ِرك أنه هاإلجتماع بيوم الفالني وهو كذب
راح تترقى فيه وجاء واحد وخبِّ
و بالنهاية أنت ماحضرت هاإلجتماع و ماترقيت مع أنك محتاج هالترقية ؟
بتسامح اللي خبرك كذب
بوسعود : وش َّرد عليك
سلطان : هنا الصدمة قالي أل .. جلست طول ليلي أف ِّك نيت أني ِر بـ ر َّده تم
ما سألته وعرفت وأكيد عبدالعزيز نفس الكالم
بوسعود ضحك : توني أكتشف أنه فيك غباء ولله الحمد
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصال أعترفت
بيني وبين نفسي كنت غبي جدا يوم سألته
بوسعود : خلنا نقوله
سلطان : راح يعلم عز صدقني
بوسعود : نحاول نفهمه باألسباب الحقيقية
سلطان : طبعا أل , أسبابنا ماقلناها لعبدالعزيز وهو األولى نقولها لناصر!
بوسعود : بعد حرام البنت مسكينة وش ذنبها ؟
سلطان تن َّهد : طيب وش أسوي ؟ بكيفي هو ؟ الزم كلها فترة وتعِِّدي




بوسعود : أصال وليد متقرب منها كثير
سلطان : وليد ؟
بوسعود : إيه
سلطان : خاطري أشوف هالوليد
بوسعود : تراك حاضر تخرجه
سلطان :أنا ؟
بوسعود : إيه متأكد كنت موجود
سلطان : ناسيه والله .. بس خل أحد يكلم أمها تبعدهم عن بعض
بوسعود : ماترد علينا أصال
سلطان : ماني عارف كيف تفكر وهي موافقة على قرب وليد من بنتها
وهي تدري أنها على ذمة ناصر ؟
بوسعود : والله حتى أنا منصدم منها ! معقولة مريضة ! عقلها صاير له
شي
سلطان : والله حتى أنا أتوقع تصرفاتها ماهي طبيعية أبد
مقرن وقف : أنا أستأذن .. وخرج
بوسعود وأنظاره خلف مقرن : ومقرن شكله مخبي شي
سلطان : وشو ؟
بوسعود : مدري ماحبيت أضغط عليه بس واضح فيه شي مانعرفه
,
فِي الصالة الداخلية*
ٍن نا ِعم : يالله وش رايكم ؟
ريم تستدير حول نفسها بفستا
نجالء : يجنن وأنتي محليته
ريم : يافديت الذوق أنا
هيفاء : ماأحب هالنوعية من الفساتين تحسينه قميص نوم من كثر ماهو




بسيط
ريم : تحبين الدفش اللي زي وجهك
هيفاء : هههههههههههههههههههههه غصب يعجبني
.. *
ريم : أحسن أصال ماأثق في ذوقك .... *حبَّت تدخل مهرة باالجواء
وش رايك مهرة ؟
مهرة : جميل
ريم : تسلمين ...
دخلت والدتها بتعب : اليوم أخذي الخبلة ذي معك أما أنا برتاح
هيفاء : أنا خبلة !
والدتها تجلس : همزي رجيالتي بس واليكثر حكيك
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه راحت أيام الدلع !!
هذي ريم بتتزوج ومحد بيبقى عندك غيري فـ ح ِّسني العالقات
ُمهرة : بتسافرين مع يوسف ؟
نجالء بإغاضه ل
ُمهرة بإبتسامة مماثلة للخبث : أل
نجالء : أفاا ليه ؟
ُمهرة : يوسف ما و َّده
هيفاء همست لوالدتها : إن كيدهن عظيم
نجالء : خسارة كان بيكون شهر عسل قصير لكم
ُمهرة رفعت حاجبها : شهر عسل ؟
نجالء : إيه
ُمهرة : على كلمتك هذي حسستيني بزواجي
نجالء و خيَّم عليها الهُدوء
ُمهرة : مدري أنتي تغارين على منصور وال تغارين على أخوه بالضبط ؟
نجالء بصدمة فعال
أم منصور وتحاول تشتيت هذا الموضوع : ترى اليوم بتجينا جارتنا
العصر
ُمهرة : على فكرة حاولي تجربين تستفزيني بموضوع ثاني ألن يوسف
مايعني لي شي ... وخرجت




هيفاء تصفر بهبال : واحد صفر لمهرة
ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نجالء : يا عساها ما تهنى بحياتها
أم منصور : وش هالدعاوي يا نجال
نجالء : سمعتي وش قالت خالتي ! حتى أهانت يوسف بعد
هيفاء : أحيانا ودي أكون زوجة ثانية والله متعة إستفزاز الحريم
ههههههههههههههههههههههههههه
أم منصور : أنتي أبلعي لسانك
في جهة أخرى
هو في سابع نومة , لو أقيمت حرب في منزله لن يشعُر بها
ُمهرة متربعة على السرير بجانبه : قوم
يوسف بصوت ممتلىء بالنوم : أنقلعي عن وجهي ال يجيك كف يعلمك
كيف تصحيني
ُمهرة : ذي زوجة أخوك المحترم صارت تعايرني يعني يعجبك هالوضع ؟
يوسف ألتفت عليها وهو مغمض عينيه : وش عايرتك فيه ؟
ُمهرة : صحصح معي عشان أعرف أكلمك
يوسف بعصبية : أخلصي ال تطيرين النوم
ُمهرة : ماراح تنام و ذا المجنونة تحت عسى يارب يطيح اللي في بطنها
يوسف بغضب ش َّدها ليُسقطها على السرير بجانبه , وضع كلتا يديه حولها
"
وغرز أظافره بخصرها حتى سمع ِمنها " آآآآه
تركها : ال تدعين عليها فاهمة
ُمهرة وتتلوى من األلم
م ومهرة مازالت تعض شفتيها حتى تخفف من ألمها وال
يوسف أتجه للحما
نتيجة
دقائق حتى خرج يوسف وبإبتسامة : والله جاب معك نتيجة
مهرة : حقيييييييير
يوسف : ركزي على كلماتك بعد عشان مايجيك كف الحين




ُمهرة تكَّورت حول نف ِسها متألمة بشدة
يوسف : كلهم تحت ؟
مهرة : روح يا عساك تطيح في بير ماله قاع
يوسف : أستغفر الله بس ... جلس بجانبها : وش قالت لك ؟
مهرة : ماابغى أتكلم معك
يوسف : عقب ماطيرتي النوم تقولين ماأبغى أتكلم معك
مهرة وتستعدل بجلستها ويديها على خصرها : تحاول تقهرني فيك !
تحسبني ميتة عليك وبغار
يوسف فهم الموضوع :
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه واضح أنك
ماتغارين
ُمهرة :أغار عليك أنت !! أنهبلت أنا يوم أغار
يوسف : أنا فاهم نظامك تبينين للكل تجاهلك و أنتي في نفسك تظهرين
هاإلهتمام
ُمهرة : آلتتفلسف على راسي طبعا أل !!!! وأصال قلت لها يوسف مايعني
لي شي حاولي تستفزيني بموضوع ثاني
يوسف انفجر من الضحك :
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يا
سالم
ُمهرة : أيه نعم أنت ماتعني لي شي
يوسف : لو ماأعني لك شي ماكان تكلمتي ؟ صح وال ماهو صح ؟ بس
ألني أعني لك الكثير صرتي تنفين الموضوع حتى قبل ال أحد يتهمك فيه
مهرة بصمت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هه حظ أوفر بالمرات الجاية
ُمهرة : مين أنت أصالً ؟ بيكون عرس لي لما تطلقني وأرجع أعيش حياتي
زي العالم و الناس
يوسف : وأنا قلت لك ماراح أطلق أنسي هالموضوع وشيليه من بالك




ُمهرة : كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لللللللللللللللللب و
****************
يوسف : مين الـ **************** ؟
ُمهرة بحدة : أنت
يوسف وفعال ال يَّود أن يمد يديه عليها لكن هي من تُجبره , صفعها بقوة
حتى سقطت على السرير مرةً أخرى , ش ِّدها من ش ِعرها وبنبرة غاضبة
وج ًدا : هالكالم تقولينه ألمثالك ؟ ماهو لي!!!!!!!!!!!!!!!!!!
,
غ ًدا أول أيام دورتِها الوظيفية , تم َّشت قليال هي و ضيباري س–
أفنان بملل : متى يجي بكرا وأنشغل ؟
ضي : عاد أنا ماوِِّدي يجي
أفنان : عاجبك هالطفش
ضي : أنتي تحبين الحركة أما أنا أحب بس أتأمل
أفنان وتنظر لوجوه ال َّمارة : قد جيتيها ؟
ضي : أل , قلت لك زوجي مايقدر يآخذني
أفنان : يعني التزعلين بس وش هالدكتاتورية اللي عليك ؟ يعني من حقك
ِك زي مرته األولى
زيِّ
ضي : مرته متوفية
أفنان : طيب وليه مايعلن زواجكم ؟
ضي : هو عنده ظروف وأنا ماأبغى أضغط عليه
أفنان : الله والظروف الرجال زي بعض تحسينهم زي الحيوانات مايهمهم
اال أهوائهم
ضي : عبدالرحمن غير
أفنان : إسمه عبدالرحم




ضي : إيه
أفنان تن َّهدت : ماأقول غير الله يهنيكم
ضي : آمين...
أفنان ألتفتت للجهة المقابلة وتجمدت في مكانها
ضي : وش فيك ؟
أفنان تمتمت : وليد!!!
,
يتحرك يمنة ويُسرة , لم يرتاح أب ًدا .. أتت الخادمة لتنظف بيته
عبدالعزيز : آآ ساندي مدري مين ؟
الخادمة أبتسمت : أوزدي
عبدالعزيز : إيه أوزدي شفتي رتيل ؟
الخادمة : نُو
عبدالعزيز : طيب .. آآ .. أتركي هالشغل .. روحي فوق وادخلي غرفتها
بشويش طيب . .و شوفيها يعني نايمة ؟ تبكي ؟
أوزدي هزت كتفيها بعدم فهم
: Go to her room and باإلنجليزية معها ويتحدث عبدالعزيز
Look Is sleeping or what?
أوزدي : أوكي
: But don't tell anybody , okey ?عبدالعزيز
أوزدي : أوكي .. وخرج ت
عبدالعزيز بدأ يآكل أظافره من اإلنتظار .. أبعد كفوفه عن شفتيه وتن َّهد ,
يقف .. يجلس .. يسير شماالً وتارةً يمينًا.
دخلت أوزدي بهُدوء لغرفة رتيل , ألتفتت رتيل عليها مستغربة عدم طرقها




للبا ب
أوزدي أرتبكت
رتيل : صاير شي ؟
أوزدي هزت رأسها بالنفي
رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟ وشو ؟
أوزدي .. thing no : وخرجت ب ُسرعة حتى ال تتعرض ألسئلة أخرى
من رتيل
أتجهت لعبدالعزيز : سير
عبدالعزيز ألتفت عليها
: tiring she had dark circles around her eyes أوزدي
عبدالعزيز تن َّهد , أوزدي أنسحبت بهُدوء
ِّظه المتكرر
عبدالعزيز : ياربي أنا وش سويت ؟ ..... يقطع شفتيه بع ِ
وأفكاره مشتتة ج ًدا.
ي
هذه المرة سيضغط على بُوسعود , ُربما التهديد يُفيد ... أفسدت مخططاتِ
, لو أنني أتزوج عبير ُرغما عنه سـ يتشتتون مثل ماتشتت أنا ؟ لكن رتيل
.. مالحل ؟ . . . هذه المرة لن يقف بوجهي أحد.
,
أحس ِن أنفا ُسها مضطربة وقلبُها ليس ب حال , سلطان لن يرحمها أب ًدا , هذا
ِضح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟
الوا
.
.
.
.




أنتهى مو ُعدنا - األحد- إن شاء الله
ال تلهيكم عن الصالة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه"
" األحد + الخميس"
إلى ِهنا بنوقِف عن يوم الثالثاء وبيصير لقاءنا بس
ال تحر ُموني من صد ق دعوات ُك () م , و أبه ُجوني في جنَّة ح ُضورك م
بحفظ الرحم ن.
البارت )

)
َز ل أمشي
َ
م أ
ل
َّي المساِل ك
وقد ضاقَ ت بِعَ . يـنَ
دجـى داجٍ
ال ُّ
ِر حاِل ك
َوَو جـهُ الفَ جـ
!
َمهاِل ك
وال
َمماِل ك
تَتَبـ ِّدى لي بأبوا ِب ال :
"أن َت هاِل ك
أن َت هاِل . " ك
َز ل أمشي
َ
َر أنِّي لم أ
غي




تبكـي،
و ُجرحـي ِضح َكـةٌ
ودمعـي
ِ ضا ِحـ ك
ِمـ ن بُكا ِء ال ُجـ رح !
*أحمد مطر.
أنفا ُسها مضطربة وقلبُها ليس بأحس ِن حال , سلطان لن يرحمها أب ًدا , هذا
ِضح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟
الوا
مسك ت هاتِفها و أ ر بالبُكاء اآلن :
َّ
نفها ينز ف , تجاهلته تماما .. صوتها يتعث
ألو
بو ريان : يا هال والله
الجوهرة : هالبك
بوريان بخوف : وش فيه صوتِك ؟
ص بالبكاء اآلن : يبه
الجوهرة تغ ُّ
بوريان : ياعيونه
الجوهرة : محتاجتك
بوريان : التخوفيني وش صاير ؟ صاير بينك وبين سلطان شي ؟
الجوهرة : أل بس أبيك بموضوع ضروري
بوريان : وشو ؟
الجوهرة : ماينفع أقوله .. الله يخليك حاول تجي الرياض بكرا على األقل
بوريان : الجوهرة ال تخوفيني .. ليه تبكين ؟
الجوهرة وياق ِة قميصها مبللة بدمائَها اآلن : أبغي أعيش
بوريان بخوفه على إبنته , ص َمت
ال ُجوهرة : أخذني من هالدنيا كلها .. اخذني يبه




بوريان : وش مسوي لك سلطان ؟
ال ُجوهرة : ما سَّوى شي بس .... تعبانة يبه والله تعبانة
بوريان : وش متعبك ؟
الجوهرة : تعال وبقولك كل شي
بوريان : من الحين بمشي للرياض
الجوهرة : أنتظرك . . وأغلقته , أرتمت على السرير ودمائها مستمرة
بالسيال ن و دُموعها ال تتوق ف , أنتهى ُكل شيء .. هذه هي النهاية . . هذه
المرة ستقف وتُخبره .. هذه المرة لن تتراجع , هذه المرة مستعدة للمو ت
جي ًدا , هذه المرة المو ت يُريدها , هذه المرة الحياة تتمسك بِها و المو ُت
يقترب .. لمن الكفَّة ؟ . . ال دا ِعي أن تُخبر الجميع , والدها وفقط .. ال
داعي أن تعلم والدتها إن لم تعلم بالبداية إذن ال يُفيد أن تعلم اآلن .. فـ أ َّن
تعلم والدتها فهي ب ُمصيبة عظيمة تحرمها النوم وهذه الجريمة بحد ذاتها ,
ُمي لو عرفت اآلن لن تتألم فقط ألجلي ستتألم ألجل نفسها و تُشعر بالذنب
أ
ولن أرضى بذلك , ال يُفيد أن يعلم ريَّان .. ال يُفيدها أبدا أن يعلم الجميع
بدناءة عِِّمها .. بهذه الصورة سيبدأ الكره بين الجميع .. سيتغيَّر تعامل
م ؟ هل هذا العالم إن عر َف سيواسيها أو
العالم يعل
َ
الجميع معها ؟ لم
م و تُركي هو الذي يجب
سيُرجع لها ُعذريتها ؟ والدها فقط من يجب أن يعل
أن ينال عقابه .... و سلطان ؟ ..... *أزداد بُكائِها بش َّدة* . . . سلطان
آسفة.
,
في ساحة التدري ب , بوسعود و سلطان يبذلون الكثي ر.
طريقة أخرى للتنفي س.
سلطان صعَد بر ٌج عاِلي ج ًدا بقفازاتِه , ثم ثبَّت الحب ل بحزاٍم يب ُرز ِمنه حلقة
ُمتصا ِعدة أوقفته قليال
حديد لينتِق ل لبُر ج آخ ر أعلى ِمن األَّو ل .. أنفاسه ال
على البُرج الثاني




ِل سلطان لذلك كا ن يرِم ي ,
بينما بوسعود ليس في شبابه حتى يتدَّرب بمث
رفع عينه لسلطان وبصوت عالي : عاجبك المنظر
سلطان أبتسم ........ ورمى نفسه من أعلى البُر ج الخاص للتدِري ب ولك ن
ِل منه لير ِك ض أسفَل شبا ٍك
الحبال متمسكة بِه جي ًدا .......... فتح الحبا
ِهبة بالنــا ر .... زح ف على بطنِه و متفج َرات وهمية تبدأ باإلنفجار
ُملت
بجانِبه .... رك ض مرةٍ أخرى ومن ك ل جانِ ب إطالق نار بإتجاهه .. وأي
خطٍأ في التدريب العسكِري يُفقد اإلنسان ُعمره , وكم من مو ٍت حصل من
التدريبات ؟ . . عاد بالرك ِض لجهة أبو سعود , وقف و أنفاسه ُمتعبة
متصاعدة
ِر تدريب
ِّ
بوسعود : هاألسبوع مكث
سلطان : وش نسوي بعد ! ... مسح وجهه بت ِع ب ... بكرا بتمسك تدريبهم
وال أنا ؟
بوسعود : خلني على يوم األربعاء وأنت أمسكهم بكرا
سلطان : متفائِل فيهم كثير
بوسعود : أشرفت عليهم األحد اللي فات واضح أنهم متحمسين مرة
جهم بالتدريب قبل ال ينتقلون برا أصدموني
ُّ
سلطان : إيه يوم ف َّكرت أدر
بحماسهم ويبون يجربون أصعب شي .. بس مادخلتهم هنا
بوسعود : ِهنا صعب وهم تِّوهم بالبداية ! أي غلطة ممكن يروحون فيها
سلطان : تدري يوم صعدت هالبرج *أشار لبرج ناِدر ما يتم التدريب عليه
ألنه األعلى و ُربما بالشهر مرةٍ يتدربون بالصعود له* تذكرت كم واحد
مات عليه ؟
بوسعود : الله يرحمهم
سلطان : آمين ... كان أسوأ أيام حياتي كان أسوأ كثير
جع كثير : مين كان يتوقَّ بوسعود بنبرة بها من الو ع ؟
َّطع
سلطان : كيف طاحوا كلهم ؟ كيف الحبال تقطعت ؟ تمنيت روحي تتق
وال أشوفهم
بوسعود وينظر لهذه الساحة التي ال يدخلها أي شخص وبضحكة ليُبعد
سلطان من هذه األجواء : ترى أخاف على بنت أخوي ماأبيها تتر َّمل وهي




صغيرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههه الله الحافظ
,
نجالء : وطبعًا أنا ماسكت لها
من ُصور بعصبية : ماشاء الله يالقوية كيف تكلمينها كذا ؟
نجالء : وش فيك معصب ؟
منصور بغضب : أكيد بع ِِّصب تبيني أصفق لك يعني!
نجالء بلعت ريقها بخوف : هي اللي بدت
منصور : قلت لك التحتكين معها
نجالء : يعني تكلمني وأسكت لها
منصور بصرخة جعلت نجالء تبت ِعد بخطواتها للخلف : ال تبررين لنفسك
!
نجالء وتشعُر بأنها ستِلد اآلن من خوفِها
منصور : كلمة وحدة يانجال وال راح أعيدها مرة ثانية ! إن تعرضتي لها
بشيء والله ثم والله مايحصلك طيِّ .. ِب
نجالء بقهر : ليه تهتم لها ؟ يعني أنا بالطقاق بس هي نداري خاطرها
من ُصور : آل تحورين الحكي على كيفك !! أحسبي حدودك زين يا نجال !!
واللي صار مايتكرر مرة ثانية وأنا عند حلفي
نجالء صَّدت عنه وهي تُجاهد أن ال تب ِكي
منصور : مفهوم ؟
نجالء بصم ت
منصور : مفهوم يا نجالاا
نجالء بغ َّصـة : طيب
,




ُمزعج : ما وِِّدك ننزل تحت ؟
عبير تمللت من هذا الصم ت ال
ُظر بإتجاه ال ُشباك
رتيل هزت رأسها بالنفس , وهي تحتضن وسادتها وتن
عبير : رتيل إلى متى ؟
رتيل ببكاء : يكرهني
عبير جلست بمقابلها : مين ؟
رتيل : مين غيره
عبير عقدت حاجبيها بإستغراب شديد أن تتأثر رتيل بسهولة.
رتيل وعينيها ُمح َّمرة بشدة : صح أنا غلطت بس هو بعد غلط
عبير : قلت لك من قبل ماتنفعون لبعض
رتيل : قهرني الله يقهره .... أستغفر الله .. الله اليوريني فيه مكروه
عبير أبتسمت
رتيل : ضايقني حيل كل ماحاولت أنسى الموضوع غصبا عني أتذكره
عبير : مو قلتي عشان هذاك اللي شافك
رتيل سكنت قليال لتب ِكي مرة أخرى : لو شفتيه كيف يناظرني كان راح
يقرب مني بس ضربه عبدالعزيز وبعدها قتله ناصر .. ماهو راضي يروح
من أحالمي .. أحسه موجود
عبير : أصال الحرس منتشرين محد بيقدر يقرب إن شاء الله
رتيل : أنا ليه حبيته ؟ وش فيه زود ؟ يقهرني دايم ويستفزني و أسلوبه
بايخ زيِّه ؟ وش فيه عشان أحبه !
عبير : بتتعبين لو بتلومين نفسك عشانه
رتيل تمسح دموعها : مافيه شي ينحب أصالً .. بس أنا غبية كنت عايشة
حياتي لين هو جاه وخربط علي كل شي
,
أم ريـان : خير ؟
أبو ريان : شغل ضروري




أم ريان : وش هالشغل الضروري اللي يخليك تمشي الرياض الحين ؟
أبو ريان : ماعندي وقت أشرح لك !! الجيت أقولك ..نزل لألسفل
أم ريان من خلفه : آل يكون الجوهرة فيها شي ؟
أبو ريان : بسم الله عليها وش بيكون فيها .. يالله مع السالمة .. وخر ج
أم ريان تمسك هاتفها لتطمئ ن
تُركي : وش فيه عبدالمحسن ؟
أم ريان : ماشي الرياض مدري وش عنده ياخوفي الجوهرة فيها شي
تُركي وأنقبض قلبه : الجوهرة!!
أم ريان : الحين أتصل عليها وأشوف وش صاير
ب
تُركي ينظر إليها بترقُ
يرن .. مرةً و إثنتان .. وثالثة و عا ِشرة و ال أحد يُجيبها
أم ريان : والله أني دارية صاير شي .. نبضا ِت األم الخائِفة تزداد
تُركي بنظرا ٍت مهزوزة , يحاول هو اآلخر أن يُهدأ نبضاتِه
وأخي ًرا أتاها صوت ال ُجوهرة المبحوح : ألو
أم ريان تن َّهدت براحة : وش فيك ؟
ال ُجوهرة لم تتوقع أن يُخبرها والدها : وال شي
ِّي أبوك ماشي الرياض وأسأله
أم ريان : ال تكذبين عل يقولي شغل ؟ انا
قلبي قارصني
ال ُجوهرة وتحاول جاهدة أن تت ِّزِ ن بنبرتها : توني أدري منك
أم ريان : صدق ؟
الجوهرة : إيه يمه
أم ريان : طيب وش فيه صوتك ؟
الجوهرة : كنت نايمة
أم ريان بإطمئنان : وكيفك مع سلطان ؟
الجوهرة : بخير ... حيييل *غ َّصت بِها*
أم ريان : الحمدلله , الله يهنيكم ويبعد عنكم كل شر
الجوهرة : اللهم آمين
تُركي ونظراتِه باتت مكسورة بهمسا ت أم ريا ن , و أنا ؟ كيف تهنى مع




سلطان ؟ كيف تقدر ؟
,
ا من الدُموع , بكت كثي ًرا اليو م .
م , تُغسل وجهها ثالثً
أمام المرآة في الحما
. نظرت لعينيها ال عت شعرها بإهمال تتعَّمد أن ال تتزين أمامه ُمح َّمرة , رف
ِرها ستعرف كي ف ت ِّرد حقها ,
ِد , تن َّهدت على أفكا
أو حتى تظ ُهر بمنظٍر جيِّ
خرجت متو ِجهة ليُوس ف
يُوسف المنشغل بكتابة رسالة في هاتفه رفع عينه لها
ُمهرة بإبتسامة
يُوسف وفعال رفع حاجبه بإستغراب شديد
ُمهرة جلست : بكلمك في موضوع
يُوسف وفعال مص ُدوم لدرجة أن الحديث ال يخرج من فِمه
ِه لتسحب الهاتف وتضعه على الطاولة : ممكن
ُمهرة تضع كفَّها على كفِّ
تسمعني شوي
يُوسف و ال صوت له
ُمهرة : خلنا نبدأ صفحة جديدة
يوسف : نعم ؟
ُمهرة : حاول تتقبلني وأنا بحاول أتقبلك
يُوسف ويشعر بالخبث الشديد في نبرتها , غير مصدقها أب ًدا : وش اللي
تبغين توصلين له ؟
ُمهرة : أبغى أرتاح
يُوسف : ال تحاولين تلعبين وتكذبين علي
ها : ليه أكذب ؟ أنا صدق أبي أرتاح
ُّ
ُمهرة أبتسمت بعين ين يب ُدو الحقِد يحف
يوسف تن َّهد وهو يقف : أحترمي حدودك و راح ترتاحين ... وخر ج
ُمهرة تمتمت : والله ألحرق قلبك زي ماحرقتوا قلبي




,
في آخ ر اللي ل – الساعة الثانية فج ًرا–
ن َّشف شعره المبلل وألتفت عليها , ه ُدوئها يُثير في داخله ألف شك و شك :
الجوهرة
ِر و عيناها ُمح َّمرة ذات ش ُحوب
ألتفتت عليه بتوتِّ
جلس بمقابلها : صار شي في غيابي ؟
الجوهرة : أل , سلطان أبوي جاء الرياض
سلطان : حياه الله , ليه ماقالي ؟
الجوهرة : راح لعمي عبدالرحمن بس بكرا الصبح بيجي
سلطان : البيت بيته
الجوهرة : ينفع بكرا ماتداوم يعني فترة الصبح
سلطان : ليه ؟
الجوهرة : أبغى أقولك شي و أبوي بيكون موجود
سلطان أبتسم بإستغراب : وش اللي بتقولينه قدام أبوك ؟
ال ُجوهرة : بكرا أقولك بس إذا تقدر حاول لو على األقل لين الساعة


وبعدها تروح
سلطان : عندي إشراف بكرا!
ال ُجوهرة : سلطان الله يخليك بس هالمرة
سلطان بخوف : وش صاير ؟
الجوهرة تب ِكي مشتتة نظراتها
سلطان : وش ينطرني لين بكرا ؟ تكلمي
الجوهرة أجهشت ببكائها
سلطان ويقترب منها : الجوهرة
رفعت عينها الباكية له , لم أختنق مثل هذا اليوم ؟ لم أختنق من قبل هكذا !
ِي
ي لكن اآلن أختنق ألن الحياة أقترب ت منِّ
ا كنت أختنق ألن ال حياة ِل
سابِقً
فـ تركتُها .. آآآآآآه يا سلطان




سلطان سحبها لصدِر كطفل ٍة ضائِعة تائِهة , بك ت على صدِره ه , تشبث ت بِه
حتى نز ف أنفها , تلطخ قميصه بدُموعها ودمائِها
ِل رأسها هام ًسا , يحاول أن يمت ص ُحزنها لكنها ُمغلقة قلبها
سلطان وهو يُقبِّ
ال يستطيع أن يتسلل إليه
الجوهرة و يب ُدو هذا آخر عناق بين ُهم , يب ُدو ذلك , تُريد أن تسر ق شيئًا ِمنه
ِهي
في هذا العناق , تُريد بشدة أن تحتفظ بشيٍء ِمنه , تشعُر بأن أيامها تنت
اآلن ... لنقُل ودا ًعا أنيقة لقلبِك.
سلطان أبعدها قليال وهو يرف ُع وجهها له وبعينيه ألف سؤال و سؤال
ُمتجِمدة : وصخت قميصك
الجوهرة وهي تمسح دُموعها بكفوفها ال
سلطان : فداك , . . مسح دُموعها بأصاب ِعه األكثر برودة .. أرتعشت من
لمستِه
أردف : مين مز ِّعلك ؟
الجوهرة ونظراتها تحكي أشياء كثيرة , أولها " أحبك " ثانيها " أحبك "
ثالثها " أحبك " . . رابعًا " آل أعرف أنطق أحبك"
سلطان أبتسم : أنا ما قلت لك أحسك بنتي ؟
الجوهرة ضحكت بين دُموعها و أرتمت مرةً أخرى في حضنه وهي
تستنشق عطره من ُعنقه , تُريد أن تلت ِحم معه إلى أن يأبى جسدها اإلنسال خ
ولو لمَّرة .. تُريد أن تنطقها بشدة .. تتزاحم
ِمنه , تُريد أن تنطق " أحبك "
على طرف لسانها لكنها جبانة تُشبهها ال تخ ُرج.
هو يفه م جي ًدا أنها تُريد إرسا ل شيئًا في عناقها هذا , لكن ال يستطيع فك
ِشفرا ت بُكائها .. يشعُر بضعفها بإنهزامها ب ُحزنها .. كل هذا يشعُر به وال
يعرف السبب .. ضائِع هَو معها , دقا ت قلبها يشعُر بِها و تتسلل إليه
مد
ِي أ ُّ
فيضا ن نبضاتِها اآلن , أنفاسها الحارقة ماهي إال ُضعف , لو أننِّ
بع ُض من القوة ل ك .. لو أنني بس!
أبتعد ت قليال عن ُحضنه ُمح َّمرة من إندفاعها له
ي كبيرة , هذا الوداع تشعُر بِه الجوهرة لكن سلطان
ِلها بمعانِ
سلطان يُقبِّ
يُخيِّ . ِل له أنه البداية , البداية هي نهاية الجوهرة
الجوهرة تُغِمض عينيها لتعي ش الحل بـ " م , يا ح ُروف تسللي له .. أخبريه




أحبك " إن ُعِقد لسانِي و عجز أن ينطقها فأظهِري أمام عينيه ليقرأها ,
ِهي ذاك اليوم الذي يقرأنِي فيه أح ًدا ,
أقرأني يا سلطان , أشت
سنوات لم
"
يتجرأ أح ًدا أن يقرأنِي أح ًدا ,
سنوات لم تُخرج من فِمي سوى " بخير

سنوات عش ُت بالمنفى ُدون حياة تُذكر ,
سنوا ت كنت أنتظر األمان
بخطوا ٍت متعثرة ,
سنوات ُكنت أراه أمامي أحاول الخال ص ِمنه , كنت
أنت ِظر يو ًما يختِفي فيه ,
سنوا ت يا سلطان و أنا أجه ل كيف أرمم نف ِسي ,
كسرنِي و في قلبي شر ٌخ عظي . م
سلطا ن ينقُل قُ ل لك ماعجز ت بلتِه لجبينها ليُد ِخلها في صدِره , ُربما قلبِي ينق
ُعيد تشكيلك من فر ح و زهر ال يذبل .. لو أعر ف مصَدر
عن قوله , لو أ
هاالت الحِزن ؟ لو أشِفي أوجا ُعك لو أعرف فقط أعرف.
,
عبدالعزيز وللتو ر َجع بعد ليل ٍة قضاها مع نا ِصر , أتجه لبيته , سقط نظره
َصت , أبتسم من شياطينه .
على ال ُشباك تذ َّكرها عندما رق . تمتم : يالله
رتيل " , نزع
أغفر لنا بس . . . دخل لبيتِه وبات تف ِكيره تُسيطر عليه "
قميصه و مازال مشت ت من فِكرة ماذا يفعل غ ًدا ؟ يتوقَّع ردة فِعل سلطان و
ُهم ! يحاول التراجع لكن كل رغبته بأن
بوسعود .. ست ُكون ضربة قاسية ل
تتم تمنعه , أبتسم من فكرة أن ُربما يُجن جنون سلطان و يعتلي القهر
الشديد بوسعود .. ماذا يعني لو تصرف ُت ببعض الحقارة ؟ هم يتحملون و
لس ُت أنا!
شيء آخر يصِرخ به , يعر ُف هذا الصوت جي ًدا , ضميره . . و والده ,
واِلده : و الرجولة عمرها ماكانت بالضرب و اللي يضرب الحريم ذا
ناقص
عبدالعزيز : بس بعد الزم تأدب بعضهم
والده : شيء واحد أحذر تسويه ! تضرب حرمة مالها ظهر غيرك
عبدالعزيز رفع حاجبه : ال تخاف زواجي على إيدك و أمي تختارها بعد




والده أبتسم : متى يجي ذاك اليوم بس
عبدالعزيز : تحمست أكثر مني هههههههههههههههههه
والده : أكيد ولدي الوحيد وبيتزوج
عبدالعزيز أبتسم : الله يبلغك زواج أحفادي بعد
يُغلق أزاريره بيجامته نا ِظ ًرا للمرآة تغيَّر كثير منذ وفاتِهم , لم يتعَّود منذ
ِرضه ويُثِقل
مراهقته أن يحلق شعر رأسه بأكمله أو حتَى يُخفف عوا
سكسوكته . . أشياء كثيرة تغيَّرت في مالمحه , حتى ان عيناي أشعُر أنها
ُ تنكمش , و ِب
تذبل , إبتسامتِي أصبح ت تظهر لإلستخاف فقط . . أسل
حديثي مع الغير مبنِي على القهر و الشدة . . . . غيَّرني ال . ُموت
,
رؤى : أن ِت كلمتيه بشيء؟
والدتها : أل
رؤى : غريبة شكله غيِّر رايه بالزواج ألنه يأجل
والدتها : أحسن لك
رؤى : كنتي موافقة ؟
والدتها : وليد مايصلح لك بس إذا تحبينه مقدر أمنعك
رؤى بنظرات إستغراب : يمه قلتي أنك موافقة
والدتها : ماقلت موافقة بالحرف الواحد
رؤى تبتعد ببع ِض خطوا ٍت للخلف برهبة : إال قلتي لي
والدتها : حبيبتي أنتي شكلك من كثر ماتفكرين بالموضوع يتهيأ لك
رؤى ودموعها تتج َّمع في محاجرها : إال قلتي لي !! يمه قلتي لي أنا
موافقة وماعندي أي إعتراض على وليد
والدتها : قلت بوافق عشانك بس ماني راضية عليه
رؤى وتب ِك ي وهي تضع كفوفها على رأسها : ال تقولين أنك ماقلتي لي




والدتها : يا روحي هذا طبيعي مو قالك الدكتور أنك ماتقدرين تحتفظين
باألشيياء كثير
رؤى : بس أنا أتذ ِّكر قلتي لي والله
والدتها : ال حبيبتي
رؤى بإنهيار تام وبجنون تردد : قلتي لي ... إال قلتي لي ..... ياربي ....
ياربي رحمتك ... يمه تكفين تذكري يمكن ناسية
والدتها : أهدي خالص ماهو مهم عادي موافقة وال مو موافقة ماتفرق !
التكبرين الموضوع
رؤى وبشك , ج ِّن جنونها فعال : اليوم رحت معه ؟ صح ؟
والدتها : ايه رحتي له
رؤى : وأمس ؟
والدتها : أل
رؤى و زاد بُكائها : إال رحت له وجلسنا نتكلم !! إال يمه
والدتها : خالص رحتي له
رؤى بصراخ : آلتستخفين فيني !!! يعني أنا ماأتذكر شي ؟
والدتها : فترة وتعدي
رؤى أتجهت لغرفتها وأقفلتها جي ًدا , رمت نفسها على السرير تشعُر
بشكوك في كل مايحدث حولها ! باتت تشك بعقلها ! هل هذا معقول ؟
ضباب ال ترى شيئًا , ِضحكا ت ُمنت ِشرة و فُستان زفا ف أبيض . . وعينا
ج
قل ٍب تلم ُع بالدموع , هذه العي ن األنثوية ؟ ليست أمي بالتأكيد . . يض ُّ
بأذنها أصواتِهم . . األصوات ال ت ُموت حتى وإن ُع ِصفت بالغياب.
مسكت رأسها في محاولة لتذ ِّكِر مالمحهم , ال تتذكر سوى مواقِف تجه ُل
أشخا ُصها . . تب ِكي بضع ف و قلة حيلة ,
"
مقرن , عبدالعزيز , سلطان العيد , غادة , ناصر
أسماء ت ُحوم حولها "
من هؤالء ؟ أريد أن أعرف صلة القرابة بينهم جميعًا
يتناث ُر فتات الِذكرى أمامي , وغير قاِدره على جمعه . . غير قادرة يالله .
. من يُرمم كسِري سواك أن ت . . ياربي ياحبيبي أسقني اللقيا . . . اللهم




اللقيا بهم قبل الممات . . . أختنق ت برائِحة الِذكرى , .. عينيها تسلل إليها
الخفاء لتتذ َّكر أشيا ٍء منسية.
الثل ج ُمغطيهم باكمله م . . وهي تُداعب أنفه لم تظهر مالِمحه بأكملها لها :
أن ت غيور التنك ر . . *نظرت للكاميرا* أنا أحب نصوري حبيبي اللي عقله
كل مايكبر يصغر
هو بغضب : أنا عقلي صغير..
هي : ههههههههههههههه شوفوه ع ِّصب هههههههههههههههههههه ماهو
اليق عليك أبد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هو : سكري الكاميرا الأدخلها بعيونك الحين
هي بدلع : طيب إن ماسكرتها وش بتسوي ؟
هو : قلت بدخلها بعيون ك
هي تقف بأطراف أصابعها على أقدامه حتى تصل له وكان يجب أن تُقبل
خده ولكن طوله جعلها تقبِّله قريبًا من شفتيه : آسفين ياجميل
هو أبتسم رغ ًما عنه , تنظر إلبتسامتِه ب ُح ب
صحت من إغماءتها و البُكاء مبللها , أريد أن اراه ؟ لو صورة ؟ فقط أريد
أن أراه . . . بك ت من رغبتها بأن تفهم من كانت تُحبه , " نصوري " ؟
ِ يااااه . . أأنا أعي ش ُحبًا يُخِفيه قلبِي عن عقلي و ذاكرت ه
ي ؟ من ليس لدي
ما ِضي ال يُبنى له مستقبالً و ال حا ِض ًرا ب ِه ُمر ِحبًا , أريد الرجوع إلى ماقبل
الحادث ؟ أن أن ِظر نظرةً أخيرة ألهلي , فقط نظرة وا ِحدة وللحظات ..
ِر قلبي في ِمثل هذه اللحظات التي أمر
أسِرق بعيني بعض مالِمحهم وأصبِّ
بِها اآلن , ليتني خطف ُت ِمن مالِمح ُكم شيئًا.
,
الساعة
صبا ًحا
م , تُف ِّكِر بموعٍد أقترب تخافه كثي ًرا
ال ُجوهرة لم تنا




سلطان يربط خيُوط حذاءه : إن شاء الله بجي الساعة

و أشوف أبوك
الجوهرة : طيب
ِهًدا وهو ينظر لوجهها الشا ِحب : بحاول ماأتأخر
سلطان وقف متن
ال ُجوهرة : بحفظ الرحم ن
ِر ًكا الجوهرة في
سلطان يأخذ سالحه و يضعه على خصره . . خر ج تا
دواما ٍت من التردد , هل أخبره ؟ لكن والِدي أتى ؟ ال مجال للتراجع.
هي ساعة ونص ف حتى وصل سلطا ن لمبنى عمِله.
في مكت ٍب كبير يب ُدو فار ًغا إال من طاولة في المنتصف , جال ًسا بها
بوسعود و عبدالعزيز.
دخل سلطان : السالم
:وعليكم السالم والرحمة
سلطان يجلس بمقابلهم : بتروح للجوهي الحين ؟
عبدالعزيز : إيه
سلطان : التحاول تآخذ وتعطي معاه , نص ساعة ال تزيد .. أفهم بس وين
راح يروح هو واللي معاه وأطلع
عبدالعزيز : طيب . . وقف
سلطان : لحظة . . وقف خلفه وهو يُخِفي أسفَل شماغ عبدالعزيز سماعا ٍت
ُخرى
أ
عبدالعزيز : واضحة ؟
سلطان : ِكذا تمام
عبدالعزيز ينظر لنفسه بالمرآة ليتأكد من أ َّن ُكل شيء ُمرتَّب
سلطان : تذ ِّكر نص ساعة بس
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخر ج
سلطان و بوسعود توج ُهوا لغرفة المراقبة
سلطان : بوريان جاي و ضروري أشوفه أمسك اإلشراف عليهم اليوم وأنا
أمسك األرببعاء




بوسعود : تم
,
* في العَمــ ل
باريس
أفنان : و كان خاطب أختي
ضي : أحسب يقرب لك
أفنان : آل مايقرب لي بس أبوه يعرف عِِّمي وعاد عن طريق عمي تعَّرف
على أبوي
ض ي و ُهلكت من تعبئة بعض األوراق : وطيب ليه فصخ خطوبته بأختك
؟
أفنان : مافيه نصيب هي ماأرتاحت و أنفصلوا بدون مشاكل
ض ي !! : أووووف تعبت من هاألوراق
أفنان : ِعندك عيال منه ؟
ضي : أل أقولك ماأشوفه اال بالسنة كم مرة
أفنان : وكيف عايشة
ضي : زي مالخلق عايشيين , أنا عارفة عنده ظروف ومايقدر
أفنان : بس يعني مافكرتي تنفصلين ؟ يعني أنتي صغيرة وتقدرين
تتزوجين واحد بعمرك
ضي : ليه ؟ تحسبينهم اللي بعمرنا كويسيين ؟ بالعكس داشرين ويجون
يعقلونهم فينا
أفنان بإستغراب من طريقة تفكيرها : وش داشرين ؟ ماهم كلهم ! يعني
اللي عمرهم كذا

أو

يكونون ناضجين
ضي : أل أنا ماأحب البزارين أتزوجه عشان أربيه
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههه عمره

بزر!!
ِّع ماهو زي قبل عشان
َّع , جيلنا مررة مدل
ضي : بعيوني بزر و أكيد مدل
أوافق على أبو






أفنان : طيب راضية تآخذين واحد بناته كبرك
ضي : إيه راضية دامني مرتاحة معه و هو مرتاح ! عادي
أفنان : مدري ماأتقبل أشوف زوجين كذا أح َّسه بنته ماهو زوجته
ضي : ألنك متعودة على زواج الصغار
أفنان : آل الجوهرة أختي تزوجت واحد أكبر منها ب

سنة بس يعني
هم غير
ضي : وليه غير ؟
أفنان : يعني لما تشوفينه تعطينه ببداية الثالثينات مررة ماهو بعمره ؟ أكيد
شفتي صوره .. سلطان بن بدر ؟
ضي وتجمدت في مكانها
أفنان أنتبهت : وش فيك ؟
ضي : وش يقرب لكم سلطان ؟
أفنان : زوج اختي
ضي شهقت : نععععععععععم
ِر : وش فيك ؟ زوجها
أفنان بتوتِّ
ضي : وش يقرب لكم عبدالرحمن آل متعب ؟
أفنان بإبتسامة بلهاء : عِِّمي
َوار و غثيا ن
ضي و تشعُر بالكون يتل ُّف حولها , د
,
م
على طاولة الطعا
عبير : أنتي حاولي تتجاهلينه ومع األيام راح تنسين
رتيل تأكل بال نفس : أكيد يهيني وأجيه بعد
عبير : مع أنك أنتي اللي غلطتي بالبداية


إعدادات القراءة


لون الخلفية